دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > التحبير في علم التفسير

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م, 03:49 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي النوع السادس والستون والسابع والستون والثامن والستون: الإيجاز والإطناب والمساواة

النوع السادس والستون والسابع والستون والثامن والستون: الإيجاز والإطناب والمساواة
وهي من أنواع البلاغة حتى نقل صاحب (سر الفصاحة) أن هذه الأنواع هي البلاغة، واختلف في حدودها والأقرب ما قاله صاحب التلخيص: إن المقبول من طرق التعبير عن المراد تأدية أصله بلفظ مساوٍ له، أو ناقص عنه وافٍ، أو زائد عليه لفائدة.
والأول: المساواة، والثاني: الإيجاز، والثالث: الإطناب فخرج بقولنا وافٍ الإخلال _ ولفائدة: التطويل والحشو وذهب ابن الأثير إلى أن الإيجاز: التعبير عن المراد بلفظ غير زائد عنه، الإطناب: بلفظ زائد عنه فتدخل المساواة في الإيجاز ولا واسطة والأقرب الأول.
ومثل في التلخيص للمساواة بقوله تعالى: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.....} وأورد عليه أمران: أحدهما: أن فيه إطنابا لأن السيئ زيادة، لأن كل مكر لا يكون إلا سيئاً، ولأنه باعتبار ما قبله تذييل لقوله: {ومكر السيئ}
الثاني: أن فيه إيجازًا لأن الاستثناء إذا كان مفرغا ففيه إيجاز القصر، وإلا ففيه إيجاز قصر بالاستثناء، وإيجاز حذف المستثنى منه فإن تقديره: "بأحد".
ومثل في الإيضاح بقوله تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم...}
وأما الإيجاز فقسمان: إيجاز حذف وسبق أمثلته في مجاز الحذف، وإيجاز قصر: وهو ما لا حذف فيه، ومن أبلغه قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة...} فإن معناه كثير ولفظه يسير، لأنه قائم مقام قولنا الإنسان إذا علم أنه إذا قتل يُقتص منه كان ذلك داعياً قوياً مانعاً له من القتل فارتفع بالقتل الذي هو قصاص كثير من قتل الناس بعضهم لبعض فكان ارتفاع القتل حياة لهم، وقد كان عند العرب أبلغ عبارة في هذا المعنى "القتل أنفى للقتل" فزاد عليه بقلة حروف ما يناظره منه والنص على المطلوب وما يفيده تنكير "حياة" من التعظيم لمنعه عما كانوا عليه من قتل جماعة بواحد، واطراده، وخلوه من التكرار، واستغناؤه عن تقدير محذوف والمطابقة وأما الإطناب فإنه يكون بأُمور: أحدها: الإيضاح بعد الإبهام نحو: {رب اشرح لي صدري} فإن {اشرح لي} يفيد طلب شرح شيء ما له و"صدري" يُفسره والمقام يقتضي التأكيد للإرسال للمؤذن بتلقي الشدائد، وكذا: {ألم نشرح لك صدرك} فإن المقام يقتضي التأكيد لأنه مقام امتنان وتفخيم.
الثاني: ذكر الخاص بعد العام تنبيهاً على فضل الخاص حتى كأنه ليس من جنس العام نحو: {من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال...} {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} {يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر...}
الثالث: التكرير وتقدم في المجاز.
الرابع: الإيغال وهو: ختم الكلام بما بفيد نكتة يتم المعنى بدونها نحو: {اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون} لأن المقصود حث السامعين على الاتباع، ففي وصفهم بالثاني زيادة مبالغة وحث على اتباع الناس لهم من ذكر كونهم مرسلين، وكذا: {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى...} الآية ـ فقوله: {وما كانوا مهتدين} إيغال.
الخامس: التذييل وهو: أن يأتي عقب الجملة بجملة تشتمل على معناها للتوكيد، ثم منه ما خرج مخرج المثل لاستقلاله بنفسه نحو: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا...}.
وما لم يخرج مخرجه لعدم استقلاله نحو: {ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور} واجتمعا في قوله: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت...} فإن: {أفإن مت فهم الخالدون} من الثاني و{كل نفس ذائقة الموت} من الأول.
ومنه نوع سماه بعضهم: حشو التمهيد كقوله تعالى: {إن الملوك إذا دخلوا قرية...} الآية، فقوله تعالى: {وكذلك يفعلون} تقرير لكلام "بلقيس" لا من تتمة كلامها.
السادس: التكميل ويسمى أيضاً احتراساً وهو: أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه نحو: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين...} فلو اقتصر على (أذلةٍ) لتوهم أنهم أذلة لضعفهم فجاء قوله: (أعزةٍ) لنفي ذلك ـ وكذلك {أشداء على الكفار رحماء بينهم...} لأنه لو اقتصر على الأول لأوهم الغلظ والفظاظة، وكذا: {والله يعلم إنك لرسوله...} بين: {قالوا نشهد إنك لرسول الله} {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} ولولاه لكان يوهم رد التكذيب إلى نفس الشهادة.
السابع: التتميم ـ وهو: أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضلة لنكتة كالمبالغة نحو: {ويطعمون الطعام على حبه} أي مع حبه فإن الإطعام وإيتاء المال مع حبه أبلغ.
الثامن: الاعتراض ـ وهو: أن يؤتى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين معنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لنكتة كالتنزيه في قوله تعالى: {ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون}.
"فسبحانه" هنا تضمنت تنزيهاً لله تعالى عن البنات، وكقوله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك...} قوله: {حملته} إلى آخره اعتراض لتأكيد الوصية، وقوله: {فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. نساؤكم حرث لكم...} فنساؤكم متصل بقوله: (فأتوهن) لأنه بيان له وما بينهما اعتراض وأمثلته في القرآن كثيرة.
وقد يكون الإطناب بغير أحد هذه الأمور نحو: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم {ويؤمنون به} فقوله: ويؤمنون به ـ إطناب لأن إيمانهم ليس مما ينكر، وحسن ذكره إظهار شرف الإيمان ترغيباً فيه، وكذا قوله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس...} الآية ـ فيها أبلغ الإطناب لكونها وردت مع المنكرين وحدانية الله تعالى الطالبين على ذلك دليلاً. انتهى.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السادس, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir