السؤال: بارك الله فيكم فضيلة الشيخ من الجزائر أبو بسام يقول فضيلة الشيخ ما قول أهل السنة والجماعة في رؤية المسلم لربه عز وجل يوم القيامة
الجواب
الشيخ: قول أهل السنة والجماعة في رؤية الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ما قاله الله عن نفسه وقاله عنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم فالله تعالى قال في كتابه (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ) يعني يوم القيامة (نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ناضرة الأولى بمعنى حسنة الثانية من النظر بالعين لأنه أضاف النظر إلى الوجوه فالوجوه محل العينين التي يكون بهما النظر وهذا يدل على أن المراد نظر العين ولو كان المراد نظر القلب وقوة اليقين لقال (قلوب يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ولكنها قال (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ومن ذلك قوله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة فالزيادة فسرها أعلم الخلق بمراد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنها النظر إلى وجه الله عز وجل ومن ذلك قوله تعالى في الفجار (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) فحجب هؤلاء الفجار عن الله يومئذ يعني يوم القيامة يدل على أن غيرهم ينظرون إلى الله عز وجل ولو كان غيرهم لا ينظر إلى الله لم يكن بينهم وبين الفجار فرق ومن ذلك قوله تبارك وتعالى (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ) فإن هذه الآية تدل على أن على أن الله تعالى يرى في الأبصار ودليل ذلك أنه نفى الإدراك وهذا يدل على وجود أصل الرؤية ولو كان أصل الرؤية غير ثابت ما صح أن ينفى الإدراك ولا يصح أن يستدل بهذه الآية على امتناع رؤية الله عز وجل لأن الآية إنما نفت ما هو أخص من الرؤية وهو الإدراك ونفي الأخص يستلزم وجوب الأعم وهو الرؤية والله عز وجل يرى يوم القيامة ولكن الأبصار لا تدركه هذا بالنسبة لما جاء في القرآن أما السنة قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثبوتا متواترا لا شك فيه إثبات رؤية الله عز وجل يوم القيامة أي أنه يرى سبحانه وتعالى فمن ذلك قوله تبارك قوله صلى الله عليه وآله وسلم (أنكم سترون ربكم كم ترون القمر الليلة البدر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم على أن لا تقلبوا على صلاة فإن استطعتم على أن لا تقلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا) والأحاديث في هذا متواترة كما قال بعض العلماء في نظم شيء من المتواتر قال من ما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيت وأحتسب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذه بعض هذا هو قول أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى يرى يوم القيامة بالبصر رؤية حقيقية لكنه مع هذه الرؤية لا يمكن إدراكه عز وجل لأنه أعظم من أن تدركه الحواس أو الإفهام أو الخواطر ولكن يبقى النظر متى تكون هذه الرؤية نقول هذه الرؤية تكون في عرصات القيامة أي قبل دخول الجنة وتكون كذلك بعد دخول الجنة ويبقى النظر نظرا أخر هل يراه كل الناس في عرصات القيامة أم ماذا نقول أما الكفار الخلص فإنهم لا يرون الله عز وجل لقول الله تعالى (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) وأما المنافقون فإنهم يرون الله في عرصات القيامة ثم لا يرونه بعد ذلك وهذا أعظم وأشد حسرة عليهم وأما المؤمنون فإنهم يرون الله تعالى في عرصات القيامة كما يرونه بعد دخول الجنة اسأل الله تعالى أن يجعلني وإخواني السامعين ممن ينظر إلى الله عز وجل إنه على كل شي قدير.