دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الآخرة 1431هـ/8-06-2010م, 11:43 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 113: قصيدة ربيعة بن مقروم الضبي: تَذَكّرتُ، والذّكرى تهِيجكَ، زينبَا = وأَصبحَ باقِي وصلها قد تقَضبَا

قال ربيعة بن مقروم الضبي:

تَذَكَّرْتُ، والذِّكْرى تُهِيجُكَ، زَيْنَبَا = وأَصْبَحَ باقِي وَصْلِها قد تَقَضَّبَا
وحَلَّ بِفْلَجٍ فالأَباتر أَهْلُنا = وشَطَّتْ فَحَلَّتْ غَمَرَةً فَمُثَقَّبَا
فإِمَّا تَرَيْنِي قد تَرَكْتُ لجَاجَتي = وَأَصْبَحْتُ مُبْيَضَّ العِذَارَيْنِ أَشْيَبَا
وَطاوَعْتُ أَمْرَ العاذِلاتِ وَقد أُرَى = عليهنَّ أَبَّاءَ القَرِينَةِ مِشْغَبَا
فَيارُبَّ خَصْمٍ قد كَفَيْتُ دِفاعَهُ = وقَوَّمْتُ منهُ دَرْأَهُ فَتَنَكَّبَا
ومَوْلىً علي ضَنْكِ المَقامِ نَصَرْتُهُ = إِذَا النِّكْسُ أَكْبَى زَنْدَهُ فَتَذَبْذَبَا
وأَضْيافِ لَيلٍ في شَمَالٍ عَرِيَّة = قَرَيْتُ منَ الكُومِ السَّدِيفَ المُرَعَّبَا
ووَارِدَةٍ كأَنَّها عُصَبُ القَطَا = تُثيرُ عَجَاباً بالسَّنابِكِ أَصْهَبَا
وزَعْتُ بِمِثْلِ السِّيدِ نَهْدٍ مُقَلَّصٍ = كَمِيشٍ إِذَا عِطْفَاهُ ماءً تَحَلَّبَا
وأَسْمَرَ خَطِّيٍّ كأَنَّ سِنانَهُ = شِهابُ غَضاً شَيَّعْتَهُ فَتَلَهَّبَا
وفتْيانِ صِدْقٍ قد صَبَحْتُ سُلاَفَةً = إِذا الدِّيكُ في جَوْشٍ منَ اللَّيْلِ طَرَّبَا
سُخَامِيَّةً صَهْباءَ صِرْفاً، وتارةً = تَعَاوَرُ أَيديهمْ شِوَاءً مُضَهَّبَا
ومَشْجُوجَةً بالماءِ يَنْزُو حَبابُها = إِذا المُسْمِعُ الغِرِّيدُ مِنها تَحَبَّبَا
وسَرْبٍ إِذا غَصَّ الجَبانُ بِرِيقِهِ = حَمَيْتُ إِذا الدَّاعِي إِلى الرَّوْعِ ثَوَّبَا
ومرْبأَةٍ أَوْفَيْتُ جُنْحَ أَصِيلَةٍ = عليها كما أَوْفَى القَطَامِيُّ مَرْقَبَا
رَبيئَةَ جَيْشٍ أَو رَبِيئَةَ مِقْنَبٍ = إِذَا لم يَقُدْ وَغْلٌ منَ القومِ مِقْنَبَا
فلمَّا انْجلَى عَنِّي الظَّلاَمُ دَفَعْتُها = يُشَبِّهها الرّائِي سَرَاحِينَ لُغَّبَا
إِذا ما عَلَتْ حَزْناً بَرَتْ صَهَواتِهِ = وإِنْ أَسْهَلَتْ أَذْرَتْ غُباراً مُطَنَّبَا
فَما انْصَرَفَتْ حتى أَفاءَتْ رماحُهُمْ = لأَِعْدَائِهمْ في الحربِ سَمًّا مُقَشَّبَا
مَغاويرَ لا تَنْمِي طَريدةُ خَيْلِهمْ = إِذَا أَوْهَل الذُّعْرُ الْجَبانَ المُركَّبَا
ونحن سَقَيْنا مِنْ فَريرٍ وبُحْتُرٍ = بِكلِّ يَدٍ مِنَّا سِناناً وثَعْلَبَا
ومَعْنٍ ومِن حَيَّيْ جَدِيلَةَ غادَرتْ = عَمِيرَةَ والصِّلَّخْمَ يَكْبُو مُلَحَّبَا
ويومَ جُرَادَ اسْتَلْحَمَتْ أَسَلاَتُنا = يَزيدَ ولم يَمْرُرْ لَنا قَرْنُ أَعْضَبَا
وقاظَ ابنُ حِصْنٍ عانِياً في بُيُوتنا = يُعالِجُ قِدًّا في ذِرَاعَيْهِ مُصْحَبَا
وفارسَ مَرْدُودٍ أَشَاطَتْ رِماحُنا = وأَجْزَرْنَ مَسْعُوداً ضِبَاعاً وأَذْؤُبَا


  #2  
قديم 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م, 09:13 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

113


وقال ربيعة بن مقروم الضبي*


1: تذكرت والذكرى تهيجك، زينبا = وأصبح باقي وصلها قد تقضبا
2: وحل بفلج فالأباتر أهلنا = وشطت فحلت غمرة فمثقبا
3: فإما تريني قد تركت لجاجتي = وأصبحت مبيض العذارين أشيبا
4: وطاوعت أمر العاذلات وقد أرى = عليهن أباء القرينة مشغبا
5: فيا رب خصم قد كفيت دفاعه = وقومت منه درأه فتنكبا
6: ومولى على ضنك المقام نصرته = إذا النكس أكبى زنده فتذبذبا
7: وأضياف ليل في شمال عرية = قريت من الكوم السديف المرعبا
8: وواردة كأنها عصب القطا = تثير عجاجا بالسنابك أصهبا
9: وزعت بمثل السيد نهد مقلص = كميش إذا عطفاه ماء تحلبا
10: وأسمر خطي كأن سنانه = شهاب غضا شيعته فتلهبا
11: وفتيان صدق قد صبحت سلافة = إذا الديك في جوش من الليل طربا
12: سخامية صهباء صرفا، وتارة = تعاور أيديهم شواء مضهبا
13: ومشجوجة بالماء ينزو حبابها = إذا المسمع الغريد منها تحببا
14: وسرب إذا غص الجبان بريقه = حميت إذا الداعي إلى الروع ثوبا
15: ومربأة أوفيت جنح أصيلة = عليها كما أوفى القطامي مرقبا
16: ربيئة جيش أو ربيئة مقنب = إذا لم يقد وغل من القوم مقنبا
17: فلما انجلى عني الظلام دفعتها = يشبهها الرائي سراحين لغبا
18: إذا ما علت حزنا برت صهواته = وإن أسهلت أذرت غبارا مطنبا
19: فما انصرفت حتى أفاءت رماحهم = لأعدائهم في الحرب سما مقشبا
20: مغاوير لا تنمي طريدة خيلهم = إذا أوهل الذعر الجبان المركبا
21: ونحن سقينا من فرير وبحتر = بكل يد منا سنانا وثعلبا
22: ومعن ومن حيي جديلة غادرت = عميرة والصلخم يكبو ملحبا
23: ويوم جراد استلحمت أسلاتنا = يزيد ولم يمرر لنا قرن أعضبا
24: وقاظ ابن حصن عانيا في بيوتنا = يعالج قدا في ذراعيه مصحبا
25: وفارس مردود أشاطت رماحنا = وأجزرن مسعودا ضباعا وأذؤبا



*ترجمته: مضت في القصيدة 38.
جو القصيدة: صدرها تذكار لهواه أيام الصبا، وأسى لتباعد ما بينه وبين خليلته بعد الدار وبعد العهد فقد أضحى شيخا يطيع أمر العاذلات، ولكنه مع ذلك لا يزال جلدا يقاوم الخصم ونصر المولى وهو في ذلك يقري الضيف ويرد الأعداء ثم يصف فرسه ورمحه ويفخر بأنه يسقي الفتيان الخمر ويطعمهم الشواء، وبأنه يحمي الإبل ويربأ لجيشه، ويقود الخيل تصبح العدو. ويصف سرعتها وعظيم أثر فرسانها وفي البيتين 21، 22 يسرد قبائل من طيء نكل بهم قومه وفي البيت 23 يذكر يوم جراد وهو ماء في ديار بني تميم عن المروت كانت به وقعة الكلاب الثانية، ويذكر فيه وفي البيتين بعده جماعة من فرسان العرب كان لقومه شرف قتلهم أو أسرهم.
تخريجها: الأصمعية 84 عدا البيت 3 والأبيات 1، 2، 4-11 في شواهد العيني 3: 229-230 والأبيات 1، 8، 9 في شواهد المغني 291 والأبيات 8، 9، 15، 17 في الشعراء 180 والبيت 25 في الخيل لابن الكلبي 34 وانظر الشرح 731-740.
(1) تقضب: تقطع.
(2) شطت: بعدت. فلج والأباتر وغمرة ومثقب: مواضع.
(3) اللجاجة: أن لا يلتفت إلى لوم لائم ولا عزل عازل وأن يقيم على ما هو عليه يقول: تركي لجاجتي لشيبي.
(4) أباء: فعال من الإباء. القرينة: النفس. مشغب: شديد الشغب. يقول: كنت أباء عليهن أن أقبل عذلهن، فلما شبت أطعتهن.
(5) الدرء: الميل. ننكب: عدل عما كان فيه يقول: إما تريني تركت لجاجتي فيا رب خصم قد كفيت مدافعته.
(6) المولى ههنا: الولي. الضنك: الضيق أي نصرته على ضيق من الأمر وشدة. النكس: الرديء من الرجال. أكبى زنده: لم يأت بشيء كما يكبو الزند إذا لم تكن فيه نار.
(7) الشمال: الريح المعروفة. العرية: الباردة. الكوم: جمع كوماء وهي العظيمة السنام. السديف: شحم السنام. المرعب: المقطع.
(8) الواردة: قطع من الخيل. عصب القطا: جماعاتها شبه بها الخيل في سرعتها. أصهب: يعني الغبار في لونه.
(9) وزعت: كففت. السيد: الذئب شبه فرسه به في السرعة. النهد: الضخم. المقلص: الطويل القوائم الممحوصها الكميش الجاد في عدوه المنكمش المسرع. عطفاه: جانباه. الماء ههنا العرق. تحلب: سال.
(10) أراد بالأسمر الرمح. خطي: منسوب إلى الخط موضع بالبحرين. الشهاب: النار في رأس العود. الغضا: شجر كثير النار حسن التوقد. شيعته: أعنته بحطب.
(11) صبحت: سقيتهم الصبوح. السلافة: خالص الشراب وأوله. جوش في الليل: قطعة من آخره.
(12) السخامية: السهلة اللينة السلسة، أراد الخمر. الصهباء: التي تقرب إلى البياض لعتقها. تعاور: تتناول يناول بعضهم بعضا. المضهب: الملهوج، وهو الذي لم ينضج.
(13) المشجوجة: الممزوجة، يصف خمرا. ينزو: يرتفع. الحباب: كحباب الماء، وهي النفاخات تعلوها عند الصب. الغريد: الذي يغرد في صوته، يعني مغنيا. تحبب: روي. يقال شرب حتى تحبب، إذا امتلأ ريًا.
(14) السرب بالفتح: القطيع من الإبل، وبالكسر: الجماعة من النساء. غص الجبان بريقه، من الفرق: جف ريقه فلم يسغه. الروع: الفزع. ثوب: استغاث مرة بعد أخرى.
(15) المربأة: الجبل يربأ عليه الربيئة وهو الطليعة. أوفيت: علوت وأشرفت. الأصيلة: العشية، ولم تذكر في المعاجم. وجنحها: ميلها وتوليها نحو الغروب. القطامي: الصقر. المرقب: الموضع الذي يرقب عليه الصيد. يقول: كنت في نظري وحدتي وذكائي فيه كالصقر في نظره الصيد.
(16) المقنب: أقل من الجيش أي كنت ربيئة في هذا الموضع لجيش أو لمقنب. الوغل من الرجال: الذي لا خير فيه ولا دفع عنده.
(17) السراحين: جمع سرحان. اللغب: المتعبة من اللغوبة أي لما انجلى الظلام أرسلت هذه الخيل في الغارة.
(18) الحزن: الغليظ من الأرض. الصهوات: جمع صهوة وهو أعلى المتن من الإنسان، جعلها من الأرض تشبيها وبرتها يعني بحوافرها. أسهلت: صارت في السهل. أذرت: أثارت. مطنب: كأن الغبار أطنابا، وهي الحبال تشد بها بيوت العرب إلى الأوتاد.
(19) أفاءت: ردت وأرجعت. المقشب: المخلوط.
(20) المغارير: جمع مغوار وهو كثير الغارات. لا تنمي: لا تنجو. الطريدة: ما طرد من إبل الناس يقول: إذا طردوا إبلا لم تستنقذ منهم. أوهل: أفزع. المركب: الذي يستعير فرسا ليغزو عليه فيكون له نصف الغنيمة.
(21) و(22) الثعلب: ما دخل من طرف الرمح في السنان أراد أنهم سقوا هذه القبائل كأس المنية برماحهم. يكبو: ينكب على وجهه. الملحب: من قولهم لحبه أي ضربه بالسيف أو جرحه. فرير وبحتر ومعن وجديلة وعميرة والصلخم هؤلاء كلهم من طيء وهذان البيتان لم يروهما أبو عكرمة.
(23) جراد: موضع كان فيه يوم من أيامهم. استلحمت: جعلته لحما ولم يذكر هذا المعنى في المعاجم. الأسلات: القنا الواحدة أسلة. الأعضب من الظباء: المكسور أحد القرنين والعرب تتشاءم به يقول: لم يمرر في ذلك الوقت ما يتشاءم به.
(24) قاظ: أقام للقيظ كله. العاني: الأسير. القد: السير من الجلد وقد مصحب عليه صوفه أو شعره أو وبره.
(25) مردود: اسم فرس فارسها زياد الغساني أخو محرق بن الحرث بن مزيقياء أغار في إياد وطوائف من العرب على بني ضبة بن أد ببزاخة فاقتتلوا وأسر محرق وأخوه وقتلتهما بنو ضبة. أشاطت رماحنا: عرضته للقتل. أذؤب: جمع ذئب. أجزرن: جعلنه جزرا للضباع والذئاب.


  #3  
قديم 12 شعبان 1432هـ/13-07-2011م, 09:49 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال ربيعة بن مقرومٍ الضبي

لم يرفعه أبو عكرمة في النسب أكثر من هذا ورفعه لي غيره وقرأت ذلك على أبي جعفر، هو ربيعة بن مقروم بن قيس بن جابر بن عوف بن غيظ بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد. وكان ممن أصفق عليه كسرى ثم عاش في الإسلام دهرًا وهو مسلم وشهد القادسية.
1: تذكرت والذكرى تهيجك زينبًا.......وأصبح باقي وصلها قد تقضبا
2: وحل بفلجٍ فالأباتر أهلنا.......وشطت فحلت غمرةً فمثقبا
هذه مواضع. ورواها أحمد: بصحراء الثوية أهلنا. (وشطت): بعدت وأنشد:
تشط غدًا دار جيراننا.......وللدار بعد غدٍ أبعد
3: فإما تريني قد تركت لجاجتي.......وأصبحت مبيض العذارين أشيبا
رواها أحمد: (مبيض) الغدائر أشيبًا، يعني الذوائب وهي الضمائر والضفائر وأنشد:
إذا حرك المدرى ضمائرها العلى.......مججن ندىً الريحان والعنبر الوردا
وقد لججت من اللجاجة وأنت تلج إذا لم تلتفت إلى لوم لائمٍ ولا عذل عاذلٍ وأقمت على ما أنت عليه فيقول تركت لجاجتي لشيبي.
4: وطاوعت أمر العاذلات وقد أرى.......عليهن أباء القرينة مشغبا
أبا فعال من الإباء يقول كنت أباء عليهن أن أقبل عذلهن: فلما شبت أطعتهن. و(القرينة) نفسه وهي القرين والقرونة. وقد أبي يأبى وهو شاذ. و(مشغب): شديد الشغب عليهن لا أطيعهن فيما يردن.
5: فيا رب خصمٍ قد كفيت دفاعه.......وقومت منه درأه فتنكبا
يقول فإما تريني قد تركت لجاجتي وطاوعت أمر عاذلتي فيا رب خصم قد كفيت مدافعته. و(درأه) يريد خلافه ومدافعته وقد تدارأ القوم في الأمر تدافعوا واختلفوا. ومنه قول الله عز وجل: {فادارأتم} بمعنى: تدارأتم فأدغم ومثله قوله جل وعلا: {حتى إذا اداركوا فيها جميعًا}. من دارأته: فهذا من المهموز ومن المداراة غير مهموز تقول داريته.
6: ومولى على ضنك المقام نصرته.......إذا النكس أكبى زنده فتذبذبا
قال الضبي: (المولى) ههنا الولي. و(الضنك): الضيق أي: نصرته على ضيقٍ من الأمر وشدة حتى دفعت عنه الظلم. و(النكس) الرديء من الرجال. وهو مأخوذ من السهام وهو المقلوب جعل رعظه في موضع فوقه لانكسار يكون فيه وفسادٍ. و(أكبى) لم يأت بشيء مأخوذ من قولهم قد كبا الزند إذا لم تكن فيه نار. وكذلك هذا النكس لم تكن عنده نصرة (فتذبذب) لم يثبت على شيء ومنه قولهم رجل مذبذب. و{مذبذبين بين ذلك} منه. قال الله عز وجل في (الضنك): {فإن له معيشةً ضنكًا} أي: ضيقة. ويروى: أكدى نصره: لم ينصره.
وروى أحمد: أكرى نصره: أي: أبطأ. ومنه الحديث أكرينا الحديث أي أخرناه (والمولى): ابن العم و(المولى): الولي و(المولى): المعتق و(المولى): المعتق و(المولى): الحليف.
7: وأضياف ليلٍ في شمالٍ عريةٍ.......قريت من الكوم السديف المرعبا
يريد أنه قرى ضيفانه في ليلة باردة والسديف شطب السنام. و(المرعب) المقطع ويقال أخذ من الترعيب وهو قطع السنام. و(الكوم) العظام الأسنمة الذكر أكوم والأنثى كوماء. وأنشدني الضبي للأسعر:
ولقد أراك ولا تؤبن هالكًا.......عدل الأصرة في السنام الأكوم
وأنشدني للأسعر أيضًا:
فمنحت رمحي عائطًا مبسورةً.......كوماء أطراف العضاه لها خلا
والتأبين الثناء على الميت قال رؤبة: فامدح بلالاً غير ما مؤبن. ولا يكون التأبين إلا للميت لم يجئ للحي في شيء من أشعار العرب إلا في بيتٍ قاله الراعي وهو:
ورفع أصحابي المطي وأبنوا.......هنيدة فاشتاق العيون اللوامح
وقيل (المرعب) الممخ وقد رعب ترعيبًا والمخ نفسه الترعيب.
8: وواردةً كأنها عصب القطا.......تثير عجاجًا بالسنابك أصهبا
(الواردة) قطع من الخيل و(عصب القطا) جماعاتها الواحدة عصبة. شبه الخيل في سرعتها بالقطا في سرعته. وقال غير الضبي: (العصب) جمع عصبة وهي العشرة عددًا من كل شيء. و(أصهب) يعني الغبار في لونه.
9: وزعت بمثل السيد نهدٍ مقلص ٍ.......كميشٍ إذا عطفاه ماءً تحلبا
الضبي: (وزعت) كففت، وفي الحديث: لا بد للناس من وزعةٍ أي: كففةٍ يكفونهم. ومن يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن. أي من يدع المعاصي خوف عقوبة السلطان أكثر ممن يدعها من خوف الله جل وعز. والسيد الذئب والنهد الضخم. قال الجعفي:
نهد المراكل ما يزال زميله.......فوق الرحالة ما يبالي ما أتى
المراكل: جمع مركل وهو موقع عقبي الفارس من جنب الفرس. يصف انتفاج ذلك الموضع. و(المقلص): الطويل القوائم الممحوصها ليس برهلةٍ. و(عطفاه) جانباه. (كميش) جاد في عدوه منكمش مسرع. ويروى: جهيز إذا عطفاه. شبه فرسه بالذئب في سرعته. كما قال امرئ القيس:
له أيطلا ظبي وساقا نعامةٍ.......وإرخاء سرحانٍ وتقريب تتفل
والجهيز الشديد الجري أنشدني أحمد والضبي للأسود بن يعفر:
بمشمرٍ عتدٍ جهيزٍ شده.......قيد الأوابد والرهان جواد
10: وأسمر خطيٍ كأنه سنانه.......شهاب غضًا شيعته فتلهبا
ويروى ضرمته. أراد (بالأسمر) الرمح وإنما خص (الأسمر) لأنه قد بلغ في أجمته فذلك أصلب له وألين وإذا لم يبلغ كان كزًا يتقصف. و(الشهاب): النار في رأس العود. و(الغضا): شجر كثير النار حسن التوقد. (شيعته) ألهبته. هذا تفسير الضبي. وقال غيره: (وزعت) بمثل السيد (وأسمر) يعني رمحًا نسبه إلى الخط. قال: وشيعته أعنته بحطبٍ فتلهب وزاد في تلهبه. وإنما يريد سرعة الفرس شبهه بتلهب النار كما قال الآخر:
كأن على أعطافه ولجامه.......سنا ضرمٍ من عرفجٍ متلهب
الضرم: جمع ضرمة وهو كل هدبٍ تسرع النار الالتهاب فيه يعني أن له حفيفًا كحفيف النار. قال أبو النجم: عمل الحريق بيابس الحلفاء، ومثله:
جموحًا سبوحًا وإحضارها.......كمعمعة السعف الموقد
11: وفتيان صدقٍ قد صبحت سلافةً.......إذا الديك في جوشٍ من الليل طربا
يقال صبحت الرجل أصبحه إذا سقيته الصبوح، قال طرفة:
متى تأتني أصبحك كأسًا رويةً.......وإن كنت عنها غانيًا فاغن وازدد
و(السلاف) و(السلافة) ما سال من الخمر قبل العصر و(السلافة) ما خرج من الدن في قول قوم. ويقال مضى جوش من الليل وقطع من الليل ووهن من الليل كلهن قريب بعضهن من بعض يكن في أول الليل إلى ربعه أو ثلثه. قال ذلك الأصمعي.
12: سخاميةً صهباء صرفًا وتارةً.......تعاور أيديهم شواءً مضهبا
(السخامية): السهلة اللينة السلسة ومنه شعر السخام إذا كان لينًا وإنما يعني الخمرة. و(الصهباء) تقرب إلى البياض لعتقها. و(تعاور) تناول أخذ من العارية أي: يناول بعضهم بعضًا. وقد تعاور القوم فلانًا ضربًا إذا ضربه هذه ثم هذا ثم هذا وأنشد للراعي:
من كلهم أمسى ألم ببيعةٍ.......مسح الأكف تعاور المنديلا
وقال الآخر:
فقلت لها إن العواري حقها.......أداء بإحسان إلى من يعيرها
قال الأصمعي: (الصهباء) التي قد عصرت من عنب أبيض، وقال غيره: تكون من عنب أبيض وغيره وذلك إذا ضربت إلى البياض و(مضهب) ملهوج.
13: ومشجوجةً بالماء ينزو حبابها.......إذا المسمع الغريد منها تحببا
(المشجوجة) الممزوجة يصف خمرًا. و(الغريد): الذي يغرد في صوته يعني مغنيًا. كما قال المرار الأسدي:
بحزم الأنعمين لهن حادٍ.......معرٍ ساقه غرد نسول
وتحبب روي يقال شرب حتى تحبب إذا امتلأ ريًا، كما قال رؤبة: حتى إذا ما عيرها تحببا. والحباب كحباب الماء وهي النفاخات تعلوها عند الصب. و(ينزو) يرتفع.
14: وسربٍ إذا غص الجبان بريقه.......حميت إذا الداعي إلى الروع ثوبا
(السرب) القطيع من الإبل و(غص الجبان بريقه) من الفرق جف ريقه فلم يسغه. و(حميت) منعته ودفعت عنه من يريد الغارة عليه. و(الروع) الفزع و(ثوب) استغاث مرةً بعد أخرى يا لفلانٍ.
يقول أعنته عند ذلك وحميته. ورواها أحمد بن عبيد وسربٍ بالكسر وأنكر الفتح وقال: يريد الجماعة من النساء وكذلك سرب من الظباء ومن وحش وفلان آمن في سربه وفلان واسع السرب أي: رخي البال. ويقال خل له سربه أي طريقه: قال ذو الرمة:
خلى لها سرب أولاها ونجنجها.......من خلفها لاحق الصقلين همهيم
الرواية هيجها والصقلان الجانبان وهمهيم له همهمة. و(السرب) الإبل وما رعى من المال.
15: ومربأةٍ أوفيت جنح أصيلةٍ.......عليها كما أوفى القطامي مرقبا
(المربأة) الجبل يربأ عليه الربيئة وهو الطليعة. و(الأصيل) بعد العصر إلى المغرب. و(جنحه) حيث جنحت الشمس للغروب أي: مالت. و(القطامي) الصقر. يقول كنت في نظري وحدتي وذكائي فيه كالصقر في نظره الصيد ومرامقته له. و(المرقب) الموضع الذي يرقب عليه الصيد. وقال غيره: (المربأة) موضع الديدبان. (أوفيت): علوت وأشرفت و(أصيلةٍ) عشيةٍ وجنحها ميلها وتوليها. كما أوفى كما علا. و(المرقب): المكان العالي.
16: ربيئة جيشٍ أو ربيئة مقنبٍ.......إذا لم يقد وغل من القوم مقنبا
أي: كنت ربيئة في هذا الموضع لجيشٍ أو لمقنبٍ. و(المقنب) أقل من الجيش. و(الوغل) من الرجال الذي لا خير فيه ولا دفع عنده.
شبه بالسهم الذي لا حظ له في الجزور وإنما تكثر به السهام فالوغل من الرجال كذلك. و(الواغل): الداخل في القوم ليس منهم. و(الوغل) في غير هذا الموضع الشراب يشربه من لم يدع إليه ويقال لشارب الوغل واغل. وأنشد:
فاليوم أشرب غير مستحقبٍ.......إثمًا من الله ولا واغل
وقال الآخر:
إن أك مسكيرًا فلا أشرب الـ.......ـوغل ولا يسلم مني البعير
ويروى: إذا لم يقد وغد من القوم مقنبا.
17: فلما انجلى عني الظلام دفعتها.......يشبهها الرائي سراحين لغبا
قال الضبي: أي لما انجلى الظلام أرسلت هذه الخيل في الغارة، يشبهها من رآها ذئابًا و(السراحين) الذئاب والواحد سرحان. و(لغب) معيية من التعب والنصب وقد لغبت تلغب لغوبًا ومنه قوله جل وعز: {وما مسنا من لغوب}.
18: إذا ما علت حزنًا برت صهواته.......وإن أسهلت أذرت غبارًا مطنبا
هكذا رواها الضبي ورواها أحمد: نزت صهواته. ويروى: إذا ما علت نشزًا. وقال الضبي: (الحزن) الغليظ من الأرض يقول إذا سارت هذه الخيل في الغلظ من الأرض برته بحوافرها. و(الصهوات) جمع صهوة وهو أعلى المتن من الإنسان جعلها من الأرض تشبيهًا. و(أسهلت) صارت في السهل. و(أذرت) أثارت. وقوله (مطنبًا) أي كأن للغبار أطنابًا والأطناب الحبال تشد بها بيوت العرب إلى الأوتاد. وقال أحمد بن عبيد: (الحزن) الغليظ الموطئ من الأرض وإن لم يكن مرتفعًا. والحزم ما ارتفع من الأرض.
19: فما انصرفت حتى أفاءت رماحهم.......لأعدائهم في الحرب سمًا مقشبا
ويروى: وإني لمن قوم تكون رماحهم * لأعدائهم.
قال الضبي: (أفاءت) ردت. و(المقشب) المخلوط. وقد فاء الشيء رجع ومنه قوله عز وجل: {حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما} وفي موضع آخر: {فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم}. ويروى:
فما فتئت حتى أفاءت رماحهم.......سبيًا وعرجًا كالهضاب معزبًا.
أي: مباعدًا والهضاب: الجبال الحمر الشامخة ويقال ما فتئ يفعل أي ما زال يفعل ومنه قول الله عز وجل: {تالله تفتؤ تذكر يوسف}.
20: مغاوير لا تنمي طريدة خيلهم.......إذا أوهل الذعر الجبان المركبا
قال الضبي: (المغاوير) جمع مغوارٍ. و(الطريدة): ما طرد من إبل الناس. وقوله (لا تنمي) أي: لا تنجو. يقول إذا طردوا إبلاً لم تستنقذ منهم. قال الأصمعي: هو مأخوذ من قولهم في الحديث: كل ما أصميت ودع ما أنميت.
والإصماء أن تموت الرمية من ساعتها والإنماء أن تنهض بالسهم فتغيب عن عين الرامي. يقول فكل ما مات من رميك وأنت تراه وما غاب عنك إذا رميته ثم أصبته ميتًا فلا تأكله. يقال وهلت إلى الشيء أهل وهلاً وأنا واهل إليه إذا فزعت إليه، ووهلت أهل وهلاً وأنا وهل منه إذا فزعت منه وأوهلت الرجل أفزعته.
21: ونحن سقينا من فريرٍ وبحترٍ.......بكل يدٍ منا سنانًا وثعلبا
22: ومعن ومن حي جديلة غادرت.......عميرة والصلخم يكبو ملحبا
هؤلاء كلهم من طيء ولم يرو هذين البيتين أعني ونحن وومعنٍ الضبي. (الثعلب) ما دخل من طرف الرمح في جبة السنان فالداخل ثعلب وهو من الرمح والمدخول فيه من السنان جبة وأنشد:
وأحمر جعدًا عليه النسور.......وفي ضبنه ثعلب منكسر
والأحمر ههنا الأبيض. عليه النسور تأكله. وضبنه تحت إبطه. قال أبو عمرو بن العلاء: أكثر ما تقول العرب الأسود والأحمر من الناس ولا يقولون أسود وأبيض.
23: ويوم جرادٍ استلحمت أسلاتنا.......يزيد ولم يمر لنا قرن أعضبا
قال الضبي: (استلحمت) جعلته لحمًا. و(الأسلات) القنا الواحدة أسلة ومنه قول الآخر:
ليت أشياخي ببدر شهدوا.......جزع الخزرج من وقع الأسل
أي: من وقع الرماح و(الأعضب) من الظباء المكسور أحد القرنين والعرب تتشاءم به: يقول لم يمرر في ذلك الوقت ما يتشاءم به وقال الكميت:
ولا أنا ممن يزجر الطير همه.......أصاح غراب أم تعرض ثعلب
ولا السانحات البارحات عشيةً.......أمر سليم القرن أم مر أعضب
24: وقاظ ابن حصن عانيًا في بيوتنا.......يعالج قدًا في ذراعيه مصحبا
ويروى: يمارس قدًا. قال الضبي: (قاظ) أقام القيظ كله. و(العاني): الأسير والجمع عناة. و(المصحب) القد الذي عليه وبره. وكانت العرب تغل به، وإذا غل به إنسان كثر قمله فمنه قولهم: غل قمل. وكأن الشاعر إلى هذا ذهب في قوله لامرأته:
يا من يعانقها يبيت كأنه.......في مجلس قمل وفي ساجور
25: وفارس مردودٍ أشاطت رماحنا.......وأجزرن مسعودًا ضباعًا وأذؤبا
قال الضبي: أشاطت رماحنا عرضته للقتل. (وأجزرن) جعلنه جزرًا للضباع والذئاب. ويقال أجزرت القوم جزورًا إذا أعطيتهم بعيرًا ينحرونه وقد أجزرته جزرة إذا أعطيتهم شاة سمينة يذبحونها. ولا تكون الجزرة إلا من الغنم والجزور إلا من الإبل، والجزارة ما يأخذ الجازر من الرأس والقوائم والصلب إذا جزر الجزور. (وأذؤب) جمع ذئب يقال ذئب والجمع القليل أذؤب وأفعل يأتي للجمع القليل مثل أجبل وأحبل والجمع الكثير ذئاب وذؤبان، قال الأصمعي: إنما سمي ذئبًا لتذؤبه وهو مجيئوه من كل وجه أخذ من تذؤب الريح وهو مجيؤها من كل وجه إذا اختلفت. وفارس مردود من غسان. ويروى: (وفارس) مودون، يعني جد المسامعة.
[شرح المفضليات: 731-740]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
113, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir