س : هل النسخ موجود في القرآن ، وما تعريفه ، وهل يمكن نسخ القرآن بالسنة ، وما الفرق بين النسخ والبداء ، وما مفهوم قول الزمخشري : ( إنما هي أمور يبديها ، لا أمور يبتديها ) ، وهل كل استثناء نسخ ، وهل كل نسخ استثناء ؟
ج :
أولا : النسخ جائز وواقع ، قال تعالى : سورة البقرة الآية 106 مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا .
ثانيا : يعرف النسخ بأنه : ( رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متراخ عنه ) .
ثالثا : يجوز نسخ القرآن بالسنة ؛ لأن كلا منهما وحي من الله جل
وعلا ، قال تعالى : سورة النجم الآية 3 وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى سورة النجم الآية 4 إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .
رابعا : البداء بمعنى : الظهور بعد الخفاء ، أو بمعنى : نشأة رأي جديد لم يكن موجودا ، وكلا المعنيين مستحيل على الله جل وعلا ؛ لما يلزمهما من سبق الجهل وحدوث العلم ، لأن الله جل شأنه قد أحاط بكل شيء علما ، قال سورة الحديد الآية 22 مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ، والله سبحانه حين نسخ بعض أحكامه ببعض ، ما ظهر له أمر كان خافيا عليه ، ولا نشأ له رأي جديد ؛ لأنه يعلم الناسخ والمنسوخ أزلا من قبل أن يشرعهما لعباده .
والجديد في النسخ إنما هو إظهاره تعالى ما علم لعباده لا ظهور ذلك له على حد العبارة : ( إنما هي أمور يبديها ولا يبتديها ) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .