دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 4 رمضان 1434هـ/11-07-2013م, 06:47 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي الفرقة الناجية المنصورة هم أهل السنة والجماعة

الفرقة الناجية المنصورة هم أهل السنة والجماعة
راجع الموضوع وصححه الشيخ المشرف العام عبدالعزيز الداخل -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم


قال شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية الحراني (ت:728): (الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا.
أَمَّا بَعْدُ : فَهَذَا اعْتِقادُ الفِرْقةِ النَّاجِيَةِ الْمنْصُورَةِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة ، ...). [العقيدة الواسطية: ؟؟]


قوله رحمه الله: (الفرقة الناجية المنصورة)
الشرح: هذا الوصف أخذه العلماء مما جاء في حديث معاوية المشهور*: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا وإن اليهود افترقت على احدى وسبعين فرقة، وإن النصارى افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة؛ كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)) لفظ أبي داود.
فيُفهم من الحديث: أن هذه الفرقة التي هي الجماعة؛ هي الفرقة الناجية، وغيرها من الفرق فرق هالكة.
وصفتها أنها ناجية: باعتبار الآخرة،
ومنصورة: باعتبار الدنيا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)).
[وقال الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله: النصر يكون في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {إنا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}]

تحديد من هي الفرقة الناجية المنصورة:
-قال الإمام أحمد وغيره في تحديد من هي الفرقة الناجية المنصورة: ((إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم))
وذلك لأن أهل الحديث في زمانه كانوا هم القائمين بنصرة الدين، والمنافحة عن الاعتقاد الصحيح، والرد على المخالفين من أهل البدع.
-وقال البخاري رحمه الله: ((هم أهل العلم)).
فالفرقة الناجية والطائفة المنصورة كلها تدلّ على طائفة واحدة وعلى فرقة واحدة وهم: الذين اعتقدوا الاعتقاد الحقّ وساروا على نهج السلف الصالح.

قوله رحمه الله: (أهل السنة والجماعة)
الشرح: وهذا هو الوصف الثالث الذي تميّزوا به.
والسنة: الطريقة؛ فهي الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن سار على نهجهم.
فمعنى أهل السنة والجماعة: أنهم أصحاب السنة الذين لزموها في اعتقادهم ولزموها في أقوالهم وأعمالهم، المحكمون لها في القليل والكثير، الذين تركوا غير ما دلّت عليه السنة من المقالات كلها والمذاهب.
وقد سئل بعضهم عن السنة؛ فقال: ما لا اسم له سوى السنة، خلافا لأهل البدع.
(والجماعة): قال صلى الله عليه وسلم: ((كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)) قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)).

واختلف أهل العلم المتقدمون في معنى الجماعة:
1: ففسّر طائفة بأنهم السواد الأعظم؛ وهو منقول عن ابن مسعود الهذلي وأبي مسعود الأنصاري، ويعنون بالسواد الأعظم؛ السواد الأعظم في وقتهما، وهم عامة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
2: وفسر طائفة الجماعة: بأنهم هم جماعة العلم والسنة والأثر.
3: وقيل الجماعة: أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا منسوب لعمر بن عبد العزيز؛ ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)).
4: وقيل الجماعة: هم عصبة المؤمنين الذين يجتمعون على الإمام الحق فيدينون له بالسمع والطاعة؛ فبهذا يحصل الاجتماع والائتلاف، وهذا اختيار ابن جرير الطبري رحمه الله وغيره.
والتحقيق:
أن الأقوال الثلاثة الأول متقاربة؛ لأن الجماعة الذين هم السواد الأعظم كانوا يعنون به الصحابة، ومن فسّرها بأنهم أهل العلم والأثر ذلك لأنهم تمسّكوا بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد.
فهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد: وهي أن أهل السنة والجماعة هم الذين تابعوا صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما قول ابن جرير: بأن الجماعة هم المؤمنون الذين اجتمعوا على الإمام الحق فهو صحيح؛ وذلك لأن الجماعة تطلق باعتبارين:
· جماعة باعتبار العقائد والأديان: وهذا لابد أن يكون له مرجع؛ فالذين أخذوا بما قالته الصحابة وبيّنوه فإنهم على الحقّ.
· اجتماع في الأشخاص والأبدان: وهذا مأمور به في نصوص كثيرة، وذلك بالاجتماع على الإمام وعدم التفرق عليه، وترك الخروج والبعد عن الفتن، وهذا مما تميّز به الصحابة وأهل السنة في كل عصر.
فأهل السنة والجماعة هم على هذين الأمرين.

-قال أبومحمد المعروف بأبي شامة رحمه الله: (حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة؛ فإن المراد بها لزوم الحقّ، وإن كان المتمسك به قليلا، والمخالف كثير ...)
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (الجماعة ما وافق الحق، وإن كنت وحدك)
وقال نعيم بن حماد رحمه الله: (إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد، وإن كنت وحدك، فإنك أنت الجماعة حينئذٍ).

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية الحراني (ت:728): (... لَكِنْ لَمَّا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِيَن فِرْقَةً كُلُّها فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ، وَفِي حَدِيثٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : ((هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي)) صَارَ الْمُتَمَسِّكُونَ بِالإِسْلاَمِ الْمَحْضِ الْخَالِصِ عَن الشَّوْبِ هُمْ أَهْلُ السُّنةِ وَالْجَمَاعَةِ وَفِيهِم الصِّدِّيقُونَ ، وَالشُّهَدَاءُ ، وَالصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ أَعْلاَمُ الْهُدَى ، وَمَصَابِيحُ الدُّجَى ، أُولُو الْمَنَاقِبِ الْمَأثُورَةِ ، وَالفَضَائِلِ الْمَذْكُورَةِ ، وَفِيهِم الأَبْدَالُ ، ومنهم الأَئِمَة الَّذِينَ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هِدَايَتِهِمْ ودرايتهم، وَهُم الطَّائِفةُ المنْصُورَةُ التي قَالَ فِيهِم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُم مَنْ خَالَفَهُمْ ، وَلاَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ))
فَنَسْأَلُ اللهَ العظيم أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ ، وَأَنْ لاَ يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ، وَأن يَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً ، إِنَّهُ هُوَ الوَهَّابُ . والحمد لله رب العالمين وصلواته وسلامه على سيدنا محمد وآله وعلى سائر المرسلين والنبيين وآل كلٍ وسائر الصالحين.). [العقيدة الواسطية: ؟؟]
_________________________________________
*الحديثُ رواه مسلمٌ من حديثِ جابرِ بنِ سَلمةَ، وجابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ وثوبانَ،وأَخْرجاه في "الصَّحيحَيْنِ" من حديثِ المغيرةِ بنِ شعبةَ ومعاويةَ بنِ أبي سفيانَ.
المراجع: شرح الشيخين عبدالعزيز الرشيد وصالح آل الشيخ للعقيدة الواسطية -غفر الله لهما-

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رمضان 1434هـ/12-07-2013م, 05:59 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي الفرقة الناجية المنصورة هم أهل السنة والجماعة

(2)
عقيدة أهل السنة والجماعة


اعتقاد أهل السنة والجماعة يشمل ثلاثة أصول:
الأول: العقيدة العامة في الله جل وعلا وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
الثاني: الإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلام فيما يتصل بذلك من الكلام في الصحابة رضوان الله عليهم.
الأصل الثالث من أصول الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة: الكلام في أخلاق أهل السنة والجماعة.(1)


عقيدتنا

عقيدتنا: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فنؤمن بربوبية الله تعالى؛ أي بأنه الرب الخالق الملك المدبّر لجميع الأمور.
ونؤمن بألوهية الله تعالى؛ أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل.
ونؤمن بأسمائه وصفاته؛ أي بأن له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.
ونؤمن بوحدانيته في ذلك؛ أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته، قال الله تعالى: {رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميّا} [مريم: 65]
ونؤمن بأنه: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم} [البقرة:255]
ونؤمن بأنه {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم} [الحشر:22-24]
ونؤمن بأن له ملك السماوات والأرض: {يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير} [الشورى: 49،50]
ونؤمن بأنه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير * له مقاليد السماوات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم} [الشورى: 11، 12]
ونؤمن بأنه {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كل في كتاب مبين} [هود:6]
ونؤمن بأن الله {عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} [لقمان:34]
ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء {وكلم الله موسى تكليما} [النساء:164]
ونؤمن بأنه {لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} [الكهف:109]
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقا في الأخبار، وعدلا في الأحكام، وحسنا في الحديث، قال الله تعالى: {وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا} [الأنعام:115]
ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله تعالى تكلم به حقا، وألقاه إلى جبريل فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم {قل نزله روح القدس من ربك بالحق} [النحل:102]
ونؤمن بأن الله عزوجل عليّ على خلقه بذاته وصفاته لقوله تعالى: {وهو العلي العظيم} [البقرة: 255]
ونؤمن بأنه {خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر} [يونس: 3]، واستواؤه على العرش: علوه عليه بذاته علوا خاصّا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه، يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويدبر أمورهم، يرزق اتلفقير ويجبر الكسير، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه في الأرض.
ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال؛ لأنه وصف الله تعالى بما لا يليق به من النقائص.
ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: "من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له".
ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد؛ لقوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا * وجائ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى} [الفجر: 21-23]
ونؤمن بأنه تعالى: {فعال لما يريد} [هود:107]
ونؤمن بأن إرادته تعالى نوعان: كونية يقع بها مراده، ولا يلزم أن يكون محبوبا له، وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى: {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} [هود: 34]
وشرعية لا يلزم بها وقوع المراد، ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له، كقوله تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم} [النساء: 27]
ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته؛ فكل ما قضاه كونا أو تعبّد به خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك {أليس الله بأحكم الحاكمين} [التين: 8]
ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31]
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال، ويكره ما نهى عنه منها: {إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} [الزمر: 46]
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات {رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} [البينة: 8]
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم} [الفتح: 6]
ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفا بالجلال والإكرام {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27]
ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} [المائدة: 64]
ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين ؛ لقوله تعالى: {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا} [هود: 37]
وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: ((إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور)).
ونؤمن بأن الله تعالى: {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} [الأنعام: 103]
ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22-23]
ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11]
ونؤمن بأنه {لا تأخذه سنة ولا نوم} [البقرة: 255] لكمال حياته وقيوميته.
ونؤمن بأنه لا يظلم أحدا لكمال عدله، وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته.
ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} [يس: 82]
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، لكننا نتبرأ من محذورين عظيمين هما: التمثيل: أن يقول بقلبه أو لسانه: صفات الله تعالى كصفات المخلوقين.
والتكييف: أن يقول بقلبه أو لسانه: كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن النفي يتضمن إثباتا لكمال ضده، ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لابد منه؛ وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن نفسه، وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدق قيلا وأحسن حديثا، والعباد لا يحيطون به علما.
وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أو نفاه عنه فهو خبر أخبر به عنه، وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم.
ففي كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كمال العلم والصدق والبيان؛ فلا عذر في ردّه أو التردد في قبوله.
فصل

وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيلا أو إجمالا، إثباتا أو نفيا؛ فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم معتمدون، وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.
ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها، وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عزوجل، ونتبرأ من طريق المحرفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن طريق المعطّلين لها الذين عطلوها من مدلولها الذي أراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن طريق الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.
ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيّه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضا؛ لقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء: 82]

فصل

ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم {عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} [الأنبياء:26-27]
ونؤمن بأن للملائكة أعمالا كلفوا بها: فمنهم جبريل الموكل بالوحي ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله، ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات، ومنهم إسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور، ومنهم ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح عند الموت، ومنهم ملك الجبال: الموكل بها، ومنهم مالك: خازن النار، ومنهم ملائكة موكلون بالأجنة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم ...

فصل

ونؤمن بأن الله تعالى أنزل إلى رسله كتبا حجة على العالمين، ومحجة للعالمين يعلمونهم بها الحكمة ويزكونهم.
ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتابا؛ لقوله تعالى:{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} [الحديد:25]
ونعلم من هذه الكتب:
التوراة: التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه الصلاة والسلام.
الإنجيل: الذي أنزل الله تعالى على عيس عليه السلام {وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين} [المائدة: 46]
الزبور: الذي آتاه الله تعالى داود عليه السلام.
صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام.
القرآن العظيم: أنزله الله تعالى على نبيه محمد خاتم النبيين {هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185]
فنسخ الله تعالى به جميع الكتب السابقة، وتكفّل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9] لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة.
أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير، ولهذا لم تكن معصومة منه؛ فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه} [النساء:46]

فصل

ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه رسلا {مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما} [النساء: 165]
ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله وسلم عليهم أجمعين {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء: 163]
وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم، وهم المخصوصون في قوله تعالى: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا} [الأحزاب: 7]
ونعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} [الشورى: 13]
ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة، وليس لهم من خصائص الربوبية شيء، قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم: {ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك} [هود: 31]
ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون} [الأعراف: 158]
ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليه وسلم هي دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده، وأن الله تعالى لا يقبل من أحد دينا سواه لقوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام } [آل عمران: 19]
ونرى أن من زعم اليوم دينا قائما مقبولا عند الله سوى دين الإسلام، من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدا؛ لأنه مكذب بالقرآن.
ونرى أن من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا فقد كفر بجميع الرسل، حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له؛ لقوله تعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين} [الشعراء: 105]
ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ادّعى النبوة بعده أو صدق من ادّعاها فهو كافر؛ لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين.
ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء راشدين خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبوبكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عزوجل لقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [آل عمران: 110]
ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم، وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عزوجل.
ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه، فمن كان منهم مصيبا كان له أجران، ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد وخطؤه مغفور له، ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأن نطهر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم؛ لقوله تعالى فيهم: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} [الحديد: 10]
وقول الله تعالى فينا: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [الحشر: 10]

فصل

ونؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الناس أحياء للبقاء إما في دار النعيم وإما في دار العذاب الأليم.
فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} [الزمر: 68]
فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلا بلا ختان {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104]
ونؤمن بصحائف الأعمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور بالشمال {فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابا يسيرا * وينقلب إلى أهله مسرورا * وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعوا ثبورا * ويصلى سعيرا} [الانشقاق: 7-12]
ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 7-8]
ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة، يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده حين يصيبهم من الهمّ والكرب ما لا يطيقون.
ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها؛ وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة.
ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك، طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة، يرده المؤمنون من أمته، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك.
ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم، يمرّ الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمرّ أولهم كالبرق ثم كمرّ الريح ثم كمرّ الطير وشدّ الرجال، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: يا رب سلّم سلّم. حتى تعجز أعمال العباد، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أُمرت به، فمخدوش ناجٍ ومكردس في النار.
ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوم وأهواله، أعاننا الله عليها.
ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة أن يدخلوها؛ وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة.
ونؤمن بالجنة والنار؛ فالجنة: دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين.
والنار: دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر عل البال.
وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين {ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا} [الطلاق: 11]
{إن الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيرا * خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا} [الأحزاب: 64-66]
ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف، فمن الشهادة بالعين: الشهادة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ونحوهم ممن عيّنهم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل مؤمن أو تقي.
ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف، فمن الشهادة بالعين : الشهادة لأبي لهب وعمرو بن لحي الخزاعي ونحوهما، ومن الشهادة بالوصف: الشهادة لكل كافر أو مشرك شركا أكبر أو منافق.
ونؤمن بفتنة القبر: وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه فــ {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} [إبراهيم: 27]
ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} [النحل: 32]
ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} [الأنعام: 93]

فصل

ونؤمن بالقدر خيره وشره، وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته.
وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى: العلم، فنؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون، وكيف يكون بعلمه الأزلي الأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل، ولا يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية: الكتابة، فنؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير} [الحج: 70]
المرتبة الثالثة: المشيئة، فنؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما في السماوات والأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته.
المرتبة الرابعة: الخلق، فنؤمن بأن الله تعالى: {خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السماوات والأرض} [الزمر: 62-63]
وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون من العباد، فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده، والله تعالى قد شاءها وخلقها {ولمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [التكوير: 28-29]
ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل.
ونرى أن لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى؛ لأن العاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله تعالى قدّرها عليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره {وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} [لقمان: 34]
ونؤمن بأن الشرّ لا ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والشر ليس إليك)) رواه مسلم، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدا؛ لأنه صادر عن رحمة وحكمة، وإنما يكون الشرّ في مقتضياته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت الذي علمه الحسن: ((وقني شر ما قضيت)) فأضاف الشر إلى ما قضاه، ومع هذا فإن الشرّ في المقضيات ليس شرّا خالصا محضا، بل هو شر في محله من وجه، خير من وجه، أو شر في محله، خير في محل آخر؛ فالفساد في الأرض من الجدب والمرض والفقر والخوف شر، لكنه خير في محل آخر، قال الله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} [الروم: 41]

فصل

هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة؛ فالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمره واجتناب نهيه، والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما كمال السعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 97]
ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:
أولا: العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه.
ثانيا: شكره تعالى على عنايته بعباده، حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من مصالحهم.
ثالثا: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإيمان بالكتب:
العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به.
وظهور حكمة الله تعالى حيث شرع لكل أمة ما يناسبها.
ومن ثمرات الإيمان بالرسل:
أولا: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد.
ثانيا: شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى.
ثالثا: محبة الرسل وترقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم.
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:
أولا: الحرص على طاعة الله رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم.
ثانيا: تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر:
أولا: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب؛ لأن السبب والمسبب كلاهما بقضاء الله وقدره.
ثانيا: راحة النفس وطمأنينة القلب؛ لأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة، ارتاحت النفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب.
ثالثا: طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد؛ لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدره من أسباب الخير والنجاح.
رابعا: طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه؛ لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض وهو كائن لا محالة {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحبّ كل مختال فخور} [الحديد: 22-23]

نسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة، وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا؛ وأن يهب لنا من رحمته إنه هو الوهاب.
والحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.(2)


(1) شرح الشيخ صالح آل الشيخ للعقيدة الواسطية حفظه الله.
(2) ملخص عقيدة أهل السنة والجماعة لابن عثيمين رحمه الله.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 6 رمضان 1434هـ/13-07-2013م, 06:09 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي الفرقة الناجية المنصورة هم أهل السنة والجماعة

(3)
ما جاء من الأمر بالتمسك بالسنة والجماعة والأخذ بها، وفضل من لزمها

قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا المسيّب بن واضح، حدّثنا المعتمر بن سليمان عن سليمان وهو ابن سفيان مولى آلطلحة المدنيّ عن عبد اللّه بن دينارٍ عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلى الله عليهوسلم: ((ما كان اللّه ليجمع هذه الأمّة على الضّلالة أبدًا ويد اللّه على الجماعة هكذا فعليكم بسواد الأعظم فإنّه من شذّ شذّ في النّار.))
- حدّثنا الحلوانيّ، حدّثنايزيد بن هارون، حدّثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن زياد بن علاقة عن أسامة بنشريكٍ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يد اللّه على الجماعة)). ). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا سعيد بن يحيى بن سعيدٍ الأمويّ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ عن عاصمٍ عن زرٍّعن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((من أراد بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة)).
- حدّثنا إسماعيل بن سالمٍ، حدّثنا النّضر بن إسماعيل أبوالمغيرة، حدّثنا محمّد بن سوقة عن عبد اللّه بن دينارٍ عن ابن عمر عن عمر أنّالنّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بالجماعة وإيّاكم والفرقة فإنّ الشّيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ومن أراد بحبحة الجنّة فعليه بالجماعة)).).[السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا أبو يحيى محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا يونس بن محمّدٍ عن أبي وكيعٍ عنالقاسم بن الوليد عن الشّعبيّ عن النّعمان بن بشيرٍ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((الجماعة رحمةٌ والفرقة عذابٌ)).
-حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍالمقدّميّ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا شعبة عن عمر بن سليمان عن عبد الرّحمن بن أبان عن أبيه قال: خرج زيد بن ثابتٍ من عند مروان فقيل له ما بعث إليك إلاّ ليسألك عن، فقال: سألني عن أشياء سمعتها عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم،
يقول: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: ((نضّر اللّه امرأً سمع منّا حديثًا فحفظه حتّى يبلّغه غيره فربّ حامل فقهٍ ليس بفقيهٍ وربّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه ثلاث خصالٍ لايغلّ عليهنّ قلب مسلمٍ إخلاص العمل للّه والنّصيحة لولاة الأمر ولزوم الجماعة فإنّ دعوتهم تحيط من ورائهم)) وفيه عن جبير بن مطعمٍ وابن مسعودٍ ومعاذٍ وأنسٍ.). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومن علينا به وأخرجنا في خير أمة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى والحفظ مما يكره ويسخط.
-اعلموا أن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر.
-فمن السنة لزوم الجماعة فمن رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالامضلا.
-والأساس الذي تبنى عليه الجماعة: وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورحمهم أجمعين وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع، وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار،
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا عذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى، ولا في هدى تركه حسبه ضلالة، فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله وتبين للناس فعلى الناس الاتباع.). [شرح السنة للبربهاري: 67-68]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ... اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم أن الله تعالى قد أعلمنا وإياكم في كتابه أنه لابد من أن يكون الاختلاف بين خلقه ليضل من يشاء، ويهدي من يشاء جعل الله عز وجل ذلك موعظة يتذكر بها المؤمنون، فيحذرون الفرقة، ويلزمون الجماعة ويدعون المراء والخصومات في الدين، ويتبعون ولا يبتدعون، فإن قال قائل: أين هذا من كتاب الله تعالى؟
قيل له: قال الله تعالى في سورة هود: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين}
ثم إن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتبع ما أنزله إليه، ولا يتبع أهواء من تقدم من الأمم فيما اختلفوا فيه، ففعل صلى الله عليه وسلم، وحذر أمته الاختلاف والإعجاب واتباع الهوى، قال الله تعالى في سورة حم الجاثية: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض، والله ولي المتقين} ،
ثم قال الله تعالى:{هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}
- أخبرنا أبو بكر عمر بن سعيد القراطيسي قال: ثنا أحمدبن منصور الرمادي قال: أنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا}،
وقوله: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا}،
وقوله: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه}،
وقوله: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم}، وقوله: {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}،
وقوله: {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}، قال ابن عباس: أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله تعالى.). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا محمّد بن مخلدٍ، قال: ثنا عبّاس بن محمّدٍ، قال: ثنا يعلى بن عبيدٍ، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عامرٍ، عن ثابت بن قطبة، قال: قال عبد اللّه: «ياأيّها النّاس عليكم بالطّاعة والجماعة، فإنّها حبل اللّه الّذي أمر به، وإنّ مايكرهون في الجماعة خيرٌ ممّا يحبّون في الفرقة، وإنّ اللّه لم يخلق في هذه الدّنيا شيئًا إلّا جعل له نهايةً ينتهي إليها، ثمّ ينقص، ويدبر إلى يوم القيامة، وآية ذلك أن تفشو الفاقة، وتقطع الأرحام حتّى لا يخاف الغنيّ إلّا الفقر،وحتّى لا يجد الفقير من يعطف عليه» . وذكر الحديث.). [الإبانة الكبرى:1/ 297-298]
ما فسّر من كتاب اللّه عزّ وجلّ من الآيات في الحثّ على الاتّباع وأنّ سبيل الحقّ هو السنة والجماعة
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (أخبرنا محمّد بن رزق اللّه، أنبا إسماعيل بن محمّدٍ، ثنا عبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، ثنا عمرو بن طلحة، ثنا عامر بن يسافٍ، عن الحسن في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبّون اللّه فاتّبعوني يحببكم اللّه} [آل عمران: 31]
قال: «وكان علامة حبّه إيّاهم اتّباع سّنّة رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم». ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/77]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - وأنبا محمّد بن عبد اللّه بن إبراهيم الرّازيّ، أنبا إسماعيل بن محمّدٍ، ثنا محمّد بن عبيد اللّه، ثنا يونس بن محمّدٍ، ثنا شيبان، عن قتادة، {ويعلّمهم الكتاب والحكمة} [البقرة: 129]، قال: «السّنّة»
-أخبرنا عليّ بن محمّد بن عمر، ثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ، ثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبد اللّه بن خراشٍ الشّيبانيّ، عن العوّام، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله تعالى: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثمّ اهتدى}[طه: 82] قال: «ثمّ استقام»، قال: «لزوم السّنّة والجماعة»
-أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمرٍو، أنبا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا أبو داود الحفريّ، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن شمر بن عطيّة في قوله تعالى: {وإنّي لغفّارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثمّ اهتدى} [طه: 82] قال: «لمن تاب من الشّرك، وآمن بمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وأدّى الفرائض، ثمّ اهتدى»
قال: «للسّنّة»
-أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه بن الحسن، أنبا حبيب بن الحسن القزّاز، ثنا أحمد بن محمّد بن مسروقٍ الطّوسيّ، ثنا عليّ بن قدامة، ثنا مجاشع بن عمرٍو، ثنا ميسرة بن عبد ربّه،عن عبد الكريم الجزريّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوهٌ} [آل عمران: 106] فأمّا الّذين ابيضّت وجوههم فأهل السّنّة والجماعة وأولو العلم، وأمّا الّذين اسودّت وجوههم فأهل البدع والضّلالة " .). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/ 78-79]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 7 رمضان 1434هـ/14-07-2013م, 05:29 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي الفرقة الناجية المنصورة هم أهل السنة والجماعة

(4)
ما جاء في الأمر بطاعة الأئمة والأمراء والنصح لهم وترك الخروج عليهم والتحذير من الفرقة والاختلاف


قال إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني (ت: 264هـ) : (والطاعة لأولي الأمر فيما كان عند الله عز وجل مرضيا واجتناب ما كان عند الله مسخطا، وترك الخروج عند تعديهم وجورهم والتوبة إلى الله عز وجل كيما يعطف بهم على رعيتهم.) [شرح السنة للمزني: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( -حدّثنا أبو سفيان عبد الرّحيم بن مطرّفٍ، حدّثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرّحمن بن عمرٍو السّلميّ عن العرباض بن سارية قال: -وكان من البكّائين- قال صلّى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة ثمّ أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظةً بليغةً ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب، فقال رجلٌ: يا رسول اللّه كأنّ هذه موعظة مودّعٍ، فقال: ((اتّقوا اللّه وعليكم بالسّمع والطّاعة وإن عبدًاحبشيًّا وإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء من بعدي الرّاشدين المهديّين عضّوا عليها بالنّواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإنّ كلّ بدعةٍ ضلالةٌ)).
- حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا حفصٌ وأبو معاوية عن الأعمش عن عبد اللّه بن مرّة عن مسروقٍ عن عبد اللّه بن مسعودٍ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلّ دم امرئٍ مسلمٍ يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّي رسول اللّه إلاّ بإحدى ثلاثٍ الثّيّب الزّاني والنّفس بالنّفس والتّارك لدينه المفارق للجماعة)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا مدرك بن سعدٍ قال سمعت حيّان أبا النّضر قال: سمعت جنادة بن أبي أميّة عن عبادة بن الصّامت عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرةٍ عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا دحيمٌ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا ابن ثوبان عن عمير بن هانئٍ عن جنادةبن أبي أميّة أنّه حدّثه عن عبادة بن الصّامت قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((عليك بالسّمع والطّاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرةٍ عليك وأن لا تنازع الأمر أهله)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا صدقة بن خالدٍ، حدّثنا ابن جابرٍ، حدّثنا رزيقٌ مولى بني فزارة عن مسلم بن قرظة قال سمعت عمّي عوف بن مالكٍ يقول: سمعت رسول اللّه صلىالله عليه وسلم يقول: ((خيار أئمّتكم الّذين تحبّونهم ويحبّونكم وتصلّون عليهم ويصلّون عليكم وشرار أئمّتكم الّذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم)).
قلنا: يا رسول اللّه أفلا ننابذهم.
قال: ((لا ما أقاموا فيكم الصّلاة، ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئًا من معصية اللّه فليكره ما يأتي من معصية اللّه ولا ينزعن يدًا من طاعةٍ)). ). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا إبراهيم بن حجّاجٍ، حدّثنا عبد الوارث بن سعيدٍ، حدّثنا محمّد بن جحادة عن الفرات عن أبي حازمٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((إنّ بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلّما مات نبيٌّ قام نبيٌّ وإنّه ليس نبيٌّ بعدي))
قال رجلٌ: فما يكون بعدك يا رسول اللّه؟
قال: ((تكون خلفاءٌ وتكثر قال فما تأمرنا قال أوفوا بيعة الأوّل فالأوّل فأدّوا إليهم الّذي لهم فإنّ اللّه سائلهم عن الّذي لكم)). ). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا يعقوب بن حميدٍ، حدّثنا ابن عيينة وابن أبي حازمٍ عن سهيل بن أبي صالحٍ عن عطاء بن يزيد عن تميمٍ الدّاريّ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الدّين النّصيحة))
قالوا: لمن يا رسول اللّه؟
قال: ((للّه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم))
قال ابن عيينة وكان عمرو بن دينارٍ حدّثناه عن القعقاع بن حكيمٍ عن أبي صالحٍ فلقيت سهيلا فذكرت ذلك له فقال أنا سمعت عطاء بن يزيد يحدّث به أبي.).[السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا عمرو بن عثمان، حدّثنا بقيّة، حدّثنا صفوان بن عمرٍو عن شريح بن عبيدٍ قال: قال عياض بن غنمٍ لهشام بن حكيمٍ: ألم تسمع بقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((من أراد أن ينصح لذي سلطانٍ فلا يبده علانيةً ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدّى الّذي عليه)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا هدبة، حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ عن غيلان بن جريرٍ عن زياد بن رياحٍ عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ((من خرج عن الطّاعة وفارق الجماعة مات ميتةً جاهليّةً)).). [شرح السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا وهب بن بقيّة، حدّثنا خالد بن عبد اللّه عن مطرّفٍ عن أبي الجهم عن خالد بن وهبان عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الجماعة قيد شبرٍ فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه)) وفيه عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي الدّرداء وحارثٍ الأشعريّ وعامر بن ربيعة عن النّبيّ عليه السّلام.). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمّد بن بشرٍ عن مجالدٍ عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريكٍ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((من فرّق بين أمّتي وهم جميعٌ فاضربوا رأسه كائنًا من كان)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال (ت: 311هـ): (-حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال أنبأ أحمد بن محمد بن الحجاج أبوبكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله وذكر له السنة والجماعة والسمع والطاعة؛ فحث على ذلك وأمر به.) [السنة للخلال: 1/ 73-75]
قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال (ت: 311هـ): (- وأخبرني الدوري قال ثنا عبد الله بن موسى قال ثنا أبو كبران قال: سمعت الشعبي يقول:حب أهل بيت نبيك ولا تكن رافضيا، واعمل بالقرآن ولا تكن حروريا، واعلم أن ما أتاك من حسنة فمن الله وما أتاك من سيئة فمن نفسك ولا تكن قدريا، وأطع الإمام وإن كان عبداحبشيا.). [السنة للخلال: 1/ 79]
قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال (ت: 311هـ): (-وأخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق حدثهم: أن أبا عبد الله سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية.
قال أبو عبد الله: تدري ما الإمام؟ الإمام الذي يجمع المسلمون عليه كلهم يقول هذا إمام فهذا معناه.). [السنة للخلال: 1 / 80-81]
قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال (ت: 311هـ): (- دفع إلينا محمد بن عوف بن سفيان الحمصي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول والفتنة إذا لم يكن إمام يقوم بأمر الناس.). [السنة للخلال:1/ 81]
قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال (ت: 311هـ): (- أخبرني علي بن عيسى بن الوليد أن حنبلا حدثهم ح وأخبرني عصمة بن عصام قال ثنا حنبل في هذه المسألة قال: وإني لأدعو له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار والتأييد وأرى له ذلك واجبا علي.). [السنة للخلال:1/ 83]
قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال (ت: 311هـ): (- أخبرنا أبو بكر المروذي أن أبا عبد الله قال: قد قلت لابن الكلبي صاحب الخليفة ما أعرف نفسي مذ كنت حدثا إلى ساعتي هذه إلا أدى الصلاة خلفهم واعتد إمامته ولا أرى الخروج عليه.
-وأخبرنا أبو بكرالمروذي قال: سمعت أبا عبد الله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج إنكارا شديدا.). [السنة للخلال: 1/131]
قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخلال (ت: 311هـ): (- أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله في أمر كان حدث ببغداد وهم قوم بالخروج، فقلت: يا أبا عبد الله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم، فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: سبحان الله الدماء الدماء لا أرى ذلك ولاآمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم أما علمت ما كان الناس فيه يعني أيام الفتنة.
قلت: والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله
قال: وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به.
-وأخبرني علي بن عيسى قال سمعت حنبل يقول في ولاية الواثق: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبد الله أبو بكر بن عبيد وإبراهيم بن علي المطبخي وفضل بن عاصم فجاؤوا إلى أبي عبد الله فاستأذنت لهم، فقالوا:يا أبا عبد الله هذا الأمر قد تفاقم وفشا -يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك-
فقال لهم أبو عبد الله: فما تريدون؟
قالوا: أن نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه،.
فناظرهم أبو عبد الله ساعة وقال لهم: عليكم بالنكرة بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعةولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم انظروا في عاقبة أمركم واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر ودار في ذلك كلام كثير لم أحفظه ومضوا ودخلت أنا وأبي على أبي عبد الله بعدما مضوا فقال أبي لأبي عبد الله: نسأل الله السلامة لنا ولأمة محمد وما أحب لأحد أن يفعل هذا، وقال أبي: يا أبا عبد الله هذا عندك صواب.
قال: لا هذا خلاف الآثار التي أمرنا فيها بالصبر ثم ذكر أبو عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن ضربك فاصبر وإن ... وإن فاصبر فأمر بالصبر، قال عبد الله بن مسعود
وذكر كلاما لم أحفظه.). [السنة للخلال: 132-134]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (-والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنين
-ولا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن عليه إماما برا كان أو فاجرا.). [شرح السنة للبربهاري: 77]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (- ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي وقد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية.
-ولا يحل قتال السلطان والخروج عليهم وإن جاروا وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري: ((اصبر وإن كان عبداحبشيا)) وقوله للأنصار: ((اصبروا حتى تلقوني على الحوض)) وليس من السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدين والدنيا.). [شرح السنة للبربهاري: 78]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (- أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن البختري الحنائي قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا عمر بن يزيد، صاحب الطعام قال: سمعت الحسن أيام يزيد بن المهلب قال: وأتاه رهط فأمرهم أن يلزموا بيوتهم، ويغلقوا عليهم أبوابهم، ثم قال: والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه، ووالله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم تلا:{وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه، وما كانوا يعرشون}).[كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - وأخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد الحنائي قال: حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا ليث، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا أدري لعلك أن تخلف بعدي فأطع الإمام، وإن أمر عليك عبد حبشي مجدع ، وإن ظلمك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر ينقصك في دنياك فقل: سمعا وطاعة، دمي دون ديني»
قال محمد بن الحسين: فإن قال قائل: إيش الذي يحتمل عندك قول عمر رضي الله عنه فيما قاله؟
قيل له: يحتمل والله أعلم أن نقول: من أمر عليك من عربي أو غيره أسود أو أبيض أو عجمي فأطعه فيما ليس لله فيه معصية، وإن حرمك حقا لك، أو ضربك ظلما لك، أو انتهك عرضك، أو أخذ مالك، فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله، ولا تخرج مع خارجي يقاتله، ولا تحرض غيرك على الخروج عليه، ولكن اصبر عليه، وقد يحتمل أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة؛ يحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل، أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك، أو بضرب من لا يحل ضربه، أوبأخذ مال من لا يستحق أن تأخذ ماله، أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه، فلا يسعك أن تطيعه، فإن قال لك: لئن لم تفعل ما آمرك به وإلا قتلتك أو ضربتك، فقل: دمي دون ديني؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل"» ولقوله صلى الله عليه وسلم «إنما الطاعة في المعروف»). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (حدثنا أبو جعفر أحمد بن خالد البردعي في المسجد الحرام سنة تسع وسبعين ومائتين قال: حدثنا علي بن سهل الرملي قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر، قال: حدثني رزيق مولى بني فزارة قال: سمعت مسلم بن قرظة الأشجعي، يقول: سمعت عمي عوف بن مالك الأشجعي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم»
قلنا: يا رسول الله: أفلا ننابذهم على ذلك؟
قال: ((لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليكم منهم، فرآه يأتي شيئا من معصية الله عز وجل، فلينكر ما يأتي به من معصية الله، ولا تنزعن يدا من طاعة الله عز وجل)) «قلت لرزيق: الله، يا أبا المقدام لسمعت مسلم بن قرظة، يقول: سمعت عمي عوف بن مالك، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ما أخبرت به عنه؟
قال ابن جابر: فجثا رزيق على ركبتيه، واستقبل القبلة، وحلف على ما سألته أن يحلف عليه.
قال ابن جابر: ولم أستحلفه اتهاما له، ولكني استحلفته استثباتا.). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا همّامٌ، عن عطاء بن السّائب، عن بعض، أصحابه، عن عبد اللّه، قال: «الزموا الجماعة، فإنّ اللّه لم يكن ليجمع أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على ضلالةٍ، الزموا الجماعة حتّى يستريح برٌّ، أو يستراح من فاجرٍ».). [الإبانة الكبرى:1/ 331]
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية الحراني(ت: 728) : ( ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لا يرون الخروج عن الأمة وقتالهم بالسيف؛ وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة، فلا يُدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته).منهاج السنة النبوية[3/ 390] من كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة: محمد بن حسين القحطاني


[فصل]

سياق ما جاء في فضل القعود في الفتنة عن الخوض فيها وتخوف العقلاء على قلوبهم أن تهوى ما يكرهه الله ولزوم البيوت والعبادة لله

قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (-وإذا وقعت الفتنة فالزم جوف بيتك وفر من جوار الفتنة وإياك والعصبية وكل ما كان من قتال بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة فاتق الله وحده لاشريك له ولا تخرج فيها ولا تقاتل فيها ولا تهوى ولا تشايع ولا تمايل ولا تحب شيئامن أمورهم فإنه يقال من أحب فعال قوم خيرا كان أو شرا كان كمن عمله وفقنا الله وإياكم لمرضاته وجنبنا وإياكم معاصيته.). [شرح السنة للبربهاري: 110]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني قال: حدثنا سعيد بن سليمان، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم«تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي ، من يستشرف لها تستشرف له، ومن وجد منها ملجأ أو معاذا فليعذ به».). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد أيضا قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: أنا عاصم، عن أبي كبشة قال: سمعت أباموسى يقول على المنبر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي »
قالوا: فما تأمرنا؟
قال: «كونوا أحلاس بيوتكم».). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ... فإن الفتن على وجوه كثيرة، وقد مضى منها فتن عظيمة، نجا منها أقوام، وهلك فيها أقوام باتباعهم الهوى، وإيثارهم للدنيا، فمن أراد الله به خيرا فتح له باب الدعاء، والتجأ إلى مولاه الكريم، وخاف على دينه، وحفظ لسانه، وعرف زمانه، ولزم المحجة الواضحة السواد الأعظم، ولم يتلون في دينه، وعبد ربه تعالى، فترك الخوض في الفتنة، فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير، ألم تسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهو محذر أمته الفتن؟ قال: «يصبح الرجل مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا، ويصبح كافرا».). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو الحسن الكارزيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا سريجٌ، يعني ابن النّعمان، قال: حدّثنا مهديٌّ، عن غيلان، قال: قال مطرّفٌ: إنّ الفتنة لا تجيء تهدي النّاس، ولكن لتقارع المؤمن عن دينه»
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّاريّ، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عنمعمرٍ، عن أبي إسحاق،عن عمارة بن عبدٍ، عن حذيفة قال: " إيّاكم والفتن، فلا يشخص لها أحدٌ، فواللّه ما يشخص فيها أحدٌ إلّا نسفته كما ينسف السّيل الدّمن إنّها مشبهةٌ متّصلةٌ، حتّى يقول الجاهل: هذه سنّةٌ وتتبيّن مدبرةً، فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم، وكسّروا سيوفكم، وقطّعوا أوتاركم" .). [الإبانة الكبرى:2/ 593-594]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو عليٍّ إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن ابن طاوسٍ، عن أبيه، قال: "ولمّا وقعت فتنة عثمان قال لأهله: قيّدوني فإنّي مجنونٌ، فلمّا قتل عثمان قال: خلّوا عنّي القيد، الحمد للّه الّذي عافاني من الجنون وأنجاني من فتنة عثمان".). [الإبانة الكبرى: 2/ 596]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عليّ بن العلاء قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، قال: حدّثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم قال: حدّثنا سفيان، عن أبي شيبان الشّيبانيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: قال لي راهبٌ: يا سعيد في الفتنة يتبيّن لك من يعبد اللّه ممّن يعبد الطّاغوت».). [الإبانة الكبرى:2/ 599]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ الخوارزميّ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الواسطيّ قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا زرّ بن حبيبٍ الجهنيّ، عن أبي الرّقاد العبسيّ،عن حذيفة، قال: «إن كان الرّجل ليتكلّم بالكلمة على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيصير بها منافقًا، وإنّي لأسمعها اليوم من أحدكم عشر مرّاتٍ».). [الإبانة الكبرى:2/ 600-601]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلدٍ العطّار قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الأعرابيّ، قال: حدّثنا أبو عاصم ابن بنت مالك بن مغولٍ، قال: حدّثنا يحيى بن اليمان، عن سفيان، عن أشعث بن أبي الشّعثاء، عن أبي بردة بن أبي موسى، قال: لمّا قتل عثمان رضي اللّه عنه، خرج محمّد بن مسلمة الأنصاريّ إلى البرّيّة، " فضرب بها خبأً، وقال: لا يشتمل عليّ مصرٌ من أمصارهم حتّى تجلّى بما تجلّت " .). [الإبانة الكبرى: 2/577]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 رمضان 1434هـ/15-07-2013م, 05:40 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي الفرقة الناجية المنصورة هم أهل السنة والجماعة

(5)
فصل: في الزجر عن محدثات الأمور والبدع والتحذير منها وفضيلة من ردها

قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( -حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيعٌ عن سفيان عن جعفر بن محمّدٍ عن أبيه عن جابر بن عبد اللّه قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يخطب النّاس فيحمد اللّه ويثني عليه بما هو أهله ثمّ يقول: ((من يهده اللّه فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب اللّه عزّ وجلّ وخير الهدي هدي محمّدٍ صلى الله عليه وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثةٍ بدعةٌ)).).[السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( -حدّثنا ابن مصفّى، حدّثنا بقيّة، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن، حدّثني حميدٌ عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((إنّ اللّه حجز أو قال حجب التّوبة عن كلّ صاحب بدعةٍ)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( -حدّثنا محمّد بن عوفٍ، حدّثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ أنّ ضمرة بن حبيبٍ حدّثه أنّ عبد الرّحمن بن عمرٍو حدّثه أنّه سمع العرباض بن سارية يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ بعدي عنها إلاّ هالكٌ)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( -حدّثنا محمود بن خالدٍ، حدّثنا مروان بن محمّدٍ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ، حدّثنا سعد بن إبراهيم عن القاسم بن محمّدٍ قال أشهد لسمعت عائشة تقول: قال رسول اللّه صلىالله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو مردودٌ)).). [السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو بكر أحمد بن عمرو ابن أبي عاصم الشيباني (ت: 287هـ) : ( - حدّثنا هدبة، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابتٍ عن أنسٍ قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((من رغب عن سنّتي فليس منّي)).).[السنة لابن أبي عاصم: ؟؟]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (-واعلم رحمك الله أن الدين إنما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام فإنه لاحجة لك فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السنة وأوضحها لأصحابه؛ وهم الجماعة وهم السواد الأعظم؛ والسواد الأعظم الحق وأهله فمن خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من أمر الدين فقد كفر.
-واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها فاحذر المحدثات من الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار.
-واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيرا وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام.
- فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء فإن وجدت فيه أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختار عليه شيئا فتسقط في النار.
-واعلم أن الخروج من الطريق على وجهين: أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يرد إلا الخير فلا يقتدى بزلته فإنه هالك، وآخر عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من يعرفه أن يحذر الناس منه ويبين للناس قصته لئلا يقع أحد في بدعته فيهلك.). [شرح السنة للبربهاري: 68-70]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( قال مالك بن أنس: من لزم السنة وسلم منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مات كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإن كان له تقصير في العمل.
وقال بشر بن الحارث: الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام.
وقال فضيل بن عياض: إذا رأيت رجلا من أهل السنة فكأنما أرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا رأيت رجلا من أهل البدع فكأنما أرى رجلا من المنافقين.
وقال يونس بن عبيد: العجب ممن يدعو اليوم إلى السنة، وأعجب منه من يجيب إلى السنة فيقبل.
وكان ابن عون يقول عند الموت: السنة السنة وإياكم والبدع حتى مات.
وقال أحمد بن حنبل: مات رجل من أصحابي فرئي في المنام فقال: قولوا لأبي عبد الله عليك بالسنة فإن أول ما سألني الله سألني عن السنة.
وقال أبو العالية: من مات على السنة مستورا فهو صديق ويقال: الاعتصام بالسنة نجاة.
وقال سفيان الثوري: من أصغى بأذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها -يعني إلى البدع-.
وقال داود بن أبي هند: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران لا تجالس أهل البدع فإن جالستهم فحاك فيصدرك شيء مما يقولون أكببتك في نار جهنم.
وقال الفضيل بن عياض: من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة.
وقال الفضيل بن عياض: لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة.
وقال الفضيل بن عياض: من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه.
وقال الفضيل بن عياض: من جلس مع صاحب بدعة في طريق فجز في طريق غيره.
وقال الفضيل بن عياض: من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع.
وقال الفضيل بن عياض: آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد.
وقال الفضيل بن عياض: إذا علم الله عز وجل من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له وإن قل عمله ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة فلا تكن صاحب بدعة في الله أبدا). [شرح السنة للبربهاري: 136-140]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( وأخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: نا أبو هشام الرفاعي قال: نا أبو بكر بن عياش قال: نا عاصم، عن زر عن عبد الله قال: كنا جلوساعند النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} فخط خطا فقال: «هذا الصراط» ثم خط حوله خططا، فقال: «وهذه السبل، فما منها سبيل إلا وعليه شيطان يدعو إليه».).[كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - وحدثنا ابن عبد الحميد أيضا قال: حدثنا زهير قال: أنا عبد الرزاق، عن معمر، عنالزهري، عن أبي إدريس الخولاني قال: أخبرني يزيد بن عميرة، أنه سمع معاذ بن جبل،رضي الله عنه يقول في كل مجلس يجلسه: «هلك المرتابون، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن، حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد، والصغير والكبير،فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول: ما بال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن، فيقول: ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة».). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن محمودٍ السّرّاج، قال: حدّثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجليّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الطّفاويّ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان الثّقفيّ، قال: قلت: يا رسول اللّه قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا، قال: " قل: آمنت باللّه، ثمّ استقم ".). [الإبانة الكبرى:1/ 316-317]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبوالقاسم حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا هدبة بن خالدٍ،قال: حدّثنا سلّام بن مسكينٍ، قال: كان قتادة إذا تلا: {إنّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثمّ استقاموا} [فصلت: 30] قال: «إنّكم قد قلتم ربّنا اللّه فاستقيموا على أمر اللّه، وطاعته، وسنّة نبيّكم، وامضوا حيث تؤمرون،فالاستقامة أن تلبث على الإسلام، والطّريقة الصّالحة، ثمّ لا تمرق منها، ولاتخالفها، ولا تشذّ عن السّنّة، ولا تخرج عنها، فإنّ أهل المروق من الإسلام منقطعٌ بهم يوم القيامة، ثمّ إيّاكم وتصرّف الأخلاق، واجعلوا الوجه واحدًا، والدّعوة واحدةً، فإنّه بلغنا أنّه من كان ذا وجهين، وذا لسانين كان له يوم القيامة لسانان من نارٍ».). [الإبانة الكبرى:1/ 317-318]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن أبي الطّيّب، قال: حدّثنا عيسى بنيونس، عن زمعة بن صالحٍ، عن عثمان بن حاضرٍ الأزديّ، قال: دخلت على ابن عبّاسٍ، فقلت: أوصني، فقال: «عليك بالاستقامة، اتّبع ولا تبتدع»
-حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ،قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عمرو بن العبّاس الباهليّ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، عن زمعة، عن عثمان بن حاضرٍ، قال: قلت لابن عبّاسٍ: أوصني، قال: «عليك بالاستقامة، واتّبع الأمر الأوّل، ولاتبتدع» .). [الإبانة الكبرى:1/ 318-319]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان، وأبو بكرٍ محمّد بن أيّوب، وأبو عليٍّ محمّد بن أحمد بن الصّوّاف، قالوا: حدّثنا بشر بن موسى، قال: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو إسحاق الفزاريّ، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: قال عبد اللّه: «الاقتصاد في السّنّة خيرٌ من الاجتهاد في البدعة».). [الإبانة الكبرى:1/ 320]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، أنّ ابن مسعودٍ، قال: "ستجدون أقوامًا يزعمون أنّهم يدعون إلى كتاب اللّه، وقد نبذوه وراءظهورهم، وعليكم بالعلم، وإيّاكم والتّبدّع، والتّعمّق، والتّنطّع، وعليكم بالعتيق».). [الإبانة الكبرى:1/ 332-333]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عمرو بن البختريّ الرّزّاز، قال: حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربيّ، قال: حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ،سأله بشر بن الحارث، قال: حدّثناعبد المؤمن بن عبد اللّه، قال: حدّثنا مهديّ بن أبي مهديٍّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لا يأتي على النّاس زمانٌ إلّا أحدثوا فيه بدعةً، وأماتوا فيه سنّةً حتّى تحيا البدع، وتموت السّنن»
-حدّثنا أبو عليّ بن الصّوّاف، وابن سليمان النّجّاد، قالا: حدّثنا بشر بن موسى، قال: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي عمرٍو، عن عبد اللّه الدّيلميّ، قال: «إنّ أوّل الدّين تركًا السّنّة يذهب الدّين سنّةً سنّةً كما يذهب الحبل قوّةً قوّةً» .). [الإبانة الكبرى:1/ 349-350]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - وأنبأ محمّدٌ، ثنا أحمد بن إسحاق بن بهلولٍ، ثنا أبي، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن المنذر بن جريرٍ، عن أبيه، قال: كنّا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «من سنّ في الإسلام سنّةً حسنةً عمل بعده بها، كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم، ومن سنّ في الإسلام سنّةً سيّئةً عمل بها بعده، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم». أخرجه مسلمٌ في الصّحيح.). [شرحأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/56]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا القاسم بن جعفرٍ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عمرٍو، ثنا سليمان بن الأشعث، ثنا يحيى بن أيّوب، ثنا إسماعيل بن جعفرٍ، أنبا العلاء يعني ابن عبد الرّحمن عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: «من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍكان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا». أخرجه مسلمٌ وأبو داود.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنةوالجماعة: 1/57]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا محمّد بن أحمد بن سهلٍ، أنبا محمّد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى،ثنا عبيد بن يعيش، ثنا يونس بن بكيرٍ، ثنا محمّد بن إسحاق، عن الحسن أو الحسين بن عبيد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «واللّه ما أظنّ على ظهر الأرض اليوم أحدًا أحبّ إلى الشّيطان هلاكًا منّي».
فقيل: «وكيف؟»
فقال: «واللّه إنّه ليحدث البدعة في مشرقٍ أو مغربٍ، فيحملها الرّجل إليّ، فإذا انتهت إليّ قمعتها بالسّنّة،فتردّ عليه كما» أخرجه ابن يزيد.). [شرحأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/61]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا أحمد بن محمّد بن حفصٍ، ثنا عبد اللّه بن عديٍّ، ثنا أحمد بن محمّد بن عبدويه، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر رستة وسأله فضلٌ الرّازيّ، ثنا أزهر،عن عونٍ، قال: «من مات على الإسلام والسّنّة فله بشيرٌ بكلّ خيرٍ»
-وأخبرنا أحمد، أنبا عبدالرّحمن، حدّثني أحمد بن العبّاس الهاشميّ، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: سمعت معتمر بن سليمان يقول: " دخلت على أبي وأنا منكسرٌ، فقال: " ما لك؟ قلت: " مات صديقٌ لي.
قال: " مات على السّنّة؟
قلت: " نعم.
قال: فلا تخف عليه "
- أخبرنا الحسن بن عثمان، ثنا أحمد بن سلمان، ثنا محمّد بن جعفرٍ، ثنا الحسن، حدّثني رجلٌ، قال: حدّثني بشر بن الحارث، قال: قال معافى بن عمران: «لا تحمدنّ رجلًا إلّا عند الموت، إمّا يموت على السّنّة، أو يموت على بدعةٍ»
-أخبرنا عيسى بن عليٍّ، أنبا عبد اللّه بن محمّدٍ البغويّ، أنبا أبو سعيدٍ الأشجّ،حدّثني عمران بن غياثٍ الفزاريّ الزّيّات، قال: أخبرني أبو امرأتي، قال أبو سعيدٍ: "فسألته عن اسم أبي امرأته، فقال: " عبد اللّه بن شيرازاذ، قال: " كنت بعبّادان،فرأيت في المنام كأنّ رجلًا جيء به في ثيابٍ بيضٍ فوضع في سفينةٍ، قلت: «من هذا؟ قد مات على الإسلام والسّنّة ونجا.
فلمّا ارتفع النّهار جاءنا الخبر أنّ سفيان الثّوريّ مات في تلك اللّيلة».). [شرح أصولاعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/ 74-75]

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 رمضان 1434هـ/16-07-2013م, 06:34 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

خاتمة
من وصايا العلماء

قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (-واعلم أنه لم تجئ بدعة قط إلا من الهمج الرعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح فمن كان هكذا فلا دين له قال الله تبارك وتعالى: {فما اختلفوا إلا من بعد ماجاءهم العلم بغيا بينهم}
وقال: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم} وهم علماء السوء أصحاب الطمع والبدع.
-واعلم أنه لايزال الناس في عصابة من أهل الحق والسنة يهديهم الله ويهدي بهم غيرهم ويحيي بهم السنن فهم الذين وصفهم الله تعالى مع قلتهم عندالاختلاف فقال: {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم} فاستثناهم فقال: {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال عصبة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون)).
-واعلم رحمك الله أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب إنما العالم من اتبع العلم والسنن وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب.
-واعلم رحمك الله أن من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأويله من غير حجة من السنة والجماعة فقد قال على الله ما لا يعلم ومن قال على الله ما لا يعلم فهو من المتكلفين
- والحق ما جاء من عند الله عز وجل، والسنة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان
- ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه والجماعة فلج على أهل البدعة كلهم واستراح بدنه وسلم له دينه إن شاء الله لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ستفترق أمتي)) وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجي منها فقال: ((ما كنت أنا عليه اليوم وأصحابي))
فهذا هو الشفاء والبيان والأمر الواضح والمنار المستنير وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والتعمق وإياكم والتنطع وعليكم بدينكم العتيق)).
-واعلم أن الدين العتيق ما كان من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان قتله أول الفرقة وأول الاختلاف فتحاربت الأمة وتفرقت واتبعت الطمع والأهواء والميل إلى الدنيا فليس لأحد رخصة في شيء أحدثه مما لم يكن عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يكون رجل يدعو إلى شيء أحدثه من قبله من أهل البدع فهو كمن أحدثه، فمن زعم ذلك أو قال به فقد ردالسنة وخالف الحق والجماعة وأباح البدع وهو أضر على هذه الأمة من إبليس.
- ومن عرف ما ترك أصحاب البدع من السنة وما فارقوا فيه فتمسك به فهو صاحب سنة وصاحب جماعة وحقيق أن يتبع وأن يعان وأن يحفظ وهو ممن أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- واعلموا رحمكم الله أن أصول البدع أربعة أبواب انشعب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى ثم يصير كل واحد من البدع يشعب حتى تصير كلها إلى ألفين وثمان مائة قالة وكلها ضلالة وكلها في النار إلا واحدة وهو من آمن بما في هذا الكتاب واعتقده من غير ريبة في قلبه ولا شكوك فهو صاحب سنة وهو الناجي إن شاء الله.
- واعلم رحمك الله لو أن الناس وقفوا عند محدثات الأمور ولم يتجاوزوها بشيء ولم يولدوا كلاما مما لم يجيء فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه لم تكن بدعة.
- واعلم رحمك الله أنه ليس بين العبد وبين أن يكون مؤمنا حتى يصير كافرا إلا أن يجحد شيئا مما أنزله الله تعالى أو يزيد في كلام الله أو ينقص أو ينكر شيئا مما قال الله عز وجل أو شيئا مما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتق الله رحمك الله وانظر لنفسك وإياك والغلو في الدين فإنه ليس من طريق الحق في شيء.
-وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وعن التابعين وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع فاتق الله يا عبد الله وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضى بما في هذا الكتاب ولا تكتم هذا الكتاب أحدا من أهل القبلة فعسى يرد الله به حيرانا عن حيرته، أو صاحب بدعة عن بدعته، أو ضالا عن ضلالته فينجو به فاتق الله وعليك بالأمر الأول العتيق وهو ما وصفت لك في هذا الكتاب فرحم الله عبدا ورحم والديه قرأ هذاالكتاب وبثه وعمل به ودعا إليه واحتج به، فإنه دين الله ودين رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه من استحل شيئا خلاف ما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين لله بدين وقد رده كله كما لو أن عبدا آمن بجميع ما قال الله تبارك وتعالى إلا أنه شك في حرف فقد رد جميع ما قال الله تعالى وهو كافر كما أن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل من صاحبها إلا بصدق النية وإخلاص اليقين كذلك لا يقبل الله شيئا من السنة في ترك بعض ومن ترك من السنة شيئا فقد ترك السنة كلها فعليك بالقبول ودع عنك المحك واللجاجة فإنه ليس من دين الله في شيء وزمانك خاصة زمان سوء فاتق الله.). [شرح السنة للبربهاري: 103-110]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ذكر أصحابي فأمسكوا)) فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم إلا خيرا وقوله: ((ذروا أصحابي لا تقولوا فيهم إلا خيرا)) ولا تحدث بشيءمن زللهم ولا حربهم ولا ما غاب عنك علمه ولا تسمعه من أحد يحدث به فإنه لا يسلم لك قلبك إن سمعت.
- وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار أو يرد الآثار أويريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع.
- واعلم أن جور السلطان لا ينقص فريضة من فرائض الله عز وجل التي افترضها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم جوره على نفسه وتطوعك وبرك معه تام لك إنشاء الله تعالى.
يعني الجماعة والجمعة معهم والجهاد معهم وكل شيء من الطاعات فشاركهم فيه فلك نيتك.
- وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله، يقول فضيل بن عياض: لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان.
أنا أحمد بن كامل قال: حدثنا الحسين بن محمد الطبري، نا مردويه الصائغ قال: سمعت فضيلا يقول: لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان
قيل له يا أباعلي: فسر لنا هذا.
قال: إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد فأمرنا أن ندعوا لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعوا عليهم وإن ظلموا وإن جاروا لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين.
- ولا تذكر أحدا من أمهات المؤمنين إلا بخير.
- وإذا رأيت الرجل يتعاهد الفرائض في جماعة مع السلطان وغيره فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى، وإذا رأيت الرجل يتهاون بالفرائض في جماعة وإن كان مع السلطان فاعلم أنه صاحب هوى.). [شرح السنة للبربهاري: 115-118]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : (وإذا أردت الاستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين فإن استماعك منهم وإن لم تقبل منهم يقدح الشك في القلب وكفى به قبولا فتهلك، وما كانت زندقة قط ولا بدعة ولا هوى ولا ضلالة إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدع والشكوك والزندقة.
- فالله الله في نفسك وعليك بالأثر وأصحاب الأثر والتقليد فإن الدين إنما هو بالتقليد، يعني للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، ومن قبلنا لم يدعونا في لبس فقلدهم واسترح ولا تجاوز الأثر وأهل الأثر.
- وقف عند المتشابه ولا تقس شيئا.
-ولاتطلب من عندك حيلة ترد بها على أهل البدع فإنك أمرت بالسكوت عنهم ولا تمكنهم من نفسك أما علمت أن محمد بن سيرين في فضله لم يجب رجلا من أهل البدع في مسألة واحدة ولا سمع منه آية من كتاب الله عز وجل فقيل له فقال: أخاف أن يحرفها فيقع في قلبي شيء.). [شرح السنة للبربهاري: 127-128]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (- وأخبرنا ابن عبد الحميد أيضا قال نا زهير بن محمد قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم الأحول قال: قال أبو العالية: تعلموا الإسلام، فإذاتعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا الصراط يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم والذي عليها أصحابه، فإنا قد قرأنا القرآن من قبل أن يفعلوا الذي فعلوه خمس عشرة سنة، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء
قال: فحدثت به الحسن فقال: صدق ونصح، وحدثت به حفصة بنت سيرين، فقالت: يا بني أحدثت بهذا محمدا؟ قلت: لا، قالت: فحدثه إذن
قال محمد بن الحسين: علامة من أراد الله به خيرا:
سلوك هذا الطريق، كتاب الله، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم،وسنن أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان، وما كان عليه أئمة المسلمين في كل بلد إلى آخر ما كان من العلماء مثل الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس، والشافعي،وأحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، ومن كان على مثل طريقتهم، ومجانبة كل مذهب يذمه هؤلاء العلماء.). [كتاب الشريعة: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( ... أوجب ما على المرء معرفة اعتقاد الدّين، وما كلّف اللّه به عباده من فهم توحيده وصفاته وتصديق رسله بالدّلائل واليقين، والتّوصّل إلى طرقها والاستدلال عليها بالحجج والبراهين.
وكان من أعظم مقولٍ،وأوضح حجّةٍ ومعقولٍ:
كتاب اللّه الحقّ المبين.
ثمّ قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وصحابته الأخيار المتّقين.
ثمّ ما أجمع عليه السّلف الصّالحون.
ثمّ التّمسّك بمجموعها والمقام عليها إلى يوم الدّين.
ثمّ الاجتناب عن البدع والاستماع إليها ممّا أحدثها المضلّون.
[ما كان عليه السّلف]
فهذه الوصايا الموروثة المتبوعة، والآثار المحفوظة المنقولة، وطرايق الحقّ المسلوكة، والدّلائل اللّايحة المشهورة، والحجج الباهرة المنصورة الّتي عملت عليها: الصّحابة والتّابعون، ومن بعدهم من خاصّة النّاس وعامّتهم من المسلمين، واعتقدوها حجّةً فيما بينهم وبين اللّه ربّ العالمين.
ثمّ من اقتدى بهم من الأئمّة المهتدين، واقتفى آثارهم من المتّبعين، واجتهد في سلوك سبيل المتّقين، وكان مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون.
[نجاة المتّبعين وهلاك المعرضين]
فمن أخذ في مثل هذه المحجّة، وداوم بهذه الحجج على منهاج الشّريعة؛ أمن في دينه التّبعة في العاجلة والآجلة، وتمسّك بالعروة الوثقى الّتي لاانفصام لها، واتّقى بالجنّة الّتي يتّقى بمثلها؛ ليتحصّن بجملتها، ويستعجل بركتها،ويحمد عاقبتها في المعاد والمآب إن شاء اللّه.
ومن أعرض عنها وابتغى الحقّ في غيرها ممّا يهواه، أويروم سواها ممّا تعدّاه؛ أخطأ في اختيار بغيته وأغواه، وسلكه سبيل الضّلالة، وأرداه في مهاوي الهلكة فيما يعترض على كتاب اللّه وسنّة رسوله بضرب الأمثال ودفعهما بأنواع المحال والحيدة عنهما بالقيل والقال، ممّا لم ينزّل اللّه به من سلطانٍ، ولاعرفه أهل التّأويل واللّسان، ولا خطر على قلب عاقلٍ بما يقتضيه من برهانٍ، ولاانشرح له صدر موحّدٍ عن فكرٍ أو عيانٍ، فقد استحوذ عليه الشّيطان، وأحاط به الخذلان، وأغواه بعصيان الرّحمن، حتّى كابر نفسه بالزّور والبهتان. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:1/ 7-9]


والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


المراجع:
- ملخص اعتقاد أهل السنة والجماعة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله -مطوية-
- معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد:
* شروح العقيدة الواسطية.
* مكتبة علوم العقيدة : كتب أصول الاعتقاد

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفرقة, الناجية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir