النوع السادس: الإعنات، النوع السابع: في تكرير الحرف الواحد

[محمد أبو زيد]

النوع السادس: الإعنات
وهو التزام حرف قبل حرف الروي في القصيدة كلها، أو القطعة من النثر.
[الإكسير في علم التفسير: 346]
واشتقاقه من قولهم: (أكمة عنوت)، أي شاقة السلوك، ومنه اشتقاق العنت، ويسمى أيضا لزوم ما لا يلزم. ومثله في الشعر قول المعري:
بنت عن الدنيا ولا بنت لي = فيها ولا عرس ولا أخت
وقد تحملت من الوزر ما = تعجز أن تحمله البخت
إن مدحوني ساءني مدحهم = وخلت أني في الثرى سخت
وجمع في هذا كتابًا كبيرا بين فيه جيده من رديئه. وذكر ابن الأثير من قطعة لم أذكرها، اكتفاء بهذا المثال.
وقد يلتزم بعضهم تصغير جميع كلمات البيت، أو كلمة القافية، كقول بعضهم:
عز علي ليلي بذي سدير = سوء مبيتي ليلة الغمير
مقبضًا نفسي في طمير = تنتهض الرعدة في ظهيري
إلى آخر القصيدة.
ومثاله في النثر، قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر}
ولا يحسن هذا النوع إلا إذا كان طبعًا لا تكلفًا، وإذا تكلف فلا خير فيه، وتركه أجود.
[الإكسير في علم التفسير: 347]
النوع السابع: في تكرير الحرف الواحد
كقوله:
وقبر حرب بمكان قفر = وليس قرب قبر حرب قبر
فيجب اجتنابه لاستثقاله، وهذا البيت من شعر الجن، وحرب المذكور فيه هو: حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف جد معاوية بن أبي سفيان بن حرب قتله الجن في بعض أسفاره، وأنشدوا هذا الشعر، وذكر الخثعمي في كتاب الأعلام قصة طويلة عجيبة، وأظنه ذكرها في سورة الأعراف من الكتاب.
وليس هذا النوع مما تقدم من تكرير الألفاظ والمعاني بشيء، والله أعلم بالصواب). [الإكسير في علم التفسير: 348]