دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > التحبير في علم التفسير

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م, 03:11 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي النوع الثامن والعشرون: العالي والنازل

النوع الثامن والعشرون: العالي والنازل
هذا النوع من زيادتي وهو أيضاً مهم فإن علو الإسناد سنة وقربة إلى الله تعالى، وقد قسمه أهل الحديث إلى خمسة أقسام تأتي هنا.
الأول: القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف وهو أفضل أنواع العلو وأجلها، وأعلى ما يقع للشيوخ في هذا الزمان إسناد رجاله أربعةَ عشر رجلاً، وإنما يقع ذلك من قراءة ابن عامر من رواية ابن ذكوان، ثم خمسة عشر، وإنما يقع ذلك من قراءة عاصم من رواية حفص وقراءة يعقوب من رواية رويس.
الثاني: من أقسام العلو عند المحدثين: القرب إلى إمام من أئمة الحديث كالأعمش، وهشام، وابن جريج، والأوزاعي، ومالك، ونظيره هنا: القرب إلى إمام من الأئمة السبعة، فأعلى ما يقع اليوم للشيوخ بالإسناد المتصل بالتلاوة إلى نافع: اثنا عشر وإلى ابن عامر: اثنا عشر.
الثالث: عند المحدثين: العلو بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة بأن يروي حديثاً لو رواه من طريق كتاب من الستة وقع أنزل مما لو رواه من غير طريقها، ونظيره هنا العلو بالنسبة إلى بعض الكتب المشهورة في القراءات كالتيسير والشاطبية.
ويقع في هذا النوع: الموافقات والإبدال، والمساواة، والمصافحات فالموافقة: أن يجتمع طريقه مع أحد أصحاب الكتب في شيخه، وقد يكون مع علو على ما لو رواه من طريقه أو لا يكون، مثاله في هذا الفن: قراءة ابن كثير رواية البزي طريق ابن بنان عن أبي ربيعة عنه يرويها ابن الجزري من كتاب المفتاح لأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ومن كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري، وقرأ بها كل من المذكورتين على عبد السيد بن عتاب فروايته لها من أحد الطريقين تسمى موافقة للآخر باصطلاح أهل الحديث.
والبدل: أن يجتمع معه في شيخ شيخه فصاعداً، وقد يكون أيضاً بعلو وقد لا يكون. مثاله هنا: قراءة أبي عمرو رواية الدوري طريق ابن مجاهد عن أبي الزعراء عنه رواها ابن الجزري من كتاب التيسير، قرأ بها الداني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر البغدادي وقرأ بها على أبي طاهر عن ابن مجاهد، ومن المصباح قرأ بها أبو الكرْم على أبي القاسم يحيى بن أحمد بن السيبي وقرأ بها على أبي الحسن الحمامي، وقرأ على أبي طاهر فروايته لها من طريق المصباح تسمى بدلاً للداني في شيخ شيخه.
والمساواة: أن يكون بين الراوي والنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابي أو من دونه إلى شيخ أحد أصحاب الكتب كما بين أحد أصحاب الكتب والنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابي أو من دونه على ما ذكر من العدد.
والمصافحة: أن يكون أكثر عدداً منه بواحد فكأنه لقي صاحب ذلك الكتاب وصافحه وأخذ عنه، مثاله قراءة نافع رواها الشاطبي عن أبي عبد الله محمد بن علي النفزي عن أبي عبد الله بن غلام الفرس عن سليمان بن نجاح وغيره عن أبي عمرو الداني عن أبي الفتح فارس بن أحمد عن عبد الباقي بن الحسن عن إبراهيم بن عمر المقرئ عن أبي الحسين بن بويان عن أبي بكر بن الأشعث عن أبي جعفر الربعي المعروف بأبي نشيط عن قالون عن نافع ورواها ابن الجزري عن أبي محمد بن البغدادي وغيره عن الصائغ عن الكمال بن فارس عن أبي اليمن الكندي عن أبي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي بكر الخياط عن الفرضي عن ابن بويان، فهذه مساواة لابن الجزري لأن بينه وبين ابن بويان سبعة وهو العدد الذي بين الشاطبي وبينه وهي لمن أخذ عن ابن الجزري مصافحة للشاطبي.
ومما يشبه هذا التقسيم لأهل الحديث تقسيم القراء أحوال الإسناد إلى: قراءة، ورواية، وطريق، ووجه. فالخلاف إن كان لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم واتفقت عليه الروايات والطرق عنه فهو قراءة، وإن كان للراوي عنه فرواية، أو لمن بعده فنازلاً فطريق، أو لا على هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فوجه.
الرابع: من أقسام العلو: تقدم وفاة الشيخ عن قرينه الذي أخذ عن شيخه، فالأخذ مثلاً عن التاج بن مكتوم أعلى من الأخذ عن أبي المعالي ابن اللبان وعن ابن اللبان أعلى من البرهان الشامي وإن اشتركوا في الأخذ عن أبي حيان لتقدم وفاة الأول على الثاني والثاني على الثالث.
الخامس: العلو بموت الشيخ لا مع التفات إلى أثر آخر، أو شيخ آخر متى يكون، قال بعض المحدثين: يوصف الإسناد بالعلو إذا مضى عليه من موت الشيخ خمسون سنة، وقال ابن منده: ثلاثون فعلى هذا الأخذ عن أصحاب ابن الجزري عال من سنة ثلاث وستين وثمانمائة، لأن ابن الجزري آخر من كان سنده عالياً، وقد مضى عليه حينئذ من موته ثلاثون سنة، فهذا ما حررته من قواعد الحديث وفرعت عليه قواعد القراءات ولله المنة والحمد.
وإذا عرفت العلو بأقسامه عرفت النزول فإنه ضده، وحيث ذُم النزول فهو ما لم ينجبر لكون رجاله أعلم أو أتقن أو أجل أو أشهر أو أورع، أما إذا كان كذلك فليس بمذموم ولا مفضول، والعالي: ما صح إسناده ولو بلغت رواته مائة والله سبحانه وتعالى أعلم.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثامن, النوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir