دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو القعدة 1441هـ/22-06-2020م, 12:16 AM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

أدّ تطبيقين من تطبيقات كلّ درس من الدروس التالية:
تطبيقات الدرس الرابع عشر:


بيّن اللطائف البيانية للالتفات في الآيات التاليات:
:1 قوله الله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)}
الخطاب لجميع السامعين؛ فدخل فيه الكافرون، وهم المقصود الأول من هذا الخطاب، لأنه تعليم وإيقاظ بالنسبة إليهم، وتذكير بالنسبة إلى المؤمنين.
قوله: (وَهُوَ اللَّهُ ) تصدرت الآية بهذا الاسم العظيم لإفادة الحصر، فكان في التنبيه على هذا دلالة عظيمة على كونه قادراً مختارًا عالما بالكليات والجزئيات .
قوله: (فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ) المعنى وهو الإله وهو المعبود في كل واحدة من السماوات ففي كل واحدة من هذا الجنس هو المألوه المعبود فذكر الجمع هنا أبلغ وأحسن من الإقتصار على لفظ الجنس الواحد ،دلالة على سعة علمة وإحاطته بجميع الكون .
قوله: (فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي ) الالتفات من المضمر إلى الظاهر في الاية للتنصيص على أنه لا يشاركه أحد في صفاته في الكائنات كلها.
قوله:(وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ ) في الآية تقديم وتأخير تقديره:( وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات والأرض) فقدم تعالى في الآية وأخر،لأجل بيان سعة علمه وإحاطته بجميع الأمور سرها وعلانيتها .
قوله: (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)
من الملفت أن" يَعْلَمُ" جاءت بالفعل المضارع، وأظهرت وكان محلها الإضمار لغرض استحضارعلم الله ومراقبتهن ليكون رادعاً ومذكراً للعبد متى ما غفل أو نسى .
قوله: (وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) وهنا التفات حيث خُصّ بالذكر وأظهر في محل اضمار لاسترعاءَ الإنتباه والإهتمام بالعمل لأنه الذي يتعلق به الجزاء.
وفي اختيار لفظة "تكسبون" دون غيرها لينتبه القارئ إلى إصلاح عمله الذي هو كسبه فيبذل الجهد في اخلاصه واتقانه .

قوله: (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ)
ضمائر جمع الغائبين في الآية، للمشركين والالتفات في هذا الموضع من أحسن الالتفات، لأن الالتفات يحسنه أن يكون له مقتضى زائد على نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب يراد منه تجديد نشاط السامع أو التالي، فالمراد من هذا الالتفات الإشعار بأن ذكر قبائحهم قد اقتضى أن يضرب عنها ، وأن تعدد جناياتهم لغيرهم ذما لهم، وتقبيحا لحالهم،وتشهيراً بهم، وتمحيضا للخطاب للمؤمنين .
"وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ"
ما نافية، وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية، أو للدلالة على الاستمرار التجددي.
-مناسبة إضافة الآيات إلى اسم الرب :
في هذه الإضافة تقريعاً للكافرين،وتحذيراً للغافلين، من حيث شأن هذه الآيات العظيمة التي هي منزلة من رب عظيم، لأن الربوبية تشمل المعاني الثلاثة، الخلق والملك وتدبير الأمر.
-كذلك في لفظة "تأتي" وكونها مضارعاً لفتة بليغة لأن المراد بإتيانها بلوغها إليهم وتحديهم بها، فشبه البلوغ بمجيء الجائي، كقول النابغة:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني .
وفي استعمال المضارع دون الماضي دلالة على تجدد الآيات والنذر ومع ذلك والعياذ بالله هم ملازمون للغفلة والإعراض .

5 : قول الله تعالى: { أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)}
قوله:" أَلَمْ يَرَوْا" بداية الآية بالإستفهام فيها لفت للنظر وتنبيهاً للمكذب والغافل عن قدرة الله التامة، وسلطانه العظيم، وشأنه الرفيع الذي تجب طاعته والانقياد لأوامره، وتصديق أنبيائه فيما جاءوا به من الحق الذي لا محيد عنه .
-وكذلك الفعل المضارع " يَرَوْا" فيه لفت نظر إلى تصريف الليل والنهار وتجدد احوالها
ومخالفة ما بينهما حتى يستحضر المتأمل هذا الفعل العجيب الذي لطول ملازمته قد يغفل عنه ولا ينتبه له .
-كذلك من بديع المعاني في هذه الآية ما يسمى بالاحتباك حيث يُذكر في كل جملة ما حُذف من الأخرى مع التقابل.
قوله: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" ختم الآية بهذه الجملة فيه تنبيه على أهمية تفقد العبد لإيمانه ومدى انتفاعه بالآيات الكونية والشرعية .

قوله تعالى:(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)
قوله: " وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ" انتقال من الحاضر إلى المستقبل ليستحضر المتدبر بالآيات ذلك اليوم المهيب فيسارع إلى التوبة ويحسن العمل .
-" فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ " عُدل إلى الماضي والسياق يقضي بأن يأتي بالمستقبل للإشعار بتحقيق الفزع وانه كائن لا محالة لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به. ، وقرينة الاستقبال ظاهرة من المضارع في قوله ”ينفخ“ .
-وكذلك في اظهار " مَنْ فِي" لاسترعاء الإنتباه بحيث يتنبّه المخاطب بعد أن يشمله الحديث بصيغة الغائب .
-" وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ" ضمير الغيبة الظاهر في ”آتوه“ عائد إلى اسم الجلالة ، ويجوز أن يعود الضمير على "يوم ينفخ في الصور" ولعل في إبهامه لفت نظر،تعظيماً له وتخويفاً للعباد مما أمامهم في ذلك اليوم وما فيه من المحن والكروب .

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن معاني الاستفهام في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:
1 : قول الله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}.
الإستفهام للتفخيم والتعظيم والتعجيب ، أي: ما أعظم عذابي النازل بأعدائي، وما أعظم نُذري التي تُنذر وتخوف من العقاب أن ينزل بمن خالف .
وقيل: إنه للتقرير؛ لأن الله يقررنا بالعذاب وبالنذر، ويراد به حمل المخاطبين على الإقرار بوقوع عذابه تعالى للمكذبين .
ولا يمتنع أن تجتمع عدداً من المعاني في الاستفهام الواحد .

:5 قول الله تعالى: { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا}.
يوجد في الآية استفهامان :
الأول: قوله :(أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ)
الهمزة للاستفهام الانكاري والتقريع والواو عاطفة على ما تقدم من قصة أحد والمعنى لا ينبغي لكم أن تتعجبوا من فشلكم فإنكم تعلمون السبب وإذا عرف السبب بطل العجب .
الثاني :قوله : (أَنَّى هَذَا)
اسم استفهام والغرض منه التعجب ويحتمل معنيين الأول :من أين هذا ؟
ويقصد به من أين أصابنا هذا الانهزام والقتل ونحن نقاتل في سبيل الله ومعنا رسول الله وقد وعدنا الله بالنصر عليهم .
والمعنى الثاني: كيف هذا ؟ أي كيف أصابنا هذا ونحن نقاتل أعداء الله، وقد وعدنا بالنصر وإمداد الملائكة ؟ فاستفهموا على سبيل التعجب عن ذلك.
واجتماع هذه المعاني وتنوعها يدل على بلاغة القران وإعجازه..ففي الآية الواحدة تجد معنيين وأكثر اجتماع تنوع وتكامل لا اجتماع تضاد.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1443هـ/8-10-2021م, 11:17 AM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
أدّ تطبيقين من تطبيقات كلّ درس من الدروس التالية:
تطبيقات الدرس الرابع عشر:


بيّن اللطائف البيانية للالتفات في الآيات التاليات:
:1 قوله الله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)}
الخطاب لجميع السامعين؛ فدخل فيه الكافرون، وهم المقصود الأول من هذا الخطاب، لأنه تعليم وإيقاظ بالنسبة إليهم، وتذكير بالنسبة إلى المؤمنين.

في الآيات التفات من المخاطب في قوله تعالى: {يعلم سركم وجهركم ويعلمُ ما تكسبون} إلى الغيبة في :{وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ}, فأفاد التوبيخ والإعراض

قوله: (وَهُوَ اللَّهُ ) تصدرت الآية بهذا الاسم العظيم لإفادة الحصر، فكان في التنبيه على هذا دلالة عظيمة على كونه قادراً مختارًا عالما بالكليات والجزئيات .
قوله: (فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ) المعنى وهو الإله وهو المعبود في كل واحدة من السماوات ففي كل واحدة من هذا الجنس هو المألوه المعبود فذكر الجمع هنا أبلغ وأحسن من الإقتصار على لفظ الجنس الواحد ،دلالة على سعة علمة وإحاطته بجميع الكون .
قوله: (فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي ) الالتفات من المضمر إلى الظاهر في الاية للتنصيص على أنه لا يشاركه أحد في صفاته في الكائنات كلها.
قوله:(وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ ) في الآية تقديم وتأخير تقديره:( وهو الله يعلم سركم وجهركم في السموات والأرض) فقدم تعالى في الآية وأخر،لأجل بيان سعة علمه وإحاطته بجميع الأمور سرها وعلانيتها .
قوله: (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ)
من الملفت أن" يَعْلَمُ" جاءت بالفعل المضارع، وأظهرت وكان محلها الإضمار لغرض استحضارعلم الله ومراقبتهن ليكون رادعاً ومذكراً للعبد متى ما غفل أو نسى .
قوله: (وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) وهنا التفات حيث خُصّ بالذكر وأظهر في محل اضمار لاسترعاءَ الإنتباه والإهتمام بالعمل لأنه الذي يتعلق به الجزاء.
وفي اختيار لفظة "تكسبون" دون غيرها لينتبه القارئ إلى إصلاح عمله الذي هو كسبه فيبذل الجهد في اخلاصه واتقانه .

قوله: (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ)
ضمائر جمع الغائبين في الآية، للمشركين والالتفات في هذا الموضع من أحسن الالتفات، ما هو؟ لأن الالتفات يحسنه أن يكون له مقتضى زائد على نقل الكلام من أسلوب إلى أسلوب يراد منه تجديد نشاط السامع أو التالي، فالمراد من هذا الالتفات الإشعار بأن ذكر قبائحهم قد اقتضى أن يضرب عنها ، وأن تعدد جناياتهم لغيرهم ذما لهم، وتقبيحا لحالهم،وتشهيراً بهم، وتمحيضا للخطاب للمؤمنين .
"وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ"
ما نافية، وصيغة المضارع لحكاية الحال الماضية، أو للدلالة على الاستمرار التجددي.
-مناسبة إضافة الآيات إلى اسم الرب :
في هذه الإضافة تقريعاً للكافرين،وتحذيراً للغافلين، من حيث شأن هذه الآيات العظيمة التي هي منزلة من رب عظيم، لأن الربوبية تشمل المعاني الثلاثة، الخلق والملك وتدبير الأمر.
-كذلك في لفظة "تأتي" وكونها مضارعاً لفتة بليغة لأن المراد بإتيانها بلوغها إليهم وتحديهم بها، فشبه البلوغ بمجيء الجائي، كقول النابغة:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني .
وفي استعمال المضارع دون الماضي دلالة على تجدد الآيات والنذر ومع ذلك والعياذ بالله هم ملازمون للغفلة والإعراض .

5 : قول الله تعالى: { أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)}
قوله:" أَلَمْ يَرَوْا" بداية الآية بالإستفهام فيها لفت للنظر وتنبيهاً للمكذب والغافل عن قدرة الله التامة، وسلطانه العظيم، وشأنه الرفيع الذي تجب طاعته والانقياد لأوامره، وتصديق أنبيائه فيما جاءوا به من الحق الذي لا محيد عنه .
-وكذلك الفعل المضارع " يَرَوْا" فيه لفت نظر إلى تصريف الليل والنهار وتجدد احوالها
ومخالفة ما بينهما حتى يستحضر المتأمل هذا الفعل العجيب الذي لطول ملازمته قد يغفل عنه ولا ينتبه له .
-كذلك من بديع المعاني في هذه الآية ما يسمى بالاحتباك حيث يُذكر في كل جملة ما حُذف من الأخرى مع التقابل.
قوله: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" ختم الآية بهذه الجملة فيه تنبيه على أهمية تفقد العبد لإيمانه ومدى انتفاعه بالآيات الكونية والشرعية .

قوله تعالى:(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)
قوله: " وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ" انتقال من الحاضر إلى المستقبل ليستحضر المتدبر بالآيات ذلك اليوم المهيب فيسارع إلى التوبة ويحسن العمل .
-" فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ " عُدل إلى الماضي والسياق يقضي بأن يأتي بالمستقبل للإشعار بتحقيق الفزع وانه كائن لا محالة لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به. ، وقرينة الاستقبال ظاهرة من المضارع في قوله ”ينفخ“ .
-وكذلك في اظهار " مَنْ فِي" لاسترعاء الإنتباه بحيث يتنبّه المخاطب بعد أن يشمله الحديث بصيغة الغائب .
-" وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ" ضمير الغيبة الظاهر في ”آتوه“ عائد إلى اسم الجلالة ، ويجوز أن يعود الضمير على "يوم ينفخ في الصور" ولعل في إبهامه لفت نظر،تعظيماً له وتخويفاً للعباد مما أمامهم في ذلك اليوم وما فيه من المحن والكروب .

وفقك الله : المطلوب ذكر الالتفات في الآيات ثم بيان اللطائف البيانية

تطبيقات الدرس الخامس عشر:
بيّن معاني الاستفهام في الآيات التاليات، واشرح المسائل المتعلقة به:
1 : قول الله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)}.
الإستفهام للتفخيم والتعظيم والتعجيب ، أي: ما أعظم عذابي النازل بأعدائي، وما أعظم نُذري التي تُنذر وتخوف من العقاب أن ينزل بمن خالف .
وقيل: إنه للتقرير؛ لأن الله يقررنا بالعذاب وبالنذر، ويراد به حمل المخاطبين على الإقرار بوقوع عذابه تعالى للمكذبين .
ولا يمتنع أن تجتمع عدداً من المعاني في الاستفهام الواحد .
التقريع والتهديد والتعظيم معان خاصة بالمشركين والتعجيب خاص بالمؤمنين

:5 قول الله تعالى: { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا}.
يوجد في الآية استفهامان :
الأول: قوله :(أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ)
الهمزة للاستفهام الانكاري والتقريع والواو عاطفة على ما تقدم من قصة أحد والمعنى لا ينبغي لكم أن تتعجبوا من فشلكم فإنكم تعلمون السبب وإذا عرف السبب بطل العجب .
الثاني :قوله : (أَنَّى هَذَا)
اسم استفهام والغرض منه التعجب ويحتمل معنيين الأول :من أين هذا ؟
ويقصد به من أين أصابنا هذا الانهزام والقتل ونحن نقاتل في سبيل الله ومعنا رسول الله وقد وعدنا الله بالنصر عليهم .
والمعنى الثاني: كيف هذا ؟ أي كيف أصابنا هذا ونحن نقاتل أعداء الله، وقد وعدنا بالنصر وإمداد الملائكة ؟ فاستفهموا على سبيل التعجب عن ذلك.
واجتماع هذه المعاني وتنوعها يدل على بلاغة القران وإعجازه..ففي الآية الواحدة تجد معنيين وأكثر اجتماع تنوع وتكامل لا اجتماع تضاد.
أحسنت نفع الله بك
ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثاني

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir