دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > الإكسير في علم التفسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 محرم 1432هـ/29-12-2010م, 09:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي النوع الثاني: التجنيس


النوع الثاني: التجنيس
وهو: اشتمال الكلام على كلمتين فصاعدًا بالقوة أو بالفعل، من جنس واحد، ومادة واحدة.
وهو إما تام أو ناقص:
فالتام: اتحاد اللفظين من كل وجه، مع اختلاف معناهما، ويسمى المطلق. وهو إما بالتصريح أو الإشارة.
مثال الأول: قوله تعالى: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة}.
ولا أثر للام التعريف في عدم التساوي، لأنها في تقدير الانفصال كتاء التأنيث، ويقال: ليس في القرآن تجنيس تام سوى غير هذا. ومنه قول الحريري: (ولا ملأ الراحة من استوطأ الراحة).
ومنه قول الغزي:
لم يبق غيرك إنسان يلاذ به = فلا برحت لعين الدهر إنسانا
وقول الآخر:
ومرى سوابق دمعها فتواكفت = ساق تجاوب فوق ساق ساقا
وقول الآخر:
وإذا البلابل أطربت بهديلها = فانف البلابل باحتساء بلابل
وقول الآخر:
[الإكسير في علم التفسير: 332]
هل لما فات من تلافٍ تلافي = أو لشاكٍ من الصبابة شاكي
وقول الآخر:
لقاؤك يدني من المرتجى = ويفتح باب الهوى المرتجى
وقول الآخر:
قلت للقلب ما دهاك؟ أجبني = قال لي: بائع الفراني فراني
ناظراه فيما جنى ناظراه = أو دعاني أمت بما أودعاني
وقول الآخر:
يا بياضًا أذرى دموعي حتى = صار منها سواد عيني بياضا
وقول البحتري:
وأغر في الزمن البهيم محجل = قد رحت منه على أغر محجل
وذكر الغانمي من باب رد العجز على الصدر قول بعضهم:
ونشري بجميل الصنـ = ـع ذكرًا طيب النشر
ونفري بسيوف الهنـ = ـد من أسرف في النفر
وبحري في شرى الحمد = على شاكلة البحر
[الإكسير في علم التفسير: 333]
وهو تجنيس كقوله تعالى: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة}، وقد سبق.
ومثال الثاني: وهو التجنيس بالإشارة قولهم:
حلقت لحية موسى = وبهرون إذا ما قلبا
إذ معناه حلقت لحية موسى بموسى، وقولهم بهرون، أي: بنوره، وهذا من تجنيس العكس، وسيأتي إن شاء الله تعالى.
ونحوه فيمن اسمه شهاب أو نجم (أحرقه الله باسمه).
وفي سيبويه ونفطويه: (غرقه أو حرقه ببعض اسمه وصير الباقي صراخًا عليه).
وفيمن اسمه أسد أو ذئب: (افترسه اسمه أو سميه) ونحو ذلك.
والناقص: إما في كلمتين متحدتين، أو في كلمات في صورة كلمتين.
والذي في كلمتين متحدتين، إما مع العكس أو لا، والذي مع العكس على أنواع:
النوع الأول: عكس الألفاظ من حيث هي ألفاظ كقوله تعالى: {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي}.
{الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات}.
[الإكسير في علم التفسير: 334]
{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}.
ومن كلام البلغاء: (اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك).
(عادات السادات، سادات العادات)
(شيم الأحرار أحرار الشيم).
وأكثر الحسن بن سهل من العطاء، فقيل له: (لا خير في السرف)، فقال: (لا سرف في الخير)، وهذا عكس من قابلين.
فالسجع كذلك ومن حكمه (الفرس الأجود أجبر، وليس الأكبر أجود).
ومن الشعر في ذلك قول عتاب بن ورقاء:
إن الليالي للأنام مناهل = تطوى وتنشر بين اللأعمار
فقصارهن مع الهموم طويلة = وطوالهن مع السرور قصار
وقول ابن الرومي:
طواه الردى عني فأضحى مزاره = بعيدًا على قربٍ قريبًا على بعد
وقول الآخر:
كم من حمار على جواد = ومن جواد على حمار
وقول الآخر:
تلك الثنايا من عقدها نظمت = أم نظم العقد من ثناياها
[الإكسير في علم التفسير: 335]
وقول الآخر:
لست أدري ذهب في فضة = شخصها أم فضة من ذهب؟
وقول الآخر:
ورب أعمى بصير في غوانيه = يجدد اللوم منه كلما خلقا
لم أدر هل عينه من قلبه خلقت = علمت أم قلبه من عينه خلقا؟
النوع الثاني: عكس الألفاظ من حيث هي حرف، وهو ضربان:
أحدهما: أن يعكس جميع اللفظ من آخره إلى أوله، فيكون كما لم يعكس، كقولنا (باب) فإن عكسه أيضًا (باب)، وفيه يقول بعض البغداديين:
ما اسم إذا عكسته = فعكسه كطرده؟
يباع لكن حفظ ما = للمشتري في رده
وهذا العكس مطرد في كل اسم ثلاثي فاؤه ولامه حرف واحد نحو: (دعد). ولعل هذا النوع من الجوهر، و(أاء) للشجر المعروف.
الثاني: أن لا يكون عكسه كطرده، كقول بعضهم وقد أهدى لصاحب له كرسيًا:
أهديت شيئًا يقل لولا = أحدوثة الفأل والتبرك
كرسي تفاءلت فيه لما = رأيت مقلوبه (يسرك)
وقال آخر:
كيف السرور بإقبال وآخره = إذا ما تأملته مقلوب (إقبال)
يعني لا بقاء.
[الإكسير في علم التفسير: 336]
النوع الثالث: فيما يقرأ بالانعكاس كقولك: (ساكب كاس) وهو العكس بالنسبة إلى كل متعدد كقول الحريري:
آس أرملا إذا عرا = وارع إذا المرء أساء
من أبيات متعددة.
وكقول الآخر:
عج تنم قربك دعد أمنا = إنما دعد كبرق منتجع
وقول بعضهم:
(سر فلا كبا بك فرس) = فأجيب: (دام علا العماد).
النوع الرابع:
اختلاف اللفظين في تقدم بعض الحروف وتأخرها وليس عكسًا تامًا:
كقول أبي تمام:
بيض الصفائح لا سود الصحائف في = متونهن جلاء الشك والريب
وقول الآخر:
حسامك فيه للأحباب فتح = ورمحك فيه للأعداء حتف
ومما يناسب ذكره هاهنا وإن لم يكن منه، أن من لغة العرب (القلب)، وهو إما في الألفاظ، كقولهم: (جذب، وجبذ) و(أوشاب الناس وأوباشهم) و(كبكبوا وبكبكوا) و(لعمري ورعملي).
[الإكسير في علم التفسير: 337]
وأما في المعاني كقولهم: الزناء فريضة الرجم.
وقول رؤبة:
ومهمه مغبرة أرجاؤه = كأن لون أرضه سماؤه
وقيل من المقلوب قوله تعالى: {خلق الإنسان من عجل} أي العجل من الإنسان ذكره ابن قتيبة في مشكل القرآن فيما أمكن.
وقوله عليه السلام: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) أي: أصواتكم بالقرآن
وكلاهما خلاف الظاهر.
ومثل هذا القلب لا يجوز إلا بقرينة، فهو إذن من قبيل المجاز أو يشبهه، لاستلزامه القرينة، والله أعلم.
والذي ليس مع العكس، إما أن تختلف الكلمات فيه من حيث اللفظ والشكل ويسمى المصحف، كقولهم: (غرك عزك، فصار قصارا، دلك ذلك، فاخش فاحش، فعَلَكَ فِعلُك، بهذا تُهدا)
وكقول الشاعر:
ربيت زينب في فيء فمر بها = قمرتها قلت: قلب هد ما هدما
[الإكسير في علم التفسير: 338]
وأما من جهة عوارض الكلمة، إما باختلافها في هيئة الحركة نحو: (جنة البرد، جبة البرد).
ومن هذا القبيل قولهم: (المرأة حية تسعى ما دامت حية تسعى).
لاختلافهما في الرفع والنصب، ويحتمل أن يجعل هذا من التجنيس التام، لأن حركة الإعراب عارضة يمكن انفكاك الكلمة عنها حال الوقف، بخلاف حركة البُرد والبَرد.
أو في الحركة والسكون نحو: (البدعة شَركُ الشرك).
وكقوله عليه السلام: ((اللهم كما حسنت خَلْقي فحسن خُلُقي)).
أو في التخفيف والتثقيل نحو: (الجاهل إما مُفرِط أو مُفرَّط).
وأما من جهة حروفها:
فإن زادت إحداهما على الأخرى بحرف واحد فهو المذيل تشبيهًا للحرف الزائد بالذيل، وهو إما أول نحو: {والتفت الساق بالساق، إلى ربك يومئذ المساق}، أو وسط نحو: (لبد ولبيد). أو آخر كقول أبي تمام:
يمدون من أيد عواص عواصم = تصول بأسياف قواض قواضب
وإن اختلفا في أنواع الحروف بحرف أو حرفين فهو المضارع.
والاختلاف إما في الكلمة نحو: (بيني وبينه ليل دامس، وطريق طامس).
أو في وسطها: {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا}.
{ذلكم بما كنتم تمرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون}
[الإكسير في علم التفسير: 339]
{وإنه على ذلك لشهيد * وإنه لحب الخير لشديد}.
وكذا: {فلا تقهر}، و{لا تنهر}
وكقول البحتري:
نسيم الروض في ريح ٍ شمالٍ = وصوب المزن في راحٍ شمول
أو في آخرها:
كقوله عليه السلام: ((الخير معقود في نواصي الخيل)).
وكقول البحتري:
من كل ساجي الطرف أغيد أجيد = ومهفهف الكشحين أحوى أحور
وقال بعضهم: (لا تنال المكارم إلا بالمكاره).
وقلت: (اللهم إني شاك شاكر).
والثاني: وهو في كلمات في صورة كلمتين:
إن اشتبهت الكلمات لفظًا فقط، فهو المفروق، كقوله:
كلكم قد أخذ الجا = م ولا جام لنا
ما الذي ضر مدير الـ = ـجام لو جاملنا
[الإكسير في علم التفسير: 340]
وكقول الآخر:
إلى حتفي مشى قدمي = أرى قدمي أراق دمي
وإن اشتبهت خطًا ولفظًا فهو المقرون، كقوله:
إذا ملك لم يكن ذاهبه = فدعه فدولته ذاهبه
ثم المتجانسات قد تقابل بعضها بعضًا كما سبق.
وقد يعقب اللفظ بلفظ كامل يساوي بعضه، ويسمى مجنبًا، تشبيهًا للثاني بالجنب لنقصه بأن لا تنطبق عليه، ومزدوجًا، لصيرورة الأول به زوجًا، كقولهم: (النبيذ بغير نغم غم، وبغير دسم سم).
وكقولهم: (من طلب وجد، وجد، ومن قرع بابًا ولج، ولج).
وكقول بعضهم:
أبا العباس لا تحسب بأني = بشيء من حلى الأشعار عاري
فلي طبع كسلسال معين = زلال من ذرا الأحجار جاري
وكقول بعض الوعاظ:
أما علمت أن حب الدرهم = هم وحب الدينار نار
وتضمين المزدوج، وهو: أن يجمع بعد رعاية السجع في أثناء القرينة بين لفظين مشتبهي الوزن، نحو: {وجئتك من سبأ بنبأ يقين}. فهذا ضبط أقسام التجنيس تقريبًا.
[الإكسير في علم التفسير: 341]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir