مجلس مذاكرة محاضرة مدخل لقراءة كتاب "معاني القرآن وإعرابه"

[رولا بدوي]

المجموعة الرابعة:

1: بيّن منهج الزجّاج رحمه الله في كتابه "معاني القرآن وإعرابه".

ذكر الزجاج أنه صنف هذا الكتاب ليبين معاني القرآن و إعراب بالقصد الأول، و يبين تفسيره بالقصد الثاني، فهو يبين المعنى لغة ثم يذكر ما ورد عن السلف فيه.
قال الزجاج في كتتبه( و إنما نذكر مع الإعراب المعنى و التفسير، لأن كتاب الله ينبغي أن يتبين، ألا ترى أن الله يقول( أفلا يتدبرون القرآن)، فحضضنا على التدبر و النظر، لكن لا ينبغي لأحد أن يتكلم إلا على مذهب اللغة، أو ما يوافق أهل العلم).
الكتاب حسن البيان، يشرح المسائل شرحًا يثلج الصدر، يشبه طريقة الطبري و المبرد.
يعبر عن الألفاظ اللغوية بطريقة حسنة السمت
يفسر القرآن باللغة، و لا يعتمد القياس فقط بل يعرضه على كلام العرب و القرآن و سائر الأخبار.
لا يعتمد المنقول المروي فقط، يظهر من كلامه مذهبه في علم الاشتقاق و تبحره فيه، فهو يرى أن تصاريف مادة الكلمة لا بد أن ترجع إلى معنى واحد مشترك يجمع بين تصاريف الكلمة.
_يرد على العلماء السابقين و يعرض الاحتمالات التي يحتملها معنى الآية، و يقدم بعضها على بعض و يذكر وجه كل قول مع ترجيح ما يراه أولى، كقوله هذا القول هو الصواب أو الراجح لكن القول الآخر لا ينكر و له وجه من الصحة)
_ممن يرد عليهم أبي عبيدة، صاحب مجاز القرآن، و أحيانًا يرد على، لكن كثيرًا ما يرد دون ذكر اسمه، فيقول قال بعض النحويين، و يرد ايضَا على غيره، و خاصة فيما تفردوا به من أقوال
_ القرءات: يحكي القراءات و يتكلم عن صحيحها و مقبولها، و ردها و منكرها، بقدر ما علم منها و ثبت عنده.
و كرر كثيرا القول بوجوب اتباع رسم المصحف و عدم مخالفته، و القراءة المجمع عليها عنده أولى بالاتباع.
رواية حفص لم تكن معروفة له،و يذكر عن عاصم روايتين فقط؛ رواية أبي بكر بن عياش، و رواية ابو عمرو ابن العلاء.

_أحيانا ينقل القول بالمأثور و يعلق عليه، و يبين الراجح و المرجوح من الأقوال عنده، مستخدما التعبير: و جاء بالتفسير، و أولى في التفسير و نحو ذلك، و يريد بذلك التفسير المأثور عن السلف أو من سبقه من المفسرين أو نحو ذلك.
_يتحرى الأقوال؛ و يدل على ذلك قوله ( و إنما حكينا في ها ما قال الناس، و ليس عندنا قطع في هذا و الله عز و جل أعلم بحقيقته)
_لا يظهر في كتابه علمه بالفقه، و إن كان له تعليق على بعض المسائل الفقهية، ما بين إشارة و توسع في ذكر المسائل: كحديثه عن صلاة الخوف، كما أنه ورد قوله ( و نحن بين في هذه الآية ما قاله جمهور الفقهاء و ما توجبه اللغة).
_منهجه العقدي : يرد على الإشكالات و الاعتراضات الواردة عن الآيات، و يحل الإشكالات بالجمع بالمعنى الظاهري مما ظاهره التعارض.
كما وافق المعتزلة في بعض المسائل و خالفهم في كثير من المسائل و كثير ما يقول و هذا قول أهل السنة و يرجحه.
_و لا يظهر من كتابه عنايته بالصناعة الحديثية،، لكن ورد ما يشير لعنايته بعلم الحديث، كقوله( هذا الذي ضبطه أصحاب الحديث)
.


2: ما سبب وجود بعض الإشكالات في كتاب الزجّاج؟ وكيف يتعامل الطالب معها؟
الإشكالات
إشكالية طبعة
و إشكالية لغة
طبعة عالم الكتب المشهورة بها أخطاء ما بين تصحيف أو تحريف، و هي طبعة سيئة، و يحتاج طالب العلم ان يتناولها بالنقد و التدقيق،و و يعرض ما يشكل عنده على كتاب تهذيب اللغة للأزهر، فهو صحح كثير من إشكالات هذا الكتاب، و كذلك كتاب الإغفال لابي على الفارسي.
إشكالية اللغة؛مع ان كثير من عبارات الكتاب جاءت واضحة لا إشكال فيها، للطالب المبتدئ و المتوسط،
جاد بالكتاب كثير من العبارات غير الواضحة التي لا يفهمها إلا الطالب المتقدم، و هذا يعود لإحد السببين:
السبب الأول؛ صعوبة المادة العلمية، بسبب تعرض الزجاج لمسائل دقيقة في النحو و الصرف و العلل النحوية و القياس، و هذه المسائل تحتاج توسع في دراسة علم النحو و الصرف.
السبب الثاني؛ المصطلحات التي يستخدمها الزجتج و التي تناسب معهود المتقدمين و تصعب علي المتأخرين، لتقدم عصر الزجاج.
لذا فقراءة هذا الكتاب و ما يشابهه يحتاج لقراءة متدبرة، لفهم الكلام و تأمل السياق،. الوصول لما يريده الزجاج بما يورده.
لا يسارع طالب العلم إلى أول فهم يعرض له، بل لا بد له من إعمال العقل و البحر في المسألة، فمراعاة الفرق الزمني و الفرق العلمي ولغة العلماء وقته باب للفهم الصحيح و الاستفادة الكبيرة من الكتاب.