دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #17  
قديم 8 شعبان 1443هـ/11-03-2022م, 08:20 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاجر محمد أحمد مشاهدة المشاركة
تفسير سورة العصر بالأسلوب المقاصدي
{والعصر * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
أقسم الله تعالى بالعصر ، ومجمل أغلب أقوال أهل التفسير في العصر العبارة ناقصة أو تحتاج لإعادة صياغة ويطلق العصر على الصلاة المؤقتة بوقت العصر ،ويطلق العصر على مدة معلومة لوجود جيل من الناس 1
وقال الطاهر بن عاشور في تفسير" ويجوز أن يراد به عصر الاسلام لآنه خاتمة الأديان .،ومناسبة القسم بإرادة عصر الإسلام ظاهرة ،فإنها بينت حال الناس في عصر الإسلام بين من كفر به ومن آمن"1
يحسن هنا أن نذكر الراجح من القول؛ فنعود لتفسير ابن جرير في معرفة القول الراجح في المسألة حيث قال أن العصر هو اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه.
فالأيات بينت أن الإنسان ومراد به جميع الناس ، كلهم في خسران، والخسارة ضد النجاة والفوز، فكل الناس في خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر
فالناس بعد مجيء رسالة الإسلام على حالين:
إما مؤمنون وهم الذين آمنوا و عملوا الأعمال الصالحة وهم الذين لهم حسن العاقبة
وإما كافرون، والكفر وهو أعظم الخسر فالخسارة درجات يتفاوت فيها الناس
فمن آمن وصدق بالله وبرسوله لابد له من العمل الصالح، والعمل الصالح هو ما كان خالصاً لله تعالى وصواباً أي موافقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ذكر السعدي رحمه الله في تفسيره كيف يكون تفاوت الناس في الخسران
وقرن الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر، وعطفه عليه من عطف الخاص على العالم بالصبر والتواصي بالحق من الأعمال الصالحة.
والتواصي أي أوصى بعضهم بعضاً ، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات يوصى بعضهم بعضاً بالحق أي إقامة الدين وبالصبر
والصبر :
لغة :نقيض الجزع ،وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئًا فقد صَبَرَه، والصبر: حبس النفس عن الجزع 2
معنى الصبر اصطلاحًا:
(الصبر هو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره)4
فإقامة الدين والعمل الصالح لأبد له من الصبر ،منع النفس عن هواها والصبر جماع الأخلاق فكل ما يقبح وكل ما تكرهه النفس لابد للمرء من أن يصبر على تركه وعلى فعله
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له)5
والصبر إما على فعل الطاعات ، أو صبر عن المعصية فترك السيئات ، والابتعاد عنها لابد له من صبر ولا يكون الصبر إلا بمعرفة سوء عاقبة الشئ و معرفة عاقبة تركه
قال الطاهر بن عاشور : "والتخلق بالصبر ملاك فضائل الأخلاق كلها ، فإن الارتياض بالأخلاق الحميدة لا يخلو من حمل المرء نفسه على مخالفة شهوات كثيرة ، ففي مخالفتها تعب يقتضي الصبر عليه حتى تصير مكارم الأخلاق ملكة لمن راض نفسه عليها "6

وقال أبو حاتم: (الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات(7
فالصبر للمؤمن ضرورة لازمة لابد لهم منه ، ففي هذه الحياة الدنيا يبتلون بالشهوات و بالمكاره قال النبي صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) 5،فلا يمكن للمؤمن أن يجتازها الا بالصبر
والصبر كما هو ضرورة للمؤمن في خاصة نفسه فهو ضرورة لجماعة المؤمنين أن يصبروا على إنكار المنكرات وعلى الأمر بالمعروف ، وعلى إقامة الدين في الأرض .

لذلك جعل آجر الصابرون مضاعف مرتين قال تعالى ) أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا) وقوله تعالى (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)
والصبر ورد ذكره في القرآن كثيراً ، فهو أكثر الأخلاق وروداُ في القرآن وذلك لأنه ركيزة لكل خلق ، والنبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق
فأمر الله في سورة العصر أن يتواصى المؤمنون بالصبر ويوصي بعضهم به بعض لأنه خلق لازم لهم في هذه الحياة ،فلا فالح لهم بدونه
فالإيمان والعمل الصالح وإقامة الحق والتواصي به كل ذلك لابد له من الصبر ، وبهذا كله تكون نجاة الإنسان في الدنيا وفوز في الآخرة، وهو مقصد هذه السورة

المراجع :
1 تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور سورة العصر
2 تفسير التحرير والتنوير الطاهر بن عاشور سورة العصر
3- الصحاح للجوهري
4- رسالة ابن القيم لأحد اخوانه
5-الصبر والثواب لإبن ابي الدنيا
6-روضة العقلاء لابن حبان البستي
7- صحيح مسلم صفة الجنة







أحسنتِ سددكِ الله وبارك فيك.
كان وقوفك على تفسير الصبر أكثر من وقوفك على المقصد العام للسورة فجعل الرسالة وكأن المقصود بها الحديث عن الصبر؛ فينبغي التنبه لذلك وفقك الله.
ثم وددت التنبيه على العناية بصياغة النص وقراءته وتصحيحه من الأخطاء قبل اعتماده.
سددكِ الله وبارك فيك
الدرجة: ب

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir