المجموعة الأولى:
1. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالنور وسبب تسميته في قوله: {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا}.
المراد بالنور هو القران كما ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر
و سمي نورا لأن الجهل ظلمة و القران يهدي الجاهل للحق فهو نور يخرج به الجاهل من ظلمات جهله و ضلاله إلى نور الحق
ب: الحكمة من تخصيص الأميّين بالذكر في قوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم}.
لا خلاف بأن محمد صلى الله عليه وسلم بعث للناس كافة
لكن الله خصص الأميين هنا لأن المنة عليهم آكد و أعظم فقد بعث فيهم و عاش بين ظهرانيهم و كان منهم
2. حرّر القول في:
معنى عدم اللحوق في قوله تعالى: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم}.
قيل عدم اللحوق في الزمان
و قيل عدم اللحوق في الفضل
ولعل الأقرب عدم اللحوق في الفضل لأنها أعم و الزمان يدخل فيها ضمنا
فالذين عاشوا مع رسول الله وباشروا دعوته و آمنوا به لم يكن لأحد أن يلحق بهم كما ثبت عن رسول الله( فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه) و هذا الفضل لمن جاء بعد السابقين و لو كان من الصحابة المتأخرين فمن بعدهم في الزمان من باب أولى
3. فسّر تفسيرا وافيا قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)} التغابن.
يخبر العليم الخبير بأن بعض الأزواج و الأولاد يصرفون الرجل عن الحق أو بعضه [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ] بسبب حبهم و الميل لهم فربما أخروه عن طاعة أو دفعه حرصه عليهم و محبته لهم لارتكاب محرم، و من كان هذه صفته فهو عدو و يجب الحذر منه لأن العدو هو من يصرقك عن مصالحك أو يوقعك في مثالبك فلذلك أمر الله بالحذر [فَاحْذَرُوهُمْ] و الله سبحانه لم يأمر بمعاداتهم أو سوء معاملتهم أو التشكيك فيهم و لكن طالب سبحانه بأخذ الحذر و هذا يقوم به الشخص في نفسه و لا يلزم إشعارهم به لكي لا تسوء الحال و ينشب الخلاف ، و لذلك بين الله بأنه ينبغي التعامل مع المخطء منهم بالرحمة [وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] لكي لا يظن من يقرأ الآية أن الغلظة و عدم التسامح معهم هو الأفضل بل العفو و الصفح أعلى رتبة و أوجب.