دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 5 صفر 1442هـ/22-09-2020م, 12:40 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي

تطبيقات على درس الأسلوب المقاصدي
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 صفر 1442هـ/7-10-2020م, 06:05 PM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

تطبيق علي الأسلوب المقاصدي
قوله تعالي (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
في هذه الآية الكريمة بيان لعدة مقاصد من مقاصد الشريعة الإسلامية بيانها كالتالي:
1- بيان أمر الله وأنه نوعان أمر كوني قدري وأمر شرعي, و الفارق بينهما أن الأمر الكوني القدري لابد أن يتحقق ويقع وأنه يشترك فيه المسلم والكافر والبر والفاجر مثل, الأمر بدلوك الشمس وحركة الكواكب كقوله تعالي (‏‏إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ‏}‏‏ ‏[‏النحل‏:‏40‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ‏}‏‏ ‏القمر50. أما الأمر الشرعي فقد يقع وقد لا يقع وهو يتعلق بالأوامر الشرعية كالتوحيد والصلاة والزكاة وبر الوالدين كقوله تعالي (أقم الصلاة لدلوك الشمس) , ( وقضي ربك الأ تعبدوا إلا الله) الإسراء. والأمر الكوني والأمرالشرعي بينهما تقاطع في حق المسلم المطيع إذ يتحقق الأمران الكوني والشرعي وبينهما إنفصال في حق الكافر والفاجر فإنهما مطالبان شرعاً بالأوامر الشرعية لكنهما لا يقومان بهما ويتحقق فيهما الأمر الكوني الذي قدره الله بعصيانهما.
2- أن من مقاصد الشريعة الإسلامية إفراد الله بالعبادة وهذا يتضح من قوله تعالي ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) وأن هذا الأمر دعا إليه كل رسول أرسل إلي قومه حيث أمرهم بإفراد الله بالعبادة كما قال تعالي ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
3- المقصود من العبادة كما عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية ( كل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة) أي يشمل الدين كله كما قال عز وجل علي لسان إبراهيم عليه السلام ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين), فالدين والعبادة يشملان كل مناحي الحياة, وهذا كم كمال وتمام الشريعة الإسلامية حيث انها جاءت لتشمل جميع مناحي الحياة من عبادات ومعاملات وحدود وأخلاق وآداب.
4- أن العبادة لكي تقبل لابد من تحقق شرطين وهما الإخلاص والمتابعة, والإخلاص هو إفراد الله بالعبادة بعدم صرفها لغير الله أو مشاركة غير الله في العبادة, فلقد عاب الله علي المشركين لما اتخذوا أولياء ليقربوهم إلي الله زلفي كما في قوله تعالي (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي) الزمر وأن من أشرك مع الله شيئاً تركه الله وشريكه كما في الحديث القدسي ( أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه) والمعني أن الله لا يقبل هذا العمل بل هو حابط مردود علي صاحبه وأن صاحبه قد ارتكب أعظم الكبائر وهي الإشراك بالله لما صرف العبادة لغير الله. وأما شرط متابعة النبي صلي الله عليه وسلم وإن كان غير منصوص عليه في الآية ولكنه متضمن الأمر بعبادة الله لأن النبي صلي الله عليه وسلم هو المبلغ عن الرب عز وجل فطاعته واجبة لازمة لمن كان يعبد الله بحق
5- الأمر بالحنيفية وهي من مقاصد الشريعة والمراد منها الميل إلي الله والإنحراف عن غيره كما قال عز وجل عن إبراهيم عليه السلام ( إن إبراهيم كان أمة قانتاُ لله حنيفاً ولم يك من المشركين) فالحنيف المائل إلي الله المعرض عن غيره من الآلهة الباطلة أو العقائد الزائفة والأراء والأهواء الضالة, فهو يقدم رضا الله علي رضي كل أحد سوي الله وهذا مصداق قول النبي صلي الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
6- أن الأعمال داخلة في مسمي الإيمان وأن الإيمان الخالي عن العمل إيمان ناقص يعرض صاحبه للعقوبة لذا قال تعالي ( ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة). فالدين الإسلامي لم يأت بعقائد فقط وأقوال او أعمال منفصلة بل الدين يشمل العقائد والأقوال والأعمال وأنها كلها داخلة في مسمي الإيمان ولا يكمل إيمان عبد حتي يستوفي العقائد والأقوال والأعمال, وبقدر ما يؤديه العبد منها يكون إيمانه ومنزلته عند الله عز وجل كما قال تعالي ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الماضية)
7- أن الدين القيم يشمل كل ما تقدم وأن هذا هو الدين المذكور في الكتب السماوية الثلاثة وأن من أمتثل إخلاص الله بالعبادة وأقام الصلاة وآتي الزكاة فقد سلك الطريق المستقيم الموصل إلي رضا الله عز وجل.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1442هـ/17-10-2020م, 11:07 PM
أمل سالم أمل سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

قال تعالى " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا"

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام أشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

سورة النصر :تسمى سورة التوديع

ومقصودها الإعلام بتمام الدين اللازم عن مدلول اسمها النصر وإعلاء كلمة الله واللازم عنه موت النبيﷺ
كما ثبت في البخاري: "ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل: ﻛﺎن ﻋﻤﺮ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ ﻣﻊ أشياخ بدر فكأن بعضهم وﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻘﺎل:
ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ هذا ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻟﻨﺎ أﺑﻨﺎء ﻣﺜﻠﻪ
فقال ﻋﻤﺮ :إنه من قد علمتم
*فدعاه ذات ﻳﻮم فأدخله معهم ، ﻓﻤﺎ رأيت ﺃﻧﻪ دعاني ﻳﻮﻣﺌﺬ إلا ﻟﻴﺮيهم .
قال :ما ﺗﻘﻮﻟﻮن في قول اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "إذا ﺟﺎء ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ واﻟﻔﺘﺢ"؟
قال بعضهم :أمرﻧﺎ ﺃن ﻧﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه إذا ﻧﺼﺮﻧﺎ، وفتح ﻋﻠﻴﻨﺎ ..
ﻭﺳﻜﺖ ﺑﻌضهم ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ..
ﻓﻘﺎل لي: أكذاك تقول ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس؟فقلت :لا
ﻗﺎل: ﻓﻤﺎ تقول ؟
ﻗﻠﺖ: "هو أﺟﻞ رسول اﻟﻠﻪ ﷺ أﻋﻠﻤﻪ له.. ﻗﺎل: "إذا ﺟﺎء ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ واﻟﻔﺘﺢ "
وذﻟﻚ ﻋﻼﻣﺔ أﺟﻠﻚ: "ﻓﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪ رﺑﻚ ﻭاﺳﺘﻐﻔﺮه إﻧﻪ ﻛﺎن ﺗﻮاﺑﺎ "
ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ: "ما أعلم منها إلا ما تقول"..

* فسياق السورة ما يصرح بنعي النبي ﷺ،
**ولكن اقتران التسبيح بحمد الله فيه ارتباط بأول السورة وموضوعها ،ففيه الدلالة على كمال الرسالة بمجيء نصر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ولدينه .
وهي نعمة تستوجب الشكر ويستحق موليها الحمد.
قال تعالى "فسبح بحمد ربك واستغفره "
ختم الأعمال الصالحة بالإستغفار أدب عظيم وهو أدب الأنبياء عند اكتمال النعم ، كما قال يوسف :"رب قد آتيتني من الملك"
كذلك رسول اللهﷺ في كل حياته وعند الفتح والنصر ..
فلذلك أمرنا بالاستغفار عقب الصلوات ،فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا .
- وكذلك أمرنا بالاستغفار بالسحر ،قال تعالى: (والمستغفرين بالأسحار ) ، وبعد أداء مناسك الحج ،قال تعالى:( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله )
-فالإستغفار اعتراف من العبد بقصوره مقابل نعم الله ، وفيه رؤية لكرم الله تعالى ، وفيه طلب لما هو أصلح والأكمل للنفس ، وفيه رؤية الطاعة من النفس أنها من توفيق الله وإحسانه ، فتكون الآية كالتنبيه على أنه لا يوجد فراغ عن التكليف في العبودية ،قال تعالى:( فإذا فرغت فانصب) وقال تعالى (فاعبد ربك حتى يأيتك اليقين).

- فكان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول :(سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك )، وكان يقول في ركوعه وسجوده (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي )
- فالاستغفار لجبر تقصير العبد في شكر نعم الله ، فكل طاعة يؤديها العبد ويقابلها إحسان الله ونعمه عليه فيجدهاقاصرة عن الوفاء بأداء شكر تلك النعمة فيستغفر الله .
- فيه التنبيه على قرب الأجل والرحيل فعلى العبد التأهب للأمر بكثرة الاستغفار.
- ومن جملة المقاصد في السورة أن يصير الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة للأمة ، حتى يفعلوا عند النعمة والمحنة ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم من تجديد الشكر والحمد عند تجديد النعمة .، فمهما أحسن العبد في عمله وبذل جهده لإرضاء ربه فهو مفتقر إلى الاستغفار أسوة بنبيه عليه الصلاة والسلام.
-وقوله تعالى: (واستغفره) هذا أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بالإستغفار مع شدة اجتهاده وعصمته فكيف من هو دونه؟
فمهما أحسن الإنسان في عمله وبذل جهده لإرضاء ربه فإنه مفتقر الإستغفار أسوة بنبيه صلى الله عليه وسلم
-فكم من نعم الله على عباده وكم من فضل لا يطلب سبحانه مقابلها سوى الحمد والشكر والتسبيح والاستغفار
- والعلة من اقتران التسبيح بالحمد ،( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)
أن التسبيح تنزيه لله عن النقائص والحمد إثبات صفات الكمال له ، فاجتمع في هذا مدح الله بنفي النقائص وإثبات الكمالات
- والفائدة من اقتران التسبيح والحمد مع الاستغفار ، فإن هذا من كمال العبادة ، فإن الأولى حق لله والثانية من حظ العبد، قال تعالى: ( واستغفر لذنبك وسبح بالعشي والإبكار )
قال الزمخشري: "وبالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر بما هو قوام أمر الدين من الجمع بين الطاعة والاحتراز من المعصية ، وليكون مع عصمته لطفا لأمته ، ولأن الاستغفار من التواضع وهضم النفس فهو عبادة في نفسه" .
- وقوله " إنه كان توابا" صيغة مبالغة من تاب عليه، وقد اشتملت الآية على أربع مؤكدات ، إن، وكان، وصيفة المبالغة في التواب ،وتنوين التعظيم فيه، فهو سبحانه شديد القبول لتوبة عباده كثير قبوله لها ، وكذلك تقتضي التوبة وتكرير التوبة من الله تعالى فهو سبحانه كثير التوبة على المسيئين والمذنبين ولو تعددت وتكررت خطاياهم .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 4 ربيع الأول 1442هـ/20-10-2020م, 08:12 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
تطبيق علي الأسلوب المقاصدي
قوله تعالي (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
في هذه الآية الكريمة بيان لعدة مقاصد من مقاصد الشريعة الإسلامية بيانها كالتالي:
1- بيان أمر الله وأنه نوعان أمر كوني قدري وأمر شرعي, و الفارق بينهما أن الأمر الكوني القدري لابد أن يتحقق ويقع وأنه يشترك فيه المسلم والكافر والبر والفاجر مثل, الأمر بدلوك الشمس وحركة الكواكب كقوله تعالي (‏‏إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ‏}‏‏ ‏[‏النحل‏:‏40‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏‏وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ‏}‏‏ ‏القمر50. أما الأمر الشرعي فقد يقع وقد لا يقع وهو يتعلق بالأوامر الشرعية كالتوحيد والصلاة والزكاة وبر الوالدين كقوله تعالي (أقم الصلاة لدلوك الشمس) , ( وقضي ربك الأ تعبدوا إلا الله) الإسراء. والأمر الكوني والأمرالشرعي بينهما تقاطع في حق المسلم المطيع إذ يتحقق الأمران الكوني والشرعي وبينهما إنفصال في حق الكافر والفاجر فإنهما مطالبان شرعاً بالأوامر الشرعية لكنهما لا يقومان بهما ويتحقق فيهما الأمر الكوني الذي قدره الله بعصيانهما.
2- أن من مقاصد الشريعة الإسلامية إفراد الله بالعبادة وهذا يتضح من قوله تعالي ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ) وأن هذا الأمر دعا إليه كل رسول أرسل إلي قومه حيث أمرهم بإفراد الله بالعبادة كما قال تعالي ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
3- المقصود من العبادة كما عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية ( كل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة) أي يشمل الدين كله كما قال عز وجل علي لسان إبراهيم عليه السلام ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين), فالدين والعبادة يشملان كل مناحي الحياة, وهذا كم كمال وتمام الشريعة الإسلامية حيث انها جاءت لتشمل جميع مناحي الحياة من عبادات ومعاملات وحدود وأخلاق وآداب.
4- أن العبادة لكي تقبل لابد من تحقق شرطين وهما الإخلاص والمتابعة, والإخلاص هو إفراد الله بالعبادة بعدم صرفها لغير الله أو مشاركة غير الله في العبادة, فلقد عاب الله علي المشركين لما اتخذوا أولياء ليقربوهم إلي الله زلفي كما في قوله تعالي (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي) الزمر وأن من أشرك مع الله شيئاً تركه الله وشريكه كما في الحديث القدسي ( أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه) والمعني أن الله لا يقبل هذا العمل بل هو حابط مردود علي صاحبه وأن صاحبه قد ارتكب أعظم الكبائر وهي الإشراك بالله لما صرف العبادة لغير الله. وأما شرط متابعة النبي صلي الله عليه وسلم وإن كان غير منصوص عليه في الآية ولكنه متضمن الأمر بعبادة الله لأن النبي صلي الله عليه وسلم هو المبلغ عن الرب عز وجل فطاعته واجبة لازمة لمن كان يعبد الله بحق
5- الأمر بالحنيفية وهي من مقاصد الشريعة والمراد منها الميل إلي الله والإنحراف عن غيره كما قال عز وجل عن إبراهيم عليه السلام ( إن إبراهيم كان أمة قانتاُ لله حنيفاً ولم يك من المشركين) فالحنيف المائل إلي الله المعرض عن غيره من الآلهة الباطلة أو العقائد الزائفة والأراء والأهواء الضالة, فهو يقدم رضا الله علي رضي كل أحد سوي الله وهذا مصداق قول النبي صلي الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
6- أن الأعمال داخلة في مسمي الإيمان وأن الإيمان الخالي عن العمل إيمان ناقص يعرض صاحبه للعقوبة لذا قال تعالي ( ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة). فالدين الإسلامي لم يأت بعقائد فقط وأقوال او أعمال منفصلة بل الدين يشمل العقائد والأقوال والأعمال وأنها كلها داخلة في مسمي الإيمان ولا يكمل إيمان عبد حتي يستوفي العقائد والأقوال والأعمال, وبقدر ما يؤديه العبد منها يكون إيمانه ومنزلته عند الله عز وجل كما قال تعالي ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الماضية)
7- أن الدين القيم يشمل كل ما تقدم وأن هذا هو الدين المذكور في الكتب السماوية الثلاثة وأن من أمتثل إخلاص الله بالعبادة وأقام الصلاة وآتي الزكاة فقد سلك الطريق المستقيم الموصل إلي رضا الله عز وجل.
أحسنت بارك الله فيك، وإليك بعض الملحوظات.
- وقفت على مقاصد الآية وقد أحسنت في استخراجها إلا أن طريقة العرض فقد كانت بالأسلوب الاستنتاجي، وكأنك استنتجت مقاصد الآيات، وهذا لا يخدم المطلوب من التطبيق فالأسلوب الوعظي ينبغي أن يكون بصورة رسائل تفسيرية تتناول من خلالها تفسير الآيات بصورة مترابطة تحسن فيها الانتقالات والوقوف على مقاصدها وهداياتها وحاجة الناس لفهم هذه المقاصد وبيان آثارها ...وفي رسالة فضيلة الشيخ عبدالعزيز الداخل -حفظه الله - في تفسير قوله تعالى {إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه} بالأسلوب المقاصدي ما يقرب لك الطريقة،: هنا

الدرجة:ج+

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 ربيع الأول 1442هـ/20-10-2020م, 08:19 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل سالم مشاهدة المشاركة
قال تعالى " فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا"

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام أشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

سورة النصر :تسمى سورة التوديع

ومقصودها الإعلام بتمام الدين اللازم عن مدلول اسمها النصر وإعلاء كلمة الله واللازم عنه موت النبيﷺ
كما ثبت في البخاري: "ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل: ﻛﺎن ﻋﻤﺮ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ ﻣﻊ أشياخ بدر فكأن بعضهم وﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻘﺎل:
ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ هذا ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻟﻨﺎ أﺑﻨﺎء ﻣﺜﻠﻪ
فقال ﻋﻤﺮ :إنه من قد علمتم
*فدعاه ذات ﻳﻮم فأدخله معهم ، ﻓﻤﺎ رأيت ﺃﻧﻪ دعاني ﻳﻮﻣﺌﺬ إلا ﻟﻴﺮيهم .
قال :ما ﺗﻘﻮﻟﻮن في قول اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "إذا ﺟﺎء ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ واﻟﻔﺘﺢ"؟
قال بعضهم :أمرﻧﺎ ﺃن ﻧﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه إذا ﻧﺼﺮﻧﺎ، وفتح ﻋﻠﻴﻨﺎ ..
ﻭﺳﻜﺖ ﺑﻌضهم ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ..
ﻓﻘﺎل لي: أكذاك تقول ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس؟فقلت :لا
ﻗﺎل: ﻓﻤﺎ تقول ؟
ﻗﻠﺖ: "هو أﺟﻞ رسول اﻟﻠﻪ ﷺ أﻋﻠﻤﻪ له.. ﻗﺎل: "إذا ﺟﺎء ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ واﻟﻔﺘﺢ "
وذﻟﻚ ﻋﻼﻣﺔ أﺟﻠﻚ: "ﻓﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪ رﺑﻚ ﻭاﺳﺘﻐﻔﺮه إﻧﻪ ﻛﺎن ﺗﻮاﺑﺎ "
ﻓﻘﺎل ﻋﻤﺮ: "ما أعلم منها إلا ما تقول"..

* فسياق السورة ما يصرح بنعي النبي ﷺ،
**ولكن اقتران التسبيح بحمد الله فيه ارتباط بأول السورة وموضوعها ،ففيه الدلالة على كمال الرسالة بمجيء نصر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ولدينه .
وهي نعمة تستوجب الشكر ويستحق موليها الحمد.
قال تعالى "فسبح بحمد ربك واستغفره "
ختم الأعمال الصالحة بالإستغفار أدب عظيم وهو أدب الأنبياء عند اكتمال النعم ، كما قال يوسف :"رب قد آتيتني من الملك"
كذلك رسول اللهﷺ في كل حياته وعند الفتح والنصر ..
فلذلك أمرنا بالاستغفار عقب الصلوات ،فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا .
- وكذلك أمرنا بالاستغفار بالسحر ،قال تعالى: (والمستغفرين بالأسحار ) ، وبعد أداء مناسك الحج ،قال تعالى:( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله )
-فالإستغفار اعتراف من العبد بقصوره مقابل نعم الله ، وفيه رؤية لكرم الله تعالى ، وفيه طلب لما هو أصلح والأكمل للنفس ، وفيه رؤية الطاعة من النفس أنها من توفيق الله وإحسانه ، فتكون الآية كالتنبيه على أنه لا يوجد فراغ عن التكليف في العبودية ،قال تعالى:( فإذا فرغت فانصب) وقال تعالى (فاعبد ربك حتى يأيتك اليقين).

- فكان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول :(سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك )، وكان يقول في ركوعه وسجوده (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي )
- فالاستغفار لجبر تقصير العبد في شكر نعم الله ، فكل طاعة يؤديها العبد ويقابلها إحسان الله ونعمه عليه فيجدهاقاصرة عن الوفاء بأداء شكر تلك النعمة فيستغفر الله .
- فيه التنبيه على قرب الأجل والرحيل فعلى العبد التأهب للأمر بكثرة الاستغفار.
- ومن جملة المقاصد في السورة أن يصير الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة للأمة ، حتى يفعلوا عند النعمة والمحنة ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم من تجديد الشكر والحمد عند تجديد النعمة .، فمهما أحسن العبد في عمله وبذل جهده لإرضاء ربه فهو مفتقر إلى الاستغفار أسوة بنبيه عليه الصلاة والسلام.
-وقوله تعالى: (واستغفره) هذا أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بالإستغفار مع شدة اجتهاده وعصمته فكيف من هو دونه؟
فمهما أحسن الإنسان في عمله وبذل جهده لإرضاء ربه فإنه مفتقر الإستغفار أسوة بنبيه صلى الله عليه وسلم
-فكم من نعم الله على عباده وكم من فضل لا يطلب سبحانه مقابلها سوى الحمد والشكر والتسبيح والاستغفار
- والعلة من اقتران التسبيح بالحمد ،( فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين)
أن التسبيح تنزيه لله عن النقائص والحمد إثبات صفات الكمال له ، فاجتمع في هذا مدح الله بنفي النقائص وإثبات الكمالات
- والفائدة من اقتران التسبيح والحمد مع الاستغفار ، فإن هذا من كمال العبادة ، فإن الأولى حق لله والثانية من حظ العبد، قال تعالى: ( واستغفر لذنبك وسبح بالعشي والإبكار )
قال الزمخشري: "وبالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر بما هو قوام أمر الدين من الجمع بين الطاعة والاحتراز من المعصية ، وليكون مع عصمته لطفا لأمته ، ولأن الاستغفار من التواضع وهضم النفس فهو عبادة في نفسه" .
- وقوله " إنه كان توابا" صيغة مبالغة من تاب عليه، وقد اشتملت الآية على أربع مؤكدات ، إن، وكان، وصيفة المبالغة في التواب ،وتنوين التعظيم فيه، فهو سبحانه شديد القبول لتوبة عباده كثير قبوله لها ، وكذلك تقتضي التوبة وتكرير التوبة من الله تعالى فهو سبحانه كثير التوبة على المسيئين والمذنبين ولو تعددت وتكررت خطاياهم .
أحسنتِ بارك الله فيك، وإليك نفس ملحوظات الأخ مؤمن.
- حيث وقفتِ على مقاصد الآية وقد أحسنتِ في استخراجها إلا أن طريقة العرض فقد كانت بالأسلوب الاستنتاجي، وكأنك استنتجت مقاصد الآيات، وهذا لا يخدم المطلوب من التطبيق فالأسلوب الوعظي ينبغي أن يكون بصورة رسائل تفسيرية تتناول من خلالها تفسير الآيات بصورة مترابطة تحسن فيها الانتقالات والوقوف على مقاصدها وهداياتها وحاجة الناس لفهم هذه المقاصد وبيان آثارها ...وفي رسالة فضيلة الشيخ عبدالعزيز الداخل -حفظه الله - في تفسير قوله تعالى {إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه} بالأسلوب المقاصدي ما يقرب لك الطريقة،: هنا

الدرجة:ج+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir