دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > الأدب > المفضليات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الآخرة 1431هـ/7-06-2010م, 08:48 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي 55: قصيدة المرقش الأصغر: أَمن رَسمِ دَارٍ ماء عيْنيكَ يَسفَح = غدَا من مقامٍ أَهلُهُ وتَروّحُوا

وقال المرقش الأصغر:

أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ ماءُ عَيْنَيكَ يَسْفَحُ = غَدَا من مُقامٍ أَهْلُهُ وتَرَوَّحُوا
تُزَجِّي بها خُنْسُ الظِّبَاءِ سِخَالَها = جَآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأَصْبَحُ
أَمِنْ بِنْتِ عَجْلاَنَ الخَيالُ المُطَرَّحُ = أَلَمَّ ورَحْلي سَاقِطٌ مُتَزَحْزَحُ
فلمَّا انْتَبَهْتُ بالخَيالِ ورَاعني = إِذَا هُوَ رَحْلي والبِلاَدُ تَوَضَّحُ
ولكِنَّهُ زَوْرٌ يُيَقِّظُ نائِماً = ويُحْدِثُ أَشْجاناً بقَلبكَ تَجْرَحُ
بِكُلِّ مَبِيتٍ يَعْتَرِينا ومَنْزِلٍ = فلوْ أَنَّها إِذْ تُدْلِجُ اللَّيْلَ تُصْبِحُ
فوَلَّتْ وقد بَثَّتْ تباريحَ ما تَرَى = ووجْدِي بها إِذْ تَحْدُرُ الدَّمْعَ أَبْرَحُ
وما قَهْوَةٌ صَهبْاءُ كالمِسْكِ رِيحُها = تُعَلَّي علي النَّاجُودِ طَوْراً وتُقْدَحُ
ثَوَتْ في سِباءِ الدَّنِّ عِشْرِين حِجَّةً = يُطانُ عليها قَرْمَدٌ وتُرَوَّحُ
سَباها رِجالٌ من يَهُودَ تَباعَدُوا = لِجِيلاَنَ يُدْنيها من السُّوقِ مُرْبِحُ
بِأَطْيَبَ مِنْ فيها إِذَا جئْتُ طارِقاً = منَ اللَّيْلِ، بَلْ فُوها أَلَذُّ وأَنْصَحُ
غَدَوْنا بِصَافٍ كالعَسِيبِ مُجَلَّلٍ = طويناهُ حِيناً فَهَْ شِزْبٌ مُلَوَّحُ
أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليسَ فيهِ مَعابَةٌ = كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الصِّرْفِ أَرْجَلُ أَقْرَحُ
علي مِثْلهِ آتِي النَّدِيَّ مُخَايِلاً = وأَغْمِزُ سِرًّا: أَيُّ أَمْرَيَّ أَرْبَحُ
ويَسْبِقُ مَطْرُوداً ويَلْحَقُ طارِداً = ويَخْرُجُ من غَمِّ المَضِيقِ ويَجْرَحُ
تَرَاهُ بِشِكَّاتِ المُدَجِّجِ بَعْدَ ما = تقَطَّعَ أَقْرَانُ المُغِيرَةِ يَجْمَعُ
شَهِدْتُ بهِ في غارَةٍ مُسْبَطرَّةٍ = يُطاعِنُ أُولاَها فِئامٌ مُصَبَّحُ
كما انْتَفَجَتْ منَ الظِّباءِ جَدَايَةٌ = أَشَمُّ، إِذا ذَكَّرْتَهُ الشَّدَّ أَفْيَحُ
يَجُمُّ جُمُومَ الحِسْيِ جاشَ مَضِيقُهُ = وجَرَّدَهُ من تَحتُ غِيْلٌ وأَبْطَحُ


  #2  
قديم 7 رجب 1432هـ/8-06-2011م, 01:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات للشيخين: أحمد شاكر وعبد السلام هارون

55


وقال المرقش الأصغر


1: أمن رسم دار ماء عينيك يسفح = غدا من مقام أهله وتروحوا
2: تزجي بها خنس الظباء سخالها = جآذرها بالجو ورد وأصبح
3: أمن بنت عجلان الخيال المطرح = ألم ورحلي ساقط متزحزح
4: فلما انتبهت بالخيال وراعني = إذا هو رحلي والبلاد توضح
5: ولكنه زور ييقظ نائما = ويحدث أشجانا بقلبك تجرح
6: بكل مبيت يعترينا ومنزل = فلو أنها إذ تدلج الليل تصبح
7: فولت وقد بثت تباريح ما ترى = ووجدي بها إذ تحدر الدمع أبرح
8: وما قهوة صهباء كالمسك ريحها = تعلي على الناجود طورا وتقدح
9: ثوت في سباء الدن عشرين حجة = يطان عليها قرمد وتروح
10: سباها رجال من يهود تباعدوا = لجيلان يدنيها من السوق مربح
11: بأطيب من فيها إذا جئت طارقا = من الليل، بل فوها ألذ وأنصح
12: غدونا بصاف كالعسيب مجلل = طويناه حينا فهو شزب ملوح
13: أسيل نبيل ليس فيه معابة = كميت كلون الصرف أرجل أقرح
14: على مثله آتي الندى مخايلا = وأغمز سرا: أي أمري أربح
15: ويسبق مطرودا ويلحق طاردا = ويخرج من غم المضيق ويجرح
16: تراه بشكات المدجج بعدما = تقطع أقران المغيرة يجمح
17: شهدت به في غارة مسبطرة = يطاعن أولاها فئام مصبح
18: كما انتفجت من الظباء جداية = أشم، إذا ذكرته الشد أفيح
19: يجم جموم الحسي جاش مضيقه = وجرده من تحت غيل وأبطح


*ترجمته: "المرقش" لقبه، واسمه ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة. وهو ابن أخي المرقش الأكبر الذي مضت ترجمته في القصيدة 45. وقيل إن اسمه "عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك" والذي أثبتنا أرجح، لأنه عم طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك. والمرقش الأصغر أشعر المرقشين وأطولهما عمرا، وهو الذي عشق فاطمة بنت المنذر. وكان أحد عشاق العرب المشهورين وفرسانهم، وقد ذكرناه أيضا في ترجمة عمه.
جو القصيدة: بكى لوقوفه على رسم الدار، وقد صارت مألفا للظباء والبقر. وتحدث عن زورة الطيف، وكيف انتبه لروعته، وكيف أن الطيف يطرقه في كل منزل ينزل. ثم استعاد ذكرى الوداع وما جرى فيه من الدمع. ونعت الخمر ليصف رضاب المحبوبة. ثم صار إلى وصف فرسه الذي يخايل به، ويسبق، ويشهد الغارة، وصور جريه وإبقاءه في العدو.
تخريجها: كلها في منتهى الطلب 1: 311-312. وهي في الجمهرة برقم 16 عدا البيت 18. وشعراء الجاهلية 328-329 عدا الأبيات 8-11، 14. والأبيات 13-15 في الاقتضاب لابن السيد. 340. والبيت 13 في الخيل لأبي عبيدة 112. والبيتان 8، 11 في المرزباني 201. وانظر الشرح 493-499.
(1) تروحوا: ساروا في الرواح، وهو من لدن زوال الشمس إلى الليل.
(2) تزجي: تسوق سوقا ضعيفا. الخنس: جمع خنساء، من الخنس، بفتحتين، وهو قصر الأنف ولزوقه بالوجه. سخالها: أولادها. الجآذر: جمع جؤذر، بضم الذال وفتحها، وهو ولد البقر، أي جآذر الدار. الورد: الذي تعلوه حمرة والأصبح أشد حمرة منه شيئا.
(3) بنت عجلان: هي هند بنت عجلان جارية فاطمة بنت المنذر. المطرح: الذي يطرح نفسه من مكان بعيد، أي يلقيها. متزحزح: متباعد.
(4) إذا هو رحلي: يريد أنه رأى الخيال في نومه، فلما انتبه لم يجد إلا رحله. توضح: تتوضح، أي تظهر، يريد أنها خالية.
(5) الزور: الزائر.
(6) يعترينا: يصير إلينا، يعني الخيال. تدلج: تسير ليلا. أي ليتها إذا زارنا خيالها ليلا بقي إلى الصباح.
(7) بثت: فرقت. التباريح: الشدة. أبرح: أفعل تفضيل، من البرح، وهو الشدة.
(8) القهوة: الخمر. الصهباء: الشقراء أو الحمراء. تعلي: ترفع. الناجود: المصفاة. تقدح: تغرف بالقدح.
(9) ثوت: أقامت في سباء الدن: في أسره وحصاره، احتواها كأنها سبي. يطان: يجعل عليها الطين. القرمد: طين يطلي على رأس الدن. تروح: تخرج إلى الريح وتبرد.
(10) السباء: اشتراء الخمر، مهموز. جيلان بالكسر: بلد من بلاد العجم.
(11) أي ما هذه القهوة بأطيب من فيها. أنصح: أخلص وأطيب.
(12) أي غدونا للصيد بفرس صافي اللون. العسيب: طرف السعفة، شبهه به في ضمره وجدله. مجلل: عليه الجلال، وهي جمع جل بضم الجيم وفتحها، وهو ما تلبسه الدابة لتصان به طويناه: ضمرناه. الشزب: الضامر. الملوح: الشديد الضمر.
(13) الأصيل: الأملس المستوي. الصرف: صبغ أحمر يصبغ به الجلود. أرجل: محجل بثلاث قوائم مطلق بواحدة. وهذا المعنى لم يذكر في المعاجم، بل ذكر مقابله. أقرح: ذو قرحة، وهي بياض في الوجه مثل الدرهم، فإذا كبرت فهي غرة.
(14) الندي والنادي: المجلس. المخايل: المفاعل من الخيلاء أي أمري: يريد النجاء أو الطلب.
(15) من غم المضيق: إذا ضاق عليه الأمر في السبق خرج منه. يجرح: يكسب ويصيد.
(16) الشكات: جمع شكة، وهي السلاح. المدجج، بكسر الجيم ويجوز فتحها: اللابس السلاح كله. يقول: ترى هذا الفرس بعد ما يغيرون عليه، وبعد ما يتصرم أصرهم، فالفرس في ذلك الوقت يجمح لنشاطه.
(17) المسبطرة: الممتدة الطويلة. الفئام: الجماعة، لا واحد له من لفظه. المصبح: المغار عليه في الصبح.
(18) انتفجت: خرجت ثائرة. الجداية: الشاب من الظباء يقول: نشاط هذا الفرس وحدته كحدة جداية. أشم: طويل أفيح: بعيد ما بين الخطوتين. يريد أنه واسع الجري إذا ذكر به عند وقته.
(19) يجم: يجتمع شده، وكذلك جموم الماء الحسي: رمل على صلد يستقر الماء في أسفله، فإذا حفر نبع فيه الماء بعد الماء. جاش: غلي. فإذا كان الحسي ضيقا كان الماء أشد جيشا وارتفاعا. الغيل: الماء الكثير الأبطح: الحصى. جرده: كشفه وعراه من الشجر. يريد: وجرده غيل وأبطح من تحت.


  #3  
قديم 11 شعبان 1432هـ/12-07-2011م, 09:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح المفضليات لابن الأنباري

وقال المرقش الأصغر

قال أبو عكرمة: هو أشعر من الأكبر وأطول عمرًا.
1: أمن رسم دارٍ ماء عينيك يسفح.......غدا من مقام أهله وتروحوا
(الرسم): الأثر بلا شخص و(المقام): الإقامة بالضم والمقام بالفتح الموضع، ويقال (المقام) بالفتح مقام ساعة، وهو من قول الله عز ذكره: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلىً}، واسمه ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك وهو عم طرفة والأكبر عم الأصغر وكان الأصغر أشعرهما وأطولهما عمرًا وهو الذي عشق فاطمة بنت المنذر.
2: تزجي به خنس الظباء سخالها.......جآذرها بالجو ورد وأصبح
(تزجي): تسوق سوقًا ضعيفًا، و(الجآذر): جمع جؤذر والجؤذر ولد البقر، ويروى: (خنس) النعاج والنعاج ههنا البقر، و(الورد والأصبح) في ألوانها وهي الوردة والصبحة.
وقال غيره: ورد تعلوه حمرة والأصبح أشد حمرة منه شيئًا، وجآذرها: أولادها الواحد جؤذر وجؤذر وفز وبرغز.
3: أمن بنت عجلان الخيال المطرح.......ألم ورحلي ساقط متزحزح
4: فلما انتبهت بالخيال وراعني.......إذا هو رحلي والبلاد توضح
أي: (والبلاد) خالية، أبو جعفر: أي لم أر غير رحلي.
5: ولكنه زور ييقظ نائمًا.......ويحدث أشجانًا بقلبك تجرح
(أشجان): أحزان الواحد شجن، قال الشاعر:
لي شجنان شجن بنجد.......وشجن لي ببلاد الهند
6: بكل مبيتٍ يعترينا ومنزلٍ.......فلو أنها إذ تدلج الليل تصبح
غيره: (يعترينا) يصير إلينا والاسم المعتر، (فالمعتر) الذي يأتي معترضًا لأن يطعم من غير أن يسأل، والقانع: السائل والقنوع: المسألة والقناعة: الرضا، يقال: نسأل الله تعالى القناعة ونعوذ بالله تعالى من القنوع، ويقال (أدلج) إذا سار من أول الليل وأدلج إذا سار من آخره، هذا قول أبي عكرمة. غيره: (تدلج) تسري، يقول فلو أنها إذ تسير بالليل معنا تصبح كذلك، ولكنها تذهب إذا أصبحت.
وقول أبي عكرمة و(المعتر) الاسم من يعترينا ليس بشيء لأن المعتر من المضاعف و(يعتري) ليس من المضاعف وإنما المعتر من اعترنا معترًا إذا مر بنا، واعترى يعتري فهو معترٍ، فالمعنى واحد فيهما واللفظ مختلف، وقال أبو جعفر: أدلج إذا سار الليل كله كما قال الشماخ:
إذا ما أدلجت وصفت يداها.......لها الإدلاج ليلة لا هجوع
إذا أجاد البعير المشي قيل وصف يصف وصوفًا أي أنها تسير كلها، وأنشد للأعشى:
وادلاج بعد المنام وتهجيـ.......ـر وقفٍ وسبسبٍ ورمالٍ
7: فولت وقد بثت تباريح ما ترى.......ووجدي بها إذ تحدر الدمع أبرح
(بثت): فرقت و(التباريح) الشدة وقوله (أبرح) أي بلغ مني منتهى الشدة، قال الأصمعي: وهو مشتق من البرحين وهي الداهية وتسمى أيضًا البرح، يقال فعل به برحًا بارحًا ويقال لها بنات برح وبنو برح وبرح فلان بفلان من هذا.
8: وما قهوة صهباء كالمسك ريحها.......تعلى على الناجود طورًا وتقدح
(القهوة): الخمر قال الأصمعي: سميت قهوة لأنها تقهي عن الطعام أي تقل طعم من أدمنها. (تعلى): ترفع. و(الناجود): المصفاة ويقال بل الباطية. (وتقدح): تغرف. قال الأصمعي: ومن ذلك سميت المغرفة مقدحة لأنها يغرف بها، وأنشد أبو زيد لبعض الأعراب.
أنشد من مقدحة ذات ذنب.......قد أصبحت وردة منها بسبب
إلا ترديها فشيء قد ذهب
ويروى (تعل) أي: تصب صبًا بعد صب، قال الأصمعي: (الناجود) أول ما يخرج من الدن صافيًا (ويقدح) بالقدح ولم يذكر المغرفة.
9: ثوت في سباء الدن عشرين حجةً.......يطان عليها قرمد وتروح
(ثوت): أقامت يقال ثوى وأثوى بمعنى واحد، قوله في سباء الدن إذا كانت في حصاره، و(يطان) يطين، وأصل القرمد الآجر فكأنه نسب إليها الدن لقوله (يطان عليها قرمد) أي يطان عليها دن. وقوله (تروح) أي: تبرز للروح.
غيره: (قرمد) طين يطلى على رأس الدن، (وتروح) تخرج إلى الريح وتبرد. وقال الأثرم: ما سمعت إلا حجة بالكسر ولم أسمع حجة وأما الحج فيقال الحج والحج جميعًا وقد قرئ بهما.
10: سباها رجال من يهود تباعدوا.......لجيلان يدنيها من السوق مربح
كذا رواها أبو عكرمة لجيلان باللام، ويروى (سباها يهود من رجال) و(السباء) استراء الخمز مهموز يقال سبأت فهي سبيئة وسبيت العدو غير مهموز غيره ويروى سباها يهود من رجال تواعدوا بجيلان.
11:بأطيب من فيها إذا جئت طارقًا.......من الليل بل فوها ألذ وأنصح
(الطروق): الإتيان بالليل ولا يكون بالنهار، والإياب: يكون بالليل، وإنما وصف طيب فمها بالليل لأن الأفواه تغير بعد النوم فأراد طيب فمها في الوقت الذي يتغير فيه الأفواه، (وأنصح): أخلص يقال للشيء إذا خلص وصفا قد نصح نصوحًا، ويقال أنصح أبلغ طيبًا ولذة.
12: غدونا بصافٍ كالعسيب مجللٍ.......طويناه حينًا فهو شزب ملوح
أي: (غدونا) للصيد بفرسٍ صافي اللون. وقوله (كالعسيب) أي: في ضمره وجدله، و(العسيب): طرف السعفة.
و(طويناه) يريد في الضمر و(الشزب): الضامر، يقال فرس شازب وبعير شازب وكذلك شاسف، و(الملوح): الشديد الضمر.
وروى أبو عمرو: بضافٍ وقال ضاف طويل. و(ملوح) متغير اللون. يقال شزب وشسب بمعنىً.
وقال أبو عمرو: قال أبو فقعس: إذا أصبت الفرس عريض ثلاثٍ طويل ثلاث قصير ثلاث حديد ثلاث صافي ثلاثٍ رحيب ثلاث أخذت ما شئت، عريض الجبهة واللبة والورك طويل البطن والهادي والذراع، قصير الظهر والعسيب والساق، حديد القلب والآذان والمنكب، صافي الأديم والعين والصهيل، رحيب المنخر والجنب والشدق والتفسير عن أبي عمرو.
13: أسيل نبيل ليس فيه معابة.......كميت كلون الصرف أرجل أقرح
(المعابة): العيب، و(القرحة): بياض في الوجه مثل الدرهم ونحوه، فإذا كبرت القرحة فهي غرة، و(الصرف): صبغ يصبغ به الجلود فشبه لون الفرس به. كقول الآخر:
كميت غير محلفةً ولكن.......كلون الصرف عل به الأديم
ورواها أبو عكرمة أسيل واسيل رفعًا وخفضًا وكذلك في ما بعده من النعوت، ورواها غيره بالرفع، فمن خفض رد على قوله بصافٍ ومن رفع ردها على قوله فهو شزب ملوح أسيل على هذا. وقال الصرف هذه السلفة، وقال أرجل محجل بثلاث مطلق واحدة.
14: على مثله آتي الندي مخايلاً.......وأغمز سرًا أي أمري أربح
(الندي) والنادي: المجلس والقوم يتنادون إذا تجالسوا وفلان ينادي فلانًا، قال الأعشى:
فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها.......أو القمر الساري لألقى المقالدا
وهو من قول الله عز وجل: {وتأتون في ناديكم المنكر}، وقوله: {فليدع ناديه}، أي: أهل مجلسه، والمخايل المفاعل من الخيلاء ويروى: وتغمز سرًا أي أمريكم أربح، ويقول تنظر أي أمريك أربح النجاء أو الطلب، تغمز إلى أصحابك بذلك سرًا أم تنجو أم تكر.
15: ويسبق مطرودًا ويلحق طاردًا.......ويخرج من غم المضيق ويجرح
يقول إذا طرد فات وإذا طلب لحق فهو يلحق ولا يلحق ومثل هذا قول الراجز يصف فرسًا:
يمعج في الأرض بشدٍ فائق.......ليس بملحوقٍ ولا بلاحق
أي: قد تقدم فليس بين يديه شيء يلحقه، وقوله (من غم المضيق) أي: إذا ضاق عليه الأمر في السبق خرج منه.
وقوله: ويجرح أي: يكسب ويصيد، يقال فلان جارحة أهله إذا كان الكاسب لهم وهو من قول الله عز ذكره: {وما علمتم من الجوارح مكلبين} ورواها غير أبي عكرمة من غمى المضيق.
16: تراه بشكات المدجج بعدما.......تقطع أقران المغيرة يجمح
يقول ترى هذا الفرس بعدما يغيرون عليه أي بعدما يتصرم أمرهم فالفرس في ذلك الوقت يجمح لنشاطه، و(الجموح) الاعتراض في السير، أي: فيه بقية ونشاط بعد التعب، هذا قول أبي عكرمة، وقال غيره: الشكة الدرع والجمع الشكات و(المدجج): اللابس السلاح كله يقال مدجج ومدجج.
17: شهدت به في غارةٍ مسبطرةٍ.......يطاعن أولاها فئام مصبح
(المسبطرة): المنقادة، و(الفئام): الجماعة و(المصبح): المغار عليه في الصبح.
18: كما انتفجت من الظباء جداية.......أشم إذا ذكرته الشد أفيح
يقول نشاط هذا الفرس وحدته كحدة جدايةً وهو الشاب من الظباء أي كما تنتفج الجداية إذا ذعرت، وقوله أفيح أي واسع بالجري إذا ذكره عند وقته، هذا قول أبي عكرمة.
وقال غيره: (انتفجت): خرجت، و(أشم): طويل و(أفيح): بعيد ما بين الخطوتين.
19: يجم جموم الحسي جاش مضيقه.......وجرده من تحت غيل وأبطح
يريد (وجرده غيل وأبطح من تحت)، و(يجم) يجتمع شده، وكذلك جموم الماء و(الحسي): رمل على صلدٍ يستقر الماء في أسفله فإذا حفر نبع فيه الماء بعد الماء، وزاد جموم الماء شدةً بأن جعل الحسي ضيقًا فالماء فيه أشد ارتفاعًا وجيشًا، والجيش الغلي يقال جاشت القدر إذا غلت، هذا قول أبي عكرمة، ورواها غيره: مضيقةً ويروى وبرده من تحت، (وجرده) أي انكشف عنه الشجر.
[شرح المفضليات: 493-498]


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
55, قصيدة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir