صفحة الطالبة: سوانح.

[صالحة بنت محمد]

.
بسم الله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ..

[صالحة بنت محمد]

التطبيق الأول:رسالة الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للسعدي –رحمه الله-


مقصد الرسالة:
تحقيق المطلب الأعلى وهو راحة القلب، وطمأنينته، وسروره، وزوال همومه وغمومه، وقد ردها لثلاثة أسباب:
1- دينية. 2- طبيعية. 3- عملية. ولا تجتمع هذه الأسباب إلا للمؤمينن.
ثم عدها -رحمه الله- في سبعة فصول:
1- أعظمها: الإيمان بالله والعمل الصالح، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
2-الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف.
3- مما يدفع القلق الناشيء عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات؛ الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة.
4- اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي.
5- ومن أكبر أسباب السعادة وانشراح الصدر، وطمأنينته: الإكثار من ذكر الله. يقول الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
6- التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة؛ فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، يقول النبي –عليه الصلاة والسلام-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
7- السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يدعو به: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر".
8- أن يسعى في تخفيف النكبات؛ بأن يقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر، ويوطن نفسه على ذلك.
9- من أعظم علاجات أمراض القلب العصبية والأمراض البدينة: قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة.
10- أن في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها خلقًا آخر". فائدتان:
أ- الإرشاد إلى معاملة كل من بينك وبينه علاقة واتصال، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لابد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه.
ب- زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة.
11- لا ينبغي للعاقل أن يقصر حياته القصيرة في الهم والاسترسال مع الأكدار.
12- أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصًا في الأقوال السيئة لا تضرك، بل تضرهم.
13- أن توطن نفسك أن لا تطلب الشكر إلا من الله، كما قال تعالى في حق خواص أهله: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا}.
14- أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي الذي يقلقك.
15- حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل؛ لأن الأعمال إذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة.
16- أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالمهم، والاستعانة في ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة.

تم بحمد الله في الجمعة 4 ربيع الأول 1436