دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > تدوين التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1443هـ/4-01-2022م, 10:02 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس السادس: تدوين التفسير في زمان التابعين رحمهم الله

الدرس السادس: تدوين التفسير في زمان التابعين رحمهم الله
عناصر الدرس:
- تمهيد.
1: أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي البصري (ت:82هـ).
2: أبو صالح باذام مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب (ت: 92هـ تقريباً).
3: سعيد بن جبير بن هشام الأسدي (ت: 95هـ).
4: أبو مالك غزوان الغفاري (ت: 95 هـ تقريباً).
5: أربدة التميمي (ت:102 هـ تقريباً).
6: مجاهد بن جبر المكي (ت:102هـ).
7: الضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي (ت: 105هـ).
8: عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي (ت: 105هـ).

9: الحسن بن أبي الحسن البصري(ت:110هـ).
10: عطية بن سعد بن جنادة الجدلي العوفي (ت:111هـ).
11: الحكم بن عتيبة الكندي (ت: 115هـ).
12: محمد بن أبي محمّد الحِرَشي مولى زيد بن ثابت (ت: 120 هـ تقريباً ).
13: القاسم بن أبي بزة نافع المكي (ت:124هـ).
14: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي (ت:127هـ).
15: عمرو بن مالك النكري (ت:129 هـ).
16: عبد الله بن أبي نجيح المكي (ت: 131هـ).
17: أبو رجاء محمد بن سيف الحداني الأزدي (ت: 135هـ).
18: عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ).
19: زيد بن أسلم العدوي (ت:136هـ).
20: الربيع بن أنس بن زياد البكري (ت: 137هـ).
21: أبو القاسم جويبر بن سعيد الأزدي البلخي (ت: 145هـ تقريباً).
22: أبو روق عطية بن الحارث الهمداني (ت: 145هـ تقريباً).
23: أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي(ت:148هـ).
24: محمد بن إسحاق بن يسار (ت:151 أو 152 هـ).
25: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً ).


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1443هـ/4-01-2022م, 10:17 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

تمهيد
أوّل ما بلغنا من تدوين التفسير ما كتبه أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما، فقد صحّ أن مجاهد بن جبر، وسعيد بن جبير كانا يسألانه عن التفسير ويكتبان، وكتب عنه أيضاً أربدة التميمي، وأبو مالك الغفاري، وأبو صالح مولى أمّ هانئ، وغيرهم. وروايات هؤلاء عن ابن عباس كثيرة جداً، وقد أخرج كثيراً منها أهلُ الحديث في دواوين السنة، وأهل التفسير في كتب التفسير، ورويت عنهم صحف في التفسير.
وكانوا مع روايتهم التفسير عن ابن عباس وغيره معدودين من أهل التفسير الذين تُنقل أقوالهم وتدوَّن، وكان بعضهم من أهل مكة كمجاهد، وبعضهم من أهل العراق كسعيد بن جبير، وأربدة التميمي، وأبي مالك الغفاري.
ومنهم من كان من أهل مكة ثم انتقل إلى العراق كأبي صالح.
فأول ما عُرف تدوين التفسير في مكة، ثم في العراق، ثم في خراسان، ثم في المدينة والشام ومصر، ثم شاع في سائر الأمصار.
وقد اجتهدت في رصد ما كتب في التفسير في القرون الأولى، وذكرت كلَّ من وقفت على أنّ له كتاباً في التفسير يُروى عنه، ولا أزعم أني استقصيت، لكن أرجو أني أتيت على المهمّ المشتهر من كتبهم وبعض ما لم يشتهر، ليستفيد به طلاب العلم تصوّراً كافياً عن تاريخ التأليف في التفسير، وتدرّج التفاسير، واستمداد بعضها من بعض، وتنامي أغراض التأليف في التفسير من نشأة تدوين التفسير إلى القرن الرابع الهجري.

ورأيت أن ترتيب أسماء المفسّرين على تواريخ الوفيات في كل قرن أقرب إلى ضبط التسلسل الزمني، وإن كان بعض من أخَّرت أسماءَهم أسنُّ من بعض من قدّمتهم، وبدأت بالتابعين ثم تابعي التابعين، ثم بقية أصحاب التفاسير في القرن الثالث، ثم القرن الرابع، والله المستعان والموفّق.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1443هـ/4-01-2022م, 10:18 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

1: أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي البصري (ت:82هـ)
من قرّاء التابعين بالبصرة وفقهائهم، كان عابداً قويّاً أيّداً، يواصل الصيام بالأيام، قُتل يوم الزاوية في فتنة ابن الأشعث.
- قال عمرو بن مالك النكري: سمعت أبا الجوزاء يقول: (جاورت ابن عباس ثنتي عشرة سنة، وما من القرآن آية، إلا وقد سألته عنها). رواه الإمام أحمد في العلل.
روى عنه عمرو بن مالك النُّكري صحيفة في التفسير أكثرها عن ابن عباس، وفيها بعض أقوال أبي الجوزاء، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة؛ فلا أدري أهي من كتابة أبي الجوزاء أو إملائه أو أنّ عمرو بن مالك كتبها مما حفظه منه.



2: أبو صالح باذام مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب (ت: 92هـ تقريباً)
ويقال: باذان، وباذام أشهر.
- قال ابن أبي خيثمة: (اختلف فيه وكيع وأبو نعيم، فقال أحدهما: باذان، وقال الآخر: باذام).
- وقال مصعب بن عبد الله الزبيري، وأحمد بن حنبل: باذام.
روى عن مولاته أمّ هانئ بنت أبي طالب، وعن أخيها عليّ بن أبي طالب، وعن أبي هريرة وابن عباس وغيرهم.
وروى عنه جماعة من الأئمة منهم: أبو قلابة الجرمي، وعاصم بن أبي النجود، وسليمان الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، والسديّ، ومنصور بن المعتمر، ومالك بن مغول، وسفيان الثوري، وغيرهم.
وروى شعبة عنه من طريق السدي.
وروى عنه الكلبي بواطيل كثيرة، والآفة من الكلبي.
وكان أبو صالح معلّم كُتّاب بمكّة، وله اشتغال بالتفسير، ثم انتقل إلى الكوفة، ونزل في محلّة بجيلة، وكان جاراً لإسماعيل بن أبي خالد البجلي؛ فروى عنه تفسيراً كثيراً.
وقد اختلف فيه الأئمة النقّاد، وخلاصة القول فيه: أنّ أقواله في التفسير معتبرة إذا صحّ إسنادها إليه، وأما ما رواه عن ابن عباس وغيره فيُقبل منه ما وافق فيه ثقات أصحابهم، ولا يحتمل تفرّده.
وأما ما رواه الكلبي عن أبي صالح فليس بشيء؛ وذلك لأن الكلبي كان يكذب عليه كثيراً.
وقد روى عنه شعبة بن الحجاج من طريق السدّي أقوالاً يسيرة في التفسير؛ فكان لا يجاوز بها أبا صالح.
- قال شعبة، عن إسماعيل السدي، عن أبي صالح صاحب الكلبي في قوله: {والمرسلات عرفا} قال:( هي الرياح). رواه ابن جرير.
ولم يكن صاحباً للكلبي، وإنما كان هذا التعريف لكثرة رواية الكلبي عنه، وقد كانت رواية الكلبي عنه من أكثر ما أساء إليه؛ فإنّه قد روى عنه باطلاً كثيراً لا يصحّ عنه، وكثير منه يسنده إلى ابن عباس؛ فما يرويه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فهو باطل.
- قال أبو جناب الكلبي: (حلف أبو صالح أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئاً). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
وهذا مما يدلّ على أنّ له كتاباً في التفسير، لكنّه لم يقرأه على الكلبي.

وقد روى تفسيره السديُّ وإسماعيلُ بن أبي خالد وسماك بن حرب، وقد أخرج منه أصحاب التفاسير المسندة جملة من المرويات.

3: سعيد بن جبير بن هشام الأسدي (ت: 95هـ)
كان من جهابذة العلماء وكبار العبّاد، أخذ جلّ علمه عن ابن عباس وابن عمر وأخذ عن غيرهما من الصحابة وكبار التابعين، وكان حافظاً فَهِماً، وكان يسائل ابن عباس، ويحسن فهم مسائل العلم؛ فاعتنى به ابن عباس، وحدّثه فأكثر؛ حتى قال له: (لقد حفظت عني علماً كثيراً)
وكان سعيد يكتب في صحف له، وأجازه بالإفتاء والتحديث.
- قال جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: (كنت أجلس عند ابن عباسٍ فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ..). رواه الدارمي.
- وقال عثمان بن حكيمٍ: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: (كنت أسير مع ابن عباسٍ في طريق مكة ليلاً، فكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه). رواه الدارمي.
وهذا يدلّ على أنّ له أصلاً يكتب فيه ما يستفيده بالكتابة العجلى، وكان الشائع في كتب القرن الأول أنها على هيئة درج مستطيل؛ فربما بلغت الصحيفة الواحدة أذرعاً كثيرة فتطوى طوياً حتى يسهل حملها وتداولها.
وقد رُوي أنّ الخليفة عبد الملك بن مروان سأله أن يكتب له التفسير؛ فكتبه، وتفسيره هذا رواه عنه عطاء بن دينار (ت:126 هـ) وجادة.
- قال أبو حاتم الرازي لمّا سُئل عن عطاء بن دينار: (هو صالح الحديث إلا أن التفسير أخذه من الديوان؛ فإنَّ عبد الملك بن مروان كتب يسأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن؛ فكتب سعيد بن جبير بهذا التفسير إليه؛ فوجده عطاء بن دينار في الديوان فأخذه؛ فأرسله عن سعيد بن جبير). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال الحافظ أحمد بن صالح المصري: (عطاء بن دينار هو من ثقات أهل مصر، وتفسيره فيما يروي عن سعيد بن جبير صحيفة، وليست له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير). رواه ابن أبي حاتم.
والمقصود أنّ سعيد بن جبير كان من أوّل من دوّن التفسير فيما أعلم، والذي يظهر من سيرته العلمية ومما رواه عنه عطاء بن دينار أن التفسير الذي كتبه كان أكثره من قوله لا مما يرويه عن ابن عباس.

4: أبو مالك غزوان الغفاري (ت: 95 هـ تقريباً)
من ثقات التابعين أخذ التفسير عن ابن عباس، وعرف بأنّه صاحب التفسير.
وهو ثقة عالم بالتفسير إلا أنّه دون طبقة مجاهد وسعيد بن جبير في الشهرة وكثرة الرواية عن ابن عباس، وقد روى عنه حصين بن عبد الرحمن وإسماعيل بن أبي خالد بعض أقواله في التفسير ومروياته عن ابن عباس، وروى عنه السدي لكنّه خلط ما رواه عنه بمرويات غيره من غير تمييز.
وقد أخرج أصحاب التفاسير المسندة جملة من أقوال أبي مالك ومروياته عن ابن عباس من هذه الطرق.

5: أربدة التميمي (ت:102 هـ تقريباً):
وهو تابعي من أهل الكوفة، وثّقه العجلي وابن حبان، ولم أرَ فيه جرحاً، وكان يجالس ابن عباس والبراء بن عازب رضي الله عنهم، وروى التفسير عن ابن عباس.
- قال حميد الرؤاسي: حدثنا زهير عن أبي إسحاق [السبيعي] عن التميمي قال: (ما سمعت بأرض فيها علم إلا وقد أتيتها). رواه أحمد بن حنبل في العلل، وابن معين في تاريخه.
وكانت له صحيفة في التفسير رواها عنه أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو، وقد أخرج منها سفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهم روايات مفرّقة على السور

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1443هـ/4-01-2022م, 10:19 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

6: مجاهد بن جبر المكي (ت:102هـ):
هو مولى قيس بن السائب المخزومي، ولد في خلافة عمر، ولزم ابن عباس مدة طويلة، وعرض عليه القرآن ثلاث مرات.
- قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
لكن ما كتبه مجاهد عن ابن عباس لم نقف على أنه رواه بعينه لتلاميذه؛ والذي يظهر أنه إنما كتبه لنفسه ثمّ لمّا تصدّر أملى تفسيره بما اجتمع له من العلم من مصادر متعددة ومما فهمه من تفقّهه في القرآن.
وأكثر علم مجاهد في التفسير من قِبَل ابن عباس رضي الله عنهما، لكنه أخذ من غيره؛ فأخذ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير الليثي، وأخذ عن بعض من قرأ كتب أهل الكتاب ومنهم: تبيع بن عامر الحميري وكان رفيقه في الغزو وبينهما مودة، وأخذ عن مغيث بن سمي الأوزاعي، ويوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير وكان يهوديا فأسلم، وكان ممن قرأ كتب أهل الكتاب.
ولذلك دخل على مجاهد بعض الإسرائيليات وإن كان غير مكثر منها.
وقد قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم يتّقون تفسير مجاهد؟! قال: (كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب). رواه ابن سعد.
وكان أصحاب مجاهد يكتبون التفسير في مجالسه، وكتاباتهم متعددة، فيقع في كتاباتهم من الاختلاف في الفهم والضبط وزيادة بعضهم على بعض ما يقتضيه الحال.
- قال فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتّب، قال: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ» رواه الدارمي.
وقد رُوي أنّ مجاهداً أملى كتاباً في التفسير على تلميذه القاسم بن أبي بزة، ثم إنه أطلع عليها جماعة من أصحابه فاشتهرت رواياتهم لها عن مجاهد.
- قال سفيان بن عيينة: (لم يسمعه أحد من مجاهد إلا القاسم بن أبي بزة أملاه عليه، وأخذ كتابَه الحكم وليث وابن أبي نجيح). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
وهذا الكتاب في حقيقته من تفسير مجاهد مما ألقاه إليهم بعد ما تصدّر في التفسير، وهو غير حاصر لما رُوي عن مجاهد في التفسير؛ فقد روى عنه جماعة من أصحابه مسائل سألوها إياه في التفسير، ورووا بعض ما كتبوه عنه، فقول سفيان إنه لم يسمع التفسير أحد من مجاهد إلا القاسم منصرف إلى تلك النسخة المشتهرة التي سمعها القاسم منه تامة، ولا يقتضي نفي غيرها من الكتابات غير التامة وروايات المسائل عن مجاهد.

7: الضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي (ت: 105هـ):
من بني هلال بن عامر بن صعصعة، كان أهله ممن نفروا للغزو في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وولِدَ ببَلْخ وهي من مدن خراسان في أواخر خلافة عمر أو أوائل خلافة عثمان؛ فهو قريب السنّ من الحسن البصري وطبقته.
وكان معلّم كُتّاب فيه نحو ثلاثة آلاف صبي يعلّمهم حسبة من غير أجر، ولا تُعرف له رواية عن أحد من الصحابة، ولذلك عدّه ابن حبان من تابعي التابعين مع تقدّم سنّه، وعدّه الذهبي في الطبقة الثانية من التابعين، ولا يستبعد أن يكون رأى أحداً من الصحابة رضي الله عنهم، وشاركهم في الغزو، فقد جاهد في خراسان عدد كبير من الصحابة رضي الله عنهم، وذُكر الحسن البصري أنه شهد غزوة في خراسان فيها ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان الضحاك جَلْداً غزَّاء حتى بلغ الثمانين من عمره وهو يغزو.
وروايته عن ابن عباس منقطعة، لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه، وأخذ عن عبد الملك بن ميسرة عن ابن عباس، وغيرهما، وهو يرسل كثيراً عن ابن عباس وعن غيره من الصحابة، ولذلك فروايته عن الصحابة محكوم عليها بالانقطاع، وإنما عُرف بالتفسير، وهو ثقة مأمون في نفسه.
وقد رَوى عنه في التفسير جماعة من أصحابه، ودُوّنت عنه نسخ منها نسخة عبيد بن سليمان الباهلي، ونسخة جويبر بن سعيد الأزدي، ونسخة نصر بن مشارس الخراساني.
قال ابن عديّ: (روى التفسير عنه عبيد بن سلمان وجويبر بن سعيد وأبو مصلح نصر بن مشارس، ومن غير كتابٍ مؤلَّف: سلمة بن نبيط، وعلي بن الحكم البنانيّ).

8: عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي (ت: 105هـ):
تابعي كوفي، روى عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعامر الشعبي، وله مرويات في كتب التفسير المسندة أكثرها عن سعيد بن جبير والحسن بن عبد الله العرني، يروي عنه قتادة، وكان صاحب كتاب.
- قال وقاء بن إياس: (رأيت عزرة يختلف إلى سعيد بن جبير معه التفسير في كتاب، ومعه الدواة يغير). رواه البخاري في التاريخ الأوسط، وابن سعد، وابن أبي خيثمة.

9: الحسن بن أبي الحسن البصري(ت:110هـ):

من سادات التابعين، عالم عابد، وفقيه واعظ، ومفسّر بارع، له كلام جليل القدر في التفسير والإبانة عن معاني القرآن، وكان ممن يرى كتابة العلم، وروي عنه أنه أملى التفسير على أصحابه، وممن كتب عنه التفسير: أبو رجاء الحدّاني، والربيع بن أنس البكري، ومقاتل بن حيان، وعباد بن منصور الناجي.
- قال ابن وهب: أخبرني السري بن يحيى، عن الحسن أنه كان لا يرى بكتاب العلم بأسا، وقد كان أملى التفسير فكُتِب. ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.

10: عطية بن سعد بن جنادة الجدلي العوفي (ت:111هـ):
تابعي من بني عوف بن سعد، وهم من بكر بن وائل، هكذا نسبه ابن حزم والخطيب البغدادي والسمعاني، وفي نسبه أقوال أخرى.
وقد كان من أصحاب أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وحدّث عنه بأحاديث صالحة، وحدّث عن غيره، ثم دلّس بعدها عن بعض الضعفاء؛ فاختلط صحيح حديثه بضعيفه؛ فمن أهل العلم من ترك حديثه، ومنهم من رأى أن يكتب حديثه ليُميّز صحيحه من ضعيفه، وهو في نفسه لم يكن متّهماً بالكذب، لكنه كان يدلّس عن الضعفاء، وربّما كناهم بما لا يُعرفون به.
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي ذكر عطية العوفي؛ فقال: (هو ضعيف الحديث)
قال أبي: (بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد؛ فيقول: قال أبو سعيد، وكان هشيم يضعف حديث عطية).
- وقال سفيان الثوري: سمعت الكلبي قال: (كناني عطية أبا سعيد). رواه الإمام أحمد في العلل.
- وقال ابن حبان: (سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات أبو سعيد، جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد به الكلبي، فلا يحلّ الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب).
- وقال أبو حاتم الرازي: (ضعيف يكتب حديثه).
- وقال ابن سعد: (كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتجّ به).
- وقال ابن عدي: (قد روى عنه جماعة من الثقات، ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة، وعن غير أبي سعيد، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة).
- له مرويات وأقوال كثيرة في كتب التفسير، وأكثر ما يُروى عنه بالسلسلة المشهورة بالضعف في كتب التفسير، وهي التي يرويها عنه أبناؤه.
- قال ابن جرير الطبري: (حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده [عطية بن سعد العوفي] عن ابن عباس ... )
وروى بهذا الإسناد أكثر من ألف وثلاثمائة رواية.
- وقال ابن أبي حاتم: (أخبرنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي فيما كتب إلي حدثني أبي ثنا عمي عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس ... )
وروى ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره نحو ثلاثمائة رواية بهذا الإسناد الضعيف.
وتفسير العوفي كتاب، لكن لم أقف على خبر ثبت بأنّ أوّل من دوّنه هو عطية العوفي، وهذا الكتاب لا يُعتمد في نسبة الأقوال إلى ابن عباس، لكن فيه أقوال صالحة للاعتبار.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 جمادى الآخرة 1443هـ/4-01-2022م, 10:21 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

11: الحكم بن عتيبة الكندي (ت: 115هـ):
تابعي كوفي، من الأئمة الأعلام، روى عن أبي جحيفة السَّوائي رضي الله عنه، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى وشريح القاضي وغيرهم.
وكان من كبار أصحاب إبراهيم النخعي، وهو أحد رواة تفسير مجاهد، وروى مسائل في التفسير عن سعيد بن جبير، وله أقوال تروى عنه في كتب التفسير المسندة.
- قال أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس: حدثنا سفيان الثوري قال: (مكتوب في تفسير مجاهد وسمعته من المكيين وهو الذي أملاه مجاهد إملاء، وأخذه الحكم بن عتيبة من هاهنا فقدم به الكوفة فقال: هذا تفسير مجاهد {كونوا قردة خاسئين} قال: إنما مسخت قلوبهم). رواه ابن أبي خيثمة.

12: محمد بن أبي محمّد الحِرَشي مولى زيد بن ثابت (ت: 120 هـ تقريباً ):

مجهول الحال، وله صحيفة في التفسير جمعها من تفسير سعيد بن جبير وعكرمة ولم يميّز بينهما في أكثر المواضع، وهي نسخة كبيرة، رواها عنه ابن إسحاق، وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم نحو مائة وثلاثين رواية، لكنّهم لمّا فرقوها على الآيات لم يجدوا بداً من تكرار الإسناد؛ فكانوا يروون تلك المسائل على الشكّ بين سعيد بن جبير وعكرمة.

13: القاسم بن أبي بزة نافع المكي (ت:124هـ):
مولى عبد الله بن السائب بن صيفي المخزومي، روى عن أبي الطفيل رضي الله عنه، وعن سعيد بن جبير ومجاهد، وهو جدّ البزّي القارئ.
أملى عليه مجاهد كتاباً في التفسير، فرواه عنه.
- وقال عباس الدوري: سمعت يحيى [بن معين] يقول: قال سفيان بن عيينة: (تفسير مجاهد لم يسمعه منه إنسان إلا القاسم بن أبى بزة)
فقلت ليحيى: فابن أبى نجيح لم يسمعه من مجاهد؟
قال: (هكذا قال سفيان).
وقال يحيى: (شبل بن عباد أيضا هكذا، أي لم يسمعه).
- وقال علي بن المديني: قال سفيان: (لم يسمعه أحدٌ من مجاهد إلا القاسم بن أبي بزة أملاه عليه، وأخذ كتابَه الحكم وليث وابن أبي نجيح). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
- وقال يحيى بن سعيد القطان: (لم يسمع ابن أبي نجيح من مجاهد التفسير، كله يدور على القاسم بن أبي بزة). رواه ابن أبي خيثمة عن علي بن المديني عن يحي القطان، وذكره البخاري في التاريخ الكبير عن يحيى القطان.
- وقال ابن حبان في الثقات: (ابن أبي نجيح وابن جريج نظرا في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير؛ فرويا عن مجاهد من غير سماع).

14: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي (ت:127هـ):

تابعي كوفيّ، رأى سعد بن أبي وقاص والحسن بن علي وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبا سعيد الخدري، وأبا هريرة وأنس بن مالك، وغيرهم.
وكان يقصّ بسدّة باب الجامع في الكوفة فلقّب بالسدّي، وقد اختلف فيه الأئمة النقاد فضعفه يحيى بن معين، ووثقه الإمام أحمد، وأخرج له مسلم في صحيحه.
وكانت أكثر عنايته بالتفسير، وله تفسير كبير جمعه من طرق أدخل بعضها في بعض، ثم ساقها مساقاً واحداً:
- من طريق أبي مالك الغفاري عن ابن عباس.
- ومن طريق أبي صالح مولى أمّ هانئ عن ابن عباس.
- ومن طريق مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود.
- ومما رواه هو عن ناس من الصحابة لم يسمّهم، ولا ندرى هل روايته عنهم متصلة أو مرسلة.
وهذا التفسير رواه عنه أسباط بن نصر الهمداني، وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهما مرويات كثيرة من تفسير السدي مفرقة على السور؛ فاضطرهم التفريق إلى تكرار الأسانيد في كلّ موضع.
وكان للسدي كتاب آخر في التفسير يرويه عن أبي صالح مولى أمّ هانئ؛ ففي التفاسير المسندة مرويات كثيرة من طريق السدي عن أبي صالح خاصة، وقد كان لأبي صالح صحيفة في التفسير، فلعله رواها عنه أو استملى منه بعض ما فيها.

15: عمرو بن مالك النكري (ت:129 هـ):

بصريّ من بني نُكْرَة بنِ لُكَيز، وهم بطن من بني عبد القيس، له جزء صغير في التفسير يرويه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس.
وروى عنه ابنه يحيى، وحماد بن زيد وغيرهما.
وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم جملة من الروايات التفسيرية من طريقه.
وقد اختُلف في عمرو بن مالك هذا:
- فقال ابن عديّ: (منكر الحديث عن الثقات، يسرق الحديث).
- وقال الذهبي: (صدوق).
- وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: (يُعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه).
- وذكره في مشاهير علماء الأمصار، وقال: (وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه وهو في نفسه صدوق اللهجة).
وابنه يحيى بن عمرو، ضعّفه أحمد وأبو زرعة والنسائي، وقال فيه يحيى بن معين: ضعيف جداً، وقال الدارقطني: (صويلح، يُعتبر به).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 جمادى الآخرة 1443هـ/4-01-2022م, 10:23 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

16: عبد الله بن أبي نجيح المكي (ت: 131هـ):
مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي، وكان مفتي أهل مكة بعد عمرو بن دينار، وهو ثقة في الحديث، إلا أنه جالس عمرو بن عبيد المعتزلي بأخرة، وعنه أخذ القول بالقدر، وكان يظنه قول الحسن البصري، فكان يدعو إليه.
- قال سفيان بن عيينة: (لما مات عمرو بن دينار كان يفتي بعده ابن أبي نجيح). رواه ابن أبي خيثمة وأبو زرعة الدمشقي.
وابن أبي نجيح من كبار أصحاب مجاهد، وسماعه منه صحيح، وقد احتج البخاري ومسلم بروايته عن مجاهد، وله كتاب في التفسير يرويه عن مجاهد.
- قال يحيى القطان: (لم يسمع ابن ابى نجيح من مجاهد التفسير كله يدور على القاسم بن أبي بزة). ذكره البخاري في التاريخ الكبير، ورواه ابن أبي خيثمة في تاريخه.
- وقال ابن حبان: (ابن أبي نجيح وابن جريج نظرا في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير فرويا عن مجاهد من غير سماع).
- وقال أيضاً: (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة وأخذ الحكم وليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن عيينة من كتابه ولم يسمعوا من مجاهد).
وكون كتاب ابن أبي نجيح عن مجاهد في التفسير مأخوذ من كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد لا مطعن فيه؛ فكلاهما عالم موثق من أصحاب مجاهد.
- وقال إبراهيم بن الجنيد: قلت ليحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد القطان يزعم أن ابن أبي نجيح لم يسمع التفسير من مجاهد، وإنما أخذه من القاسم بن أبي بزة، فقال يحيى بن معين: «كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحقٌّ ذلك أم باطل، زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة، ولم يسمعه من مجاهد أحدٌ غير القاسم».
- قال وكيع بن الجراح: (كان سفيانُ يصحّح تفسير ابنُ أَبي نجيح). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الشافعي في كتبه أكثر الذي ينقله عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وكذلك البخاري في صحيحه يعتمد على هذا التفسير.
وقول القائل لا تصح رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد جوابه: أن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد من أصحّ التفاسير، بل ليس بأيدي أهل التفسير كتاب في التفسير أصحّ من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يكون نظيره في الصحة)ا.هـ.

- قال العراقي في تحفة التحصيل: (ذكره ابن المديني فيمن لم يلقَ أحداً من الصحابة رضي الله عنهم).
قلتُ: أما كونه لم تُحفظ له رواية عن أحد من الصحابة فهذا ممكن، وأما نفي اللقاء فغريب جداً، فإنه من أهل مكة، بل من أعيانهم ومشاهير أهل العلم والفتيا فيهم، وكانت مكة لا تكاد تخلو من أحدٍ من الصحابة في الحجّ في زمانهم، والنفوس تتوق إلى رؤية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بقي ابن أبي نجيح حتى ابيضّ رأسه ولحيته، وكان يفتي في المناسك في حياة عطاء بن أبي رباح بأمر الوالي؛ وكانت تطرح له وسادة في المسجد الحرام فيفتي الناس، ولعل مولده في زمان ابن الزبير إن لم يكن قبله، فلا يبعد أن يكون لقي عدداً من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا تلميذه شبل بن عباد المكي الذي توفي قريباً من سنة 160هـ رأى أبا الطفيل رضي الله عنه وشهد جنازته.
- قال محمد بن حميد الرازي: حدثنا جرير [بن حازم] قال: (رأيت ابن أبي نجيح أبيض الرأس واللحية). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عبد الله بن إبراهيم بن عُمر بن كيسان: أخبرني أبي، قال: (أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحاج صائحًا يصيح: لا يفت الناسَ إلا عطاء بن أبي رباح، وإن لم يكن عطاء فعبد الله بن أبي نجيح). رواه البخاري في التاريخ الكبير، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.

17: أبو رجاء محمد بن سيف الحداني الأزدي (ت: 135هـ):
أدرك أنس بن مالك، وروى عن الحسن البصري وعكرمة وابن سيرين وغيرهم، وقد وثقه يحي بن معين وابن سعد والنسائي.
وله تفسير يرويه عنه ابن علية ويزيد بن زريع وأبو إسحاق الفزاري وغيرهم، وأكثره عن الحسن البصري، وفيه مسائل عن عكرمة، وفيه أقوال لأبي رجاء، وأحرف في القراءة، كان يقرأ [شعفها حُبّا] بالعين.
وقد أخرج أصحاب التفاسير المسندة رواياتٍ من تفسير أبي رجاء.
- قال ابن أبي خيثمة: (أبو رجاء: هو محمد بن سيف صاحب التفسير).
- وقال أبو زرعة الرازي: (سألت محمد بن المنهال أن يقرأ عليَّ تفسير أبى رجاء ليزيد بن زريع؛ فأملى على من حفظه نصفه ثم أتيته يوما آخر بعد كم فأملى عليَّ من حيث انتهى؛ فقال: خذ.
فتعجبت من ذلك، وكان يحفظ حديث يزيد بن زريع).

18: عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ):

هو عطاء بن عبد الله، وقيل: بن ميسرة، أصله من بلخ، ولد سنة خمسين للهجرة، ونشأ بخراسان، ثم قدم الحجاز، ورأى ابنَ عمر، وكان صدوقاً عابداً كثير التلاوة، مجتهداً في نشر العلم، والوعظ والتذكير، سكن الشام، وجاهد في الثغور، وكان رفيع القدر عند أهل الشام، يذكّر في الغزوات، وله مجالس في التفسير، ومواعظ حسنة، وتوفّي بأريحا سنة 135 هـ.
لكن تُكلّم فيه من جهة سوء حفظه، وضعف ضبطه؛ فما يرويه عن غيره فضعيف لا يُحتجّ به، لكن يُعتبر من جهة المعنى، وأما أقواله في التفسير؛ فله أقوال حسنة تروى عنه، وقد كتب عنه يونس بن يزيد الأيلي جزءاً صغيراً في التفسير،وكتب عنه ابن جريج جزءاً في التفسير، وكذلك ابنه عثمان بن عطاء وهو ضعيف.

19: زيد بن أسلم العدوي (ت:136هـ):
الإمام الفقيه المفسر، كان معلّم كتّاب بالمدينة، وعني بالتفسير والفقه حتى تصدّر فيهما، وكان مهيباً محبوباً جليل القدر، وكان ممن يجتهد رأيه في التفسير، وهو ثقة ثبت مُجمع على توثيقه وإمامته، وقد تكلّم فيه بعض العلماء بسبب تفسيره بالرأي، والاجتهادُ السائغ لا يلام صاحبه.
وقد كان يَروي عن بعض من يقرأ كتب أهل الكتاب أخباراً إسرائيلية كوهب بن منبّه وغيره، وأحياناً يذكر الخبر الإسرائيلي من غير إسناد.
- وقال يعقوب بن شيبة: (زيد بن أسلم ثقة من أهل الفقه والعلم، وكان عالما بتفسير القرآن، له كتاب فيه تفسير القرآن). رواه ابن عساكر.
وهذا الكتاب لا أعلمه إلا ما رواه عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد، وقد جمع فيه أقواله مع أقوال أبيه فلم يتمحّض الكتاب لأبيه.
- وقال حماد بن زيد: قلت لعبد الله بن عمر [العمري]: زيد بن أسلم؟ فأثنى عليه خيراً، وقال: (غير أنه يفسّر القرآن برأيه). رواه ابن عساكر.
له مرويات كثيرة جداً في كتب التفسير المسندة، والرواة عنه نحو ستين راوياً ذكرت مراتبهم في سيرته المفصّلة.
وله كتاب في الناسخ والمنسوخ رواه عنه القاسم بن عبد الله العمري، وقد أخرجه ابن وهب في جامعه.

20: الربيع بن أنس بن زياد البكري (ت: 137هـ):

تابعيٌّ من أهل البصرة، رأى أنس بن مالك ولقي عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، ولازم الحسن البصري عشر سنين، وأخذ التفسير عن أبي العالية الرياحي، وله عنه نسخة في التفسير رواها عنه أبو جعفر الرازي.
انتقل إلى مرو هرباً من الحجاج، فبقي فيها مدة حتى ظهرت دعوة بني العباس، فناله من أذى أبي مسلم الخراساني ما ناله، وحبسه تسع سنوات، ومات في خلافة أبي جعفر المنصور.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 جمادى الآخرة 1443هـ/4-01-2022م, 10:24 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

21: أبو القاسم جويبر بن سعيد الأزدي البلخي (ت: 145هـ تقريباً):
اسمه جابر، وجويبر لقب، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأكثر روايته عن الضحاك بن مزاحم الهلالي، وله عنه نسخة في التفسير.
وهو من أهل بلخ بخراسان، ثم انتقل إلى الكوفة فهو معدود من الكوفيين، ثم سكن بغداد.
وهو ضعيف جداً في رواية الحديث لضعف ضبطه، تركه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وأما روايته في التفسير فهي معتبرة؛ كما قال الإمام أحمد: (ما كَانَ عن الضحاك فهو على ذاك أيسر، وما كَانَ يُسند عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فهو منكر).
- وقال أحمد بن سيار المروزي: (جويبر بن سعيد كان من أهل بلخ، وهو صاحب الضحاك، وله رواية ومعرفة بأيام الناس، وحاله حسن في التفسير، وهو لين في الرواية، روى عنه كبار الناس مثل الثوري وعبد الوارث بن سعيد).
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: قال سفيان بن سعيد: (لولا جويبر لمات علم الضحاك بن مزاحم).
وكان سفيان الثوري يروي عنه تفسير الضحاك.
وروى الإدريسي في تاريخ سمرقند كما في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي عن أحمد بن إبراهيم بن جعفر النيسابوري أنه قيل لابن خزيمة: كنت تحتجّ بجويبر صاحب التفسير؟ فأقرّ به، وقال: (نعم).

22: أبو روق عطية بن الحارث الهمداني (ت: 145هـ تقريباً):

تابعي كوفي ثقة، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن عامر الشعبي والضحاك، وله عن الضحاك نسخة كبيرة في التفسير رواها عنه بشر بن عمارة الخثعمي، وقد أخرج منها ابن جرير أكثر من مائة رواية، وأخرج منها ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره أكثر من ثلاثمائة رواية.
- قال ابن سعد: (أبو روق واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم وهو صاحب التفسير وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره).

23: أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي(ت:148هـ):

روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعامر الشعبي، وأبي إسحاق السبيعي، وغيرهم.
لكنه شيعيّ غالٍ، متروك الحديث لسوء مذهبه، وسوء ضبطه.
له مرويات في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.

24: محمد بن إسحاق بن يسار (ت:151 أو 152 هـ):
مولى آل مخرمة بن المطلب، ولد سنة ثمانين، ورأى أنس بن مالكٍ بالمدينة، وسعيد بن المسيب، وكان علامة نسابة أخبارياً واسع المعرفة بالسيرة والأخبار، وكان موصوفاً بقوة الحفظ.
- قال هارون بن معروف: سمعت أبا معاوية، يقول: (كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وقال: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
ولابن إسحاق كُتُب، أشهرها كتاب "المبتدأ والمبعث والمغازي" وقد أملاه مراراً، ووقع بين رواياته اختلاف في الزيادة والنقصان، وقد كثر رواة كتابه في السيرة جداً حتى زادوا على المائة.
وقد اطّلع ابن إسحاق على صحف كثيرة في زمانه فكان يروي منها، ومنها ما لا يعرف إلا عن طريقه، وكان يجمع تلك الصحف فيضعها في كتبه ويسندها إلى أصحابها غالباً، وقد ينقل منها من غير إسناد.
- قال أبو داوود السجستاني: سمعت أحمد [بن حنبل] ذكر محمد بن إسحاق، فقال: (كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وقد يجمع في كتبه بين ما اطّلع عليه، وما حفظه من أفواه الرواة، وقد كان مشتهراً بالحفظ كما تقدم.
- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء معقباً على قول الإمام أحمد: ( هذا الفعل سائغ فهذا "الصحيح" للبخاري, فيه تعليق كثير).
روى ابن إسحاق صحيفة عن محمد بن أبي محمد الجرشي مولى زيد بن ثابت، في التفسير.
وروى صحيفة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده، وعامّتها في المغازي، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة بعض ما يتصل بنزول الآيات.
وله صحيفة عن وهب بن منبّه يروي عنه بعض ما فيها بلا واسطة، وفي بعضها يقول: حدثني من لا أتهم عن وهب بن منبه، وهذه الصحيفة تضمنت إسرائيليات كثيرة عن وهب بن منبّه.
- وقال ابن أبي فديكٍ: رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجلٍ من أهل الكتاب.
وكان ممن أشاع الإسرائيليات، والأشعار المنحولة، بسبب عدم تثبّته في الرواية، وحمله عن الضعفاء والمجاهيل.
- قال محمد بن سلام الجمحي (ت:232 هـ) في كتابه "طبقات فحول الشعراء": (وكان ممن أفسدَ الشعرَ وهجنَّه، وحمل كلَّ غُثاءٍ منه محمد بن إسحاق بن يسار مولى آل مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وكان من علماء الناس بالسير، قال الزهري: "لا يزال فى الناس علم ما بقى مولى آل مخرمة".
وكان أكثر علمه بالمغازي والسير وغير ذلك؛ فقبل الناس عنه الأشعار، وكان يعتذر منها، ويقول: "لا علم لي بالشعر أُتينا به فأحمله".
ولم يكن ذلك له عذرا؛ فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط وأشعار النساء فضلا عن الرجال ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود فكتب لهم أشعارا كثيرة وليس بشعر إنما هو كلام مؤلف معقود بقواف).ا.هـ.
وابن إسحاق صدوق في نفسه، إلا أنّه أخذ عليه شيء من التدليس، والرواية عن كلّ أحد من غير تمييز، وأما إذا ما صرّح بالتحديث عن ثقة فالراجح أن حديثه لا يقلّ عن رتبة الحسن إن شاء الله، ما لم تكن له علة أخرى، وأما ما رواه معنعنا فلا يُحتجّ به.
ومرويات ابن إسحاق في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً.

25: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً ):

ولد سنة 70هـ، وحدّث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه، وقرأ على ابن كثير المكي، وتصدر للإقراء بمكة بعده، وعرض على ابن محيصن، وله تفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ويرويه عن شبل: أبو حذيفة النهدي، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي الحافظ، ونصر بن علي الجهضمي، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً من مرويات هذا التفسير.
- قال أبو الحجاج المزي: (ذكر بعض المتأخرين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومئة).
- قال الذهبي: (وما أحسبه صحيحا؛ فإن أبا حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة).
- ونقل ابن الجزري في غاية النهاية عن الذهبي أنه قال: (بقي إلى قريب سنة ستين ومائة بلا ريب).

فهؤلاء الذين وقفت على أنّ لهم صحفاً أو كتباً في التفسير من التابعين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدرس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir