دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 ربيع الثاني 1442هـ/3-12-2020م, 03:30 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.
ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.

المجموعة الثانية:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ب:
معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخ أم محكم؟
ب: حكم الصيام في السفر.
ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.

المجموعة الثالثة:
1:
حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.

ب: المراد بالأيام المعدودات.
2: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}.
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 ربيع الثاني 1442هـ/5-12-2020م, 12:48 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، فهذه فوائد ومسائل مختصرة في فضل الدعاء وآدابه وسننًه مبنيًة على تفسير قوله تعالى {و إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} والدعاء من أهم شرائع دين الإسلام وجاء الحث عليه وتعليم آدابه في القرآن والسنة ومنه هذه الآية الكريمة وفي الدعاء عدة مسائل:
المسألة الأولى: تعريف الدعاء وأنواعه
الدعاء هو النداء كما بيًنه الراغب الاصفهاني في مفردات الفاظ القرآن ، قال " الدُّعَاء كالنّداء، إلّا أنّ النّداء قد يقال بيا، أو أيا، ونحو ذلك من غير أن يضمّ إليه الاسم، والدُّعَاء لا يكاد يقال إلّا إذا كان معه الاسم ، نحو: يا فلان، وقد يستعمل كلّ واحد منهما موضع الآخر. قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً﴾ " انتهى كلامه
ويستعمل الدعاء لاغراض منها السوآل او الاستغاثة والدعاء لله عز وجل على أنواع ذكرها الزًجًاج:
١- توحيده ، والثناء عليه كقولك : يا الله لا إله إلا أنت ،وقولك: ربّنا لك الحمد، فقد دعوته: بقولك ربنا، ثم أتيت بالثناء والتوحيد، ومثله: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
أي : يستكبرون عن توحيدي ، والثناء عليّ، فهذا ضرب من الدعاء.
٢- مسألة الله العفو والرحمة، وما يقرب منه ، كقولك : اللهم اغفر لنا.
٣- مسألته من الدنيا و كقولك:اللهم ارزقني مالا وولدا وما أشبه ذلك.

المسألة الثانية : فضل الدعاء
الدعاء من أفضل الأعمال المقربًة الى محبة الله ومغفرته وقد أمر الله بأن ندعوه ووعد بالاجابة كما قال تعالى {و إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} قال ابن كثير في سبب نزول هذه الآية:
"قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جريرٌ، عن عبدة بن أبي برزة السّجستاني عن الصّلب بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيريّ، عن أبيه، عن جده، أن أعرابيًّا قال: يا رسول اللّه، أقريبٌ ربّنا فنناجيه أم بعيدٌ فنناديه؟ فسكت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}.
ورواه ابن مردويه، وأبو الشّيخ الأصبهانيّ، من حديث محمّد بن أبي حميدٍ، عن جريرٍ، به. وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا جعفر بن سليمان، عن عوفٍ، عن الحسن، قال: سأل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم]: أين ربّنا؟ فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان} الآية.
وقال ابن جريج عن عطاءٍ: أنّه بلغه لمّا نزلت: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم} [غافرٍ: 60] قال النّاس: لو نعلم أيّ ساعةٍ ندعو؟ فنزلت: {وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريبٌ أجيب دعوة الدّاع إذا دعان}، وورد في فضل الدعاء أحاديث منها ما ذكره ابن كثير :
"قال الإمام أحمد: حدّثنا سليمان بن داود، حدّثنا شعبة، حدّثنا قتادة، عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني".
قال ابن كثير في تفسير معنى هذا الحديث وغيره "والمراد من هذا: أنّه تعالى لا يخيب دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيءٌ، بل هو سميع الدّعاء. وفيه ترغيبٌ في الدّعاء، وأنّه لا يضيع لديه تعالى، كما قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد، حدّثنا رجلٌ أنّه سمع أبا عثمان -هو النّهديّ -يحدّث عن سلمان -يعني الفارسيّ -رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردّهما خائبتين".
"وقال الإمام أحمد أيضًا: حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا عليّ بن دؤاد أبو المتوكّل النّاجي، عن أبي سعيدٍ: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر ".

المسألة الثالثة: أسباب إجابة الدعاء
من أسباب إجابة الدعاء الإيمان والعمل الصالح قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا الحسن بن يحيى الأرزيّ ومحمّد بن يحيى القطعي قالا حدّثنا الحجّاج بن منهال، حدّثنا صالحٍ المرّي، عن الحسن، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: يا ابن آدم، واحدةٌ لك وواحدةٌ لي، وواحدةٌ فيما بيني وبينك؛ فأمّا التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأمّا التي لك فما عملت من شيءٍ وفّيتكه وأمّا التي بيني وبينك فمنك الدّعاء وعليّ الإجابة" ذكره ابن كثير ومن أسباب أجابة الدعاء البعد عن الغفلة واليقين بالإجابة قال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا بكر بن عمرٍو، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ" وذكره ابن كثير

المسألة الرابعة: آداب الدعاء وسننًه
من آداب الدعاء أن لا يعتدي العبد في دعائه قال الله تعالى: {ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين} قال المفسرون: أي في الدعاء وذكره ابن عطية، قال الشيخ ابن باز رحمه الله في جواب سؤال عن معنى التعدي في الدعاء "هو أن يدعو بغير دعاء شرعي هذا اعتداء، وإما يرفع صوته في غير محل الرفع المطلوب منه أن يسكت أو يأتي ويتوسل بأشياء غير مشروعة، أو يدعو على من لا يستحق الدعاء، فهذا كله اعتداء " ومن آداب الدعاء أن لا يدعو بأثم أو قطيعة رحم قال عبد اللّه بن الإمام أحمد: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ الكوسج، أخبرنا محمّد بن يوسف، حدّثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحولٍ، عن جبير بن نفيرٍ، أنّ عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ" وذكره ابن كثير ومن آداب الدعاء ألا يستعجل الإجابة ويكف عن الدعاء كما ورد في الصحيحين قال الإمام مالكٌ، عن ابن شهابٍ، عن أبي عبيدٍ -مولى ابن أزهر -عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي"واللفظ للبخاري وذكره ابن كثير
قال الإمام أبو جعفرٍ الطّبريّ في تفسيره: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهبٍ، حدّثني أبو صخرٍ: أنّ يزيد بن عبد اللّه بن قسيط حدّثه، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّها قالت: ما من عبد مؤمنٍ يدعو اللّه بدعوةٍ فتذهب، حتّى تعجّل له في الدّنيا أو تدّخر له في الآخرة، إذا لم يعجّل أو يقنط. قال عروة: قلت: يا أمّاه كيف عجلته وقنوطه؟ قالت: يقول: سألت فلم أعط، ودعوت فلم أجب وذكره ابن كثير.
ومن سنن النبي صلى الله عليه وسلم اختيار الاوقات الفاضلة لاجابة الدعاء مثل الثلث الاخير من الليل ووقت نزول المطر والسفر وكذلك الاماكن الفاضلة مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي.

المسألة الخامسة: الاجتهاد في الدعاء
في نزول قوله تعالى {و إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي} بين آيات الصيام دليل على الإرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء بعد إكمال العدة بل وعند كل فطر كما رواه الإمام أبو داود الطّيالسيّ في مسنده:
حدّثنا أبو محمّدٍ المليكيّ، عن عمرو -هو ابن شعيب بن محمّد بن عبد اللّه بن عمرٍو، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ". فكان عبد اللّه بن عمرٍو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا وذكره ابن كثير.
وفي مسند الإمام أحمد، وسنن التّرمذيّ، والنّسائيّ، وابن ماجه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم: الإمام العادل، والصّائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها اللّه دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" وذكره ابن كثير.
ومن هذا يتبين ما للدعاء من شأن فهو العبادة كما ورد في الحديث عن النعمان بن بشير: سمعت رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ على المنبرِ: إنّ الدعاءَ هو العبادةُ ثم قرأ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلونَ جَهَنّمَ داخِرِينَ} أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي في «السنن الكبرى» وابن ماجه وأحمد باختلاف يسير، والبغوي في «شرح السنة».

والله أعلم.

المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.

ورد في معنى الآية قولان:
الأول: الضمير في بدّله عائد على الإيصاء وأمر الميت وكذلك في سمعه فيكون المعنى فمن بدل أمر الوصية بعد سماعه إيّاها،وحرّفها، فغيّر حكمها وزاد فيها أو نقص - ويدخل في ذلك الكتمان لها بطريق الأولى فإنما إثمه على مبدله وذكره الزًجًاج وابن عطية وابن كثير
الثاني : أن يعود الذي في سمعه على أمر الله تعالى في هذه الآية وذكره ابن عطية وقال "القول الأول أسبق للناظر".
والراجح القول الأول بدلالة السياق والله أعلم

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
ورد في معنى إنزال القرآن في رمضان أقوال:
الأول: اُنزل في فرضه وتعظيمه والحث عليه وهو قول الضًحًاك وذكره ابن عطية وابن كثير وقال "وحكى الرّازيّ عن سفيان بن عيينة وغيره أنّ المراد بقوله: {الّذي أنزل فيه القرآن} أي: في فضله أو وجوب صومه، وهذا غريبٌ جدًّا".
الثاني: بُدىء بنزوله فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وذكره ابن عطية
الثالث: أُنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة ليلة أربع وعشرين من رمضان وهو قول ابن عباس وذكره ابن عطية وابن كثير واستدلا عليه بأحاديث منها :
قال الإمام أحمد بن حنبلٍ، رحمه اللّه: حدّثنا أبو سعيدٍ مولى بني هاشمٍ، حدّثنا عمران أبو العوّام، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة -يعني ابن الأسقع-أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلةٍ من رمضان. وأنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل اللّه القرآن لأربعٍ وعشرين خلت من رمضان".
وقد روي من حديث جابر بن عبد اللّه وفيه: أنّ الزّبور أنزل لثنتي عشرة [ليلةً] خلت من رمضان، والإنجيل لثماني عشرة، والباقي كما تقدّم. رواه ابن مردويه.
الرابع: أنّه كان ينزل في كلّ ليلة قدرٍ ما يحتاج النّاس إلى إنزاله إلى مثله من اللّوح إلى سماء الدّنيا وهو قول فخر الدين الرازي وذكره ابن كثير وقال عن الرازي "وتوقّف، هل هذا أولى أو الأوّل؟ وهذا الذي جعله احتمالًا نقله القرطبيّ عن مقاتل بن حيّان، وحكى الإجماع على أنّ القرآن نزل جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا".
والراجح هو القول الثالث بما دلت عليه الاحاديث وهو الذي عليه الإجماع.

2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.


اختلف في سبب نزول هذه الآية، فقال الشعبي: «إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»، وحكي أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية،
وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد، وروي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس وذكره ابن عطية وذكر ابن كثير ما رواه الإمام أبو محمّد بن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكير حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} يعني: إذا كان عمدا، الحرّ بالحرّ. وذلك أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم.
وذكر ابن كثير أنها نزلت في قريظة و بنو النّضير، كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر اللّه بالعدل في القصاص، ولا يتّبع سبيل المفسدين المحرّفين، المخالفين لأحكام اللّه فيهم، كفرًا وبغيًا.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على التخيير فالصّحيح المقيم الذي يطيق الصّيام، كان مخيّرًا بين الصّيام وبين الإطعام، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأطعم عن كلّ يومٍ مسكينًا، فإن أطعم أكثر من مسكينٍ عن كلّ يومٍ، فهو خيرٌ، وإن صام فهو أفضل من الإطعام، قاله ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وطاوسٌ، ومقاتل بن حيّان، وغيرهم من السّلف؛ ولهذا قال تعالى: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ فمن تطوّع خيرًا فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} وذكره ابن كثير واستدل عليه بقوله "قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا المسعوديّ، حدّثنا عمرو بن مرّة، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبلٍ، رضي اللّه عنه، قال: أحيلت الصّلاة ثلاثة أحوالٍ، وأحيل الصّيام ثلاثة أحوالٍ" وفيه "وأمّا أحوال الصّيام فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قدم المدينة، فجعل يصوم من كلّ شهرٍ ثلاثة أيّامٍ، وصام عاشوراء، ثمّ إنّ اللّه فرض عليه الصّيام، وأنزل اللّه تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام كما كتب على الّذين من قبلكم}. إلى قوله: {وعلى الّذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ} فكان من شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينًا، فأجزأ ذلك عنه. ثمّ إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل الآية الأخرى: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن} إلى قوله: {فمن شهد منكم الشّهر فليصمه} فأثبت الله صيامه على المقيم الصّحيح ورخّص فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصّيام".

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر
المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود بياض النهار وسواد الليل كما ورد في تفسير ابن كثير "أباح تعالى الأكل والشّرب، مع ما تقدّم من إباحة الجماع في أيّ اللّيل شاء الصائم إلى أن يتبيّن ضياء الصّباح من سواد اللّيل،وعبّر عن ذلك بالخيط الأبيض من الخيط الأسود، ورفع اللّبس بقوله: {من الفجر} كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أبو عبد اللّه البخاريّ: حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا أبو غسّان محمّد بن مطرّف، حدّثني أبو حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ، قال: أنزلت: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر} وكان رجالٌ إذا أرادوا الصّوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتّى يتبيّن له رؤيتهما، فأنزل اللّه بعد: {من الفجر} فعلموا أنّما يعني: اللّيل والنّهار.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن الشّعبيّ، أخبرني عديّ بن حاتمٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين، أحدهما أسود والآخر أبيض، قال: فجعلتهما تحت وسادتي، قال: فجعلت أنظر إليهما فلا تبيّن لي الأسود من الأبيض، ولا الأبيض من الأسود، فلمّا أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته بالّذي صنعت. فقال: "إنّ وسادك إذًا لعريضٌ، إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل".

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 ربيع الثاني 1442هـ/6-12-2020م, 12:42 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: [ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ] الآية.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أما بعد :- إن الدعاء هو أكرم عبادة على الله تعالى وهو من أقوى الأساليب التي يستخدمها المسلم ليدفع عن نفسه البلاء والشر ويستجلب بها النفع وهو سلاحه لدفع المصائب والهموم وفيه يظهر حسن توكله على الله تعالى وفيه استعانة بالله تعالى فيتبرأ الإنسان من حوله وقوته ويلجأ إلي حول الله وقوته وكرمه ورحمته التي وسعت كل شيء .
قال تعالى : [ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ] الآية
هذه الاية الكريمة جاءت في وسط آيات الصيام لبيان أن رمضان من أعظم أوقات الدعاء ومن أحراه بالإجابة قال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ترد دعوتهم الامام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله وإذا سألك يا محمد عبادي عني : أين أنا ؟ فإني قريب منهم أسمع دعاءهم وأجيب دعوة الداعي منهم .
فهنا تولى الله الإجابة بنفسه وحذف الواسطة إشارة إلي قربه عزوجل وسرعة إجابته لدعاء عباده .
كما أن في قوله تعالى [ وإذا سألك عبادي ] جاء على صيغة الشرط ليدل على ان أمر الإجابة متحقق وموعود ، فإن الدعاء جزاؤه الإجابة القريبة ففيه وعد ثابت وسابق بالإجابة.
والدعاء هنا : هو إظهار غاية التذلل والافتقار إلي الله تعالى والاستكانة له ، والله عزوجل يجيب كل الدعاء فإما أن تجاب دعوة المسلم أو يكفر عنه أو تدخر له أجر في الاخرة ، عن أبي سعيدٍ: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "ما من مسلمٍ يدعو اللّه عزّ وجلّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلّا أعطاه اللّه بها إحدى ثلاث خصالٍ: إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر. قال: "اللّه أكثر .
وهذا الدعاء إذا لم يكن فيه اعتداء فإن الاعتداء من موانع إجابة الدعاء قال الله تعالى: ادعوا ربّكم تضرّعاً وخفيةً إنّه لا يحبّ المعتدين [الأعراف: 55] قال المفسرون: أي في الدعاء ، وعن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي".
والله تعالى لا يخيب دعاء داع بل هو سميع الدعاء عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "إنّ اللّه تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرًا فيردهما خائبتين".
عن أنسٍ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني". ، فحثهم على الدعاء فقال تعالى [فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ] الآية ومعنى [فليستجيبوا لي ] أي بالإيمان والطاعة والانقياد [وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ] أي يهتدون إلي ما فيه نفعهم وصلاحهم في دينهم ودنياهم .
والدعاء منزلة عظيمة في الإسلام وهو من أفضل العبادات ولهذا جاءت نصوص كثيرة في القران الكريم وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام تدل على فضل الدعاء منها:-
دعاء إبراهيم عليه السلام [ رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ]
ودعاء أيوب عليه السلام [ وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر ]
ومن السنة قوله عليه الصلاة والسلام [ من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء ] أي من أعجبه أن يكون فرحا مسرورا وان يستجيب الله دعائه عند الحوادث والكرب فليكثر من الدعاء وقت السعة والصحة والعافية والفراغ
كما أن للدعاء آداب ذكرها العلماء يستحب للمسلم ان يتحلى بها في دعائه وهي :
أولا : التماس أوقات الإجابة ومنها شهر رمضان وليلة القدر ويوم الجمعة والثلث الأخير من الليل وما بين الاذان والإقامة وفي حال السجود .
الثاني : الخشوع والتضرع بين يدي الله قال تعالى [ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ] فهو الذي يلجا إليه المضطر وهو الذي يكشف الضر ولا أحد سواه .
الثالث : البعد عن استعجال إجابة الدعاء فهذا ينافي الادب مع الله تعالى .
الرابع : اجتناب الدعاء بإثم أو قطيعة رحم او الدعاء على الأولاد او الزوجة أو المال حتى لا يوافق ساعة إجابة فيقع في الندم .
الخامس : الإخلاص في التوجه إلي الله تعالى الدعاء والاقبال عليه مع حضور القلب ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: "القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ".
السادس: ابتداء الدعاء بحمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم والالحاح في الدعاء .
السابع : الابتعاد عن المعاصي والذنوب وأكل الحرام لأن من أسباب استجابة الدعاء طيب المطعم .
فهنيئا للذين استجابوا لله ورسوله واتبعوا رضوانه واستقاموا، هنيئا لهم قبول الدعوات وإجابة الحاجات وقد زادهم الله من فضله فقال [ويستجيب الذين امنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله ]
المجموعة الثالثة:
1: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن عفي له من أخيه شيء فاتّباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان}.

فيه أقوال :
القول الأول :فمن عفى له عن القصاص فاتباع بمعروف وهو أن يطلب الولي الدية بمعروف ويؤدي القاتل الدية بإحسان قاله ابن عباس ومجاهد ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
القول الثاني : بمعنى فمن فضل له فضل وهذا تأويل من زعم ان الاية نزلت في فريقين كانا على عهد الرسول عليه الصلاة والسلام قتل من كلا الفريقين قتلى فتقاصا ديات القتلى بعضهم من بعض فمن بقيت له بقية فليتبعها بمعروف وليرد من عليه الفاضل بإحسان قاله السدي وذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث : ان هذا محمول على تأويل علي رضي الله عنه في أول الاية في القصاص بين الرجل والمرأة والحر والعبد وأداء ما بينهما من فاضل الدية ذكره ابن عطية
واولى الاقوال هو القول الأول
ب: المراد بالأيام المعدودات.
فيه قولان :
القول الأول : صوم ثلاثة أيام من كل شهر ذكره الزجاج وابن عطية
القول الثاني :أيام شهر رمضان ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
والصواب هو القول الثاني وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة بأن صوما فرض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان كما أن سياق الاية بين أن الذي أوجبه الله شهر رمضان قال تعالى [ شهر رمضان الذي أنزل فيه القران ] ذكره ابن جرير
2- بين ما يلي:
أ: المراد بالإصلاح في قوله تعالى: {فمن خاف من موصٍ جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه}:

اي عمل بالإصلاح بين الموصى لهم ، فلا إثم عليه، أي: لأنه إنما يقصد إلى إصلاح بعد أن يكون الموصي قد جعل الوصية بغير المعروف مخالفاً لأمر اللّه ، فإذا ردها الموصى إليه إلى المعروف، فقد ردها إلى ما أمر اللّه به
ب: حكم الوصيّة في قوله تعالى: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصيّة للوالدين والأقربين} الآية.
كان الامر بالوصية للوالدين واجبا على أصح القولين قبل نزول آية المواريث فلما نزلت آية الفرائض نسخت هذه الآية وصارت المواريث فريضة من الله يأخذوها أهلها من غير وصية ولهذا قال عليه الصلاة والسلام [ إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ]
ج: سبب نزول قوله تعالى: {أحلّ لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}.
قال ابن عباس في رواية الوالبي: وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة. ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا من الطعام والنساء في شهر رمضان بعد العشاء منهم عمر بن الخطاب فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله هذه الآية.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 ربيع الثاني 1442هـ/6-12-2020م, 08:53 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.
فضل الدعاء وآدابه من خلال الآية:
في هذه الآية ترغيب في الدعاء، وحث من الله تعالى لعباده فيها، متقرباً إليهم بقوله: ( عبادي) وقد كانت سبب هذه الآية أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فنزلت الآية، مخبراً أنه قريب منهم مجيباً لهم، يحب أن يدعوه العبد، مخلصاً في دعائه، موقناِ بإجابته، وهي عبادة من العبادات التي يحبها الله تعالى، فيجب أن تكون خالصة له، وكلما كان الإنسان ملحّا في دعائه كان ذلك أدعى للإجابة، ولذا كان المضطر مستجاب الدعاء، لأنه يكون في حالة فقر شديد وحاجة والحاح، ومن مواطن الإجابة وأسبابها، تحري أوقات الإجابة كالسجود، وبين الأذان والإقامة، وفي السحر، وطيب المأكل والمشرب، ومع ذلك فإن للدعاء آداب، منها خفض الصوت لا رفعه، فالله تعالى قريب يسمع عباده، ويسمع دعائهم، ولو كثر الداعون، كما قال تعالى:" ادعوا ربكم تضرعا وخفية" وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا أيّها النّاس، أربعوا على أنفسكم؛ فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّما تدعون سميعًا بصيرًا، إنّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته"
ومن الآداب أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى والثناء عليه وأن يضمن الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، منه أن لا يستعجل في الإجابة، أو ييأس أو يقنط من الاجابة، بل يكون مؤمنا موقنا مؤمنا بأن الله مجيب، إذا أخلص في دعائه، ولا يضيع دعائه قال الله تعالى في الحديث القدسي: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني""
والداعي بين ثلاث أمور : إمّا أن يعجّل له دعوته، وإمّا أن يدّخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها" كما في الحديث
ومنها أن لا يعتدي في الدعاء فلا يدعوا بإثم ولا بقطيعة رحم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما على ظهر الأرض من رجلٍ مسلم يدعو اللّه، عزّ وجلّ، بدعوةٍ إلّا آتاه اللّه إيّاها، أو كفّ عنه من السّوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ"."
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.

الضمير في قوله (بدله)، و (سمعه)، قيل فيه قولان:
أنه عائد على الوصية، والمعنى يكون فمن بدل الوصية وحرفها فغير حكمها وزاد فيها أو نقص وكتمانها يدخل فيه بطريق الأولى، ويفعل ذلك متعمدا، بعد سماعه للوصية، ويكون معنى قوله: ( فإنما إثمه على الذين يبدلونه)، أي : أن الإثم يقع على المبدلين، أما الميت فله أجره عند الله إذا احتاط واجتهد فيما يوصي به، والموصى له ليس عليه الإثم، ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير.
وهذا القول هو الراجح لأنه أقرب للسياق.
أنه عائد على أمر الله في الآية، ذكره ابن عطية.
ومقتضى هذا القول أن يكون قوله (فإنما اثمه) اي اثم تبديل أمر الله، فيقع الإثم على الذين يبدلون أمر الله ويغيرونه.
لكن هذا مرجوح للسياق، ولقوله ( فإنما إثمه على الذين يبدلونه) لأن هذا فيه بيان رفع الحرج عن غيرهم فلا معنى لذكره.
ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
أن القرآن نزل جملةً واحدةً إلى بيت العزّة من السّماء الدّنيا، في ليلة القدر في رمضان، ثم تتابع نزوله بعد ذلك حسب الوقائع والأحداث، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن عطية، وابن كثير.
أن القرآن ابتدأ نزوله في شهر رمضان، ثم تتابع نزوله بعد ذلك مفرقا، ذكره ابن عطية
وقيل ويحتمل أنّه كان ينزل في كلّ ليلة قدرٍ ما يحتاج النّاس إلى إنزاله إلى مثله من اللّوح إلى سماء الدنيا ، وهو قول فخر الدين الررازي، نقله ابن كثير وقال نقله القرطبي عن مقاتل.
أنزل في فرضه وتعظيمه والحض عليه، وهو قول الضحاك، وسفيان بن عيينه، ذكره ابن عطية، وابن كثير وقال قول غريب جدا.
والقول الأقرب هو القول الأول، أو الثاني، ولا يتعارضان
وما يدل على أن القول الأول أقرب ما وردت به الآثار عن ابن عباس الصحابي، والصحابي هو أعلم بوقائع النزول، وتفسيره حجه.
2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيه الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.

اختلف في سبب هذه الآية على أسباب:
فقيل: إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية»، وهو قول الشعبي، ذكره ابن عاشور.
وقيل: نزلت بسبب قتال وقع بين قبيلتين من الأنصار، وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، ذكره ابن عاشور
كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر اللّه بالعدل في القصاص، ذكره ابن كثير
أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم، ذكره الزجاج،وابن عطية، وابن كثير.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
كان على التخيير، الصّحيح المقيم الذي يطيق الصّيام، فقد كان مخيّرًا بين الصّيام وبين الإطعام، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأطعم عن كلّ يومٍ مسكينًا، فإن أطعم أكثر من مسكينٍ عن كلّ يومٍ، فهو خيرٌ، وإن صام فهو أفضل من الإطعام،

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
هما فجران أحدهما يبدو أسود معترضا ، وهو الخيط الأسود، والأبيض يطلع ساطعاً يملأ الأفق،أي ضياء الصبح من سواد الليل، ويدل على ذلك قوله ( من الفجر)
فعن سهل بن سعدٍ، قال: أنزلت: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر} وكان رجالٌ إذا أرادوا الصّوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتّى يتبيّن له رؤيتهما، فأنزل اللّه بعد: {من الفجر} فعلموا أنّما يعني: اللّيل والنّهار.
وقال عديّ بن حاتمٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين، أحدهما أسود والآخر أبيض، قال: فجعلتهما تحت وسادتي، قال: فجعلت أنظر إليهما فلا تبيّن لي الأسود من الأبيض، ولا الأبيض من الأسود، فلمّا أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته بالّذي صنعت. فقال: "إنّ وسادك إذًا لعريضٌ، إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل"

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 ربيع الثاني 1442هـ/9-12-2020م, 10:19 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


المجموعة الأولى:
1: محمد العبد اللطيف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: القولان الثاني والثالث يصلح الجمع بينهما بلا تعارض.


2: آسية أحمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الثالثة:
3: مها عبد العزيز أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 أ: يوجد قول رابع ذكره ابن عطية.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 جمادى الأولى 1442هـ/20-12-2020م, 10:42 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية.

معنى الدُّعاء:
الدُّعاء: هو إظهار غاية التذلُّل والافتقار إلى الله، والاستكانة له.
الدُّعاء وصية رب العالمين , حثَّنا الله تعالى على الدُّعاء في آيات كثيرة من كتابه العزيز:
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله -: وإذا سألك يا محمد عبادي عني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم، أسمع دعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم.
قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: ينبِّه تعالى أنه هو المدعوُّ عند الشدائد، المرجوُّ عند النوازل؛ كما قال: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 67]، وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53].
فضل الدعاء:
في الحديث القدسي قول الله تبارك وتعالى :
( يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ، يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ... يَا عِبَادِي ! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ) رواه مسلم (2577)

يقول ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" :
" وفي الحديث دليل على أن الله يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم من الطعام والشراب والكسوة وغير ذلك ، كما يسألونه الهداية والمغفرة ، وفي الأثر : ( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع ) ، وكان بعض السلف يسأل الله في صلاته كل حوائجه، حتى ملح عجينه وعلف شاته ، وفي الإسرائيليات : أن موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب؛ إنه ليعرض لي الحاجة من الدنيا ، فأستحي أن أسألك . قال : سلني حتى ملح عجينك وعلف حمارك .
فإنَّ كلَّ ما يحتاج العبد إليه إذا سأله من الله ، فقد أظهر حاجته فيه ، وافتقاره إلى الله ، وذاك يحبه الله.
دعاء الله - تعالى - هو الباب الأعظم لتحقيق حاجات العباد ونيل المطالب من كل خير ودفع المكروه والشر وحاجات الخلق، ومطالبهم لا تتناهى ولا تنحصر في عد ولا تقف عند حد ولا يحيط بها إلا الخالق القدير العليم الرحيم، ولا يقدر على إجابة السائلين إلا رب العالمين، فهو الذي يجيب كل سائل، ويعطي كل مؤمل، ولا تغيض خزائنه، ولا ينفد ما عنده، وهو على كل شي قدير كما قال سبحانه: ( وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، وقال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ)، وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: "يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص من ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر". رواه المسلم من حديث أبو ذر -رضي الله عنه-
قال بعض السلف: "نظرت فإذا الخير كله في الطاعة، ثم نظرت فإذا جماع الخير كله في الدعاء".
والداعي لربه في عبادة، وثوابه متصل لا ينقطع؛ عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما على الأرض مسلم يدعو الله - تعالى - بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم". وقال رجل من القوم: إذًا نكثر، قال: "الله أكثر". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، ورواه الحاكم وزاد: "أو يدخر له من الأجر مثلها".
من موانع إجابة الدعاء:
-أن يدعو بنية صادقة وحضور قلب ، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه .
-أكل الحرام وما كان في معناه ، قال صلى الله عليه وسلم : الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك .
-ألا يمل من الدعاء . قول الداعي : قد دعوت فلم يستجب لي ; لأن ذلك من باب القنوط وضعف اليقين والسخط .
- أن يكون المدعو فيه من الأمور الجائزة الطلب والفعل شرعا ، كما قال : ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم . ( القرطبي )

المجموعة الثانية:
1: حرّر القول في المسائل التالية:

أ: مرجع الهاء في قوله تعالى: {وآتى المال على حبه}.
ورد في عود الضمير في عَلَى حُبِّهِ ثلاثة أقوال:
الأول: أن الضمير الهاء يرجع إلى حب المال، {على حبه} حال من فاعل {آتى}، يعني حال كونه محباً له لحاجته إليه
الثاني: أن الضمير يرجع إلى الله عز وجل.
الثالث: أن الضمير يرجع إلى الإيتاء، والمعنى وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ حب الإيتاء.
ب: معنى قوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
هذا إيجاب حتم على من شهد استهلال الشهر أي: كان مقيماً في البلد حين دخل شهر رمضان وهو صحيح في بدنه أن يصوم لا محالة، ونسخت هذه الآية الإباحة المتقدمة لمن كان صحيحاً مقيماً أن يفطر ويفدي بإطعام مسكين عن كل يوم .
2: بيّن ما يلي:
أ: هل قوله تعالى في حكم القصاص: {الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخ أم محكم؟
{الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} منسوخةٌ بقوله تعالى {النّفس بالنّفس}[المائدة: 45].
وقال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والأنثى بالأنثى} وذلك أنّهم لا يقتلون الرّجل بالمرأة، ولكن يقتلون الرّجل بالرّجل، والمرأة بالمرأة فأنزل اللّه: النّفس بالنّفس والعين بالعين، فجعل الأحرار في القصاص سواءً فيما بينهم من العمد رجالهم ونساؤهم في النّفس، وفيما دون النّفس، وجعل العبيد مستوين فيما بينهم من العمد في النفس وفيما دون النفس رجالهم ونساؤهم، وكذلك روي عن أبي مالكٍ أنّها منسوخةٌ بقوله: {النّفس بالنّفس}.
الآية على ظاهرها وليس فيها نسخ: الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ والنبي ﷺ أخبر أن المسلمين تتكافأ دماؤهم وهذا رأي الجمهور. فذهب الجمهور إلى أنّ المسلم لا يقتل بالكافر، كما ثبت في البخاريّ عن عليٍّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يقتل مسلمٌ بكافرٍ» ولا يصحّ حديثٌ ولا تأويلٌ يخالف هذا.
وبعضهم قال: إنها منسوخة، نسخها قول الله -تبارك وتعالى: وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ [سورة المائدة:45] وهو مذهب أبي حنيفة أنّ الحرّ يقتل بالعبد لعموم آية المائدة، وإليه ذهب الثّوريّ وابن أبي ليلى وداود، وهو مرويٌّ عن عليٍّ، وابن مسعودٍ، وسعيد بن المسيّب، وإبراهيم النّخعيّ، وقتادة، والحكم، وقال البخاريّ، وعليّ بن المدينيّ وإبراهيم النّخعيّ والثّوريّ في روايةٍ عنه: «ويقتل السّيّد بعبده».
ب: حكم الصيام في السفر.
احمد بن حنبل كره الصوم في السفر, وقال ابن عباس رضي الله عنه: «الفطر في السفر عزمة»
ومذهب مالك استحباب الصوم لمن قدر عليه. لأن الذمة مشغولة في أمر الصيام، والصواب المبادرة بالأعمال. وكذلك الشافعي. وذهب أنس بن مالك إلى الصوم، وقال: «إنما نزلت الرخصة ونحن جياع نروح إلى جوع، ونغدو إلى جوع»
وقال ابن عباس وابن عمر وغيرهما: «الفطر أفضل».
ج: متعلّق الاعتداء في قوله تعالى: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}.
هو الذي يقتل بعد أخذ الدّية فمن قتل بعد أخذ الدية أو قبولها فله عذاب أليم. روي عن ابن عباس ، ومجاهد، وعطاء، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، والسدي، ومقاتل بن حيان.
أو ترك الاعتداء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية فيقتلون غير القاتل بزعمهم أنه لا يكافئ دمه الذي قتله بل يكافئه من أشرف منه فيقتل من لاذنب له فيقتلون الحر بالعبد أو الرجل بالمرأة أو السيد بالمقتول .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 جمادى الأولى 1442هـ/28-12-2020م, 05:44 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثالث عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (177 - 188)


1. (عامّ لجميع الطلاب )
اكتب رسالة تفسيرية مختصرة تبيّن فيها فضل الدعاء وآدابه من خلال تفسير قول الله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية


الحمد لله رب العالمين، المتفضل على عباده بالإنعام قبل السؤال، القريب الذي يعلم الحاجات، مجيب الدعوات، الذي أرشد العباد وهداهم لما فيه نفعهم الدنيوي والآخروي، والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
قال الله تعالى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} اشتملت الآية الكريمة على جملة من الفوائد والهدايات لو أحسن العبد تدبرها ووعاها قلبه، وأحسن العمل بها لانتفع بها أيما انتفاع، ولصلح دينه ودنياه.

ففي قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني}، فإن الله عز وجل قد علم أن عباده سيسألون عن خالقهم ومولاهم، وقد تنوعت الأقوال في سبب نزول هذه الآية، فقيل أن قوما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ وقيل أن قوما سألوا: في أي ساعة ندعو؟ وقيل أنهم سألوا: إلى أين ندعو؟ وقيل أنهم سألوا: كيف ندعو؟
وهذه الأسئلة إنما تصدر ممن اتصف حاله بالنقص والضعف والفقر، ومن كان كذلك فإنه يحب أن يكون بقرب من اتصف بالكمال والقوة والغنى، فهو يريد أن يأوي إلى ركن شديد وحصن منيع.
وتلك حاجة فطرية أودعها الخالق في المخلوقين لتتعلق القلوب به وحده، وتعظمه وتجله، ولا تتوجه إلى غيره بالطاعات، ولا تسأل غيره الحاجات، فامتن على خلقه بعبادة عظيمة هى عبادة الدعاء.

وللدعاء فضل عظيم، فهو عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، وينال رضاه كلما سأله وألح في حاجته، فالدعاء يقوي عزيمة العبد، ويُنزل في قلبه الطمأنينة، وينشرح به صدره، فكلما تكالبت على نفسه الهموم، وجثم على صدره وسواس استحالة المطلوب، فزع إلى الدعاء، يطلب به سكون النفوس وراحتها قبل حصول المراد.
وفي قوله تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب}، تنبيه على شدة القرب، قرب الله عز وجل من عبده متى سأله، وأنزل به حاجته، فأخبر المولى عز وجل بقربه من عبده يسمعه ويرى حاله، ويعلم حاجته، فلا واسطة بين العبد وربه.

وللدعاء آداب إن تحلى بها العبد ولزمه، فليبشر بالإجابة، ومنها:
1. معرفة الله عز وجل: فإنك لن تتوجه لله بالدعاء، تلك العبادة العظيمة وأنت لا تعرف ربك المربي لعباده بالنعم، العطايا، ولا تدرك معاني أسماء الله وصفاته، ومقتضياها من آثار في زيادة الإيمان واليقين وتعظيم الرغبة فيما عند الله عز وجل.
وفي الآية ورد اسمه القريب، وقرب الله عز وجل نوعان، قرب عام وقرب خاص، فأما القرب العام فهو قربه من جميع مخلوقاته، بعلمه وسمعه وبصره وإحاطته،كما في قوله تعالى: {وهو معكم أين ما كنتم}،وأما القرب الخاص وهو المقصود في هذه الآية فهو قرب اختص به أولياءه المتقين الذين سمعوا وأطاعوا، وامتثلوا وانقادوا، وهم يدركون هذا القرب مما يظهر لهم من آثاره، فهم يشعرون بولاية الله لهم، وحفظه، وتوفيقه ومعيته سبحانه وهذا ما دل عليه قول الله تعالى: {إنّ اللّه مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون}.

2.حسن الظن بالله: وهذا الأمر مترتب على المعرفة بالله، فإن تلك المعرفة تكسب العبد الطمأنينة والسكينة ويعلم العبد أن الله لا يقدر أمرا إلا فيه خير، وكلما قويت المعرفة عن الله كلما قوي حسن ظن بالله، وفي حديث أنس رضي الله عنه: (أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "يقول اللّه تعالى: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني). رواه الإمام أحمد.

3. الرضا بما يقدره الله: في نفوس العباد حاجات يدعون الله بها، ويلحون فيها على مولاهم، ويقدر الله أن يمنعهم تلك الحاجات، لأنه عليم حكيم، يعلم ما يصلح عباده فيمنع ويعطي وفق حكمته، فيقدر الله لعبده خيرا في غير رغبته، ويظن العبد بنظره القاصر وبعقله الناقص أنه حُرم خيراً، فالصبر والرضا بما يقدره الله من الآداب التي يجب أن يتحلى بها الداعي، ولا يدفعه ذلك لترك الدعاء، وإن فترت همته أحيانا.

4. تحري أوقات الإجابة والاجتهاد فيها: ففي ورود آية الدعاء بين آيات الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، وعند كل فطر، وقد حث الشرع على ذلك، كما في حديث عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: (للصّائم عند إفطاره دعوةٌ مستجابةٌ). فكان عبد اللّه بن عمرٍو إذ أفطر دعا أهله، وولده ودعا. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده.

5. استحضار القلب لعظمة عبادة الدعاء والمعاني التي يدعو بها: عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: (القلوب أوعيةٌ، وبعضها أوعى من بعضٍ، فإذا سألتم اللّه أيّها النّاس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنّه لا يستجيب لعبدٍ دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ).

6. الصبر عدم الاستعجال وترك الدعاء: فإن من العباد من يدعو وإن لم يرى استجابة لدعوته، يترك الدعاء، وفي لزوم العبد الدعاء وإن بدت الأحوال بخلاف ما أراد، تربية له على الصبر ولزوم ما يحبه الله عز وجل وابتغاء ثوابه، وهذه منزلة لا يصل إليها إلا من تمكن اليقين من قلبه، فتعلق بما جُعل له في الآخرة، فإن الدعاء عبادة يثاب العبد عليها وإن لم يقع عين مطلوبه، فإن الله يعوضه انشراحا في صدره، وزيادة إيمان يطمئن بها قلبه، وما يدخر للعبد في الآخرة من ثواب أعظم من أن يؤتى سؤله من متاع الدنيا الزائل.
وعن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ ما لم يستعجل". قيل: يا رسول اللّه، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك، ويترك الدّعاء). رواه مسلم.

فهذه جملة من الآداب،ولا شك أن هناك آدابا أخرى ينبغي للعبد أن يجتهد في معرفتها وتحقيقها.
والحمد لله رب العالمين


المجموعة الأولى:
1:حرّر القول في المسائل التالية:
أ: معنى قوله تعالى: {فمن بدّله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدّلونه}.
جاءت هذه الآية في سياق الأمر بالوصية للوالدين والأقربين، وقد حذر الله عز وجل من التبديل في الوصية.
- يتضح معنى الآية ببيان مرجع الضمير في قوله (بدله)، و(سمعه):
فإن أريد بمرجع هاء الضمير في (بدله) و(سمعه): أمر الوصية.
فيكون المعنى: أن من بدل الوصية وحرفها، فزاد فيها أو نقص، أو كتم منها شيئا أو كتمها بالكلية فإن إثم التبديل يقع على الذين يبدلون الوصية بعد سماعها والعلم بها، وأما الميت الذي عدل في وصيته، أو اجتهد فيمن يوصي إليه، فلا إثم عليه، وأجره على الله.

وإن أريد بمرجع هاء الضمير في (سمعه): ما أنزل الله في إثم التحريف والتبديل في هذه الآية.
والمعنى: الوعيد لمن كان عالما بحرمة التبديل في الوصية وأقدم على تحريفها متعمدا.

والمعنى الأول أسبق إلى الذهن، وإن كان الإثم واقعا على من بدل الوصية دون علمه بالنهي فإن الإثم أكبر على من كان عالما متعمدا، بل أنه يدخل ضمن المعنى الأول وإن لم يشار إليه.

ب: معنى إنزال القرآن في شهر رمضان.
قال الله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، وقد اختلف في معنى إنزال القرآن في شهر رمضان على أقوال:
القول الأول: أن نزول القرآن إلى السماء الدنيا -جملة واحدة- كان في شهر رمضان.
القول الثاني: أن بداية نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم كانت في شهر رمضان.


وكلا القولين ذكرهما ابن عطية وابن كثير.

أما القول الأول، وهو نزول القرآن إلى السماء الدنيا في شهر رمضان، فقد قال الله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}، وقال تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}، والصحيح أن الليلة التي نزل فيها القرآن هى ليلة القدر، ومعلوم أنها في شهر رمضان، فنزول القرآن كان في شهر رمضان جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ولا ينافي هذا أن يكون نزل مفرقا بحسب المواقع والأحداث بعد ذلك، ومنه ما كان في شهر رمضان أيضا.

ومن أدلة نزوله جملة واحدة:
-ما روي عن واثلة بن الأسقع أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلةٍ من رمضان. وأنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل اللّه القرآن لأربعٍ وعشرين خلت من رمضان).رواه الإمام أحمد.

ومن الأدلة التي جمعت بين نزوله جملة واحدة ونزوله مفرقا:
- ما روي عن ابن عباس حين سُئل أن القرآن نزل في شهور أخرى غير رمضان، قال: (إنّه أنزل في رمضان، في ليلة القدر وفي ليلةٍ مباركةٍ جملةً واحدةً، ثمّ أنزل على مواقع النّجوم ترتيلًا في الشّهور والأيّام). رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه، وهذا لفظه.

- وفي رواية سعيد بن جبير، عن ابن عبّاسٍ قال: (أنزل القرآن في النّصف من شهر رمضان إلى سماء الدّنيا فجعل في بيت العزّة، ثمّ أنزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في عشرين سنةً لجواب كلام النّاس).

-وفي رواية عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: (نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر إلى هذه السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، وكان اللّه يحدث لنبيّه ما يشاء، ولا يجيء المشركون بمثل يخاصمون به إلّا جاءهم اللّه بجوابه، وذلك قوله: {وقال الّذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلا * ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرًا})

- وقد روي من حديث جابر بن عبد اللّه وفيه: أنّ الزّبور أنزل لثنتي عشرة [ليلةً] خلت من رمضان، والإنجيل لثماني عشرة، والباقي كما تقدّم. رواه ابن مردويه

ووردت أقوال أخرى بعيدة:
- أنه نزل في فرضه وتعظيمه وفضله)
-قال الضحاك: أنزل في فرضه وتعظيمه والحض عليه) ذكره ابن عطية.
- حكى الرازي عن سفيان بن عيينة وغيره أن المراد بقوله: ( الذي أنزل فيه القرآن) أي:(في فضله، أو وجوب صومه) فيما ذكره ابن كثير ، وعلق بأنه غريب جدا.

- أنه كان ينزل في كل ليلة قدر.
- قال فخر الدين الرازي: (ويحتمل أنّه كان ينزل في كلّ ليلة قدرٍ ما يحتاج النّاس إلى إنزاله إلى مثله من اللّوح إلى سماء الدّنيا) ، وهذا نقله القرطبي عن مقاتل بن حيان، ذكره ابن كثير.

والصحيح كما حكى الإجماع أنه أنزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا وكان ذلك في شهر رمضان،و لا إشكال في الجمع بين نزوله جملة واحدة، ونزوله مفرقا ببحسب الأحداث بعد ذلك سواء في شهر رمضان أو غيره.


2: بيّن ما يلي:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}.

تنوعت الأقوال في سبب نزول هذه الآية لكن يمكن القول بأن نزولها كان إحقاقا للقصاص العادل ونبذ الظلم الذي كان في الجاهلية أما تفصيل الأقوال في ذلك فهى كالتالي:

القول الأول: أنها نزلت في بني قريظة وبني النضير:
كانت بنو النّضير قد غزت قريظة في الجاهليّة وقهروهم، فكان إذا قتل النّضريّ القرظيّ لا يقتل به، بل يفادى بمائة وسقٍ من التّمر، وإذا قتل القرظيّ النّضريّ قتل به، وإن فادوه فدوه بمائتي وسقٍ من التّمر ضعف دية القرظيّ، فأمر اللّه بالعدل في القصاص، ولا يتّبع سبيل المفسدين المحرّفين، المخالفين لأحكام اللّه فيهم، كفرًا وبغيًا، فقال تعالى: {كتب عليكم القصاص في القتلى الحرّ بالحرّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى}. ذكره ابن كثير.
وقيل: من غيرهم فقتل هؤلاء من هؤلاء رجالا وعبيدا ونساء، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلح بينهم ويقاصهم بعضهم ببعض بالديات على استواء الأحرار بالأحرار والنساء بالنساء والعبيد بالعبيد، ذكره ابن عطية.

القول الثاني أنها نزلت في حيين من أحياء العرب:
وذلك أنّ حيّين من العرب اقتتلوا في الجاهليّة قبل الإسلام بقليلٍ، فكان بينهم قتلٌ وجراحاتٌ، حتّى قتلوا العبيد والنّساء، فلم يأخذ بعضهم من بعضٍ حتّى أسلموا، فكان أحد الحيّين يتطاول على الآخر في العدّة والأموال، فحلفوا ألّا يرضوا حتّى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم، وبالمرأة منّا الرّجل منهم، فنزلت فيهم.، قاله سعيد بن جبير فيما رواه ابن أبي حاتم، وذكره ابن كثير.

وبنحوه روي عن الشعبي، فيما ذكره ابن عطية:
- قال الشعبي: (إن العرب كان أهل العزة منهم والمنعة إذا قتل منهم عبد قتلوا به حرا، وإذا قتلت امرأة قتلوا بها ذكرا، فنزلت الآية في ذلك ليعلم الله تعالى بالسوية ويذهب أمر الجاهلية)، وحكي أن قوما من العرب تقاتلوا قتال عمية ثم قال بعضهم: نقتل بعبيدنا أحرارا، فنزلت الآية.

وروي عن ابن عباس أن الآية نزلت مقتضية أن لا يقتل الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل ولا يدخل صنف على صنف ثم نسخت بآية المائدة أن النفس بالنفس.

ب: هل كان الصوم قبل فرض صيام رمضان على الوجوب أو التخيير؟
- كان الصيام في ابتداء الإسلام يستثنى منه المريض والمسافر، لما في ذلك من المشقة عليهما، ويقضيان بعد انقضائه.
أما الصحيح المقيم فكان مخيرا، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأطعم عن كل يوم مسكينا، فإن أطعم أكثر من مسكين
عن كل يوم فهو خير، وإن صام فهو أفضل من الإطعام. ذكره ابن كثير.

ج: المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود من الفجر.
المراد بقوله تعالى: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) :
الفجر فجران: أحدهما أبيض يطلع ساطعا يملأ الأفق، والآخر أسود معترضا. كما قال الزجاج.
وقال ابن عطية: قال بعض المفسرين: الخيط اللون، وهذا لا يطرد لغة .
والمراد كما قال جميع العلماء: بياض النهار وسواد الليل.
وذكر ابن كثير في تفسيره أدلة على ذلك منها:
- ما ورد في صحيح البخاري عن سهل بن سعدٍ، قال: أنزلت: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر} وكان رجالٌ إذا أرادوا الصّوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتّى يتبيّن له رؤيتهما، فأنزل اللّه بعد: {من الفجر} فعلموا أنّما يعني: اللّيل والنّهار.
- وعن عديّ بن حاتمٍ قال: لمّا نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقالين، أحدهما أسود والآخر أبيض، قال: فجعلتهما تحت وسادتي، قال: فجعلت أنظر إليهما فلا تبيّن لي الأسود من الأبيض، ولا الأبيض من الأسود، فلمّا أصبحت غدوت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته بالّذي صنعت. فقال: "إنّ وسادك إذًا لعريضٌ، إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل". رواه أحمد، وأخرجاه في الصّحيحين من غير وجهٍ، عن عديّ.

الحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 جمادى الأولى 1442هـ/5-01-2021م, 11:56 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

سارة عبد الله ج
بارك الله فيك ونفع بك.

صياغة الكلام في فقرة "موانع إجابة الدعاء" فيها أخطاء كثيرة، فبعضها موانع وبعضها آداب، والواجب أن تصوغيها بصياغة تناسب عنوان الفقرة.
ج1 أ: بقيت أقوال أخرى.
ج1 ب: يجب ذكر جميع الأقوال في معنى الآية، لا أن تكتفي بالصحيح أو الراجح فقط.
ج2 أ: الكلام فيه تكرار.
ج2 ب: ما زال للجواب بقية.
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 جمادى الأولى 1442هـ/12-01-2021م, 11:14 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


إنشاد راجح أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1 ب: والقول بأن بداية نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم كان في رمضان قول صحيح أيضا.
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir