دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الآخرة 1431هـ/8-06-2010م, 11:42 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 112: قصيدة سبيع بن الخطيم التيمي: بانَت صدوفُ فقلبُهُ مخطوفُ = ونأت بجانبِها عليكَ صدوفُ

قال سبيع بن الخطيم التيمي:

بانَتْ صَدُوفُ فقلبُهُ مخطوفُ = ونأَتْ بجانبِها عليكَ صَدُوفُ
واسْتَوْدَعَتْكَ منَ الزَّمانةِ إِنَّها = مِمَّا تَزُورُكَ نائِماً وتَطُوفُ
واسْتَبْدَلَتْ غَيْرِي وفارَقَ أَهْلُها = إِنَّ الغَنِيَّ على الفَقِيرِ عَنِيفُ
إِمَّا تَرَيْ إِبْلِي كأَنَّ صُدُورَها = قَصَبٌ بأَيْدِي الزَّامِرِينَ مَجُوفُ
فَزَجَرْتُها لَمَّا أَذيتُ بِسَجْرِها = وقَفَا الحنِينَ تجَرُّرٌ وصَرِيفُ
فَاقْنَيْ حَياءَكِإِنَّ رَبَّكِ هَمُّهُ = في بَيْنِ حَزْرَةَ والثُّوَيْرِ طَفِيفُ
فاسْتَعْجَمَتْ وتَتابَعتْ عَبَرَاتُها = إِنَّ الكَريمَ لِما أَلَمَّ عَرُوفُ
واعْتادَها لَمَّا تَضَايَقَ شِرْبُها = بِلِوَى نَوَادِرَ مَرْبَعٌ ومَصِيفُ
أَمَّا إذا قاظَتْ فإِنَّ مَصِيرَها = هَضْبُ القَلِيبِ فَعَرْدَةٌ فأَفوفُ
وإِذَا شَتَتْ يوماً فإِنَّ مكانَها = بَلَدٌ تَحاماهُ الرِّماحُ ورِيفُ
ولقد هَبَطْتُ الغَيْثُ أَصْبحَ عازِباً = أُنُفاً بهِ عُوذُ النِّعاجِ عُطُوفُ
مُتَهَجِّمَاتٌ بالفَرُوقِ وثَبْرَةٍ = حِينَ ارْتَبَأَتُ كأَنَّهُنَّ سُيُوفُ
ولقد شَهِدْتُ الخيلَ تَحْمِلُ شِكَّتي = جَرْاَدءُ مُشْرِفَةُ القَذَالِ سَلُوفُ
تَرْمِي أَمامَ النَّاظِرَيْنِ بِمُقْلَةٍ = خَوْصاءَ يَرْفَعُها أَشَمُّ مُنِيفُ
ومَجَالِسٍ بِيضُ الوُجُوهِ أَعِزَّةٌ = حُمْرُ الِلّثاتِ كَلاَمُهُمْ مَعْرُوفُ
أَرْبَابُ نَخْلَةَ والقُرَيْظِ وسَاهِمٍ = إِنِّي كذلكَ آلِفٌ مأْلوفُ
إِنِّي مُطِيعُكِ ثُمَّ إِنِّي سائلٌ = قَوْمِى، وكُلُّهُمُ عليَّ حَلِيفُ
مِنْ غَيْرِ ما جُرْمٍ أَكُونُ جَنَيْتُهُ = فيهمْ، وَلا أَنا إِنْ نُسِبْتُ قَذِيفُ
ومُسيَّبٍ خَصِرٍ ثَوَى بِمِضَلَّةٍ = وإِذا تُحَرِّكُهُ الرِّياحُ يَزِيفُ
حَلَّتْ بهِ بَعْدَ الهُدُوِّ نِطاقَها = مِسْعٌ مُسَهَّلَةُ النِّتاجِ زَحُوفُ
تَزَعُ الصَّبَا رَيْعانَهُ ودَنَتْ لهُ = دُلُحٌ يَنْؤُنْ،َعِظامَهُنَّ ضَعِيفُ
تَنْفِي الحَصَى حَجَراتُهُ وكأَنَّهُ = بِرِحالِ حِمْيَرَ بالضُّحَى مَحْفُوفُ


  #2  
قديم 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م, 09:12 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

112


وقال سبيع بن الخطيم التيمي*


1: بانت صدوف فقلبه مخطوف = ونأت بجانبها عليك صدوف
2: واستودعتك من الزمانة إنها = مما تزورك نائما وتطوف
3: واستبدلت غيري وفارق أهلها = إن الغني على الفقير عنيف
4: إما تري إبلي كأن صدورها = قصب بأيدي الزامرين مجوف
5: فزجرتها لما أذيت بسجرها = وقفا الحنين تجرر وصريف
6: [فاقني حياءك إن ربك همه = في بين حزرة والثوير طفيف]
7: فاستعجمت وتتابعت عبراتها = إن الكريم لما ألم عروف
8: واعتادها لما تضايق شربها = بلوى نوادر مربع ومصيف
9: أما إذا قاظت فإن مصيرها = هضب القليب فعردة فأفوف
10: وإذا شتت يوما فإن مكانها = بلد تحاماه الرماح وريف
11: ولقد هبطت الغيث أصبح عازبا = أنفا به عوذ النعاج عطوف
12: متهجمات بالفروق وثبرة = حين ارتبأت كأنهن سيوف
13: ولقد شهدت الخيل تحمل شكتي = جرداء مشرفة القذال سلوف
14: ترمي أمام الناظرين بمقلة = خوصاء يرفعها أشم منيف
15: ومجالس بيض الوجوه أعزة = حمر اللثات كلامهم معروف
16: أرباب نخلة والقريظ وساهم = إني كذلك آلف مألوف
17: إني مطيعك ثم إني سائل = قومي وكلهم علي حليف
18: من غير ما جرم أكون جنيته = فيهم، ولا أنا إن نسبت قذيف
19: ومسيب خصر ثوى بمضلة = وإذا تحركه الرياح يزيف
20: حلت به بعد الهدو نطاقها = مسع مسهلة النتاج زحوف
21: تزع الصبا ريعانه ودنت له = دلح ينؤن، عظامهن ضعيف
22: تنفي الحصى حجراته وكأنه = برحال حمير بالضحى محفوف


*ترجمته: هو سبيع بن الخطيم التيمي تيم عبد مناة بن أد بن طابخة من بطن منهم يقال له بنو رفاعة شاعر محسن هكذا قال الآمدي في المؤتلف 112 وذكر في النقائض 1068 في يوم جزع ظلال هو والنعمان بن جساس وعوف بن عطية بن الخرع وقال: "هؤلاء سادة التيم" وهو "فارس نحلة" وقد خطب إلى عمه فقال: نعم أزوجك بنتي على أن تعطيني فرسك "نحلة" فأبى، وقال في ذلك شعرا، في الخيل لابن الأعرابي 58-59.
جو القصيدة: أبدى أسفه لرحلة صاحبته "صدوف" وما أثر ذلك في قلبه وجسمه وأن خيالها يعاوده في النوم وأبدى أيضا أن من أسباب هذه الرحلة عنف الغني على الفقير ثم تحدث عن إبله وحنينها، وذكر مرابعها ومصايفها ومقيظها ومشتاها ثم فخر برعيه الغيث في الأرض البعيدة الوحشية ذات البقر، وباشتراكه في الحروب كامل العدة فارسا، ونعت فرسه وسائر القصيدة من 15-22 مفكك الأوصال، لا يعدو أن يكون أبياتا مختارة منها في وصف المجالس، وفي تحالف قومه عليه، وفي نعت الغدير والأمطار والسحب والزهر الذي يزين حفافي الغدير.
تخريجها: الأصمعيات 83. والبيت 8 في ياقوت 2: 297 وعجزه فيه 8: 319 والبيتان 11، 12 فيه 6: 371 والأبيات 13-16 فيه 7: 72 والبيت 16 فيه 5: 22 وانظر الشرح 726-731.
(1) بانت: انقطعت. صدوف: اسم امرأة. نأت: بعدت.
(2) الزمانة: الحب بما يصيب من أوصاب. أنها: أي بسبب أنها، فحذف حرف التعليل.
(4) المجوف: الواسع الجوف يريد أن إبله تحن.
(5) أذيت: تأذيت. السجر: فوق الحنين من الإبل. قفا: تبع، يقال قفاه يقفوه إذا تبعه. التجرر: التفعل من الجرة، وهي ما يخرجه البعير ونحوه من بطنه ليمضغه ثم يبلعه، وهذا الاشتقاق لم يذكر في المعاجم. الصريف: أن تصرف بنابها.
(6) اقني حياءك: احتبسيه واحفظيه. حزرة والثوير: موضعان. وهذا البيت زيادة من المرزوقي ونسختي فينا والمتحف البريطاني وهو ثابت في الأصمعيات.
(7) استعجمت: لم ترد جوابا. عروف: صبور.
(8) اعتادها: انتابها. اللوى: منعرج الرمل. نوادر: موضع. المربع: الموضع الذي يرتبعون فيه في الربيع. المصيف: الموضع الذي يصيفون فيه.
(9) قاظت: أقامت فصل القيظ. الهضب: جمع هضبة. القليب وعردة وأفوف: مواضع.
(10) تحاماه الرماح: تتحاماه لخوفه.
(11) العازب: البعيد المتنحى. أنفا: يقول: هبطته أول من هبطه فرعيته قبل أن يسبقني إليه أحد. العوذ: الحديثات النتاج، جمع عائذ. النعاج: البقر الوحشية. عطوف: عطفت على أولادها هكذا فسر الأنباري ولم يذكر واحدها، والظاهر أنه جمع عاطفة وهو جمع غير قياسي ولم يذكر في المعاجم.
(12) متهجمات: داخلات في كنسهن و"متهجم" وفعله "تهجم" لم يذكرا في المعاجم. الفروق وثبرة: موضعان. ارتبأت: حفظت كربأت، أي صار كالربيئة وجعلهن كالسيوف في بريقهن وحسنهن.
(13) الشكة: السلاح. الجرداء: القصيرة الشعر. القذال: جماع مؤخر الرأس، ومشرفته: عاليته. السلوف: المتقدمة.
(14) الخوصاء: الغائرة. يرفعها: يرفع العين حجاج منيف، وإنما يريد أن حجاجها مرتفع وهذا مدح، والحجاج، بكسر الحاء: العظم الذي ينبت عليه الحاجب.
(15) اللثات: جمع لثة.
(16) نخلة والقريظ وساهم: مواضع.
(17) حليف: يريد وكلهم معين علي، فكأنهم تحالفوا على ذلك.
(18) أي لست بدخيل في قومي فأقذف بذلك فقذيف هنا بمعنى دعي النسب، ولم يذكر في المعاجم.
(19) الخصر: البارد. ثوى: أقام. يزيف: يسرع. والمسيب عنى به غديرا قد سيب وترك بمضلة من الأرض فإذا حركته الريح اضطرب.
(20) النطاق: شقة تلبسها المرأة تشد بها وسطها. المسع: ريح الجنوب، كما فسرها المرزوقي، والذي في المعاجم أنها الشمال. وذكر صاحب اللسان أنها الجنوب في مادة "نسع". زحوف: تسير ببطء كما يزحف الصبي وذلك لكثرة مائها والمعنى أن هذا الغدير أتى عليه المطر ليلا من سحابة حلت نطاقها واستدرتها ريح الجنوب هدوا بعد نوم الناس، وجعل للسحاب نتاجا وحملا.
(21) الصبا: ريح مهبها من الشرق. تزعه: تكفه. ريعانه: أوله. الدلح: جمع دلوح وهي الثقيلة لكثرة مطرها ينؤون ينهضن وهي مسترخية الجوانب لا تماسك لأرجائها ضعيف أتي به مفردا والعظام جمع حملا على المعنى لا على اللفظ.
(22) حجراته: نواحيه يريد شدة وقع المطر والضمير للسحاب. برحال حمير: أراد ألوان النبت التي تكون عن المطر، شبهه بالرحال المزينة وإنما خص حمير لأنهم ملوك، فرحالهم مختلفة الألوان فشبه ألوان الزهر بها.


  #3  
قديم 12 شعبان 1432هـ/13-07-2011م, 09:48 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال سبيع بن الخطيم التيمي

1: بانت صدوف فقلبه مخطوف.......ونأت بجانبها عليك صدوف
(مخطوف) ومختطف: ذاهب. (ونأت): بعدت. والنأي البعد. وبان انقطع يبين بيناً وبينونةً وبينهما بون بعيد وبين بعيد وبين الرجلين بين ولا يقال في هذا بون. وأنشدنا الضبي وأحمد بن عبيد:
كأن عيني وقد بانوني.......غربان في منحاة منجنون
2: واستودعـــــــــــــــك من الزمانة أنها.......مما تزورك نائمًا وتطوف
3: واستبدلت غيري وفارق أهلها.......إن الغني على الفقير عنيف
4: إما تري إبلي كأن صدورها.......قصب بأيدي الزامرين مجوف
يريد أنها تحن، كما قال عنترة العبسي:
بركت على جنب الرداع كأنما.......بركت على قصبٍ أجش مهضم
5: فزجرتها لما أذيت بسجرها.......وقفا الحنين تجرر وصريف
قال الضبي: (أذيت) بمعنى تأذيت آذى أذىً وآذاني غيري يؤذيني إيذاءً وأنشد أحمد بن عبيد عن أبي عمروٍ إسحاق بن مرارٍ الشيباني:
لقد أذوا بك ودوا لو تفارقهم.......أذى الهراسة بين النعل والقدم
قال والهراسة الشوكة. و(السجر) فوق الحنين من الإبل يقال قد سجر البعير يسجر سجرًا. (وقفا) تبع من قولك قفوت الرجل إذا تبعته وأصله من القفا. و(التجرر): التفعل من الجرة. و(الصريف) أن تصرف بنابها. قال أحمد بن عبيد ويروى: وقفا التحنن جرة وصريف، وأنشد للنابغة في الصريف:
مقذوفةٍ بدخيس النحض بازلها.......له صريف صريف القعو بالمسد
ويقال إن الصريف من الإناث ضجر وذلك من الذكور إيعاد وترغم.
6: فاقني حياءك إن ربك همه.......في بين حزرة والثوير طفيف
7: فاستعجمت وتتابعت عبراتها.......إن الكريم لما ألم عروف
(استعجمت) لم ترد جوابًا كما قال المرار الفقعسي:
فعرفتها فدعوت قراءً لها.......فاستعجمت ببيانها لم تنبس
أي: فعرفت الصحيفة أنها خطك فدعوت قراءً لها يقرؤنها حين لم تفهم أنت شيئًا. (فاستعجمت) لم يفهم منها شيء. و(عروف) صبور يقال ابتلي فلان فوجد عارفًا وعروفًا يعني صابرًا. قال أحمد: ويروى: وتبلغت عبراتها أي: بلغت كل مبلغٍ.
8: واعتادها لما تضايق شربها.......بلوى نوادر مربع ومصيف
قال الضبي: (المربع) الموضع الذي يرتبعون فيه في الربيع و(المصيف) الموضع الذي يصيفون فيه وأنشد:
أمن رسم دارٍ مربع ومصيف.......لعينك من ماءٍ الشؤون وكيف
وقال سليمان بن عبد الملك عند الموت:
إن بني صبية صيفيون.......أفلح من كان له ربعيون
فالربعي: ما نتج في الربيع والصيفي: ما ولد في الصيف، ويقال لما نتج في الربيع ربع ولما نتج في الصيف هبع، فأراد أن أولاده صغار. فرد عليه عمر بن عبد العزيز فقال: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى}
9: أما إذا قاظت فإن مصيرها.......هضب القليب فعردة فأفوف
هكذا رواه الضبي. وقال أحمد: الرواية: فينوف. و(قاظت) من القيظ. و(الهضبة) دون الجبل. وقال الأصمعي: هي مدورة مستديرة محددة الرأس وقال أيضًا: (الهضبة): المفترشة والجبل المفترش الذي ينبسط في الأرض.
و(عردة وأفوف وينوف) مواضع.
10: وإذا شتت يومًا فإن مكانها.......بلد تحاماه الرماح وريف
(تحاماه الرماح) لخوفه كما قال امرؤ القيس:
تحاماه أطراف الرماح تحاميًا.......وجاد عليها كل أسحم هطال
يصف غيثًا في مكان مخوف فليس يمكن أحدًا أن يقربه قكل يخيف صاحبه فقد جم هذا النبت وكثر ومع هذا فقد جيد بالمطر فازداد كثرةً.
11: ولقد هبطت الغيث أصبح عازبًا.......أنفا به عوذ النعاج عطوف
(هبطته) نزلت عليه. و(عازب) بعيد متنحٍ. (أنفًا) يقول هبطته أول من هبطه فرعيته قبل أن يسبقني إليه أحد. و(العوذ) الحديثات النتاج. (عطوف) عطفت على أولادها.
12: متهجماتٍ بالفروق وثبرةٍ.......حين ارتبأت كأنهن سيوف
قال أحمد: يقول شهدتها متهجمةً داخلةً في كنسها. و(ارتبأت) وربأت حفظت والربيئة من هذا.
وجعلهن كالسيوف في بريقهن وحسنهن. ويروى: وثيرة وهو جمع ثور. ويروى: ارتبأن أي ظهرن وأشرفن. كأنهن سيوف يبرقن في حسنهن. هذا تفسير أحمد. وقال الضبي: (ارتبأت) افتعلت من الربيئة و(الفروق وثبرة) موضعان.
13: ولقد شهدت الخيل تحمل شكتي.......جرداء مشرفة القذال سلوف
(الشكة) السلاح يقال رجل شاكٍ في السلاح إذا دخل فيها ويقال رجل شاكي السلاح وشاك السلاح وأصله شائك أي: سلاحه ذو شوكة. و(جرداء): فرس قصيرة الشعر. والسراة: أعلى الظهر. و(السلوف): المتقدمة. وسراة كل شيء أعلاه. وقال أوس بن حجر يصف عيرًا وأتانًا:
يقلب قيدودًا كأن سراتها.......صفا مدهنٍ قد زلقته الزحالف
14: ترمي أمام الناظرين بمقلةٍ.......خوصاء يرفعها أشم منيف
ورواها أحمد الناظرين وقال: تسبق كل من نظر بطرفها يريد حدة نظرها. وهي مع ذلك خوصاء غائرة فكيف بها قبل الخوص. و(يرفعها) أي: يرفع العين حجاج منيف وإنما يريد إن حجاجها مرتفع وهذا مدح.
15: ومجالسٍ بيض الوجوه أعزةٍ.......حمر اللثات كلامهم معروف
كذا رواها الضبي خفضًا. ورفع ذلك أبو جعفر وقال: لا يجوز الخفض لأنه لم يأت بعده بخبرٍ قال: ومعناه ولنا مجالس. قال: ويروى: حو اللثات فمن روى حمر اللثات أراد أنها تضب للمغنم للعادة فكأنها تسيل من محبتها له دمًا. كما قال الآخر: تضب لثاتهم للمغنم وإلا فقوله حمر اللثات عيب لأنه من صفة العجم لا من صفة العرب. والعرب توصف بسمر اللثات.
16: أرباب نخلة والقريظ وساهمٍ.......إني كذلك آلف مألوف
قال أحمد: رجع القائل إلى صفة نفسه فقال: إني كذلك إني مطيعك ثم إني.
17: إني مطيعك ثم إني سائل.......قومي وكلهم علي حليف
قال أحمد: يقول (إني مطيعك وإني سائل قومي)، (وكلهم) معين علي فكأنهم تحالفوا على ذلك.
18: من غير ما جرمٍ أكون جنيته.......فيهم ولا أنا إن نسبت قذيف
أي: لست بدخيلٍ في قومي فأقذف بذلك أنا ممن نسب إليه لا دعي ولا مسند إليهم. وقد جنى الذنب يجنيه أي: اكتسبه وأجله يأجله مثله، قال خوات بن جبير:
وأهل خباءٍ صالحٍ ذات بينهم.......قد احتربوا في عاجلٍ أنا آجله
أي: جانيه.
19: ومسيب خصرٍ ثوى بمضلةٍ.......وإذا تحركه الرياح يزيف
(المسيب) يعني غديرًا قد سيب وترك بمضلةٍ من الأرض، فإذا حركته الريح اضطرب. فشبه ذلك بزفيف النعامة وهو آخر مشيها وأول عدوها. و(الخصر) البارد. و(ثوى): أقام يثوي ثواءً فهو ثاوٍ وأنكر أحمد أثوى يثوي واحتج بقول الله تعالى: {وما كنت ثاويًا في أهل مدين} وبقوله جل وعلا: {فالنار مثوىً لهم}.
قال يعقوب بن السكيت: يقال ثوى وأثوى وأنشد بيت الأعشى:
أثوى وقصر ليله ليزودا.......فمضى وأخلف من قتيلة موعدا
أنشده بسكون الثاء على الخبر، وأنشده أحمد بن عبيد عن أبي عمرو وغيره: أثوى بفتح الثاء على الاستفهام.
20: حلت به بعد الهدو نطاقها.......مسع مسهلة النتاج زحوف
21: تزع الصبا ريعانه ودنت له.......دلح ينؤن عظامهن ضعيف
قال أحمد: ويروى: (ريعانها). قال: وتزعه ترده وتكفه. (دلح): مثقلة مر يدلح بحمله إذا مر مثقلاً.
22: تنفي الحصى حجراته وكأنه.......برحال حمير بالضحى محفوف
أراد ألوان النبت شبهه بالرحال المزينة وشبيه به قول امرئ القيس:
وألقى بصحراء الغبيط بعاعه.......نزول اليماني ذي العياب المحمل
يصف سحابًا وبعاعه ثقله.
[شرح المفضليات: 726-731]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
112, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir