دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير وأصوله > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ذو القعدة 1429هـ/4-11-2008م, 02:30 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي سورة القيامة (الآيات: 7-15)

فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 07:38 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي تيسير الكريم الرحمن للشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي

ثم ذَكَرَ أحوالَ القيامةِ فقالَ:
(7 -15) {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلاَّ لاَ وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ * بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ *}؛ أي: إذا كانَتِ القيامةُ بَرِقَتِ الأبصارُ مِن الْهَوْلِ العظيمِ، وشَخَصَتْ فلا تَطْرِفُ؛ كما قالَ تعالى: {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}.
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ}؛ أي: ذَهَبَ نُورُه وسُلطانُه, {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وهما لم يَجْتَمِعَا منذُ خَلَقَهما اللَّهُ تعالى، فيَجْمَعُ اللَّهُ بينَهما يومَ القيامةِ، ويَخْسِفُ القَمَرُ وتُكَوَّرُ الشمسُ ثم يُقذفانِ في النارِ؛ ليَرَى العبادُ أنَّهما عَبدانِ مُسَخَّرانِ، ولِيَرَى مَن عَبَدَهما أنَّهم كانوا كاذِبِينَ.
{يَقُولُ الإِنْسَانُ} حِينَ يَرَى تلكَ القَلاقِلَ الْمُزْعِجاتِ: {أَيْنَ الْمَفَرُّ}؛ أي: أينَ الخلاصُ والفِرارُ مِمَّا طَرَقَنا وأَصَابَنا؟
{كَلاَّ لاَ وَزَرَ}؛ أي: لاَ مَلْجَأَ لأَحَدٍ دُونَ اللَّهِ، {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} لسائرِ العبادِ، فليسَ في إمكانِ أحَدٍ أنْ يَسْتَتِرَ أو يَهْرُبَ عن ذلك الْمَوضِعِ، بل لا بُدَّ مِن إيقافِه لِيُجْزَى بعملِه.
ولهذا قالَ: {يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}؛ أي: بجَميعِ عمَلِه الحسَنِ والسيِّئِ، في أوَّلِ وقتِه وآخِرِه، ويُنَبَّأُ بخَبَرٍ لا يُنْكِرُه.
{بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}؛ أي: شاهداً ومُحَاسِباً، {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}؛ فإِنَّها مَعاذيرُ لا تُقْبَلُ، ولا تُقابِلُ ما يُقَرَّرُ به العبْدُ فيُقِرُّ به؛ كما قالَ تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}.
فالعبدُ وإنْ أَنْكَرَ، أوِ اعْتَذَرَ عمَّا عَمِلَه، فإنكارُه واعتذارُه لا يُفِيدَانِه شيئاً؛ لأنَّه يَشْهَدُ عليهِ سَمْعُه وبَصَرُه وجميعُ جَوارحِه بما كانَ يَعْمَلُ، ولأنَّ اسْتِعْتَابَه قدْ ذهَبَ وقتُه وزالَ نفْعُه، {فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 ذو القعدة 1429هـ/9-11-2008م, 03:34 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي زبدة التفسير للدكتور: محمد بن سليمان الأشقر

7-{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} فزِعَ وبَهُتَ وتَحَيَّرَ مِن شِدَّةِ شُخوصِه للموتِ، أو للبَعْثِ.
8-{وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ذهَبَ ضَوْءُه كلُّه ولا يَعودُ كما يَعودُ إذا خَسَفَ في الدنيا.
9-{وَجُمِعَ الشَّمْسُوَالْقَمَرُ} أيْ: ذَهَبَ ضَوْءُهما جَميعاً، فتُجمَعُ الشمْسُ والقمَرُ، فلا يكونُ هناك تَعاقُبُ ليلٍ ونَهارٍ.
10-{يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} أَيْنَ الْمَفَرُّ مِن اللهِ سُبحانَه ومِن حسابِه وعذابِه.
11-{كَلاَّ لاَ وَزَرَ} أيْ: لا جَبلَ ولا حِصْنَ ولا مَلجأَ مِن اللهِ يَعْصِمُكم يومئذٍ.
12-{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} أيْ: الْمَرْجِعُ والْمُنْتَهَى والْمَصيرُ.
14-{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} يَعرفُ حقيقةَ ما هو عليه مِن إيمانٍ أو كُفْرٍ، وطاعةٍ أو مَعصيةٍ، واستقامَةٍ أو اعوجاجٍ. وقيلَ: المعنى: بل جَوارِحُ الإنسانِ عليه شاهِدةٌ.
15-{وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} أيْ: ولو اعْتَذَرَ وجَادَلَ عن نَفْسِه، لم يَنفعْه ذلك، فعليه مَن يُكَذِّبُ عُذْرَه.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 ذو القعدة 1429هـ/9-11-2008م, 09:03 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي تفسير القرآن للإمام أبي المظفر السمعاني

قولُه تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ} وقُرِئَ: (بَرَقَ) بالفتْحِ، فقولُه: {بَرِقَ الْبَصَرُ} أيْ: شَخَصَ مِن الْهَوْلِ فلم يَطْرِفْ، وقولُه: (بَرَقَ) أيْ: تَحَيَّرَ وجَزِعَ، ويُقالُ: غَشِيَهُ مِثلُ الْبَرْقِ.
وقولُه: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} أيْ: ذَهَبَ ضَوْؤُه، ومنه يُقالُ: بِئْرٌ مُنخَسِفَةٌ وغيرُ مُنْخَسِفَةٍ، وعن أبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ إِدريسَ الرازيِّ أنه قالَ: الكُسوفُ أنْ يَذهبَ بعضُ الضوءِ، والْخُسوفُ أنْ يَذهبَ جَميعُ الضوءِ، وهو قولٌ مَرْوِيٌّ عن غيرِه أيضاً.
وقولُه: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} أيْ: في الْخَسْفَةِ وإذهابِ الضوءِ، قالَ ابنُ مَسعودٍ: يَصيرانِ كالبَعِيرَيْنِ القَرِينَيْنِ، ثم يُلقَيَانِ في النارِ فيَصيرانِ ناراً على الكفارِ، وهذا على معنى قولِه، وعن مُجَاهِدٍ: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} أيْ: كُوِّرَ كِلاهما. وقولُه: {يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} أيْ: أَينَ الْمَهْرَبُ؟ وقُرِئَ: (أينَ الْمَقَرُّ) أيْ: أينَ مَوْضِعُ القَرارِ؟
وقولُه: {كَلاَّ لاَ وَزَرَ} أيْ: لا مَهْرَبَ ولا فِرارَ.
وأمَّا قولُه: {لاَ وَزَرَ} فيه أقوالٌ: قالَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ: لا مَحِيصَ. وقالَ عِكرمةُ: لا مَنَعَةَ. وعن مُجاهِدٍ: لا مَنْجَا. وقالَ مُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ، والضحَّاكُ: لا جَبَلَ. وهو قولٌ مَشهورٌ، وقد كانت العرَبُ إذا طَرَقَتْهُم الخيلُ قالوا: الوَزَرَ الوَزَرَ. أي: الجبلَ الجبلَ.
قالَ الشاعرُ:
لعمْرُكَ ما للفَتَى مِن وَزَرْ إذا الموتُ يُدرِكُه والكِبَرْ
وهذا على المعنَى: الْمَنْجَا.
وقولُه: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} أيْ: يَظهَرُ مُسْتَقَرُّ العِبادِ في الجنَّةِ أو النارِ.
وقولُه: {يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} قالَ ابنُ مَسعودٍ وابنُ عبَّاسٍ: بما قَدَّمَ مِن طاعةٍ فَعَمِلَ بها، وأَخَّرَ مِن سُنَّةٍ سَيِّئَةٍ، فعُمِلَ بها بعدَه. ويُقالُ: {بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}: بأوَّلِ عمَلِه وآخِرِه، وهو مَحْكِيٌّ عن مجاهِدٍ وإبراهيمَ، وقيلَ: {بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ}.
أيْ: يَلْقَى جَزَاءَ جميعِ أعمالِه مِن طاعةٍ ومَعصيةٍ، وعن زيدِ بنِ أسْلَمَ: بما قَدَّمَ مِن المالِ للصدقَةِ، وأخَّرَ مِن المالِ للوَرَثَةِ.
وقولُه: {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} أيْ: شاهِدٌ، والمعنى هو لُزومُ الْحُجَّةِ عليه كما يُلْزَمُ بالشهادةِ، وما مِن أحَدٍ إلاَّ وله مِن نَفْسِه على نفْسِه حُجَّةٌ.
وقيلَ: هو شَهادةُ الْجَوارِحِ عليه يومَ القِيامةِ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ: تَشهدُ عليه يَداهُ ورِجلاهُ وفَرْجُه وغيرُ ذلك. ودَخَلَتِ التاءُ في قولِه: {بَصِيرَةٌ} للمبالَغَةِ مثلُ قولِهم: عَلاَّمةٌ ورَاويةٌ وما يُشْبِهُها.
وقولُه: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} فيه قَولانِ مَعروفانِ:
أحَدُهما: ولو جاءَ بكلِّ عُذْرٍ، وأَدْلَى بكلِّ حُجَّةٍ. أيْ: لا يُقْبَلُ منه ذلك؛ لأنه لا عُذْرَ له ولا حُجَّةَ.
والقول الثاني: أن قوله: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} أي: ستوره، واحدها معذار، قال الزجاج: وهو الستر.
وقيل: هو لغة يمانية.
والمعنى: أنه وإن ستر جميع أعماله بالسُّتور، فإنما تظهر يوم القيامة ويجازى عليه.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الآخرة 1435هـ/10-04-2014م, 12:38 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال تعالى ها هنا: {فإذا برق البصر} قال أبو عمرو بن العلاء: {برق} بكسر الرّاء، أي: حار. وهذا الّذي قاله شبيهٌ بقوله تعالى: {لا يرتدّ إليهم طرفهم} [إبراهيم: 43]، بل ينظرون من الفزع هكذا وهكذا، لا يستقرّ لهم بصرٌ على شيءٍ؛ من شدّة الرّعب.
وقرأ آخرون: "برق" بالفتح، وهو قريبٌ في المعنى من الأوّل. والمقصود أنّ الأبصار تنبهر يوم القيامة وتخشع وتحار وتذلّ من شدّة الأهوال، ومن عظم ما تشاهده يوم القيامة من الأمور.
وقوله: {وخسف القمر} أي: ذهب ضوءه.
{وجمع الشّمس والقمر} قال مجاهدٌ: كوّرا. وقرأ ابن زيدٍ عند تفسير هذه الآية: {إذا الشّمس كوّرت وإذا النّجوم انكدرت} [التّكوير: 1، 2] وروي عن ابن مسعودٍ أنّه قرأ: "وجمع بين الشّمس والقمر".
وقوله: {يقول الإنسان يومئذٍ أين المفرّ} أي: إذا عاين ابن آدم هذه الأهوال يوم القيامة، حينئذٍ يريد أن يفرّ ويقول: أين المفرّ؟ أي: هل من ملجأٍ أو موئلٍ؟ قال اللّه تعالى: {كلا لا وزر إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ} قال ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبير، وغير واحدٍ من السّلف: أي لا نجاة.
وهذه كقوله: {ما لكم من ملجإٍ يومئذٍ وما لكم من نكيرٍ} [الشّورى: 47] أي: ليس لكم مكانٌ تتنكّرون فيه، وكذا قال هاهنا {لا وزر} أي: ليس لكم مكانٌ تعتصمون فيه؛ ولهذا قال: {إلى ربّك يومئذٍ المستقرّ} أي: المرجع والمصير.
ثمّ قال تعالى: {ينبّأ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر} أي: يخبر بجميع أعماله قديمها وحديثها، أوّلها وآخرها، صغيرها وكبيرها، كما قال تعالى: {ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربّك أحدًا} [الكهف: 49] وهكذا قال هاهنا: {بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ ولو ألقى معاذيره} أي: هو شهيدٌ على نفسه، عالمٌ بما فعله ولو اعتذر وأنكر، كما قال تعالى: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا} [الإسراء: 14].
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {بل الإنسان على نفسه بصيرةٌ} يقول: سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه.
وقال قتادة: شاهدٌ على نفسه. وفي روايةٍ قال: إذا شئت -واللّه-رأيته بصيرًا بعيوب النّاس وذنوبهم غافلًا عن ذنوبه، وكان يقال: إنّ في الإنجيل مكتوبًا: يا ابن آدم، تبصر القذاة في عين أخيك، وتترك الجذل في عينك لا تبصره.
وقال مجاهدٌ: {ولو ألقى معاذيره} ولو جادل عنها فهو بصيرٌ عليها. وقال قتادة: {ولو ألقى معاذيره} ولو اعتذر يومئذٍ بباطلٍ لا يقبل منه. وقال السّدّيّ: {ولو ألقى معاذيره} حجّته. وكذا قال ابن زيدٍ، والحسن البصريّ، وغيرهم. واختاره ابن جريرٍ.
وقال قتادة، عن زرارة، عن ابن عبّاسٍ: {ولو ألقى معاذيره} يقول: لو ألقى ثيابه.
وقال الضّحّاك: ولو أرخى ستوره، وأهل اليمن يسمّون السّتر: المعذار.
والصّحيح قول مجاهدٍ وأصحابه، كقوله: {ثمّ لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23] وكقوله {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنّهم هم الكاذبون} [المجادلة: 18].
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ولو ألقى معاذيره} هي الاعتذار ألم تسمع أنّه قال: {لا ينفع الظّالمين معذرتهم} [غافرٍ: 52] وقال {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} [النّحل: 87] {فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوءٍ} [النّحل: 28] وقولهم {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/277-278]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القيامة, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir