ب: معنى قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}.
-اختلف المفسرون في المراد بالساق على أقوال:
-أحدها: قالوا المراد بالساق هنا هو: الأمر الشديد من الهول يوم القيامة، ذكره ابن كثير عن ابن عباس وغيره.
-وجاء عن ابن عباس أنها أول ساعة يوم القيامة.
-وذكر العيني أن قوله:{يوم يكشف عن ساق} من باب الاستعارة كما تقول العرب للرجل إذا مر بأمر عظيم وشديد شمر عن ساقه.
-ومنه أيضاً حديث النبي صلى الله عليه وسلم في إرادة الجد والتشمير في طاعة الله تعالى: "أزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه"
-وقول الشاعر: قد شمرت عن ساقها فشدوا= وجدت الحرب بكم فجدوا.
-والثاني: قالوا المراد: أن الله-عز وجل-يكشف عن ساقه الكريمة، ذكره السعدي والأشقر، واستدل الأشقر على هذا القول بحديث: "يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً"
-والقول الثالث: قيل: نورٍ عظيم يخرون له سجداً، ذكره ابن كثير.
-والذي يظهر لي-والله أعلم-أن القول الأول هو الراجح؛ لقراءة الجمهور بضم الياء{يكشف} وقرئت أيضاً: {تُكشف} بضم التاء بمعنى أن القيامة هي الكاشفة، وهذا ما استفدته من تفسير ابن عطية الأندلسي، والله أعلم.
نستغفر الله ونتوب إليه من القول على الله بغير علم، ظننت أن الاجتهاد سائغ في هذه المسألة-القول الراجح- ولا حول ولا قوة إلا بالله، نسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويتجاوز عنّا إنه ولي ذلك والقادر عليه.