تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) ك س ش
من جاءك يقصدك مسرعًا إليك طلبًا للهداية خوفًا من الله تعالى ورغبة للخير
معنى تلهى في قوله تعالى (فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) ك ش
تتشاغل وتتغافل عنه
الفوائد المستنبطة من الآيات السابقة س ش
بذل الدعوة لمن يريد الإنتفاع بالتذكرة هو المقصود منْ بعثةِ الرسلِ، ووعظِ الوعَّاظِ، وتذكيرِ المذكِّرينَ
إقبال الداعية على مَنْ جاءَ بنفسهِ مفتقراً لذلك، هوَ الأليقُ الواجبُ
وأمَّا التصدي والتعرض للغنيِّ المستغني الذي لا يسألُ ولا يستفتي لعدَم رغبتهِ في الخير، معَ تركِ مَنْ هوَ أهمُّ منهُ فإنَّهُ لا ينبغي على الداعية
ليسَ علي الداعية إلا البلاغ فلا يهتم بمن أعرض عنه فليس بمحاسب عليه
دلَّ هذا على القاعدةِ المشهورة (لا يتركُ أمرٌ معلومٌ لأمرٍ موهومٍ، ولا مصلحةٌ متحققةٌ لمصلحةٍ متوهمةٍ)
وأنَّهُ ينبغي الإقبالُ على طالبِ العلمِ، المفتقرِ إليهِ، الحريصِ عليهِ أزيدَ منْ غيرِهِ).
أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة وهذا أمر لمن أراد حمل الأمانة والدعوة إلى الله تعالى