80: قصيدة الممزق العبدي: هَل لِلْفَتى مِن بَنات الدّهرِ من واقِ = أَم هل له من حِمَامِ الموت من راقِ

[محمد أبو زيد]

قال الممزق العبدي

قال أبو عبيدة: هي ليزيد بن خذاق. قال أبو العباس: ثعلب الممزق أول من ذم الدنيا.

1: هل للفتى من بنات الدهر من واق.......أم هل له من حمام الموت من راق

(بنات الدهر) أحداثه ومصائبه: قال الآخر:

ممن ترببه النعيم ولم يخف.......عقب الكتاب ولا بنات السند

أي هو ممن رباه النعيم فهو عزيز: وعقب الكتاب أي عاقبه ما كتب عليه من خير وشر: لا يفهم ذلك لغرارته: والمسند: الدهر. ولم يقل في هذا البيت الضبي شيئا. و(الحمام) الدنو حم ذلك أي دنا وقد وجد: قال الشاعر:

وحمت لميقات إلى منيتي.......وغودرت قد وسدت أو لم أوسد

غودرت: خلفت ومنه سمي الغدير غديرا لأن السيل غادره أي خلفه: وقال الراعي:

تغير قومي ولا أسخر.......وما حم من قدر يقدر

وقال الحارث بن خالد المخزومي:

يا عمرو حم لقاؤكم عمرا

2: قد رجلوني وما رجلت من شعث.......وألبسوني ثيابا غير أخلاقي
3: ورفعوني وقالوا أيما رجل.......وأدرجوني كأني طي مخراق

ويروى: وأدرجوا في بياض الريط أرواقي. عنى (بطي مخراق) العمامة التي يلويها الصبيان ثم يضرب بها بعضهم بعضا. وأرواقه: ثقله يقال ألقى فلان على فلان ثقله وعبالته إذا ألقى نفسه عليه

4: وأرسلوا فتيه من خيرهم حسبا.......ليسندوا في ضريح التراب أطباقي

أي أرسلوا فتيانا ليحفروا لي قبرا. قال أبو زيد: بين اللحد و(الضريح) فرقان فما حفر في صدر القبر فهو اللحد وما حفر في وسطه فهو الضريح: يقال ألحدتم أم ضرحتم

5: هون عليك ولا تولع بإشفاق.......فإنما مالنا للوارث الباقي

ورواها أحمد بن عبيد: (فإنما مالنا للوارث الباقي)، هذه رواية المفضل على هذا التأليف وأولها في رواية غيره

6: كأنني قد رماني الدهر عن عرض.......بنافذات بلا ريش وأفواق

(الأفواق): واحدها فوق وهو مجرى الوتر من السهم: وجانباه: شرخاه. وأراد (بالريش) القذذ.

[شرح المفضليات: 600-602]