دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > كتاب الصلاة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 16 ذو الحجة 1429هـ/14-12-2008م, 06:52 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي شرح عمدة الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

باب استقبال القبلة

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح على ظهر راحلته، حيث كان وجهه يومئ برأسه، وكان ابن عمر رضي الله عنه يفعله. وفي رواية: كان يوتر على بعيره.
ولمسلم: غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة. وللبخاري: إلا الفرائض.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.
وعن أنس بن سيرين قال: استقبلنا أنسًا حين قدم من الشام فلقيناه بعين التمر، فرأيته يصلي على حمار ووجهه من ذا الجانب، يعني عن يسار القبلة، فقلت: رأيتك تصلي لغير القبلة، فقال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ما فعلته.

الشيخ:...الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
استقبال القبلة شرط من شروط الصلاة، دل عليه القرآن، قال تعالى: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} يعني إذا أردت الصلاة {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} أمر الله باستقبال البيت الحرام في هذه الصورة في ثلاث آيات، وكرر ذلك للتأكيد، وقد كان صلى الله عليه وسلم لما فرضت عليه الصلاة وهو بمكة كان يستقبل الكعبة ويستقبل بيت المقدس، يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس؛ وذلك لأن بيت المقدس قبلة الأنبياء من بني إسرائيل، والكعبة قبلة أبينا إبراهيم.
ولما هاجر أُذن له بأن يستقبل بيت المقدس؛ تأليفًا وبيانًا أنه على ملة الأنبياء قبله، ولكن بعد أن مضى عليه ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا ولم يفد ذلك في تأليف بني إسرائيل ولم يزدهم إلا عصيانًا وتمردًا أعاده الله ورجعه إلى قبلة أبيه إبراهيم، فقال تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}، لما تولى الكعبة وترك القبلة الأولى استنكر ذلك السفهاء والمنافقون واليهود ونحوهم، فأمر الله نبيه بأن يخبرهم بأن له المشرق والمغرب، {لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء} فأمره بأن يستقبل الكعبة التي هي بيت الله.
ولا شك أن استقبالها فيه تعظيم لتلك الكعبة ولتلك المناسك، وبيانًا لأهميتها وحث للناس على أن يأتوا إليها ويتعبدوا بالعبادات التي لا تصح إلا بها من الحج والعمرة والطواف والاعتكاف ونحو ذلك.
المسلمون يستقبلون الكعبة في أية مكان وفي أية قطر من أقطار الأرض، يتوجهون في صلواتهم كل يوم خمس مرات في الفرائض وما شاء الله في النوافل، ويستقبلون هذه الكعبة، ولا شك أن هذا الاستقبال يحفز هممهم ويشوقهم ويبعث اشتياقهم إلى تلك الرحاب، حيث أنهم إذا كانت هي قبلتهم انبعثت الهمم على أن ينظروا إليها، وعلى أن يأتوا إليها رجالاً وركبانًا، ليقرأوا وليتعبدوا وليقيموا العبادات التي يتعبد بها هناك.
والحاصل أن استقبال الكعبة واجب وشرط من شروط الصلاة، فأما في الفرائض فلابد من استقبال الكعبة، أي استقبالها، إن كان قريبًا فلا بد أن يصيب عينها، وإن كان بعيدًا اكتفى بجهتها، أي يستقبل جهتها.
وأما النافلة فإن أمرها أخف، فله والحال هذه أن يصلي وهو راكب ويتنفل ولو كان وجهه لغير القبلة؛ حرصًا من الشارع على أن يكثر الناس من النوافل وألا يعوقهم عنها عائق؛ وذلك لأن الإنسان قد يكثر سفره، وقد تطول مدة سفره، فينقطع عن النوافل مدة؛ وذلك لعدم تمكنه لكثرة مسيره وكثرة قفوله، فهو دائمًا راكب أو ماش على الراحلة أو نحو ذلك، فلو منع من التنفل إلا مستقبلاً القبلة لانقطع عن كثير من النوافل، فلا جرم أبيح أن يصلي على الراحلة، ولو لم يأتي بالأركان كلها، ولو لم يأتي بالشروط كلها. ونكمل بعد الأذان.
قد جعل العلماء استقبال القبلة من شروط الصلاة التي لا تصح إلا بها، فإن كانت فريضة فلابد أن يستقبلها بكل جسده، إما أن يستقبل عينها إذا تمكن، وإما أن يستقبل الجهة، جهتها؛ لأنه قد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين المشرق والمغرب قبلة)) يخاطب أهل لمدينة، وكانت قبلتهم في جهة الجنوب، فيقول: ما بين الشرق والغرب كله قبلة لكم، أي: هذا الجانب الجنوبي، ولو ملتم يمينًا أو يسارًا فأنتم قد استقبلتم جهة الكعبة، فأنتم على خير.
نقول : في هذه البلاد ما بين الشمال والجنوب أيضًا قبلة، ولو قدر أنهما على يمين أو يسارا، وإن كان الأفضل أن يستقبل الشطر للآية {شطر المسجد الحرام}. ثم النافلة التي يخفف فيها ويسقط فيها الاستقبال يدخل فيها الرواتب التي تصلى قبل الفرائض وبعدها، ويدخل فيها صلاة التهجد لمن يريد أن يتهجد بالليل وهو مسافر، ويدخل فيها صلاة الوتر وصلاة الضحى ونحوها من النوافل، يصح أن يصليها على راحلته ولو كان وجهه لغير القبلة؛ وذلك لأنه قد يسير إلى جهة مخالف للقبلة، قد تكون القبلة خلف ظهره.
إذا توجه مثلا جهة الشرق في هذه البلاد إلى الأحساء مثلا أو إلى البحرين أو إلى الهند أو السند أو نحو ذلك صارت الكعبة وراءه، فيصلي على جهته، إذا توجه إلى الجنوب إلى نجران أو إلى اليمن ونحوه صارت القبلة عن يمينه فيصلي إلى جهته التي هو سائر إليها.
وهكذا إذا توجه للشمال، كما لو توجه للعراق أو ما وراءه ، صارت القبلة عن يساره، فيصلي إلى جهته.
وذكر بعض العلماء أنه يستحب أن يستقبل القبلة في الاستفتاح ، ولكن لم يرد دليل، بل الظاهر أنه يجوز أن يستقبل جهته من أول صلاته، يستفتح ويكبر ويركع ويسجد وهو إلى تلك الجهة، وكل ذلك لأجل الاغتنام...

الوجـه الثانـي

...حتى يكثر من النوافل، حتى يغتنم نوافل الصلوات ولا تفوته؛ لأنه لو اشترط أن يستقبلها لما تمكن؛ وذلك لأنه مجد السير أكثر وقته، ولأنه قد يتعب إذا نزل، إذا نزل وقد سار عشر ساعات على البعير مثلا متوالية أو أكثر أو أقل نزل وقد أجهده السير وقد أتعب تعبًا كثيرا، فيتمنى الأرض أن يضطجع عليها ولا يتمكن من التهجد، ولا من الإتيان بالنوافل ونحو ذلك، فلا جرم أمر..أو أبيح له أن يكثر من النوافل وهو راكب على دابته.
في هذه الأزمنة قد يقال: إن الأمر فيه شيء من التحسن وفيه شيء من التغير؛ وذلك أولاً: قرب المسافات وقلة المدة التي يقطعها المسافر وهو سائر مجد، فإنه قد يواصل سيره مثلاً خمس ساعات أو أقل أو أكثر، ولكن مع ذلك ليست عليه المشقة التي يلاقيها وهو راكب للدابة كالحمار والبعير.
كذلك أيضًا قد يريح نفسه إذا سار ساعتين أو ثلاث ساعات متواصلة، يقف ويريح نفسه، يتمكن في وقوفه من أن يتنفل أو نحو ذلك، ومع ذلك فلا نحرمه إذا أراد أن يتنفل إذا كان مستعجلاً، فيجوز لك إذا كنت سائرا إلى مكة مثلاً أو إلى الأحساء وما أنت مستعجل أن تصلي الفريضة على الأرض مطمئنًا، ثم تركب سيارتك أنت ورفقتك وتأتوا بالنوافل وأنتم راكبون، ولو كانت وجوهكم لغير القبلة، لو كانت القبلة خلفكم أو عن يمين أو عن يسار، وحيئذ تتمكنون من الإحرام، تكبرون ثم يقرأ الراكب ويركع، يومئ بالركوع حيث أنه قد لا يستطيع أن يركع قائما، ويومئ بالسجود ويجعل سجوده أخفض من ركوعه.
هكذا كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على الراحلة، لا يتمكن من القيام ولا من الركوع ولا من السجود، وإنما يتمكن من التحريم والتسليم، ويقرأ ويسبح ويحرك يديه ويضعهما على صدره في حالة القيام، وعلى ركبتيه في حالة الركوع، وعلى رحله في حالة السجود، وعلى فخده في حالة الجلسة بين السجدتين أو التشهد أو ما أشبه ذلك؛ تشبهًا بالصلاة، فهكذا أيضًا إذا كان راكبًا سيارة أو نحوها.
أما إذا كان راكبًا في قطار فالقطار قد يكون أمره أسهل، وكذا إذا كان راكبًا في اخرة أو في سفينة فإن فيها شيء من التوسعة؛ وذلك لأنه غالبًا يتمكن من الوقوف، قد يتمكن من استقبال القبلة راكب الباخرة ونحوها ويتمكن من الاستدارة نحو القبلة إن استدارت الباخرة أو انحرفت يمينًا أو يسارًا، فنقول: متى قدرت على استقبال القبلة فأت به، ائت منه بما تستطيع، وإذا شق ذلك عليك وخشيت مثلاً من القيام دورانًا أو سقوطًا، إذا مرت بها أمواج كالسفن مثلاً أو مر القطار بانحرافات أو منعرجات أو نحو ذلك مما يكون فيه شيء من الحركة فلك أن تصلي جالسًا، ولو لغير القبلة، وإن استطعت استقبال القبلة فاستقبلها مهما تستطيع.
أما راكب الطائرة ونحوها من المراكب الجوية، فمعلوم أيضًا أنه قد يحتاج إلى أن يتنفل، يعني قد تطول، تطول المدة في بعض الأحيان، بداخل المملكة قد لا تطول أكثر من ساعة ونصف أو نحوها، ولكن خارج المملكة قد يتمادى بهم السير سبع ساعات أو عشر ساعات متواصلة، كما في بعض الرحلات الطويلة، ففي هذه الحال قد يأتي عليه شيء من الحاجة إلى التنفل، فيتنفل وهو على كرسيه، ولو لغير القبلة.
أما الفرائض فقد سمعنا أنه صلى الله عليه وسلم لا يصليها إلا على الأرض، لا يصليها على الراحلة؛ وذلك لأهميتها ولأنه لابد من استقبال القبلة فيها، فينزل ويصليها بأصحابه جماعة، ويصفهم خلفه صفوفًا.
يشتكي كثير من الذين يرحلون في الطائرة ويستمر سيرهم ساعات أنه قد يدخل عليهم الوقت ويخرج وهم في رحلة واحدة، فيفتيهم المشايخ ويقولون: إذا كان الوقت متسعًا فأخر الأولى إلى أن تنزل، كما لو رحلت في الضحى مثلا ودخل عليك وقت الظهر ولم تستطع وخشيت أن يفوت، فأخره إلى العصر. ولو نزلت مثلاً في آخر النهار أي في الساعة الحادية عشر أو نحوها، يعني ما بقي من الليل إلا ساعة أو نصف ساعة - أمكنك أن تصلي قبل الغروب فتجمع الوقتيين في وقت واحد، تؤخر الظهر ولا إلى أن تنزل، إذا كنت تعرف أنك تنزل قبل غروب الشمس فأخر الظهر وصلها مع العصر قبل أن تغرب الشمس.
وهكذا إذا دخل عليك وقت الظهر وأنت تعرف أنك ستستمر خمس ساعات أو نحوها جاز لك أن تصلي الظهر وتقدم معه العصر قبل الرحلة، ثم بعد ذلك تواصل السير، إذا دخل عليك وقت المغرب وأنت سائر فلك أن تؤخره وتجعله مع العشاء، ولو لم تنزل إلا قبيل الفجر، فإن وقت المغرب والعشاء لا يخرج ولا ينتهي إلا بطلوع الفجر الثاني، أي بطلوع ضياء الصبح، فإذن لو لم تصله إلا بعد ما بقي على الفجر ساعة أو نصف ساعة نزلت وصليت العشاءين، أجزأك ذلك إن شاء الله؛ وذلك لأنك أدركت الوقت أو آخره فهو أولى من كونك تصلي على السرير.
أما إذا خشيت خروج الوقت كالصبح، الصبح وقتها ضيق، يعني من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ففي هذه الحال لك أن تصليها، إن وجدت متسعًا في الطائرة تصلي وأنت على تؤدة قائم وتركع وتسجد فافعل، وإن لم تجد فصلي ولو كنت على كرسيك جالسا وأومئ واستقبل ما أنت مستقبل له؛ وذلك اغتنامًا للوقت حتى لا يخرج وأنت لم تؤد؛ لأن اغتنام الوقت، الوقت شرط، والشرط يقدم على الأركان، التي منها مثلاً الركوع والسجود وما أشبه ذلك. كل ذلك حرصًا على إيقاع الصلاة في وقتها والإتيان بها على هيأتها، دون أن يختل شيء منها، وذلك لعظمها، أي شأن هذه الصلاة والمحافظة عليها.

أما حديث ابن عمر في قصة أهل قباء، فقد ذكر فيه أنه كان النبي عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة استقبل الشام قبلة أنبياء بني إسرائيل وبقي كذلك ستة عشر شهراً أو سبعة عشر، حتى اشتاق إلى أن يستقبل الكعبة، فلما اشتاق لذلك أخذ يقلب بصره فقال الله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء} يعني انتظارا لمجيء الوحي الذي يتضمن صرفك إلى القبلة
فقال: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها}، فنزلت عليه هذه الآيات في الليل، فأخبر صحابته بأن هذا أمر من الله وأنه أمرنا بأن نستقبل الكعبة بدل ما كنا نستقبل بيت المقدس.
أهل قباء مكانهم ناء، جاءهم آتٍ بعد ما كبروا، ما جاءهم الخبر إلا بعد ما كبروا، يمكن أنهم صلوا بعض الصلاة أو لم يصلوا بعضها. في أثناء الصلاة كلمهم ذلك المتكلم وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها. كانت وجوههم إلى جهة الشام فاستداروا كما هم، يمشون وإمامهم يمشي معهم، واستداروا إلى أن أصبحت وجوههم إلى جهة الجنوب، هذا عمل، عمل كثير، وبالأخص الإمام، فإنه صار وهو قدامهم وهم ينحرفون إلى أن صارت وجوههم إلى جهة الجنوب، الذي كان في طرف الصف من جهة الشرق أصبح في طرف الصف من جهة الغرب، والإمام بدلاً مما كان قدامهم وهم إلى الشام أصبح قدامهم وهم إلى الجنوب إلى جهة اليمن.
هذه الحركات لم يعتبروها مبطلة للصلاة؛ وذلك اغتنامًا منهم لإيقاع الصلاة كلها كما أمر الله، انحرفوا وقد كانوا على قبلة متحققين بها وعملوا بذلك الخبر. فالحاصل أن هذا دليل على أن آيات القبلة نزلت، وأن المسلمين عملوا بها، وأنهم بادروا إليها ولم يتخلوا، وأن استقبال القبلة واجب على المصلين في فرائضهم ونوافلهم، إلا أنه يخفف في *[الفرائض] إذا كان الإنسان راكبًا؛ وذلك اغتنامًا لكثرة العبادة والتنفل منها. بقية الوقت للأسئلة.

______________
* لعله أراد: النوافل .



 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
استقبال, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir