دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 صفر 1442هـ/7-10-2020م, 07:46 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

وقفات مع سيرة صحابي جليل
كان من أسعد الناس حظا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعظمهم بركة بتلك الصحبة؛ وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة؛ فبورك له في عمره وولده وماله وعلمه بركة عظيمة هي من دلائل النبوة.
أنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ويكنى بأبو حمزة الأنصاري الخزرجي
الوقفة الأولى : سمي بخادم رسول الله
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنس ابن عشر سنين؛ فجاءت به أمه أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدمه؛ فواظب على خدمته عشر سنين، فكان من أعرف الناس بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى من دلائل النبوة شيئاً كثيراً ، وروى من ذلك ما دون في الصحاح والمسانيد والسنن منه شيء كثير.
فكان يتسمى بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفتخر بذلك فلزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات، ثم أحسن صحبة أبي بكر وعمر وكانا يثنيان عليه، ثم شهد بعض الفتوح مع المسلمين، ثم سكن البصرة، وكان له بها أرض وزرع ومال، وطال عمره حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين.
- قال: المثنى بن سعيد الذارع: سمعت أنس بن مالك يقول: (قلَّ ليلةٌ تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم
قال المثنى: وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه. رواه الإمام أحمد وهذا يدل على كثرة ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام
الوقفة الثانية : أثر الرسول في تربية أنس بن مالك .
فقد تربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله.
وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم".
- وقال سعيد من منصور: حدثني حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟). رواه مسلم.
الوقفة الثالثة : شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام واتباع هديه
كان شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على اتباع هديه، وكان من شدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم يحبّ ما يرى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يحبّه من الطعام.
- الإمام مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: إنَّ خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقاً فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم «يتتبع الدباء من حوالي القصعة»، قال: «فلم أزل أحب الدباء من يومئذ» رواه البخاري.
وقال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت قال أبو هريرة ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم سليم يعني أنس رضي الله عنه .
فكان لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير على غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من كنوز السنة النبوية العطرة، بفضل هذه الصحبة الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الوقفة الرابعة بركة دعوة النبي
قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: حدثنا أنس، قال: جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أزَّرتني بنصف خمارها، وردَّتني بنصفه، فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني، أتيتك به يخدمك فادع الله له، فقال: «اللهم أكثر ماله وولده».

قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادّون على نحو المائة، اليوم). رواه مسلم.
فيه قال أنس فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وأن ارضي لتثمر في السنة مرتين . رواه الطبراني

الوقفة الخامسة عبادته:-
قال انس ابن سيرين كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر . قال عفان بن مسلم: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: (ما بقي أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري). رواه ابن سعد.
وروى الأنصاري عن أبيه ، عن ثمامة، قال : كان أنس يصلي حتى تفطر قدماه دما ، مما يطيل القيام - رضي الله عنه
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا . وهذا في غير الصلاة
-روى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال : ضعف أنس عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد ، ودعا ثلاثين مسكينا ، فأطعمهم
-قال همام بن يحيى: حدثني من صحب أنس بن مالك قال : لما أحرم أنس، لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقائه على إحرامه .
- ابن عون عن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال: (لا يتقي الله عبد حتى يخزن من لسانه). رواه ابن وهب وابن أبي شيبة
الوقفة السادسة علمه:
كان من ملامح شخصية أنس بن مالك كثرة علمه ودوام صحبته للرسول عليه الصلاة والسلام .
فعندما أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة سبب في حفظ رضي الله عنه وفقه وتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.
وكان بعض كبار الصحابة يسألونه عن بعض ما يعلم من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين ، وكان يحب طلابه ويقريهم وربما فضلهم بالحديث عن أولاده لما يرى من حرصهم على العلم.
وعن أنس بن مالك أنه قال لبنيه: (يا بني قيدوا العلم بالكتاب). رواه ابن سعد. لأنتم أحب إلي من عِدَّتكم من ولد أنس إلا أن يكونوا في الخير مثلكم). رواه ابن سعد.
- قال محمد بن سيرين: كان أنس إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن سعد.
- وقال البخاري فِي التاريخ الكبير: قال لي نصر بْن علي، أخبرنا نوح بْن قيس، عن خَالِد بْن قيس، عن قتادة: 2 لما مات أَنَس بْن مالك، قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذاك يَا أبا المعتمر ؟ قال: كَانَ الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا فِي الْحَدِيث، قلنا: تعال إِلَى من سمعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
ولهذا لم يكن رضي الله عنه ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على 2200 من الأحاديث؛ مما يدل على عظيم أثره، وعلوّ همته في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول صلى الله عليه وسلم.

الوقفة السابعة غزواته:
شهد المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى روي أنه خرجه معه إلى بدر يخدمه ولم يقاتل. وإنما لم يذكروه في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل ، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات .
قال عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال : شهدت مع رسول الله الحديبية وعمرته والحج والفتح وحنينا والطائف وخيبر ]
كما شهد الفتوح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
الوقفة الثامنة مما روي عنه في التفسير:
أ: عن أنس رضي الله عنه، قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: «يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع»، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: «اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، - يعني المشركين - ثم تقدم»، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: «يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد»، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح، أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس: " كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}). متفق عليه وهذا لفظ البخاري، وقد روى هذا الحديث عن أنس: ثابت وحميد الطويل، وقال البخاري: {نحبه} عهده.
ب: هشيم، عن حميد، عن أنس، قال: قال عمر رضي الله عنه: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: {"عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن"} «فنزلت هذه الآية» رواه البخاري.
ج: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس في هذه الآية {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} قال: الحديبية). رواه البخاري وابن جرير.
الوقفة التاسعة وفاته:
تُوُفِّي رضي الله عنه - بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية، وقيل: سنة تسعين.
ما يستفاد من سيرته :
1- شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام وتأثره بأخلاقه حتى أنه احب ما يحبه النبي من الطعام .
2- توظيفه رضي الله عنه لذكائه وحفظه لحفظ سنة النبي عليه الصلاة والسلام ونقلها لأمته
3- حبه الشديد للعلم وحرصه على تلاميذه لمعرفته باهتمامهم بنقل العلم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام
4- بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له فكانت سبب في كثرة ماله وولده وطول عمره
5- فضل الدعاء بالبركة في كل ما يخص المسلم
6- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على جميع الاعمال الصالحة من طلب للعلم والصدقة وطول القيام ونفع الناس والجهاد في سبيله
7- وصيته لتلاميذه رضي الله عنه بأهمية تقيد العلم بالكتابة
8- شدة اقتدائه بالنبي عليه الصلاة والسلام فكانت صلاته كصلاة النبي عليه الصلاة والسلام

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 صفر 1442هـ/11-10-2020م, 01:21 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
وقفات مع سيرة صحابي جليل
كان من أسعد الناس حظا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعظمهم بركة بتلك الصحبة؛ وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة؛ فبورك له في عمره وولده وماله وعلمه بركة عظيمة هي من دلائل النبوة.
أنه الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ويكنى بأبو حمزة الأنصاري الخزرجي
الوقفة الأولى : سمي بخادم رسول الله
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وأنس ابن عشر سنين؛ فجاءت به أمه أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخدمه؛ فواظب على خدمته عشر سنين، فكان من أعرف الناس بشؤون النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى من دلائل النبوة شيئاً كثيراً ، وروى من ذلك ما دون [يفضل تشكيل حروف هذه الكلمة (دُوِّن) حتى لا تُقرأ (دُونَ)] في الصحاح والمسانيد والسنن منه شيء كثير.
فكان يتسمى بخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفتخر بذلك فلزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات، ثم أحسن صحبة أبي بكر وعمر وكانا يثنيان عليه، ثم شهد بعض الفتوح مع المسلمين، ثم سكن البصرة، وكان له بها أرض وزرع ومال، وطال عمره حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين.
- قال: المثنى بن سعيد الذارع: سمعت أنس بن مالك يقول: (قلَّ ليلةٌ تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم
قال المثنى: وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه. رواه الإمام أحمد وهذا يدل على كثرة ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام [العزو؟]
الوقفة الثانية : أثر الرسول في تربية أنس بن مالك .
فقد تربى أنس بن مالك رضي الله عنه على يد الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم تربية خاصة، فمنذ بلغ العاشرة من عمره أتت به أمه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ليخدمه ويتربى على يديه، فقالت له: "هذا أنس غلامٌ يخدمك"، فقَبِله.
وروى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم".
- وقال سعيد من منصور: حدثني حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟). رواه مسلم.
الوقفة الثالثة : شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام واتباع هديه
كان شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على اتباع هديه، وكان من شدة محبته للنبي صلى الله عليه وسلم يحبّ ما يرى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم يحبّه من الطعام.
- الإمام مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: إنَّ خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا ومرقاً فيه دُبَّاء وقديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم «يتتبع الدباء من حوالي القصعة»، قال: «فلم أزل أحب الدباء من يومئذ» رواه البخاري.
وقال علي بن الجعد عن شعبة عن ثابت قال أبو هريرة ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم سليم يعني أنس رضي الله عنه .
فكان لأنس بن مالك رضي الله عنه الأثر الكبير على غيره من الناس، ذلك أنه كان رضي الله عنه يحمل الكثير من كنوز السنة النبوية العطرة، بفضل هذه الصحبة الطويلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
الوقفة الرابعة بركة دعوة النبي
قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: حدثنا أنس، قال: جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أزَّرتني بنصف خمارها، وردَّتني بنصفه، فقالت: يا رسول الله! هذا أنيس ابني، أتيتك به يخدمك فادع الله له، فقال: «اللهم أكثر ماله وولده».

قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادّون على نحو المائة، اليوم). رواه مسلم.
فيه قال أنس فلقد دفنت من صلبي سوى ولد ولدي مائة وخمسة وعشرين وأن ارضي لتثمر في السنة مرتين . رواه الطبراني

الوقفة الخامسة عبادته:-
قال انس ابن سيرين كان أنس بن مالك أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر . قال عفان بن مسلم: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: (ما بقي أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري). رواه ابن سعد.
وروى الأنصاري عن أبيه ، عن ثمامة، قال : كان أنس يصلي حتى تفطر قدماه دما ، مما يطيل القيام - رضي الله عنه
كما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا . وهذا في غير الصلاة
-روى معاذ بن معاذ، حدثنا عمران، عن أيوب، قال : ضعف أنس عن الصوم ، فصنع جفنة من ثريد ، ودعا ثلاثين مسكينا ، فأطعمهم
-قال همام بن يحيى: حدثني من صحب أنس بن مالك قال : لما أحرم أنس، لم أقدر أن أكلمه حتى حل من شدة إبقائه على إحرامه .
- ابن عون عن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال: (لا يتقي الله عبد حتى يخزن من لسانه). رواه ابن وهب وابن أبي شيبة
الوقفة السادسة علمه:
كان من ملامح شخصية أنس بن مالك كثرة علمه ودوام صحبته للرسول عليه الصلاة والسلام .
فعندما أتت به أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخدمه، أخبرته صلى الله عليه وسلم أنه كاتب، وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا في النفر القليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مما يدل على فطنة أنس رضي الله عنه وذكائه منذ الصغر، فقد كان حينها لم يتجاوز العاشرة من عمره، وقد كان هذا الذكاء وهذه الفطنة سبب في حفظ رضي الله عنه وفقه وتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل إنه في المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما في كثرة الأحاديث التي رواها وحفظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسنده ألفان ومائتان وستة وثمانون حديثًا، اتفق له البخاري ومسلم على مائة وثمانين حديثًا، وانفرد البخاري بثمانين حديثًا، ومسلم بتسعين حديثًا.
وكان بعض كبار الصحابة يسألونه عن بعض ما يعلم من شؤون النبي صلى الله عليه وسلم حتى حدث عنه خلق كثير من التابعين ، وكان يحب طلابه ويقريهم وربما فضلهم بالحديث عن أولاده لما يرى من حرصهم على العلم.
وعن أنس بن مالك أنه قال لبنيه: (يا بني قيدوا العلم بالكتاب). رواه ابن سعد. لأنتم أحب إلي من عِدَّتكم من ولد أنس إلا أن يكونوا في الخير مثلكم). رواه ابن سعد.
- قال محمد بن سيرين: كان أنس إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن سعد.
- وقال البخاري فِي التاريخ الكبير: قال لي نصر بْن علي، أخبرنا نوح بْن قيس، عن خَالِد بْن قيس، عن قتادة: 2 لما مات أَنَس بْن مالك، قال مورق: ذهب اليوم نصف العلم، قيل: كيف ذاك يَا أبا المعتمر ؟ قال: كَانَ الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا فِي الْحَدِيث، قلنا: تعال إِلَى من سمعه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
ولهذا لم يكن رضي الله عنه ليحتفظ بهذا العلم لنفسه أو يكتمه عن غيره ممن لاقاهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أن بارك الله له في عمره ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفادت منه أجيال التابعين، ورووا عنه وحفظوا ما رواه هو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عنه ما يزيد على مائتين وخمسة وثمانين من الصحابة والتابعين، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يزيد على 2200 من الأحاديث؛ مما يدل على عظيم أثره، وعلوّ همته في تبليغ العلم الذي حصّله من الرسول صلى الله عليه وسلم.

الوقفة السابعة غزواته:
شهد المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى روي أنه خرجه معه إلى بدر يخدمه ولم يقاتل. وإنما لم يذكروه في البدريين لأنه لم يكن في سن من يقاتل ، شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثماني غزوات .
قال عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال : شهدت مع رسول الله الحديبية وعمرته والحج والفتح وحنينا والطائف وخيبر ] [العزو؟]
كما شهد الفتوح بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
الوقفة الثامنة مما روي عنه في التفسير:
أ: عن أنس رضي الله عنه، قال: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال: «يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع»، فلما كان يوم أحد، وانكشف المسلمون، قال: «اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء، - يعني المشركين - ثم تقدم»، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: «يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد»، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح، أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل وقد مثل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال أنس: " كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}). متفق عليه وهذا لفظ البخاري، وقد روى هذا الحديث عن أنس: ثابت وحميد الطويل، وقال البخاري: {نحبه} عهده.
ب: هشيم، عن حميد، عن أنس، قال: قال عمر رضي الله عنه: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: {"عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن"} «فنزلت هذه الآية» رواه البخاري.
ج: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس في هذه الآية {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} قال: الحديبية). رواه البخاري وابن جرير.
الوقفة التاسعة وفاته:
تُوُفِّي رضي الله عنه - بالبصرة، قيل: سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين من الهجرة النبوية، وقيل: سنة تسعين.
ما يستفاد من سيرته :
1- شدة محبته للرسول عليه الصلاة والسلام وتأثره بأخلاقه حتى أنه احب ما يحبه النبي من الطعام .
2- توظيفه رضي الله عنه لذكائه وحفظه لحفظ سنة النبي عليه الصلاة والسلام ونقلها لأمته
3- حبه الشديد للعلم وحرصه على تلاميذه لمعرفته باهتمامهم بنقل العلم وسنة النبي عليه الصلاة والسلام
4- بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام له فكانت سبب في كثرة ماله وولده وطول عمره
5- فضل الدعاء بالبركة في كل ما يخص المسلم
6- حرص الصحابة رضوان الله عليهم على جميع الاعمال الصالحة من طلب للعلم والصدقة وطول القيام ونفع الناس والجهاد في سبيله
7- وصيته لتلاميذه رضي الله عنه بأهمية تقيد العلم بالكتابة
8- شدة اقتدائه بالنبي عليه الصلاة والسلام فكانت صلاته كصلاة النبي عليه الصلاة والسلام


التقويم: أ
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir