دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 محرم 1442هـ/20-08-2020م, 03:40 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (258-274)


اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:

1: قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
2: قوله تعالى: {
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.
3: قوله تعالى: {
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 محرم 1442هـ/29-08-2020م, 03:07 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

اكتب رسالة بأسلوب التقرير العلمي في تفسير واحدة من الآيات التالية:
2. قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)


قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا) اختلف العلماء في الأمر بالإنفاق على قولين:
1. أنه للوجوب، فتكون الآية في الزكاة الواجبة، وهو قول نقله ابن عطية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعبيدة السلماني، ومحمد بن سيرين.
وسبب قولهم بأن الأمر للوجوب لأن المتطوع كما أن له أن يتصدق بالقليل، فكذلك له أن يتصدق بالنازل القدر.
2. أنه الأمر يحمل على الندب لا على الوجوب، فتكون الآية في صدقة التطوع، فلا يتصدق المرء إلا بالجيد المختار على الندب، وذلك لما ورد من سبب نزول في هذه الآية، ففي حديث البراء بن عازب أنه قال عن هذه الآية: (نزلت في الأنصار، كانت الأنصار إذا كان أيام جذاذ النخل، أخرجت من حيطانها أقناء البسر، فعلقوه على حبل بين الأسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعمد الرجل منهم إلى الحشف، فيدخله مع أقناء البسر، يظن أن ذلك جائز، فأنزل الله فيمن فعل ذلك: (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون..)، وهذا القول هو ظاهر قول البراء بن عازب، والحسن بن أبي الحسن، وقتادة نقله عنهم ابن عطية، وذكره ابن كثير.
وقد جمع ابن عطية بين القولين بجمع جيد، ولم يرجح أحدهما على الآخر، فقال بأن الآية تحتمل المعنيين، فصاحب الزكاة تكون له وجه على الوجوب، أما صاحب صدقة التطوع تكون له على وجه الندب.
أما الزجاج فقد ذكر أنه كان قوم أتوا برديء الثمار ، ولم يحدد هل كانت صدقة تطوع أم زكاة، ولعل أراد بذلك الحديث الذي أورداه في سبب النزول في التطوع، ثم أورد ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أمر السعاة ألا يخرص الجعرور ومعي الفارة، فلما ذكر هنا أمر السعاة والخرص الذي لا يكون إلا في الزكاة كأنه أشار إلى قول من قال بأن الآية للوجوب، ولم يصرح بشيء، فلعله ممن يرى بأن الآية تعم الأمرين معاً كابن عطية، والله أعلم.

وفي المراد من قوله تعالى: (من طيبات ما كسبتم) ثلاثة أقوال:
1. من جيد ما كسبتموه، وهو قول الجمهور، وقد ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير ورجحه، وفي المقابل يكون المراد من الخبيث في قوله تعالى: (ولا تيمموا الخبيث) أي: الرديء والرذل.
2. من حلال ما كسبتم، وهو قول ابن زيد نقله عنه ابن عطية، وذكره ابن كثير، واستشهد له بالحديث الذي رواه الإمام أحمد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن اللّه قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، .... ولا يكسب عبدٌ مالًا من حرامٍ فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلّا كان زاده إلى النّار، إنّ اللّه لا يمحو السّيّئ بالسّيّئ، ولكن يمحو السّيّئ بالحسن، إنّ الخبيث لا يمحو الخبيث).
وقد علق ابن عطية على قول ابن زيد بأنه ليس بالقوي لأنه لا يناسب نسق الآيات، والمعنى في نفسه سليم، وفي المقابل يكون المراد بالخبيث الحرام.
3. أن الطيب هنا ذكر تبيناً لصفة حسنة في المكسوب وتعديداً للنعمة، فهو حض على الإنفاق دخل عليه ذكر أنه طيب من هذا الباب، فليس المراد الجيد أو الحلال أحدهما دون الآخر، بل هو يعمهما جميعاً، وهذا القول ذكره ابن عطية على وجه الاحتمال، وأيده بقول عبد الله بن مغفل: ليس في مال المؤمن خبيث.

والمراد بــــ(ما كسبتم) أي: ما بذلتم فيه جهد وكانت لكم فيه سعاية، من تجارة وزراعة وغيرها من الأعمال، وذكر ما منّ به عليهم من الأرض: (ومما أخرجنا لكم من الأرض) من ثمار وزروع وركاز ومعدن وما شابه ذلك.

ثم قال تعالى: (ولا تيمموا الخبيث) أي: لا تقصدوا تعمدوا إلى الخبيث، وقد سميّ التيمم بذلك لأنه يقصد بدل الوضوء، وقد وردت قراءات أخرى في اللفظة لها نفس المعنى، كقراءة ابن مسعود التي ذكرها الطبري: (ولا تؤموا الخبيث) من أممت الشيء إذا قصدته، وقراءة الزهري ومسلم بن جندب: (ولاتُيمِّموا) وهي على لغة من قال يممت الشيء إذا قصدته، فجميع القراءات لها معنى القصد وقد ذكرها ابن عطية.

وفي موضع انتهاء الكلام وتمامه في قوله تعالى: (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) خلاف على قولين:
1. أنه تم عند قوله تعالى: (ولا تيمموا الخبيث) وما بعده جملة جديدة وخبراً جديداً يصف الخبيث، فيكون المعنى تنفقون منه وأنتم لا تأخذونه إلا إذا تساهلتم فيه، فالضمير منه عائد على الخبيث، وفي هذا عتاب وتقريع للناس.
2. أنه متصل وتم عند (فيه)، ويكون عائد الضمير في منه يعود على ما كسبتم، وتنفقون وصف لحالهم، فهي في موضع نصب على الحال.
وهذان القولان ذكرهما الجرجاني في نظم القرآن وقد نقلهما عنه ابن عطية وعلق عليهما.

أما في المراد من قوله تعالى: (ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) كذلك هناك خلاف بين العلماء:
1. لستم بآخذيه في حقوقكم وديونكم عند الناس إلا أن تساهلوا فيه وتتركوا من حقوقكم مه كرهكم له وعدم رضاكم، وهذا قول البراء وابن عباس والضحاك وغيرهم، ذكره ابن عطية وابن كثير، فكما لا يرضى الإنسان النقصان في حقوقه، فكذلك يجب ألا يرضى أن يفعل ذلك في حق الله، قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
2. لستم بآخذيه لو وجدتموه في السوق يباع إلا ان يهضم لكم من ثمنه، وهذا القول روي عن علي رضي الله عنه، وقال به الحسن بن أبي الحسن، نقله عنهم ابن عطية، وذكره الزجاج.
وهذان القولان أقرب إلى القول بأن الآية في الزكاة الواجبة.
3. ولستم بآخذيه لو أهدي إليكم إلا أن تستحيوا من المهدوي أن تقبل منه ما لا حاجة لك فيه ولا قدر له في نفسك، وهذا قول آخر للبراء بن عازب، نقله عنه ابن عطية، وقال بأنه أقرب إلى القول بأن الآية في التطوع.
4. وليتم بآخذي الحرام إلا أن تغمضوا في مكروهه، وهو قول ابن زيد، نقله عنه ابن عطية.

وفي قوله تعالى: (تغمضوا) عدة قراءات ذكرها ابن عطية، وأعادها من حيث المعنى إلى ثلاث معاني في اللغة:
المعنى الأول: التساهل والتجاوز، كقولهم أغمض الرجل في أمر كذا إذا تساهل فيه ورضي ببعض حقه وتجاوز.
المعنى الثاني: مأخوذة من تغميض العينين، فالذي يصبر على أمر مكروه يغمض عينيه، وهذا المعنى ذكره النقاش وأشار إليه مكي في هذه الآية.
المعنى الثالث: مأخوذة من قول العرب أغمض الرجل إذا أتى أمراً غامضاً، كما نقول أنجد إذا أتى نجداً.

وبعد ذكر المعاني اللغوية التي تحتملها اللفظة، نبين ما تحتمله كل قراءة من معاني:
1. تُغْمِضوا، وهي قراءة الجمهور، تحتمل معنى التجاوز، وتغميض العين، وكذلك على معنى حتى تأتوا غامضاً من التأويل، ونظرهم في أخذه إما لأنه حرام على قول زيد، أو لأنه مهدياً أو مأخوذاً على قول غيره، فقراءة الجمهور تحتمل الثلاثة معاني.
2. تَغْمِضوا، وهي قراءة الزهري، من الهضم والإنقاص، أي: تأخذوها بنقصان.
3. تُغَمِّضوا، وهي كذلك قراءة رويت عن الزهري، وتحتمل المعنى الذكور في قراءته الأولى، وتحتمل كذلك أن تكون من تغميض العين.
4. تَغمَّضوا، وهي قراءة حكاها مكي عن الحسن البصري.
5. تُغْمَضوا، وهي قراءة قتادة، أي: يغمض لكم كما قال أبو عمرو.

وختم سبحانه وتعالى الآية بذكر صفتين من صفاته فقال: (واعلموا أن الله غني حميد) فنبه على غناه وعدم حاجته للصدقة ولأي شيء، فهو لم يأمرنا بالصدقة لعوز أو حاجة، بل لاختبارنا وليساوي الغني بالفقير، وكذلك هو سبحانه وتعالى غني واسع الفضل، فمن تصدق وأعطى غيره سيعوضه الله بخير من ذلك، ويضاعف له الأجور، (حميد): أي: المحمود على غناه وعلى جميع نعمه، ومحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره وفي كل حال، سبحانه وتعالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 محرم 1442هـ/4-09-2020م, 03:50 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع عشر من تفسير سورة البقرة
الآيات (258-274)


عائشة الزبيري أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 صفر 1442هـ/28-09-2020م, 03:48 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:


فتلك رسالة تفسيرية بأسلوب التقرير العلمي في قول الخليل عليه السلام لربه جل وعلا { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى }،
وأول ما يرد على ذهن العامة من الناس عند تلاوة تلك الآية أن إبراهيم عليه السلام قد سأل ربه حيرة وشكًا، وهذا منفي قطعًا عن نبي اختاره ربه خليلًا وإمامًا يقتدى به،

قال تعالى { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا }، وزكى الله قلبه فوصفه بقوله تعالى {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.

فما أبعد نبي الله إبراهيم عن الشك في قدرة ربه، وإنما اختلف المفسرون في سبب سؤاله على أقوال:

الأول: أن هذا عرض من الشيطان قد عرض له كما يعرض على عامة الناس، وذلك عند رؤيته لحوت قد تعاوره دواب البر والبحر والطير في الهواء،
ولأنه كان مؤمن بقدرة ربه في إحياء هذا بعد موته، أراد أن يرى ذلك عيانًا. وهو ما رجحه الطبري واستدل عليه بقول ابن زيد: " أنّ إبراهيم لمّا رأى الحوت الّذي بعضه في البرّ وبعضه في البحر قد تعاوره دوابّ البرّ ودوابّ البحر وطير الهواء، ألقى الشّيطان في نفسه فقال: متى يجمع اللّه هذا من بطون هؤلاء؟ فسأل إبراهيم حينئذٍ ربّه أن يريه كيف يحيي الموتى ليعاين ذلك عيانًا، فلا يقدر بعد ذلك الشّيطان أن يلقي في قلبه مثل الّذي ألقى فيه عند رؤيته ما رأى من ذلك، فقال له ربّه: {أولم تؤمن} يقول: أولم تصدّق يا إبراهيم بأنّي على ذلك قادرٌ؟ قال: بلى يا ربّ، لكن سألتك أن تريني ذلك ليطمئنّ قلبي، فلا يقدر الشّيطان أن يلقي في قلبي مثل الّذي فعل عند رؤيتي هذا الحوت.




القول الثاني:
أنه لما فارق النمرود وقال له: أنا أحيي وأميت، فكر في تلك الحقيقة والمجاز، فسأل هذا السؤال. ذكره ابن عطية عن ابن إسحاق
وقد رجح ابن كثير هذا القول، وقال: "أن إبرهيم عليه السلام أحب أن يترقى من علم اليقين في ذلك إلى عين اليقين، وأن يرى ذلك مشاهدة.



القول الثالث:
أنه لما بشر بأن الله اتخذه خليلا أراد أن يدل بهذا السؤال ليجرب صحة الخلة، فإن الخليل يدل بما لا يدل به غيره. ذكره ابن عطية عن السدي وسعيد بن جبير.



وقد أنكر ابن عطية ما أورده الطبري من أقوال للسلف وتأويله لبعض تلك الأقوال على أن إبراهيم عليه السلام قد شك في قدرة ربه، وأنكر ما رجحه الطبري، واستدل على ذلك بتأويل ما يلي:

- - قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم".
معناه: أنه لو كان شك لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك، فإبراهيم عليه السلام أحرى أن لا يشك، فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم.
- قول ابن عباس «هي أرجى آية فمن حيث فيها الإدلال على الله تعالى وسؤال الإحياء في الدنيا، ويجوز أن يقول: هي أرجى آية لقوله: {أولم تؤمن؟} أي إن الإيمان كاف لا يحتاج بعده إلى تنقير وبحث».

- - قول عطاء بن أبي رباح: «دخل قلب إبراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس فمعناه من حب المعاينة، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به، ولهذا قال النبي عليه السلام: «ليس الخبر كالمعاينة.
»
وعقب ابن عطية بنفي الشك عن نبي الله إبراهيم فقال:
" الشك يبعد على من ثبتت قدمه في الإيمان فقط، فكيف بمرتبة النبوءة والخلة، والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا ".
وعلل الاستفهام بأنه سؤال عن حال شىء متقرر الوجود عند السائل والمسؤول وهو نحو قول البخاري: " كيف كان بدء الوحي ؟ ".

· وبالنظر إلى ترجيح الطبري نجد أنه لم يقل بأن إبراهيم عليه السلام قد شك في قدرة ربه، بل ما قصده الطبري أن إبراهيم عليه السلام قد عرض له ما يعرض لبعض الناس من نزغ للشيطان وهو كالخواطر التي يدفعها المؤمن بيقينه بقدرة ربه، وإبراهيم عليه السلام أولى منا بهذا اليقين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " نحن أحقّ بالشّكّ من إبراهيم
ولكن تشوقت نفسه لرؤية هذا عيانًا ليزداد يقينًا بما آمن به وصدق،
فهو كما قال ابن كثيرأرد أن يترقى من علم اليقين إلى عين اليقين،
وهو ما يفسر إجابته لسؤال ربه جل وعلا { أولم تؤمن } قال { بلى ولكن ليطمئن قلبي }أي ليزداد يقينًا وإيمانًا مع إيمانه. كما قال سعيد بن جبير وإبراهيم وقتادة نقله عنهم ابن عطية.

وهذا القول يوافق قول ابن عباس رضي الله عنه " هي أرجى آية عندي "،
ذلك أن المؤمن يخاف أن يتعرض لغضب ربه بسبب تلك الخواطر، كما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: (وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان ) رواه مسلم

.
وهو ما رواه ابن أبي حاتم عن محمّد بن المنكدر، أنّه قال: «التقى عبد اللّه بن عبّاسٍ، وعبد اللّه بن عمرو بن العاص، فقال ابن عبّاسٍ لابن عمرو بن العاص: أيّ آيةٍ في القرآن أرجى عندك؟ فقال عبد اللّه بن عمرٍو: قول اللّه عز وجل:{يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه} الآية

-فقال ابن عبّاسٍ : لكنّ أنا أقول: قول اللّه:{ وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى} فرضي من إبراهيم قوله: {بلى } قال: فهذا لما يعترض في النّفوس ويوسوس به الشّيطان».. ورواه الحاكم في المستدرك ذكره ابن كثير



وقوله تعالى { قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ }
ذكر المفسرون قولين في معنى { صرهن إليك }:
الأول: أملهن إليك، وأجمعهن إليك، ومنه قول الشاعر:
وجاءت خلعة دهس صفايا... يصور عنوقها أحوى زنيم
روي هذا المعنى عن عطاء وابن زيد وفي رواية عن ابن عباس: " أوثقهن". ذكره ابن عطية والزجاج


الثاني: اقطعهن، ومنه قول الخنساء:
فلو يلاقي الذي لاقيته حضن .......لظلّت الشّمّ منه وهي تنصار
روي هذا المعنى عن ابن عباس وقال هي لفظة نبطية، وعن عكرمة ومجاهد والضحاك، وعن أبو الأسواد الدؤلي وقال "هي بالسريانية". ذكره ابن عطية وابن كثير


وقد اختلفت روايات السلف في نوع تلك الطيور، فقيل أنها أنها " الديك، والطاووس، والحمام، والغراب" ذكر ذلك ابن إسحاق عن بعض أهل العلم الأول، وقاله مجاهد وابن جريج وابن زيد ذكره ابن عطية وعقب ابن كثير أنه لا طائل تحت تعيينها، وإلا كان القرآن أشار إليها.


*فمعلوم أن الله تعالى يبين لعباده ما يحتاجون إليه من الهدى، والفطن هو من ينتبه للمراد ولا تصرفه تلك التفاصيل التي لا فائدة منها عن إدراك الحكمة من تلك القصص.

{ فصرهنّ إليك ثمّ اجعل على كلّ جبلٍ منهنّ جزءاً ثمّ ادعهنّ يأتينك سعياً واعلم أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ (260)}
من قال صرت: قطعت، فالمعنى فخذ أربعة من الطير فصرهن أي قطعهنّ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا، ففعل ذلك إبراهيم عليه السلام ثم دعاهن فنظر إلى الريش يسعى بعضه إلى بعض، وكذلك العظام واللحم. ذكره الزجاج


وفي رواية ابن عبّاسٍ: «وأخذ رؤوسهنّ بيده، ثمّ أمره اللّه عزّ وجلّ، أن يدعوهنّ، فدعاهنّ كما أمره اللّه عزّ وجلّ، فجعل ينظر إلى الرّيش يطير إلى الرّيش، والدّم إلى الدّم، واللّحم إلى اللّحم، والأجزاء من كلّ طائرٍ يتّصل بعضها إلى بعضٍ، حتّى قام كلّ طائرٍ على حدته، وأتينه يمشين سعيًا ليكون أبلغ له في الرّؤية الّتي سألها، وجعل كلّ طائرٍ يجيء ليأخذ رأسه الّذي في يد إبراهيم، عليه السّلام، فإذا قدّم له غير رأسه يأباه، فإذا قدّم إليه رأسه تركب مع بقيّة جثّته بحول اللّه وقوّته؛ ولهذا قال: {واعلم أنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ } أي: عزيزٌ لا يغلبه شيءٌ، ولا يمتنع منه شيءٌ، وما شاء كان بلا ممانعٍ لأنّه العظيم القاهر لكلّ شيءٍ، حكيمٌ في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره». ذكره ابن كثير


وفي تلك الآية الكريمة دلالة بينة على عظم قدرة الله تعالى مع عظيم لطفه ورحمته بعباده، إذ يبين لهم ما تطمئن به قلوبهم وتسكن.
وفيها دلالة على البعث بعد الموت وأن ذلك لا يعجزه تبارك وتعالى وهو خالقهم أول مرة وإليه يرجعون.
هذا والله أعلى وأعلم.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 صفر 1442هـ/12-10-2020م, 11:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


الشيماء وهبة أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
خصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir