21: أبو القاسم جويبر بن سعيد الأزدي البلخي (ت: 145هـ تقريباً):
اسمه جابر، وجويبر لقب، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأكثر روايته عن الضحاك بن مزاحم الهلالي، وله عنه نسخة في التفسير.
وهو من أهل بلخ بخراسان، ثم انتقل إلى الكوفة فهو معدود من الكوفيين، ثم سكن بغداد.
وهو ضعيف جداً في رواية الحديث لضعف ضبطه، تركه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وأما روايته في التفسير فهي معتبرة؛ كما قال الإمام أحمد: (ما كَانَ عن الضحاك فهو على ذاك أيسر، وما كَانَ يُسند عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فهو منكر).
- وقال أحمد بن سيار المروزي: (جويبر بن سعيد كان من أهل بلخ، وهو صاحب الضحاك، وله رواية ومعرفة بأيام الناس، وحاله حسن في التفسير، وهو لين في الرواية، روى عنه كبار الناس مثل الثوري وعبد الوارث بن سعيد).
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: قال سفيان بن سعيد: (لولا جويبر لمات علم الضحاك بن مزاحم).
وكان سفيان الثوري يروي عنه تفسير الضحاك.
وروى الإدريسي في تاريخ سمرقند كما في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي عن أحمد بن إبراهيم بن جعفر النيسابوري أنه قيل لابن خزيمة: كنت تحتجّ بجويبر صاحب التفسير؟ فأقرّ به، وقال: (نعم).
22: أبو روق عطية بن الحارث الهمداني (ت: 145هـ تقريباً):
تابعي كوفي ثقة، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن عامر الشعبي والضحاك، وله عن الضحاك نسخة كبيرة في التفسير رواها عنه بشر بن عمارة الخثعمي، وقد أخرج منها ابن جرير أكثر من مائة رواية، وأخرج منها ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره أكثر من ثلاثمائة رواية.
- قال ابن سعد: (أبو روق واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم وهو صاحب التفسير وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره).
23: أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي(ت:148هـ):
روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعامر الشعبي، وأبي إسحاق السبيعي، وغيرهم.
لكنه شيعيّ غالٍ، متروك الحديث لسوء مذهبه، وسوء ضبطه.
له مرويات في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.
24: محمد بن إسحاق بن يسار (ت:151 أو 152 هـ):
مولى آل مخرمة بن المطلب، ولد سنة ثمانين، ورأى أنس بن مالكٍ بالمدينة، وسعيد بن المسيب، وكان علامة نسابة أخبارياً واسع المعرفة بالسيرة والأخبار، وكان موصوفاً بقوة الحفظ.
- قال هارون بن معروف: سمعت أبا معاوية، يقول: (كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وقال: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
ولابن إسحاق كُتُب، أشهرها كتاب "المبتدأ والمبعث والمغازي" وقد أملاه مراراً، ووقع بين رواياته اختلاف في الزيادة والنقصان، وقد كثر رواة كتابه في السيرة جداً حتى زادوا على المائة.
وقد اطّلع ابن إسحاق على صحف كثيرة في زمانه فكان يروي منها، ومنها ما لا يعرف إلا عن طريقه، وكان يجمع تلك الصحف فيضعها في كتبه ويسندها إلى أصحابها غالباً، وقد ينقل منها من غير إسناد.
- قال أبو داوود السجستاني: سمعت أحمد [بن حنبل] ذكر محمد بن إسحاق، فقال: (كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وقد يجمع في كتبه بين ما اطّلع عليه، وما حفظه من أفواه الرواة، وقد كان مشتهراً بالحفظ كما تقدم.
- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء معقباً على قول الإمام أحمد: ( هذا الفعل سائغ فهذا "الصحيح" للبخاري, فيه تعليق كثير).
روى ابن إسحاق صحيفة عن محمد بن أبي محمد الجرشي مولى زيد بن ثابت، في التفسير.
وروى صحيفة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده، وعامّتها في المغازي، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة بعض ما يتصل بنزول الآيات.
وله صحيفة عن وهب بن منبّه يروي عنه بعض ما فيها بلا واسطة، وفي بعضها يقول: حدثني من لا أتهم عن وهب بن منبه، وهذه الصحيفة تضمنت إسرائيليات كثيرة عن وهب بن منبّه.
- وقال ابن أبي فديكٍ: رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجلٍ من أهل الكتاب.
وكان ممن أشاع الإسرائيليات، والأشعار المنحولة، بسبب عدم تثبّته في الرواية، وحمله عن الضعفاء والمجاهيل.
- قال محمد بن سلام الجمحي (ت:232 هـ) في كتابه "طبقات فحول الشعراء": (وكان ممن أفسدَ الشعرَ وهجنَّه، وحمل كلَّ غُثاءٍ منه محمد بن إسحاق بن يسار مولى آل مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وكان من علماء الناس بالسير، قال الزهري: "لا يزال فى الناس علم ما بقى مولى آل مخرمة".
وكان أكثر علمه بالمغازي والسير وغير ذلك؛ فقبل الناس عنه الأشعار، وكان يعتذر منها، ويقول: "لا علم لي بالشعر أُتينا به فأحمله".
ولم يكن ذلك له عذرا؛ فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط وأشعار النساء فضلا عن الرجال ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود فكتب لهم أشعارا كثيرة وليس بشعر إنما هو كلام مؤلف معقود بقواف).ا.هـ.
وابن إسحاق صدوق في نفسه، إلا أنّه أخذ عليه شيء من التدليس، والرواية عن كلّ أحد من غير تمييز، وأما إذا ما صرّح بالتحديث عن ثقة فالراجح أن حديثه لا يقلّ عن رتبة الحسن إن شاء الله، ما لم تكن له علة أخرى، وأما ما رواه معنعنا فلا يُحتجّ به.
ومرويات ابن إسحاق في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً.
25: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً ):
ولد سنة 70هـ، وحدّث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه، وقرأ على ابن كثير المكي، وتصدر للإقراء بمكة بعده، وعرض على ابن محيصن، وله تفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ويرويه عن شبل: أبو حذيفة النهدي، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي الحافظ، ونصر بن علي الجهضمي، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً من مرويات هذا التفسير.
- قال أبو الحجاج المزي: (ذكر بعض المتأخرين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومئة).
- قال الذهبي: (وما أحسبه صحيحا؛ فإن أبا حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة).
- ونقل ابن الجزري في غاية النهاية عن الذهبي أنه قال: (بقي إلى قريب سنة ستين ومائة بلا ريب).
فهؤلاء الذين وقفت على أنّ لهم صحفاً أو كتباً في التفسير من التابعين.