دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #13  
قديم 10 جمادى الآخرة 1443هـ/13-01-2022م, 11:07 PM
هند محمد المصرية هند محمد المصرية غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 203
افتراضي

التفسير :
هذه الآية المباركة قرأت كما ورد في الموسوعة القرآنية لابراهيم الأبياري :-
ألهاكم:
1- على الخبر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالمد، على الاستفهام، وهى قراءة ابن عباس، وعائشة، ومعاوية، وأبى عمران الجونى، وأبى صالح، ومالك بن دينار، وأبى الجوزاء.
3- بهمزتين، وهى قراءة الشعبي، وأبى العالية، وابن أبى عبلة، والكسائي، فى رواية.
وتعد هذه الآية في سورة التكاثر من الآيات التي لها سبب نزول، فقد ورد في سبب نزولها قولان:
القول الأول:
عن قال مقاتل والكلبي أنها نزلت في حيين من قريش كان بينهما لحاء، فتعادوا السادة والأشراف أيهم أكثر.فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيدا و أعز عزيزا وأكثر نفرا
وقال بنو سهم مثل ذلك، فكثرهم بنو عبد مناف وقالوا نعد موتانا وموتاكم، فذهبوا إلى القبور ليعدوا موتاهم فكثرهم بنو سهم لأنهم كانوا أكثر في الجاهلية.
القول الثاني:
وقال قتادة : أنها نزلت في اليهود كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان وبني فلان أكثر من بني فلان حتى ماتوا ضلالا.
وقد أجمع جمهور المفسرين على السبب الأول، كابن جرير والبغوي وابن كثير وغيرهم وجاء أيضا في أسباب النزول للواحدي.
وافتتحت السورة بالفعل الماضي (أَلْهاكُمُ) ماض ومفعوله ﴿التَّكاثُرُ﴾ فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها.
والمراد بقوله تعالى ( ألهاكم ) كما جاء في أضواء البيان للشنقيطي: أيْ: شَغَلَكم، ولَهاهُ: تُلْهِيهِ، أيْ عَلَّلَهُ.
وَمِنهُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:
فَمِثْلُكِ حُبْلى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعٌ فَألْهَيْتُها عَنْ ذِي تَمائِمَ مُحْوَلِ
و قال الزجاج:( ألهاكم) بمعنى شغلكم التكاثر بالأموال والأولاد عن طاعة الله
وقال ابن قتيبة شغلكم التكاثر بالعدد والقربات
وقال الفراء شغلكم التكاثر حتى ذكرتم الأموات.
والأية فيها عتاب من الله لعباده كما ذكر ابن جرير في تفسيره ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم، وعما ينجيكم من سخطه عليكم.
ولاشك أن هذا التكاثر المذموم بسبب حب الدنيا والاغترار بها والانشغال بها عن أمور الأخرة.

والتَّكاثُرُالمقصود هنا بمعنى المُكاثَرَةُ. ولَمْ يَذْكُرْ هُنا في أيِّ شَيْءٍ كانَتِ المُكاثَرَةُ الَّتِي ألْهَتْهم لإرادة العموم، فحذف المعمول للدلالة على العموم فيكون المقصود ، أي شئ قد ألهاهم التكاثر فيه.
وقال ابن القيم في حذف المعمول وتركه دون أن يذكر : قالَ ابْنُ القَيِّمِ: تَرَكَ ذِكْرَهُ، إمّا لِأنَّ المَذْمُومَ هو نَفْسُ التَّكاثُرِ بِالشَّيْءِ لا المُتَكاثَرُ بِهِ، وإمّا إرادَةَ الإطْلاقِ.
وقد أورد البقاعي هنا كلام في غاية النفاسة عن علاقة هذه الآية بالسورة السابقة لها وهي سورة القارعة ، فقال رحمه الله :
لَمّا أثْبَتَ في القارِعَةِ أمْرَ السّاعَةِ، وقَسَّمَ النّاسَ فِيها إلى شَقِيٍّ وسَعِيدٍ، وخَتَمَ بِالشَّقِيِّ، افْتَتَحَ هَذِهِ بِعِلَّةِ الشَّقاوَةِ ومَبْدَأِ الحَشْرِ لِيَنْزَجِرَ السّامِعُ عَنْ هَذا السَّبَبِ لِيَكُونَ مِنَ القِسْمِ الأوَّلِ، فَقالَ ما حاصِلُهُ: انْقَسَمْتُمْ فَكانَ قِسْمٌ مِنكم هالِكًا لِأنَّهُ ﴿ألْهاكُمُ﴾ أيْ أغْفَلَكم إلّا النّادِرَ مِنكم غَفْلَةً عَظِيمَةً عَنِ المَوْتِ الَّذِي هو وحْدَهُ كافٍ في البَعْثِ عَلى الزُّهْدِ فَكَيْفَ بِما بَعْدَهُ﴿التَّكاثُرُ﴾ وهو المُباهاةُ والمُفاخَرَةُ بِكَثْرَةِ الأعْراضِ الفانِيَةِ مِن مَتاعِ الدُّنْيا: المالِ والجاهِ والبَنِينَ ونَحْوِها مِمّا هو شاغِلٌ عَنِ اللَّهِ، فَكانَ ذَلِكَ مُوجِبًا لِصَرْفِ الهِمَّةِ كُلِّها إلى الجَمْعِ، فَصَرَفَكم ذَلِكَ إلى اللَّهْوِ، فَأغْفَلَكم عَمّا أمامَكم مِنَ الآخِرَةِ والدِّينِ الحَقِّ وعَنْ ذِكْرِ رَبِّكم وعَنْ كُلِّ ما يُنْجِيكم مِن سُخْطِهِ، أوْ عَنِ المُنافَسَةِ في الأعْمالِ المُوصِلَةِ إلى أعْلى الدَّرَجاتِ بِكَثْرَةِ الطّاعاتِ، وذَلِكَ كُلُّهُ لِأنَّكم لا تُسَلِّمُونَ بِما غَلَبَ عَلَيْكم مِنَ الجَهْلِ الَّذِي سَبَبُهُ شَهْوَةُ النَّفْسِ.

فالأية تحمل معنى عظيم في ذم الانشغال بالدنيا والتكاثر والتباهي بما فيها.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir