دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > عوامل الجرجاني

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الآخرة 1431هـ/11-06-2010م, 12:54 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي النوع الثاني: حروف تنصب الاسم وترفع الخبر

النوعُ الثاني : حُروفٌ تَنْصِبُ الاسمَ وترفَعُ الخبَرَ، وهي سِتَّةُ أَحْرُفٍ: إنَّ وأنَّ وكأنَّ ولكنَّ وليت ولعلَّ.

  #2  
قديم 22 رجب 1431هـ/3-07-2010م, 10:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي شرح العوامل المائة للشيخ خالد الأزهري



النوع الثاني
حروف تنصب الاسم وترفع الخبر
لما فرغ المصنف رحمه الله من بيان النوع الأول – شرع في بيان النوع الثاني فقال:
النوع الثاني:
فاللام في النوع الثاني للعهد الخارجي.
أي النوع الثاني: من ثلاثة عشر نوعا:
حروف تنصب الاسم وترفع الخبر:
ووجه تقديم النوع الأول على النوع الثاني – قد تقدم في النوع الأول حيث قلنا: إن حروف الجر لما كانت بسبب كثرتها وكثرة وقوعها في الكلام أحق بالتقديم فقدمت.
- وهي: أن – وإن – وكأن – ولكن – وليت – ولعل. وتسمى هذه الستة المشبهة بالأفعال.
ومشابهتها بالأفعال: إما لفظا: فلأن انقسامها كانقسام الفعل إلى الثلاثي نحو: إن – وأن. والرباعي: نحو: كأن – والخماسي: نحو: لكن – لأن أصله لا كأن – فنقلت كسرة الهمزة إلى الكاف بعد سلب حركتها وحذفت الهمزة.
ولبنائها على الفتح مثل الفعل.
وإما معنى: فلأن معانيها معاني الأفعال مثلا:
إن – وأن: معناهما أكدت.
وكأن: معناه شبهت.
ولكن: معناه استدركت.
وليت: معناه تمنيت.
ولعل: معناه ترجيت.
فإن قيل: لما شابهت هذه الحروف الفعل فينبغي أن يجوز فيها تقديم المرفوع على المنصوب كما أن الفعل يجوز فيه تقديم المرفوع على المنصوب.
قيل: إن هذه الحروف لما لم يكن لها حظ في العمل بالأصالة – وإنما هي محمولة على الفعل وفرع عليه التزم فيها طريق واحد لأن العمل الفرعي للفعل أن يتقدم المنصوب على المرفوع.
والعمل الأصلي للفعل أن يتقدم المرفوع على المنصوب.
فلما أعملت هذه الحروف العمل الفرعي التزم فيها تقديم المنصوب على المرفوع لانحطاطها عن درجة الفعل.
فإن قيل: هذا التزام باطل؛ لأنه قد يقدم المرفوع على المنصوب إذا كان الخبر ظرفا:
إما جوازا: إذا كان الاسم معرفة، نحو: إن في الدار زيدا
وإما وجوبا: إذا كان الاسم نكرة، نحو: "إن من الشعر لحكمة".
قيل: إن ذلك التقديم لتوسعهم في الظروف ما لا يتوسع في غيره؛ لأن كل محدث لا بد من أن يكون في زمان ومكان فصار الظرف مع المظروف كالقريب المحرم للشخص حيث يدخل فيه ما لا يدخل في غيره من الأجنبي، وأجرى الجار والمجرور مجراه لمناسبته للظروف، حيث إن كل ظرف التقدير جار ومجرور.
1 – إن
فإن: لتأكيد مضمون الجملة؛ لأنك إذا قلت: "زيد قائم" فإنه يحتمل الصدق والكذب – وإذا قلت: "إن زيدا قائم" فقد أكدت مضمون الجملة وزال احتمال الكذب.
ويجوز دخول لام الابتداء في خبر إن المكسورة:
نحو: {إن ربك لذو مغفرة}.
فذو: خبر إن دخلت لام الابتداء فيه.
ويجوز دخول لام الابتداء في اسم إن المكسورة إذا كان الخبر ظرفا مفصولا عن الاسم:
نحو: {إن في ذلك لعبرة}.
فإن من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة، تطلب الاسم والخبر.
وعبرة: اسم إن.
وفي ذلك: جار ومجرور خبر مقدم على الاسم – ودخلت اللام في الاسم.
ويجوز دخول لام الابتداء على معمول خبر إن المكسورة: نحو: "إن زيدا لطعامك آكل".
فإن: من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة تطلب الاسم والخبر.
وزيدا: اسم إن، وآكل: خبر إن.
وطعامك: مفعول آكل مقدم على الخبر، ودخلت لام الابتداء على مفعول آكل هو الخبر.
ويجوز دخول لام الابتداء على ضمير الفصل بين اسم إن وخبر إن: نحو: {إن هذا لهو القصص الحق}.
فإن: من الحروف المشبهة بالفعل لتأكيد مضمون الجملة يطلب الاسم والخبر.
وهذا: اسم إن وهو منصوب المحل؛ لأنه مبني.
والقصص: خبر إن – والقصص: موصوف – والحق: صفة له.
وهو ضمير الفصل بين الاسم والخبر – دخلت لام الابتداء عليه.
وقد يكون دخول لام الابتداء واجبا في خبر إن:
وذلك إذا خففت إن وأهملت كقولك:
إن زيد لمنطلق.
فإن: مخففة من المثقلة أهمل عملها.
وزيد: اسم إن.
ومنطلق خبره – ودخلت اللام الفارقة بين إن المخففة من المثقلة وإن النافية، على خبر إن.
وإذا خففت إن وأعملت:
نحو: إن زيدا قائم.
فلا يجب دخول اللام في الخبر لعدم الالتباس.
فإن: مخففة من المثقلة.
وزيدا: اسم إن.
وقائم: خبر إن.
وأما إن النافية فعملها في المعرفة:
نحو: إن زيد قائما.
فإن: نافية – بمعنى: ما الحجازية.
وزيد: اسم إن.
وقائما: خبر إن مثل: ما زيد قائما وعملها في النكرة نحو قولهم:
إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية.
والمعنى: ما أحد خيرا من أحد إلا بالعافية
فإن نافية – بمعنى: ما الحجازية.
وأحد: اسم إن.
وخيرا: خبر إن.
ومن أحد: متعلق بخيرا.
واعلم أن إن تنصب الاسم وترفع الخبر:
نحو: إن زيدا قائم.
وقد يكون الاسم مرفوعا بعد إن فيكون اسمها ضمير الشأن محذوفا نحو: إن زيد قائم.
فضمير الشأن المحذوف: اسم إن وزيد: مبتدأ.
وقائم خبر عن زيد.
والجملة الاسمية في محل الرفع خبر إن.
ونحو: {إن هذان لساحران}.
فضمير الشأن المحذوف اسم: إن.
وهذان: مبتدأ.
ولساحران: خبر عن المبتدأ.
والجملة الاسمية في محل الرفع خبر إن.
وتقديره: إنه هذان لساحران.
وهنا وجهان آخران:
الأول منهما: أن: إن: بمعنى نعم، وهذان: مبتدأ – ولساحران: خبر مبتدأ.
فيكون تقدير: {إن هذان لساحران}: نعم هذان لساحران.
الوجه الثاني منهما: إن هذان: اسم إن – واسم إن منصوب لكن التزم الألف على لغة من يثبت الألف في المثنى في الأحوال الثلاث.
ولساحران: خبر إن.
وقد تكون إن: في لغة تنصب الاسم والخبر.
نحو: إن زيدا قائما.
ويتمثل صاحب هذه اللغة الحديث: ((إن قعر جهنم سبعين خريفا)).
فقعر جهنم: اسم إن منصوب.
وسبعين: خبر إن منصوب
وخريفا: تمييز.
وأجيب عنه: إن تقدير الحديث: "إن بلوغ قعر جهنم يكون في سبعين عاما".
فسبعين ظرف مقدر بفي متعلق بيكون – والجملة في محل الرفع خبر إن.
وحين تدخل على "إن" "ما" الكافة فتمنعها عن العمل:
نحو: {إنما الله إله واحد}.
فعمل إن امتنع بالكافة – ولفظ الله: مبتدأ.
وإله: خبره – وإله: موصوف – وواحد: صفة له.
واعلم أن "إن" إذا كان فعلا يكون مشتركا في خمسة مواضع:
1 – الأول منها:
"إن" فعل ماض معلوم مسند إلى ضمير جماعة النساء.
مشتق من الأين: وهو التعب – تصرف منه: آن، يئين – أينا.
نحو: آن – آنا – آنو – آنت – آنتا – ان
كباع – باعا – باعوا – باعت – باعتا – بعن:
تقول النساء: إن: أي: النساء تعبن.
فالنساء: مبتدأ.
وإن: فعل ماض معلوم – والضمير المستتر فيه – أعني: هن: راجع إلى النساء والجملة الفعلية في محل الرفع خبر عن النساء.
2 – والثاني منها:
أن يكون "إن" مبنيا للمفعول من الأنين.
نحو: أن، يئن.
وأن: كفر، يفر – فرا.
تقول: إن زيدا حزينا.
فإن فعل ماض مجهول.
وزيد مفعول ما لم يسم فاعله.
وحزينا: حال من زيد.
3 – والثالث منها:
أن يكون: "إن" فعل الأمر من هذا الباب للواحد المذكر.
تقول: إن زيدا قائما:
فإن: فعل أمر للواحد المذكر الحاضر من وأى – يئي بمعنى: وعد يعد مؤكدا بالنون الثقيلة.
نحو: أنى – يأنى – إِ.
كوفي – يفي – فِ.
وإذا اتصلت به نون التأكيد قيل: أين – إيان – ان – ان.
كقين – قيان – قُن – قِن.
تقول: إن هند جميلا.
أي: عدي يا هند وعداً جميلاً.
أي: إن يا هند وعدا جميلا.
فإن: فعل أمر مؤكد والنون الثقيلة: للمؤنث للمخاطبة، وفاعله ضمير مستتر استتارا واجبا.
وهند: منادى – مفرد – معرفة – مبنية على الضم، وحرف النداء: محذوف.
نحو: {يوسف أعرض عن هذا} أي: يا يوسف.
وجميلا: مفعول مطلق باعتبار الموصوف، وهو الوعد تقديره: - "عدي يا هند وعدا جميلا".
ثم حذف الموصوف – وأقيمت الصفة مقامه.
نحو: أنت قدوما: أي: قدمت قدوما.
على هذا ما جاء في بعض الألغاز.
"إن هند المليحة الحسناء".
أي: عدي يا هند المليحة الحسناء.
فإن: فعل أمر مؤكداً بالنون الثقيلة – للمؤنث المخاطبة – وفاعله: ضمير مستتر استتارا واجبا.
وهند: منادى مفرد، معرفة – وحرف النداء: محذوف.
والمليحة: بالرفع صفة هند باعتبار اللفظ.
والحسناء: بالنصب، صفة، بعد – لهند، باعتبار المحل.
4 - 5 الرابع – والخامس:
أن تكون: إن: مركبة من إن النافية – وأنا – كقول بعضهم: إن قائم، والأصل إن أنا قائم – على إعمال إن النافية عمل ما التميمية.
فحذفت همزة أنا اعتباطا – وأدغمت نون إن في نون "نا" وحذفت ألفها في الوصل – فصار:
إن قائم.
وسمع: إن قائما.
والأصل: إن أنا قائما – على إعمال إن النافية عمل ما الحجازية.
وهنا تعليل آخر ما ذكرته؛ لأنه مردود.
مثال للوجوه المذكورة:
إن زيدا قائم.
إن زيد قائم
إن زيدا قائما.
هذه الوجوه الثلاثة إذا كان إن حرفا.
النساء إن.
إن زيد قائما.
إن زيدا قائما
إن هند المليحة الحسناء.
هذه الوجوه الأربعة إذا كانت إن فعلا.
إن قائم.
إن قائما.
هذان الوجهان.
إذا كان. إن مركبة: من إن النافية – وأنا – فالمجموع تسعة وجوه لإن.
وتكسر إن في مواضع
الأول منها – في ابتداء الكلام:
نحو: إن زيدا قائم.
والثاني – بعد الموصول:
نحو: جاء الذي إن أباه عالم.
والثالث – في جواب القسم.
نحو: والله إن زيدا قائم.
والرابع – بعد العلم، إذا دخلت في خبرها لام الابتداء: نحو: {والله يعلم إنك لرسوله}.
والخامس – بعد الشهادة – لأن الشهادة متضمنة للعلم: نحو: {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون}.
وإذا لم تدخل اللام في خبرها تكون مفتوحة.
وإن وقعت بعد الشهادة نحو: {شهد الله أنه لا إله إلا هو}.
والسادس – بعد حتى التي بعدها الكلام:
نحو: "قام القوم حتى إن زيدا قائم".
والسابع – بعد نعم _ وأجل:
نحو: "نعم إنك قائم".
والثامن – بعد حروف التنبيه:
نحو: ألا – و– أما – مخففتين – لأن المتكلم إنما ينبه لأجل كلام.
نحو: {ألا إنهم هم السفهاء}.
ونحو: أما – {إن الساعة لآتية}.
والتاسع – بعد واو الحال:
نحو: "لقيتك وإنك راكب".
فإن قيل: إن محل الحال الإفراد لا الجملة فينبغي أن يجاء بالمفتوحة.
قيل: ذكر في "الضوء" شرح "المصباح" في نحو:
"لقيتك والجيش قادم".
إن هذه الجملة لا تقع موقع المفرد بل هي جملة.
ويجوز الكسر والفتح:
في مثل قولك: "من يكرمني فإني أكرمه".
وجب الكسر لأنها وقعت في موضع الجملة، وإن كان المراد: "من يكرمني فجزاؤه أني أكرمه".
وإكرامي ثابت له، فوجب الفتح لأنها وقعت في موضع المفرد لأنها: إما مبتدأه أو خبر مبتدأ.
وأما نحو قولك: "إن زيدا قائم وعمرو".
فعمرو: مرفوع على أنه معطوف على محل اسم أن لأنه لا يجوز العطف على محل اسم إن المكسورة إلا بعد مضي الخبر لفظا – كما في هذا المثال.
أو تقديرا نحو: إن زيدا وعمرو قائم.
لأن تقديره: إن زيدا قائم – وعمرو قائم.
فإن قيل: إن شرط العطف على محل اسم إن المكسورة مضي الخبر غير صحيح كقوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر}.
قوله: "والصابئون": عطف على محل اسم إن – والخبر مذكور وهو "من آمن".
قيل: يحتمل أن يكون الخبر المذكور خبرا لـ "الصابئون" وخبر إن: محذوف – كما جاء في المثال المشهور:
"نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض".
أي نحن راضون بما عندنا وأنت بما عندك راض –
وعليه قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}.
فيمن قرأ: "وملائكته" بالرفع على أنه عطف على محل اسم إن فيكون تقدير: "إن الله يصلي على النبي وملائكته يصلون عليه".
2 – والثاني "أن" المفتوحة
وتفتح أن إذا: -
وقعت مع "ما" في خبرها فاعلة أو مفعولة، أو – مبتدأه – أو مضافا إليها – لوجوب كل واحد منها مفردا.
فتقول: "بلغني أن زيدا قائم" لأنه فاعل أي: "بلغني قيام زيد". "وبلغني أنك في الدار" أي بلغني "استقرارك في الدار"؛ لأن الخبر في الحقيقة هو المحذوف من: استقرار – ومستقر –
وإن كان جامدا قدر بالكون نحو: "بلغني أن هذا زيد" أي: "بلغني كونه زيدا".
"وبلغني أنك زيد" – أي "بلغني زيديتك".
فإن الجامد إذا ألحقته ياء النسبة أفاد معنى المصدر.
"وكرهت أنك قائم" لأنه مفعول: أي "كرهت قيامك". وخلت أن زيدا الأسد أي: "خلت كونه أسدا".
"وعندي أنك قائم" لأنه: مبتدأ – أي: قيامك ثابت عندي.
"وبلغني خبر أنك مسافر" – لكونه مضافا إليه – أي: "بلغني خبر سفرك".
* وتفتح بعد:
1 - علمت وأخواتها:
نحو: "علمت أنك ذاهب". أي: "علمت ذهابك".
2 – وبعد لولا:
لأن ما بعد لولا مبتدأ محذوف الخبر والمبتدأ لا يكون إلا مفردا. نحو: "لولا أن زيدا منطلق لكان كذا.." أي: "لولا انطلاق زيد موجود لكان كذا".
3 – وبعد لو:
لأنه فاعل لفعل محذوف.
نحو: "لو أنك قائم" أي لوقع قيامك.
وإذا خففت "أن" المفتوحة:
بقيت على ما كانت عليه من وجوب الإعمال لكنه يجب في اسمها ثلاثة أمور:
الأول: أن يكون اسمها ضميرا لا ظاهرا.
والثاني: أن يكون ذلك الضمير بمعنى الشأن.
والثالث: أن يكون ذلك الضمير محذوفا.
ويجب أن يكون خبر "أن" المخففة جملة لا مفردا:
نحو قوله تعالى: {أن الحمد لله رب العالمين}.
تقديره: "أنه الحمد لله رب العالمين" إذ أن الأمر والشأن.
فأنْ مخففة من المثقلة لأن اسمها ضمير لا ظاهر، والضمير بمعنى الشأن.
وذلك الضمير محذوف، والخبر جملة.
فأن: مخففة من المثقلة – والضمير بمعنى الشأن محذوف اسم أن.
والحمد: مبتدأ.
ولله: جار ومجرور متعلق بثابت خبر الحمد.
ولفظ الله: موصوف – ورب: صفة له.
ورب: مضاف – والعالمين: مضاف إليه.
فإن كانت الجملة اسمية أو فعلية فعلها جامد أو متصرف وهو دعاء لم تحتج "أن" المخففة من المثقلة إلى فاصل يفصلها من "أن" الناصبة للمضارع.
مثال الجملة الاسمية:
قوله تعالى: {أن الحمد لله رب العالمين}.
تقديره: "أنه الحمد لله رب العالمين" كما مر.
ومثال الفعلية التي فعلها جامد:
{وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم} – أي "وأنه عسى.." {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}، أي: "وأنه ليس.."
فإن كلا الموضعين مخففة من المثقلة – لأن "عسى" – و"ليس" من الأفعال الجامدة.
ومثال الفعلية التي فعلها متصرف وهو دعاء:
(والخامسة أن غضب الله عليها).
في قراءة من خفف "أن" وكسر الضاد "فأن" في هذه الآية مخففة من
الثقيلة لأن غضب من الأفعال المتصرفة – وقع دعاء – تقديره: "والخامسة أنه غضب الله عليها" فإن كان الفعل المتصرف غير دعاء – وجب أن يكون مفصولا من أن بواحد من أربعة أحرف وهي: قد – وحرف التنفيس – وحرف النفي، ولو.
مثال الأول: {ليعلم أن قد أبلغوا}
ومثال الثاني {علم أن سيكون}.
ومثال الثالث {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا}.
ومثال الرابع: {أن لو استقاموا}.
"فأن" في هذه المواضع الأربعة مخففة من المثقلة لا ناصبة للمضارع.
وتقدير الأول: "ليعلم أنه".
وتقدير الثاني: "أنه سيكون".
وتقدير الثالث: (أفلا يرون أنه لا يرجع إليهم).
وتقدير الرابع: "أنه لو استقاموا"
وربما جاءت "أن" مخففة بغير فصل، كقول الشاعر:
علموا أن يؤملون فجادوا = أن يسألوا بأعظم سؤال
ومحل الاستشهاد علموا أن يؤملون – "فأن" مخففة من المثقلة وهي
غير مفصولة بقد أو حرف التنفيس – أو حرف النفي، أو لو. وربما جاء اسم "أن" المخففة من الثقيلة في ضرورة الشعر مصرحا به غير ضمير الشأن فيأتي خبرها مفردا – وجملة – وقد اجتمعا في قول الشاعر:
بأنك ربيع وغيث مربع = وأنك هناك تكون الثمالا
فإن في قوله: فإنك: زائدة مخففة من المثقلة – والكاف: اسم أن وذلك الكاف غير الشأن – وخبر الأول: ربيع – وغيث مربع – مفردان – وخبر الثاني: وهو أنك: خبرهما جملة وهي تكون الثمالا.
3- والثالث: "كأن" للتشبيه
أي: كأن لإنشاء التشبيه
وكأن: حرف برأسها على الصحيح حملا على أخواتها.
ومذهب الخليل أنها مركبة من كاف التشبيه، وإن المكسورة.
وأصل: كأن زيدا أسد: أن زيدا كالأسد.
فقدمت الكاف، فصار: كأن زيدا الأسد – ليعلم إنشاء التشبيه من أول الأمر.
- ألا ترى أنك إذا قلت:
"كأن زيدا الأسد" فقد بنيت كلامك على التشبيه بخلاف قولك: "إن زيدا كالأسد". إذ التشبيه إنما يكون بعد مضي صدره على الإثبات، فتحت الهمزة لأن الكاف في الأصل جارة – وأن خرجت من حكم الجارة:
والجارة إنما تدخل على المفرد – فراعوا الصورة وفتحوا الهمزة. وإن كان المعنى على الكسر بدليل جواز السكون عليه، ونظيره: قولهم: الضارب أباه زيد.
فالألف واللام بمعنى الذي – ولكنهما في صورة الألف واللام للتعريف في نحو الغلام فأخرجوا الفعل على صورة الاسم رعاية لصورة اللام. فكان معنى الفعل حقيقة حتى تمت الصلة به.
وقد تخفف كأن فتلغى عن العمل على الاستعمال الأفصح:
نحو: كأن ثدياه حقان.
فكأن: مخففة من المثقلة ألغي عملها.
وثدياه: مبتدأ مضاف – والهاء: مضاف إليه.
وحقان: خبره.
- وهنا احتمال ثان:
وهو: أن تقدر المعمول ضمير الشأن – وهو اسم كأن، وثدياه: مبتدأ – وحقان: خبر المبتدأ.
- والجملة الاسمية في محل رفع خبر كأن.
وأيضا: إن أعملتها قلت: "كأن ثدييه" لكن هذا على الاستعمال غير الفصيح.
كأن ظبيه تعطر إلى وارق السلم
يروى بنصب الظبية على أنها الاسم.
والجملة بعدها: صفة – والخبر: محذوف.
أي: كأن ظبية عاطبيه هذه المرأة.
ويكون من عكس التشبيه فيكون التقدير: كان هذه المرأة ظبية، أو: كأن مكانها ظبية على حقيقة التشبيه.
- ويروى رفع الظبية على حذف الاسم.
أي: كأنها ظبية.
- ويروى بجر الظبية على زيادة – أي: كظبية.
4 – والرابع: "لكن" للاستدراك
وهي مفردة عند البصريين – ومركبة عند الكوفيين من "لا" و"إن" المكسورة المصدرة بالكاف الزائدة.
وأصل لكن: لا كإن، فنقلت كسرة الهمزة إلى الكاف بعد سلب حركة الكاف فحذفت الهمزة فصار لكن.
فكلمة "لا" تفيد أن ما بعدها ليس كما قبلها، بل هو مخالف له نفيا وإثباتا.
وكلمة "إن" تخفف مضمون ما بعدها، والاستدراك: دفع توهم يتولد من الكلام السابق – فإذا قلت:
جاءني زيد فتوهم السامع أن عمرا أيضا جاءك لما بين زيد وعمرو من الملازمة في المجيء وعدمه.
فدفعت توهم السامع بقولك: لكن عمرا لم يجئ
"ولكن" يتوسط بين كلامين متغايرين نفيا وإثباتا، فيستدرك النفي بالإثبات – والإثبات بالنفي.
نحو: ما جاءني زيد لكن عمرا جاء.
أو جاءني زيد لكن عمرا ما جاء.
"ولكن" وقع بين كلامين متغايرين نفيا وإثباتا. وهما نحو: ما جاءني زيد وعمرو جاء.
فنحو: ما جاءني زيد منفي، وعمرو جاء مثبت – واستدرك المنفي بالمثبت.
ونحو: جاءني زيد لكن عمرا ما جاء.
فوقع لكن بين كلامين متغايرين إثباتا ونفيا لأن نحو: جاءني زيد مثبت وعمر ما جاء منفي – واستدرك المثبت بالمنفي
- وقد ينزل التغاير المعنوي منزلة التغاير اللفظي فيقال:
فارقني زيد "لكن" عمرا حاضر.
فوقع هنا "لكن" بين كلامين متغايرين تغايرا معنويا – لأن المفارقة تقتضي الغيب وهي ضد الحضور فاستدرك القائل بقوله: لكن عمرا حاضر.
- وقوله: جاءني زيد لكن عمرا غائب.
فوقع "لكن" بين كلامين متغايرين تغايرا معنويا لأن مجيء زيد عند التكلم يقتضي حضوره وهو ضد الغيبة فاستدرك القائل بقوله: لكن عمرا غائب.
ولا يدخل اللام في خبر لكن:
حيث لا يقال: لكن زيدا لقائم.
خلافا للكوفيين احتجوا بقوله:

"ولكنني من حبها لعميد"

فقوله: لعميد خبر لكن – ودخلت اللام عليه – وأجيب عنه: أنه محمول على زيادة اللام.
وإذا خففت لكن تلغى عن العمل:
خلافا للأخفش فإنه يجوز إعمالها قياسا على أخواتها المخففة – فيجوز عنده أن يقال:
ما جاء زيد لكن عمرا جاء – بنصب عمرا على أنه اسم لكن – وجاء: في محل الرفع خبره.
5 – والخامس: "ليت" للتمني
والخامس ليت للتمني: وهو طلب حصول الشيء على سبيل المحبة، وتدخل ليت على الممكن: نحو: ليت زيدا قائم، وعلى المستحيل: نحو: "ليت الشباب يعود".
وأجاز الفراء: ليت زيدا قائما، بنصب المفعولين بالفعل المشتق من التمني.
وقال تقدير: أتمنى زيدا قائما.
وأجاز الكسائي: نصب الخبر الثاني بتقدير كان.
فيكون التقدير: ليت زيدا كان قائما.
فزيد: اسم ليت.
وقائما: منصوب بكان المقدر على أنه خبر لكان، وكان مع اسمه وخبره في محل رفع خبر ليت.
- ويستدل الفراء والكسائي بقول الشاعر:

يا ليت أيام الصبا رواجعا

فالفراء يقول: تقديره: يا قومي أتمنى أيام الصبا رواجعا.
ويقول الكسائي: تقديره: يا قومي ليت أيام الصبا كانت رواجعا.
فكل واحد من الاستدلالين غير شائع.
أما استدلال الفراء فيلزم منه إعمال معنى الحرف النصب في شيئين وهو غير شائع.
وأما استدلال الكسائي فيلزم منه إضمار "كان" لكن الغالب إضماره مع حرف الشرط، وهنا يلزم إضماره بدون حرف الشرط وهو غير شائع أيضا.
وإذا عرفت هذا فاعلم أن "رواجعا" منصوب على أنه حال من الضمير المستكن في خبر ليت المحذوف فتقديره:
ليت أيام الصبا كائنة حال كونها راجعة.
فإن قيل: كيف جاء في الفصيح "يا ليتني كنت معهم" مع أن الحرف لا يدخل على الحرف.
قيل: إن المنادى يكون في مثل هذا محذوفا تقديره: يا قومي، ويا حسرة، ليتني كنت معهم.
فإن قيل: قد تعضيت من الإشكال الأول بتقدير المنادى فما تقول في قولهم: "ليت إن زيدا قائم" – لأن ليت دخل على إن – وكل واحد منهما حرف.
قيل: في رفع هذا الإشكال جوابان:
جواب بطريق المنع.
وجواب بطريق التسليم.
1 – أما تقدير المنع: فبأن يقال: لا نسلم أن ليت داخل على الحرف لأن قولهم:
"ليت إن زيدا قائم" – محمول على حذف الخبر تقديره: "ليت قيام زيد حاصل".
فإن مدخول ليت: اسم لا حرف.
أما تقدير التسليم – فبأن يقال: سلمنا أن الحرف داخل على الحرف لكن لا نسلم ورود مثل هذا لأنه محمول على الشذوذ.
وإذا دخلت "ما" الكافة على هذه الحروف الستة فتمنعها عن العمل:
إلا اسم ليتما روي فيه النصب والرفع، كقول الشاعر:

ألا ليتما هذا الحمام لنا

فمن نصب الحمام وهو الأرجح عند النحويين في: نحو: ليتما زيدا قائم.
فما: زائدة غير كافة.
وهذا: اسم ليتما.
والحمام: صفة هذا.
ولنا: جار ومجرور خبر ليتما.
قال سيبويه وبعضهم: ينشده رفعا فعلى هذا يحتمل أن تكون "ما" كافة.
وهذا: مبتدأ.
ولنا: خبره.
ويحتمل أن تكون "ما" موصولة.
وهذا: خبر لمحذوف تقديره ليت الذي هو هذا الحمام لنا، وهذا ضعيف.
وأما قوله تعالى:
{إنما صنعوا كيد ساحر}.
فـ "ما": فيه اسم بمعنى الذي – وهو محل نصب بإن.
وصنعوا: صلة – والعائد: محذوف.
وكيد ساحر خبر.
والمعنى: إن الذي صنعوه كيد ساحر.
ومن نصب "كيد ساحر".
فـ "ما" كافة عنده.
- كيد ساحر: مفعول صنعوا.
6 – والسادس: "لعل": للترجي
وهو توقع أمر ممكن مرجو كقوله تعالى:
{لعلكم تفلحون}.
أو محذوف نحو: {لعل الساعة قريب}.
قال بعض أصحاب الفراء: وقد تنصب لعل الاسم والخبر وزعم يونس: أن ذلك لغة لبعض العرب. وحكى: "لعل أباك منطلقا".
فأباك: اسم لعل، ومنطلقا: خبر لعل.
وكلاهما منصوبان.
أما أباك: فعلامة النصب فيه الألف، لأنه من الأسماء الستة.
وأما منطلقا: فنصبه ظاهر.
وتأويله عندنا على إضمار "يوجد" – تقديره: لعل أباك يوجد منطلقا: منصوب على أنه مفعول ثان ليوجد.
ومفعول ما لم يسم فاعله: ضمير عائد إلى الأب.
والجملة الفعلية في محل الرفع خبر لعل.
وعند الكسائي: على إضمار "يكون".
فمنطلقا: منصوب على أنه خبر يكون.
والضمير المستكن في يكون: اسمه.
ويكون مع اسمه وخبره: في محل الرفع خبر لعل.
وقد يجر لعل في اللغة العقلية: نحو:

لعل أبي المغوار منك قريب

فأبي المغوار: اسم لعل – واسمه لا يكون إلا منصوبا – وعلامة النصب في الأسماء الستة الألف.
وحيث ما قال: لعل أبا المغوار – بل قال: لعل أبي المغوار بالياء؛ لأنها علامة الجر في الأسماء الستة.
فأبي المغوار: عند العقليين مجرور بلعل.
وأجيب عنه: بأنا لا نسلم أن "أبي المغوار" مجرور بلعل – بل مجرور بـ "لام" الجارة المقدرة – تقديره:
لعل لأبي المغوار منك قريب.
لكن حذفت اللام الجارة لاجتماع اللامات.
فقريب: مبتدأ "لأبي المغوار" والجار والمجرور خبر مقدم عليه.
واسم لعل: ضمير الشأن المحذوف.
وموضع الجملة الاسمية رفع على أنها خبر عن لعل.
ومعناه: لعله الجواب لأبي المغوار منك قريب.
وإن سلم أن أبي المغوار مجرور – لكنه محمول على الشذوذ – ومحمول على الحكاية؛ لأنه وقع مجرورا في موضع آخر.
فالشاعر – حكاه على ما كان عليه.
واعلم أن مجرور لعل على أنها حرف جر في موضع رفع بالابتداء: بتنزيل لعل منزلة الجار الزائد فيها.
فيكون تقديره: أبو المغوار منك قريب – نظيره: بحسبك درهم لما بينهما من المناسبة – وهو عدم التعلق بعامل.
وقوله: قريب: خبر ذلك المبتدأ.
وقد يجيء لعل للتعليل:
كقوله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} أي: لكي يتذكر، نص على ذلك الأخفش.
ومن لم يثبت ذلك يحمله على الرجاء ويصرف للمخاطبين – أي: اذهبا على رجاء لكما.
وأجاز الأخفش دخول لعل على أن قياسا على ليت:
فيقول: لعل أن زيدا قائم.
والجواب عنه: ما مر في ليت أن زيدا قائم، يكون تقدير: لعل أن زيدا قائم: لعل قيام زيد حاصل.
أو ورود مثل هذا محمول على الشذوذ.


  #3  
قديم 22 رجب 1431هـ/3-07-2010م, 10:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي وسائل الفئة للشيخ: بدر الدين العيني



قوله: "النوع الثاني" أي النوع الثاني من الأنواع الثلاثة عشر: حروف تنصب الاسم وترفع الخبر.
قوله: "وهي ستة" أي هذه الحروف التي تنصب الاسم وترفع الخبر ستة أحرف، وقد عرفت أن العوامل السماعية أحد وتسعون، وقد ذكر منها سبعة عشر، والآن نذكر ستة أخرى فيصير المجموع ثلاثة وعشرين.
قوله: "إن" أي الأول من الحروف الناصبة للاسم، والرافعة للخبر كلمة "إن" وهي للتحقيق، نحو: إن زيدًا كاتب.
واعلم أن هذه الحروف تسمى المشبهة بالفعل، لأنها أشبهت الفعل من حيث ملازمتها الأسماء، وكون أواخرها مبنية على الفتح كالأفعال الماضية، وأنها على ثلاثة أحرف فصاعدا كما يكون الفعل كذلك، فلما أشبهت الفعل من هذه الوجوه أجريت مجراه في أن جعل لها مرفوع ومنصوب.
فإن قلت: ما معنى التحقيق في إن؟ قلت: معناه أن يحقق مضمون الجملة وتثبت قدمها في الصدق كما ترى ذلك في قولك: زيد كاتب، وإن زيدا كاتب، ثم زيادة المؤكد بحسب اعتبار المقام وباعتبار حال المخاطب فإذا كان المخاطب خالي الذهن غير منكر يكفي فيه أن تقول: زيد كاتب ثم تؤكده بحسب اعتبار المقام واعتبار حال المخاطب تقول: إن زيدًا كاتب، إن زيدًا لكاتب، والله إن زيدًا كاتب، والله إن زيدًا لكاتب.
قوله: "وأن" أي الثاني كلمة "أن" – بالفتح-، وهي أيضا للتحقيق نحو: بلغني أن زيدا ذاهب، والفرق بين "إن" و"أن"، أن كلا منهما على السواء في التحقيق، ولكن أن –بالفتح- نقلت معنى الجملة إلى معنى المفرد فتقدير قولك: بلغني أن زيدًا ذاهب، بلغني ذهاب زيد، وإن –بالكسر- لا تفيد شيئا سوى تأكيد مضمون الجملة، لكونها للابتداء لم يدخل لام الابتداء إلا فيها نحو: إن زيدًا لقائم، وإن في الدار لزيدًا، وإن زيدًا لفي الدار جالس.
قوله: "وكأن" أي الثالث كلمة "كأن"، وهي للتشبيه نحو: كأن زيدًا الأسد، وهي مركبة من كاف التشبيه وأن؛ لأن الأصل في قولك: كأن زيدًا الأسد، إن زيدًا كالأسد، فلما قدمت الكاف فتحت همزة إن لتكون داخلا على المفرد لفظًا، والمعنى على الكسر بدليل جواز السكوت عليه.
قوله: "ولكن" أي الرابع كلمة "لكن"، وهي للاستدراك نحو: ما جاءني زيد لكن عمرًا حاضر.
اعلم أن لكن يتوسط بين اثنين متغايرين نفيًا وإثباتًا فيستدرك بها النفي بالإثبات والإثبات بالنفي، وذلك نحو قولك: ما جاءني زيد لكن عمرًا حاضر، وجاءني زيد لكن عمرًا لم يجئ.
قوله: "وليت" أي الخامس كلمة "ليت"، وهي للتمني نحو:
ألا ليت الشباب يعود يومًا فأخبره بما فعل المشيب
قوله: "ولعل" أي السادس كلمة "لعل"، وهي للترجي نحو: لعل زيدًا عائد، والفرق بين الترجي والتمني أن التمني يكون في الممكنات وغيرها مثلما في قول الشاعر، والترجي لا يكون إلا في الممكنات إذ المحال لا يرجى وقوعه، فالإنسان يتمنى الطيران إلى السماء ولا يترجاه.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir