دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > البرامج الخاصة > البرامج الخاصة > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 30 رمضان 1435هـ/27-07-2014م, 11:48 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي سُورَةُ المُطَفِّفِينَ

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لما قدِمَ نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ، كانوا من أخبثِ الناسِ كَيْلاً، فأنزل الله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فحسَّنوا كَيلَهُم).
1- {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} ويل كلمة تهديد ووعيد بالعذاب، وحديث أن ويل واد في جهنم لا يصح. التطفيف أخذ الشيء الطفيف أو القليل عند الوزن أو الكيل للناس.
2- {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}؛ يعني إذا كان الكيل أو الميزان لهم استوفوه،
ولم يقل: (الذين إذا اكتالوا من الناس يستوفون) قال بعض العلماء حرف على يدل على الاستعلاء بمعنى أن ذلك يكون قهرا وغصبا من الناس.
3- {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}؛ أي إذا قاموا هم بالكيل أو الميزان لغيرهم من الناس ينقصون.
في الآية قولٌ آخرُ ذكرهُ الطبري عن عيسى بن عمر النَّحْوي وهو الوقف على كالوا هم أو وزنوا هم يخسرون ولكنه مرجوح لحذف الألف من نهاية الأفعال.
4- {أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ}؛ ألم يقع في حس هؤلاء أن لهم مرد في الآخرة يحاسبون فيها على الصغير والكبير.
5- {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} وهو يوم الدين يوم القيامة وهو عظيم لعظم ما يقع فيه من أحداث.
6- {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: يوم يبعث الناس للحساب والجزاء أمام من لا يخفى عليه شيء في الأرض لا في السماء فيجازون على أكل أموال الناس بالباطل.
7- {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ}؛ ليس الأمر كما يظنون فإن سجل الفجار الذين جاوزا حدود الشرع ومنهم المطففين في الأرض السفلى
كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى)) وذلك في حق الكافر الفاجر. وقيل سجين في الأصل سجيل مشتق من السجل.
9- {كِتَابٌ مَرْقُومٌ}؛ أي أن سجل هؤلاء مسطور قد فرغ منه فلا يزيد ولا ينقص.
10- {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ
الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ}؛ هذا وعيد شديد للمكذبين بالبعث.
12- {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ}؛
أي: أنه لا يكذب بيوم الدين إلا كل معتدٍ على حق الله جل وعلا، وعلى حق الخلق، متمرسٌ في فعل الآثام مكثر منها.
13- {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا} إذا سمع الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال عنها أباطيل وحكايات القدماء.
14- {كَلاَّ} للردع والزجر، {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}:غطت قلوبهم ما اقترفوه من معاصي فذلك الرين. قَالَ الْحَسَنُ: هُوَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ حَتَّى يَعْمَى الْقَلْبُ وَيَسْوَدَّ مِنَ الذُّنوبِ، والطَّبْعُ أَنْ يُطْبَعَ عَلَى الْقَلْبِ، وَهُوَ أَشَدُّ من الرَّيْنِ.
ولهذا كان بعض السلف يقول: (إن المعاصي بريد الكفر)
وَأَخْرَجَ أَحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ، والنَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى تُغَلِّفَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي الْقُرْآنِ)).
15- {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}؛هؤلاء الكفار يحجبون عن ربهم
لا يرونه يوم القيامة عقابا فالمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة؛ كما قال الله -جل وعلا-: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَحْجُوبُونَ عَنْ كَرَامَتِهِ.
16- {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ}؛
أي: أنَّ هؤلاء الكفار سيصلون الجحيم ويعذبون فيها.
17- {ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}؛ ثم يقول لهم خزنة النار توبيخا وتبكيتا لهم ذوقوا هذا الذي كنتم به تكذبون في الدنيا.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 8 شوال 1435هـ/4-08-2014م, 01:26 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي


18- {كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}؛
لما ذكر الله تعالى ما أعده للفجار، ثنى بما أعده للأبرار، والأبرار هؤلاء هم المطيعون الممتثلون لأوامر الله تعالى. وكتابهم عالٍ قدرُهُ في السماء السابعة ويشهدُ لهذا أنه قد وردَ في بعض طرقِ حديثِ البراء بن عازب: ((اكتبوا كتابَ عبدي في علِّيِّين في السماء السابعة)) أو في الجنة.
19- {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ}؛ هذا تعظيم من الله تعالى لشأن هذا الكتاب.
20- {كِتَابٌ مَرْقُومٌ}؛ أي مسطور مختوم لا يزاد فيه ولا ينقص.
21- {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}
وردَ في حديث البراء بن عازب في صعودِ روحِ العبدِ المؤمن، قال: ((ثم يُشَيِّعُهُ مقرَّبو كلِّ سماء)) أو هم الملائكة يشهدون بما فيه يوم القيامة.
22- {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}؛ أي أن الطائعين يتقلبون في نعم الله تعالى وجنته.
23- {عَلَى الأَرَائِكِ} الأَرَائِكُ: الأَسِرَّةُ المفروشة فِي الحِجَالِ، وَلا تُطْلَقُ الأَرِيكَةُ عَلَى السَّرِيرِ إِلاَّ إِذَا كَانَ فِي حَجَلَةٍ
وهي البيت المزين بالستور لمريد الزواج؛ أو الْكِلَّةُ .{يَنْظُرُونَ} إلى ما أعد لهم من نعيم مقيم وقيل ينظرون إلى وجهه تعالى.
24- {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ}: إذا رأيتهم لا يخطئك ما تراه في وجوههم من البهجة والحسن من أثر ما يتقلبون فيه من النعم ومما أفاضه الله عليهم من فضله.
25- {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ}. الرحيق أعلى درجات الخمر فلا غش فيه ولا يفسده شيء، والمختوم ما كان له ختام يحفظه فلا يفض إلا عندما يقدم لهؤلاء الأبرار.
26- {خِتَامُهُ مِسْكٌ}؛ أي يجد الشارب في آخر شرابه ريح المسك، {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}؛ أي في الفوز بهذا النعيم فليتبارى المتسابقون .
27- {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ}؛ أي أن هذا الرحيق يمزج من عين في الجنة يقال لها تسنيم.
28- {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}؛ هذه العين يشرب منها المقربون شرابا خالصا ويشرب من دونهم في المنزلة في الجنة رحيق ممزوج من هذه العين.
عُدِّيَ الفعلُ (يشرب) بالباء، وهو يتعدَّى بدونها، وإنما ذكرت الباء، إشارة لتضمين فعل آخر، ويمكن تقديره بـ (يُروى) أو (يتلذذ) بها المقرَّبون وهذا مذهبُ أهل البصرة من النحْويين.
29- {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}: أي أن المجرمين من الكفار يسخرون من أولياء الله جل وعلا.
30- {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} والغمز هو الإشارة بالجفون والحواجب استهزاء وسخرية.
31- {وَإِذَا انْقَلَبُوا}؛ أي إذا رجعوا {إِلَى أَهْلِهِمُ} ، {انْقَلَبُوا فَكِهِينَ}؛ رجعوا منتشين يتضاحكون على حال المؤمنين يطعنون فيهم.
32- {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ}
إذا رأى الكفار المؤمنين حكموا عليهم بالضلال وأنهم ليسوا على شيء، لأنهم يعبدون إلهاً لا يرونه، ولأنهم يصدقون بيوم الدين ويتركون التنعم الدنيوي.
33- {وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ}: أي لم يكلفوا هؤلاء بأن يحصوا على المؤمنين حركاتهم وسكناتهم.
34- {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي يوم القيامة.{مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}؛ أي
إذا كان يومُ القيامة صار المؤمنون يضحكون من الكافرين؛ الذين كانوا يضحكون ويستهزؤون بهم في الدنيا.
35- {عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ}؛ أَيْ:
ينظرونَ إلى الكفار وهم يعذَّبون، فَيُسَرُّون بذلك.
36- {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}؛
أي: هل جُوزِيَ الكفارُ بهذا العذابِ الذي رآه المؤمنون بما فعلوا؟ استفهام تقريري

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 9 شوال 1435هـ/5-08-2014م, 01:35 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي سُورَةُ الانْشِقَاقِ

1- {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}: أي إذا تصدعت وتقطعت.
2- {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا}؛ أي اصغت إلى أمر ربها فأطاعته، {وَحُقَّتْ}؛ أي وحق لها أن تطيع.
3- {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ}؛ بسطت
فلا يكون فيها نتوء ولا اعوجاج {فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لا تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلا أَمْتاً}.
4- {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا}؛ أي أخرجت ما في بطنها من الأموات والكنوز، {وَتَخَلَّتْ}
تتخلى عن الإنسان فلا يستطيع أن ينتفع منها بشيء.
5- {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا}؛ سبق تفسيره.
6- {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ
إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ} جواب الشرط محذوف وتقديره كما في الانفطار "علمت نفس ما قدمت وأخرت" أي أن كل إنسان يسعى سعيا ثم يلاقي ربه بهذا السعي خيرا كان أو شرا.
7- {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} فالمؤمن يأخذ صحيفته بيمينه.
8- {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} ثم تعرض عليه سيئاته فيغفرها الله له، فذلك الحساب اليسير.
فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ)). قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً}؟ قَالَ: ((لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحِسَابِ، وَلَكِنَّ ذَلِكَ الْعَرْضُ، مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ)).
9- {وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ
مَسْرُوراً}؛ ثمَّ ينصرفُ بعد هذا الحسابِ اليسيرِ إلى أهله الذين أعدهم الله له في الجنة مبتهجا بما أعطي.
10- {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ}؛ تكون يمناه مغلولة إلى عنقه وشماله خلف ظهره فيعطى بها صحيفته.
11- {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً}؛ أي يدعو قائلا يا ثبوراه إذانا بهلاكه عياذا بالله.
12- {وَيَصْلَى سَعِيراً}؛ أي يدخل النار فيعذب فيها. وفي قراءة بتشديد اللام
وفائدة التَّشْدِيد كما قال الطبري: (أن الله يصليهم تَصْلِيَةً بعد تَصْلِيَة، وإنضاجَةً بعد إنضاجة …) وهذا يعني أن صيغة (فَعَّلَ) تدل على تكرُّرِ الحدَث وتكثيرِه.
13- {إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً}
أي كان فرحاً فَرَحَ بطر وأشر، يظن أن الساعة لا تقوم، وأن النعيم والعذاب إنما هو في الدنيا،وإلا فالسرور في ذاته ليس مذموماً، وإنما السرور والفرح الذي ينتج الإعراض عن دين الله وشرعه، كما قال الله -جل وعلا- لقارون: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}، وإلا فالمؤمن يفرح ويُسر في هذه الحياة الدنيا، ولكن هذا الفرح لا يخرجه إلى معصية الله -جل وعلا- أو الكفر بآياته.
14- {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ}؛ أي ظن أن لن يعود إلى ربه فيجازيه بعمله يوم القيامة.
15- {بَلَى}؛ أي بلى ليبعثن، {إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً}؛ وربه به عالما مطلعا على عمله صغيره وكبيره.
16- {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ}:يقسم الله تعالى بالحمرة التي تكون بعد غروب الشمس إلى وقت العشاء.
17- {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}؛ ويقسم بالليل وما جمع وضم وحوى، فإن الليل إذا أقبل آوى كل شيء إلى مأواه.
18- {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ}؛ ويقسم بالقمر إذا اكتمل وأصبح بدرا في منتصف الشهر القمري.
19- {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ}: جواب القسم لتتقلبن أيها الناس من حال إلى حال من
كونِكم نُطَفَاً في الأرحام إلى خروجِكم من بطون أمهاتِكم، إلى معايَنَتِكم أحوالَ الدنيا ونَكَدَها، إلى وصولِكم لأحوالِ الآخرة وهَوْلِها، حتى يدخلَ كل فريق منزلهُ: الجنة أو النار، وفي قراءة متواترة جاءت الباء مفتوحة بمعنى لتركبن يا محمد حال بعد حال أو سماء بعد سماء - إشارة إلى المعراج - أو لتركبن السماء حالا بعد حال من كونها تتشقق وتحمر فتصبح وردة كالدهان وتكون كالمهل إلى غير ذلك.
20- {فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} أي بمحمد صلى الله عليه وسلم ورسالته مع وجود موجبات هذا الإيمان أمامهم رأي العين.
21- {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ}؛ أي لا يخضعون فيسجدون لآيات الله وقرآنه عندما تتلى عليهم.
22- {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ}؛ أي أن مانعهم من الإيمان تكذيبهم
وجاء الفعل بصيغة المضارع، وهذا يدل على أنهم في حالهم وفي مستقبلهم يكذبون ويصرون على تكذبيهم.
23- {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ}؛ أي أعلم بما يضمرون ويخفون.
24- {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} الْكَلامُ خارجٌ مَخْرَجَ التَّهَكُّمِ بِهِم.
25- {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}: لا يمن عليهم به أو لا ينقطع عنهم.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 10 شوال 1435هـ/6-08-2014م, 01:43 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي سُورَةُ الْبُرُوجِ

1- {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} يقسم الله تعالى بالسماء وما بها من النجوم والكواكب أو منازلها الإثنى عشر.
2- {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ}؛ أي الذي وعد الله وهو يوم القيامة
{لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} .
3- {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}
أكثر المفسرين على أن الشاهد: هو يوم الجمعة؛ لأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه. والمشهود: هو يوم عرفة؛ لأن الحجاج يشهدون هذا اليوم.
والذي اختاره ابن القيم أن هذا مطلق في الشاهد والمشهود؛ أي قسماً بكل شيء شاهد أو مشهود؛ لأن الله -جل وعلا- أطلق في هذه الآية ولم يقيد، بمعنى: كل مرئي أو رائي، أو كل مدرَك أو مدرِك.

4- {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ}؛
وجوابُ القَسَم محذوف، تقديره: (لتُبْعَثُنَّ) بدلالة قوله تعالى: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ}، أي لعن أصحاب الأخدود وهم الذين أمروا بحفر الشقوقِ الكبيرة في الأرض، ومَلْئها بالنار، وإلقاء المؤمنين بها ما لم يكفروا بالله تعالى.
5- {النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ}
ذات الحطب الذي يكون وقوداً لهذه النار.
6- {إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ}؛
أي: أن أولئك المجرمين الذين خدوا الأخاديد، قعود حول هذه النار يفتنون عباد الله المؤمنين.
7- {وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ}
أي: وهؤلاء الكفار يشهدونَ على أنفسِهم بما فعلوه بالمؤمنين يوم القيامة، بعد أن حضروا تعذيبَهم.
8- {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}؛
أي: ما أنكر هؤلاء الكفار على المؤمنين إلا إيمانَهم بالله، وقد ذيل الله جل وعلا هذه الآية بقوله: {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} ، والله أعلم إشارة قدرته على قهر أعداءه؛ وإنما ابتلى المؤمنين بذلك ليمتحنهم؛ ليرى -جل وعلا-هل يصبروا ويحمدوه على كل حال ام لا.
9- {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
وهذه الجملة فيها تطمين لعباد الله المؤمنين أن الأمر كله مرده إلى الله وأن الكافر مهما تسلط في الدنيا فسوف يرد فيحاسب على ما اقترف في الدنيا. {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} عالم بكل شيء لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وهذا فيه وعد للمؤمنين بما صبروا ووعيد للكافرين بما أجرموا.
10- {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}؛
الذين فتنوا المؤمنين عن دينهم بأن خيروهم بين الكفر أو الحرق بالنار، {ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا} هذا شرط عذابهم في الآخرة وذلك غاية الكرم منه -جل وعلا- لعباده، يقتلون أولياءه، ويدعوهم -جل وعلا- إلى التوبة، {فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}؛ هؤلاء لعظم جرمهم لكونهم لم يقتصروا على الكفر بالله وحده؛ وإنما تعدوا إلى فتن المؤمنين وصدهم عن دين الله؛ زاد الله -جل وعلا- في عذابهم نكالاً لهم.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 22 شوال 1435هـ/18-08-2014م, 12:07 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي سُورَةُ الطَّارِقِ

سُورَةُ الطَّارِقِ
1- {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} الواو للقسم، يقسم الله بالسماء والطارق ما يظهر ليلا.
3- {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} أي الذي يخترق الظلام بلمعانه وشدة إضاءته.
4- {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} جواب القسم ومعناه ما من نفس إلا عليها رقيب يحصي حركاتها وسكناتها وهم الملائكة.
5- {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ}:
هذا أمر من الله لعباده بأن يتفكروا في مبدأ خلقهم؛ فهذا يورث العبد إيماناً بربه، وزيادة لإيمانه مع إيمانه.
6- {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ}؛ متدفق مندفع والمقصود مني الرجل وماء المرأة يمتزجان في رحم المرأة فيخلق منهما الإنسان.
7- {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}؛ صلب الرجل ظهره أو العمود الفقري والترائب موضع القلادة من الصدر أو أضلاع المرأة. وقيل صلب الرجل وترائبه. وقيل الترائب يداه ورجلاه، وقيل أطراف الرجل والرجلان واليدان والعينان وقيل غير ذلك.
8- {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}؛ أي قادر على بعثه بعد موته. واختلفوا في عود الضمير فقيل على الإنسان وقيل على رجع الإنسان ماء وقيل على الماء والأول أرجح. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: أَيْ: إِنْ شِئْتُ رَدَدْتُهُ من الكِبَرِ إِلَى الشبابِ، وَمِنَ الشبابِ إِلَى الصِّبَا، وَمِنَ الصِّبَا إِلَى النُّطْفَةِ.
9- {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}؛ أي يوم تختبر وتعرف خبايا النفوس.
10- {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ}؛ فما للإنسان من قوة يمنع بها عن نفسه ولا ناصر يلوذ به فينصره.
11- {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} والرجع المطر.
12- {وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} والصدع الشق في الأرض عند الإنبات.
13- {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ}؛ أي هذا القرآن فرقانا بين الحق والباطل.
14- {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}؛ أي أنه جد لا هزل فيه.
15- {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً}؛ يمكرون لإبطال الحق أو يمكرون بأهل الحق.
16- {وَأَكِيدُ كَيْداً}؛ أي أن الله تعالى يستدرجهم من حيث لا يعلمون مقابل كيدهم.
17- {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ}؛ أي لا تعجل عليهم وأنظرهم قليلا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون.

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 16 ذو الحجة 1435هـ/10-10-2014م, 11:17 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي حلية طالب العلم

المـُــقـَـدِّمـَـةُ

انبرى المؤلف رحمه الله في تأليف هذا الكتاب حين لمس إقبال الشباب على تعلم العلم الشرعي، فأراد أن يتعهد طالب العلم في طريقه لطلب العلم ليجنبه التعثر الذي تسببه الانحرافات الفكرية والعقدية والسلوكية والطائفية والحزبية. وأرسى الشيخ رحمه الله قاعدة مفادها أن العلم لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه المتخلي عن آفاته، ولهذا عني العلماء بتأليف مصنفات في هذه الآداب، والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.
وهذه الحلية تهذب الطالب وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم وأدبه مع نفسه ومع مدرسيه ودرسه وزميله وكتابه وثمرة علمه، فالآداب نواقضها آفات، من فاته أدب اقترف المفرط آفة من آفاته، والناس في ذلك مقل ومستكثر، صعودا إلى السنة والوجوب ونزولا إلى الكراهة والتحريم.
وهذه الآداب منها ما يخص عموم المكلفين ومنها ما يخص طالب العلم ومنها ما يعرف ضرورة بالشرع أو بالعرف ويدل عليه عموم الشرع، والمؤلف رحمه الله أراد ضرب المثل ولم يعن الإحاطة بكل هذه الآداب.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 16 ذو الحجة 1435هـ/10-10-2014م, 11:39 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي الفصلُ الأوَّلُ : آدابُ الطالبِ في نفسِه

اعلم رحمك الله أن طلب العلم عبادة، فإن علمت ذلك فاعلم أن لقبول العبادة شرطين: الإخلاص والمتابعة
العلْمُ عِبادةٌ :
قالَ بعضُ العُلماءِ : ( العِلْمُ صلاةُ السِّرِّ ، وعبادةُ القَلْبِ )
لقولِه تعالى :{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ...} الآيةَ .وفي الحديثِ : (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ... )) الحديثَ .
كيف ينتقل طلب العلم من أَفْضَلِ الطاعاتِ إلى أَحَطِّ المخالَفاتِ؟؟ ولا شيءَ يَحْطِمُ العِلْمَ مثلُ الرياءِ : رياءُ شِرْكٍ ، أو رِياءُ إخلاصٍ ومِثلُ التسميعِ ، بأن يَقولَ مُسَمِّعًا : عَلِمْتُ وحَفِظْتُ .
وللعُلماءِ مؤلفات في النَهْيُ عن ( الطَّبُولِيَّاتِ ) وهي المسائلُ التي يُرادُ بها الشُّهْرَةُ . وقد قيلَ: ( زَلَّةُ العالِمِ مَضروبٌ لها الطَّبْلُ )
وعن سفيانَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ :( كُنْتُ أُوتِيتُ فَهْمَ الْقُرْآنِ ، فَلَمَّا قَبِلْتُ الصُّرَّةَ سُلِبْتُهُ )
ويُؤْثَرُ عن سُفيانَ بنِ سَعيدٍ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى قولُه : ( مَا عَالَجْتُ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ نِيَّتِي )
وعن عمرَ بنِ ذَرٍّ أنه قالَ لوالدِه : يا أبي ! ما لَكَ إذا وَعَظْتَ الناسَ أَخَذَهم البُكاءُ ، وإذا وَعَظَهم غيرُك لا يَبكونَ ؟ فقال : يا بُنَيَّ ! لَيْسَت النائحةُ الثَّكْلَى مثلَ النائحةِ المسْتَأْجَرَةِ .
2- الْخَصْلَةُ الجامعةُ لِخَيْرَي الدنيا والآخِرةِ ( مَحَبَّةُ اللهِ تعالى ومَحَبَّةُ رسولِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وتَحقيقُها بتَمَحُّضِ المتابَعَةِ وقَفْوِ الأثَرِ للمعصومِ .قال اللهُ تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } وبالجُملةِ فهذا أَصلُ هذه ( الْحِلْيَةِ )، ويَقعانِ منها مَوْقِعَ التاجِ من الْحُلَّةِ .

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 23 ذو الحجة 1435هـ/17-10-2014م, 07:00 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ


كنْ سَلَفِيًّا (السلف: هم الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان إلى يوم الدين) على الْجَادَّةِ (الطريق المسلوك أو الجد الذي لا هزل فيه) ، طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ (أي اعتقادا وعملا ) ونحوِها مُتَمَيِّزًا بالتزامِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِك (مقتفيا هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومطبقا لسنته في جميع أحوالك) وتَرْكِ الْجِدالِ (والجدال ليس كله مذموما قال تعالى "وجادلهم بالتي هي أحسن" ولكن إذا بينت الحق فأعرض عن الجدال حتى لا تقع في المراء) والْمِراءِ (الاستمرار في الجدال وحب الانتصار للنفس وحمل الغير على النزول على رأيك، قال صلى الله عليه وسلم "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا") والْخَوْضِ في عِلْمِ الكلامِ (استعمال المنطق والفلسفة وإعمال العقل في مسائل الدين وتقديمه على ما ثبت بالشرع من قرآن وسنة) وما يَجْلُبُ الآثامَ ويَصُدُّ عن الشرْعِ .

قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى :
( وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا ) اهـ. (أي أن الذهبي رحمه الله نقل هذا القول عن الدارقطني رحمه الله ثم نفى عنه الاشتغال بعلم الكلام وأثبت كونه سلفيا)

وهؤلاءِ هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) (أي المتبعون المقتدون بالسنة والجماعة هي جماعة المسلمين الذين لا يتحزبون على مناهج باطلة مخالفة للقرآن والسنة، ويعظمون السماع على الكلام، الذين لم تتلوث فطرهم بعلم الكلام الذين يثبتون ما أثبته الله تعالى ورسوله لنفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، (أي صفوتهم وخيارهم) وهم خيرُ الناسِ للناسِ (لأنهم أنفعهم للناس كما جاء في الحديث، فهم أحرص الناس على هداية الناس ودلالتهم على الطريق المستقيم ) اهـ . فالْزَم السبيلَ { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } . (فالحق واحد وللباطل طرق كتيرة متشعبة)

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 24 ذو الحجة 1435هـ/18-10-2014م, 08:55 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى :

التَّحَلِّي بعِمارةِ الظاهِرِ والباطِنِ بخشْيَةِ اللهِ تعالى: مُحافِظًا على شعائرِ الإسلامِ وإظهارِ السُّنَّةِ ونَشرِها بالعَمَلِ بها والدعوةِ إليها دَالًّا على اللهِ بعِلْمِكَ وسَمْتِكَ وعَمَلِكَ مُتَحَلِّيًا بالرجولةِ والمساهَلَةِ والسمْتِ الصالحِ .ومِلاكُ ذلك خَشيةُ اللهِ تعالى ، ولهذا قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى :( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى )
فالْزَمْ خَشيةَ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ فإنَّ خيرَ الْبَرِيَّةِ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى، وما يَخشاهُ إلا عالِمٌ، إِذَنْ فخيرُ البَرِيَّةِ هو العالِمُ ولا يَغِبْ عن بَالِكَ أنَّ العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا ولا يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ . أصل العلم خشية الله وخشية الله هي الخوف المبني على العلم والتعظيم ولهذا قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }، والفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تكون من عظم المخشي والخوف من ضعف الخائف، ولكن قد يقال خَفِ الله { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } وهذا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس. وليس المقصود العالم ضد الجاهل ولكن العالم الرباني الذي يعمل بعلمه، لأنه إذا لم يعمل بعلمه صار من أول تسعر بهم النار يوم القيامة، وعدم العمل بالعلم يورث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه } بعدها ؟ { ونسوا حظا مما ذكروا به } وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي قد يكون بمعنى ينسونه دينيا أوينسونه يتركونه لأن النسيان في اللغة العربية يطلق بمعنى الترك، أما إذا عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدى قال الله تعالى: { والذين اهتدوا زادهم هدى } ويزيده تقوى ولهذا قال: { وآتاهم تقواهم }
وأَسْنَدَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى بسَنَدٍ فيه لَطيفةٌ إسناديَّةٌ برِوايةِ آباءٍ تِسعةٍ فقالَ : أَخبَرَنا أبو الفَرَجِ عبدُ الوَهَّابِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الحارثِ بنِ أَسَدِ بنِ الليثِ بنِ سُليمانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ سُفيانَ بنِ زَيدِ بنِ أُكَينةَ بنِ عبدِ اللهِ التميميُّ من حِفْظِه ، قالَ : سَمِعْتُ أبي يقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سمعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ ، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ .
وهذا اللفظُ بنَحوِه مَرْوِيٌّ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 26 ذو الحجة 1435هـ/20-10-2014م, 12:33 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي دوامُ الْمُراقَبَةِ

التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى (وهي ثمرة من ثمرات الخشية) في السرِّ والعَلَنِ (فإنه تعالى{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}) (فمن عمل بمقتضى هذه الصفة ، وصل إلى أعلى مراتب الدين وهي صفة الإحسان ، وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) سائرًا إلى ربِّك بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ (فهو يخاف بسبب فِعل نفسِه ويرجو بسبب رحمة ربه، وهذا يدل على خطأ من يقول : العبادة تكون بالمحبة (فقط) ، بل لابد في العبادة من خوف ورجاء ومحبة) الإمام أحمد رحمه الله يقول : ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه، وأقرب الأقوال في ذلك أن الإنسان إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيء فليغلب جانب الخوف، ولكن يجب الحذر من رجاء المفلسين الذين يغلبون الرجاء ولم يقدموا عملا.
فأَقْبِلْ على اللهِ (فالإقبال على الله تعالى من أسباب الإعانة، من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا) بكُلِّيَّتِكَ (أي بجميعك) ولْيَمْتَلِئْ قلْبُك بِمَحبَّتِه
{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} ولسانُك بذِكْرِه { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} والاستبشارِ والفرْحِ والسرورِ بأحكامِه وحُكْمِه سبحانَه { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 29 ذو الحجة 1435هـ/23-10-2014م, 12:58 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي خَفْضُ الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ

تَحَلَّ بآدابِ النفْسِ من العَفافِ (الترفع عنما يشين النفس من الفواحش وسوء الخلق) والحِلْمِ والصبرِ (أي عدم التسرع في رد الإساءة والصبر على أذى الناس) والتواضُعِ للحَقِّ (أي قبول الحق إذا علمه من أي أحد كائن من كان) وسكونِ الطائرِ من الوَقارِ (عدم الخفة والطيش والتزام السكينة) والرزانةِ وخَفْضِ الْجَناحِ (التواضع) مُتَحَمِّلًا ذُلَّ التعلُّمِ لعِزَّةِ العِلْمِ (فلابد للمتعلم أن يقابل عزة العلم بالتذلل له حتى يناله) ذَليلًا (خاضعا) للحَقِّ .
وعليه : فاحْذَرْ نَواقِضَ هذه الآدابِ فإنَّها مع الإثْمِ تُقيمُ على نَفْسِكَ شاهدًا على أنَّ في العَقْلِ عِلَّةً (أي أن من أصاب شيئا من هذه النواقض فهو مع ما أصابه من ذنب يظهر خفته وضحالة عقله). وعلى حِرمانٍ من العلْمِ والعملِ به ، فإيَّاكَ والْخُيلاءَ (العجب يكون في القلب فإذا ظهرت آثاره على البدن أصبح خيلاء) فإنه نِفاقٌ (لأنه يظهر من نفسه ما ليس فيها) وكِبرياءُ وقد بَلَغَ من شِدَّةِ التَّوَقِّي (الحذر) منه عندَ السلَفِ مَبْلَغًا : ومن دقيقِه ما أَسنَدَه الذهبيُّ في تَرجمةِ عمرِو بنِ الأسودِ العَنْسِيِّ الْمُتَوَفَّى في خِلافةِ عبدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوانَ رَحِمَه اللهُ تعالى : أنه كان إذا خَرَجَ من المسجدِ قَبَضَ بيمينِه على شِمالِه فُسِئَل عن ذلك ؟ فقال : مَخافةَ أن تُنافِقَ يَدِي .قلتُ :يُمْسِكُها خَوفًا من أن يَخْطُرَ بيدِه في مِشيتِه ، فإنَّه من الْخُيلاءِ. اهـ .
واحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةِ ( الْكِبْرَ )؛ فإنَّ الكِبْرَ (
فسره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الكبر بطر (جحد) الحق وغمط (احتقار) الناس) والحرْصَ والحسَدَ أوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللهُ به (فيما نعلم من معصية الشيطان وإلا فقد أشعرت الملائكة بوجود عصاة قبل الشيطان "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء" ، فتَطَاوُلُكَ على مُعَلِّمِكَ (الترفع عليه ومضادة كلامه ورفع الصوت عليه ونحو ذلك) كِبرياءُ، واستنكافُكَ (امتناعك) عَمَّن يُفيدُك مِمَّنْ هو دونَك كِبرياءُ، وتَقصيرُك عن العمَلِ بالعِلْمِ حَمْأَةُ كِبْرٍ وعُنوانُ حِرمانٍ .


العـلْـمُ حــربٌ للـفَـتَـى الْمُتَـعَـالِـي كالسيْلِ حرْبٌ للمكانِ الْعَالِي


(أي أن المتعالي لا ينفعه العلم كما لا ينفع السيل المكان المرتفع) فالْزَمْ – رَحِمَك اللهُ – اللُّصُوقَ إلى الأرضِ والإزراءَ على نفسِك وهَضْمَها (التنقص منها وانظر إلى قصة موسى عندما ابتلاه الله تعالى بالرحلة إلى الخضر لعلمه بعدما أجاب بأنه أعلم أهل الأرض) ومُراغَمَتَها (مغالبتها) عندَ الاستشرافِ لكِبرياءَ أو غَطرسةٍ أو حُبِّ ظُهورٍ أو عُجْبٍ ... ونحوِ ذلك من آفاتِ العِلْمِ القاتلةِ له الْمُذهِبَةِ لِهَيْبَتِه الْمُطْفَئِةِ لنورِه وكُلَّمَا ازْدَدْتَ عِلْمًا أو رِفعةً في وِلايةٍ فالزَمْ ذلك ، تُحْرِزْ سعادةً عُظْمَى ، ومَقامًا يَغْبِطُكَ عليه الناسُ .
وعن عبدِ اللهِ بنِ الإمامِ الحُجَّةِ الراويةِ في الكتُبِ الستَّةِ بكرِ بنِ عبدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ رَحِمَهما اللهُ تعالى قالَ :
( سَمِعْتُ إنسانًا يُحَدِّثُ عن أبي ، أنه كان واقفًا بعَرَفَةَ فَرَقَّ (
رقَّت نفسُه وبدأت العبرة تخرج من عينه ثم بعد ذلك أزرى بنفسه وتَنقَّصها فقال: أخشى أن لا يُغفر لهم بسببي)، فقالَ : لولا أَنِّي فيهم ، لقُلْتُ قد غُفِرَ لهم ) .
خَرَّجَه الذهبيُّ ثم قالَ : ( قلتُ : كذلك يَنبغِي للعبْدِ أن يُزْرِيَ على نفسِه ويَهْضِمَها ) اهـ .

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 5 محرم 1436هـ/28-10-2014م, 11:05 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي القناعةُ والزَّهادةُ

التَّحَلِّي بالقَناعةِ (أي يقنع ويكتفي بما آتاه الله تعالى ولا يتطلع إلى حياة الترف والرفاهية فيثقل كاهله ويضيع عمره في تحصيل ذلك أدركه أم لم يدركه) والزَّهادةِ ، وحقيقةُ الزهْدِ ( الزهْدُ بالحرامِ والابتعادُ عن حِمَاهُ ، بالكَفِّ عن الْمُشتَبِهَاتِ وعن التَّطَلُّعِ إلى ما في أيدي الناسِ ) (الزهد بالحرام، هذا واجب على جميع الأعيان ولا يعد فضيلة إلا إذا اقترن بترك المشتبهات وعدم التطلع إلى فضول المعايش، وهناك فرق بين الورع والزهد، فالورع ترك ما يضر في الآخرة أما الزهد فترك ما لا ينفع في الآخرة) .
والشبهات تشمل صورا :
الصورة الأولى : إذا كان هناك مسائل يختلف أهل العلم فيها وللخلاف محله ، فحينئذ هذه المسائل من الشبهات.
الصورة الثانية : مسائل فيها أدلة متعارِضة ، ولم يعرف كيفية الجمع بينها ، فهذه من المسائل المُشتبهات.
الصورة الثالثة : أن يكون هناك مسائل لا ندري هل تدخل في تطبيق الحرام أو في تطبيق الحلال

ويُؤْثَرُ عن الإمامِ الشافعيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( لو أَوْصَى إنسانٌ لأَعْقَلِ الناسِ صُرِفَ إلى الزهَّادِ ) (أي أن الإمام الشافعي رحمه الله كان يرى الزهاد أعقل الناس بحث لو أطلقت الوصية لذوي العقل لكان الزهاد أولى الناس بها
لأنهم انتفعوا بما لديهم ولم يُـقدِموا على مالا ينفعهم، وليس المراد بالزهد ترك الدنيا ، وإنما المراد بالزهد الاقتصار على ما ينفع، فمن جاءته الدنيا واستعملها فيما ينفعه في الآخرة فإنه يُعد زاهدا، ولكن الأمر فقط مجازي وإلا لو أوصى شخص وأطلق فقد يصرف لذوي المروءة والوقار ومن في حكمهم) وعن مُحَمَّدِ بنِ الحسَنِ الشيبانيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى لَمَّا قِيلَ له : أَلَا تُصَنِّفُ كتابًا في الزهْدِ ؟ قال : ( قد صَنَّفْتُ كِتابًا في البُيوعِ ) لأن من عرف البيوع وأحكامها وتحرز من الحرام واستحل الحلال فإن هذا هو الزاهد.
يعني:( الزاهدُ مَن يَتَحَرَّزُ عن الشُّبُهاتِ والمكروهاتِ في التجاراتِ وكذلك في سائرِ الْمُعاملاتِ والْحِرَفِ ) اهـ .
وعليه فليكنْ مُعْتَدِلًا في مَعاشِه بما لا يُشِينُه بحيثُ يَصونُ نفسَه ومَن يَعولُ ولا يَرِدُ مَواطِنَ الذلَّةِ والْهُونِ .
وقد كان شيخُنا مُحَمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ الْمُتَوَفَّى في 17/12/1393 هـ رَحِمَه اللهُ تعالى متَقَلِّلًا من الدنيا وقد شاهَدْتُه لا يَعرِفُ فِئاتِ العُملةِ الوَرَقِيَّةِ وقد شافَهَنِي بقولِه :
( لقد جِئْتُ من البلادِ – شِنقيطَ – ومعي كَنْزٌ قلَّ أن يُوجدَ عندَ أحدٍ وهو ( القَناعةُ )، ولوأرَدْتُ المناصِبَ لعَرَفْتُ الطريقَ إليها ولكني لا أُؤْثِرُ الدنيا على الآخِرةِ ولا أَبْذُلُ العلْمَ لنَيْلِ المآرِبِ الدُّنيويَّةِ ) فرَحِمَه اللهُ تَعَالَى رَحمةً واسعةً آمِينَ .

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م, 12:09 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي التَّحَلِّي برَوْنَقِ العِلْمِ

التَّحَلِّي بـ ( رَوْنَقِ العِلْمِ ) حُسْنِ السمْتِ والْهَدْيِ الصالحِ (أي الصورة الظاهرة ، بحيث تكون أخلاقه الظاهرة وكلامه وملبسه ، دالاً على كونه من طلبة العلم وهذا يشمل أمور منها:) دَوامِ السكينةِ والوَقارِ والخشوعِ والتواضُعِ ولزومِ الْمَحَجَّةِ (وهي وسط الطريق الموصل إلى المُراد بحيث لا يميل يمنة ولايسرة) بعِمارةِ الظاهِرِ والباطنِ والتَّخَلِّي عن نواقِضِها .
وعن ابنِ سيرينَ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ : ( كَانُوا يَتَعَلَّمُون الْهَدْيَ كما يَتَعَلَّمُون العِلْمَ ) وعن رجاءِ بنِ حَيْوَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ لرَجُلٍ : (حَدِّثْنَا ، ولا تُحَدِّثْنا عن مُتَمَاوِتٍ (أي من مات قلبه) ولا طَعَّانٍ (من كان دأبه الطعن في الآخرين) رواهما الخطيبُ في ( الجامِعِ ) وقالَ :( يَجِبُ على طالبِ الحديثِ أن يَتَجَنَّبَ : اللعِبَ ، والعَبَثَ ، والتبَذُّلَ في المجالِسِ بالسُّخْفِ والضحِكِ والقَهْقَهَةِ وكثرةِ التنادُرِ وإدمانِ الْمِزاحِ والإكثارِ منه ، فإنما يُستجازُ من الْمِزاحِ بيَسيرِه ونادِرِه وطَريفِه والذي لا يَخْرُجُ عن حدِّ الأَدَبِ وطَريقةِ العلمِ ، فأمَّا متَّصِلُه وفاحِشُه وسخيفُه وما أَوْغَرَ منه الصدورَ وجَلَبَ الشرَّ فإنه مَذمومٌ وكثرةُ الْمِزاحِ والضحِكِ يَضَعُ من القدْرِ ويُزيلُ الْمُروءةَ ) اهـ . (على طالب العلم
أن يتجنب اللعب والعبث "والذين هم عن اللغو معرضون" إلا ما جاءت به الشريعة , كاللعب برمحه وسيفه وفرسه لما في ذلك من الإعانة على الجهاد في سبيل الله، ويجب تجنب كثرة المزاح والضحك والقهقهة وخاصة عند عامة الناس حتى لا تذهب هيبة العلم، والمراد بالمروءة اجتناب الإنسان مالا يُثنى عليه من الأوصاف عند الناس عرفا) وقد قيلَ : ( مَنْ أَكْثَرَ مِن شيءٍ عُرِفَ به ) فتَجَنَّبْ هاتِيكَ السقَطَاتِ في مُجالَسَتِكَ ومُحادَثَتِك .وبعضُ مَن يَجْهَلُ يَظُنُّ أنَّ التبَسُّطَ في هذا أَرْيَحِيَّةٌ (أي أن بعض الجهال يظنون أن كثرة المزاح تولد ارتياحا نفسيا في المجالس وهذا غير صحيح بل إن هذا يولد نفرة عند الناس من كثرة التبذل).
وعن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ : ( جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه ) وفي كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ (ويجب ألا يظن بذلك أن عمر رضي الله عنه أفضل من أبي بكر رضي الله عنه، وقد
أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أحاديث مناقب عمر "إن يكن فيكم محدثون فعمر" وغيره : بأن عمر إنما يتلقى الإصابة بواسطة , أما أبو بكر فيتلقاها بلا واسطة أي أن عمر كان يحدث بما أملاه عليه قلبه واجتهاده فيصيب ويخطأ لكن أبا بكر لم يكن يحدث إلا بما تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن يقدم على ذلك شيء، فكان رأيه أصوب وأثبت من عمر رضي الله عن الجميع) في القَضاءِ : ( وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ ) (يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ)) وجعلها ثوبين لأنه يكذب على نفسه أولا بما ليس فيها ثم على الناس ثانيا).وانْظُرْ شَرْحَه لابنِ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى .

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 14 محرم 1436هـ/6-11-2014م, 01:02 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي التحلي بالمروءة

التَّحَلِّي بـ ( الْمُروءةِ ) وهي فعل ما يجمله ويزينه , واجتناب ما يدنسه ويشينه عند الناس، وما يَحْمِلُ إليها ، من مَكارِمِ الأخلاقِ (من مكارم الأخلاق التسامح في موضع التسامح والعزم في موضع العزيمة أي بما تقتضيه الحكمة، مثال ذلك القصاص من القاتل؛ قد يحكم فيه بقتل القاتل أو الدية أو عفو أولياء الدم مجانا، وقد يحكم بالقتل وإن قبل أولياء الدم الدية لأن المصلحة تقتضي قتل القاتل) وطَلاقةِ الوَجْهِ (هذا هو الأصل بسط الوجه والبشاشة ولكن ليس مع كل الناس ولكن حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة) ، وإفشاءِ السلامِ (إلقاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين إلا في موضع يتطلب الهجر الشرعي كما في قصة كعب بن مالك عندما تخلف عن غزوة تبوك مع صاحبيه، وأما أهل الكتاب فلا يبدؤون بالسلام وإذا سلموا يرد عليهم فقط قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "إنا غادون إلى يهود، فلا تبدءوهم بالسلام، وإن سلموا عليكم فقولوا: وعليكم") وتُحَمُّلِ الناسِ (الصبر على أذاهم) والأَنَفَةِ من غيرِ كِبرياءَ (عدم قبول المهانة مع تجنب الكبر) والعِزَّةِ في غيرِ جَبَرُوتٍ (ألا يقبل الظلم على نفسه ولا يظلم غيره) والشهامةِ في غيرِ عَصَبِيَّةٍ (نفع الغير وإن لم يكونوا من ذوي الأرحام) والْحَمِيَّةِ في غيرِ جَاهليَّةٍ (الدفع عن الناس في الحق بنية شرعية).
وعليه فتَنَكُّبُ ( خَوارِمِ الْمُروءةِ ) في طَبْعٍ أو قولٍ أو عَمَلٍ من حِرفةٍ مَهِينَةٍ أو خَلَّةٍ رَديئةٍ (هذا يدل على أن هذه الصفة يمكن اكتسابها بتربية النفس ومعاهدتها) كالعُجْبِ والرياءِ والبَطَرِ والْخُيلاءِ واحتقارِ الآخرينَ وغِشْيَانِ مَواطِنِ الرِّيَبِ (المقصود ألا يضع المرء نفسه في موضع شبهة، وخير دليل عليها حديث صفية رضي الله عنها) .

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 14 محرم 1436هـ/6-11-2014م, 11:19 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي التمتع بخصال الرجولة

تَمَتَّعْ بِخِصالِ الرجولةِ من الشجاعةِ (الإقدام الذي يسبقه رأي وتفكير) وشِدَّةِ البَأْسِ في الحقِّ (الصبر على المكاره في سبيل نصرة الحق) ومَكارِمِ الأخلاقِ والبَذْلِ في سبيلِ المعروفِ (فلا بد أن يكون في سبيل المعروف وليس المنكر أو ما لا نفع فيه، وله صور فقد يكون بالمال أو الجاه أو العلم) حتى تَنْقَطِعَ دونَك آمالُ الرجالِ (يعني حتى لا يسبقك أحد ممن اتصف بصفات الرجولة الحقة) .
وعليه فاحْذَرْ نَوَاقِضَها : من ضَعْفِ الْجَأْشِ (وهو الجبن والخور)، وقِلَّةِ الصبْرِ وضَعْفِ الْمَكَارِمِ فإنها تَهْضِمُ العِلْمَ (
تُنقص مقدار العلم وتذهب نوره) وتَقْطَعُ اللسانَ عن قَوْلَةِ الْحَقِّ (تُعجز الإنسان عن أن يتكلم بالحق)، وتَأْخُذُ بناصيَتِه إلى خُصومِه (تجعل طالب العلم في حالة يتمكن أعداؤه منه) في حالةٍ تَلْفَحُ بسمومِها في وُجوهِ الصالحينَ من عِبادِه (ويتمكنون من بث سمومهم في سمعته) .

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 19 محرم 1436هـ/11-11-2014م, 01:21 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي هجر الترفه

لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ ) ( هذا يخص طالب العلم وغير طالب العلم، فقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينهى عن كثرة الإرفاه وهو التنعم، ويأمر بالاحتفاء أحيانا وهو السير حافيا)؛ فإنَّ ( البَذاذةَ (عدم التنعم والترفه) من الإيمانِ ) وخُذْ بوَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه : ( وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ (والمعنى : أحذركم كثرة التنعم باللباس وبالبدن وكل شيء) وزِيَّ العَجَمِ (التشبه بهم)، وتَمَعْدَدُوا (معد بن عدنان هذا أعلى أجداد الرسول عليه الصلاة والسلام بعد عدنان وكان ينهى عن الترفه أو التشبه بالعجم) واخْشَوْشِنُوا (ضد الليونة والتنعم).... ) .
وعليه فازْوَرَّ (
أعرض) عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ (يجعلها أشبه بطباع الإناث من الرقة وعدم التحمل) ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ الأَوْهَامِ (مرعاة نظرة الناس إليك) ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانكَ، مَشْغُولٌ بالتأَنُّقِ في مَلْبَسِكَ وإن كان منها شِيَاتٌ (الأمور القليلة التي ليست بمحمودة) ليست مُحَرَّمَةً ولا مَكروهةً لكن ليست سَمْتًا صالحًا والحِلْيَةُ في الظاهرِ كاللِّباسِ عُنوانٌ على انتماءِ الشخصِ بل تَحديدٌ له ، وهل اللِّباسُ إلا وَسيلةٌ من وسائلِ التعبيرِ عن الذاتِ ؟!
فكُنْ حَذِرًا في لِباسِكَ؛ لأنه يُعَبِّرُ لغَيْرِكَ عن تَقْوِيمِك في الانتماءِ والتكوينِ والذوْقِ ، ولهذا قِيلَ : الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ والناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك بل إنَّ كيفِيَّةَ اللُّبْسِ تُعْطِي للناظِرِ تَصنيفَ اللابسِ من : الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو التصابِي وحُبِّ الظهورِ، فخُذْ من اللِّباسِ ما يَزينُك ولا يَشينُك ولا يَجْعَلْ فيكَ مَقالًا لقائلٍ ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ ، وإذا تلاقَى مَلْبَسُك وكيفيَّةُ لُبْسِك بما يَلتَقِي مع شَرَفِ ما تَحْمِلُه من العِلْمِ الشرعيِّ كان أَدْعَى لتعظيمِك والانتفاعِ بعلْمِك، بل بِحُسْنِ نِيَّتِك يكونُ قُرْبَةً إنه وسيلةٌ إلى هِدايةِ الْخَلْقِ للحَقِّ .وفي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ : ( أَحَبُّ إليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ )
(ولهذا جاء في الحديث أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر باختيار الثياب البيضاء وقال : ((الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمْ الْبِيضَ وَكَفِّنُوا فِيه مَوْتَاكُمْ)) . أي : ليَعْظُمَ في نفوسِ الناسِ فيَعْظُمَ في نفوسِهم ما لَدَيْهِ من الْحَقِّ .
والناسُ – كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالى – كأسرابِ الْقَطَا (
القطا نوع من أنوا ع الطيور) ، مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ .فإيَّاكَ ثم إيَّاكَ من لِباسِ التصابِي (لِبس مثل لبس الصبيان بحيث يظن الناس أنك صغير السن)، أمَّا اللِّباسُ الإفرنجيُّ فغَيرُ خافٍ عليك حُكْمُه (حكمه التحريم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم)) .والمقصود اللباس المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم) ، وليس معنى هذا أن تأتِيَ بلِباسٍ مُشَوَّهٍ لكنه الاقتصادُ في اللِّباسِ برَسْمِ الشرْعِ ، تَحُفُّه بالسمْتِ الصالحِ والْهَدْيِ الْحَسَنِ (الإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه بغير إسراف).
وتَطْلُبُ دلائلَ ذلك في كتُبِ السنَّةِ والرِّقاقِ ، لا سِيَّمَا في ( الجامعِ ) للخطيبِ .
ولا تَسْتَنْكِرْ هذه الإشارةَ فما زالَ أهلُ العِلْمِ يُنَبِّهُون على هذا في كُتُبِ الرِّقاقِ والآدابِ واللِّباسِ ، واللهُ أَعْلَمُ .

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 20 محرم 1436هـ/12-11-2014م, 12:24 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي الإعراض عن مجالس اللغو

اللغو نوعان: نوع لا فائدة منه ولا مضرة، ونوع محرم لما فيه من الباطل والمنكر { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم }. لا تَطَأْ بِساطَ مَن يَغْشُونَ في نادِيهم الْمُنْكَرَ ، ويَهْتِكُون أستارَ الأَدَبِ، (فالواجب إنكار المنكر وإلا الانصراف) مُتَغَابِيًا عن ذلك ( متغافلا عنه كأنك لا ترى المنكر) ، فإنْ فعَلْتَ ذلك فإنَّ جِنايَتَكَ على العِلْمِ وأَهْلِه عظيمةٌ (لأنّ الناس يزدرون ويهتكون أستار الأدب مع أهل العلم ولا يقيمون لهم وزنا).

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 20 محرم 1436هـ/12-11-2014م, 11:27 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي الإعراض عن الهيشات

التَّصَوُّنُ (الاحتراز) من اللَّغَطِ (اختلاط الأصوات وكثرتها دون فهم) والْهَيْشَاتِ (المقصود الأسواق) ، فإنَّ الغَلَطَ تحتَ اللَّغَطِ (لأن اللغط يؤدي إلى الفتنة)، وهذا يُنافِي أَدَبَ الطَّلَبِ .
ومن لَطيفِ ما يُسْتَحْضَرُ هنا ما ذَكَرَه صاحبُ ( الوَسيطِ في أُدباءِ شِنْقِيطَ ) وعنه في ( مُعْجَمِ الْمَعاجِمِ ) .
( إنه وَقَعَ نِزاعٌ بينَ قَبيلتينِ ، فسَعَتْ بينَهما قَبيلةٌ أُخرى في الصُّلْحِ فتَرَاضَوْا بِحُكْمِ الشرْعِ وحَكَّمُوا عالِمًا فاستَظْهَرَ (فظهر له الحكم بـ) قتلَ أربعةٍ من قبيلةٍ بأربعةٍ قُتِلُوا من القبيلةِ الأخرى ، فقالَ الشيخُ بابُ بنُ أحمدَ : مثلُ هذا لا قِصاصَ فيه (أي أن هذه الحالة ليس فيها شرعا قصاص). فقالَ القاضي : إنَّ هذا لا يُوجَدُ في كتابٍ (أي ترك القصاص في هذه الحالة ليس عليه دليل) .فقالَ : بل لم يَخْلُ منه كتابٌ (معلوم شرعا بالضرورة). فقالَ القاضي : هذا ( القاموسُ ) – يعني أنه يَدْخُلُ في عُمومِ كتابٍ (فهات منه برهان على ما تقول)- .
فتَنَاوَلَ صاحبُ الترجمةِ ( القاموسَ ) وَأَوَّلَ ما وَقَعَ نَظَرُه عليه : ( والْهَيْشَةُ الفتنةُ وأمُّ حُبَيْنٍ وليس في الْهَيْشاتِ قَوَدٌ ) أي : في القتيلِ في الفِتنةِ لا يُدْرَى قاتِلُه فتَعَجَّبَ الناسُ من مِثْلِ هذا الاستحضارِ في ذلك الموقِفِ الْحَرِجِ ) اهـ ملَخَّصًا .

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م, 11:56 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي التحلي بالرفق

الْتَزِم الرِّفْقَ (السهولة واللين) في القوْلِ ، مُجْتَنِبًا الكلمةَ الجافيةَ فإنَّ الْخِطابَ اللَّيِّنَ يتَأَلَّفُ النفوسَ الناشِزَةَ (فالأفضل تجنب الغلظة والتزام اللين إلا أن يتطلب الأمر بعض العنف فليس من الحكمة وضع اللين في غير موضعه، ولكن إذا دار الأمر بين اللين والشدة فالأفضل اللين ولا شك لأنه أدعى لإزالة الجفاء وأدعى لقبول الحق) .
وأَدِلَّةُ الكتابِ والسنَّةِ في هذا مُتكاثِرَةٌ

قال تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
قال تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)
قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه)

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م, 12:36 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي التأمل

التَّحَلِّي بالتأمُّلِ (المراد التأني ووضوح المعنى عند التكلم واستشراف النتائج) ، فإنَّ مَن تَأَمَّلَ أَدْرَكَ ، وقيلَ : ( تَأَمَّلْ تُدْرِكْ ) (أي تدرك السلامة باستشراف النتائج وبالتالي التحرز من الخطأ).
وعليه فتَأَمَّلْ عندَ التَّكَلُّمِ : بماذا تَتَكَلَّمُ (من حيث الإبهام والوضوح أو الإجمال والتفصيل) ؟ وما هي عائدتُه (استشراف النتائج وتوقعها) ؟ وتَحَرَّزْ في العِبارةِ والأداءِ دونَ تَعَنُّتٍ (المشقة والتكلف) أو تَحَذْلُقٍ (تصنع المهارة) ، وتَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ كيفَ تَختارُ القالَبَ المناسِبَ للمعنى الْمُرادِ (حتى لا يوهم الاختيار بغير المعنى المراد)، وتَأَمَّلْ عندَ سؤالِ السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ (أيضا حتى لا يحمل السؤال على غير وجهه) ؟ وهكذا .

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 29 محرم 1436هـ/21-11-2014م, 12:21 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي الثبات والتثبت

تَحَلَّ بالثباتِ (الصبر والمصابرة في الطلب وقد يشمل الثبات في المعتقدات وفي نصرة الحق وعلى العمل الصالح) والتَّثَبُّتِ (التثبت من الأخبار والتثبت قبل إصدار الأحكام) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) لا سِيَّمَا في الْمُلِمَّاتِ (عند الأحداث والنوازل والفتن) والْمُهِمَّاتِ ومنه : الصبرُ والثباتُ في التَّلَقِّي وطيُّ الساعاتِ في الطلَبِ على الأشياخِ (عدم التنقل بين الأشياخ دون تحصيل تأصيلي) ، فإنَّ ( مَن ثَبَتَ نَبَتَ ) (من صابر وجاهد في طلب العلم وصل إلى مرتبة العلماء).

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 4 صفر 1436هـ/26-11-2014م, 12:03 AM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي

كيفيَّةُ الطلَبِ ومَراتِبُه :
( مَن لم يُتْقِن الأصولَ ، حُرِمَ الوُصولَ ) (من لم يتعلم قواعد وأسس العلم لم يتسنى له الرسوخ في العلم)
( ومَن رامَ العلْمَ جُملةً ، ذَهَبَ عنه جُمْلَةً ) (من أراد تحصيل كل العلم جملة واحدة لم يحصل منه شيئا)
وقيلَ أيضًا : ( ازدحامُ العِلْمِ في السمْعِ مَضَلَّةُ الفَهْمِ ) .
السمع كلما كان مصغيا بالتدرج من الأقل إلى الأكثر كان ذلك أدعى إلى الفهم والتحصيل.
وعليه فلا بُدَّ من التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه ، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ (لابد مع الإتقان من الأمانة)، لا بالتحصيلِ الذاتيِّ وَحْدَه (فإن
من دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه)؛ وآخِذًا الطلَبَ بالتدَرُّجِ (فإن طلب العلم جملة يذهبه جملة كما سلف) . وكذلك أنزل القرآن:
قالَ اللهُ تعالى : { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا }
وقالَ تعالى : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } .وقالَ تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ }
فأمامَك أمورٌ لا بُدَّ من مُراعاتِها في كلِّ فنٍّ تَطْلُبُه :
- حفْظُ مُخْتَصَرٍ فيه و
لا تَنْتَقِلْ عنه بلا مُوجِبٍ.
- ضبْطُه على شيخٍ متْقِنٍ (وهذا يفيد ثلاث: اختصار المدة وقلة التكلف وتصويب الوجهة) .
- عدَمُ الاشتغالِ بالْمُطَوَّلاتِ وتَفاريقِ الْمُصَنَّفاتِ قبلَ الضبْطِ والإتقانِ لأَصْلِه (
يتقن المختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنه ثم بعد ذلك يفيض إلى المطولات) .
- اقتناصُ الفوائدِ والضوابِطِ العِلْمِيَّةِ (المراد بذلك القيد لما يعرض له من فوائد والضوابط التي ينبني عليها كثير من المسائل).
- جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه ، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ .

وكان من رأيِ ابنِ العربيِّ المالِكِيِّ أن لا يَخْلِطَ الطالبُ في التعليمِ بينَ عِلْمَين وأن يُقَدِّمَ تعليمَ العربيَّةِ والشعْرِ والْحِسابِ ، ثم يَنتَقِلَ منه إلى القُرآنِ (تعلم العربية أولا
يكون مسلما بالنسبة لمن لا ينطق العربية لكن ينبغي ألا نقدم الشعر والحساب على القرآن).
لكن تَعَقَّبَه ابنُ خَلدونَ بأنَّ العوائدَ لا تُساعِدُ على هذا وأنَّ الْمُقَدَّمَ هو دراسةُ القرآنِ الكريمِ وحِفْظُه ؛ لأنَّ الوَلَدَ ما دام في الْحِجْرِ يَنقادُ للحُكْمِ ، فإذا تَجاوَزَ البُلوغَ ؛ صَعُبَ جَبْرُه .
أمَّا الْخَلْطُ في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَرَ ؛ فهذا يَختلِفُ باختلافِ المتعلِّمينَ في الفَهْمِ والنشاطِ .

وكان من أهلِ العلمِ مَن يُدَرِّسُ الفقهَ الحنبليَّ في ( زادِ الْمُسْتَقْنِعِ ) للمبتدئينَ و (الْمُقْنِعِ ) لِمَن بعدَهم للخِلافِ المذهبيِّ ، ثم ( الْمُغْنِي ) للخِلافِ العالي ، ولا يَسْمَحُ للطبقةِ الأُولى أن تَجْلِسَ في دَرْسِ الثانيةِ .وهكذا ؛ دَفْعًا للتشويشِ (هذا يتفق مع ما تقدم من الصواب التدرج في الطلب وعدم تشويش الذهن بالمطولات).
واعْلَمْ أنَّ ذِكْرَ الْمُختصراتِ فالْمُطَوَّلَاتِ التي يُؤَسَّسُ عليه الطلَبُ والتلَقِّي لدى المشايخِ تَختَلِفُ غالبًا من قُطْرٍ إلى قُطْرٍ باختلافِ الْمَذاهِبِ وما نَشأَ عليه عُلماءُ ذلك الْقُطْرِ من إتقانِ هذا المختَصَرِ والتمَرُّسِ فيه دونَ غيرِه .
والحالُ هنا تَختلِفُ من طالبٍ إلى آخَرَ باختلافِ القرائحِ والفهومِ وقُوَّةِ الاستعدادِ وضَعْفِه ، وبُرودةِ الذِّهْنِ وتَوَقُّدِه .

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 03:49 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي مراحل الطلب

  • في توحيد العبادة: ثلاثة الأصول (مدارها على حديث سؤال القبر) ثم القواعد الأربع (مدارهاعلى سورة العصر) ثم كشف الشبهات ثم كتاب التوحيد جميعها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
  • في توحيد الأسماء والصفات: العقيدة الواسطية ثم الحموية ثم التدمرية لشيخ الإسلام بن تيمية ثم العقيدة الطحاوية، الواسطية أجمع من الحموية والتدمرية من حيث اشتمالها على توحيد الأسماء والصفات والإيمان باليوم الآخر ومنهج السلف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير أن الحموية والتدمرية أوسع منها في باب الأسماء والصفات.
  • في النحو الآجرومية ثم ملحةالإعراب (وإن كان الشيخ بن عثيمين تجاوزها) ثم قطر الندى لابن هشام ثم ألفية بن مالك مع شرحها لابن عقيل
  • في الحديث: الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام (أحاديثه من البخاري ومسلم) ثم بلوغ المرام (أوسع من عمدة الأحكام وهو داخل فيه وفيه بيان درجة الحديث وأوصى به الشيخ) ثم المنتقى للمجد بن تيمية وهو أكبر كثيرا من بلوغ المرام ولكنه أضعف منه حيث لا يبين مرتبة الحديث ثم الكتب الستة
  • في المصطلح: نخبة الفكر لابن حجر (حوالي ثلاث صفحات ومؤلفة على طريقة السبر والتقسيم) ثم ألفية العراقي (رأى الشيخ أن تفهم ولا تحفظ)
  • في الفقه: آداب المشي إلى الصلاة ثم زاد المستقنع للحجاوي أو عمدة الفقه ثم المقنع للخلاف المذهبي ثم المغني للخلاف العالي، وذكر الشيخ خلافه: العمدة ثم المقنع ثم الكافي ثم المغني
  • في أصول الفقه: الورقات للجويني ثم روضة الناظر لابن قدامة
  • في الفرائض: الرحبية ثم الفوائد الجلية لابن باز، وفضل الشيخ البرهانية على الرحبية لأنها أوسع وأجمع وأخصر ولها شرح لابن سلوم مفيد جدا
  • في التفسير: تفسير بن كثير (مفيد من حيث التفسير بالأثر) ، ولكن من حيث الإعراب والبلاغة رشح الشيخ الكشاف للزمخشري ولكن به طامات في العقيدة لأنه كان معتزلي
  • في أصول التفسير المقدمة لشيخ الإسلام بن تيمية
  • في السيرة: مختصرها لمحمد بن عبد الوهاب وأصلها لابن هشام وزاد المعاد لابن قيم الجوزية ولكنه كتاب تاريخ وفقه
  • في لسان العرب: المعلقات السبع (رشح الشيخ معها لامية أبي طالب) والقاموس للفيروز آبادي

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 09:12 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي تلقي العلم عن الأشياخ

فوائد تلقي العلم عن الأشياخ:

  1. سرعة تحصيل العلم: بمعنى الوصول مباشرة إلى الراجح في مسائل الخلاف
  2. سهولة تحصيل العلم: بمعنى إدراك المعنى المراد بدلا من الغوص في بطون الكتب
  3. الرابطة التي تنشأ بين الطالب وشيخه
  4. في الكتب أشياء تصد عن العلم يتجنبها المتلقي عن الأشياخ منها:
  1. التصحيف العارض الناتج عن عدم وجود النقط على الحروف
  2. قراءة ما لا يكتب: مثل الروم والإشمام
  3. كتابة ما لا يقرأ: مثل واو عمرو
  4. دمج الفقرات مما يحيل المعنى
  5. الخطأ في الإعراب سواء من القاريء أو من الكتاب
  6. زوغان البصر عند القراءة
  7. مذهب صاحب الكتاب
  8. سقم النسج ورداءة النقل
  9. عدم معرفة مصطلحات العلم
  10. استخدام ألفظ أعجمية غير معلومة المعنى

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م, 09:56 PM
باسم صالح باسم صالح غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الأول
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: القاهرة - مصر
المشاركات: 138
افتراضي الفصل الثالث : أدب الطالب مع شيخه

لا بد ابتداء لانتفاع الطالب بالعلم من شيخه أن يثق في علمه وفي أدبه
أدب الطالب مع الشيخ يشمل أمور:

  1. إلقاء السلام عليه
  2. ألا تسبقه بقول أو مسير
  3. الجلوس جلسة المتأدب
  4. مخاطبته باحترام وتوقير
  5. حسن الاستماع إليه
  6. ترك المماراة والتطاول
  7. تجنب إكثار الكلام عنده
  8. لا تناديه باسمه مجردا ولا حتى مع لقبه ولا بتاء الخطاب ولا تناديه من بعيد إلا مضطرا
  9. إظهار السرور والاستفادة من الدرس
  10. تصويب الشيخ إن أخطأ ولا يسقطه ذلك
  11. تجنب امتحان الشيخ علميا أو امتحان صبره
  12. استئذان الشيخ عند الانتقال لغيره فذلك أملك لقلبه وأرعى لحرمته وأجلب لنصحه
  13. ترك المبالغة في تعظيم الشيخ من لحس الأيدي والانحناء عند السلام واستعمال الألفاظ الرخوة (مع جواز تقبيل الأيدي والأكتاف والسلام بكلتا اليدين )
  14. عدم تقليد الشيخ في حركاته وسكناته إلا ما كان له من هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيقتدى به في ذلك
لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا
للعلماء فيها قولان: أحدهما لا تنادوه باسمه فتكون دعاء هنا مضاف إلى المفعول، والثاني لا تجعلوا دعاء الرسول إياكم فتكون دعاء هنا مضاف إلى الفاعل

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir