دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > العقيدة الواسطية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 06:14 PM
فاطمة فاطمة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 758
افتراضي التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد

والصِّراطُ مَنْصُوبٌ عَلى مَتْنِ جهَنَّمَ، وهُو الجِسْرُ الَّذي بينَ الجَنَّةِ والنَّارِ، يَمُرُّ النَّاسُ [عليه] على قَدْرِ أَعْمالِهِمْ. (166)
فمِنْهُم مَن يَمُرُّ كَلَمْحِ البَصَرِ، ومنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كالبَرْقِ، ومنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كالريِّح، ومنهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالفَرَسِ الجَوادِ، ومِنْهُم مَنْ يمرُّ كرِكَابِ الإِبِلِ، ومنهُمْ مَنْ يَعْدو عَدْواً، ومنهُمْ مَنْ يَمْشي مَشْياً، ومنهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفاً، ومنهُمْ مَن يُخْطَفُ خَطْفاً ويُلْقى في جَهَنَّمَ؛ فإِنَّ الجِسْرَ عليهِ كَلاليبُ تَخْطَفُ النَّاسَ بأَعْمالِهِم، فمَنْ مَرَّ على الصِّراطِ؛ دَخَلَ الجَنَّةَ.



(166) قولُه: (الصِّراطُ) لغةً: الطَّريقُ الواضِحُ، وفي الشَّرعِ: جِسْرٌ منصوبٌ على مَتْنِ جَهَنَّمَ، وهُوَ الجِسرُ الذي بين الجَنَّةِ والنَّارِ، يَرِدُه الأوَّلونَ والآخِرون، فيَمُرَّون عليه على قَدْرِ أعمالِهم، وَذَلِكَ بعدَ مُفارَقةِ النَّاسِ للمَوْقِفِ وحَشرِهم وحسابِهم، فإنَّ الصِّراطَ عليه يَنْجُون إلى الجَنَّةِ ويَسقطُ أهلُ النَّارِ فيها، كما ثَبَتَ ذَلِكَ في الأحاديثِ.
قولُه: (يَمُرُّ النَّاسُ عليه على قَدْرِ أعمالِهم) أي: أنَّهم يَكونون في سرعةِ المرورِ على حسَبِ مَراتِبِهم وأعمالِهم، فبحسَبِ استقامةِ الإنسانِ وثباتِه على دِينِ الإسلامِ يكونُ ثباتُه واستقامَتُه على الصِّراطِ، فمَن ثَبَتَ على الصِّراطِ المعنويِّ الذي هُوَ دِينُ الإسلامِ ثَبتَ على الصِّراطِ الحِسِّيِّ المنصوبِ على مَتْنِ جَهَنَّمَ، ومَن زَلَّ عن الصِّراطِ المعنويِّ زَلَّ عَن الصِّراطِ الحسِّيِّ جزاءً وِفاقا، وما ربُّكَ بظلاَّمٍ للعَبيدِ، وقد تكاثَرت الأحاديثُ في إثباتِ الصِّراطِ، فيَجبُ الإيمانُ بِهِ واعتقادُ ثُبوتِه.
في الصَّحيحِ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((يُضْرَبُ الصِّراطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ وَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ عَلَيْهِ فِرَقاً، فَمِنْهُمْ كَالْبَرْقِ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ وَأَشَدِّ الرِّجَالِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ وَلاَ يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلاَّ زَحْفاً، وَفِي حَافَّتَيْهِ كَلاَلِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِأَخْذِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمُكَرْدَسٌ فِي النَّارِ))، ووقعَ في حديثِ أبي سعيدٍ: قلنا وما الجسرُ؟ قال ((مَدْحَضَةٌ مَزَلَّةٌ)) أي زَلِقٌ تَزلَقُ فيه الأقدامُ، ووقعَ عند مسلمٍ، قال: قال أبو سعيدٍ: بلغني أنَّ الصِّراطَ أحدُّ مِن السَّيفِ، وأدقُّ مِن الشَّعرةِ، وعن سعيدِ بنِ هلالٍ، قال: بَلَغَنا أنَّ الصِّراطَ أدَقُّ مِن الشَّعرِ على بعضِ الناسِ، ولِبَعضِ النَّاسِ مِثلُ الوادي الواِسعِ، أخرجَه ابنُ المباركِ وابنُ أبي الدُّنْيَا، وهُوَ حديثٌ مُعضلٌ، إلى غيرِ ذَلِكَ مِن الأحاديثِ الثَّابتةِ في الصِّحاحِ والمسانيدِ والسُّنَنِ ما لا يُحصَى إلا بكُلفةٍ، وقد أَجمعَ السَّلَفُ على إثباتِه.

(167)
قولُه: (وهُوَ الجسرُ) بفتحِ الجيمِ وكسرِها لُغتانِ وهُوَ الصِّراطُ.
قولُه: (يمرُّ النَّاسُ على قَدْرِ أعمالِهم) أي: أنَّهم يَكونون في سرعةِ المرورِ على حسَبِ مَراتِبهم وأعمالِهم. قولُه: (يَعْدُو عَدْوا) أي يَجري أو يَركُضُ.
قولُه: (يزحَفُ زَحْفا) قال ابنُ دُرَيدٍ: الزَّحفُ: هُوَ المشيُ على الاسْتِ مع إشرافِه بصَدْرِه.
قولُه: (فإنَّ الجِسْرَ عليه كُلاليبُ) جمعُ كَلُّوبٍ بفتحِ الكافِ وضَمِّ اللامِ المشدَّدةِ، وَهِيَ حديدةٌ معطوفةُ الرَّأسِ يُعلَّقُ فيها اللَّحمُ ويُرسلُ إلى التَّنُّورِ.
قولُه: (تَخطَفُ) هي بفتحِ الطَّاءِ ويجوزُ كَسرُها، أي يَختلِسُها، والخطْفُ: هُوَ استلابُ الشَّيءِ وأخْذُه بسرعةٍ. قولُه: (بأعمالِهم) أي: تخطَفُهم بسببِ أعمالِهم القبيحةِ.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإيمان, بنصب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir