دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > لامية الأفعال

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 محرم 1430هـ/16-01-2009م, 02:37 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي أحكام عين المضارع من (فعَل) المفتوح


.................... وَأَدِمْ = كَسْرًا لِعَيْنِ مُضَارِعٍ يَلِي فَعَلَا
ذَا الوَاوِ فَاءً أوِ الْيَا عَيْنًا اوْ كَأَتَى = كَذَا المُضَاعَفُ لَازِمًا كَحَنَّ طَلَا
وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ وَيَنْدُرُ ذَا = كَسْرٍ كَمَا لَازِمٌ ذَا ضَمٍّ احْتُمِلَا
وَفِي الصِّحَاحِ انْبِنَاءُ الضَّمِّ فيهِ على = لَمْحِ التَّعَدِّي لِذَاكَ اللَّمْحِ قَدْ نُقِلَا
فَرْدًا بِذَبَّ وَنَصَّ غَضَّ حَفَّ بِهِ = وَحَطَّ عَقَّ وَصَفَّ مَنَّ لَا حَلَلَا


  #2  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 10:48 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي زبدة الأقوال لابن الناظم: بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الله بن مالك الطائي

وقولُه: (وأَدِمْ كسرًا لعينِ مضارعٍ يَلِي فَعَلَا) ابتداءٌ لبيانِ ما يَجيءُ عليه مثالُ المضارِعِ مِن: فَعَلَ وتَتِمَّتِهِ.
ص

ذا الواوِوفاءً أوِ اليا عَيْناً أوْ كـ " أَتَى " = كذا المضاعَفُ لازِماً كـ" حَنَّ "، " طَلَا ".
ش
المعنى أنه يَلزَمُ كسرُ عينِالمضارعِ مِن: فَعَلَ فيَجيءُ على: يَفعِلُ، إذا كانت فاؤُه واواً، أو عينُه أو لامُه ياءً، أو كان مضاعَفاً لازماً غيرَ ما يُنَبَّهُ على مَجيئهِ بالضمِّ.
فالذي فاؤُه واوٌ، وَعَدَ يَعِدُ، ووَقَدَ يَقِدُ، وكان الأصلُ: يَوْعِدُ، ويَوْقِدُ، فاسْتُثْقِلَ وقوعُ الواوِ ساكنةً بينَ ياءٍ مفتوحةٍ، وكسرةٍ لازمةٍ، فحُذِفَتْ وحُمِلَ على ذي الياءِ، أخواتُه والأمرُ والمصدَرُ، فقيلَ: أَعِدُ، ونَعِدُ، وتَعِدُ، وَعِدْ عِدَةً، حَمْلاً على: يَعِدُ.
والذي عينُه أو لامُه ياءً، نحوَ: كالَ يَكِيلُ، ومالَ يَمِيلُ، ورَمَى يَرْمِي، وحَمَى يَحْمِي.
وأمَّا المضاعَفُ اللامِ، فنحوَ: حَنَّ يَحِنُّ، وأنَّ يَئِنُّ، وكُلُّه يَلْزَمُ عينَ مُضارِعِه الكسرُ إلا ما يُذْكَرُ بعدُ في قولِه: " واضْمُمَنْ مع اللزومِ في: أَمْرُرْ به، وجَلَّ مثل: جَلَا".
ص
وضُمَّ عينَ مُعَدَّاهُ، ويَنْدُرُ ذا = كَسْرٍ كما لازمٍ ذا ضَمٍّ احْتُمِلَا
ش
يَجِبُ ضمُّ عينِ مضارِعِ: فَعَلَ، مِن المضاعَفِ الْمُتَعَدِّي، فيَجيءُ على: يَفْعُلُ، مثلَ: سَلَّ الشيءَ، يَسُلُّهُ، وحَلَّهُ يَحُلُّهُ ونَدَرَ الكسرُ في أفعالٍ مِن المتعَدِّي كما نَدَرَ الضمُّ مِن اللازمِ، فتُحْفَظُ ولا يُقاسُ عليها.


  #3  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 10:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي فتح الأقفال لجمال الدين محمد بن عمر المعروف ببحرَق

[مَبْحَثُ فَعَلَ المفتوحِ]
ثُمَّ لَمَّا انْتَهَى الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى من الكلامِ على حُكْمِ عَيْنِ المضارعِ منْ فَعُلَ المضمومِ وفَعِلَ المكسورِ شَرَعَ في بيانِ أحكامِ عينِ المضارعِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، وقدْ ذَكَرْنَا أنَّهُ أَرْبَعَةُ أَقْسَامٍ: ما قِيَاسُهُ الكسرُ، وما قِيَاسُهُ الضمُّ، وما قِيَاسُهُ الفتحُ، وما قِيَاسُهُ الكَسْرُ والضَّمُّ.
أمَّا ما قِيَاسُهُ الكسرُ فهوَ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ: ما فَاؤُهُ وَاوٌ كوَعَدَ يَعِدُ، أوْ عَيْنُهُ أوْ لامُهُ يَاءٌ كَبَاعَ يَبِيعُ وَرَمَى يَرْمِي، والمُضَاعَفُ اللازمُ كَحَنَّ يَحِنُّ وإليهِ بِأَنْوَاعِهِ، أَشَارَ بِقَوْلِهِ:

......... = وَأَدِمْ = كَسْراً لِعَيْنِ مُضَارِعٍ يَلِي فَعَلا
ذَا الوَاوِ فَاءً أوِ الْيَا عَيْناً او كَأَتَى = كَذَا المُضَاعَفُ لَازِماً كَحَنَّ طَلا
أيْ: وأَدِمْ كَسْرَ عَيْنِ المضارعِ الذي يَلِي فَعَلَ المفتوحَ في تَصْرِيفِهِ، إذا قُلْتَ: فَعَلَ يَفْعِلُ الذي فَاؤُهُ وَاوٌ أوْ عَيْنُهُ ياءٌ أوْ لامُهُ ياءٌ، وهوَ المُمَثِّلُ لهُ بِأَتَى بالتاءِ المثنَّاةِ فَوْقَ، وكذا المُضَاعَفُ اللازمُ، فَقَوْلُهُ: يَلِي فَعَلا: مُضَارِعٌ في مَحَلِّ النعتِ لمضارعٍ، وَفَعَلَ مَفْعُولٌ بهِ، وَاسْتَغْنَى بِلَفْظِهِ عنْ قَيْدِ فَتْحِ عَيْنِهِ لِتَعَيُّنِهِ بعدَ ذِكْرِ فَعُلَ المضمومِ، وَفَعِلَ المكسورِ للدلالةِ كَأَتَى وَحَنَّ، وذا الواوِ: نَعْتٌ لِفَعَلَ، وكذا قولُهُ: أوْ كَأَتَى، (وَفَاءً) و (عَيْناً) تَمْيِيزَانِ، والمُضَاعَفُ: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ، وكذا المُرَكَّبُ منْ كَافِ الجرِّ واسمِ الإشارةِ: خَبَرُهُ، ولازماً حالٌ منهُ، أي: وَمِثْلُ ذلكَ المُضَاعَفِ حالَ كَوْنِهِ لازماً، وَالطَّلا بِفَتْحِ الطاءِ: وَلَدُ الظَّبْيِ والشاةِ وغيرِهِمَا منْ ذَوَاتِ الظِّلْفِ، وقولُهُ: (أو اليَا عَيْناً) وهوَ بِقَصْرِ الياءِ، وَنَقْلِ حركةِ همزةِ (أَوْ) إلى تَنْوِينِ (عَيْناً) .
مَبْحَثُ مَا فَاؤُهُ وَاوٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
فمثالُ النوعِ الأوَّلِ: وهوَ ما فَاؤُهُ واوٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ: وَثَبَ يَثِبُ، وَوَجَبَ يَجِبُ، وَوَقَبَ الظلامُ يَقِبُ، أيْ: دَخَلَ، والقَمَرُ: دَخَلَ في الكسوفِ، وَوَلَجَ يَلِجُ، وَوَهَجَ الحرُّ يَهِجُ، وَوَأَدَ الموءودةَ يَئِدُهَا: دَفَنَهَا حَيَّةً، ووَتَدَ الوَتَدَ يَتِدُهُ: أَثْبَتَهُ ـ وكذا وَطَدَهُ يَطِدُهُ، وَوَجَدَهُ يَجِدُهُ: أَدْرَكَهُ، وَوَخَدَ البعيرُ يَخِدُ: أَسْرَعَ، وَوَرَدَ الماءُ يَرِدُهُ، ووَعَدَهُ يَعِدُهُ، وَوَفَدَ إليهِ يَفِدُ، ووَقَدَ النارَ يَقِدُ، وَوَكَدَ بالمكانِ يَكِدُ: ثَبَتَ وَوَلَدَتْ تَلِدُ، وَوَقَذَهُ يَقِذُهُ: ضَرَبَهُ بالحجارةِ، ومنهُ: {المَوْقُوذَة}،
وَوَتَرَهُ يَتِرُهُ: نَقَصَهُ، ومنهُ: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، وَوَجَرَهُ الدواءَ يَجِرُهُ، وَوَزَرَ الشيءَ يَزِرُهُ: حَمَلَهُ، ومنهُ: {أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}. وَوَخَزَهُ يَخِزُهُ كَوَكَزَهُ يَكِزُهُ: طَعَنَهُ، ومنهُ {فَوَكَزَهُ مُوسَى}.
وَوَجَسَ يَجِسُ: وَقَعَ في نفسِهِ خَوْفٌ منْ صوتٍ سَمِعَهُ كَأَوْجَسَ، وَوَكَسَ الشيءُ يَكِسُ: نَقَصَ، وَوَقَصَ عُنُقَهُ يَقِصُهَا: كَسَرَهَا، وَوَفَضَ في سَيْرِهِ يَفِضُ: أَسْرَعَ كَأَوْفَضَ، وَوَمَضَ البرقُ يَمِضُ: لَمَعَ كَأَوْمَضَ، وَوَخَطَ عليهِ يَخِطُ: دَخَلَ مُسْرِعاً، وَوَقَظَهُ يَقِظُهُ: دَقَّهُ، وَوَهَطَهُ يَهِطُهُ: وَطَأَهُ كَوَهَدَهُ، والوهطةُ: الوهدةُ، وَوَشَظَ الفأسَ يَشِظُهَا: ضَيَّقَ خُرْقَهَا بقطعةِ خشبٍ، وَوَعَظَهُ يَعِظُهُ، وَوَجَفَ يَجِفُ: اضْطَرَبَ وَتَحَرَّكَ، وَوَرَفَ الظلُّ يَرِفُ: طَالَ، وَوَصَفَهُ يَصِفُهُ، وَوَقَفَ يَقِفُ، وَوَكَفَ السَّقْفُ يَكِفُ: قَطَرَ، وَوَدَقَ المطرُ يَدِقُ: قَطَرَ، والوَدْقُ: القَطْرُ، ووَسَقَ يَسِقُ: حَمَلَ وَجَمَعَ، ومنهُ: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ}. والوَسْقُ: الحِمْلُ، وَوَعَكَهُ في الترابِ يَعِكُهُ، وَوَعَكَتْهُ الحُمَّى: مَغَثَتْهُ، وَوَأَلَ إليهِ يَئِلُ: لَجَأَ، والمَوْئِلُ: المَلْجَأُ، وَوَبَلَت السماءُ تَبِلُ: أَمْطَرَتْ مَطَراً شديداً ضَخْمَ القطرِ، وَوَصَلَ الشيءُ بالشيءِ يَصِلُهُ وَوَصَلَ إليهِ أيضاً، وَوَغَلَ عليهم يَغِلُ فهوَ وَاغِلٌ: دَخَلَ, وَوَكَلَهُ إليهِ يَكِلُهُ: سَلَّمَهُ إليهِ، وَوَجَمَ يَجِمُ: سَكَتَ على غَيْظِهِ, وَوَسَمَ يَسِمُ: رَقَمَهُ، كَوَشَمَهُ يَشِمُهُ بالمُعْجَمَةِ، وَوَصَمَهُ يَصِمُهُ: عَابَهُ، والعودَ: صَدَعَهُ،وَوَضَمَ اللحمَ يَضِمُهُ : جَعَلَ لهُ وَضَماً مُحَرَّكاً، وهوَ ما يُوقَى بهِ عن الأرضِ، وَوَنَمَ الذبابُ يَنِمُ: خَرِئَ، وَوَثَنَ يَثِنُ: دَامَ ولم يَنْقَطِعْ، ومنهُ أَوْثَانُ الأرضِ لِثُبُوتِهَا، وَوَجَنَ البوبَ القصارُ يَجِنُهُ: دَقَّهُ، والمَيْجَنَةُ: المِدَقَّةُ، وَوَزَنَهُ يَزِنُهُ، وَوَضَنَهُ يَضِنُهُ: نَسَجَهُ وَوَحَى يَحِيَ: أَسْرَعَ كَأَوْحَى، وَيُسَمَّى الإلهامَ، والإشارةُ وَحْياً لِسُرْعَتِهِمَا، وَوَخَاهُ يَخِيهِ: قَصَدَهُ كَتَوَخَّاهُ،وَوَدَاهُ يَدِيهِ: أَعْطَى عنهُ الدِّيَةَ، وَوَسَى رَأْسَهُ يَسِيهِ: حَلَقَهُ بالمُوسَى، وَمِيمُهَا [زائدةٌ، و] عندَ الفرَّاءِ أَصْلِيَّةٌ، [وَوَزْنُهَا] فُعْلَى، وَوَشَى الثوبَ يَشِيهِ: نَقَشَهُ، وَوَشَى بهِ أيضاً يَشِي: سَعَى وَنَمَّ، وَوَصَاهُ يَصِيهِ: وَصَلَهُ، وَوَعَاهُ يَعِيهِ: حَفِظَهُ وَجَمَعَهُ كَأَوْعَاهُ، وَوَفَى بِعَهْدِهِ يَفِي كَأَوْفَاهُ، وَوَقَاهُ يَقِيهِ: صَانَهُ، وَوَكَى القريةَ يَكِيهَا كَأَوْكَاهَا، وَوَنَى يَنِي: فَتَرَ، وَمِنْهُ: {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي}. وَوَهَىَ يَهِي: ضَعُفَ، فَهذهِ سبعونَ مِثَالاً.
تَنْبِيهٌ: صَرَّحَ في التسهيلِ بأنَّ سَائِرَ العربِ غَيْرَ بَنِي عَامِرٍ يَلْتَزِمُ كَسْرَ مُضَارِعِ هذا النوعِ ولم يَسْتَثْنِ منهُ شَيْئاً، ولا شَرَطَ لهُ شَرْطاً، وهوَ مُقْتَضَى النظمِ، وذلكَ عَجِيبٌ منهُ؛ فإنَّهُ قدْ جَاءَتْ أَفْعَالٌ منهُ بالفتحِ، بلْ أَنَا أَقُولُ باشْتِرَاكِ كَوْنِ لامِهِ غَيْرَ حَرْفِ حَلْقٍ، فَإِنِّي تَتَبَّعْتُ مَوَادَّهُ فَوَجَدْتُ حلقيَّ اللامِ منهُ مَفْتُوحاً كَوَجَأَ التَّيْسُ يَجَؤُهُ: رَضَّ خُصْيَتَهُ، وَوَدَعَهُ يَدَعُهُ: تَرَكَهُ، وَوَزَعَهُ يَزَعُهُ: كَفَّهُ، وَوَضَعَهُ يَضَعُهُ، وَوَقَعَ يَقَعُ، وَوَتَغَ رَأْسَهُ يَتَغُهُ: شَدَخَهُ،
وَوَلَغَ الكلبُ يَلَغُ، وَوَبَهَ لهُ يَبَهُ: إذا فَطِنَ، ومنهُ الحديثُ: ((لَا يُؤْبَهُ لَهُ)). أي: لا يُفْطَنُ لهُ، فهذهُ ثمانيةٌ، ولم أَعْثُرْ على ما شَذَّ منْ ذلكَ غيرَ: وَضَحَ الأمرُ يَضَحُ، أيْ: ظَهَر، وَأَمَّا حلقيُّ العينِ منهُ فَمَكْسُورٌ، عَلَى إطلاقِ النَّظْمِ والتسهيلِ، كَمَا مَثَّلْنَا بهِ في وَأَدَ الموءودةَ، وَوَخَذَ البعيرَ، وَوَعَدَ، وَوَخَزَ، وَوَخَطَ، وَوَهَطَهُ، وَوَعَظَهُ، وَوَعَكَهُ، وَوَأَلَ إليهِ، وَوَغَلَ عليهم، وَوَحَى، وَوَخَاهُ، وَوَعَاهُ، وَوَهَى، وَشَذَّ: وَهَبَ لهُ يَهَبُ، وَعِبَارَتُهُ في التسهيلِ تُوهِمُ أنَّ بَنِي عامرٍ لا يَلْتَزِمُونَ كَسْرَ مضارعِ هذا النوعِ، ولم يَنْقُلْ غَيْرُهُ عنهم الضمَّ إلَّا في وَجَدَهُ يَجُدُهُ على أنَّهُ في القاموسِ قالَ: وَجَدَهُ يَجِدُهُ وَيَجُدُهُ بالضمِّ، ولا نَظِيرَ لهُ. انْتَهَى، وَمُقْتَضَاهُ أَنَّهُ لُغَةٌ عَامَّةٌ عنْ سَائِرِ العربِ.
مَبْحَثُ مَا عَيْنُهُ يَاءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
ومثالُ النوعِ الثاني وهوَ ما عَيْنُهُ ياءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ: جَاءَ يَجِيءُ، وَفَاءَ يَفِيءُ: رَجَعَ، وَقَاءَ يَقِيءُ، وَخَابَ يَخِيبُ، وَرَابَهُ الأمرُ يَرِيبُهُ، وَشَابَ الرجلُ يَشِيبُ، وَطَابَ الشيءُ يَطِيبُ، وَعَابَ المتاعُ يَعِيبُ: صَارَ ذا عَيْبٍ، وَعَابَهُ أيضاً يَعِيبُهُ، لازمٌ ومُتَعَدٍّ، وَغَابَ عنهُ يَغِيبُ، وَبَاتَ يَبِيتُ، وَرَاثَ يَرِيثُ: أَبْطَأَ، وَعَاثَ يَعِيثُ: أَفْسَدَ، وَغَاثَهُم اللَّهُ يَغِيثُهُم: أَمْطَرَهُم، وَهَاجَ الشيءُ يَهِيجُ: يَبِسَ، وَتَاحَ لهُ الشيءَ يَتِيحُ: قَدَّرَ، وَأَتَاحَ اللَّهُ لهُ: قَدَّرَهُ،
وَزَاحَ عنهُ الشَّكَّ يَزِيحُ: ذَهَبَ، وَسَاحَ الماءُ يَسِيحُ، وَصَاحَ يَصِيحُ، وَشَاخَ الرجلُ يَشِيخُ: أَسَنَّ، وَبَادَ الشيءُ يَبِيدُ: هَلَكَ، وَحَادَ عَنْهُ يَحِيدُ: مَالَ، وَزَادَ يَزِيدُ، وَشَادَ بُنْيَانَهُ يَشِيدُ: رَفَعَهُ أوْ جَصَّصَهُ، وَصَادَ الطائرَ يَصِيدُهُ، وَفَادَ يَفِيدُ: رَبَحَ، وَمَادَ يَمِيد : تَحَرَّكَ، وَخَارَ اللَّهُ لهُ يَخِيرُ: قَدَّرَ لهُ الخيرَ، وَسَارَ يَسِيرُ، وَصَارَ يَصِيرُ، وَضَارَهُ يَضِيرُهُ، وَطَارَ يَطِيرُ، وَعَارَ الفرسُ يَعِيرُ: انْطَلَقَ على وَجْهِهِ، وَمَارَ أَهْلَهُ يَمِيرُهُم: أَنْفَقَ عليهم، وَمَازَ الشيءَ يَمِيزُ: عَزَلَهُ،
وَخَاسَ يَخِيسُ: نَكَثَ، وَقَاسَ الشيءَ يَقِيسُهُ: قَدَّرَهُ، وَجَاشَت القِدْرُ تَجِيشُ: غَلَتْ، وَرَاشَ سَهْمَهُ يَرِيشُهُ، وَطَاشَ السهمُ يَطِيشُ: عَدَلَ، وَعَاشَ الرجلُ يَعِيشُ: تَعَمَّرَ، وَحَاصَ عنهُ يَحِيصُ: عَدَلَ، وَآضَ إليهِ يَئِيضُ أَيْضاً: عَادَ، وَبَاضَت الطائرةُ تَبِيضُ، وَحَاضَت المرأةُ تَحِيضُ، وَغَاضَ الماءُ يَغِيضُ: نَضَبَ، وَغَاضَهُ أيضاً لازمٌ وَمُتَعَدٍّ،وَفَاضَ يَفِيضُ: سَالَ، وَخَاطَ الثوبَ يَخِيطُهُ، وَغَاظَهُ يَغِيظُهُ: أَغْضَبَهُ، وَبَاعَهُ يَبِيعُهُ، وَذَاعَ الخبرُ يَذِيعُ: انْتَشَرَ، وَشَاعَ يَشِيعُ، وَرَاعَ الزرعُ يَرِيعُ: زَادَ وَنَمَا، وَضَاعَ يَضِيعُ: هَلَكَ، وَزَاغَ عنهُ يَزِيغُ: عَدَلَ، وحَافَ عليهِ يَحِيفُ: جَارَ، وَضَافَهُ يَضِيفُهُ: نَزَلَ عليهِ ضَيْفاً فَأَضَافَهُ فَأَنْزَلَهُ، وَعَافَ الشرابَ يَعِيفُهُ: كَرِهَهُ، وَحَاقَ بهم يَحِيقُ: أَحَاطَ، وَضَاقَ بهِ يَضِيقُ،وَلاقَ بِهِ يَلِيقُ: عَلِقَ، وَسَالَ الماءُ يَسِيلُ، وَعَالَ يَعِيلُ: افْتَقَرَ، وَقَالَ يَقِيلُ قَيْلُولَةً، وَكَالَهُ يَكِيلُهُ، وَمَالَ يَمِيلُ، وَهَالَ الدقيقَ يَهِيلُهُ: صَبَّهُ بِلا كيلٍ، وَرَامَ بِمَكَانِهِ يَرِيمُ: أَقَامَ ولم يَبْرَحْ، وَشَامَ البرقَ يَشِيمُهُ: نَظَرَ أينَ يُمْطِرُ سَحَابُهُ، وَضَامَهُ يَضِيمُهُ: ظَلَمَهُ، وَعَامَ إلى اللبنِ يَعِيمُ: اشْتَهَاهُ، وَغَامَت السماءُ تَغِيمُ، والغَيْمُ: السحابُ،وَهَامَ على وَجْهِهِ يَهِيمُ، وَبَانَ يَبِينُ: ظَهَرَ، وعنْ وَطَنِهِ: فَارَقَهُ، وَحَانَ وَقْتُهُ يَحِينُ، وَدَانَهُ يَدِينُهُ: جَازَاهُ، وَدَانَ لهُ يَدِينُ: أَطَاعَ، وَرَانَ الذَّنْبُ على قَلْبِهِ يَرِينُ: سَوَّدَهُ، وَغَانَ عليهِ يَغِينُ: غَطَّاهُ، والغَيْنُ: الغَيْمُ، وَزَانَهُ يَزِينُهُ: ضِدُّ شَانَهُ يَشِينُهُ، ولانَ يَلِينُ، وَمَانَ يَمِينُ: كَذَبَ، وَتَاهَ يَتِيهُ: تَكَبَّرَ، وفي المَفَازَةِ: تَحَيَّرَ. فهذهِ ثَمَانُونَ.
تَنْبِيهٌ: ذَكَرَ في التسهيلِ أنَّ العربَ جميعاً الْتَزَمَتْ كَسْرَ مُضَارِعِ هذا النوعِ, ولم يَشِذَّ عَنْهُ شيءٌ، فَحِينَئِذٍ يُحْمَلُ نحوَ بَابِ بَاتَ يَبَاتُ، لُغَةٌ في يَبِيتُ على أنَّ ماضيَ يَبَاتُ فَعِلَ المكسورُ، كَخَافَ يَخَافُ، لا فَعَلَ المفتوحُ، وَعَكْسُهُ نَالَهُ يَنِيلُهُ، لُغَةٌ في يَنَالُهُ.
مَبْحَثُ مَا لامُهُ يَاءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
ومثالُ النوعِ الثالثِ: وهوَ ما لامُهُ ياءٌ منْ فَعَلَ المفتوحِ: أَتَى يَأْتِي، وهوَ مِثَالُ الناظمِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَأَوَى إليهِ يَأْوِي: انْضَمَّ، وَبَرَى السهمَ يَبْرِيهِ، وَبَكَى يَبْكِي، وَبَنَى البيتَ [يَبْنِيهِ، وَثَنَى الحبلَ يَثْنِيهِ: عَطَفَهُ، وَثَوَى بالمكانِ يَثْوِي: أَقَامَ، وَجَرَى الماءُ وَغَيْرُهُ يَجْرِي]، وَجَزَاهُ على عَمَلِهِ يَجْزِيهِ، وَعَنْهُ: قَضَى، والشيءُ: كَفَى، وَجَنَى الذنبَ يَجْنِيهِ، وكذا الثمرةُ، وَحَكَى القولَ يَحْكِيهِ، وَحَمَاهُ يَحْمِيهِ، وَحَوَاهُ يَحْوِيهِ: أَحْرَزَهُ، وَخَصَى التَّيْسَ يَخْصِيهِ، وَخَفَى الشيءَ يَخْفِيهِ: أَظْهَرَهُ، وَأَخْفَاهُ: سَتَرَهُ وَأَظْهَرَهُ، وَبِهِمَا فُسِّرَ: {أَكَادُ أُخْفِيهَا}. وَخَوَى الشيءُ يَخْوِي: خلا فهوَ خَاوٍ، وَدَرَاهُ يَدْرِيهِ: عَلِمَهُ، وَرَثَى المَيِّتَ يَرْثِيهِ، وكذا رَثَى لهُ يَرْثِي: رَقَّ، وَرَقَاهُ من الحيَّةِ يَرْقِيهِ، وَرَمَى يَرْمِي، وَرَوَى الحديثَ يَرْوِيهِ، وَزَرَى عليهِ يَزْرِي: عَابَهُ كَأَزْرَى عليهِ، وَزَفَاهُ الماءُ يَزْفِيهِ: رَفَعَهُ، وَزَنَى يَزْنِي، وَزَوَاهُ عنْ وجهِهِ يَزْوِيهِ: نَحَاهُ إلى جانبٍ، والزاويةُ: الجانبُ،وَسَبَاهُ يَسْبِيهِ، وَسَدَى الثوبَ يَسْدِيهِ: مَدَّ سُدَاهُ لِيَنْسِجَهُ، وَسَرَى يَسْرِي: سَارَ عامَّةَ لَيْلِهِ كَأَسْرَى، وَسَفَت الريحُ الترابَ تَسْفِيهِ: ذَرَتْهُ، وَسَقَاهُ يَسْقِيهِ أوْ أَسْقَاهُ: جَعَلَ لهُ ماءً، وَشَارَهُ يَشْرِيهِ: مَلَكَهُ، وَشَرَاهُ أَيْضاً: بَاعَهُ, من الأضدادِ، وَشَفَاهُ اللَّهُ يَشْفِيهِ، وَشَوَى اللحمَ يَشْوِيهِ كَصَلاهُ يَصْلِيهِ، وَطَلا البعيرَ يَطْلِيهِ، وَطَوَى الصحيفةَ يَطْوِيهَا، وَعَصَى يَعْصِي، وَعَوَى الذئبُ يَعْوِي، غَثَّتْ نَفْسُهُ تَغْثِي، وَغَلَت القدرُ تَغْلِي، وَغَوَى يَغْوِي: ضِدُّ اهْتَدَى، وَفَدَاهُ يَفْدِيهِ،وَفَرَى بَطْنَهُ يَفْرِيهَا: شَقَّهَا، وَفَلَى رَأْسَهُ يَفْلِيهِ، وَقَرَى الضيفَ يَقْرِيهِ كَأَقْرَاهُ، وَقَضَى الأمرَ يَقْضِيهِ، وَقَلَى الحبَّ يَقْلِيهِ، وَكَفَاهُ شَرَّهُ يَكْفِيهِ، وَكَوَاهُ يَكْوِيهِ، وَلَوَاهُ يَلْوِيهِ، وَمَشَى يَمْشِي، وَمَضَى يَمْضِي، وَمَنَى يَمْنِي مَنِيًّا كَأَمْنَاهُ، وَنَوَى الأمرَ يَنْوِيهِ، وَهَجَى الحروفَ يَهْجِيهَا، وَهَدَاهُ اللَّهُ يَهْدِيهِ، وَهَذَى العليلُ يَهْذِي هَذَيَاناً، وهَمَى المطرُ يَهْمِي: سَالَ، وَهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا بالضمِّ والفتحِ، فهذهِ سِتُّونَ وقدْ سَبَقَ فيما فَاؤُهُ واوٌ أَمْثِلَةٌ منْ هذا النوعِ، وهيَ وَحَى وما بَعْدَهُ.
تَنْبِيهٌ: لَمْ يَشِذَّ منْ هذا النوعِ إلَّا قَوْلُهُم: أَبَى الشيءَ يَأْبَاهُ بالمُوَحَّدَةِ، وَلَمْ يَسْتَثْنِهِ الناظمُ، ونُقِلَ في القاموسِ: فيهِِ أَبَى الشيءَ يَأْبِيهِ أيضاً بالكسرِ على الأصلِ، وَقَيَّدَ في التسهيلِ لُزُومَ كَسْرِ هذا النوعِ بِأَنْ لا تَكُونَ عَيْنُهُ حلقيَّةً، وقدْ يُرْشِدُ إليهِ في النظمِ تَمْثِيلُهُ بِأَتَى دونَ سَعَى، وكذا تَمْثِيلُهُ فيما بَعْدُ لِمَا اشْتُهِرَ من الحلقيِّ بِكَسْرِهِ، بِيَبْغِي، يَدُلُّ على أنَّ مُرَادَهُ (بِأَتَى) ما لمْ تَكُنْ عينُهُ حَرْفَ حَلْقٍ، وهذا فيما لم يكنْ فَاؤُهُ واواً كَوَحَى يَحِي،
وَوَخَاهُ يَخِيهِ، وَوَعَاهُ يَعِيهِ، وَوَهَى يَهِي، وذلكَ نحوَ: رَأَى يَرَى، وَرَعَى يَرْعَى، وَسَعَى يَسْعَى، وَنَأَى عَنْهُ يَنْأَى، وَنَهَى عنهُ يَنْهَى، وَشَذَّ بَغَاهُ يَبْغِيهِ؛ أي: طَلَبَهُ، وَنَعَى المَيِّتَ يَنْعِيهِ: أي: نَدَبَهُ. وَذَكَرَ في التسهيلِ أيضاً أنَّ الْتِزَامَ كَسْرِ هذا النوعِ لُغَةُ غَيْرِ طَيِّئٍ منْ سائرِ العربِ، ومفهومُهُ أنَّ طَيِّئاً يَفْتَحُونَهُ قِيَاساً، ولم يُنْقَلْ عنهم غيرُهُ إلَّا في قَلاهُ يَقْلِيهِ قِلًى، أي: أَبْغَضَهُ.
مَبْحَثُ المُضَاعَفِ اللازمِ منْ فَعَلَ المفتوحِ:
ومثالُ النوعِ الرابعِ: وهوَ المضاعَفُ اللازمُ منْ فَعَلَ المفتوحِ: تَبَّتْ يَدُهُ تَتِبُّ: خَسِرَتْ، وَدَبَّ على الأرضِ يَدِبُّ، وَغَبَّ اللحمُ يَغِبُّ: بَاتَ، وفي وِرْدِهِ وَرَدَ يوماً وَتَرَكَ يَوْماً، وَرَثَّ الحبلُ يَرِثُّ: بَلِيَ، وَضَجَّ يَضِجُّ ضَجِيجاً: صَرَخَ، كَعَجَّ يَعِجُّ، وَصَحَّ جِسْمُهُ يَصِحُّ، وَكَدَّ في عَمَلِهِ يَكِدُّ: بَاشَرَهُ بِشِدَّةٍ، وَنَدَّ البعيرُ يَنِدُّ: شَرَدَ، وَصَرَّ يَصِرُّ: صَرَخَ، ومنهُ: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}.
وَفَرَّ يَفِرُّ: هَرَبَ، وَقَزَّتْ نَفْسُهُ منْ أكلِ كذا تَقِزُّ: نَفَرَتْ، وَكَنَّ عَنْهُ يَكِنُّ: انْقَبَضَ، وَهَزَّت الريحُ تَهِزُّ هَزِيزاً: سُمِعَ لها دَوِيٌّ، وَبَضَّ الماءُ يَبِضُّ: قَطَرَ، وأَطَّ القَتَبُ يَئِطُّ: صَوَّتَ منْ ثِقَلِ الحِمْلِ، وَغَطَّ النائمُ يَغِطُّ، وَحَفَّ شَعْرُهُ يَحِفُّ: اغْبَرَّ لِبُعْدِ عهدِهِ بالدُّهْنِ، وَخَفَّ الشيءُ يَخِفُّ خِفَّةً،
ودَفَّ إليهِ يَدِفُّ: دَبَّ، وَذَفَّ يَذِفُّ: أَسْرَعَ، كَهَفَّ يَهِفُّ، وَشَفَّ الدرهمُ يَشِفُّ: زَادَ، وَشَفَّ أَيْضاً: نَقَصَ، من الأضدادِ، وكذا طَفَّ الشيءُ يَطِفُّ: زَادَ، وَطَفَّ يَطِفُّ: نَقَصَ، وَعَفَّ الرجلُ عن المحارمِ يَعِفُّ عِفَّةً، وَقَفَّ شَعْرُهُ يَقِفُّ: قَامَ من الفزعِ، وَحَقَّ الأمرُ يَحِقُّ: وَجَبَ،
وَدَقَّ يَدِقُّ دِقَّةً، وَرَقَّ المملوكُ يَرِقُّ، وَنَقَّت الضُّفْدَعُ تَنِقُّ، وَرَكَّ الثوبُ يَرِكُّ فهوَ رَكِيكٌ: دَقَّ، وَحَلَّ الشيءُ يَحِلُّ: ضِدُّ حَرُمَ، والهَدْيُ: بَلَغَ مَحِلَّهُ وهوَ الموضعُ الذي يَحِلُّ ذَبْحُهُ فيهِ، والدَّيْنُ: بَلَغَ أَجَلَهُ، والعذابَ: حَقَّ، وَذَلَّ يَذِلُّ ذُلًّا بالضمِّ: ضِدُّ العِزِّ، وَذِلًّا بالكسرِ: ضِدُّ الصعوبةِ، وَزَلَّ عن الطريقِ يَزِلُّ: عَدَلَ، وَصَلَّ الخزفُ يَصِلُّ صَلِيلاً: صَوَّتَ، وَضَلَّ عن الطريقِ يَضِلُّ: ضِدُّ اهْتَدَى، وَمِنْهُ: {فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي}.
وَضَلَّ في الشيءِ ضلالاً: غابَ، ومنهُ: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} ، و {بَلْ ضَلُّوا عَنْهُم} وَقَلَّ الشيءُ يَقِلُّ، وَكَلَّ المَيِّتُ يَكِلُّ كَلَالةً، ومن الشيءِ كَلَالاً: أَعْيَا، والسيفُ كُلُولاً: لم يَقْطَعْ، وَتَمَّ الأمرُ يَتِمُّ، وَجَمَّ الماءُ يَجِمُّ: اجْتَمَعَ، وَخَمَّ اللحمُ يَخِمُّ: أَنْتَنَ، وَرَمَّ العظمُ يَرِمُّ فهوَ رَمِيمٌ، وَطَمَّ الأمرُ يَطِمُّ: جَاوَزَ حَدَّهُ، وَمِنْهُ: {الطَّامَّةُ}.
وَأَنَّ العليلَ يَئِنُّ أَنِيناً، وَحَنَّ إليهِ يَحِنُّ حَنِيناً: اشْتَاق ، وَعَلَيْهِ: عَطَفَ، وهذا مِثَالُ الناظمِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَخَنَّ صَوْتُهُ يَخِنُّ خَنِيناً: خَرَجَ منْ أنفِهِ في بكاءٍ أوْ ضحكٍ، وَرَنَّ يَرِنُّ رَنِيناً: صَوَّتَ بِنِيَاحَةٍ أوْ غِنَاءٍ، وَطَنَّ الطِّشْتُ يَطِنُّ: صَوَّتَ، وَعَنْ بَلَدِهِ: بَعُدَ، فهذهِ خَمْسُونَ، وَسَيَأْتِي ما شذَّ منْ هذا النوعِ.
وأمَّا القسمُ الثاني: وهوَ ما قِيَاسُهُ ضَمُّ عَيْنِ مُضَارِعِهِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، وهوَ أيضاً أربعةُ أنواعٍ: المضاعفُ المُعَدَّى، وما عَيْنُهُ أوْ لامُهُ واوٌ، وما يَدُلُّ على غلبةِ المفاخرِ، وقدْ أَشَارَ إلى النوعِ الأوَّلِ منهُ بِقَوْلِهِ:
(وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ)
أيْ: وَضُمَّ عينَ المضارعِ المُعَدَّى المضاعفِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، ومثالُهُ: جَبَّهُ يَجُبُّهُ: قَطَعَهُ، وَسَبَّهُ يَسُبُّهُ: قَطَعَهُ، وَسَبَّهُ أَيْضاً: شَتَمَهُ، وَصَبَّ الماءَ يَصُبُّهُ، وَعَبَّهُ يَعُبُّهُ: شَرِبَهُ منْ غيرِ مَصٍّ، وَحَتَّ المَنِيَّ وَغَيْرَهُ: يَحُتُّهُ: دَلَكَهُ، وَغَتَّهُ في الماءِ يَغُتُّهُ كَغَطَّهُ يَغُطُّهُ، وَفَتَّهُ يَفُتُّهُ: كَشَرَّهُ، وَقَتَّ الحديثَ يَقُتُّهُ: نَمَّهُ فَهُوَ قَتَّاتٌ، وَلَتَّ السَّوِيقَ يَلُتُّهُ: عَجَنَهُ، وَبَثَّ الخبرَ يَبُثُّهُ: نَشَرَهُ، وكذا نَثَّهُ بالنونِ وَحَثَّهُ على الأمرِ يَحُثُّهُ، وَبَجَّهُ يَبُجُّهُ: وَسَّعَهُ فهوَ بَاجٌّ، وَحَجَّ البيتَ يَحُجُّهُ،
وَفَجَّ ما بَيْنَ رِجْلَيْهِ يَفُجُّ: فَتَحَ، ومنهُ الفَجُّ: الطريقُ بينَ جَبَلَيْنِ، وَمَجَّ الشرابَ يَمُجُّهُ، وَصَخَّ الصوتُ أُذُنَهُ يَصُخُّهَا: أَصَمَّهَا، ومنهُ (الصَّاخَّةُ) وَبَدَّهُ يَبُدُّهُ: قَرَّقَهُ كَبَدَّدَهُ، ومنهُ لا بُدَّ منْ كذا، أيْ: لا فِرَاقَ عنهُ، وَجَدَّ الثمارَ يَجُدُّهَا: قَطَعَهَا، وكذا جَذَّهَا بالمعجمةِ، وَخَذَّ الأرضَ يَخُذُّهَا: شَقَّهَا، وَرَدَّهَا يَرُدُّهَا، وَسَدَّ الثُّلْمَةَ: يَسُدُّهَا، وَعَدَّهُ يَعُدُّهُ عَدًّا، وَقَدَّهُ يَقُدُّهُ قَدًّا: قَطَعَهُ طُولاً، وَمَدَّهُ يَمُدُّهُ: أَطَالَهُ، والجيشَ: زَادَهُ كَأَمَدَّهُ، وَهَدَّ البناءَ يَهُدُّهُ،
وَقَذَّهُ بالمعجمةِ يَقُذُّهُ: قَطَعَهُ شَزَراً كما يُبْرَى القلمُ، وَجَرَّهُ يَجُرُّهُ، وَزَرَّهُ يَزُرُّهُ، وَسَرَّهُ يَسُرُّهُ، والمولودَ: قَطَعَ سُرَّهُ، وَصَرَّهُ يَصُرُّهُ، وَغَرَّهُ يَغُرُّهُ: خَدَعَهُ، والطائرُ فَرْخَهُ: زَقَّهُ بِفِيهِ، وَفَرَّ الدابةَ يَفُرُّهَا: فَتَحَ فَاهَا لِيَنْظُرَ سِنَّهَا، وَأَزَّهُ يَؤُزُّهُ: حَرَّكَهُ، كَهَزَّهُ يَهُزُّهُ، وَبَزَّهُ يَبُزُّهُ: سَلَبَهُ، ومنهُ المَثَلُ: " مَنْ عَزَّ بَزَّ " أيْ: مَنْ غَلَبَ سَلَبَ،
وَجَزَّ الصوبَ يَجُزُّهُ، وَحَزَّ اللحمَ يَحُزُّهُ: قَطَعَهُ، وَعَزَّهُ يَعُزُّهُ: غَلَبَهُ، ومنهُ: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ}. وَلَزَّهُ يَلُزُّهُ: أَلْصَقَهُ، وَمَزَّهُ يَمُزُّهُ: مَصَّهُ، وَبَسَّ السَّوِيقَ يَبُسُّهُ: لَتَّهُ، والخبزَ: فَتَّهُ وَفَرَّقَهُ، ومنهُ: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا}. وَجَسَّهُ بِيَدِهِ يَجُسُّهُ: مَسَّهُ، والأخبارَ: فَحَصَ عنها، وَحَسَّ النارَ يَحُسُّهَا: رَدَّهَا بالعَصَى، وَحَسَّ البردُ الكلأَ: حَطَمَهُ، ومنهُ: {إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ}.
وَدَسَّهُ في الترابِ يَدُسُّهُ أَخْفَاهُ، وَلَسَّتِ البهيمةُ الكلأَ تَلُسُّهُ: اسْتَأْصَلَتْهُ بِفِيهَا، وَجَشَّ الحبَّ يَجُشُّهُ: دَقَّهُ، وَحَشَّ النارَ يَحُشُّهَا: أَوْقَدَهَا، وَرَشَّهُ بالماءِ يَرُشُّهُ: بَلَّهُ، وَغَشَّهُ يَغُشُّهُ: خَانَهُ، وَفَشَّ السقاءَ يَفُشُّهُ: أَخْرَجَ ما فِيهِ مِن الريحِ، وَمَشَّ يَدَهُ بالمِنْدِيلِ يَمُشُّهَا: مَسَحَهَا، وَهَشَّ الورقَ لِغَنَمِهِ يَهُشُّهُ: خَبَطَهُ، ومنهُ {وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي}. وَحَصَّ الشعرَ يَحُصُّهُ: حَلَقَهُ، وَخَصَّهُ بالشيءِ يَخُصُّهُ، وَرَصَّهُ يَرُصُّهُ: طَرَحَ بَعْضَهُ فَوْقَ بعضٍ، ومنهُ: {بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}. وَفَصَّ الشيءَ من الشيءِ: خَلَّصَهُ، وَقَصَّ أثرَهُ يَقُصُّهُ تَبِعَهُ، والحديثَ: سَرَدَهُ، والظُّفُرَ والصوفَ: قَطَعَهُ، وَحَضَّهُ على الأمرِ يَحُضُّهُ: حَثَّهُ، وَرَضَّهُ يَرُضُّهُ: دَقَّهُ، وَفَضَّهُ يَفُضُّهُ: فَتَحَ ختمَهُ، وَقَضَّهُ يَقُضُّهُ: كَسَرَهُ، وَهَضَّهُ يَهُضُّهُ: دَقَّهُ، وَبَطَّهُ يَبُطُّهُ: شَقَّهُ طُولاً، وقَطَّهُ يَقُطُّهُ: قَطَعَهُ عرضاً، ولَطَّهُ بهِ يَلُطُّهُ: أَلْصَقَهُ، وَمَطَّهُ يَمُطُّهُ: مَدَّهُ، وَكَظَّهُ الأمرُ يَكُظُّهُ: كَرَبَهُ، وَدَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعًّا: دَفَعَهُ بِعُنْفٍ،وَزَفَّ العروسَ يَزُفُّهَا، وَسَفَّ الخوصَ يَسُفُّهُ: نَسَجَهُ، وَشَفَّهُ الهمُّ يَشُفُّهُ: هَزَّلَهُ، وَكَفَّ الثوبَ يَكُفُّهُ: خَاطَهُ ثَانِياً بعدَ الشَّلِّ، وَلَفَّهُ يَلُفُّهُ: جَمَعَهُ، وَدَقَّهُ يَدُقُّهُ، وَعَقَّهُ يَعُقُّهُ: شَقَّهُ، وَالعَقِيقُ: كُلُّ مَسِيلٍ وَسِعَهُ السيلُ، ومنهُ: وَادِي المدينةِ، وَمَقَّ الطلعةَ يَمُقُّهَا: اسْتَأْصَلَهَا، والفَصِيلُ أُمَّهُ: شَرِبَ ما في ضَرْعِهَا كُلَّهُ، كذا مَكَّهُ يَمُكُّهُ، وَبَكَّ عُنُقَهُ يَبُكُّهَا: دَقَّهَا، ومنهما سُمِّيَتْ مَكَّةَ وَبَكَّةَ، وَحَكَّهُ يَحُكُّهُ، وَدَكَّهُ يَدُكُّهُ: سَوَّى بهِ الأرضَ، ومنهُ: {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}.
وَسَكَّ البابَ يَسُكُّهُ: سَمَّرَهُ، وَصَكَّهُ يَصُكُّهُ: ضَرَبَهُ، ومنهُ: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}. وَفَكَّ الشيءَ من الشيءِ يَفُكُّهُ: خَلَّصَهُ، وَبَلَّهُ بالماءِ يَبُلُّهُ، وَتَلَّهُ للجَبِينِ يَتُلُّهُ: كَبَّهُ لِوَجْهِهِ، وَدَلَّهُ الطريقَ يَدُلُّهُ، وَسَلَّ السيفَ يَسُلُّهُ وَشَلَّ الثوبَ يَشُلُّهُ: خَاطَهُ قبلَ الكفِّ، وَفَلَّ السيفَ يَفُلُّهُ، وَأَمَّهُ يَؤُمُّهُ: قَصَدَهُ، والقومَ: صَارَ بهم إِمَاماً،
وَحَمَّ الماءَ بالحاءِ المهملةِ يَحُمُّهُ: أَسْخَنَهُ، وَخَمَّ البئرَ بالخاءِ المعجمةِ يَخُمُّهَا: نَقَّاهَا، وَذَمَّهُ يَذُمُّهُ، وَسَمَّ الثُّلْمَةَ يَسُمُّهَا: سَدَّ سَمَّهَا: وهوَ ثَلْمُهَا، وَسَمُّ الخياطِ: ثُقْبُهُ، وكذا صَمَّهَا يَصُمُّهَا، والصِّمامُ والسِّمامُ: ما يُسَدُّ بهِ، وَضَمَّ الشيءَ يَضُمُّهُ، وَطَمَّ الحفرةَ يَطُمُّهَا: دَفَنَهَا حتى سَوَّى بها الأرضَ، كَذَمَّهَا يَذُمُّهَا، وَعَمَّهُم يَعُمُّهُم: شَمِلَهُم، وَغَمَّهُ يَغُمُّهُ: كَرَبَهُ وَضَيَّقَ عليهِ، وَقَمَّ البيتَ يَقُمُّهُ: كَنَسَهُ، وَكَمَّهُ يَكُمُّهُ: سَتَرَهُ، وَكِمَامُ النخلِ: وعاءُ الطَّلْعِ الساترُ لهُ، وَلَمَّ الشيءَ يَلُمُّهُ: جَمَعَهُ، ومنهُ قولُهُ تعالى: {أَكْلاً لَمًّا}. وَسَنَّ يَسُنُّ سُنَّةً: اتَّخَذَ طَرِيقاً، والسِّكِّينَ: شَحَذَهَا، والماءَ على وَجْهِهِ: صَبَّهُ منْ غيرِ تَفْرِيقٍ، فَإِنْ فَرَّقَهُ قِيلَ: شَنَّهُ يَشُنُّهُ بالمعجمةِ، ومنهُ قولُهُم: شَنَّ عليهم الغارةَ، أيْ: فَرَّقَهَا منْ كلِّ وجهٍ، وَظَنَّهُ يَظُنُّهُ، وَكَنَّهُ يَكُنُّهُ: سَتَرَهُ، فهذهِ مائةٌ وبضعةَ عَشَرَ مثالاً، وَسَيَأْتِي ما شَذَّ منهُ، وهوَ سِتَّةٌ.
وهذا هوَ القياسُ في المضاعفِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، منْ كَوْنِ اللازمِ منهُ مَكْسُورًا، والمُعَدَّى منهُ مَضْمُوماً، وَشَذَّ منْ كلٍّ منهما أفعالٌ، فَنَبَّهَ على ذلكَ بقولِهِ:
.... ... ... ... وَيَنْدُرُ ذا = كَسْرٍ كما لازمٌ ذا ضَمٍّ احْتُمِلا
وَفَاعِلُ (يَنْدُرُ) ضميرٌ يَعُودُ إلى المُعَدَّى، و (ذا الكسرِ) حالٌ منهُ، أي: وَيَنْدُرُ مَجِيءُ المُعَدَّى المضاعفِ مَكْسُوراً، و (مَا) في قولِهِ: (كَمَا) زائدةٌ كافَّةٌ عن العملِ، والتقديرُ: كَمَا احْتُمِلَ، أيْ: يَقِلُّ البناءُ اللازمُ ذا ضَمٍّ, ثمَّ إنَّ النادرَ منْ كلِّ من النَّوْعَيْنِ على ضَرْبَيْنِ: ضَرْبٌ التُزِمَ فيهِ خلافُ قياسِهِ، وَضَرْبٌ فيهِ وَجْهَانِ: القياسُ، وخلافُ القياسِ، فَأَمَّا ما الْتَزَمُوا فيهِ خلافَ القياسِ من المُعَدَّى فهوَ فِعْلٌ واحدٌ أَشَارَ إليهِ بقولِهِ:
فَذُوا التَّعَدِّى بِكَسْرٍ حَبَّهُ


  #4  
قديم 30 محرم 1430هـ/26-01-2009م, 10:53 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي مناهل الرجال للشيخ: محمد أمين بن عبد الله الأثيوبي الهرري

ولمَّا فرغَ من الكلامِ على مضارعِ فَعُلَ المضمومِ وفَعِلَ المكسورِ مُبْتَدِئاً بهما لقِلَّةِ الكلامِ عليهما شرعَ في بيانِ مضارعِ فَعَلَ المفتوحِ، وقدْ ذَكَرْنَا أنَّهُ أربعةُ أقسامٍ، فبدأَ بما قِيَاسُهُ كسرُ عينِ مُضارعِهِ بأنواعِهِ الأربعةِ، فقالَ: (وَأَدِمْ): أيُّها الصَّرْفيُّ، (كَسْراً): على القياسِ، (لعينِ مضارعٍ يَلِي) ويتبعُ (فَعَلا): المفتوحَ في تَصْرِيفِهِ؛ لأنَّكَ إذا قُلْتَ: فَعَلَ يَفْعَلُ فالمضارعُ يَلِي الماضيَ.
الإعرابُ:
(وأَفْرِد الكسْرَ): الواوُ عاطفةٌ قِصَّةً على قِصَّةٍ، أفردْ: فعلُ أمرٍ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، الكسرَ: مفعولٌ بهِ لـ(أَفْرِدْ)، والجملةُ معطوفةٌ على جُمْلَةِ قوْلِهِ: (وَجْهَانِ فيهِ). (فيما مِنْ وَرِثْ): في حرفُ جرٍّ، ما موصولةٌ أوْ موصوفةٌ في محلِّ الجرِّ بفي، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بـ(أَفْرِدْ)، منْ: حَرْفُ جرٍّ، وَرِثْ مجرورٌ محكيٌّ بمِنْ، وسكونُ آخِرِهِ لضرورةِ النظمِ، الجارُّ والمجرورُ صلةٌ لِمَا تقديرُهُ: في المضارعِ الذي صيغَ منْ وَرِثَ، أوْ صفةٌ لها تقدِيرُهُ: في مضارعٍ مصوغٍ منْ وَرِثَ. (ووَلِي): الواوُ عاطفةٌ، وَلِيَ معطوفٌ محكيٌّ على وَرِثَ، وسُكِّنَ آخِرُهُ للضرورةِ. (وَرِمْ): معطوفٌ محكيٌّ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على وَرِثَ، وتسكينُ آخرِهِ للضرورةِ. (وَرِعْتَ): معطوفٌ محكيٌّ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على وَرِثَ. (وَمِقْتَ): معطوفٌ محكيٌّ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على وَرِثَ. (مَعْ): منصوبٌ على الظرفيَّةِ الاعتباريَّةِ وعلامةُ نصْبِهِ فتحةٌ مُقدَّرةٌ على الأخيرِ منعَ منْ ظُهورِها اشتغالُ المحلِّ بسكونِ ضرورةِ النظمِ، وهوَ مضافٌ. (وَفِقْتَ حُلا): مضافٌ إليهِ محكيٌّ، والظرفُ متعلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ من الأفعالِ المذكورةِ، تقديرُهُ: حالةَ كوْنِهَا كائناتٍ معَ وَفِقْتَ حُلاَ، (وَثِقْتَ): معطوفٌ محكيٌّ بعاطفٍ مُقدَّرٍ على وَرِثَ. (مَعْ): منصوبٌ على الظرفيَّةِ الاعتباريَّةِ، وتسكينُ آخرِهِ للضرورةِ، وهوَ مضافٌ. (وَرِيَ المُخُّ): مضافٌ إليهِ محكيٌّ، والظرفُ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ حالٍ منْ وَثِقْتَ، تقديرُهُ: حالةَ كونِهِ كائناً معَ وَرِيَ المُخُّ. (احْوِها): احْوِ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على حذفِ حرفِ العلَّةِ، وهيَ الياءُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والهاءُ ضميرُ الغائبةِ في محلِّ النصبِ مفعولٌ بهِ، والجملةُ مستأنفةٌ استئنافاً نَحْوِيًّا. (وَأَدِمْ): الواوُ استئنافيَّةٌ، أَدِمْ: فعلُ أمرٍ، وفاعلُهُ أَنْتَ. (كَسْراً): مفعولٌ بهِ، والجملةُ مُستأنفةٌ. (لِعَيْنِ): جارٌّ ومجرورٌ تَنَازَعَ فيهِ أَدِمْ وكسراً، وهوَ مضافٌ. (مضارِعٍ): مضافٌ إليهِ. (يَلِي): فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ مُعتلٌّ بالياءِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على مضارعٍ. (فَعَلا): مفعولٌ بهِ لـ(يَلِي)، والألفُ فيهِ حرفُ إطلاقٍ، والجملةُ الفعلِيَّةُ في محلِّ الجرِّ صفةٌ لمضارعٍ تقديرُهُ: وَالٍ فَعَلا، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونفَعَنا بعلومِهِ آمِينَ:

ذا الواوِ وَفَاءً أوِ الْيَا عَيْناً أوْ كَأَتَى = كذا المُضَاعَفُ لازِماً كَحَنَّ طَلا
وأشارَ إلى النوعِ الأوَّلِ منْ أنواعِ هذا القسمِ الأربعةِ، وهوَ ما فَاؤُهُ واوٌ أوْ ياءٌ، بقولِهِ: (ذَا الوَاوِ) أوِ الياءِ (فاءً): وهوَ نَعْتٌ لفَعَلا، أي الموصوفُ بكونِ فَائِهِ وأَوَّلِهِ واواً أوْ ياءً، كوَعَدَ يَعِدُ، ووَجَبَ يَجِبُ، ووَثَبَ يَثِبُ، ويَسَرَ يَيْسِرُ يَسْراً، إذا لَعِبَ بالمَيْسِرِ والقِمارِ، ويَنَعَ الزرعُ يَيْنِعُ يَنْعاً إذا أَدْرَكَ وحَانَ حَصَادُهُ، وَيَتِمَ الطفلُ يَيْتِمُ يُتْماً وَيَتْماً إذا ماتَ أَبُوهُ، وإنَّما تَرَكَ الناظمُ ما فَاؤُهُ ياءً لقِلَّتِهِ في كَلامِهِم، وهذا النوعُ يُسَمَّى بالمثالِ، وأشارَ إلى النوعِ الثاني منها، وهوَ ما عَيْنُهُ ياءٌ بقولِهِ: (أوْ): ذا (الْيَا عيناً)، أيْ: أو الموصوفِ بكَوْنِ عيْنِهِ ووَسَطِهِ ياءً، نحوُ: بَاعَهُ يَبِيعُهُ، وشابَ يَشِيبُ، وجَاءَ يَجِيءُ، ويُسَمَّى هذا النوعُ بالأجوفِ , وأشارَ إلى النوعِ الثالثِ منها، وهوَ ما لامُهُ ياءٌ بقولِهِ: (أَوْ): ذا الياءِ لاماً، أيْ: أو الموصوفُ بكونِ لامِهِ وآخِرِهِ ياءً، (كَأَتَى) يَأْتِي، وَرَمَى يَرْمِي، ويُسَمَّى هذا النوعُ بالناقصِ , وأشارَ إلى النوعِ الرابعِ منها، وهوَ المُضَاعفُ اللازمُ بقولِهِ: (كَذَا المُضاعَفُ)، أيْ: مثلُ ذلكَ المذكورِ من الأنواعِ الثلاثةِ في كونِ قِيَاسِهِ كسرَ عينِ مُضارعِهِ المُضَاعَفِ حالةَ كونِهِ (لازماً) وقاصراً لا يتَعَدَّى إلى المفعولِ، وهوَ ما كانتْ عيْنُهُ ولامُهُ منْ جنسٍ واحدٍ كما مَرَّ، وذلكَ المُضاعفُ (كـ) قَوْلِكَ: (حَنَّ طَلا) يَحِنُّ حَنِيناً إذا صَوَّتَ وصاحَ لفَقْدِ أُمِّهِ، والطَّلَى بفتحِ الطاءِ المهملةِ وبالقصرِ ولدُ الظَّبْيَةِ يُجْمعُ على أَطْلاءٍ، ونحوَ: دَبَّ على الأرضِ يَدِبُّ دَبِيباً، وفرَّ منهُ يَفِرُّ فِرَاراً.
الإعرابُ:
(ذَا الواوِ): ذا صفةٌ لفَعَلا منصوبٌ بالألفِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ السِّتَّةِ، وهوَ مضافٌ. الواوُ مضافٌ إليهِ، (فَاءً): تمييزُ ذاتٍ لِـ(ذَا الواوِ) منصوبٌ بها، (أَوْ): حرفُ عطفٍ وتفصيلٍ، (الْيَا): معطوفٌ على الواوِ تَبِعَهُ بالجرِّ وقَصَرَهُ لضرورةِ النظمِ، (عَيْناً): تمييزُ ذاتٍ لذا الياءِ منصوبٌ بها، (أَوْ): عاطفةٌ لمحذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: أوْ ذا الياءِ لاماً، (كَأَتَى): الكافُ حرفُ جرٍّ وتمثيلٍ، أَتَى: مجرورٌ محكيٌّ بالكافِ، الجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بواجبِ الحذفِ لوُقُوعِهِ خبراً لمبتدأٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: وذلكَ كائنٌ كَأَتَى، (كذا): الكافُ حرفُ جرٍّ وتشبيهٍ، ذا اسمُ إشارةٍ في محلِّ الجرِّ بالكافِ، (المُضَاعَفُ): مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ باستقرارِ محذوفٍ خبرٍ مُقدَّمٍ تقديرُهُ: المُضَاعَفُ كائنٌ كذا، والجملةُ مُستأنفةٌ، (لازماً): حالٌ من المبتدأِ على رَأْيِ سِيبَوَيْهِ، ومنْ ضميرِ الخبرِ على رأيِ الجمهورِ، (كَحَنَّ طَلا): الكافُ حرفُ جرٍّ وتمثيلٍ، حنَّ طَلا: مجرورٌ محكيٌّ بالكافِ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بواجبِ الحذفِ لوُقُوعِهِ خبراً لمحذوفٍ تقديرُهُ: وذلكَ كائنٌ كَحَنَّ طَلا، والجملةُ مُستأنفةٌ، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.
قالَ الناظمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى ونفَعَنا بعلومِهِ آمِينَ:
وضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ ويَنْدُرُ ذا = كَسْرٍ كما لازِمٌ ذا ضَمٍّ احْتُمِلا
وأمَّا القسمُ الثاني منْ أقسامِ فَعَلَ المفتوحِ الأربعةِ، وهوَ ما قِيَاسُهُ ضَمُّ عينِ مُضارعِهِ، فقدْ ذكَرْنَا فيما مرَّ أنَّهُ أربعةُ أنواعٍ، فأشارَ هنا إلى النوعِ الأوَّلِ منها بقولِهِ: (وضُمَّ): أيُّها الصَّرْفِيُّ على القياسِ (عينَ) مضارعٍ (مُعَدَّاهُ)؛ أيْ: مُعَدَّى المُضاعَفِ منْ فَعَلَ المفتوحِ، نحوَ: جَبَّ الحَبْلَ يَجُبُّهُ إذا قَطَعَهُ، وصَبَّ الماءَ يَصُبُّهُ، وإنَّما ضُمَّ هذا المُضاعَفُ؛ لأنَّهُم لمَّا عَلِمُوا أنَّهُ معَ كثْرَتِهِ تلْحَقُهُ هاءُ المفعولِ المضمومةُ معَ ما قبْلَها، نحوُ: يشُدُّهُ ألْزَمُوا ضَمَّ عيْنِهِ، إذْ لوْ كسَرُوها لَزِمَ الثِّقَلُ بالنقلِ من الكسرِ إلى الضمِّ معَ التضعيفِ، وإنَّما كَسَرُوا عينَ المُضاعَفِ اللازمِ فَرْقاً بينَهُ وبينَ المُعَدَّى , معَ أنَّهُ لا يَلْزَمُ منْ ضَمِّهِ ثِقَلٌ ولا يَلْتَبِسُ بالمُعَدَّى؛ فلِهَذا سَهُلَ ضمُّهُ في ألسنَتِهِمْ وكَثُرَ، وقدْ شَذَّتْ منْ كلٍّ منهما أفعالٌ فَنَبَّهَ على ذلكَ بقولِهِ: (وينْدُرُ) مجيءُ المُضاعَفِ المُعَدَّى حالةَ كونِهِ (ذا كَسْرٍ)، أيْ: صاحبَ كسرٍ لِعَيْنِ مُضارعِهِ، (كما): ينْدُرُ (لازِمٌ)، أيْ: كما يَنْدُرُ مجيءُ المُضاعَفِ اللازمِ حالةَ كونِهِ (ذا ضَمٍّ احْتُمِلا) ونُقِلَ عن العربِ، أيْ: صاحبَ ضمٍّ منقولٍ عن العربِ في عينِ مُضارعِهِ، أيْ: ويقلُّ مَجِيءُ عينِ مضارعِ المُضاعَفِ المُعَدَّى حالةَ كونِهِ مكسوراً قِلَّةً كقِلَّةِ مجيءِ عينِ مضارعِ المُضاعَفِ اللازمِ حالةَ كونِهِ مضموماً ضمًّا منقولاً عن العربِ، وإنَّما جُعِلَ المُضاعَفُ لازماً مُشَبَّهاً بهِ لكَثْرَةِ ما شذَّ منهُ.
الإعرابُ:
(وضُمَّ): الواوُ استئنافيَّةٌ، ضُمَّ: فعلُ أمرٍ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ: (أنتَ)، والجملةُ الفعليَّةُ مُستأنفةٌ، (عيْنَ): مفعولٌ بهِ لـ(ضُمَّ)، وهوَ مضافٌ، (مُعَدَّاهُ): مُعَدَّى مضافٌ إليهِ، وهوَ مضافٌ، والهاءُ ضميرُ الغائبِ في محلِّ جرٍّ مضافٌ إليهِ، (وينْدُرُ): الواوُ استئنافيَّةٌ، ينْدُرُ فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على المُعَدَّى، والجملةُ مُستأنفةٌ، (ذا كسْرٍ): ذا حالٌ منْ فاعلِ ينْدُرُ منصوبٌ بالألفِ، وهوَ مضافٌ، كسرٍ: مضافٌ إليهِ، (كما لازِمٌ): الكافُ حرفُ جرٍّ وتشبيهٍ، ما مَصْدَرِيَّةٌ، لازمٌ فاعلٌ بفعلٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: كما ينْدُرُ لازمٌ، والجملةُ من الفعلِ المحذوفِ وفاعِلِهِ صلةُ ما المصدَرِيَّةِ، مَا مَعَ صِلَتِهَا في تأويلِ مصدرٍ مجرورٍ بالكافِ، تقديرُهُ: كنُدُورِ لازِمٍ، الجارُّ والمجرورُ متعلِّقٌ بواجبِ الحذفِ لوُقُوعِهِ صفةً لمصدرٍ محذوفٍ جوازاً تقديرُهُ: وينْدُرُ المُعَدَّى ذا كسرٍ نُدُوراً كَائِناً كنُدُورِ لازمٍ. وفي بعضِ النسخِ: (كما لازمٍ) بِجَرِّ لازمٍ، فَـ(ما) على هذهِ النسخةِ زائدةٌ بينَ الجارِّ والمجرورِ، (ذا ضَمٍّ): ذا حالٌ منْ (لازمٌ) منصوبٌ بالألفِ، وسَوَّغَ مَجِيءُ الحالِ من النكرةِ وَصْفُهَا بصفةٍ محذوفةٍ جوازاً تقديرُها: كَمَا ينْدُرُ لازمٌ مُضَاعَفٌ، وهوَ مضافٌ، وضَمٍّ: مضافٌ إليهِ، (احْتُمِلا): فعلٌ ماضٍ مُغَيَّرُ الصيغةِ، والألفُ حرفُ إطلاقٍ، ونائبُ فاعلِهِ ضميرٌ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُهُ: هوَ، يعودُ على ضَمٍّ، والجملةُ الفعليَّةُ في محلِّ صفةٍ لضَمٍّ تقديرُهُ: ذَا ضَمٍّ مُحْتَمَلٍ عن العربِ، أيْ، منقولٍ عنهم، واللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى أعْلَمُ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحكام, عين

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir