دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الآخرة 1441هـ/11-02-2020م, 09:06 AM
ندى البدر ندى البدر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 111
افتراضي

س1: تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
بدأت عناية المفسرين بالبديع مع بداية العناية بالتأليف في التفسير فكان بعضهم يذكر بعض الأمثلة على بديع القرآن في مقدّمات تفاسيرهم، وفي بعض الآيات التي يشتهر خبر بديعها.
وكان لبعض البلاغيين عناية بذكر أمثلة من بديع القرآن في كتبهم في إعجاز القرآن، كما في إعجاز القرآن للخطابي والرمّاني، والإيجاز والإعجاز لأبي منصور الثعالبي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها.

وأوّل من عُني بتتبّع أنواع البديع في القرآن ابنُ أبي الإصبع المصري في كتابه المعروف "بديع القرآن"، وهو كتاب اختصّ به ما في القرآن من أمثلة البديع التي وقف عليها أو استخرجها.
ثمّ جُعلت في بعض أنواع علوم القرآن في الكتابين:
البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي فذكروا أمثلة كثيرة لبديع القرآن.
ولم يزل المصنّفون يزيدون فيه، حتى أفردت في بعض الأنواع مؤلفات مختصة بها تشرح معناها، وتجمع أمثلتها، وتبيّن أصولها وفصولها.
س2: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني.
أقوال العلماء في مسائل تناسب الألفاظ والمعاني يدلّ على أنّها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تناسب صفات الحروف وترتيبها.
وهذا النوع هو أخصّ أنواع التناسب وأنفعها فإن الحروف تتفاوت في القوة والضعف، ويؤثر حروف بناء الكلمة على معناها. ومن أمثلة ما ذُكِرَ فيه:
ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى "الصمد": (إذا قيل: الصمد بمعنى المصمت وأنه مشتق منه بهذا الاعتبار؛ فهو صحيح فإن الدال أخت التاء؛ فإن الصمت السكوت وهو إمساك. وإطباق للفم عن الكلام. قال أبو عبيد: المصمت الذي لا جوف له وقد أصمته أنا وباب مصمت قد أبهم إغلاقه.
ومنه قول ابن عباس: إنما حرم من الحرير المصمت
فالمصمد والمصمت متفقان في الاشتقاق الأكبر، وليست الدال منقلبة عن التاء، بل الدال أقوى.
والمصمد أكمل في معناه من المصمت، وكلما قوي الحرف كان معناه أقوى؛ فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب ولهذا كان الصمت إمساك عن الكلام مع إمكانه، والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت، بخلاف الصمد فإنه إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد، والسيد، والصَّمْد من الأرض، وصماد القارورة ونحو ذلك؛ فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ "الصمد" فإن فيه الصاد والميم والدال، وكل من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من الحروف، والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل)ا.هـ.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (تأمل قولهم: "حجر" و"هواء" كيف وضعوا للمعنى الثقيلِ الشديدِ هذه الحروفَ الشديدةَ، ووضعوا للمعنى الخفيفِ هذه الحروفَ الهوائيةَ التي هي من أخف الحروف)ا.هـ.
.
النوع الثاني: تناسب الحركات ومراتبها
فإن الحركات تتفاوت في القوة والضعف، ويُؤثر تقلبها على اللفظ فالمعنى. قال ابن القيم رحمه الله: (تأمّل قولهم: "دار دَوَرَانا" و"فارت القِدْرُ فَوَرَانا" و"غَلَتْ غَلَيَانا" كيف تابعوا بين الحركات في هذه المصادر لتتابع حركة المسمى؛ فطابق اللفظ المعنى)ا.هـ.
وقال أيضاً: (وتأمَّل قولهم: "طَال الشيءُ فهو طويل"، و"كَبُرَ فهو كَبير"؛ فإن زاد طوله قالوا: طُوالا وكُبارا؛ فأتوا بالألف التي هي أكثر مدا وأطول من الياء في المعنى الأطول؛ فإن زاد كِبَر الشيء وثَقُلَ مَوقِعُه من النفوس ثقَّلوا اسمه فقالوا "كُبَّارا" بتشديد الباء. )ا.هـ.
النوع الثالث: مناسبة أحرف الزيادة في الجملة لمعنى الكلام
ومن أحسن من تكلّم في هذا النوع مصطفى صادق الرافعي في كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، ومن أمثلته:
قوله تعالى{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
فإن النحاة يقولون إن "ما" في الآية زائدة، أي: في الإعراب؛ فيمكن أن يُظن أنهما زائدتان في النظم، مع أن في هذه الزيادة لونًا من التصوير لو هو حذف من الكلام لذهب بكثير من بلاغته.فإن المراد بالآية تصوير لين النبي صلى الله عليه وسلم لقومه، وإن ذلك رحمة من الله.
فجاء المد في "ما" وصفًا لفظيا يؤكد معنى اللين ويفخمه.
وفوق ذلك فإن لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية، لا يُمكن إحراز هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق.
ثم كان الفصل بين الباء الجارة ومجرورها "وهو لفظ رحمة" مما يلفت النفس إلى تدبر المعنى وينبه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كله طبعي في بلاغة الآية.

س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
الاجتهاد في التفسير مبني على أصول ذات مراتب، مبني بعضها على بعض، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن الصواب أوشابه أهل الهوى والضلال، وهذه الأصول هي :
أولاً:
التفسير بدلالة الكتاب والسنة؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها.
وكل مسألة فيها نص صريح فإنها لا تحتاج معها إلى اجتهاد؛ إذ لا اجتهاد في موضع النص، بل كل اجتهاد خالف النصّ فهو مردود.
والأصل الثاني:دلالة الإجماع فإذا أجمع الصحابة والتابعون على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ فلا يُتصور أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
والأصل الثالث:دلالة الأثر، وهو ما وقع فيه الخلاف من أقوال الصحابة والتابعين في التفسير فتعددت الأقوال فيه ولم يصل لمرتبة الإجماع.
وقول الصحابي إذا خالف إجماعاً وصحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما قول التابعي إذا خالف قولاً وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.
وهذه الدلالة تنبني على ما قبلها؛ فلا تصحّ دلالة الأثر على ما يخالف النصّ أو الإجماع.
وكلّ من استدلّ بقول مأثور على ما يخالف النصّ أو الإجماع فاستدلاله باطل.
والأصل الرابع:دلالة اللغة، فلا تُفسر الآية إلا بدلالة لغوية بما يحتمله السياق من المعاني.
وهذه الدلالة أيضاً تنبني على دلالة النص ودلالة الإجماع ثم الأثر فإن خالفت أحدها ردت.
والأصل الخامس:دلالة الاجتهاد، ويُشترط فيها أن لا تخالف أصلاً من الأصول الأربع السابقة فإن خالفت أحدها ردت.
ومعرفة هذه المراتب يهدي المفسر في تفسيره واجتهاده لئلا يتعدى أو يزل، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن سبيل أهل التأويل العالمين به وشابه أهل الهوى والضلال.

س4: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
1. المعرفة بالعلوم المتعلقة بالمسائل التي يقع الاجتهاد فيها
2. المعرفة بموارد الاجتهاد لئلا يقع في الاجتهاد في أمور لا يمكن الاجتهاد فيها
3. المعرفة بمراتب دلالات طرق التفسير فلا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من أصول طرق التفسير فيقع في المحذور ويُرد.

س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم.
القول في القرآن بغير علم من أكبر الكبائر، فإنّ المتكلم في معاني القرآن إنما يتكلم في بيان مراد الله تعالى بكلامه؛ فإن أخطأ فيها فقد كذب على الله، وقال عليه ما لا يعلم، وقد جاءت آيات عديدة في وعيد من كذب على الله
قال تعالى {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) }
واللام في {ليضل} فُسّرت بالتعليل وبالعاقبة، فما افتراه من الكذب إنما افتراه ليضل الناس، وهذا حاصل متحقق وهو بهذا الإضلال ظالم لهم وظالم لنفسه، فقد تعدى على ما ليس له به علم، وأخرج الناس إلى ظلمات وضلالات.
وقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}.
فويل لهم يوم القيامة يوم يُشهد عليهم فيه
وقال تعالى في بيان مسؤلية الإنسان فيما يتكلم به: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
وقد اشتدّ تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من كلّ ذلك، ونهى عنه أشدّ النهي، وكان يرى عليه الغضب إذا رأى شيئاً من الاختلاف في القرآن، والقول فيه بغير علم.
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟! وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟!
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: ((بهذا أُمرتم - أو بهذا بعثتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أُمرتم به فاعملوا به، والذي نهيتم عنه فانتهوا)). رواه أحمد
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات... الآية) قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه من فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". رواه أحمد والبخاري ومسلم
وقد تعددت الآثار عن الصحابة والسلف في التحذير منه، عن أبي بكر رضي الله عنه: " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلتُ في كتاب الله ما لا أعلم"
وقال مسروق: " اتقوا التفسير فإنه القول عن الله"
وروي عن مالك بن أنس: " لا يأتني برجل يقول في القرآن برأيه إلا جعلته نكالاً"



س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير ؟
1. العلم بسبيل التفسير وأنه ينبني على مراتب وأصول.
2. أن الكلام في التفسير بدون اعتبار لمراتب طرقه، يوقع في الخطأ والضلال
3. على المفسر أن يكون على علم ودراية بعدد من علوم الآلة حتى يرتفع باجتهاده عن الخطأ، كالجرح والتعديل و علوم اللغة.
4. أن أكثر القرآن مبين واضح تعرفه العرب من كلامها.
5. أن الخطأ وقع في أكثر كُتب التفسير، بسبب بعض اجتهادات المفسرين غير المنضبطة ودخول كثير من الفتن والضلالات في الأمة.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1441هـ/13-02-2020م, 10:46 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى البدر مشاهدة المشاركة
س1: تحدث بإيجاز عن عناية المفسرين بالبديع.
بدأت عناية المفسرين بالبديع مع بداية العناية بالتأليف في التفسير فكان بعضهم يذكر بعض الأمثلة على بديع القرآن في مقدّمات تفاسيرهم، وفي بعض الآيات التي يشتهر خبر بديعها.
وكان لبعض البلاغيين عناية بذكر أمثلة من بديع القرآن في كتبهم في إعجاز القرآن، كما في إعجاز القرآن للخطابي والرمّاني، والإيجاز والإعجاز لأبي منصور الثعالبي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني، وغيرها.

وأوّل من عُني بتتبّع أنواع البديع في القرآن ابنُ أبي الإصبع المصري في كتابه المعروف "بديع القرآن"، وهو كتاب اختصّ به ما في القرآن من أمثلة البديع التي وقف عليها أو استخرجها.
ثمّ جُعلت في بعض أنواع علوم القرآن في الكتابين:
البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي فذكروا أمثلة كثيرة لبديع القرآن.
ولم يزل المصنّفون يزيدون فيه، حتى أفردت في بعض الأنواع مؤلفات مختصة بها تشرح معناها، وتجمع أمثلتها، وتبيّن أصولها وفصولها.
س2: اذكر أنواع مسائل التناسب بين الألفاظ والمعاني.
أقوال العلماء في مسائل تناسب الألفاظ والمعاني يدلّ على أنّها على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تناسب صفات الحروف وترتيبها.
وهذا النوع هو أخصّ أنواع التناسب وأنفعها فإن الحروف تتفاوت في القوة والضعف، ويؤثر حروف بناء الكلمة على معناها. ومن أمثلة ما ذُكِرَ فيه:
ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان معنى "الصمد": (إذا قيل: الصمد بمعنى المصمت وأنه مشتق منه بهذا الاعتبار؛ فهو صحيح فإن الدال أخت التاء؛ فإن الصمت السكوت وهو إمساك. وإطباق للفم عن الكلام. قال أبو عبيد: المصمت الذي لا جوف له وقد أصمته أنا وباب مصمت قد أبهم إغلاقه.
ومنه قول ابن عباس: إنما حرم من الحرير المصمت
فالمصمد والمصمت متفقان في الاشتقاق الأكبر، وليست الدال منقلبة عن التاء، بل الدال أقوى.
والمصمد أكمل في معناه من المصمت، وكلما قوي الحرف كان معناه أقوى؛ فإن لغة العرب في غاية الإحكام والتناسب ولهذا كان الصمت إمساك عن الكلام مع إمكانه، والإنسان أجوف يخرج الكلام من فيه لكنه قد يصمت، بخلاف الصمد فإنه إنما استعمل فيما لا تفرق فيه كالصمد، والسيد، والصَّمْد من الأرض، وصماد القارورة ونحو ذلك؛ فليس في هذه الألفاظ المتناسبة أكمل من ألفاظ "الصمد" فإن فيه الصاد والميم والدال، وكل من هذه الحروف الثلاثة لها مزية على ما يناسبها من الحروف، والمعاني المدلول عليها بمثل هذه الحروف أكمل)ا.هـ.
وقال ابن القيّم رحمه الله: (تأمل قولهم: "حجر" و"هواء" كيف وضعوا للمعنى الثقيلِ الشديدِ هذه الحروفَ الشديدةَ، ووضعوا للمعنى الخفيفِ هذه الحروفَ الهوائيةَ التي هي من أخف الحروف)ا.هـ.
.
النوع الثاني: تناسب الحركات ومراتبها
فإن الحركات تتفاوت في القوة والضعف، ويُؤثر تقلبها على اللفظ فالمعنى. قال ابن القيم رحمه الله: (تأمّل قولهم: "دار دَوَرَانا" و"فارت القِدْرُ فَوَرَانا" و"غَلَتْ غَلَيَانا" كيف تابعوا بين الحركات في هذه المصادر لتتابع حركة المسمى؛ فطابق اللفظ المعنى)ا.هـ.
وقال أيضاً: (وتأمَّل قولهم: "طَال الشيءُ فهو طويل"، و"كَبُرَ فهو كَبير"؛ فإن زاد طوله قالوا: طُوالا وكُبارا؛ فأتوا بالألف التي هي أكثر مدا وأطول من الياء في المعنى الأطول؛ فإن زاد كِبَر الشيء وثَقُلَ مَوقِعُه من النفوس ثقَّلوا اسمه فقالوا "كُبَّارا" بتشديد الباء. )ا.هـ.
النوع الثالث: مناسبة أحرف الزيادة في الجملة لمعنى الكلام
ومن أحسن من تكلّم في هذا النوع مصطفى صادق الرافعي في كتابه "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"، ومن أمثلته:
قوله تعالى{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}
فإن النحاة يقولون إن "ما" في الآية زائدة، أي: في الإعراب؛ فيمكن أن يُظن أنهما زائدتان في النظم، مع أن في هذه الزيادة لونًا من التصوير لو هو حذف من الكلام لذهب بكثير من بلاغته.فإن المراد بالآية تصوير لين النبي صلى الله عليه وسلم لقومه، وإن ذلك رحمة من الله.
فجاء المد في "ما" وصفًا لفظيا يؤكد معنى اللين ويفخمه.
وفوق ذلك فإن لهجة النطق به تشعر بانعطاف وعناية، لا يُمكن إحراز هذا المعنى بأحسن منهما في بلاغة السياق.
ثم كان الفصل بين الباء الجارة ومجرورها "وهو لفظ رحمة" مما يلفت النفس إلى تدبر المعنى وينبه الفكر على قيمة الرحمة فيه، وذلك كله طبعي في بلاغة الآية.

س3: بيّن مراتب دلالات طرق التفسير، وأهميّة معرفة هذه المراتب.
الاجتهاد في التفسير مبني على أصول ذات مراتب، مبني بعضها على بعض، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن الصواب أوشابه أهل الهوى والضلال، وهذه الأصول هي :
أولاً:
التفسير بدلالة الكتاب والسنة؛ فدلالة النصّ الصحيح الصريح هي أصل الدلالات، والحاكمة عليها، والمبيّنة لحدودها.
وكل مسألة فيها نص صريح فإنها لا تحتاج معها إلى اجتهاد؛ إذ لا اجتهاد في موضع النص، بل كل اجتهاد خالف النصّ فهو مردود.
والأصل الثاني:دلالة الإجماع فإذا أجمع الصحابة والتابعون على تفسير آية فإجماعهم حجّة لا تحلّ مخالفته.
وهذا الأصل ينبني على ما قبله؛ فلا يُتصور أن يقع الإجماع على مخالفة دليل صحيح غير منسوخ من الكتاب والسنة.
والأصل الثالث:دلالة الأثر، وهو ما وقع فيه الخلاف من أقوال الصحابة والتابعين في التفسير فتعددت الأقوال فيه ولم يصل لمرتبة الإجماع.
وقول الصحابي إذا خالف إجماعاً وصحّ الإسناد إليه ولم يتبيّن لقوله علة يُعرف بها أنه أخطأ في ذلك القول أو أنه اعتمد على نصّ منسوخ ولم يقع إنكار من علماء الصحابة لقوله فإن تلك المخالفة ترفع دعوى الإجماع؛ فتكون المسألة مسألة خلاف وليست مسألة إجماع.
وأما قول التابعي إذا خالف قولاً وقع الاتّفاق عليه فلا ترفع الإجماع على الصحيح بشرط أن لا يُتابَع على قوله؛ فإذا تابعه بعض العلماء على قوله كانت المسألة مسألة خلاف، وإما إذا هُجر قوله ولم يُتابعه عليه أحد لم تكن مخالفته قادحة في انعقاد الإجماع؛ لأن هجران العلماء لقوله دليل على إجماعهم على خطئه.
وهذه الدلالة تنبني على ما قبلها؛ فلا تصحّ دلالة الأثر على ما يخالف النصّ أو الإجماع.
وكلّ من استدلّ بقول مأثور على ما يخالف النصّ أو الإجماع فاستدلاله باطل.
والأصل الرابع:دلالة اللغة، فلا تُفسر الآية إلا بدلالة لغوية بما يحتمله السياق من المعاني.
وهذه الدلالة أيضاً تنبني على دلالة النص ودلالة الإجماع ثم الأثر فإن خالفت أحدها ردت.
والأصل الخامس:دلالة الاجتهاد، ويُشترط فيها أن لا تخالف أصلاً من الأصول الأربع السابقة فإن خالفت أحدها ردت.
ومعرفة هذه المراتب يهدي المفسر في تفسيره واجتهاده لئلا يتعدى أو يزل، ولابد على المفسر أن يكون مراعياً لها منضبطاً بها وإلا خرج بتفسيره عن سبيل أهل التأويل العالمين به وشابه أهل الهوى والضلال.

س4: ما الذي يشترط في المفسّر ليكون اجتهاده معتبراً في التفسير؟
1. المعرفة بالعلوم المتعلقة بالمسائل التي يقع الاجتهاد فيها
2. المعرفة بموارد الاجتهاد لئلا يقع في الاجتهاد في أمور لا يمكن الاجتهاد فيها
3. المعرفة بمراتب دلالات طرق التفسير فلا يخرج باجتهاد يخالف أصلاً من أصول طرق التفسير فيقع في المحذور ويُرد.

س5: تحدث بإيجاز عن خطر القول في القرآن بغير علم.
القول في القرآن بغير علم من أكبر الكبائر، فإنّ المتكلم في معاني القرآن إنما يتكلم في بيان مراد الله تعالى بكلامه؛ فإن أخطأ فيها فقد كذب على الله، وقال عليه ما لا يعلم، وقد جاءت آيات عديدة في وعيد من كذب على الله
قال تعالى {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) }
واللام في {ليضل} فُسّرت بالتعليل وبالعاقبة، فما افتراه من الكذب إنما افتراه ليضل الناس، وهذا حاصل متحقق وهو بهذا الإضلال ظالم لهم وظالم لنفسه، فقد تعدى على ما ليس له به علم، وأخرج الناس إلى ظلمات وضلالات.
وقال تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)}.
فويل لهم يوم القيامة يوم يُشهد عليهم فيه
وقال تعالى في بيان مسؤلية الإنسان فيما يتكلم به: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
وقد اشتدّ تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من كلّ ذلك، ونهى عنه أشدّ النهي، وكان يرى عليه الغضب إذا رأى شيئاً من الاختلاف في القرآن، والقول فيه بغير علم.
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟! وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا؟!
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال: ((بهذا أُمرتم - أو بهذا بعثتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا، إنكم لستم مما هاهنا في شيء انظروا الذي أُمرتم به فاعملوا به، والذي نهيتم عنه فانتهوا)). رواه أحمد
وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات... الآية) قال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه من فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم". رواه أحمد والبخاري ومسلم
وقد تعددت الآثار عن الصحابة والسلف في التحذير منه، عن أبي بكر رضي الله عنه: " أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إن قلتُ في كتاب الله ما لا أعلم"
وقال مسروق: " اتقوا التفسير فإنه القول عن الله"
وروي عن مالك بن أنس: " لا يأتني برجل يقول في القرآن برأيه إلا جعلته نكالاً"



س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة طرق التفسير ؟
1. العلم بسبيل التفسير وأنه ينبني على مراتب وأصول.
2. أن الكلام في التفسير بدون اعتبار لمراتب طرقه، يوقع في الخطأ والضلال
3. على المفسر أن يكون على علم ودراية بعدد من علوم الآلة حتى يرتفع باجتهاده عن الخطأ، كالجرح والتعديل و علوم اللغة.
4. أن أكثر القرآن مبين واضح تعرفه العرب من كلامها.
5. أن الخطأ وقع في أكثر كُتب التفسير، بسبب بعض اجتهادات المفسرين غير المنضبطة ودخول كثير من الفتن والضلالات في الأمة.
أكثرتِ من النسخ أختي، ولو عبرتِ بأسلوبك لكان أنفع لكِ.
التقييم: ب
وفقكِ الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir