دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 12:19 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي حديث الإسراء والمعراج

مِثْلُ حَدِيثِ الإسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ وَكَانَ يَقَظَةً لاَ مَنَامًا، فَإنَّ قُرَيْشًا أَنْكَرَتْهُ وأَكْبَرَتْهُ، وَلَم تُنْكِرِ المَنَامَاتِ.

  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 10:44 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن عثيمين

وقدْ ذَكَرَ المُؤَلِّفُ مِنْ ذلكَ أُمُورًا:
(2)
الأمرُ الأوَّلُ: الإِسْراءُ والمِعْرَاجُ.

الإِسْرَاءُ
لُغَةً: السَّيْرُ بالشَّخْصِ لَيْلاً، وقيلَ: بمَعْنَى سَرَى.

وشَرْعًا:
سَيْرُ جِبْرِيلَ بالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إلى بيتِ المَقْدِسِ؛ لقولِهِ تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَا}[الإسراء: 1] الآيَةَ.

والمِعْرَاجُ
لُغَةً: الآلَةُ الَّتي يُعْرَجُ بها، وهيَ المِصْعَدُ.

وشَرْعًا:
السُّلَّمُ الذي عَرَجَ بهِ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن الأرضِ إلى السماءِ؛ لقولِهِ تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}[النَّجْم: 1، 2] إلى قولِهِ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18].
وَكَانَا في لَيْلَةٍ واحِدَةٍ عندَ الجُمْهُورِ.
وللْعُلَمَاءِ خِلافٌ متى كانَتْ؟

فَيُرْوَى
بسَنَدٍ مُنْقَطِعٍ عن ابنِ عبَّاسٍ وجَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهم، أنَّها لَيْلَةُ الاثْنَيْنِ الثانيَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الأوَّلِ، ولمْ يُعَيِّنا السَّنَةَ، رواهُ ابنُ أبي شَيْبَةَ.

وَيُرْوَى
عن الزُّهْرِيِّ وعُرْوَةَ، أنَّها قبلَ الهِجْرَةِ بسَنَةٍ، رواهُ البَيْهَقِيُّ.
فتكونُ في رَبِيعٍ الأوَّلِ، ولمْ يُعَيِّنا اللَّيْلَةَ.
وقالَهُ
ابنُ سَعْدٍ وغيرُهُ، وجَزَمَ بهِ النَّوَوِيُّ.

وَيُرْوَى
عن السُّدِّيِّ، أنَّها قبلَ الهِجْرَةِ بستَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، رواهُ الحَاكِمُ.
فتكونُ في ذِي القَعْدَةِ.
وقيلَ: قبلَ الهِجْرَةِ بثلاثِ سِنِينَ، وقيلَ: بِخَمْسٍ، وقيلَ: بِسِتٍّ(1).

وكانَ يَقَظَةً لا مَنَامًا؛
لأنَّ قُرَيْشًا أكْبَرَتْهُ وأنْكَرَتْهُ، ولوْ كانَ مَنَامًا لمْ تُنْكِرْهُ؛ لأنَّها لا تُنْكِرُ المنامَاتِ.

وقِصَّتُهُ:
أنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَهُ اللهُ أنْ يَسْرِيَ بالنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بَيْتِ المقْدِسِ على البُرَاقِ، ثمَّ يَعْرُجُ بهِ إلى السماواتِ العُلَى سماءً سماءً، حتَّى بَلَغَ مَكَانًا سَمِعَ فيهِ صَرِيفَ الأقْلاَمِ، وفَرَضَ اللهُ عليهِ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، واطَّلَعَ على الجنَّةِ والنَّارِ، واتَّصَلَ بالأنْبياءِ الكِرامِ، وصلَّى بِهم إِمَامًا، ثمَّ رَجَعَ إلى مَكَّةَ فحَدَّثَ الناسَ بما رَأَى، فَكَذَّبَهُ الكافِرونَ، وصَدَّقَ بهِ المؤمنونَ، وتَرَدَّدَ فيهِ آخَرُونَ.

-------------------------
حاشية الشيخ صالح العصيمي
(1) وبالجملة فليس في المنقول شيء ثابت يصار إليه ويجزم به دون غيره، لكن المقطوع به هو أن هذه الكائنة وقعت قبل الهجرة إلى المدينة.


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 10:56 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن جبرين

(2) هذا مِن الإيمانِ بالغيبِ، وهوَ قِصَّةُ الإسْراءِ والمِعْراجِ.
ذُكِرَ الإسراءُ في قولِهِ تعالى:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}[الإسراء: 1]، في ليلةٍ واحدةٍ مِن المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأَقْصَى، مَسْجِدِ إِيلِيَّا، قالَ تعالى: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا}[الإسراء: 1].
أَجْمَلَ الإسراءَ في هذهِ الآيَةِ.
وكلمةُ
{بِعَبْدِهِ} تَدُلُّ على أنَّهُ أُسْرِيَ بجَسْدِهِ ورُوحِهِ، فهيَ تَصْدُقُ على الجسدِ والرُّوحِ، وتَدُلُّ على أنَّهُ يَقَظةٌ لا منامٌ؛ وذلكَ لأنَّ قُرَيْشًا أَنْكَروا الإسراءَ لَمَّا قالَ لهم: (إنَّهُ أُسْرِيَ بي إلى بيتِ المَقْدِسِ ثمَّ رَجَعْتُ).
اسْتَعْظَمُوا ذلكَ حتَّى جاءُوا إلى
أَبي بَكْرٍ وقالوا: (إنَّ صاحِبَكَ يَزْعُمُ كذا وكذا)؟ فقالَ: (قدْ صَدَقَ)، قالوا: (كيفَ تُصَدِّقُهُ)؟ قالَ: (أُصَدِّقُهُ بما هوَ أَبْلَغُ مِنْ ذلكَ في خبرِ السَّماءِ). ومِنْ ثَمَّ سُمِّيَ بالصِّدِّيقِ.
أمَّا الَّذينَ إيمانُهم ضعيفٌ؛ فقد ارْتَدَّ بعضُهم عندَما سَمِعُوا بِقِصَّةِ الإسراءِ واسْتَبْعَدُوا ذلكَ. فقُرَيْشٌ تَقولُ: كنَّا نَشُدُّ الرِّحالَ شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا، فكيفَ قَطَعْتَهُ أنتَ في ليلةٍ واحدةٍ؟!
وهذا ليسَ بِبَعيدٍ، فقدْ ذَكَرَ في الحديثِ أنَّهُ أُسْرِيَ بهِ على دَابَّةٍ يُقالُ لها:
(البُرَاقُ)، وأنَّها تَضَعُ حافِرَها عندَ مُنْتَهَى طَرْفِها، يَعْنِي مِنْ سُرْعَةِ سَيْرِها.
فلا يُسْتَبْعَدُ ذلكَ، وقدْ وُجِدَ في هذهِ الأَزْمِنةِ الطَّائراتُ الَّتي تَقْطَعُ هذهِ المسافةَ في زمنٍ قليلٍ، فلا يُسْتَبْعَدُ أنَّ اللهَ تعالى سَخَّرَ لهُ هذا البُرَاقَ الَّذي قَطَعَ هذهِ المسافةَ في زمنٍ يَسِيرٍ.
فالحديثُ معروفٌ، وقصَّةُ الإسراءِ الَّتي في
(الصَّحيحيْنِ) وفي غيرِهما مُشْتَهِرةٌ، وأنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ المَلَكُ، وأنَّهُ أَرْكَبَهُ على البُرَاقِ، وخَرَجَ مِن المسجدِ الحَرامِ، وَوَصَلَ إلى مسجدِ إِيلِيَّا؛ المسجدِ الأقْصَى، وأنَّهُ وَجَدَ الأنبياءَ، وأنَّهُ أَمَّهُمْ، ثمَّ بعدَ ذلكَ عُرِجَ بهِ إلى السَّماءِ.

والمِعْراجُ أُشِيرَ إليهِ بأوَّلِ سورةِ النَّجْمِ؛
فإنَّ اللهَ تعالى ذَكَرَ فيها الإشارةَ إلى المعراجِ في قولِهِ تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}[النَّجم: 13- 15]، أنَّهُ عُرِجَ بهِ إلى سِدْرةِ المُنْتَهَى، عندَها جنَّةُ المَأْوَى، وأنَّهُ رَأَى مِنْ آياتِ ربِّهِ الكُبْرَى، وأنَّ اللهَ أَرَاهُ وأَطْلَعَهُ على تلكَ الآياتِ.
وهذا ما أُشِيرَ إليهِ في الأحاديثِ.

وبكلِّ حالٍ؛
نُصَدِّقُ بالإسراءِ ولو اسْتَبْعَدَهُ مَن اسْتَبْعَدَهُ؛ فإنَّهُ ليسَ ببعيدٍ، وليسَ بِمُسْتَغْرَبٍ على قُدرةِ اللهِ؛ فاللهُ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وكما قالَ أَبُو بَكْرٍ: (إنِّي أُصَدِّقُهُ في أَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ؛ في خَبرِ السَّماءِ).
إذا كانَ المَلَكُ يَنْزِلُ إليهِ في لَحَظاتٍ، ويَقْطَعُ هذهِ المَسافةَ فلا غَرَابةَ أنْ يُعْرَجَ بهِ ويَنْزِلُ في جُزْءٍ مِن الليلةِ، لا غَرابةَ في ذلكَ.

فعلى كلِّ حالٍ؛ هذا ممَّا يُؤْمِنُ بهِ أهلُ السُّنَّةِ والجماعةُ، ونَعْتَقِدُ كذلكَ أنَّهُ كانَ يَقَظةً لا مَنامًا؛ لأنَّ الإنسانَ يَرَى في نَوْمِهِ أنَّهُ قَطَعَ المسافاتِ، وأنَّهُ ذَهَبَ إلى كَذا، وأنَّهُ رَجَعَ إلى كذا، وهوَ لمْ يَزَلْ على فِراشِهِ، ولا يُسْتَغْرَبُ ذلكَ، فلوْ كانَ مَنامًا لمَا أَنْكَرَتْهُ قُرَيْشٌ وأَكْبَرَتْهُ، ولمَا صارَ فيهِ مُعْجِزةٌ أوْ غَرابةٌ.

  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 11:18 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
افتراضي شرح الشيخ صالح آل الشيخ

--------------------

  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 11:21 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)

المتن:
مثل حديث الإسراء والمعراج, وكان يقظة لا مناماً.
الشرح:
نعم.لأنه لو كان مناماً لم تنكره قريش,ولا أحد ينكر الرؤيا, فهو ليس رؤيا, نعم؛ حصل للنبي صلى الله عليه وسلم رؤيا,لكن في غير الإسراء والمعراج؛ في قصص أخرى.
المتن:
وكان يقظة لامناما؛ فإن قريشا أنكرته وأكفرته, ولم تنكر المنامات.
الشرح:
الرؤيا ما أحد ينكرها,لا المؤمنون ولا الكفار؛ لأنها أمر واقع.


  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 11:30 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ :عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله ( مفرغ )

وهكذا في بقية الأمور التي يخبر عنها الرسول , ولكون هذا اصلاً من أصول أهل السنة والجماعة مثل لـه الشيخ هنا بامثلة من الغيبيات فقال (( مثل حديث السراء والمعارج )) (1) , والإسراء والمعراج كمان يقظة لا مناماً , هذا مذهب أهل السنة و الجماعة, والرسول اسري به من بيت المقدس والإسراء هو السير ليلاً, فسري من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى .

والمعراج: مفعال من العروج, وهي الآلة التي يصعد بها, والله اعلم يكيفيتها, والمقصود به عروجه , أو العروج به الى السماء . وأهل السنة والجماعة يقولون إنه كان يقظة , وكان بروحه وجسده , هذا هو الصحيح , وهو معجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.
وجاء الإسراء قبل المعراج حتى يستد لـه عملياً على صدق الرسول عليه والصلاة والسلام في ذلك ؛ لأن الله قادر على أن يعرج به من المسجد الحرام إلى السماء, لكن لو عرج به إلى السماء من مكة, ثم اخبر الرسول قومه بذلك وقال : (( إنه قد عرج بي إلى السماء )), لقال المشركون : هذا من جنس زعمك أنه ينزل عليك فهو أمر غيبي لا يمكن أن نستدل به على صدق ما تقول فكان من حكمة الله أن جاء الإسراء إلي بيت المقدس قبل العروج به إلى السماء .
ولهذا لما اعترض المشركون تركز اعتراضهم على الإسراء به إلى بيت المقدس دون المعراج؛ لأنها حادثة محسوسة معلومة لهم في مسافاتها وزمن قطعها بوسائلهم التي كانت موجودة عندهم , حيث يرون أنها لا يمكن أن تتم في ليلة واحدة , ولهذا لمَّا أخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك استعظموه, فانكرته قريش واكبرته وقالت : هذا شيئ لا يمكن أن يتم ولا يمكن أن يقع- وبقية القصة معروفة- .
لكن الرسول أخبرهم عن اشياء دلت على أن هذا وقع فعلاً , أخبرهم عن العير وماذا جرى لها, ومتى ستقدم , بل وأخبرهم عن تفاصيل دقيقة تتعلق ببيت المقدس , وهم يقطعون ويجزمون بأن الرسول لم يذهب إلى فلسطين .
وقد ورد أنه حين سأله المشركون عن تفاصيل هذا البيت رفعه الله سبحانه وتعالى إلى النبي وصار كأنه ينظر إليه فوصفه صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً , بما لايدع مجلاً للشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب إلى هذا المكان ورآه بأم عينيه .
وقد فهم المشركون وهم كفار من قول الرسول إنه أسري به, ثم عرج به إلى السماء أن ذلك كان يقظة لامناماً , وانه كان بجسده وروحه. ولو كان الرسول اخبرهم أن الإسراء والمعراج كان مناماً لما انكرته قريش ؛ لأنها لم تكن تنكر المنامات , كما قا ل المؤلف رحمه الله تعالى .
بقي إشكال , وهو أنه ورد في بعض روايات الإسراء أن الرسول قال : ثم استيقظت وفي بعض الآثار أنه كان مناماً وقد أجاب العلماء عن ذلك بأنه لا يبعد؛ لأن الرسول كان يرى الرؤيا ثم تقع مثل فلق الصبح فقد يكون الرسول صلى الله عليه وسلم رأى الإسراء والمعراج , ثم بعد ذلك وقعت حقيقة, فما أخبر به الرسول المشركين إنما هو إخبار عن الإسراء بروحه وجسده يقظة وليس مناماً, ولو لم يكن كذلك لم يكن معجزة ولا انكرته قريش كما سبق .
أما عن كيفية ذلك فهذا علمه عند الله سبحانه وتعالى . فالرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن البراق, وعن شيء من وصفه وعن شيء من سرعته , وأخبرنا عاما جرى لـه في السموات , وكيف استفتح كل سماء, وكيف التقى ببعض الأنبياء , وكيف أنه بلغ سدرة المنتهى , وسمع صريف الأقلام, وكيف أنه رأى جبريل على حقيقته, وكيف أن الله كلمه في السماء وخاطبه مباشرة بدون واسطة, وفرض عليه الصلوات الخمس إلى آخره , فنؤمن ونصدق بجميع ذلك .
وهذا مثال فقط ذكره الشيخ في بداية هذه المسألة الكبرى؛ وهو الإيمان بكل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال : (( وكان يقظة لا مناما فإن
قريشاً انكرته وأكبرته ولم تكن تنكر المنامات )) .

______________

(1) حديث الإسراء والمعراج اخرجه البخاري .


  #7  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 04:21 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي شرح لمعة الاعتقاد,الشيخ الغفيص


الإيمان بمعجزة الإسراء والمعراج


قال الموفق رحمه الله:
[مثل حديث الإسراء والمعراج] .

الإسراء ذكره الله في كتابه صريحاً، قال تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا [الإسراء:1] وأما المعراج فإنه متضمن الذكر في كلام الله سبحانه، ولكن جاء تفصيله في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين وغيرهما من رواية جماعة من الصحابة كأبي ذر ، وأبي هريرة ، ومالك بن صعصعة وغيرهم. والنبي صلى الله عليه وسلم قد أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، ثم عرج به عليه الصلاة والسلام إلى السماء، وكان مسراه يقظةً لا مناماً، وهذا الذي درج عليه أئمة السلف رحمهم الله، وهو الذي حدث به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فإن ما كان حديثه صلى الله عليه وسلم عن وقوع هذا على سبيل اليقظة. وأما أن هذا -كما يزعم بعض من ينكر ذلك- يخالف العقل فليس بصحيح، بل هذه قدرة الله، والله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ألم تر إلى كلام الله سبحانه وتعالى في قصة سليمان عندما قال عفريت من الجن: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ [النمل:39]فكان هذا من قدرات الجن.

وهنا قاعدة لا بد للمسلم أياً كان مقامه أن يتفطن لها، وهي: أن العقل لا يعارض النقل، وأما الشبهات التي أثيرت على الإسلام عند الماديين أو الشيوعيين أو بعض المنتسبين للإسلام ممن أبطلوا بعض الحقائق الشرعية باسم العقل أو ما إلى ذلك، فإنه ليس هناك تعارض في مسألة واحدة بين العقل والنقل، ولكن يفرق بين ما يسمى بالضرورة العقلية والضرورة الحسية المعينة، فالضرورة العقلية لا تخالف النقل، لكن الحس المعين قد يقع، ولكن هذا الحس ليس محكماً ولا معتبراً.
مثال ذلك: لو قال قائل: كيف يعذب الإنسان أو ينعم في قبره مع أنه مطمور في هذا التراب، فهذا مما يخالف العقل؟
نقول: الصحيح أنه لا يخالف العقل، لكنه يخالف الإدراك الحسي، والإدراك الحسي ليس معتبراً، ولا تقاس به النصوص، وإلا لما أمكن الإيمان بحقائق الأسماء والصفات وغير ذلك؛ لأن الكيف مجهول كما قال السلف.
كذلك النائم يرى في منامه نعيماً ويتنعم به، مع أن من يشاهده لا يشاهد أنه تأثر بشيء، وقد يرى هو نفسه في ليلة أخرى أنه يعذب ويتألم بهذا العذاب، وربما قام كريه النفس، متأثر بما مسه من النصب أو العذاب أو ما إلى ذلك في منامه، وهذه أمور مشاهدة عند جملة من بني آدم، فهذا دليل عقلي على إمكان ما يقع في القبر من النعيم والعذاب. ولو أن إنساناً غمر في الماء ساعةً فإنه يموت؛ لأنه لم يستطع التنفس، لكن حيوانات البحر إذا أخرجت من الماء ماتت؛ لأنها لم تستطع التنفس. إن وجود هذا التعاكس يبين أنه ليس هناك ضرورات حسية مطردة، بل إنها إذا انتقلت إلى عالم حس آخر تغيرت، أما الضرورة العقلية فهي ثابتة، وهي لذلك لا تخالف النقل.

قال الموفق رحمه الله:
[وكان يقظةً لا مناماً، فإن قريشاً أنكرته وأكبرته ولم تنكر المنامات] .

هذا من فقه الاستدلال؛ فإن قريشاً أنكرت معراج النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان مناماً لما أنكرته على التخصيص


  #8  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 04:21 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي

العناصر


الإسراء والمعراج
- تعريف الإسراء لغة
- تعريف الإسراء شرعاً
- تعريف المعراج لغة
- تعريف المعراج شرعاً
- الإسراء والمعراج في ليلة واحدة
- الخلاف في تأريخ حادثة الإسراء والمعراج
- الإسراء كان يقظة لا مناماً
- الإسراء بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه
- ذكر قصة الإسراء والمعراج

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  #9  
قديم 6 محرم 1430هـ/2-01-2009م, 04:21 AM
تيمية تيمية غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 256
افتراضي

الأسئلة

س1: من عقيدة أهل السنة والجماعة: (الإيمان بالإسراء والمعراج) فأجب عن الأسئلة التالية:.
أ) عرف الإسراء والمعراج لغة وشرعاً.
ب) هل الإسراء والمعراج في ليلة واحدة؟
ج) هل كان الإسراء يقظة أم مناماً؟
د) هل أسري بروح النبي صلى الله عليه وسلم أم بجسده؟
هـ) متى كانت حادثة الإسراء والمعراج؟
و) اذكر باختصار قصة الإسراء والمعراج.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسراء, حديث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir