دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #14  
قديم 6 جمادى الأولى 1442هـ/20-12-2020م, 11:50 PM
سارة المري سارة المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 125
افتراضي

المقصود من قوله تعالى: {وَرَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ} [الشرح: 4]

بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، والحمدلله الذي بعث في الأميين رسولًا هاديًا ، وأبقى ذكره إلى قيام الساعة .

وبعد:
قال تعالى في سورة الشرح " ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك" فإنه تعالى يقر على نبيه ما قد حباه له ووهبه إياه ، فالاستفهامات هنا للتقرير، ومحور حديثنا هو قوله تعالى " ورفعنا لك ذكرك"
فكما قال أبو حيان الاندلسي : وَدَخَلَتْ هَمْزَةُ الِاسْتِفْهَامِ عَلَى النَّفْيِ، فَأَفَادَ التَّقْرِيرَ عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ.

تعددت أقوال السلف في المراد بذلك إلى عدة أقوال:
- القول الأول: رُفِع ذكره ﷺ بالنبوة والرسالة ، قاله يحيى بن سلام

- القول الثاني: اقتران ذكره ﷺ بذكر الله ﷻ " إني لا أُذكَر إلا ذُكِرتَ معي" وبه قال مجاهد.
ويتفرع تحت هذا القول عدة أقوال :
•الأول : أنه يرفع ذكره في الأذان والإقتمة والتشهد وخُطب العيدين ويوم عرفة والكثير، وهو مما قاله ابن عباس وقتادة كما قال أيضًا : ما من متشهد ولا خطيب ولا صاحب صلاة إلا وهو ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
•الثاني: أنه يرفع ذكره عند كل عبادة في ذكر النبي ﷺ ، لما تتضمنه العبادات من شرطي الإخلاص لله ﷻ والمتابعه لرسوله ﷺ ، ففي كل مرة يستحضر فيها اتباعه للنبي فهذه رفعة لذكره..وهذا مما جاء عن ابن عثيمين رحمه الله
ففي اللغة رفع الإنسان أي نوّه بذكره ، ومنه رفع قدره أي كرّمه وشرّفه.
ويستدل أصحاب هذا القول بحديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول اللهﷺ قال: " أتاني جبريل فقال: إن ربك يقول: تدرس كيف رفعت ذكرك؟ ، قلت: الله أعلم، قال: إذا ذُكرت ذكرت معي"
وقال حسّان بن ثابتٍ:
أغرّ عليه للنّبوّة خاتمٌ من الله مشهورٍ يلوح ويشهد
وضمّ الإله اسم النّبيّ إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد

وشقّ له من اسمه ليجلّه فذو العرش محمودٌ وهذا محمّد
• الثالث: أن طاعته من طاعة الله ومعصية من معصية الله .

- القول الثالث: رفعنا لك ذكرك في الآخرة كما رفعناه في الدنيا وهو قول قتادة
(رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيبٌ، ولا متشهّدٌ، ولا صاحب صلاةٍ إلاّ ينادي بها: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله.)
فإنه ﷺ أول من تفتح له أبواب الجنة وأكثرهم تابعاً .

- القول الرابع: ذكره في كتب الأولين والأخذ على الأنبياء وأممهم أن يؤمنوا به كما نوّه عن ذلك الكثير منهم ابن ابي الزمنين والسمعاني وابي حيان الاندلسي.
قال تعالى :{وَإِذ قالَ عيسَى ابنُ مَريَمَ يٰبَنى إِسرٰءيلَ إِنّى رَسولُ اللَّهِ إِلَيكُم مُصَدِّقًا لِما بَينَ يَدَىَّ مِنَ التَّورىٰةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسولٍ يَأتى مِن بَعدِى اسمُهُ أَحمَدُ }[الصف: 6]

فكل تلك الأقوال صور لرفع ذكر النبي والثناء عليه فهذا إعلاء لشأنه ﷺ فالمرتد والمشرك لا تقبل توبتهم إلا بعدما يتلفظوا بالشهادة فأول كلامهم إقرار بنبوة محمد ﷺ وتنويه لذكره ، ولن تقبل عبادتهم مالم يكن فيها متابعة للنبي بعد الإخلاص لله .

فكيف لا يستحضر المرء نبيه الذي قدّم أمته على نفسه فقال " أمتي أمتي" ، فسبحان من أعلا ذكر نبيه وحفظه في الدنيا والآخرة.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir