دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > التحبير في علم التفسير

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م, 06:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي النوع الثالث والسبعون: الاحتباك

النوع الثالث والسبعون: الاحتباك
هذا النوع من زيادتي وهو نوع لطيف، ولم نر أحداً ذكره من أهل المعاني والبيان والبديع، وكنت تأملت قوله تعالى: {لا يرون فيها شمساً ولا زمهريراً} والقولين اللذين في الزمهرير، فقيل: هو القمر في مقابلة الشمس، وقيل: هو البَرد فقلت: لعل المراد به البَرد، وأفاد بالشمس، أنه لا قمر فيها، وبالزمهرير: أنه لا حر فيها فحذف من كل شق مقابل الآخر.
وقلت في نفسي: هذا نوع من البديع لطيف لكني لا أدري ما اسمه ولا أعرف في أنواع البديع ما يناسبه حتى أفادني بعض الأئمة الفضلاء أنه سمع بعض شيوخه قرر له مثل ذلك في قوله تعالى: {فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة} قال: فأفاد بقوله: {كافرة} أن الفئة الأولى مؤمنة، وبقوله: {تقاتل في سبيل الله} أن الأخرى تُقاتل في سبيل الطاغوت قال: وهذا النوع يسمى بالاحتباك قال الإمام الفاضل المذكور: وتطلبت ذلك في عدة كتب فلم أقف عليه، وأظنه في شرح الحاوي لابن الأثير، ثم صنف المذكور في هذا النوع تأليفاً لطيفاً سماه: الإدراك لفن الاحتباك.
ثم وقفت في التبيان للطيبي على ما يشبه هذا النوع وسماه: الطرد والعكس وقال: هو أن يؤتى بكلامين يُقرر الأول بمنطوقه مفهوم الثاني وبالعكس كقوله تعالى: {ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم...} الآية ـ فقوله: {ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن} كلام مقرر للأمر بالاستئذان في تلك الأوقات خاصة – فمنطوق الأمر بالاستئذان مقرر لمفهوم رفع الجناح وبالعكس.
قال: وكذا قوله تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ثم وجدت هذا النوع بعينه مذكوراً في شرح بديعية أبي عبد الله بن جابر لرفيقه أحمد بن يوسف الأندلسي وهما المشهوران بالأعمى والبصير قال ما نصه: من أنواع البديع: الاحتباك ـ وهو نوع عزيز ـ وهو أن يُحذف من الأول ما أُثبت نظيره في الثاني ومن الثاني ما أُثبت نظيره في الأول كقوله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق...} الآية، التقدير: مثل الأنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به فحذف من الأول: الأنبياء لدلالة {الذي ينعق} عليه، ومن الثاني: الذي ينعق به لدلالة الذين كفروا عليه.
وقوله: {ليُنذر بأساً شديداً من لدنه... وينذر الذين قالوا...} الآية، حذف من الأول مفعول: {لينذر} الأول وهو: {الذين قالوا} ومن الثاني: مفعوله الثاني وهو: {بأساً شديداً}.
وقوله: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء...} التقدير: تدخل غير بيضاء، وأخرجها تخرج إلى آخره، فحذف من الأول: تدخل إلى آخره، ومن الثاني: وأخرجها انتهى مُلخصاً.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir