دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:12 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الباب السابع والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف الواو

( الباب السابع والعشرون - فى الكلم المفتتحة بحرف الواو )
وهى: الواو، ووأد، ووبل، ووبر، ووبق، ووتن، ووتد، ووتر، ووثق، ووثن، ووجب، ووجد، ووجس، ووجل، ووجه، ووجف، ووحد، ووحش، ووحى، وود، وودع، وودق، وودى، ووذر، وورث، وورد، وورق، وورى، ووزر، ووزع، ووزن، ووسوس، ووسط، ووسع، ووسق، ووسل، ووسم، ووسن، ووشى، ووصب ووصد، ووصف، ووصل، ووصى، ووضع، ووضن، ووطر، ووطؤ، ووعد، ووعظ، ووعى، ووفد، ووفر، ووفض، ووفق، ووفى، ووقب، ووقد، ووقذ، ووقر، ووقع، ووقف، ووقى، ووكد، ووكز، ووكل، ووكأ، وولج، وولد، وولق، وولى، ووهب، ووهج، ووهن، ووهى، ووى، وويك، وويل.


التوقيع :
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:15 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى الواو )

( بصيرة فى الواو )
وهى ترد فى القرآن وفى اللغة على وجوه كثيرة:
1 - حرف من حروف الهجاء شفوى يحصل من انطباق الشفتين جوار مخرج الفاء. [و] النسبة [إليه] واوى، والفعل منه واويت واوا حسنا وحسنة، والأصل وووت، لكن لما اجتمعت أربع واوات متوالية استثقلوه فقلبوا الواو الثانية ألفا والرابعة ياء فصارت، واويت وجمعه: واوات.
2 - الواو فى حساب الجمل اسم لعدد الستة.
3 - الواو المكررة فى نحو: سولت وسويت.
4 - الواو الأصلى كما فى: وعد، وروح، ونحو.
5 - واو الإعراب كما فى الأسماء الستة.
6 - واو الحال، كقوله تعالى: {وهم من كل حدب ينسلون} {وماتوا وهم كافرون} أى فى تلك الحالة. ومنه أتيته والشمس طالعة.
7 - واو الاستئناف: {الذين كفروا وصدوا}.
8 - الواو المقحمة: {فلما ذهبوا به وأجمعوا}.
9 - الواو الزائدة فى ثانى الاسم، نحو كوثر، وكوكب، أو فى ثالثه نحو: عجوز، وعروس، أو فى رابعه، نحو: ترقوة وعرقوة، أو فى خامسه، نحو: قلنسوة.
10 - الواو المبدلة من الهمزة إذا كان ما قبلها مضمونا نحو: رأيت وباك، أو من الألف نحو ضوارب.
11 - واو الثمانية: {وثامنهم كلبهم}، {ثيبات وأبكارا} {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا...} إلى قوله {وفتحت أبوابها}. {والناهون عن المنكر}.
12 - بمعنى أو: {ومن يكفر بالله وملآئكته وكتبه ورسله}.
13 - بمعنى إذ، نحو: لقيتك وأنت شاب، أى إذ أنت. {وطآئفة قد أهمتهم} أى إذ طائفة.
14 - بمعنى مع: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}.
15 - بمعنى رب، فى مثل قول رؤبة:
*وقاتم الأعماق خاوى المخترق*
16 - واو القسم: {فورب السمآء والأرض}.
17 - واو التفصيل: {ومنك ومن نوح}، {ونخل ورمان} {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال}.
18 - واو التأكيد والتقرير: {أولم ينظروا} {أولم يسيروا}.
19 - واو التكرار: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}.
20 - واو صلة: {إلا ولها كتاب معلوم}.
21 - واو العطف، وتكون لمطلق الجمع، فتعطف الشىء على مصاحبه نحو قوله تعالى: {فأنجيناه وأصحاب السفينة} وعلى لاحقه نحو: قوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم}، وعلى سابقه، نحو قوله تعالى: {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك}.
وإذا قيل قام زيد وعمرو احتمل ثلاثة معان، وكونها للمعية راجح، وللترتيب كثير، ولعكسه قليل. ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تقارب أو تراخ نحو: {إنا رآدوه إليك وجاعلوه من المرسلين}.
وقد تخرج الواو عن إفادة مطلق الجمع وذلك على أوجه:
أحدها [تكون]: بمعنى أو، وذلك على ثلاثة أوجه:
أحدها تكون بمعناها فى التقسيم نحو: الكلمة اسم، وفعل، وحرف؛ وبمعناها فى الإباحة، نحو جالس الحسن وابن سيرين، أى أحدهما؛ وبمعناها فى التخيير نحو:
*وقالوا نأت فاختر لها الصبر والبكا*
والثانى: بمعنى باء الجر نحو: أنت أعلم ومالك وبعت الشاة شاة ودرهما.
الثالث: بمعنى لام التعليل، نحو: {ياليتنا نرد ولا نكذب} قاله الخارزنجى.
الرابع: واو الاستئناف نحو: لا تأكل السمك وتشرب اللبن، فيمن رفع.
الخامس: واو المفعول معه،كسرت والنيل.
السادس: واو القسم. ولا تدخل إلا على مظهر، ولا تتعلق إلا بمحذوف، نحو: {والقرآن الحكيم} فإن تلتها واو أخرى فالثانية للعطف، وإلا لاحتاج كل إلى جواب، نحو: {والتين والزيتون}.
(السابع): واو رب، ولا تدخل إلا على منكر.
(الثامن) الزائدة: {حتى إذا جآءوها فتحت أبوابها}. وقد تقدم.
(التاسع): واو ضمير الذكور، نحو: الرجال قاموا، وهو اسم (و) عند الأخفش والمازنى حرف.
(العاشر): واو علامة المذكرين فى لغة طيئ أو أزد شنوءة أو بلحارث.
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار".
(الحادى عشر): واو الإنكار، نحو: الرجلوه بعد قول القائل: قام الرجل.
(الثانى عشر): الواو المبدلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها كقراءة قنبل: {وإليه النشور * أأمنتم} ونحو: {قال فرعون آمنتم}.
(الثالث عشر) : واو التذكر.
(الرابع عشر) : واو القوافى.
(الخامس عشر) : واو الإشباع كالبرقوع.
(السادس عشر) :واو مد الاسم بالنداء.
(السابع عشر) : الواو المتحولة نحو: طوبى، أصلها طيبى.
(الثامن عشر) : واوات الأبنية كالجورب والتورب.
(التاسع عشر) : واو الوقت، وتقرب من واو الحال: اعمل وأنت صحيح.
(العشرون) : واو النسبة كأخوى فى النسبة إلى أخ.
(الحادى والعشرون) : واو عمرو لتفرق بينه وبين عمر.
(الثانى والعشرون) : الواو الفارقة كواو أولئك وأولى لئلا يشتبه بإليك وإلى.
(الثالث والعشرون) واو الهمزة فى الخط كهذه نساؤك وشاؤك، [و] فى اللفظ كحمراوان وسوداوان.
(الرابع والعشرون) : واو النداء والندبة.
(الخامس والعشرون) : واو الصرف
وهو أن تأتى الواو معطوفة على كلام فى أوله حادثة لا تستقيم إعادتها على ما عطف عليه نحو:
*لا تنه عن خلق وتأتى مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم*
فإنه لا يجوز إعادة [لا] على وتأتى مثله، [فلذلك] سمى صرفا إذ كان معطوفا ولم يستقم أن يعاد فيه الحادث الذى فيما قبله.
(السادس والعشرون) : الواو اللغوى، قال الخليل: [الواو] عندهم. البعير الفالج، قال الشاعر:
*وكم مجتد أغنيته بعد فقره * فآب بواو جمة وسوام*

  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:15 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وأد ووبل )

( بصيرة فى وأد ووبل )
وأد بنته يئدها وأدا، أى دفنها وهى حية، قال الله تعالى: {وإذا الموءودة سئلت} وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم "أنه نهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات". وكانت كندة تئد البنات، قال الفرزدق:
*ومنا الذى منع الوائدا * ت وأحيا الوئيد فلم يوأد*
والموائد: الدواهى، وتوأدت عليه الأرض: غيبته.
الوبل: والوابل: المطر الشديد الكثير القطر. وبلت السماء تبل: أتت بالوبل، قال الله تعالى: {فإن لم يصبها وابل فطل}.
ولمراعاة الثقل قيل لكل شدة ومخافة وبال. قال الله تعالى: {فذاقت وبال أمرها}.
والوبيل: الشديد؛ والعصا الغليظة، والقضيب الذى فيه لين، وخشبة يضرب بها الناقوس؛ والحزمة من الحطب، والمرعى الوخيم، قال الله تعالى: {فأخذناه أخذا وبيلا}.
وأبيل على وبيل، أى شيخ على عصا.
ورجل وابل: جواد يبل بالعطايا. أنشد الفراء:
*فأصبحت المنازل قد أذاعت * بها الإعصار بعد الوابلينا*
أى بعد الأجواد من أهلها/. ووبله بالسياط: تابعها عليه. واستوبلوا المكان: استوخموه.

  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:16 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وبر ووبق )

( بصيرة فى وبر ووبق )

الوبر معروف، وجمعه أوبار، قال الله تعالى: {ومن أصوافها وأوبارها}. وبعير وبر وأوبر، وناقة وبرة ووبراء: كثيرة الوبر. ووبرت الأرنب توبيرا وهو أن تمشى على وبر قوائمها لئلا يقتص أثرها. قال:

*مرطى مقطعة سحور بغاتها * من سوسها التوبير مهما تطلب*
ووبر فلان أمره توبيرا: عماه.
الوبوق: الهلاك. وبق يبق، كوعد يعد، ووبق يوبق كوجل يوجل، ووبق يبق كوثق يثق. قال الله تعالى: {وجعلنا بينهم موبقا} أى جعلنا بينهم من العذاب ما يهلكهم. وقال أبو عبيدة: الموبق: الموعد. وقال ابن عرفة: موبقا أى محبسا. وكل شىء حال بين شيئين فهو موبق. وقيل: الموبق: واد فى جهنم.
وأوبقه: أهلكه. وقيل: حبسه، قال الله تعالى: {أو يوبقهن بما كسبوا} أى يحبس السفن فلا تجرى عقوبة لأهلها.

  #5  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:16 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وتن ووتد ووتر )

( بصيرة فى وتن ووتد ووتر )

الواتن: الشىء الثابت الدائم فى مكانه؛ والماء المعين الدائم.
والوتين: عرق فى القلب إذا انقطع مات صاحبه، والجمع: أوتنة ووتن، قال الله تعالى: {ثم لقطعنا منه الوتين}. ووتنه: أصاب وتينه. والماء: دام ولم ينقطع. واستوتن المال: سمن وغلظ وتينه.
الوتد بالفتح،والوتد ككتف واحد الأوتاد. وفى المثل: "أذل من وتد بقاع" لأنه يدق أبدا، قال:
*إن الهوان حمار الأهل تعرفه * والحر ينكره والجسرة الأجد*
*ولا يقيم بدار الذل يعرفها * إلا الأذلان عير الأهل والوتد*
*هذا على الخسف مربوط برمته * وذا يشج فلا يرثى له أحد*
وكذلك الود فى لغة من يدغم. قال الله تعالى: {والجبال أوتادا} وتقول: وتدت الوتد أتده وتدا، وأوتدته. وإذا أمرت قلت: تد وتدك بالميتدة أى بالمدق.
الوتر بالكسر: الفرد. والوتر بالفتح: الذحل، هذه لغة أهل العالية فاما لغة أهل الحجاز فبالضد، قال تعالى: {والشفع والوتر} وأما تميم فبالكسر فيهما. والموتور: الذى قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول منه: وتره يتره وترا وترة. وكذلك وتره حقه، أى نقصه، قال الله تعالى: {ولن يتركم أعمالكم} أى لم ينقصكم من أعمالكم.
والتواتر: تتابع الشىء ولا يراد به التواصل. ومواترة الصوم: أن يصوم يوما ويفطر يوما أو يومين، ويأتى به وترا وترا، ولا يراد به المواصلة. وكذلك واترت الكتب فتواترت، أى جاء بعضها فى إثر بعض، قال تعالى: {ثم أرسلنا رسلنا تترى} أى واحدا بعد واحد، وفيها لغتان: التنوين، وترك التنوين مثل علقى، فمن ترك صرفها فى المعرفة جعل ألفها ألف ثأنيث وهو أجود، وأصلها وترى من الوتر وهو الفرد، ومن نونها جعل ألفها ملحقة.
والوتيرة: السجية. وحلقة من عقب يتعلم عليها الطعن.

  #6  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:17 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وثق ووثن )

( بصيرة فى وثق ووثن )

وثقت بفلان،بالكسر، أثق ثقة وموثقا ووثوقا: إذا ائتمنته قال الله تعالى: {حتى تؤتون موثقا من الله}، أى ميثاقا. وقال تعالى: {فلمآ آتوه موثقهم}.

والميثاق: عقد يؤكد بيمين وعهد. قال الله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين}، أى أخذ العهد عليهم بأن/ يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم. وأخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف.
وأصل الميثاق: الموثاق صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، والجمع: المواثيق، والمياثيق أيضا على اللفظ، وقد جاء فى الشعر المياثق أنشد ابن الأعرابى لعياض ابن درة الطائى.
*حمى لا يحل الدهر إلا بإذننا * ولا نسأل الأقوام عقد المياثق*
والوثاق والوثاق: ما يشد به، والجمع: وثق ككتب، قال الله تعالى: {فشدوا الوثاق}. وأوثقه فى الوثاق: شده.
ووثقت الشىء توثيقا؛ ووثقت فلانا: إذا قلت إنه ثقة، وناقة موثقة الخلق: محكمة.
واستوثقت منه: أخذت منه الوثيقة. قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب:
*وخلائق منه إلى جميلة * حسبى ونعم وثيقة المستوثق*
وواثقنى بالله ليفعلن. وتواثقوا على كذا، قال كعب بن زهير:
*ليوفوا بما كانوا عليه تواثقوا * بخيف منى والله راء وسامع*
والوثقى قريبة من الموثق، قال الله تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى}.
الوثن محركة: الصنم، والجمع وثن وأوثان.
والواثن: الشىء الدائم الثابت فى مكانه كالواتن بالمثناة.
وأوثن من المال: أكثر منه.
وأوثن زيدا: أجزل عطيته.

  #7  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:17 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وجب )

( بصيرة فى وجب )
مادته تدل على سقوط الشىء ووقوعه، تقول: وجب الشىء: إذا لزم، يجب وجوبا. وفى كتاب يافع ويفعة: وجب البيع وجوبا بفتح الواو كالقبول والولوع وجبة كعدة. ووجب القلب وجيبا: اضطرب.
ووجب الرجل ككرم وجوبة: جبن. والوجب: الجبان، قال الأخطل:
*عموس الدجى ينشق عن متضرم * طلوب الأعادى لا سؤوم ولا وجب*
والوجبة: السقطة قال الله تعالى: {فإذا وجبت جنوبها}، أى سقطت إلى الأرض، ومنه: خرج القوم إلى مواجبهم، أى مصارعهم.
ووجب الميت: إذا سقط ومات، وفى الحديث: "دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية، فقيل ما الوجوب؟ قال: إذا مات". ويقال للقتيل واجب، قال قيس بن الخطيم الأنصارى:
*أطاعت بنو عوف أميرا نهاهم * عن السلم حتى كان أول واجب*
وأوجب الله الشىء على عباده: فرضه.
والواجب يقال على أوجه: يقال فى مقابلة الممكن وهو الحاصل الذى إذا قدر كونه مرتفعا حصل منه محال، نحو وجود الواحد مع وجود الاثنين، فإنه محال أن يرتفع الواحد مع حصول الاثنين.
الثانى: يقال الذى إذا لم يفعل يستحق [به] اللوم، وذلك ضربان: واجب من جهة العقل كوجوب معرفة الوحدانية والنبوة، وواجب من جهة الشرع كوجوب العبادات الموظفة.
وقيل: الواجب يقال على وجهين: أحدهما يراد به اللازم الوجوب، فإنه لا يصح أن لا يكون موجودا، كقولنا فى الله تعالى إنه واجب وجوده. والثانى الواجب بمعنى أن حقه أن يوجد.
وقول الفقهاء: الواجب الذى يستحق تاركه العقاب وصف له بشىء عارض له، ويجرى مجرى من يقول: الإنسان الذى إذا مشى مشى على
رجلين.
وأوجب الرجل: إذا عمل عملا يوجب الجنة أو النار. ويقال للحسنة والسيئة موجبة. وفى الدعاء النبوى: "اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك" وقيل/ للنبى صلى الله عليه وسلم "إن صاحبا لنا قد أوجب فقال: مروه فليعتق رقبة" أى ارتكب كبيرة وجبت له النار. وفى حديثه الآخر: "أوجب ذو الثلاثة والاثنين" أى الذى أفرط من ولده ثلاثة أو اثنين. والكلمة الموجبة لا إله إلا الله.

  #8  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:17 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وجد )

( بصيرة فى وجد )
وجد مطلوبه يجده وجودا، ويجده بالضم لغة عامرية لا نظير لها فى باب المثال. ووجد بكسر الجيم لغة، قال جرير:
*لم أر مثلك يا أمام خليلا * أنأى بحاجتنا وأحسن قيلا*
*لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة * تدع الصوادى لا يجدن غليلا*
*بالعذب من وصف القلات مقيلة * قض الأباطح لا يزال ظليلا*
ووجد ضالته وجدانا. ووجد عليه فى الغضب يجد ويجد موجدة ووجدانا أيضا، حكاها بعضهم: ووجد فى الحزن وجدا. ووجد فى المال وجدا ووجدا وجدة: استغنى.
وقرأ الأعرج ونافع ويحيى بن يعمر وسعيد بن جبير وطاوس وابن أبى عيلة وأبو حيوة وأبو البرهسم {من وجدكم} بفتح الواو، وقرأ أبو الحسن روح بن عبد المؤمن {من وجدكم} بالكسر، والباقون: من وجدكم بالضم.
ووجد فى الحب وجدا لا غير، قالت شاعرة:
*من يهد لى من ماء نقعاء شربة * فإن له من ماء لينة أربعا*
*لقد زادنا وجدا بنقعاء أننا * وجدنا مطايانا بلينة ظلعا*
*فمن مبلغ تربى بالرمءل أننى * بكيت فلم أترك لعينى مدمعا*
قال أبو القاسم الأصبهانى: الوجود أضرب: وجود بإحدى الحواس الخمس نحو: وجدت زيدا، ووجدت طعمه ورائحته وصوته وخشونته، ووجود بقوة الشهوة نحو: وجدت الشبع، ووجود بقوة الغضب، كوجود الحزن والسخط، ووجود بالعقل أو بوساطة العقل، كمعرفة الله تعالى ومعرفة النبوة. وما نسب إلى الله تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرد إذ كان الله تعالى منزها عن الوصف بالجوارح والآلات نحو قوله تعالى: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنآ أكثرهم لفاسقين} وكذا المعدوم يقال على ضد هذه الأوجه.
ويعبر عن التمكن من الشىء بالوجود نحو: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} أى حيث رأيتموهم.
وقوله: {إني وجدت امرأة تملكهم}، وقوله: {وجدتها وقومها يسجدون للشمس}، وقوله: {ووجد الله عنده فوفاه حسابه} وجود بالبصيرة، وكذا قوله: {وجدنا ما وعدنا ربنا حقا}.
وقوله: {فلم تجدوا مآء فتيمموا} أى إن لم تقدروا على الماء وقوله: {من حيث سكنتم من وجدكم} أى من تمكنكم وقدر غناكم.
وقال: بعضهم: الموجودات ثلاثة أضرب: موجود لامبدأ له ولا منتهى، وليس ذلك إلا البارى تعالى، وموجود له مبدأ ومنتهى كالجواهر الدنيوية؛ وموجود له مبدا وليس له منتهى كالناس فى النشأة الآخرة.
وأوجده الله: أغناه، وأوجده مطلوبه: أظفره به. وأوجده على الأمر: أكرهه.
ووجد عن عدم فهو موجود، كحم فهو محموم، ولا يقال وجده الله، وإنما يقال: أوجده الله.

  #9  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وجس ووجل )

( بصيرة فى وجس ووجل )

الوجس: الصوت الخفى/، والوجس: الهم. والوجس: الهم. والوجس: الفزع يقع فى القلب من صوت وغيره. والوجسان: فزع القلب.
والأوجس: الدهر، يقال: لا أفعله سجيس الأوجس والأوجس، بفتح الجيم وضمها، أى أبدا. وما ذقت عنده أوجس، أى شيئا من الطعام. وما [فى] سقائه أوجس، أى قطرة. قال تعالى: {فأوجس في نفسه خيفة} أى أحس وأضمر فى نفسه خوفا، وكذلك توجس بمعناه. والتوجس أيضا: التسمع إلى الصوت الخفى.
الوجل - محركة - : الخوف ورجفان القلب وانصداعه لذكر من يخاف سطوته وعقوبته أو لرؤيته. وقيل: الخوف، والخشية، والرهبة، والوجل ألفاظ متقاربة المعنى. وجل كفرح ياجل وييجل وييجل بكسر أوله، ويوجل. ورجل أوجل ووجل، والجمع: وجال ووجلون، وهى وجلة. قال الله تعالى: {إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} وقال تعالى: {والذين يؤتون مآ آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الذى يسرق ويزنى ويشرب الخمر؟ قال: لا يابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويصلى ويتصدق ويخاف أن لا يتقبل الله منه.

  #10  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وجه )

( بصيرة فى وجه )
الوجه: مستقبل كل شىء، والجمع أوجه ووجوه. والوجه: نفس الشىء، وقيل: أصله الجارحة قال الله تعالى: {فاغسلوا وجوهكم} ولما كان الوجه أول ما يستقبلك وأشرف ما فى ظاهر البدن استعمل فى مستقبل كل شىء وفى أشرفه ومبدئه.
ووجه الدهر: أوله ووجه النجم: ما بدا لك منه. ووجه الكلام: السبيل المقصود منه. ووجه القوم: سيدهم.
والوجه والوجه، والوجهة، والوجهة: الجاه والمنزلة.
وقوله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه} قيل: إن الوجه زائد، والمعنى: كل شىء هالك إلا هو. وقوله تعالى: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} قيل: المعنى ذاته، وقيل: الوجه زائد، وقيل: المعنى إلا التوجه إلى الله بالأعمال الصالحة. ويروى أنه قيل لأبى عبد الله الرضا إن بعض العلماء يقول: الوجه زائد والمعنى كل شىء هالك إلا هو. فقال: سبحانه الله! لقد قالوا قولا عظيما، إنما عنى الوجه الذى يؤتى منه، ومعناه: كل شىء من أعمال العباد هالك إلا ما أريد به وجه الله. وعلى هذا الآيات الأخر. وقوله تعالى: {وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} قيل: أراد به الجارحة واستعارها كقولك: فعلت هذا بيدى. وقيل: أراد بالإقامة تحرى الاستقامة، وبالوجه التوجه، والمعنى: أخلصوا العبادة لله فى الصلاة. وقوله تعالى: {أسلمت وجهي لله} وأخواته من نحو: {إني وجهت وجهي}، الوجه فى كل ذلك كما تقدم أو على الاستعارة للمذهب والطريق.
ويقال: واجهت فلانا، أى جعلت وجهى تلقاء وجهه.
ووجهه: ضرب وجهه فهو موجوه.
ووجهه توجيها: أرسله، وشرفه كأوجهه. والمطرة
الأرض: صيرتها وجها واحدا.
وقمت وجاهه وتجاهه مثلثين، أى تلقاء وجهه وتواجها: تقابلا. والموجه كمعظم: ذو الجاه.
وتوجه: أقبل؛ والشيخ: ولى وأدبر، وكبر؛ والعمر: تولى؛ والجيش: انهزم.
والوجيه/: ذو الجاه، والجمع: وجهاء، قال تعالى: {وكان عند الله وجيها}. وأوجهه: صادفه وجيها، وجعله وجيها. ووجهت: توجهت.
ووجهتك عند الناس أجهك: صرت أوجه منك.
والجهة والجهة، بالكسر والضم، [و] الوجه: الجانب والناحية، والجمع جهات.

  #11  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:18 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وجف )

( بصيرة فى وجف )

وجف الشىء: اضطرب، قال الله تعالى: {قلوب يومئذ واجفة} قال الزجاج: أى شديدة الاضطراب، فهو يجف وجفا ووجيفا ووجوفا.
والوجف والوجيف: ضرب من سير الخيل والإبل، قال العجاج:
*ناج طواه الأين مما وجفا*
وأوجفها صاحبها. قال الله تعالى: {فمآ أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} أى ما أعملتم.
وقال الأزهرى: استوجف الحب فؤاده: إذا ذهب به، وأنشد لأبى نخيلة:
*ولكن هذا القلب قلب مضلل * هفا هفوة فاستوجفته المقادر*
ويروى بالخاء المعجمة، والمعنى واحد.

  #12  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وحد )

( بصيرة فى وحد )

الوحدة: الانفراد. والواحد: أول العدد، والجمع: وحدان وأحدان، ويروى بالوجهين بيت قريط بن أنيف العنبرى:
*قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم * طاروا إليه زرافات ووحدانا*
مثل شاب وشبان، وراع ورعيان. قال الفراء: أنتم حى واحدون، يقال منه: وحد يحد ووحودة ووحدا ووحدة وحدة. وقوله تعالى {إنمآ أعظكم بواحدة} أى بخصلة واحدة، وهى هذه: {أن تقوموا لله مثنى وفرادى}، وقيل: معناه أعظكم بوحدانية الله تعالى، أى بأن توحدوا الله. وقوله تعالى. {لستن كأحد من النسآء} ولم يقل كواحدة لأن أحدا نفى عام للمذكر والمؤنث، والواحد والجمع.
ومن صفات الله تعالى الواحد الأحد. قال الأزهرى: الفرق بينهما أن الأحد بنى لنفى ما يذكر معه من العدد؛ والواحد مفتتح العدد، تقول: ما أتانى منهم [أحد] وجاءنى منهم واحد. والواحد بنى على انقطاع النظير وعوز المثل.
وقولهم: رأيته وحده منصوب عند أهل الكوفة على الظرف، وعند أهل البصرة على المصدر فى كل حال، كأنك قلت أوحدته برؤيتى إيحادا، أى لم أر غيره، ثم وضعت وحده موضع هذا. وقال أبو العباس: يحتمل وجها آخر وهو أن يكون الرجل فى نفسه منفردا كأنك قلت رأيت رجلا منفردا ثم وضعت وحده موضعه. وقال بعض البصريين هو منصوب على الحال. قال ابن الأعرابى: يقال جلس على وحده وجلسا على وحدهما، وجلسا على وحديهما كما يقال جلس وحده وجلسا وحدهما.
ورجل وحد، ووحد، ووحيد: منفرد.
والوحدانية: الفردانية.
ووحد الرجل - بالكسر - ووحد - بالضم -، أى بقى وحده. وأوحدته برؤيتى، أى لم أر
غيره.
وقال أبو القاسم الراغب: [الواحد] فى الحقيقة هو الشىء الذى لا جزء له البتة، ثم يطلق على كل موجود، حتى إنه ما من عدد إلا ويصح وصفه به، فيقال: عشرة واحدة، ومائة واحدة. فالواحد لفظ مشترك يستعمل على ستة أوجه:
الأول: ما كان واحدا فى الجنس أو فى النوع كقولنا: الإنسان والفرس واحد فى الجنس، وزيد/ وعمرو واحد فى النوع.
الثانى: ما كان واحدا بالاتصال إما من حيث الخلقة، كقولك: شخص واحد، وإما من حيث الصناعة كقولك: حرفة واحدة.
الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيره، إما فى الخلقة كقولك: الشمس واحدة، وإما فى دعوى الفضيلة، كقولك: فلان واحد دهره، وكقولك نسيج وحده.
الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزى فيه إما لصغره كالهباء، وإما لصلابته كالألماس.
الخامس: للمبدإ، إما لمبدإ العدد كقولك واحد اثنان، وإما لمبدإ الخط كقولك: النقطة الواحدة، والوحدة فى كلها عارضة.
وإذا وصف الله عز وجل بالواحد فمعناه هو الذى لا يصح عليه التجزى ولا التكثر، ولصعوبة هذه الوحدة قال الله تعالى: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت} الآية.
والتوحيد الحقيقى الذى هو سبب النجاة ومادة السعادة فى الدار الآخرة ما بينه الله تعالى وهدانا فى كتابه العزيز بقوله: {شهد الله أنه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الإسلام} والقوم دائرون فى تفسيره بين حكم وقضى، وأخبر وأعلم، وبين وعرف.
والتوحيد توحيدان: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، فصاحب توحيد الربوبية
يشهد قيومية الرب فوق عرشه يدبر أمر عباده وحده، فلا خالق ولا رازق، ولا معطى ولا مانع ولا مميت ولا محيى ولا مدبر لأمر المملكة ظاهرا وباطنا غيره، فام شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا يجرى حادث إلا بمشيئته، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا يعزب عنه مثقال ذرة فى السماوات ولا فى الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا وقد أحصاها علمه وأحاطت بها قدرته، ونفذت فيها مشيئته، واقتضتها حكمته.
وأما توحيد الإلهية فهو أن يجمع همه وقلبه وعزمه وإرادته وحركاته على أداء حقه والقيام بعبوديته، وأنشد صاحب المنازل أبياتا ثلاثة ختم بها كتابه ولا أدرى هل هى له أو لغيره:
*ما وحد الواحد من واحد * إذ كل من وحده جاحد*
*توحيد من ينطق عن نعته * عارية أبطلها الواحد*
*توحيده إياه توحيده * ونعت من ينعته لاحد*
وظاهر معناه أن ما وحد الله عز وجل أحد سواه، وكل من أحده فهو جاحد لحقيقة توحيده، فإن توحيده يتضمن شهود ذات الموحد وفعله، وما قام به من التوحيد وشهود ذات الواحد وانفراده، وتلك بخلاف توحيده لنفسه، فإنه يكون هو الموحد والموحد، والتوحيد صفته وكلامه القائم، فما ثم غيره فلا اثنينية ولا تعدد. وأيضا فمن وحده من خلقه فلا بد أن يصفه بصفة، وذلك يتضمن جحد حقه الذى هو عدم انصحاره تحت الأوصاف، فمن وصف فقد جحد إطلاقه من قيود الصفات. وقوله:
*توحيد من ينطق عن نعته * عارية أبطلها الواحد*
يعنى توحيد الناطقين عنه عارية مردودة، كما تسترد العوارى، إشارة إلى أن توحيدهم ليس ملكا لهم، بل الحق أعارهم إياه كما
يعير المعير متاعه لغيره ينتفع به. وقوله: أبطلها الواحد، أى الواحد/ المطلق من كل الوجوه وحدته يبطل هذه العارة. وقوله:
*توحيده إياه توحيده*
يعنى توحيده الحقيقى هو توحيد لنفسه بنفسه من غير أثر للسوى بوجه، بل لا سوى هناك. وقوله:
*ونعت من ينعته لاحد*
أى نعت الناعت له إلحاد، أى عدول عما يستحقه من كمال التوحيد، فإنه أسند إلى نزاهة الحق ما لا يليق إسناده.
وحاصل كلامه، وأحسن ما يحمل عليه: أن الفناء فى شهود الأزلية والحكم يمحو شهود العبد لنفسه وصفاته فضلا عن شهود غيره، فلا يشهد موجودا فاعلا على الحقيقة إلا الله وحده، وفى هذا الشهود تفنى الرسوم كلها، فيمحق هذا الشهود من القلب كل ما سوى الحق، إلا أنه يمحقه من الوجود، وحينئذ يشهد أن التوحيد الحقيقى غير المستعار و توحيد الرب تعالى نفسه، وتوحيد غيره له عارية محضة أعاره إياها مالك الملوك، والعوارى مردودة إلى من ترد إليه الأمور كلها، {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق}. قال العارف عبد الله بن المعمار:
*السر أن تنظر الأشياء أجمعها * ويعرف الواحد الناشى به العدد*
*فذاك توحيده فى واحديته * وفوق ذاك مقام إسمه الأحد*

  #13  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وحش )

( بصيرة فى وحش )
الوحش والوحيش واحد، قال أبو النجم:
*أمسى يبابا والنعام نعمه * قفرا وآجال الوحيش غنمه*
وقيل: وحش ووحيش كضأن وضئين، ومعز ومعيز، وكلب وكليب، والجمع: الوحوش والوحشان. وقيل: واحد الوحش وحشى، كزنج وزنجى، وروم ورومى، وهو حيوان البر، قال النابغة الذبيانى:
*من وحش وجرة موشى أكارعه * طاوى المصير كسيف الصيقل الفرد*
وقال الله تعالى: {وإذا الوحوش حشرت}.
والمكان الذى لا إنس فيه: وحش. [و] بلد وحش، أى قفر.
ولقيته بوحش إصمت، أى ببلد قفر. ورجل وحشان: مغنم، والجمع: وحاشى كسكران وسكارى، ومنه الحديث: "لا تحقرن شيئا ولو أن تؤنس الوحشان". وأوحشت الأرض وجدتها وحشة.
وأوحش: جاع أو نفد زاده.
ووحش توحيشا: رمى بثوبه وسلاحه مخافة أن يلحق، مثل وحش وحشا. وكان بين الأوس والخزرج قتال فجاء النبى صلى الله عليه وسلم، فلما رآهم نادى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} حتى فرغ من الآيات، فوحشوا بأسلحتهم واعتنق بعضهم بعضا".

  #14  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وحى )

( بصيرة فى وحى )
الوحى: ما يقع به الإشارة القائمة مقام العبارة من غير عبارة، فإن العبارة يجوز منها إلى المعنى المقصود بها، ولذا سميت عبارة، بخلاف الإشارة التى هى الوحى فإنها ذات المشار إليه، والوحى هو المفهوم الأول، والإفهام الأول، ولا تعجب من أن يكون عين الفهم عين الإفهام عين المفهوم منه، فإن لم تحصل لك هذه النكتة فلست بصاحب وحى، ألا ترى أن الوحى هو السرعة، ولا سرعة أسرع مما ذكرنا. فهذا الضرب من الكلام يسمى وحيا، ولما كان بهذه المثابة وأنه تجل ذاتة، لهذا ورد فى الحديث الذى رواه ابن حبان فى صحيحه وغيره "أن الله إذا تكلم بالوحى سمع أهل السماء صلصلة كجر/ السلسلة على الصفاة فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا جاءهم فزع عن قلوبهم فيقولون: يا جبريل ماذا قال ربك فيقول: الحق: فينادون الحق وهو العلى الكبير" [وما سألت الملائكة] عن هذه الحقيقة [وإنما عن] السبب من حيث هويته.
فالوحى: ما يسرع أثره من كلام الحق فى نفس السامع، ولا يعرف هذا إلا العارفون بالشؤون الإلهية فإنها عين الوحى الإلهى فى العالم وهم لا يشعرون. فافهم.
وقد يكون الوحى إسراع الروح الإلهى بالإيمان بما يقع به الإخبار والمفطور عليه كل شىء مما لا كسب فيه من الوحى أيضا، كالمولود يلتقم ثدى أمه، ذلك من أثر الوحى الإلهى إليه كما قال: {ونحن أقرب إليه منكم ولاكن لا تبصرون}، {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون}. وقال تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون} فلولا
أنها فهمت من الله وحيه لما صدر منها ما صدر، ولهذا لا تتصور معه المخالفة إذا كان الكلام وحيا، فإن سلطانه أقوى من أن يقاوم، {وأوحينآ إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم}، ولذا فعلت ولم تخالف، والحالة تؤذن بالهلاك ولم تخالف ولا ترددت، ولا حكمت عليها البشرية بأن هذا من أخطر الأشياء، فدل على أن الوحى أقوى سلطانا فى نفس الموحى إليه من طبعه الذى هو عين نفسه، قال تعالى: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} وحبل الوريد من ذاته. فإذا زعمت ياولى الله أوحى إليك فانظر نفسك فى التردد والمخالفة، فإن وجدت لذلك أثر تدبير أو تفضيل أو تفكر فلست بصاحب وحى، فإن حكم عليك وأعماك وأصمك وحال بينك وبين فكرك وتدبيرك وأمضى حكمه فيك، فذلك هو الوحى، وأنت عند ذلك صاحب وحى، فإن حكم عليك وأعماك وأصمك وحال بينك وبين فكرك وتدبيرك وأمضى حكمه فيك، فذلك هو الوحى، وأنت عند ذلك صاحب وحى، وعلمت عند ذلك أن رفعتك وعلو مرتبتك أن تلحق بمن يقول إنه دونك من حيوان أو نبات أو جماد، فإن كل شىء مفطور على العلم بالله إلا مجموع الإنس والجان، فإنه من حيث تفصيله منطو على العلم بالله كسائر ماسواهما من المخلوقات من ملك وحيوان ونبات وجماد، فما من شىء فيه من شعر وجلد ولحم وعصب ودم وروح ونفس وظفر وناب إلا وهو عالم بالله، حتى ينظر ويفكر ويرجع إلى نفسه فيعلم أن له صانعا صنعه وخالقا خلقه، فلو أسمعه الله نطق جلده أو يده أو لسانه أو عينه لسمعه ناطقا بمعرفته بربه، مسبحا لجلاله، مقدسا
لجماله {يوم تشهد عليهم ألسنتهم} الآية {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنآ أيديهم وتشهد}، {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا}. فالإنسان من حيث تفصله عالم بالله، ومن حيث جملته جاهل بالله حتى يتعلم، أى يعلم بما فى تفصيله، فهو العالم الجاهل {فلا تعلم نفس مآ أخفي لهم من قرة أعين}.
قال أبو القاسم الأصفهانى: الوحى: الإشارة السريعة، ولتضمن السرعة قيل: أمر وحى، وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز أو التعريض. وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب، وبإشارة ببعض الجوارح وبالكتابة، وقد حمل على كل ذلك قوله/ تعالى: {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} فقد قيل: رمز وقيل: أشار، وقيل: كتب. وحمل على هذه الوجوه أيضا قوله تعالى: {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا}، وقوله: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليآئهم} فذلك بالوسواس المشار إليه بقوله: {من شر الوسواس الخناس} وبقوله صلى الله عليه وسلم: "إن للشيطان لمة" الحديث.
ويقال للكلمة الإلهية التى تلقى [إلى] أنبيائه وأوليائه وحى، وذلك أضرب حسب ما دل عليه قوله تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من ورآء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشآء} وذلك إما برسول مشاهد ترى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل عليه السلام للنبى صلى الله عليه وسلم فى صورة معينة، وإما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى عليه السلام كلام الله تعالى، وإما بإلقاء فى الروع كما
ذكر صلى الله عليه وسلم: "إن روح القدس نفث فى روعى"، وإما بإلهام نحو قوله تعالى: {وأوحينآ إلى أم موسى أن أرضعيه}، وإما بتسخير نحو قوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل}، وإما بمنام كما قال صلى الله عليه وسلم: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات". فالإلهام والتسخير والمنام دل عليه قوله تعالى: {إلا وحيا}، وسماع الكلام من غير معاينة دل عليه: {من ورآء حجاب}، وتبليغ جبريل عليه السلام فى صورة معينة دل عليه: {أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشآء} وقوله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء}، فذلك ذم لمن يدعى شيئا من أنواع ما ذكرنا من الوحى، أى نوع ادعاه من غير أن حصل له.
وقوله: {ومآ أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه} فهذا الوحى هو عام فى جميع أنواعه، وذلك أن معرفة وحدانية الله تعالى، ومعرفة وجوب عبادته ليست مقصورة على الوحى المختص بأولى العزم من الرسل بل ذلك يعرف بالعقل والإلهام، كما يعرف بالسمع، فإذا القصد من الآية تنبيه أنه من المحال أن يكون رسول لا يعرف وحدانية الله تعالى ووجوب عبادته.
وقوله: {وإذ أوحيت إلى الحواريين} فذلك وحى بوساطة عيسى عليه السلام. وقوله: {وأوحينآ إليهم فعل الخيرات} فذلك وحى إلى الأمم بوساطة الأنبياء عليهم السلام.
ومن الوحى المختص بالنبى صلى الله عليه وسلم: {اتبع مآ أوحي إليك من ربك}. وقوله: {وأوحينآ إلى موسى وأخيه} فوحيه إلى موسى بوساطة جبريل، وإلى هارون بوساطة موسى عليه السلام.
وقوله: {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم} فذلك وحى إليهم بوساطة اللوح والقلم فيما قيل.
وقوله: {وأوحى في كل سمآء أمرها} فإن كان الوحى إلى أهل السماء فقط فالموحى إليه محذوف ذكره كأنه قال: أوحى إلى الملائكة، لأن أهل السماء هم الملائكة، ويكون كقوله: {إذ يوحي ربك إلى الملائكة}، وإن كان الموحى إليه هى السماوات فذلك تسخير عند من يجعل السماء غير حى، ونطق عند من يجعله حيا.
وقوله: {بأن ربك أوحى لها} قريب من الأول.
وقوله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} فحث له على التثبت فى السماع، وعلى ترك الاستعجال فى تلقيه وتلقنه.

  #15  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ود )

( بصيرة فى ود )
تقول: وددت لو تفعل ذاك، ووددت لو أنك تفعل/ ذاك، أود ودا وودا. وودادا وودادة بالفتح فيهما، أى تمنيت ومنه قوله تعالى: {يود أحدهم لو يعمر} أى يتمنى، قال:
*وددت ودادة لو أن حظى * من الخلان ألا يصرمونى*
وددت الرجل أوده ودا ومودة وموددة، عن الفراء، بإظهار التضعيف [و] قال: وددته أوده مثال وضعته أضعه لغة فيها، وأنكرها البصريون قال العجاج:
*إن بنى للئام زهده * لا يجدون لصديق مودده*
وقوله تعالى: {تلقون إليهم بالمودة} أى بالكتب. وقوله عز وجل {ودوا ما عنتم} أى ود المنافقون ما عنت المؤمنون فى دينهم. وقوله تعالى: {سيجعل لهم الرحمان ودا}، قال ابن عباس رضى الله عنهما: أى محبة فى قلوب الناس. وقال عثمان بن عفان رضى الله عنه: "ما أحد من الناس يعمل خيرا أو شرا إلا ود أن الله يرى عمله"، يعنى أنه يظهر ذلك عليه فيجعله لباسا له فيعرف به.
والود بالكسر والوديد واحد والجمع أود، مثال قدح وأقدح وذئب وأذؤب، وهنم أوداء.
والودود: المحب. ورجال ودداء. والودود فى صفات الله تعالى، قال ابن الأنبارى: هو المحب لعباده. ويستوى فى الودود المذكر والمؤنث لكونه وصفا داخلا على وصف للمبالغة.
والتودد: التحبب. والتواد: التحاب، وقوله تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة} إشارة إلى ما أوقع بيهم من الألفة المذكورة فى قوله: {لو أنفقت ما في الأرض جميعا مآ ألفت بين قلوبهم ولاكن الله ألف بينهم}. ومن المودة التى هى المحبة المجردة قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}.
قال أبو القاسم الراغب فى قوله تعالى: {وهو الغفور الودود}: الودود يتضمن ما دخل فى قوله {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه} وقد تقدم معنى محبة الله تعالى لعباده ومحبة العباد له فى بصيرة الحب. وقال بعضهم: محبة الله لعباده هى مراعاته لهم، روى أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: "أنا لا أغفل عن الصغير لصغره، ولاعن الكبير لكبره، فأنا الودود الشكور". ويصح أن يكون، معنى {سيجعل لهم الرحمان ودا} معنى قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}.
ومن المودة التى تقتضى معنى التمنى قوله تعالى: {ودت طآئفة من أهل الكتاب لو يضلونكم}.
وقوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حآد الله ورسوله} نهى عن مولاة الكفار ومظاهرتهم كقوله: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أوليآء تلقون إليهم بالمودة} أى بأسباب المحبة من النصيحة ونحوها، وتقدم عن بعضهم تفسيره بالكتب.
والود بالضم وبالفتح: اسم صنم كان لقوم نوح عليه السلام، ثم صار لكلب، وكان بدومة الجندل، ومنه سمى عبد ود. وقرأ أبو جعفر ونافع {ولا تذرن ودا} بالضم، والباقون بالفتح. والود: الوتد.

  #16  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:20 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ودع )

( بصيرة فى ودع )
المادة تدل على الترك والتخلية. ودع الرجل فهو وديع ووادع، أى ساكن، مثل حمض فهو حامض، يقال: نال المكارم وادعا، أى من غير كلفة ومشقة. وعليك بالمودوع أى بالسكينة والوقار. وودعت فلانا توديعا من وداع السلام.
والدعة: الخفض والراحة، والهاء عوض من الواو، وقال:
*لا يمعنك خفض العيش فى دعة * نزوع نفس إلى أهل وأوطان*
*تلقى بكل بلاد إن حللت بها * أهلا بأهل وجيرانا بجيران*
والوداع: اسم من التوديع، قال القطامى:
*قفى قبل التفرق يا ضباعا * ولا يك موقف منك الوداعا*
أراد ولا يكن منك موقف الوداع، ولكن ليكن موقف غبطة وإقامة، لأن موقف الودع يكون للفراق، ويكون منغصا بما يتلوه من التباريح والشوق.
وقولهم: دع ذا، أى اتركه، وأصله ودع يدع، ومنه قول النبى صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك". قال عمرو بن معديكرب:
*إذا لم تستطع أمرا فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع*
قال اللغويون: أميت ماضيه، لا يقال: ودعه إنما يقال تركه ولا واجع ولكن تارك. قالوا: وربما [جاء] فى ضرورة الشعر ودعه وهو مودوع على أصله، قال أنس بن زنيم:
*ليت شعرى عن خليلى ما الذى * غاله فى الوعد حتى ودعه*
وقال سويد بن أبى كاهل اليشكرى يصف نفسه:
*ورث البغضة عن آبائه * حافظ العقل لما كان استمع*
*فسعى مسعاتهم فى قومه * ثم لم يظفر ولا عجزا ودع*
وقال آخر:
*وكان ما قدموا لأنفسهم * أكثر نفعا من الذى ودعوا*
وقد اختار النبى صلى الله عليه وسلم أصل هذه اللغة فيما روى عنه
ابن عباس رضى الله عنهما أنه قرأ: {ما ودعك ربك وما قلى} بتخفيف الدال، وكذلك قرأ بهذه القراءة عروة ومقاتل وأبو حيوة، وأبو البرهسم وابن أبى عيلة ويزيد النحوى. وقال صلى الله عليه وسلم: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين"، وقرأ الباقون ما ودعك بالتشديد، أى ما تركك من اختارك، ولا أبغضك منذ أحبك. وفى الحديث: "إذا لم ينكر الناس المنكر فقد تودع منهم" أى أسلموا إلى ما استحقوه من المنكر عليهم، وتركوا [و] ما استحبوه، من المعاصى حتى يكثروا منها فيستوجبوا العقوبة.
وفى الحديث: "دع داعى اللبن" أى اترك منه فى الضرع شيئا يستنزل اللبن.
ووادع بنى فلان: صالحهم.
والتوديع عند الرحيل معروف، وهو تخليف المسافر الناس خافضين وادعين، وهم يودعونه إذا سافر تفاؤلا بالدعة التى يصير إليها إذا قفل، أى يتركونه وسفره، قال الأعشى:
*ودع هريرة إن الركب مرتحل * وهل يطيق وداعا أيها الرجل*
واستودعته وديعة: استحفظته إياها قال:
*استودع العلم قرطاس فضيعه * فبئس مستودع العلم القراطيس*
وقوله تعالى: {فمستقر ومستودع} أى مستودع فى الصلب فى وقيل فى الثرى.
والمستودع فى قول عباس بن عبد المطلب رضى الله عنه:
*من قبلها طيب فى الظلال وفى * مستودع حيث يخصف الورق*
المكان الذى جعل فيه آدم وحواء عليهما السلام من الجنة واستودعاه، وقيل: الرحم.

  #17  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ودق )

( بصيرة فى ودق )

الودق: المطر، قال الله تعالى: {فترى الودق يخرج من خلاله} وقد ودق يدق ودقا، أى قطر قال عامر بن جوين الطائى:
*فلا مزنة ودقت ودقها * ولا أرض أبقل إبقالها*
هكذا أنشده سيبويه، وفى شعره: ولا روض فلا يحتاج إلى تأويل. وذات ودقين: الداهية، قال على بن أبى طالب رضى الله عنه:
*تلكم قريش تمنانى لتقتلنى * فلا وربك ما بروا ولا ظفروا*
*فإن هلكت فرهن ذمتى لهم * بذات ودقين لا يعفوا لها أثر*
قال المازنى: لم يصح أن عليا تكلم بشىء من الشعر [غير] هذين البيتين، ويروى بذات روقين أى ذات قرنين.
وأودقت السماء: جاءت بودق مثل ودقت، وقال غيره: ودقت ذات الحافر وودقت واستودقت: اشتهت الفحل.
وودقت به ودقا: استأنست به.
والوديقة: شدة الحر، قال ربيعة بن مقروم.
*كلفتها فرأت حقا تكلفه * وديقة كأجيج النار صيخودا*
وقال أبو المثلم الهذلى يرثى صخر الغى:
*حامى الحقيقة نسال الوديقة معـ * تاق الوسيقة جلد غير ثنيان*
وقيل: الودق شىء يكون خلال المطر كأنه غبار، لكن قد يعبر به عن المطر.

  #18  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ودى ووذر )

( بصيرة فى ودى ووذر )
الدية بالكسر: حق القتيل. ووداه كوعاه: أعطى ديته. قال الله تعالى: {فدية مسلمة إلى أهله}.
والوادى: كل مفرج بين جبال أو تلال أو آكام. وكل مسيل ماء واد، والجمع. أوداء وأودية، وأوداة، وأوداية. قال تعالى: {إنك بالواد المقدس طوى} وهو واد بجانب الطور من الأرض المقدسة.
[و] يقال: أنا فى واد وأنت فى واد. وفلان فى واد غير واديك، قال الله تعالى: {ألم تر أنهم في كل واد يهيمون} أى من أودية الكلام.
والودى كفتى: الهلاك. وكغنى: صغار الفسيل، الواحدة ودية.
وأودى: هلك، وتكفر بالسلاح, وبه الموت: ذهب به. واستودى بحقى: أقر به، وفى الحديث الصحيح: "لو كان لابن آدم واديان من مال، ويروى من ذهب، ويروى من نخل، لابتغى إليهما ثالثا".
والمودى: الأسد.
وذره أى دعه، وهو يذره أى يدعه. والأصل وذره يذره مثال وسعه يسعه، ولكن قد أميت مصدره [والفعل الماضى]، فلا يقال وذره ولا واذر استغنوا عنهما بتركه وتارك.
وذرت اللحم توذيرا: قطعته، والجرح: شرطته. قال الله تعالى {قل الله ثم ذرهم} وقال تعالى {ويذرك وآلهتك}.
والوذرة: قطعة من اللحم، سميت بذلك لقلة الاعتداد بها، والجمع: وذر كتمرة وتمر.
ومن سب العرب: يا ابن شامة الوذرة.

  #19  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ورث وورد )

( بصيرة فى ورث وورد )
ورثت أبى، وورثت المال من أبى، أرثه بالكسر فيهما، ورثا ووراثة، وإرثا، الألف منقلبة عن الواو، ورثة كعدة الهاء عوض عن الواو، وإنما سقطت الواو من المستقبل لوقوعها بين ياء وكسرة وهما متجانسان، والواو مضادتهما فحذفت لاكتنافهما إياها، ثم جعل حكمهما مع الألف والياء والنون كذلك لأنهن مبدلات منها، والياء هى الأصل، يدل على ذلك أن فعلت وفعلنا وفعلت مبنيان على فعل، ولم تسقط الواو من يوجل لوقوعها بين ياء وفتحة، ولم تسقط الياء من ييسر لتقوى إحدى الياءين بالأخرى.
والميراث: أصله موراث صارت الواو ياء لسكونها وكسر ما قبلها.
والوارث فى أسماء الله تعالى: الذى يرث الخلائق، ويبقى بعد فنائهم، لما روى أنه ينادى لمن الملك اليوم؟ فيقال: لله الواحد القهار، قال الله تعالى: {إنا نحن نرث الأرض ومن عليها} وقال تعالى: {وأنت خير الوارثين}، وقال تعالى: {ولله ميراث السماوات والأرض} وقال:/ {وورث سليمان داوود} وقال تعالى: {وأورثنا بني إسرائيل الكتاب}. وكل من حصل له شىء من غير تعب يقال فيه قد ورث كذا.
ويقال لمن خول شيئا مهنئا: أورث، قال تعالى: {تلك الجنة التي نورث من عبادنا}، وقوله: {فهب لي من لدنك وليا *يرثني ويرث من آل يعقوب} فإنه يريد وراثة النبوة والعلم والفضيلة دون المال، فالمال لا قدر له عند الأنبياء عليهم السلام حتى يتنافسوا فيه، بل قلما يقتنون لا قدر له عند الأنبياء عليهم السلام حتى يتنافسوا فيه، بل قلما يقتنون المال ويتملكونه، قال صلى الله عليه وسلم:
"نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" وقيل أيضا: ما تركناه هو العلم وهو صدقة تشترك فيها الأمة. وقوله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء" إشارة إلى ما ورثوه من العلم، وليس لفظ الوراثة إلا لكون ذلك بغير ثمن ولا منة. وقال صلى الله عليه وسلم لعلى: "أنت أخى ووارثى. قال: وما أرثك؟ قال: ما ورثت الأنبياء قبلى، كتاب الله وسنتى".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم متعنى بسمعى وبصرى واجعلهما الوارث منى أى أبقهما صحيحن سليمين إلى أن أموت. وقيل: أراد بقاءهما وقوتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانية، فيكون السمع والبصر وارثى سائر القوى والباقيين بعدها. وقيل: أراد بالسمع وعى ما يسمع والعمل به، وبالبصر الاعتبار بما يرى. وفى رواية: "واجعله الوارث منى" فرد الهاء إلى الإمتاع، فلذلك وحده.
ويقال: ورثت من فلان علما، أى استفدت منه. قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} وقال تعالى: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}. والوارثة الحقيقية أن يحصل للإنسان شىء لا يكون عليه فيه تبعة ولا عليه محاسبة. وعباد الله الصالحون لا يتناولون شيئا من الدنيا إلا ما لا يحاسبون عليه، فمن حاسب نفسه فى الدنيا لم يحاسب فى الآخرة.
الورد: الذى يشم، الواحدة وردة، وقوله تعالى: {فكانت وردة كالدهان} قال ابن عرفة: سمعت أحمد بن يحيى يقول: هي المهرة تنقلب حمراء بعد أن كانت صفراء. وقال الأزهرى: أى فصارت وردة أى كلون الورد تتلون ألوانا يوم الفزع الأكبر، كما تتلون الدهان المختلفة، وهى جمع دهن. وقيل: إذا احمرت السماء كالورد قامت القيامة.
وعشية وردة: إذا احمر أفقها عند غروب الشمس وكذلك عند طلوعها، وذلك علامة الجدب.
والورد: خلاف الصدر، والورد أيضا: الوراد وهم الذين يردون الماء.
وقوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} قال ابن عرفة: الورود عند العرب موافاة المكان قبل دخوله، وقد يكون الورود دخولا، ويبين ذلك حديث عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه ليس بدخول، ويؤيد ذلك القرآن، ألا تسمع قوله: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولائك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها} وقوله تعالى: {ولما ورد مآء مدين} أى بلغه.
وقوله: {وهو أقرب إليه من حبل الوريد}، حبل الوريد: عرق يزعم العرب أنه من الوتين/، وريدان مكتنفا صفقى العنق مما يلى مقدمه غليظان.
والمورد: الطريق، قال جرير يمدح هشام بن عبد الملك:
*أمير المؤمنين على صراط * إذا اعوج الموارد مستقيم*
والموارد: الشوارع. وقول أبى بكر مشيرا إلى لسانه: "إن ذا أوردنى الموارد"، أى موارد الهلكات فاختصر لوضوحه.

  #20  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ورق )

( بصيرة فى ورق )
الورق، والورق مثال كبد وكبد وكبد: الدرهم، هكذا قال الفراء، وزاد غيره: الورق بفتحتين: والورق بالضم. وقرأ أبو عمرو وأبو بكر وحمزة وخلف: {بورقكم} بفتح الواو وسكون الراء، وعن أبى عمرو أيضا وابن محيصن: (بورقكم) بكسر الواو وسكون الراء، وقرأ أبو عبيدة: (بورقكم) بفتح الواو والراء، وقرأ أبو بكر: (بورقكم) بضم الواو وسكون الراء.
والرقة كعدة: الورق أيضا، والهاء عوض من الواو، وفى الحديث "فى الرقة ربع العشر" ويجمع على رقين، مثل إرة وإرين. ويقال: "إن الرقين تعطى أفن الأفين".
ورجل وراق: صاحب الدراهم، ومنه قراءة على بن أبى طالب رضى الله عنه {فابعثوا أحدكم بوراقكم} أى بصاحب دراهمكم، قال جرير:
*جارية من ساكنى العراق * كأنها فى القمص الرقاق*
*مخة ساق بين كفى ناق * تأكل من كيس امرئ وراق*
[والورق] من أوراق الشجر والكتاب الواحدة ورقة. وشجرة وريقة وورقة: كثيرة الأوراق، قال تعالى: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها}.
وورق الشجر: خرج ورقه. والوارقة: الشجرة الخضراء الورق الحسنة. وورقت الشجرة أرقها: أخذت ورقها.
والورق أيضا: المال من دراهم وإبل وغير ذلك، قال العجاج:
*إياك أدعو فتقبل ملقى * واغفر خطاياى، وثمر ورقى*

  #21  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى ورى )

( بصيرة فى ورى )
ورى، الزند كولى وريا ووريا ورية، وهو وار وورى: خرجت ناره. وأوريتد واستوريته قال الله تعالى: {أفرأيتم النار التي تورون} وأصله من التوارى وهو الاستتار، كأنما تصور من خروج النار من وراء المقدح استتارها فيه، كما قال:
*ككمون النار فى حجره*
وواراه: أخفاه، قال الله تعالى: {أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم}. وتوارى: اختفى، قال تعالى: {حتى توارت بالحجاب} ووراه تورية: أخفاه، ومنه الحديث: "إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم غزوا ورى بغيره".
الورى: الخلق. وقال الخليل بن أحمد: الورى: الأنام الذين هم على وجه الأرض فى الوقت، ليس من مضى ولا من يتناسل بعدهم، فكأنهم الذين يسترون الأرض بأشخاصهم.
ووراء ووراء ووراء مثلثة الآخر مبنية. والوراء معرفة يكون بمعنى خلف وبمعنى قدام، فمما هو بمعنى ما خلفه قوله تعالى: {ومن ورآء إسحاق يعقوب}، ومما هو بمعنى قدام قوله تعالى: {وكان ورآءهم ملك} أى أمامهم. وقوله تعالى: {أو من ورآء جدر} يحتمل الوجهين، فإنه يقال فى أى جانب من الجدار هو وراءه باعتبار الذى فى الجانب الآخر.
وقوله تعالى: {وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم} أى خلفتموه بعد موتكم، وذلك تبكيت لهم فى أن لم يعملوا بموجبه/. ولم يتدبروا آياته. وقوله: {فمن ابتغى ورآء ذلك} أى أكثر مما بيناه وشرعناه من تعرض لمن حرم التعرض له فقد تعدى طوره وخرق ستره. وقوله: {ويكفرون بما ورآءه} اقتضى معنى ما بعده. والوراء أيضا: ولد الولد.
وفلان وارى الزند: إذا كان منجحا.
ووراءك للإغراء أى تأخر. ويقال: وراءك أوسع لك، أى تأخر وائت مكانا أوسع لك.
والتوراة: الكتاب الذى ورثوه عن موسى عليه السلام، تفعلة من ورى الزند، أصله ووراة، والتاء بدل من الواو.
وفى حديث الشفاعة: "يقول إبراهيم كنت خليلا من وراء وراء" هكذا يروى مبنيا على الفتح، أى من خلف حجاب

  #22  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وزر )

( بصيرة فى وزر )
الوزر: الملجأ الذى يلتجأ إليه من الجبل، قال تعالى: {كلا لا وزر}.
والمؤازرة: المعاونة، ومنه الوزير، قال تعالى: {واجعل لي وزيرا من أهلي} وهو الذى يؤازره فيحمل عنه ما يثقل عليه.
والوزير: الذى يلتجئ الأمير إلى رأيه، فهو وزر له، أى ملجأ ومفزع، أو لأنه يحمل ثقل أميره.
وقوله تعالى: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم} كقوله: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم}.
وقوله تعالى: {ووضعنا عنك وزرك} أى ما كنت فيه من أمر الجاهلية فأعفيت بما خصصت به عن تعاطى ما كان عليه قومك.
وأعد أوزار الحرب، أى آلاتها، قال الأعشى:
*وأعددت للحرب أوزارها * رماحا طوالا وخيلا ذكورا*
ووضعت الحرب أوزارها، أى انقضى أمرها وخفت أثقالها، ولم يبق قتال.
ووزر فلان: أذنب فهو وازر، ووزر، يوزر، ووزر، فهو موزور [يقال: فلان موزور] غير مأجور.
واتزر فهو متزر، قال مرار بن سعيد:
*أستغفر الله من جدى ومن لعبى * وزرى فكل امرئ لا بد متزر*
وعليه فى هذا وزر وأوزار، قال تعالى: {ومن أوزار الذين يضلونهم}.
ووزر فلان للأمير يزر له وزارة، واستوزر استزارا.
وعن النضر: سمعت فصيحا من جذام يقول: نحن أوزاره أجمعون أى وزراؤه، وأنصاره، نحو أشراف وأيتام.
ووزر الحمل يزره: حمله، وقوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أى لا يحمل وزره من حيث يتعرى منه المحمول عنه. وحمل وزر الغير فى الحقيقة هو على نحو
ما أشار إليه النبى صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقض من أجره شىء، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها"، أى مثل وزر من عمل بها.
وفى الحديث: "ارجعن مأزورات غير مأجورات" للازدواج فإن الأصل موزورات.

  #23  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:23 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وزع )

( بصيرة فى وزع )
الوزع: الكف، يقال: وزعته أزعه وزعا، أى كففته، قال الله تعالى: {فهم يوزعون}، أى يحبس أولهم على آخرهم، إشارة إلى أنهم مع كثرتهم لم يكونوا مهملين ومبعدين كما يكون الجيش الكثير، بل كانوا مسوسين مقموعين عن المعزة والإيذاء.
وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه: "إن المغيرة [رجل] وازع" الوازع: الذى يدبر أمر الجيش ويرد من شذ منه، ولا يقتص من مثله إذا أدب.
/ وفى حديث الحسن البصرى أنه قال حين ولى القضاء: "لابد للناس من وزعة" أى من يكفه عن الشر، ويزعون الناس بعضهم من بعض، وهم شرطة السلطان. [وفى الحديث: "من يزع السلطان] أكثر ممن يزع القرآن" أراد من يكف عن ارتكاب العظائم من مخافة السلطان أكثر ممن يكفه الخوف من الله تعالى.
وقوله تعالى: {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون} هذا وزع على سبيل العقوبة.
ووزع نفسه عن الجهل والهوى، قال:
*إذا لم أزع نفسى عن الجهل والهوى * لينفعها علمى فقد ضرها جهلى*
وأوزعه الله كذا: ألهمه قال الله تعالى: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي} أى ألهمنى، وتحقيقه أولعنى بذلك، واجعلنى بحيث أزع نفسى عن الكفران.
واستوزعت الله شكره: استلهمته.
والتوزيع: القسمة والتفريق. وتوزعوه فيما بينهم، أى تقسموه.
والمتزع: الشديد النفس.

  #24  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:23 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وزن ووسوس )

( بصيرة فى وزن ووسوس )
الوزن: التقدير: وقوله تعالى: {وأقيموا الوزن بالقسط} قال أبو الدرداء وعطاء: أقيموا لسان الميزان بالعدل، وقال ابن عيينة: الإقامة باليد، والقسط بالقلب، والميزان: القبان، والقسطاس.
وقوله تعالى: {ووضع الميزان * ألا تطغوا في الميزان} قيل: أراد بالميزان العدل، أى لا تجاوزوا العدل. قال الحسن وقتادة والضحاك: أراد به الذى يوزن به ليوصل به إلى الإنصاف والانتصاف؛ ولا تخسروا الميزان، أى لا تطففوا فى الكيل والوزن.
وقوله تعالى: {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} فقد قيل: هو المعادن كالذهب والفضة، وقيل: بل ذلك إشارة إلى كل ما أوجده الله، وأنه خلقه باعتدال كما قال: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
وقوله تعالى: {والوزن يومئذ الحق} إشارة إلى العدل فى محاسبة الناس، كما قال: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا}.
وذكر فى مواضع الميزان بلفظ الواحد اعتبارا [بالمحاسب، وفى مواضع بالجمع اعتبارا] بالمحاسبين.
ويقال: استفهام ميزان النهار، أى انتصف. وكلام موزون وزن كلامك. ووازنه: ساواه فى الوزن. ودارى توازن داره، أى بحذائها. وهو راجح الوزن، أى ذو عقل ورأى سديد. ووازنه: كافأه على فعاله.
الوسواس: اسم الشيطان والوسوسة والوسواس بالكسر: حديث النفس، والوسواس بالفتح: الاسم كالزلزال والزلزال، يقال: وسوس له، ووسوس إليه، قال الله تعالى: {فوسوس لهما الشيطان}. وقال جل ذكره: {فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم}، والعرب توصل بهذه الحروف كلها
الفعل.
قال أبو عبيدة: الوسوسة فى التنزيل: هى ما يلقيه الشيطان فى القلب.
والوسواس: صوت الحلى، قال الأعشى:
*تسمع للحلى وسواسا إذا انصرفت * كما استعان بريح عشرق زجل*

  #25  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:23 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى وسط )

( بصيرة فى وسط )

الوسط من كل شىء: أعدله. قال الله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} أى عدلا خيارا. وفلان وسيط فى قومه: إذا كان أوسطهم نسبا وأرفعهم محلا، قال عبد الله بن عمرو بن عثمان رضى الله عنه، (عن عثمان).
*/أضاعونى وأى فتى أضاعوا * ليوم كريهة وسداد ثغر*
*وصبر عند معترك المنايا * وقد شرعت أسنتها بنحرى*
*أجرر فى الجوامع كل يوم * فيالله مظلمتى وصبرى*
*كأنى لم أكن فيهم وسيطا * ولم يك نسبتى فى آل عمرو*
والوسيط أيضا: المتوسط بين القوم.
وجلست وسط الدار بالتحريك لأنه اسم. وكل موضع صلح فيه بين فهو وسط بالتسكين، وإلا وسط بالتحريك. وقال ثعلب: الفرق بينهما أن ما كان يبين جزء من جزء، فهو مثل الحلقة من الناس والسبحة والعقد فهو وسط بالتسكين، وما كان مصمتا لا يبين جزء من جزء فهو وسط بالتحريك، مثل وسط الدار، والراحة والبقعة. وقد تسكن السين من الوسط وليس بجيد.
والوسطى من الأصابع معروفة. والصلاة [الوسطى] فى قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} قيل: الصبح؛ وقيل: الظهر؛ وقيل: العصر؛ وقيل: المغرب؛ وقيل: العشاء، وقيل: الوتر؛ وقيل: صلاة عيد الفطر؛ وقيل: صلاة عيد الأضحى؛ وقيل:
صلاة الضحى؛ وقيل: صلاة الجماعة؛ وقيل: الصلوات جميعا؛ وقيل: الصبح والعصر معا؛ وقيل: غير معينة؛ وقيل: العشاء والصبح معا؛ وقيل: صلاة الخوف، وقيل: صلاة الجمعة يوم الجمعة، وفى سائر الأيام صلاة الظهر؛ وقيل: المتوسطة بين الطول والقصر؛ وقيل: كل واحدة من الخمس لأن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين.
قال ابن سيده: هى صلاة الجمعة لأنها أفضل الصلوات، قال: ومن قال خلاف هذا فقد أخطأ.
أوردوا عليه قوله صلى الله عليه وسلم فى يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا" قيل: لا يرد عليه، لأن المذكورة فى الحديث ليس المراد بها المذكورة فى التنزيل. ولكل قائل من ذوى الأقوال المذكورة دليل وتوجيه لا نطول بشرحه. وأقوى الأقوال ثلاثة: العصر، والصبح، والجمعة.
ووسط القوم يسطهم وسطا وسطة: توسطهم.
ووسطه توسيطا. قطعه نصفين، أو جعله فى الوسط.
وقرأ على بن أبى طالب رضى الله عنه وعمرو بن ميمون وقتادة وزيد ابن على وابن أبى ليلى وابن أبى عيلة وأبو البرهسم: {فوسطن به جمعا} بالتشديد، والباقون بالتخفيف.
والتوسط بين الناس من الوساطة، وتوسط: أخذ الوسط بين الجيد والردىء، قال إبراهيم بن على بن هرمة يصف سخاءه:
*واقذف بحبلك حيث نال بأخذه * من عودها واغنم ولا تتوسط*

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir