دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 جمادى الآخرة 1442هـ/19-01-2021م, 09:13 AM
أمل حلمي أمل حلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 253
افتراضي

تحرير القول في معنى حفدة:
اختلف العلماء في معنى حفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
وأصل الحفد هو مداركة الخطو والإِسراع في المشي ومنه يقال في دعاء الوتر:
وإِليك نسعى ونَحفِد.
وقد جاءت أقوال العلماء كما يلي:
1- الأختان أو الأصهار.

وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عباس وابي الضحى وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي والفراء وابن قتيبة.
ومنه قول الشاعر:
(ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حَفَدٌ مما يُعَدّث كثيرُ)
(ولكنها نفس عليَّ أبيّة ... عَيُوفٌ لأَصهارِ للئام قَذور)
قول ابن مسعود رواه ابن جرير من عدة طرق.
وقول أبي الضحى فرواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي الضحى.
وقول سعيد بن جبير فرواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن عطاء بن السائب عن سعيد.
وقول إبراهيم رواه ابن جرير من طريق هشيم عن المغيرة عن إبراهيم.

2- أعوان الرجل وخدمه.
وهو قول ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وقتادة وطاوس وأبي مالك والخليل بن أحمد والفراء وأبو عبيدة والقاسم بن سلام وعبد الله بن يحيى اليزيدي وابن قتيبة وابن فارس.
وذهبوا إلى ذلك لأن أصل الحفد هو الإسراع في الخدمة وكما قالوا أن من أعانك فقد خدمك
وقول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق وهب بن حبيب الأسدي عن أبي حمزة عن ابن عباس.
وقول عكرمة رواه ابن جرير من طريق أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة ورواه من طرق أخرى.
وقول الحسن رواه ابن جرير من طريق سلم عن أبي هلال عن الحسن.
وقول مجاهد رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية عن أبي نجيح عن مجاهد.
وقول قتادة رواه ابن جرير من طريق سعيد عن قتادة.
وقول طاوس وراه ابن جرير من طريق زمعة عن ابن طاوس عن أبيه.
وقول أبي مالك رواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك.

3- ولد الرجل وولد ولده.
حيث أن ولد الرجل يخدمونه ويحفدونه حيث كانت العرب تخدمهم أولادهم الذكور.
وهو قول ابن عباس وابن زيد والضحاك والأزهري ويحيى بن سلام.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس.
وقول ابن زيد رواه ابن جرير عن ابن وهب.
وقول الضحاك رواه ابن جرير من طريق أبي معاذ عن عبيد بن سلمان عن الضحاك.

4- بنو امرأة الرجل من غيره:
وهو قول ابن عباس وابن زيد.
وقول ابن عباس ذكره ابن جرير وهي رواية العوفي عن ابن عباس.

5- كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله.

وهو قول مقاتل والكلبي.
حيث قالوا أن المراد بالبنين هم صغار الأولاد والحفدة هم الكبار الذين يعينون على العمل.
6- البنات
وهو قول رواه الزجاج و الفيروزآبادي
فالبنون في الآية هم الأولاد والحفدة البنات
قال الزهراوي لأنهن خدم الأبوين ولأن لفظة البنين لا تدل عليهن.
الترجيح:
هذه الأقوال ليست متعارضة بل كلها داخلة في معنى الحفد وهو المسارعة في الخدمة فالأصهار والأولاد وأولاد الأولاد وكل ما ذُكر من أقوال يدخلون في هذا المعنى.
وهذا ما رجحه ابن جرير حيث قال:
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الآخرة 1442هـ/27-01-2021م, 12:29 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل حلمي مشاهدة المشاركة
تحرير القول في معنى حفدة:
اختلف العلماء في معنى حفدة في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}
وأصل الحفد هو مداركة الخطو والإِسراع في المشي ومنه يقال في دعاء الوتر:
وإِليك نسعى ونَحفِد.
وقد جاءت أقوال العلماء كما يلي:
1- الأختان أو الأصهار.

وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عباس وابي الضحى وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي والفراء وابن قتيبة.
ومنه قول الشاعر:
(ولو أن نفسي طاوعتني لأصبحت ... لها حَفَدٌ مما يُعَدّث كثيرُ)
(ولكنها نفس عليَّ أبيّة ... عَيُوفٌ لأَصهارِ للئام قَذور)
قول ابن مسعود رواه ابن جرير من عدة طرق.
وقول أبي الضحى فرواه ابن جرير من طريق يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي الضحى.
وقول سعيد بن جبير فرواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن عطاء بن السائب عن سعيد.
وقول إبراهيم رواه ابن جرير من طريق هشيم عن المغيرة عن إبراهيم.

2- أعوان الرجل وخدمه.
وهو قول ابن عباس وعكرمة والحسن ومجاهد وقتادة وطاوس وأبي مالك والخليل بن أحمد والفراء وأبو عبيدة والقاسم بن سلام وعبد الله بن يحيى اليزيدي وابن قتيبة وابن فارس.
وذهبوا إلى ذلك لأن أصل الحفد هو الإسراع في الخدمة وكما قالوا أن من أعانك فقد خدمك
وقول الشّاعر:
حفد الولائد حولهنّ وأسلمت = بأكفّهنّ أزمّة الأجمال.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق وهب بن حبيب الأسدي عن أبي حمزة عن ابن عباس.
وقول عكرمة رواه ابن جرير من طريق أبي الأحوص عن سماك عن عكرمة ورواه من طرق أخرى.
وقول الحسن رواه ابن جرير من طريق سلم عن أبي هلال عن الحسن.
وقول مجاهد رواه ابن جرير من طريق إسماعيل بن علية عن أبي نجيح عن مجاهد.
وقول قتادة رواه ابن جرير من طريق سعيد عن قتادة.
وقول طاوس وراه ابن جرير من طريق زمعة عن ابن طاوس عن أبيه.
وقول أبي مالك رواه ابن جرير من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك.

3- ولد الرجل وولد ولده.
حيث أن ولد الرجل يخدمونه ويحفدونه حيث كانت العرب تخدمهم أولادهم الذكور.
وهو قول ابن عباس وابن زيد والضحاك والأزهري ويحيى بن سلام.
قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس.
وقول ابن زيد رواه ابن جرير عن ابن وهب.
وقول الضحاك رواه ابن جرير من طريق أبي معاذ عن عبيد بن سلمان عن الضحاك.

4- بنو امرأة الرجل من غيره:
وهو قول ابن عباس وابن زيد.
وقول ابن عباس ذكره (رواه) ابن جرير وهي رواية العوفي عن ابن عباس.

5- كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله.

وهو قول مقاتل والكلبي. [التخريج؟]
حيث قالوا أن المراد بالبنين هم صغار الأولاد والحفدة هم الكبار الذين يعينون على العمل.
6- البنات
وهو قول رواه الزجاج و الفيروزآبادي [كلمة (رواه) يعني أنه رواه بإسناده إلى قائله، مثلا قال الزجاج حدثني فلان عن فلان عن فلان ...
وهذا الصورة ليست الموجودة في كتابه
بل قال: (وقيل البنات)
فنقول ذكره الزجاج احتمالا
ولفظ كلامه يوحي بجمعه بين الأقوال]

فالبنون في الآية هم الأولاد والحفدة البنات
قال الزهراوي [من الزهراوي؟] لأنهن خدم الأبوين ولأن لفظة البنين لا تدل عليهن.
[وهذه العبارة مقتبسة من تفسير ابن عطية، فينبغي النسبة إليه نقول: (قال ابن عطية، قال ....)]
الترجيح:
هذه الأقوال ليست متعارضة بل كلها داخلة في معنى الحفد وهو المسارعة في الخدمة فالأصهار والأولاد وأولاد الأولاد وكل ما ذُكر من أقوال يدخلون في هذا المعنى.
وهذا ما رجحه ابن جرير حيث قال:
وإذ كان معنى الحفدة ما ذكرنا من أنّهم المسرعون في خدمة الرّجل المتخفّفون فيها، وكان اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ ممّا أنعم به علينا أن جعل لنا حفدةً تحفد لنا، وكان أولادنا وأزواجنا الّذين يصلحون للخدمة منّا ومن غيرنا، وأختاننا الّذين هم أزواج بناتنا من أزواجنا، وخدمنا من مماليكنا، إذا كانوا يحفدوننا فيستحقّون اسم حفدةً، ولم يكن اللّه تعالى دلّ بظاهر تنزيله ولا على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ولا بحجّة عقلٍ، على أنّه عنى بذلك نوعًا من الحفدة دون نوعٍ منهم، وكان قد أنعم بكلّ ذلك علينا، لم يكن لنا أن نوجّه ذلك إلى خاصٍّ من الحفدة دون عامٍ، إلاّ ما اجمعت الأمّة عليه أنّه غير داخلٍ فيهم.
وإذا كان ذلك كذلك فلكلّ الأقوال الّتي ذكرنا عمّن ذكرنا وجهٌ في الصّحّة، ومخرجٌ في التّأويل.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو أن تفيدكِ هذه الملحوظات:
1. الدقة في ألفاظ التخريج ونسبة الأقوال
قول (رواه أو أخرجه) لمن روى القول بإسناده لقائله، وقول: (ذكره) لمن نقله دون إسناد، وقول: (قاله فلان) لنسبة القول للمفسر نفسه، مثلا: قاله الزجاج في معاني القرآن وهذا يعني أنه نفسه قال بهذا القول.
2. إذا تعدد القول عن المفسر الواحد، نقول: رواية عنه
مثلا: إذا وجدتِ أنه روي عن ابن عباس قولين
نقول وهذا القول رواية عن ابن عباس، أو أحد قوليه إن صح القولين عنه.
3. لأن التركيز في هذه المسألة كان على المصادر اللغوية، والتفاسير المسندة نقلنا من تفسير الطبري فقط، أعذركِ أن التخريج من تفسير ابن جرير فقط، لكن لكثرة تناول السلف لهذه المسألة، إذا عدتِ لأكثر المصادر المسندة ستجدين فيها روايات للسلف يمكنكِ الاستفادة منها.
4. بعض الأقوال لم تقومي بتوجييها مثل القول بأنهم الأختان والأصهار والقول بأنهم بنو امرأة الرجل من غيره.
5. عند الدراسة يحسن أن تقدمي بذكر مختصر لمسألتك ببيان تفسير إجمالي للآية، لبيان علاقة مسألتك بسائر تفسير الآية
ثم مناقشة وجه الجمع بين الأقوال أو الترجيح بينها
والمفترض أن يكون عماد الدراسة بأسلوبك، تجمعين من التفسير أوجه الجمع بين الأقوال وتعيدين صياغتها بأسلوبك
وهذا ينمي لديكِ ملكة تفسيرية بإذن الله

التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 شعبان 1442هـ/14-03-2021م, 11:21 AM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

اختلف العلماء في معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} على أقوال
الأقوال :
القول الأول : هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض تسمّيه فريش الشبرق ، فإذا هاج سمّوه الضريع
قاله : ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو الجوزاء ،وقتادة، والبخاري ، والقرطبي والفراء ، وأبو عبيدة ، وابن قتيبة ، و الزجاج ، والجوهري ، والرازي ، ومكي بن أبي طالب ، وأبو حنيفة ،وابن عاشور .
قال القرطبي : ( على هذا عامة المفسرين ) .
- أما قول ابن عباس فرواه السيوطي عن ابن جرير عنه ، ورواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي عن العوفي عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه ، ورواه ابن كثير عن البخاري عنه
- أما قول عكرمة فرواه السيوطي ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه
- أما قول أبي الجوزاء فرواه ابن كثير عنه .
- أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق في تفسيره وابن كثير عن معمر عنه ، ورواه ابن الجوزي عنه.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ : (وقوله عز وجل: {لّيس لهم طعامٌ إلاّ من ضريعٍ...}؛ وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم).
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ ({إلاّ من ضريعٍ} الضريع عند العرب الشبرق شجر).
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((الضريع): نبت [يكون] بالحجاز، يقال لرطبة: الشّبرق).
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الزَّجَّاجُ: ({ليس لهم طعام إلّا من ضريع (6)} يعني لأهل النار، والضريع الشبرق؛ وهو جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضّريع.
قال إسماعيل الجوهري : والضَريع: يبيسُ الشِبْرِقِ، وهو نبت.
قال أحمد بن فارس الرازي : (ضَرَعَ) الضَّادُ وَالرَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ فِي الشَّيْءِ. … وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ: الضَّرِيعُ، وَهُوَ نَبْتٌ. وَمُمْكِنٌ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْبَابِ فَيُقَالُ ذَلِكَ لِضَعْفِهِ، إِذَا كَانَ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. وَقَالَ:
وَتُرِكْنَ فِي هَزْمِ الضَّرِيعِ فَكُلُّهَا ... حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ .
قال مكي بن أبي طالب : ( (الضَّرِيع): نبت بالحجاز، يقال لرطبه الشِّبْرِق).
قال أبو حنيفة: الضّريع: الشّبرق؛ وهو مرعى سوءٍ، لا تعقد السّائمة عليه شحماً ولا لحماً.
قال ابن عاشور الضَّرِيعُ: يابِسُ الشِّبْرِقِ بِكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ وسُكُونِ المُوَحَّدَةِ وكَسْرِ الرّاءِ وهو نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ إذا كانَ رَطْبًا، فَإذا يَبِسَ سُمِّيَ ضَرِيعًا وحِينَئِذٍ يَصِيرُ مَسْمُومًا وهو مَرْعًى لِلْإبِلِ ولِحُمُرِ الوَحْشِ إذا كانَ رَطْبًا .
قال البخاري : ويقال: الضّريع: نبتٌ يقال له الشّبرق، يسمّيه أهل الحجاز: الضّريع إذا يبس،
وهو سمٌّ)

القول الثاني : السَّلْمُ . قاله : أبو الجوزاء .
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه قال حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء . وذكره الماوردي وابن الجوزي عنه .
قال أبو الجوزاء يقول: {ليس لهم طعامٌ إلا من ضريعٍ}: السَّلَم، كيف يسمن من يأكل الشّوك).

القول الثالث : الشوك اليابس الذي ليس له ورق . قاله : ابن زيد .
ذكره أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي

القول الرابع : هو العشرق . ذكره ابن عطية .

القول الخامس : يبيس العرفج إذا تحطّم. ذكره ابن عطية عن بعض اللغويين ، وابن منظور ، ولم أجد من سمّى القائل به من العرب .

القول السادس : هو نبت كالعوسج . قاله : الزجاج ، وابن العربي
قال الزّجّاج: هو نبتٌ كالعوسج.
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فإِذا زَادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزِيزُ.

القول السابع : نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ وهو قول لابن عباس ، والخليل ، وابن منظور ، والفيروزآبادي .
- أما قول ابن عباس فرواه أبو إسحاق الثعلبي عن عطاء عنه ، ورواه القرطبي عن الضحاك عنه .
- أما قول الخليل فذكره القرطبي وابن حجر عنه .
قال الخليل: نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ
قال ابن منظور : والضَّرِيعُ: نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ،
قال الفيروزآبادي : والضَّريع: نبات أَخضر مُنْتِنُ الرّيح، يَرمِى به البحر.

القول الثامن :أنَّهُ النَّوى المُحَرَّقُ . قال الماوردي : حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب.
ولم أجد من سمى القائل بهذا القول ، وكل من ساق هذا اللفظ ساقه سوق المثل على شدة الجوع ، فذكره جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار في معرض بلاغة الأعرابي السائل حين قال : .. لقد جُعْتُ حتى أكلتُ ‌النَّوى ‌المُحْرَق .

القول التاسع :بِمَعْنى المَضْرُوعِ، أيِ الَّذِي يَضْرَعُونَ عِنْدَهُ طَلَبًا لِلْخَلاصِ مِنهُ. قاله : ابن كيسان ، وابن بحر
قال ابن كيسان: هو طعام يضرعون منه ويذلّون ويتضرّعون إلى الله سبحانه، وعلى هذا التأويل يكون المعنى المضرّع.
قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل، أي ذو ضراعة، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة.
- أما قول ابن كيسان فرواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي والقرطبي عنه .
- أما قول ابن بحر فرواه الماوردي عنه .

الدراسة :

بالنظر في وصف ( ضريع ) في الآية بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع ، يجد أن هذا الوصف ينطبق على مجمل ما ذكر في الأقوال السبعة الأولى التي تتفق على أنه النبت ذو الشوك اليابس الذي تنفر عن الرعي فيه الدواب فضلا عن الإنسان ؛ لأن هذا النوع من النبت لا يميط الجوع ولا يقوي البدن ولا يسمنه . قال القرطبي :( والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت.)
ومن قال بأنه المضروع فإنما يصف حال أهل النار معه حيث يضرعون منه ويذلون للخلاص منه. وبهذا تكون الأقوال متقاربة في بيان المعنى لا تعارض بينها .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 شعبان 1442هـ/3-04-2021م, 12:28 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
اختلف العلماء في معنى "ضريع" في قول الله تعالى: {ليس لهم طعام إلا من ضريع} على أقوال
الأقوال :
القول الأول : هو نبت ذو شوك لاطئ بالأرض تسمّيه فريش الشبرق ، فإذا هاج سمّوه الضريع
قاله : ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو الجوزاء ،وقتادة، والبخاري ، والقرطبي والفراء ، وأبو عبيدة ، وابن قتيبة ، و الزجاج ، والجوهري ، والرازي ، ومكي بن أبي طالب ، وأبو حنيفة ،وابن عاشور . [نسبة الأقوال ترتب حسب الترتيب التاريخي فلا يصح وضع القرطبي قبل الفراء وأبي عبيدة ]


قال القرطبي : ( على هذا عامة المفسرين ) .
- أما قول ابن عباس فرواه السيوطي عن ابن جرير عنه ، ورواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي عن العوفي عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه ، ورواه ابن كثير عن البخاري عنه
- أما قول عكرمة فرواه السيوطي ابن الجوزي والقرطبي والطبري عنه
- أما قول أبي الجوزاء فرواه ابن كثير عنه .
- أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق في تفسيره وابن كثير عن معمر عنه ، ورواه ابن الجوزي عنه.
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ : (وقوله عز وجل: {لّيس لهم طعامٌ إلاّ من ضريعٍ...}؛ وهو نبت يقال له: الشّبرق، وأهل الحجاز يسمونه الضريع إذا يبس، وهو سم).
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ ({إلاّ من ضريعٍ} الضريع عند العرب الشبرق شجر).
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((الضريع): نبت [يكون] بالحجاز، يقال لرطبة: الشّبرق).
قَالَ إِبْرَاهِيمُ الزَّجَّاجُ: ({ليس لهم طعام إلّا من ضريع (6)} يعني لأهل النار، والضريع الشبرق؛ وهو جنس من الشوك، إذا كان رطبا فهو شبرق، فإذا يبس فهو الضّريع.
قال إسماعيل الجوهري : والضَريع: يبيسُ الشِبْرِقِ، وهو نبت.
قال أحمد بن فارس الرازي : (ضَرَعَ) الضَّادُ وَالرَّاءُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى لِينٍ فِي الشَّيْءِ. … وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ: الضَّرِيعُ، وَهُوَ نَبْتٌ. وَمُمْكِنٌ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْبَابِ فَيُقَالُ ذَلِكَ لِضَعْفِهِ، إِذَا كَانَ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ. وَقَالَ:
وَتُرِكْنَ فِي هَزْمِ الضَّرِيعِ فَكُلُّهَا ... حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ .
قال مكي بن أبي طالب : ( (الضَّرِيع): نبت بالحجاز، يقال لرطبه الشِّبْرِق).
قال أبو حنيفة: الضّريع: الشّبرق؛ وهو مرعى سوءٍ، لا تعقد السّائمة عليه شحماً ولا لحماً.
قال ابن عاشور الضَّرِيعُ: يابِسُ الشِّبْرِقِ بِكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ وسُكُونِ المُوَحَّدَةِ وكَسْرِ الرّاءِ وهو نَبْتٌ ذُو شَوْكٍ إذا كانَ رَطْبًا، فَإذا يَبِسَ سُمِّيَ ضَرِيعًا وحِينَئِذٍ يَصِيرُ مَسْمُومًا وهو مَرْعًى لِلْإبِلِ ولِحُمُرِ الوَحْشِ إذا كانَ رَطْبًا .
قال البخاري : ويقال: الضّريع: نبتٌ يقال له الشّبرق، يسمّيه أهل الحجاز: الضّريع إذا يبس،
وهو سمٌّ)

القول الثاني : السَّلْمُ . قاله : أبو الجوزاء .
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه قال حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا سعيد بن زيدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مالكٍ، قال: سمعت أبا الجوزاء . وذكره الماوردي وابن الجوزي عنه .
قال أبو الجوزاء يقول: {ليس لهم طعامٌ إلا من ضريعٍ}: السَّلَم، كيف يسمن من يأكل الشّوك).

القول الثالث : الشوك اليابس الذي ليس له ورق . قاله : ابن زيد .
ذكره أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي

القول الرابع : هو العشرق . ذكره ابن عطية .

القول الخامس : يبيس العرفج إذا تحطّم. ذكره ابن عطية عن بعض اللغويين ، وابن منظور ، ولم أجد من سمّى القائل به من العرب .

القول السادس : هو نبت كالعوسج . قاله : الزجاج ، وابن العربي
قال الزّجّاج: هو نبتٌ كالعوسج.
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الضَّرِيعُ العوْسَجُ الرطْب، فإِذا جَفَّ فَهُوَ عَوْسَجٌ، فإِذا زَادَ جُفوفاً فَهُوَ الخَزِيزُ.

القول السابع : نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ وهو قول لابن عباس ، والخليل ، وابن منظور ، والفيروزآبادي .
- أما قول ابن عباس فرواه أبو إسحاق الثعلبي عن عطاء عنه ، ورواه القرطبي عن الضحاك عنه .
- أما قول الخليل فذكره القرطبي وابن حجر عنه .
قال الخليل: نبتٌ أخضرُ مُنْتِنُ الريح يَرْمي به البحرُ
قال ابن منظور : والضَّرِيعُ: نَبَاتٌ أَخضَر مُنْتِنٌ خَفِيفٌ يَرْمي بِهِ البحرُ وَلَهُ جوْفٌ،
قال الفيروزآبادي : والضَّريع: نبات أَخضر مُنْتِنُ الرّيح، يَرمِى به البحر.

القول الثامن :أنَّهُ النَّوى المُحَرَّقُ . قال الماوردي : حكاه يوسف بن يعقوب عن بعض الأعراب.
ولم أجد من سمى القائل بهذا القول ، وكل من ساق هذا اللفظ ساقه سوق المثل على شدة الجوع ، فذكره جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار ونصوص الأخيار في معرض بلاغة الأعرابي السائل حين قال : .. لقد جُعْتُ حتى أكلتُ ‌النَّوى ‌المُحْرَق .

القول التاسع :بِمَعْنى المَضْرُوعِ، أيِ الَّذِي يَضْرَعُونَ عِنْدَهُ طَلَبًا لِلْخَلاصِ مِنهُ. قاله : ابن كيسان ، وابن بحر
قال ابن كيسان: هو طعام يضرعون منه ويذلّون ويتضرّعون إلى الله سبحانه، وعلى هذا التأويل يكون المعنى المضرّع.
قال أبو جعفر النحاس: قد يكون مشتقا من الضارع، وهو الذليل، أي ذو ضراعة، أي من شربه ذليل تلحقه ضراعة.
- أما قول ابن كيسان فرواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي والقرطبي عنه .
- أما قول ابن بحر فرواه الماوردي عنه .

الدراسة :

بالنظر في وصف ( ضريع ) في الآية بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع ، يجد أن هذا الوصف ينطبق على مجمل ما ذكر في الأقوال السبعة الأولى التي تتفق على أنه النبت ذو الشوك اليابس الذي تنفر عن الرعي فيه الدواب فضلا عن الإنسان ؛ لأن هذا النوع من النبت لا يميط الجوع ولا يقوي البدن ولا يسمنه . قال القرطبي :( والصحيح ما قاله الجمهور: أنه نبت.)
ومن قال بأنه المضروع فإنما يصف حال أهل النار معه حيث يضرعون منه ويذلون للخلاص منه. وبهذا تكون الأقوال متقاربة في بيان المعنى لا تعارض بينها .
بارك الله فيك ونفع بك
بالنسبة للتخريج:
فأغلب التخريج الذي أوردته به أخطاء منهجية، ولابد من مراجعة درس التخريج جيدًا
قولك: (- أما قول ابن عباس فرواه السيوطي عن ابن جرير عنه ، ورواه أبو إسحاق الثعلبي وابن الجوزي عن العوفي عنه)
هذه العبارة تظهر حاجتك أيضًا لمعرفة مراتب المراجع وقد ذكرها الشيخ حفظه الله في هذا الدرس
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37379
الدر المنثور للسيوطي هو كتاب تخريج للتفسير المأثور؛ فهو يخرج الأقوال من الكتب المسندة، وفائدته بالنسبة لنا تكمن في أمرين
الأول: تخريجه للأقوال، لكنه يحذف الأسانيد ووقع في أخطاء، فمع الاستفادة من تخريجه لابد من مراجعة المصادر الأصلية للتحقق.
الثاني: المصادر المفقودة بالنسبة لنا، يمكن الاعتماد على الدر المنثور كمصدر بديل لها.
ولابد أن تتقن حد أدنى من التخريج قبل تجاوز هذه الدورة.

بالنسبة للتحرير والدراسة:
فهذه ملحوظات أرجو أن تفيدك عند الإعادة بإذن الله:
- الضريع على وزن " فعيل " وهذه الصيغة تأتي بمعنى الفاعل أو بمعنى المفعول
فإذا جاء بمعنى الفاعل فهو بمعنى " مضعِف للأبدان" - وهو بمعنى ما نقلته عن ابن عطية -، وإذا جاء بمعنى المفعول فهو وصف لرداءته كطعام - وهذا لم تذكره - ويمكن توجيه الأقوال بحسب هذه المعاني.
- بعد ذكر الأقوال وتخريجها أنت مخيرٌ بين توجيهها أثناء تصنيفها أو توجيهها عند كتابة دراسة المسألة.
- وعند كتابة الدراسة في نهاية التحرير تبدأ أولا بذكر مقدمة فيها ملخص مسألتك أو تمهيد لها، مثلا ذكر سياق الآيات
ثم توجيه الأقوال - إن لم تكن قد وجهتها سابقًا - ثم الترجيح أو بيان وجه الجمع بين الأقوال.
- الخطأ في دراستك أنك بدأت بالإشارة لأحد الأقوال المذكورة في تحريرك، ثم انتقلت لقول ابن الأنباري وفيه وجه مختلف عما سبق، ثم نقل كلام ابن عطية ولم تكمله،
ولم تذكر قولا راجحًا أو وجه ترجيح، أو وجه جمع بين الأقوال.
- وعلى ما سبق يُنظر في الأقوال فما كان منها ثابتًا صحيحًا، أو موافقا لوجه في اللغة أُخذ به وإلا رد.
التقويم: هـ
أرجو أن تراجع دروس الدورة أولا، والتثبت من فهمك لمسائلها، والسؤال عما لم يتضح لك، ثم إعادة هذا التطبيق
وهذا الفيديو فيه شرح للشيخ عبد العزيز الداخل للتخريج


زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir