63: قصيدة عميرة بن جعل : كسا الله حيّيْ تغلبَ ابنة وَائِلٍ = مِن اللُّؤمِ أَظفاراً بطِيئاً نصولُها

[علي بن عمر]

وقال عميرة بن جعل:

كسَا اللهُ حيَّيْ تَغْلِبَ ابْنةِ وَائِلٍ = مِنَ اللُّؤْمِ أَظْفاراً بَطِيئاً نُصُولُها
فَما بِهِمُ أَنْ لاَ يَكونُوا طَرُوقَةً = هِجَاناً، ولكِنْ عَفَّرَتْها فُحُولُها
تَرَى الحَاصِنَ الغَرَّاءَ مِنْهُمْ لِشَارفٍ = أَخِي سَلَّةٍ قَدْ كانَ مِنْهُ سَلِيلُها
قَلِيلاً تَبَغِّيها الفُحُولَةَ غَيْرَهُ = إِذَا اسْتَسْعَلَتْ جِنَّانُ أَرْضٍ وغُولُها
إِذَا ارْتَحَلُوا مِنْ دَار ضَيْمٍ تَعاذَلُوا = عليْهِمْ، ورَدُّوا وَفْدَهُمْ يَسْتَقِيلُها

[محمد أبو زيد]

63

وقال عميرة بن جعل

1: كسا الله حيي تغلب ابنة وائل = من اللؤم أظفارا بطيئا نصولها
2: فما بهم أن لا يكونوا طروقة = هجانا، ولكن عفرتها فحولها
3: ترى الحاصن الغراء منهم لشارف = أخي سلة قد كان منه سليلها
4: قليلا تبغيها الفحولة غيره = إذا استسعلت جنان أرض وغولها
5: إذا ارتحلوا من دار ضيم تعاذلوا = عليهم، وردوا وفدهم يستقيلها

---

*ترجمته: هو عميرة بن جعل بن عمرو بن مالك بن الحرث بن حبيب بن حرقة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. شاعر جاهلي. و"عميرة" بفتح العين، ويضبط في بعض الكتب وبعض النسخ بضمها وهو خطأ، قال القاضي عياض: "لا يعرف في الرجال أحد (عميرة) بالضم، بل كلهم بالفتح". و"جعل" بالتكبير، وأخطأ ابن قتيبة في الشعراء 411 إذ حكاه بالتصغير، وذكر أن عميرة وكعبا ابني جعيل أخوان. وقد فرق بينهما الآمدي في المؤتلف 83-84 فذكر نسب عميرة بن جعل كما ذكرنا ثم قال: "وأما ابن جعيل فهو كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل، شاعر إسلامي كان في زمن معاوية". أخطأ المرزباني 245 فسماه "عمير بن جعيل" بحذف الهاء في اسمه وبالتصغير في اسم أبيه. ولم يحقق صاحب الخزانة 1: 458-459 فجمع بين النصوص وجعل "عميرة بن جعل" و"عمير بن جعيل" شخصين، نسب للأول القصيدة الآتية 64 وجعل الثاني أخا كعب بن جعيل ونسب له هذه القصيدة 63. والظن أن كعب بن جعيل كان ممن هجا قومه ولم ينقل إلينا هجاه، ثم قدم على ذلك فقال أبياتا في ندمه، فشبه على ابن قتيبة فنسب بيتين منها لعميرة، ولكنها لكعب، فقد رواها المرزباني 344 له أربعة أبيات، ورواها الجمحي 191 له خمسة، وفيها قوله: معاوي أنصف تغلب ابنة وائل. فهذا قول كعب الإسلامي، لا عميرة الجاهلي.
جو القصيدة: يهجو فيها قومه بني تغلب، ويذكر أنهم لم يؤتوا في لؤمهم من قبل أمهاتهم، إنما أتوا من قبل آبائهم، وأن المرأة الكريمة منهم تتزوج الرجل المسروق النسب، أي الذي ليس لأبيه، فمن ذلك ما جاءتهم الهجنة. ثم أنحى عليهم بأنهم يرضون الذل ويشتاقونه، ورسم لذلك صورة طريفة في البيت 5 ثم إنه قدم بعد على شتم قومه، وقال في ذلك أبياتا، هي خمسة في الجمحي 129، ومنها بيتان في الشعراء 411.
تخريجها: شعراء الجاهلية 195. والبيتان 1، 2 في الشعراء 411. والبيت 1 في الخزانة 1: 458. وانظر الشرح 518-520.
(1) ابنة وائل، انظر 41: 21. نصولها: خروجها من موضعها.
(2) الطروقة: الناقة بلغت أن يضربها الفحل. الهجان: الخالص الحسب الكريم، يقال للواحد والجمع. عفرتها: ألزقتها بالعفر وهو التراب. يقول: لم يؤتوا في لؤمهم من قبل أمهاتهم، إنما أتوا من قبل آبائهم.
(3) الحاصن: الكريمة العفيفة. الشارف: الكبير. السلة: السرقة. سليلها: ولدها. يقول: تتزوج المرأة الكريمة منهم شيخا مسروق النسب ليس لأبيه.
(4) استسعلت: صارت كالسعلاة، وهي أشد شرارة من الغول والجن. يريد: إذا اشتد الزمن فلا تريد هذه الحاصن غير زوجها.
(5) تعاذلوا: لام بعضهم بعضا. يريد: أنهم من ذلهم إذا أخذتهم العزة فرحلوا عن منزل الذل أدركهم ذلهم، فتعاذلوا لم تركوه؟ وبعثوا وفدهم إلى أهل ذلك المنزل يستقيل خطيئتهم التي أخطؤوها بانتقالهم.

[محمد أبو زيد]

وقال عميرة بن جعل

ابن عمرو بن مالك بن الحارث بن حبيب بن حرقة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب يهجو بني تغلب. قال الأصمعي: كل اسم في العرب من هذا حبيب إلا حبيبًا في بني يشكر وحبيبًا في ثقيف.

1: كسا الله حيي تغلب ابنة وائلٍ.......من اللؤم أظفارًا بطيئًا نصولها
2: فما بهم أن لا يكونوا طروقة.......هجانًا ولكن عفرتها فحولها

قال أبو عكرمة: يقول: لم يؤتوا في لؤمهم من قبل أمهاتهم إنما أتوا من قبل آبائهم وعرض بالطروقة وهي الإناث يقال هذه ناقة طروقة هذا الفحل والطرق ضرب البعير الناقة يقال طرقها. و(الهجان): الخالص الحسب الكريم ويكون الهجان للواحد والجمع قال الشاعر:

وإذا قيل من هجان قريشٍ.......كنت أنت الفتى وأنت الهجان

و(عفرتها): لزقتها بالعفر وهو التراب. قال غير أبي عكرمة: يكون الهجان للواحد والاثنين والجمع والمؤنث على حالٍ واحدة وقد يثنى ويجمع ومنه قيل هجائن النعمان لخير إبله.

3: ترى الحاصن الغراء منهم لشارفٍ.......أخي سلةٍ قد كان منه سليلها

(الحاصن): الكريمة العفيفة و(السلة): السرقة و(الشارف): الكبير. يقول تتزوج المرأة منهم الكريمة منهم شيخًا. وقوله (سلة) يعرض أنه مسروق النسب أي ليس لأبيه وسليلها ولدها والهاء في سليلها ترجع إلى السلة.

4: قليلاً تبغيها الفحولة غيره.......إذا استسعلت جنان أرضٍ وغولها

قوله (استسعلت جنان أرضٍ وغولها) أي: اشتد الزمان وهذه الحاصن في ذلك الوقت لا تريد غير زوجها.

5: إذا ارتحلوا من دار ضيمٍ تعاذلوا.......عليهم وردوا وفدهم يستقيلها

يقول إذا نزلوا دارًا وأرضًا يضامون فيها عذل بعضهم بعضًا لم نزلوها أي ليس عندهم دفع، ثم يبعثون من يعتذر عنهم على أنهم قد ظلموا، قال أبو عبيدة: وهذا أذل الذل، ورواها أبو جعفر: (تعاذلوا عليها) أي على رحلتهم منها، وإنما تعاذلوا لم ارتحلوا عنها صبرًا منتهم على الذل، يقول بعثوا وفدهم إلى أهل تلك الدار يستقيل خطيئتهم التي أخطؤوها بانتقالهم وقال الآخر:

دار الهوان لمن رآها داره.......أفراحل عنها كمن لم يرحل

يقول ليس من رحل عنها كمن لم يرحل.

[شرح المفضليات: 518-520]