دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > جامع علوم القرآن > بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي (بصيرة فى نكح ونكد )

(بصيرة فى نكح ونكد )

النكاح: الوطء، وقد يكون العقد، تقول: نكحتها، ونكحت هى، أى تزوجت. وهى ناكح فى بنى فلان، أى ذات زوج منهم. واستنكحها بمعنى نكحها، وأنكحها، أى زوجها.
ورجل نكحة كهمزة: كثير النكاح.
[النكح] والنكح: كلمة كانت العرب تزوج بها.
والنكاح استعمل فى القرآن بمعان:
الأول: بمعنى بلوغ الصبى: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح} أى الحلم.
وبمعنى العطاء والهبة: {إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين}، وكان النبى صلى الله عله وسلم يجوز له النكاح بلفظ الهبة.
وبمعنى الصحبة والمجامعة: {حتى تنكح زوجا غيره} أى تجامع.
وبمعنى التزويج، والتزوج: {ولا تنكحوا المشركات} أى لا تزوجوهن، {وأنكحوا الأيامى منكم} أى زوجوهن، {فانكحوا ما طاب لكم من النسآء} أى تزوجوا بهن.
نكد عيشهم، بالكسر، ينكد نكدا: اشتد. ونكدت الركية: قل ماؤها. قال الله تعالى: {والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} أى قليل النزل والريع، وهذا مثل لقلوب الكافرين.
ورجل نكد ونكد، أى عسر، وقوم أنكاد ومناكيد.
ونكدنى فلان حاجتى أى منعنى إياها. وعطاء منكود: نزر قليل.

  #52  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:07 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نكر )

( بصيرة فى نكر )

النكرة: ضد المعرفة: وقد نكرت الرجل بالكسر نكرا ونكورا، وأنكرته واستنكرته، كله بمعنى. قال الأعشى:
*وأنكرتنى وما كان الذى نكرت * من الحوادث إلا الشيب والصلعا*
وقد نكره فتنكر، أى غيره فتغير إلى مجهول. والمنكر واحد المناكير. [وأصل الإنكار أن يرد على القلب ما لا يتصوره وذلك ضرب من الجهل] قال تعالى: {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم}، وقال تعالى: {فعرفهم وهم له منكرون}. وقد يستعمل ذلك فيما ينكر باللسان، وسبب الإنكار باللسان الإنكار بالقلب، لكن ربما ينكر اللسان الشىء وصورته فى القلب حاضرة، ويكون [فى] ذلك كاذبا. وعلى هذا قوله تعالى: {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها}.
والمنكر: كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه أو تتوقف/ فى استقباحه العقول فتحكم الشريعة بقبحه، وإلى هذا القصد فى قوله تعالى: {الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر}.
وتنكير الشىء من حيث المعنى جعله بحيث لا يعرف، قال تعالى: {نكروا لها عرشها}.
والنكير: الإنكار، قال تعالى: {فكيف كان نكير} أى إنكارى والنكر: المنكر، قال تعالى: {لقد جئت شيئا نكرا}، وقد يحرك مثل عسر وعسر قال:
*وكانوا أتو،ى بشىء نكر*
وقال تعالى: {يوم يدع الداع إلى شيء نكر}.
والإنكار: تغيير المنكر. ورجل نكر ونكر، أى داه منكر.
ونكر الأمر ككرم: اشتد وصعب.

  #53  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نكس )

( بصيرة فى نكس )

نكست الشىء أنكشه نكسا: قلبته على رأسه. وقوله تعالى: {ثم نكسوا على رءوسهم} قال الفراء: أى رجعوا عما عرفوا من الحجة لإبراهيم صلوات الله عليه. وقال الأزهري: أى قلبوا.
وقرأ غير عاصم وحمزة فى قوله تعالى: {ومن نعمره ننكسه فى الخلق} بفتح النون وتخفيف الكاف، أى من أطلنا عمره نكسنا خلقه فصار بعد القوة الضعف، وبعد الشباب الهرم.
وفى حديث على رضى الله عنه: "إذا كان القلب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا نكس فجعل أعلاه أسفله".
ونكسه تنكيسا: قلبه مثل نكسه نكسا، وإنما شدد للمبالغة، وقرأ عاصم وحمزة: {ومن نعمره ننكسه} بالتشديد.
والنكس والنكاس بالضم فيهما: عود المرض بعد النقه قال أمية بن أبى عائد:
*خيال لزينب قد هاج لى * نكاسا من الحب بعد اندمال*
وقد نكس الرجل نكسا فهو منكوس.
والناكس: المطأطئ رأسه، وجمع فى الشعر على نواكس، وهو شاذ.
ونكس كذا داء المريض بعد البرء، أى رده وأعاده، قال ذو الرمة:
إذا قلت أسلوا عنك يامى لم يزل * محل لدائى من ديارك ناكس*
والنكس بالضم المدرهمون من الشيوخ بعد الهرم.
والنكس بالكسر: الضعيف، والسهم ينكسر فوقه فيجعل أعلاه أسفله.

  #54  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نكص ونكف )

( بصيرة فى نكص ونكف )

النكوص: الإحجام عن الشىء، يقال: نكص على عقبيه ينكص وينكص. وقال ابن دريد: نكص الرجل عن الأمر نكصا ونكوصا: إذا تكأكأ عنه. ونكص على عقبيه: رجع عما كان عليه من خير، وكذا فسر فى التنزيل والله أعلم. قال: ولا يقال إلا فى الرجوع عن الخير خاصة وربما قيل فى الشر.
وقال أبو تراب: نكص ونكف بمعنى.
وقال الأزهرى: وقرأ بعض القراء: {تنكصون} بالضم، قال الصغانى، لا أعرف من قرأ بهذه القراءة. والمنكص: المتنحى.
نكف الرجل عن الأمر ينكف نكفا كفرح يفرح فرحا: إذا أنف منه، فهو ناكف. وقال الفراء: نكفت بالفتح لغة فى نكفت بالكسر.
والاستنكاف: الاستكبار. وقال الزجاج فى قوله تعالى: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة}، أى ليس يستنكف الذى يزعمون [أنه] إله أن يكون عبدا لله، ولا الملائكة المقربون وهم أكبر من البشر، قاله الزجاج، قال: ومعنى لن يستنكف. لن يأنف، وقيل: لن ينقبض ولن يمتنع عن عبودية الله.
والانتكاف: الانتكاب والانتقاض، قال أبو النجم:
*ما بال قلب راجع انتكافا * بعد التعزى اللهو والإيجافا*

  #55  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نكل ونم ونمل )

( بصيرة فى نكل ونم ونمل )
نكل عنه ينكل وينكل نكولا، ونكل كعلم: نكص وجبن.
ونكل به تنكيلا: صنع به صنيعا يحذر غيره. وقيل: نكله: نحاه عما قبله. والنكال والنكلة بالضم، والمنكل كمقعد: ما نكلت به غيرك كائنا ما كان.
والنكل بالكسر، القيد الشديد، أو قيد من نار، وضرب من اللحم، ولجام البريد، وحديدة اللجام، والجمع فى الكل أنكال، قال الله تعالى: {إن لدينآ أنكالا} وقال تعالى: {فجعلناها نكالا}.
ونكل: قبل النكال، وإنه لنكل شر: أى ينكل به أعداؤه.
ورمه بنكلة، أى بما ينكله به.
والنم: التوريش والإغراء، ورفع الحديث إشاعة له وإفسادا، وقيل: تزيين الكلام بالكذب، ينم وينم فهو نموم ومنم ونم، من قوم نمين وأنماء ونم، وهى نمة، والاسم منه النميمة، قال الله تعالى: {هماز مشآء بنميم}.
وأصل النميمة: الهمس والحركة الخفية، ومنه أسكت الله نامته، أى حسه وما ينم عليه من حركته. والنامة أيضا: حياة النفس.
والنميمة أيضا: صوت الكنانة، ووسواس همس الكلام، وحس الكتابة.
ونم المسك، سطع. والنمام: نبت ينم عليه ريحه.
ونمنمه: زخرفه، ونقشه.
النمل: واحدة نملة ونملة أيضا بضم الميم، والجمع: نمال. وأرض نملة كثيرة النمل، قال الله تعالى: {قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم}.
والنملة مثلثه: النميمة؛ وهو نمل ونامل ومنمل ومنمل ونمال: نمام، وقد نمل كعلم ونصر، وأنمل.

  #56  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:09 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نهج ونهر )

( بصيرة فى نهج ونهر )

النهج، والمنهج، والمنهاج: الطريق الواضح. وأنهج الطريق: استبان وصار نهجا واضحا بينا. قال الله تعالى: {شرعة ومنهاجا}.
ونهجت الطريق: أبنته وأوضحته. ونهجته أيضا: سلكته. وهو يستنهج سبيل فلان: يسلك مسلكه.
النهار: ضد الليل، ولا يجمع، كما لا يجمع العذاب والسراب فإن جمعته قلت فى قليله أنهر وفى كثيره نهر، مثل سحاب وسحب وأنشد ابن كيسان:
*لولا الثريدان لمتنا بالضمر * ثريد ليل وثريد بالنهر*
قال الله تعالى: {تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل} والنهار: الوقت الذى ينتشر فيه الضوء، وهو فى الشرع: ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وفى الأصل ما بين طلوع الشمس إلى غروبها، قال تعالى: {هو الذي جعل الليل والنهار خلفة}، وقابل به البيات فى قوله تعالى: {قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا}.
والنهر والنهر، بالتحريك واحد الأنهار، وقوله تعالى: {في جنات ونهر} أى أنهار، وقد يعبر بالواحد عن الجمع كما قال تعالى: {ويولون الدبر}. وقيل: معناه فى ضياء وسعة.
ونهر الماء: إذا جرى فى الأرض وجعل لنفسه نهرا، وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر.
ونهره وانتهره: زبره وزجره، قال الله تعالى: {وأما السآئل فلا تنهر}، وفى الحديث: "من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا، وآمنه من الفزع الأكبر"، قال الشاعر:
*لا تنهرن غريبا طال غربته * فالدهر يضربه بالذل والمحن*
*حسب الغريب من البلوى ندامته * فى فرقة الأهل والأحباب والوطن*
وقوله تعالى: {إن الله مبتليكم بنهر} أراد به نهر الأردن بالشام. قال تعالى: {فيهآ أنهار من مآء /غير آسن}، قيل: معناه عيون. وقوله تعالى: {ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، أراد بها بساتين الدنيا وأنهارها. وقوله: {جزآؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار} أى تجرى تحت غرفها وعلاليها الأنهار. والله أعلم.

  #57  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:09 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نهى ونوب )

( بصيرة فى نهى ونوب )

نهاه ينهاه نهيا: ضد أمره، فانتهى وتناهى، وهو نهو عن المنكر أمور بالمعروف. والنهية بالضم الاسم منه، والنهية أيضا والنهاية والنهاء مكسورتين: غاية الشىء. وانتهى الشىء وتناهى، ونهى تنهية بلغ نهايته.
والنهى عن الشىء من حيث المعنى قد يكون بالقول، وقد يكون بغيره، وما كان بالقول لا فرق بين أن يكون بلفظة افعل كاجتنب، أو بلفظة لا تفعل، ومن حيث اللفظ هو قولهم: لا تفعل كذا، فنهى من حيث اللفظ والمعنى جميعا، نحو قوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة}. وأما قوله تعالى: {ونهى النفس عن الهوى} فلم يرد أن يقول لنفسه لا تفعل كذا، بل أراد ظلفها عن هواها وقمعها عن مشتهاها. وكذا النهى عن المنكر يكون تارة باليد وتارة باللسان وتارة بالقلب. وقوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر}، أى يحث على فعل الخير ويزجر عن فعل الشر، وذلك بعضه بالعقل الذى ركبه فينا، وبعضه بالشرع الذى شرعه لنا.
والانتهاء. الانزجار عن ما نهى عنه - قال الله تعالى: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}.
والإنهاء فى الأصل إبلاغ النهى، ثم صار متعارفا فى كل إبلاغ. قالوا: أنهيت إلى فلان خبر كذا، أى [بلغت إليه] النهاية.
والنهية: العقل وكذلك النهى. والنهى أيضا يكون جمع نهية، قال الله تعالى: {إن في ذلك لآيات لأولي النهى}، أى العقول. ورجل منهاة، أى عاقل.
ونهو ككرم، فهو نهى من أنهياء، ونه من نهين، ونه بالكسر على الإتباع، أى متناهى العقل كامل الفطنة والكيس.
وطلب حاجته حتى نهى عنها أو أنهى، أى تركها ظفر بها أو لم يظفر.
النوب: القرب ضد البعد. وناب عنى ينوب نوبا ومنابا، أى قام مقامى. ويقال: لا نوب بى، أى لا قوة بى، وخير نائب أى كثير.
والنوب بالضم: النحل، جمع نائب، مثل عائط وعوط، وفاره وفره لأنها ترعى وتنوب إلى مكانها. وقال الأصمعى: هى من النوبة التى تنوب الناس لوقت معروف.
وقال أبو عبيدة: سميت نوبا لأنها تضرب إلى السواد، بشير إلى النوب جنس من السودان، يعنى تشبيهها بهم، قال أبو ذؤيب يصف مشتار العسل:
*إذا لسعته النحل لم يرج لسعها * وخالفها فى بيت نوب عواسل*
وأناب إلى الله: أقبل وتاب، ورجع إليه بالتوبة وإخلاص العمل، قال تعالى: {منيبين إليه}، وقال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم}
وانتاب القوم انتيابا: أتاهم مرة بعد أخرى.
واستناب فلانا: جعله نائبه.

  #58  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:09 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نور )

( بصيرة فى نور )
النور: الضياء والسناء الذى يعين على الإبصار، وذلك ضربان: دنيوى وأخروى، الدنيوى ضربان: معقول بعين البصيرة وهو ما انتشر من الأنوار الإلهية كنور العقل ونور/ القرآن، ومحسوس بعين البصر وهو ما انتشر من الأجسام النيرة كالقمرين والنجوم [و] والنيرات. أنشد بعض المفسرين:
*ثلاثة أنوار تضىء من السما * وفى سر قلبى مثلهن مصور*
*فأوله بدر وثانيه كوكب * وثالثه شمس منير مدور*
*علومى نجوم القلب، والعقل بدره * ومعرفة الرحمان شمس منور*
*إمامى كتاب الله، والبيت قبلتى * ودينى من الأديان أعلى وأفخر*
*شفيعى رسول الله، والله غافر * ولا رب إلا الله والله أكبر*
فمن النور الإلهى، قوله تعالى: {قد جآءكم من الله نور}، وقوله: {نور على نور يهدي الله لنوره من يشآء}، أنشد بعضهم:
*فى القلب نور ونور الحق يمدده * يا حبذا نوره من واحد أحد*
*نور على النور فى نور تنوره * نور على النور دلال على الصمد*
*إن رمت أوله يهدى إلى أزل * أو رمت آخره يطوى على الأبد*
ومن النور المحسوس الذى يرى بعين البصر نحو قوله: {هو الذي جعل الشمس ضيآء والقمر نورا}. وتخصيص الشمس بالضوء، والقمر بالنور من حيث إن الضوء أخص من النور، وقوله: {وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا} أى ذا نور. ومما هو عام فيهما قوله: {وجعل الظلمات والنور}، {وأشرقت الأرض بنور ربها}. ومن النور الأخروى قوله: {يسعى نورهم بين أيديهم}.
وسمى الله نفسه
نورا من حيث إنه المنور فقال: {الله نور السماوات والأرض}، وتسميته تعالى بذلك لمبالغة فعله، وقيل: النور هو الذى يبصر بنوره ذو العماية ويرشد بهداه ذو الغواية، وقيل: هو الظاهر الذى به كل ظهور، فالظاهر فى نفسه المظهر لغيره يسمى نورا. وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت رب؟ فقال: "نور أنى أراه"! أى هو نور كيف أراه! وسئل عنه الإمام أحمد فقال: مازلت منكرا له، وما أدرى ما وجهه. وقال ابن خزيمة: فى القلب من صحة هذا الحديث شىء.
وقال بعض أهل الحكمة: النور جسم وعرض، والله تعالى ليس بجسم ولا عرض، وإنما حجابه النور، وكذا روى فى حديث أبى موسى، والمعنى كيف أرى وحجابه النور! أى النور يمنع من رؤيته. وفى الحديث:
"اللهم اجعل فى قلبى نورا" وذكر سائر الأعضاء، والمعنى: استعمل هذه الأعضاء منى فى الحق، واجعل تصرفى وتقلبى فيها على سبيل الصواب والخير.
وقوله تعالى: {قد جآءكم من الله نور} يعنى سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: {واتبعوا النور الذي أنزل معه} أى القرآن، {وجعل الظلمات والنور} قيل: أى الليل والنهار. وقوله: {والله متم نوره} يعنى به الإسلام. وقوله {انظرونا نقتبس من نوركم}: وقوله: {ربنآ أتمم لنا نورنا} المراد به نور العناية.
والنار تقال للهيب الذى يبدو للحاس نحو قوله تعالى: {أفرأيتم النار التي تورون}، وللحرارة المجردة؛ ولنار جهنم المذكورة فى قوله تعالى: {النار وعدها الله الذين كفروا}. وفى حديث شجر جهنم:
"فتعلوهم نار الأنيار"
يحتمل أن يكون معناه نار النيران فجمع النار على أنيار وأصلها أنوار/ كما جاء فى ريح وعيد رياح وأعياد، وأصلهما واو. ولنار الحرب المذكورة فى قوله تعالى: {كلمآ أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله}.
وقال بعضهم: النار والنور من أصل واحد، وهما كثيرا ما يتلازمان، لكن النار متاع للمقوين فى الدنيا، والنور متاع للمتقين فى الدنيا والآخرة، ولأجل ذلك استعمل فى النور الاقتباس، فقال: {نقتبس من نوركم}.
وتنورت نارا: أبصرتها.

  #59  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:10 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نوش ونوص )

( بصيرة فى نوش ونوص )
النوش: التناول. قال ابن السكيت: إذا تناول رجلا برأسه ولحيته قيل: ناشه ينوشه نوشا. قال غيلان.
*باتت تنوش الحوض نوشا من علا * نوشا به تقطع أجواز الفلا*
أى تتناول ماء الحوض من فوق وتشرب شربا كثيرا، وتقطع بذلك الشرب فلوات فلا تحتاج إلى ماء آخر.
وناشت الإبل: أسرعت: النهوض. وناش: طلب, وناش: مشى. وتناوش: تناول، قال الله تعالى: {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} أى كيف لهم تناول ما بعد منهم وهو الإيمان وقد كان قريبا فى الحياة فضيعوه.
وقال ابن عباد: التناوش فى الآية الكريمة الرجوع. والانتياش: التناول أيضا. قال: *باتت تنوش العنق انتياشا*
والمنتاش: المستخرج قال:
*أرضا بأرض ومنتاشا بمنتاش*
وانتاشه من المهالك: أخرجه منها.
النوص: التأخر. والنوص: مصدر نصت الشىء أنوصه نوصا: إذا طلبته لتدركه. وقيل: ناصنى نوصا، أى تنحى عنى وفارقنى وناصوا نوصا ومناصا ونويصا ونياصة ونوصانا: إذا تحركوا.
وأصل نياصة نواصة صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
والمناص أيضا: المفر والملجأ، قال الله تعالى: {ولات حين مناص} والألف فى مناص محولة عن الواو.

  #60  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:10 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي ( بصيرة فى نوس ونوم )

( بصيرة فى نوس ونوم )
الناس، قيل أصله من ناش ينوس: إذا اضطرب، وتصغيره على هذا نويس. وقيل: أصله فحذف فاؤه لما أدخل عليه الألف واللام. وقيل من نسى، وأصله إنسيان على إفعلان.
وقوله: {قل أعوذ برب الناس}، [قد يراد بالناس الفضلاء دون من يتناوله اسم الناس] تجوزا، وذلك إذا اعتبر معنى الإنسانية، وهو وجود العقل والذكر وسائر القوى المختصة به، فإن كل شىء عدم فعله المختص به لا يكاد يستحق اسمه، كاليد فإنها إذا عدمت فعلها الخاص بها فإطلاق اليد عليها كإطلاقها على يد السرير ورجله.
وقوله تعالى: {آمنوا كمآ آمن الناس} أى كما يفعل من وجد فيه معنى الإنسانية، ولم يقصد بالإنسان عينا بل قصد المعنى، وكذا قوله: {أم يحسدون الناس على مآ آتاهم الله من فضله} أى من وجد فيه معنى الإنسانية أى إنسان كان. وربما قصد به النوع كما هو وعلى هذا قوله: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض}.
قال ابن عباس رضى الله عنهما: آدم إنما سمى إنسانا لأنه عهد إليه فنسى، والأناس لغة فى الناس. وهو الأصل، قال ذو جدن:
*إن المنايا يطلعـ * ن على الأناس الآمنينا*
وكل اثنين من الإنسان مثل الساعدين والزندين والقدمين، فما/ أقبل منهما على الإنسان فهو إنسى، وما أدبر عنه فهو وحشى.
والإنسان: الأنملة قال:
*أشارت لإنسان بإنسان كفها * لتقتل إنسانا بإنسان عينها*
والإنسان أيضا: ظل الإنسان. والإنسان: رأس الجبل. والأرض التى لم تزرع. وجارية آنسة: إذا كانت طيبة النفس تحب قربك وحديثك، قال الكميت:
*فيهن آنسة الحديث خريدة * ليست بفاحشة ولا متفال*
النوم: النعاس أو الرقاد كالنيام، والاسم: النيمة بالكسر، وهو نائم، ونوؤم، ونوم، ونومة، والجمع: نيام، ونوم، ونيم،ونيم ونؤام، ونيام، ونوم كقوم، وقيل: هو اسم الجمع.
والنوم فسر على أوجه كلها صحيحة باعتبارات مختلفة، قيل: هو استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد إليه؛ وقيل: هو أن يتوفى الله النفس من غير موت كما قال الله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها}. وقيل: النوم: موت خفيف، والموت نوم ثقيل.
واستنام فلان إلى كذا: اطمأن إليه. وتناوم: أراه من نفسه كاذبا.
ونام الثوب: بلى. والرجل: تواضع لله تعالى. وإليه: سكن واطمأن. والخلخال: انقطع صوته من سمن الساق.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir