دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 12 شوال 1440هـ/15-06-2019م, 09:42 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

بسم الرحمن الرحيم
اسلوب الحجاج
تفسير قوله تعالى [أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِين17)) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19) أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) [
الحمد لله الذي أنزل القرآن
اما بعد فهذه الآيات فيها تقرير لعقيدة البعث والجزاء واستدلال على البعث والجزاء بالقدرة والعلم إذ هما أساس البعث والجزاء وذلك من وجوه وهى :
احدها : أنه لما أقسم تعالى على وقوع ما أوعد به المكذبين من عذاب يوم القيامة وذكر وقت مجيئه وعلامات ذلك وأن الرسل أقتت ليوم الفصل وهو اليوم الذي يفصل به بين الخلائق ويجزى كل بعمله وتوعد المكذبين فقال ويل للمكذبين دلل هنا على قدرته على إهلاك المكذبين بما فعله مع المكذبين في السابق فقال [ ألم نهلك الأوليين ] وهذا استفهام إنكاري تقريري أي أما أهلكنا المكذبين للرسل والمخالفين لما جاءوهم به من الامم السابقة كعاد وثمود وقوم ابراهيم ولوط ثم أتبعهم باهلاك كل من كذب من الآخرين ،وهذه سنته السابقة واللاحقة في كل مجرم فلا بدا من عقابه ، فلم لم تعتبرون بما ترون وتسمعون ؟
فقال تعالى [ ألم نهلك الاولين * ثم نتبعهم الاخرين ] وهم كفار قريش ثم قال [ وكذلك نفعل بالمجرمين ] وعيد صريح بالهلاك .
ولهذا قال الله تعالى [ ويل للكذبين ] أي ويل لهم من العذاب الهائل يوم الفصل بما كذبوا بآيات الله ولقائه ورسله .
والثاني : قوله تعالى [ ألم نخلقكم منة ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ] في قوله [ ألم نخلقكم ] استفهام تقريري وفيه توبيخ وتقريع للمشركين المكذبين بالبعث والجزاء ، وهو استدلال اخر على قدرة الله وعلمه اللذين لا يتم البعث والجزاء إلا عليهما قدرة لا يعجزها شيء وعلم لا يخفي معه شيء فقال مستفهما استفهاما تقريريا [ألم نخلقكم من ماء مهين ] أي ضعيف وهو المني ، وقد ذكر ابن جرير في تفسير الآية قال : قال الله تعالى ممتنا على خلقه ومحتجا على الإعادة بالبداءة [ ألم نخلقكم من ماء مهين ]أي ضعيف وحقير بالنسبة لقدرة الخالق سبحانه كما في حديث بشر بن جحش ( ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ؟
الثالث : قوله تعالى [ فجعلناه في قرار مكين * إلى قدر معلوم * فقدرنا فنعم القادرون ] الفاء في [ فجعلناه ] هنا للتفريغ والتفصيل لكيفية الخلق فهذا الماء في [ قرار مكين ] أي حصين وهو الرحم [ إلى قدر معلوم ] وهو وقت الولادة [ فقدرنا ] أي خلق الجنين في أكمل صورة وأحسنها وخلقه في ظلمات ثلاث ينقل بمراحل من نطفة إلى علقة ، إلى مضغة، إلى أن يكون طفلا [ فنعم القادرون ] على الخلق والتقدير معا والجواب بلى ، ولم إذا تكفرون وتكذبون ؟
ثم قال [ ويل للمكذبين ] هذه الآية فيها تكرار وتقرير وتأكيد للمعنى السابق ذكره وتتكرر في عدة آيات .
الرابع : قوله تعالى [ألم نجعل الأرض كفاتا *أحياء وأمواتا * وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا ] هنا استفهام تقريري اخر وفيه استدلال اخر على قدرة الله على البعث والجزاء فقال [ ألم نجعل الأرض كفاتا ] قال القرطبي كفاتا أي ضامة تضم الأحياء على ظهرها والاموات في بطنها ثم قال [ وجعلنا فيها ] أي في الارض [ رواسي شامخات ] أي جبال عاليات [ وأسقينا كم ماء فراتا ] أي عذبا وهو ماء السماء نافعا وجاريا في الاودية والانهار والجواب بلى ، إذا مالكم أيها المشركون كيف تكذبون .
ثم قال [ ويل يومئذ للمكذبين ] أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره .
الخامس : ان الله تعالى في سورة المرسلات أقام على عباده الحجة في الآيات السابقة في قوله تعالى [ فإذا النجوم طمست ] 8 وفي وفيما بعدها من الآيات بالنظر للآيات الكونية في قوله تعالى [ ألم نجعل الأرض كفاتا * أحياء وأمواتا * وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا ] وفي أنفسهم وخلقهم [ [ ألم نخلقكم منة ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون] ثم أقام عليهم حجة من نوع آخر ، حجة تاريخيه في قوله تعالى [ ألم نهلك الاوليين ]
السادس : أن في قوله تعالى [ ألم نهلك الاوليين * ثم نتبعهم الاخرين ] ان نهلك مجزوم ب(لم)بينما قال في الآية التي بعدها [ ثم نتبعهم الاخرين ] و( نتبع ) هذا فعل مضارع مرفوع فلم يقل ثم ( نتبعهم ) وغن كانت هذه قراءة وفي هذا اشارة إلى ان المعنى أننا سوف نتبعهم الاخرين ولهذا قال ابن مسعود (ثم نتبعهم الاخرين ) يعنى في المستقبل فيكون المقصود هنا بالأخرين من كانوا فيعهد الرسالة المحمدية وبلغتهم هذه الآيات ومن جاء بعدهم إلى اليوم وهذا فيه إشارة الى عظمة القران وان حجة القران هذه ليست على كفار قريش فقط وإنما على كل من سار على نهجهم وعمل بعملهم غلى يوم القيامة .
السابع :أن في قوله تعالى [ ألم نهلك الاوليين ] ا، المقصود من هذا التقرير والاستفهام استخراج الاعتراف والاقرار من مشركي قريش على صحة البعث وإقامة الحجة عليهم ، لأن من قدر على الإهلاك قادر على الإعادة .
الثامن : ذكر ابن عاشور أن الاستفهام للتقرير في قوله [ ألم نهلك ] هو استدلال على إمكان البعث بطريقة قياس التمثيل ، فكما أنتقم الله من الذين كفروا بيوم البعث من الأمم السابقة فسينتقم ممن جاء بعدهم من المكذبين الى يوم القيامة فليحذروا ان يحل بهم ما حل بمن قبلهم .
المراجع
تفسير ابن كثير
تفسير السعدى
تفسير القرطبي
تفسير الطبري
تفسير ايسر التفاسير لا بو بكر الجزائري
تفسير ابن عاشور

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir