دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 رجب 1440هـ/21-03-2019م, 12:10 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الخامس من العقيدة الواسطية

مجلس مذاكرة القسم الخامس من العقيدة الواسطية

المجموعة الأولى:
س1: بين الفوائد العقدية في قوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك).
س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الصفات.
س3: ما معنى قوله تعالى: {وهو معكم}، وهل المعية هنا تستلزم الاختلاط أو المجاورة؟
س4: دلل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
س5: تحدث بإيجاز عن الميزان مع ذكر أدلة ثبوته.

المجموعة الثانية:
س1: كيف ترد على المعتزلة في استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة...) على أن الله عز وجل
في كل مكان بذاته؟

س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الأفعال.
س3: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).
س4: كيف نثبت وقوع عذاب القبر؟
س5:هل يكون الميزان في حق كل أحد؟

المجموعة الثالثة:
س1: كيف ترد على المعتزلة والجهمية في إنكارهم الرؤية؟
س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الوعد والوعيد.
س3: بين الفوائد العقدية في قوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه...).
س4: هل يسأل المنافق والكافر في القبر؟
س5: دلل على وقوع البعث والنشور.


المجموعة الرابعة:
س1:
الرؤية ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع، وضح ذلك.
س2:
علوه سبحانه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه، فصل العبارة.
س3:
بين عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن.
س4:
ما المراد بالقول الثابت في قوله عز وجل: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا...}؟
س5:
ما الحكمة من الميزان؟ وهل يكون الميزان في حق كل أحد؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.




_________________


وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 رجب 1440هـ/21-03-2019م, 11:09 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بين الفوائد العقدية في قوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك).
- في الحديث إثبات معية الله -سبحانه وتعالى- العامة, وهي معية العلم والإحاطة.
- في الحديث دليل على تفاضل الإيمان وأهله.
- أفضل الأعمال أعمال القلوب لأن العلم يدرك بها.
- دل الحديث على أن أعمال القلوب تدخل في مسمى الإيمان.
- فيه دليل لأهل السنة والجماعة بأن الإيمان يزيد وينقص, لأن التفاضل يلزم منه ذلك.
- استشعار مراقبة الله يحمل العبد على الإحسان في العمل, وهي أكمل مراتب الدين.
- يجمع العبد في قلبه بين تعظيم الله سبحانه والإيمان بعلوه تعالى وتقدس, وبين استشعار معيته ومراقبته فيحصل له ما يحصل من عبادات قلبية عظيمة قائمة على المحبة والرجاء والخوف والتعظيم.

س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الصفات.
أهل السنة والجماعة وسط في باب الأسماء والصفات بين المعطلة الذين نفوا عن الله سبحانه اسمائه وصفاته, أو اثبتوا الأسماء ونفوا الصفات, أو أثبتوا بعضا ونفوا بعضا, وحتى ما أثبتوه كان ثبوته لديهم عن طريق العقل, وقولهم فيه مخالف لما عليه أهل السنة, وبين المشبهة الذين شبهوا الله -تعالى وتقدس- بمخلوقاته أو الذين شبهوا المخلوق بالخالق, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقد قال تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فالشق الأول من الآية يرد على المشبهة والشق الثاني منها يرد على النفاة المعطلة.
وقال :{هل تعلم له سميا}.
وقال:{ولم يكن له كفوا أحد}.
وقال:{فلا تضربوا لله الأمثال}.
وقال:{وذر الذين يلحدون في أسمائه}.
فأهل السنة يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل, فهو إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل, وليسوا كالمعطلة الذين يعبدون عدما, أو كالمشبهة الذين يعبدون صنما.

س3: ما معنى قوله تعالى: {وهو معكم}، وهل المعية هنا تستلزم الاختلاط أو المجاورة؟
معنى الآية: أي: هو معكم بعلمه واطلاعه ومشاهدته, فالمعية المذكورة هي المعية العامة وهي معية الصفات.
ولا يلزم من المعية الاختلاط والمجاورة للأسباب التالية:
- إجماع السلف على تفسير الآية المذكور سابقا, وقد جمع فيها بين استواء الله على العرش ومعيته العامة.
- وقد أجمع السلف على أن الله سبحانه عال على خلقه بائن منهم, ليس فيه شيء من مخلوقاته وليس في مخلوقاته شيء منه, بل من قال بهذا كفر.
- أجمع السلف على أن الله -تعالى وتقدس- مستو على عرشه.
- (مع) في اللغة لا تفيد المخالطة والامتزاج, بل الصحبة اللائقة, فيقال :(سرت والقمر معي) والقمر في السماء يراه الجميع وهو مع هذا يسير ويصاحب الجميع في سيره, وقد قال تعالى:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} فليس في الآية اختلاط أو ممازجة, فمن باب أولى ما يذكر في شأن صفات الرب تعالى وتقدس.

س4: دلل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
- قال تعالى:{ألا له الخلق والأمر} ففرق بين الخلق والأمر, فالأمر يكلامه, وكلامه من صفاته, والقرآن من كلامه, وصفاته غير مخلوقة سبحانه.
- قال تعالى:{ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}, في الآية إضافة الصفة إلى المتصف بها لأن الإضافة هنا إضافة معاني لا إضافة أعيان.
- وقال:{يريدون أن يبدلوا كلام الله}.
- قال عليه الصلاة والسلام:(مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ) فاستعاذ بكلام الله, فلو كان كلامه مخلوق لما جاز الاستعاذة به لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.
- وقال عليه الصلاة والسلام:(أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي).
- قال تعالى:{وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} فالمخلوقات تفنى وتبيد أما كلامه -سبحانه- فليس كذلك, لأن كلامه صفة من صفاته, وصفاته تعالى وتقدس ليست مخلوقة.
- قال تعالى:{تَنـزِيلٌ مَّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}وقال:{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ} فجاء في الآيتين بأنه منزل من الله سبحانه, ولم يرد عن شيء بأنه منزل من الله إلا كلامه سبحانه.
- أجمع السلف على أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق, تكلم به حقيقة بحرف وصوت, سمعه جبريل من الله وسمعه النبي -عليه الصلاة والسلام- من جبريل, حروفه ومعانيه من الله, منه بدأ وإليه يعود.

س5: تحدث بإيجاز عن الميزان مع ذكر أدلة ثبوته.
قال تعالى:{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِيْنُهُ فأُؤُلئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ. ومَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُولئكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}, وقال عليه الصلاة والسلام:(مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ).
في الآية والحديث وغيرهما من أدلة نصوص الكتاب والسنة: إثبات الميزان, فوجب الإيمان به تصديقا للنصوص.
وهو ميزان حقيقي كما دل عليه اللفظ , له لسان وكفتان كما جاء في حديث البطاقة: (… فَيُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ …)) الحديثَ.
واختلفوا هل هو ميزان واحد أو أكثر, ورجح الشارح بأنه واحد, وأجاب على جمع الميزان في قوله تعالى{ونضع الموازين} باحتمالين:
1- قد يكون الجمع في قوله:{ونضع الموازين} للتفخيم, وقد يكون لاشتماله على الكفتين والشاهدين واللسان ولا يتم الوزن إلا باجتماعِها.
2- قد يكون لفظه جمعا ومعناه واحد.
أما ما يوزن فيه فهي ثلاثة أمور:
1- الأعمال, قال عليه الصلاة والسلام:(والحمد لله تملأ الميزان).
2- العامل نفسه, قال عليه الصلاة والسلام:(يؤتى بالرجل السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة).
3- الصحيفة, كما في حديث البطاقة.
ويكون الوزن بعد المحاسبة وتقرير الأعمال لإظهار مقاديرها, ولا يكون لكل أحد بل هناك من لا توزن أعمالهم كالسبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
والحكمة من وزن الأعمال مع علم الله بها: إظهار عدله -سبحانه- وإظهار فضله على خلقه حيث توزن حتى مثقال الذرة من العمل.
وأحوال الآخرة لا تقاس على أحوال الدنيا, وفي هذا-والنصوص السابقة- رد على المعتزلة الذين حكموا العقل وقدموه على النقل فنفوا وجود الميزان بحجة عدم الحاجة إليه لعلم الله بالأعمال!! فحرفوا معناه إلى العدل.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 رجب 1440هـ/23-03-2019م, 01:56 AM
ناديا عبده ناديا عبده غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 540
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: كيف ترد على المعتزلة في استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة...) على أن الله عز وجل في كل مكان بذاته؟
لقد وردت أدلة صريحة تثبت فوقيته وعلوه تعالى , فهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه .
وقد ذكر الاستواء في سبعة مواضع: قال تعالى :
- { الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى},{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ( في سورة الأعراف ويوسف),{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ},{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـنُ},{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش },{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
وكان من الأدلة التي تثبت أيضا فوقيته وعلوه تعالى , قوله : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ }- { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }.- {يا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}- {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}- {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}- {يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَـلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا}- {ءَأَمنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}.
فهذه الأدلة تبطل قول المعتزلة بأن الله تعالى في كل مكان بذاته.
ولقد جاء الحديث" إذا أحدكم إلى الصلاة ...." ببيان أنه تعالى يحيط بالعالم كما يليق بجلاله, فإحاطته تتضمن علو ذاته ولا تنفيها , وقال الشيخ تقي الدين رحمه اللهُ : ( وكذلكَ العبدُ إذا قامَ يُصلِّي فإنهُ يستقبلُ ربَّهُ وهوَ فوقهُ، فيدعوهُ مِن تلقائِه لا عن يمينِهِ ولا عن شمالِه، ويدعوهُ مِن العلوِّ لا مِن السفلِ، كما إذا قُدِّرَ أنَّه يخاطبُ القمرَ فإنَّه لا يَتوجَّهُ إليه إلاَّ بوجههِ مع كونهِ فوقه ).

كما أن آخر الحديث ينقض قولهم " أو تحت قدمه " ,ففيه دلالة على علوه و فوقيته , و أنه منزه أن يكون في كل مكان بذاته , فيجوز للعبد البصاق وهو خارج الصلاة عن يساره أو تحت قدمه.


س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الأفعال.
أهل السنة والجماعة وسط في باب الأفعال بين الجبرية والقدرية.
الجبرية : ( وكان إمامهم الجهم بن صفوان ) غلت في إثبات القدر , فنفت أفعال وقدرة وإرادة العباد البتة , وأن العباد مجبورون على أفعالهم , و أن الله تعالى هو الفاعل حقيقة لتلك الأفعال . فزعموا باطلا أن جميع الأفعال طاعة لأنها موافقة لإرادة الله الكونية القدرية , وهذا يقتضي حسب زعمهم أن شرب الخمر والزنا من الطاعات .
والجبرية فريقان :
- متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل (الأشعرية).
- خالصة لا تثبت (الجهمية).
القدرية : ( أول من تكلم في القدر الجهني ) , وقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم : " الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلاَتَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوهُمْ".
غلت القدرية في نفي القدر , فقد أخرجوا أفعال العباد عن أن تكون مخلوقة من الله ، فزعموا أن أفعال العباد( من الطاعات والمعاصي ) لم تدخل تحت قدرة الله وقضائه , فجعلوا العبد ندا لله تعالى في ربوبيته .
ولقد قال الشيخ تقي الدين بن تيمية - رحمه الله -: ( وقول القدرية يتضمن الإشراك والتعطيل، فإنه يتضمن إِخراج بعض الحوادث عن أن يكون لها فاعل، ويتضمن إثبات فاعل مستقل غير اللّه، وهاتان شعبتان من شعب الكفر، فإن أَصل كل كفر هو التعطيل والشرك).
بينما أهل السنة والجماعة : أثبتوا أن أفعال العباد تنسب لهم على حقيقة لا على سبيل المجاز , وأن الله تعالى خلق العباد وخلق أفعالهم، فقال تعالى :{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}. وأن العبد له مشيئة واختيار , لكنهما تابعتين لمشيئة الله، فقال تعالى :{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

س3: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).
أن الله تعالى قريب لكل شيء من نفسه بعلمه وقدرته , فتعالى يدنو ويقرب ممن يريد من عباده , وهو فوق عرشه , فلا يتنافى قربه ودنوه من علوه و فوقيته , كما لا يحول دون علمه واطلاعه شيء . ولقد قال تعالى :{ ليس كمثله شيء } فلا يشبه قربه تعالى بقرب الأجسام من بعضها البعض.

س4: كيف نثبت وقوع عذاب القبر؟
جاءت أدلة من الكتاب والسنة تثبت وقوع عذاب القبر - ومنها- :
* قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}.
* قال تعالى : { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.
قال تعالى :{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}.
* عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر قال: " نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ".
* عن ابنِ عباسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السور مِن القرآن : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ".
* عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ" ، ثم قال: "بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ".

س5:هل يكون الميزان في حق كل أحد؟
قال الغزالي والقرطبي : ( ولا يكون الميزان في حق كل أحد , فالسبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب , لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفا).
والسبعون ألف هم الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام :".....فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هٰذِهِ أُمَّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ". ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟" فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ. وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ. وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"



قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ...".

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 رجب 1440هـ/25-03-2019م, 08:12 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداء حسين مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
س1: بين الفوائد العقدية في قوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك).
- في الحديث إثبات معية الله -سبحانه وتعالى- العامة, وهي معية العلم والإحاطة.
- في الحديث دليل على تفاضل الإيمان وأهله.
- أفضل الأعمال أعمال القلوب لأن العلم يدرك بها.
- دل الحديث على أن أعمال القلوب تدخل في مسمى الإيمان.
- فيه دليل لأهل السنة والجماعة بأن الإيمان يزيد وينقص, لأن التفاضل يلزم منه ذلك.
- استشعار مراقبة الله يحمل العبد على الإحسان في العمل, وهي أكمل مراتب الدين.
- يجمع العبد في قلبه بين تعظيم الله سبحانه والإيمان بعلوه تعالى وتقدس, وبين استشعار معيته ومراقبته فيحصل له ما يحصل من عبادات قلبية عظيمة قائمة على المحبة والرجاء والخوف والتعظيم.

س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الصفات.
أهل السنة والجماعة وسط في باب الأسماء والصفات بين المعطلة الذين نفوا عن الله سبحانه اسمائه وصفاته, أو اثبتوا الأسماء ونفوا الصفات, أو أثبتوا بعضا ونفوا بعضا, وحتى ما أثبتوه كان ثبوته لديهم عن طريق العقل, وقولهم فيه مخالف لما عليه أهل السنة, وبين المشبهة الذين شبهوا الله -تعالى وتقدس- بمخلوقاته أو الذين شبهوا المخلوق بالخالق, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقد قال تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} فالشق الأول من الآية يرد على المشبهة والشق الثاني منها يرد على النفاة المعطلة.
وقال :{هل تعلم له سميا}.
وقال:{ولم يكن له كفوا أحد}.
وقال:{فلا تضربوا لله الأمثال}.
وقال:{وذر الذين يلحدون في أسمائه}.
فأهل السنة يثبتون ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل, فهو إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل, وليسوا كالمعطلة الذين يعبدون عدما, أو كالمشبهة الذين يعبدون صنما.

س3: ما معنى قوله تعالى: {وهو معكم}، وهل المعية هنا تستلزم الاختلاط أو المجاورة؟
معنى الآية: أي: هو معكم بعلمه واطلاعه ومشاهدته, فالمعية المذكورة هي المعية العامة وهي معية الصفات.
ولا يلزم من المعية الاختلاط والمجاورة للأسباب التالية:
- إجماع السلف على تفسير الآية المذكور سابقا, وقد جمع فيها بين استواء الله على العرش ومعيته العامة.
- وقد أجمع السلف على أن الله سبحانه عال على خلقه بائن منهم, ليس فيه شيء من مخلوقاته وليس في مخلوقاته شيء منه, بل من قال بهذا كفر.
- أجمع السلف على أن الله -تعالى وتقدس- مستو على عرشه.
- (مع) في اللغة لا تفيد المخالطة والامتزاج, بل الصحبة اللائقة, فيقال :(سرت والقمر معي) والقمر في السماء يراه الجميع وهو مع هذا يسير ويصاحب الجميع في سيره, وقد قال تعالى:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} فليس في الآية اختلاط أو ممازجة, فمن باب أولى ما يذكر في شأن صفات الرب تعالى وتقدس.

س4: دلل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.
- قال تعالى:{ألا له الخلق والأمر} ففرق بين الخلق والأمر, فالأمر يكلامه, وكلامه من صفاته, والقرآن من كلامه, وصفاته غير مخلوقة سبحانه.
- قال تعالى:{ وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}, في الآية إضافة الصفة إلى المتصف بها لأن الإضافة هنا إضافة معاني لا إضافة أعيان.
- وقال:{يريدون أن يبدلوا كلام الله}.
- قال عليه الصلاة والسلام:(مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ) فاستعاذ بكلام الله, فلو كان كلامه مخلوق لما جاز الاستعاذة به لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك.
- وقال عليه الصلاة والسلام:(أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ كَلامَ رَبِّي).
- قال تعالى:{وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} فالمخلوقات تفنى وتبيد أما كلامه -سبحانه- فليس كذلك, لأن كلامه صفة من صفاته, وصفاته تعالى وتقدس ليست مخلوقة.
- قال تعالى:{تَنـزِيلٌ مَّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}وقال:{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ} فجاء في الآيتين بأنه منزل من الله سبحانه, ولم يرد عن شيء بأنه منزل من الله إلا كلامه سبحانه.
- أجمع السلف على أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق, تكلم به حقيقة بحرف وصوت, سمعه جبريل من الله وسمعه النبي -عليه الصلاة والسلام- من جبريل, حروفه ومعانيه من الله, منه بدأ وإليه يعود.

س5: تحدث بإيجاز عن الميزان مع ذكر أدلة ثبوته.
قال تعالى:{فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِيْنُهُ فأُؤُلئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ. ومَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُولئكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}, وقال عليه الصلاة والسلام:(مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ).
في الآية والحديث وغيرهما من أدلة نصوص الكتاب والسنة: إثبات الميزان, فوجب الإيمان به تصديقا للنصوص.
وهو ميزان حقيقي كما دل عليه اللفظ , له لسان وكفتان كما جاء في حديث البطاقة: (… فَيُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا لاَ إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ …)) الحديثَ.
واختلفوا هل هو ميزان واحد أو أكثر, ورجح الشارح بأنه واحد, وأجاب على جمع الميزان في قوله تعالى{ونضع الموازين} باحتمالين:
1- قد يكون الجمع في قوله:{ونضع الموازين} للتفخيم, وقد يكون لاشتماله على الكفتين والشاهدين واللسان ولا يتم الوزن إلا باجتماعِها.
2- قد يكون لفظه جمعا ومعناه واحد.
أما ما يوزن فيه فهي ثلاثة أمور:
1- الأعمال, قال عليه الصلاة والسلام:(والحمد لله تملأ الميزان).
2- العامل نفسه, قال عليه الصلاة والسلام:(يؤتى بالرجل السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة).
3- الصحيفة[أي: صحيفة الأعمال], كما في حديث البطاقة.
ويكون الوزن بعد المحاسبة وتقرير الأعمال لإظهار مقاديرها, ولا يكون لكل أحد بل هناك من لا توزن أعمالهم كالسبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
والحكمة من وزن الأعمال مع علم الله بها: إظهار عدله -سبحانه- وإظهار فضله على خلقه حيث توزن حتى مثقال الذرة من العمل.
وأحوال الآخرة لا تقاس على أحوال الدنيا, وفي هذا-والنصوص السابقة- رد على المعتزلة الذين حكموا العقل وقدموه على النقل فنفوا وجود الميزان بحجة عدم الحاجة إليه لعلم الله بالأعمال!! فحرفوا معناه إلى العدل.


الدرجة: أ+
أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 رجب 1440هـ/25-03-2019م, 08:39 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديا عبده مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
س1: كيف ترد على المعتزلة في استدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا قام أحدكم إلى الصلاة...) على أن الله عز وجل في كل مكان بذاته؟
لقد وردت أدلة صريحة تثبت فوقيته وعلوه تعالى , فهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه .
وقد ذكر الاستواء في سبعة مواضع: قال تعالى :
- { الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى},{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ( في سورة الأعراف ويوسف),{ اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ},{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَـنُ},{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش },{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
وكان من الأدلة التي تثبت أيضا فوقيته وعلوه تعالى , قوله : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ }- { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ }.- {يا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}- {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}- {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}- {يا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَـلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَـهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا}- {ءَأَمنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}.
فهذه الأدلة تبطل قول المعتزلة بأن الله تعالى في كل مكان بذاته.
ولقد جاء الحديث" إذا [قام]أحدكم إلى الصلاة ...." ببيان أنه تعالى يحيط بالعالم كما يليق بجلاله, فإحاطته تتضمن علو ذاته ولا تنفيها , وقال الشيخ تقي الدين رحمه اللهُ : ( وكذلكَ العبدُ إذا قامَ يُصلِّي فإنهُ يستقبلُ ربَّهُ وهوَ فوقهُ، فيدعوهُ مِن تلقائِه لا عن يمينِهِ ولا عن شمالِه، ويدعوهُ مِن العلوِّ لا مِن السفلِ، كما إذا قُدِّرَ أنَّه يخاطبُ القمرَ فإنَّه لا يَتوجَّهُ إليه إلاَّ بوجههِ مع كونهِ فوقه ).

كما أن آخر الحديث ينقض قولهم " أو تحت قدمه " ,ففيه دلالة على علوه و فوقيته , و أنه منزه أن يكون في كل مكان بذاته , فيجوز للعبد البصاق وهو خارج الصلاة عن يساره أو تحت قدمه.


س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الأفعال.
أهل السنة والجماعة وسط في باب الأفعال بين الجبرية والقدرية.
الجبرية : ( وكان إمامهم الجهم بن صفوان ) غلت في إثبات القدر , فنفت أفعال وقدرة وإرادة العباد البتة[ألبتة] , وأن العباد مجبورون على أفعالهم , و أن الله تعالى هو الفاعل حقيقة لتلك الأفعال . فزعموا باطلا أن جميع الأفعال طاعة لأنها موافقة لإرادة الله الكونية القدرية , وهذا يقتضي حسب زعمهم أن شرب الخمر والزنا من الطاعات .
والجبرية فريقان :
- متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل (الأشعرية).
- خالصة لا تثبت (الجهمية).
القدرية : ( أول من تكلم في القدر الجهني ) , وقد قال عنهم صلى الله عليه وسلم : " الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلاَتَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوهُمْ".
غلت القدرية في نفي القدر , فقد أخرجوا أفعال العباد عن أن تكون مخلوقة من الله ، فزعموا أن أفعال العباد( من الطاعات والمعاصي ) لم تدخل تحت قدرة الله وقضائه , فجعلوا العبد ندا لله تعالى في ربوبيته .
ولقد قال الشيخ تقي الدين بن تيمية - رحمه الله -: ( وقول القدرية يتضمن الإشراك والتعطيل، فإنه يتضمن إِخراج بعض الحوادث عن أن يكون لها فاعل، ويتضمن إثبات فاعل مستقل غير اللّه، وهاتان شعبتان من شعب الكفر، فإن أَصل كل كفر هو التعطيل والشرك).
بينما أهل السنة والجماعة : أثبتوا أن أفعال العباد تنسب لهم على حقيقة لا على سبيل المجاز , وأن الله تعالى خلق العباد وخلق أفعالهم، فقال تعالى :{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}. وأن العبد له مشيئة واختيار , لكنهما تابعتين لمشيئة الله، فقال تعالى :{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.

س3: اشرح قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الباطن فليس دونك شيء).
أن الله تعالى قريب لكل شيء من نفسه بعلمه وقدرته , فتعالى يدنو ويقرب[والمعية معيتان كما مر بنا: معية عامة لكل الخلق؛ وهي معية العلم والاطلاع، ومعية خاصة لعباده الصالحين؛ وهي معية النصرة والتأييد.] ممن يريد من عباده , وهو فوق عرشه , فلا يتنافى قربه ودنوه من [مع]علوه و فوقيته , كما لا يحول دون علمه واطلاعه شيء . ولقد قال تعالى :{ ليس كمثله شيء } فلا يشبه قربه تعالى بقرب الأجسام من بعضها البعض.

س4: كيف نثبت وقوع عذاب القبر؟
جاءت أدلة من الكتاب والسنة تثبت وقوع عذاب القبر - ومنها- :
* قال تعالى : { يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء}.
* قال تعالى : { فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.
قال تعالى :{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ}.
* عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: سألتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر قال: " نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ".
* عن ابنِ عباسٍ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السور مِن القرآن : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ".
* عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم- بقبرين فقال: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ" ، ثم قال: "بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ".

س5:هل يكون الميزان في حق كل أحد؟
قال الغزالي والقرطبي : ( ولا يكون الميزان في حق كل أحد , فالسبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب , لا يرفع لهم ميزان ولا يأخذون صحفا).
والسبعون ألف هم الذين قال عنهم عليه الصلاة والسلام :".....فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هٰذِهِ أُمَّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ". ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟" فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: "هُمُ الَّذِينَ لاَ يَرْقُونَ. وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ. وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"



قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب، هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ...".
الدرجة: أ+
أحسنت بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 محرم 1441هـ/31-08-2019م, 11:59 PM
أحمد محمد السيد أحمد محمد السيد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 489
افتراضي



المجموعة الثالثة:


س1: كيف ترد على المعتزلة والجهمية في إنكارهم الرؤية؟
جاء في الحديث: (( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا تُضَامُونَ في رُؤيَتِهِ))، وفي الحديث الآخر أن أناسا قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هَلْ تضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((هَلْ تضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((إِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ)). ودلالة هذين الحديثين أن المؤمنين سيرون ربهم رؤية حقيقية بالعين البصرية وذلك في الآخرة، كما كانوا يرون الشمس والقمر في الدنيا، تشبيها للرؤية بالرؤية، وليس المرئي بالمرئي. وأما الكفار فانهم محجوبون عن رؤيته كما قال تعالى: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ).
وقد ثبتت الرؤية في العديد من الأدلة من الكتاب والسنة، وباجماع الصحابة وأهل العلم.
وأما ما كان من انكار الرؤية من قبل الجهمية والمعتزلة، فهو نتيجة لاعتمادهم على عقولهم الفاسدة وتقليدهم لأعداء الدين الذين أعرضوا عما جاءهم من الحق ومن الأدلة المتواترة في كتاب الله وسنة رسوله.

س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الوعد والوعيد.
-انقسم المرجئة الى فريقين، يرى أحدهما بأن الإيمان هو مجرد التصديق بالقلب وانلم يتكلم به العبد، وهذا ابتداع في فهم معنى الايمان يؤدي بأهله الى تفريط في باب الوعد والوعيد، إذ يظنون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب.
-في المقابل هناك الوعيدية وهي أصل من أصول المعتزلة، ومدارها على أنالله لا يغفر الكبيرة إلا بتوبة مرتكبها، وعلى أن أهلالكبائر مخلدون في النار، إذ يعدونهم خارجين من الإيمان بالكلية، وهم عندهم ليسوا بمؤمنين ولا كفار. وهناك ما يعتقده الخوارج من التكفير بكل ذنب. وكل من الفرقتين المعتزلة والخوارج ضال في اعتقاده مبالغ في الوعيد لأصحاب الذنوب والمعاصي، حيث قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، ودلالة الآية أن الله تعالى يغفر ما دون الشرك (وذلك يشمل الكبائر وغيره من المعاصي)لمن يشاء ممن لم يتب.
-وأما قول أهل السنة والجماعة فهو القول الوسط، إذ يعتبرون أن الفاسق المرتكب للكبيرة ناقصالإيمان، ومعه الإيمان الواجب الذي يستوجب به الجنة،ولكنه تحت مشيئة الله إن عفى عنه أدخله الجنة من أول وهلة،وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه قبل أن يخرجه من النار ويدخله الجنة خالدا فيها.

س3: بين الفوائد العقدية في قوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه...).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ))، ويستفاد من الحديث اثبات صفة الكلام لله تعالى، وأنه تعالى قد تكلم بالقرآن حقيقة، وأن العبد المؤمن في يوم القيامة سيسمع كلام الله تعالى سماعا مطلقا دون مبلغ، ويكون الكلام باللغة العربية.

س4: هل يسأل المنافق والكافر في القبر؟
نعم كلاهما يسألان في القبر. فإن قول الله تعالى:((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ))، وما جاء في الحديث: ((وأمَّا المنافِقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما تقولُ في هَذَا الرَّجُلِ؟ فيقولُ: لا أدري، كنتُ أقولُ ما يقولُ النَّاسُ، فيقال: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِن حديدٍ ضَربةً فيَصِيحُ صيحةً يَسمَعُه مَن يَلِيه غيرُ الثَّقلَيْنِ))، وكما أن ما قاله ابن تيمية: (فإنَّ النَّاسَ يُفتنون)، يدل على أن السؤال في القبر عام للمؤمن والمنافق والكافر، وهو اختيار الشيخ تقي الدين وابن القيم وجمهور العلماء. وخالفهم في ذلك ابن عبدالبر حيث قال:(لا يُسألُ إلا مؤمِنٌ أو مُنافِقٌ كان مَنسوباً لِدِينِ الإسلامِ بظاهرِ الشَّهادةِ، بخلافِ الكافرِ).

س5: دلل على وقوع البعث والنشور.
قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ)، وفي هذا دليل على نفخ إسرافيل في الصور إيذانا بالبعث والنشور.
وقال تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
وفي الحديث أنه لما جاء العاص بن وائل إلى النبي -صلى اللّه عليه وسلم- بعظم حائل ففته بيده، فقال يا محمد: يحيي اللّه هذا بعد ما أرم؟ قال: ((نَعَمْ يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ))، فنزل قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ) الآيات.
وقال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ). وقال: (ونُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ).
وحين سئل رسول الله عن الصور قال: ((عَظِيمٌ إِنَّ عِظَمَ دَارِهِ فِيهِ كَعَرْضِ السَّماءِ وَالأَرْضِ، فَيُنْفَخُ فِيهِ ثَلاَثَ نَفَخَاتٍ: الأُولى: نَفْخَةُ الْفَزَعِ، والثَّانِيَةُ: نَفْخَةُ الصَّعْقِ، والثَّالِثَةُ: نَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))، وتلك الأخيرة هي نفخة البعث والنشور.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 محرم 1441هـ/11-09-2019م, 04:48 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد محمد السيد مشاهدة المشاركة


المجموعة الثالثة:


س1: كيف ترد على المعتزلة والجهمية في إنكارهم الرؤية؟
جاء في الحديث: (( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ، لا تُضَامُونَ في رُؤيَتِهِ))، وفي الحديث الآخر أن أناسا قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هَلْ تضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((هَلْ تضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا حِجَابٌ؟)) قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((إِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ)). ودلالة هذين الحديثين أن المؤمنين سيرون ربهم رؤية حقيقية بالعين البصرية وذلك في الآخرة، كما كانوا يرون الشمس والقمر في الدنيا، تشبيها للرؤية بالرؤية، وليس المرئي بالمرئي. وأما الكفار فانهم محجوبون عن رؤيته كما قال تعالى: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ).
وقد ثبتت الرؤية في العديد من الأدلة من الكتاب والسنة، وباجماع الصحابة وأهل العلم.
وأما ما كان من انكار الرؤية من قبل الجهمية والمعتزلة، فهو نتيجة لاعتمادهم على عقولهم الفاسدة وتقليدهم لأعداء الدين الذين أعرضوا عما جاءهم من الحق ومن الأدلة المتواترة في كتاب الله وسنة رسوله.

السؤال في الرد المعتزلة والجهمية في نفيهم الرؤية , وبيان فساد من قال بأن الرؤية مجازية أو أن المقصود بها العلم.


س2: بين وسطية أهل السنة والجماعة في باب الوعد والوعيد.
-انقسم المرجئة الى فريقين، يرى أحدهما بأن الإيمان هو مجرد التصديق بالقلب وانلم يتكلم به العبد، وهذا ابتداع في فهم معنى الايمان يؤدي بأهله الى تفريط في باب الوعد والوعيد، إذ يظنون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب.
-في المقابل هناك الوعيدية وهي أصل من أصول المعتزلة، ومدارها على أنالله لا يغفر الكبيرة إلا بتوبة مرتكبها، وعلى أن أهلالكبائر مخلدون في النار، إذ يعدونهم خارجين من الإيمان بالكلية، وهم عندهم ليسوا بمؤمنين ولا كفار. وهناك ما يعتقده الخوارج من التكفير بكل ذنب. وكل من الفرقتين المعتزلة والخوارج ضال في اعتقاده مبالغ في الوعيد لأصحاب الذنوب والمعاصي، حيث قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، ودلالة الآية أن الله تعالى يغفر ما دون الشرك (وذلك يشمل الكبائر وغيره من المعاصي)لمن يشاء ممن لم يتب.
-وأما قول أهل السنة والجماعة فهو القول الوسط، إذ يعتبرون أن الفاسق المرتكب للكبيرة ناقصالإيمان، ومعه الإيمان الواجب الذي يستوجب به الجنة،ولكنه تحت مشيئة الله إن عفى عنه أدخله الجنة من أول وهلة،وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه قبل أن يخرجه من النار ويدخله الجنة خالدا فيها.

س3: بين الفوائد العقدية في قوله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه...).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ))، ويستفاد من الحديث اثبات صفة الكلام لله تعالى، وأنه تعالى قد تكلم بالقرآن حقيقة، وأن العبد المؤمن في يوم القيامة سيسمع كلام الله تعالى سماعا مطلقا دون مبلغ، ويكون الكلام باللغة العربية.
اختصرت الفوائد!

س4: هل يسأل المنافق والكافر في القبر؟
نعم كلاهما يسألان في القبر. فإن قول الله تعالى:((يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ))، وما جاء في الحديث: ((وأمَّا المنافِقُ والكافرُ فَيُقالُ له: ما تقولُ في هَذَا الرَّجُلِ؟ فيقولُ: لا أدري، كنتُ أقولُ ما يقولُ النَّاسُ، فيقال: لا دَرَيْتَ، ولا تَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِن حديدٍ ضَربةً فيَصِيحُ صيحةً يَسمَعُه مَن يَلِيه غيرُ الثَّقلَيْنِ))، وكما أن ما قاله ابن تيمية: (فإنَّ النَّاسَ يُفتنون)، يدل على أن السؤال في القبر عام للمؤمن والمنافق والكافر، وهو اختيار الشيخ تقي الدين وابن القيم وجمهور العلماء. وخالفهم في ذلك ابن عبدالبر حيث قال:(لا يُسألُ إلا مؤمِنٌ أو مُنافِقٌ كان مَنسوباً لِدِينِ الإسلامِ بظاهرِ الشَّهادةِ، بخلافِ الكافرِ).

س5: دلل على وقوع البعث والنشور.
قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ)، وفي هذا دليل على نفخ إسرافيل في الصور إيذانا بالبعث والنشور.
وقال تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
وفي الحديث أنه لما جاء العاص بن وائل إلى النبي -صلى اللّه عليه وسلم- بعظم حائل ففته بيده، فقال يا محمد: يحيي اللّه هذا بعد ما أرم؟ قال: ((نَعَمْ يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ))، فنزل قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ) الآيات.
وقال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ). وقال: (ونُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ).
وحين سئل رسول الله عن الصور قال: ((عَظِيمٌ إِنَّ عِظَمَ دَارِهِ فِيهِ كَعَرْضِ السَّماءِ وَالأَرْضِ، فَيُنْفَخُ فِيهِ ثَلاَثَ نَفَخَاتٍ: الأُولى: نَفْخَةُ الْفَزَعِ، والثَّانِيَةُ: نَفْخَةُ الصَّعْقِ، والثَّالِثَةُ: نَفْخَةُ الْقِيَامِ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))، وتلك الأخيرة هي نفخة البعث والنشور.
وهناك دليل الإجماع والدليل العقلي.
أحسنت نفع الله بك.
الدرجة: ب+
تم خصم نصف درجة للتأخير

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir