دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > الإكسير في علم التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 محرم 1432هـ/29-12-2010م, 10:03 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي النوع الخامس: في رد العجز على الصدر


النوع الخامس: في رد العجز على الصدر
وهو الإتيان في آخر الكلام بلفظ يشبه لفظًا في صدره.
وتقسيمه في الشعر تقريبًا، إنه إما في طرفي البيت، أو حشوان فيه، أو حشو في أحد مصراعيه طرف في الآخر، أو يلتقيان في آخر المصراع الأول وأول الثاني.
وعلى التقديرين، فإما أن يتفقا صورة ومعنى، أو معنى فقط، أو صورة فقط.
وعلى هذين، فإما أن يلتقيا في حقيقة الاشتقاق أو شبهه، ولنورد منه أمثلة، لا على الترتيب، بل كيف اتفق.
فمثالهما مثلين طرفين قوله:
سكران سكر هوى وسكر مدامة = أنى يفيق فتى به سكران
ومثالهما متفقين صورة فقط طرفين قوله:
يسار من شجيتها المنايا = ويمنى من عطيتها اليسار
ومثالهما متفقين معنى لا صورة قوله:
واستبدت مرة واحدة = إنما العاجز من لا يستبد
ومثالهما ملتقيين في الاشتقاق دون الصورة، طرفين قوله:
ضرائب أبدعتها في السماح = فلسنا نرى لك فيها ضريبا
ومثالهما ملتقيين صورة ومعنى وأحدهما حشو صدر، والآخر طرف عجز قول أبي تمام:
[الإكسير في علم التفسير: 344]
ولم يحفظ مضاع المجد شيء = من الأشياء كالمال المضاع
ومثالهما أيضًا قول بعضهم:
لا كان إنسان ييمم صائدًا = عين المها فاصطاده إنسانها
ومثالهما كذلك متفقين معنى لا صورة، قول امرئ القيس:
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه = فليس على شيء سواه بخزان
ومثالهما طرفين في آخر الصدر والعجز، متفقين صورة ومعنى، قول أبي تمام:
ومن كان بالبيض الكواعب مغرما = فما زلت بالبيض القواضب مغرما
ومثالهما كذلك متفقين صورة لا معنى، قول الحريري:
فمشغوف بآيات المثاني = ومفتون برنات المثاني
ومثالهما كذلك متفقين في الاشتقاق، قول البحتري:
ففعلك إن سئلت لنا مطيع = وقولك إن سألت لنا مطاع
قلت: قد أحسن في هذا البيت وأساء:
أما إحسانه: ففي رد مطاع على مطيع.
وأما: إساءته، ففي قوله: (وقولك إن سألت) حيث صيره في رتبة السائل وكان
[الإكسير في علم التفسير: 345]
الواجب أن يقول: (أمرت) ليجعله في رتبة الرئيس الآمر، ولأنه أنسب بمطاع، إذ الطاعة موافقة الأمر، لا موافقة السؤال، ولعله قصد المطابقة بين (سئلت وسألت).
ورد العجز على الصدر في اللفظين، إلا أنه أخل بما ذكرناه، وهو أهم مما رعاه.
ونظير هذا قول الفقهاء والأصوليين: إذا تقابلت مفسدة ومصلحة، غلب الراجح منهما، وهو كهذه الصورة، والله أعلم.
ومثالهما مختلفين صورة ومعنى، متفقين في شبهة الاشتقاق، قول الحريري:
ومضطلع بتلخيص المعاني = ومطلع إلى تلخيص عان
ومثالهما: أحدهما أول العجز، والثاني آخره، قول الحماسي:
ولو لم يكن إلا معرج ساعة = قليلاً فإني نافع لي قليلها
ومثالهما كذلك ملتقيين اشتقاقًا، لا صورة كقول أبي تمام:
ثوى بالثرى من كان يحيا به الثرى = ويعمر صرف الدهر نائله الغمر
وأحسن ما سمعت في هذا النوع، قول القائل:
مشيناها خطىً كتبت علينا = ومن كتبت عليه خطىً مشاها
فإنه رد العجز على الصدر في جميع ألفاظ البيت، وثم زيادة في القسمة والأقسام لم نستوفها، وفيما ذكرناه كفاية وتنبيه على ما أغفلناه). [الإكسير في علم التفسير: 346]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir