تفسير الخوف على خمسة وجوه
الوجه الأول: الخوف يعني القتل
وذلك قوله في سورة النّساء: {وإذا جاءهم أمرٌ مّن الأمن أو الخوف} يعني القتل والهزيمة. وكقوله في سورة البقرة: {ولنبلونّكم بشيءٍ مّن الخوف} يعني القتل.
الوجه الثاني: الخوف القتال
وذلك قوله في سورة الأحزاب {فإذا جاء الخوف} يعني القتال، {رأيتهم ينظرون إليك}. وكقوله: {فإذا ذهب الخوف} يعني إذا ذهب القتال.
الوجه الثالث: الخوف يعني العلم والمعرفة
وذلك قوله في سورة البقرة: {فمن خاف من مّوصٍ} يعني من خاف، فمن علم. وقال في سورة البقرة أيضا: {فإن خفتم ألاّ يقيما حدود الله} يقول: إن علمتم. وكقوله في سورة النّساء: {وإن امرأة خافت} يعني علمت، {من بعلها} يعني من زوجها، {نشوزًا} يعني بغضا أو إعراضا. وقال في سورة الأنعام: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربّهم} يعني يعلمون ويستيقنون. وقال: {وإن خفتم شقاق بينهما} يعني إن علمتم.
الوجه الرابع: الخوف بعينه
وذلك قوله في آل عمران: {ألاّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} يعني ألاّ خوف عليهم من العذاب. وقال في حم السّجدة: {ألاّ تخافوا} العذاب {ولا تحزنوا}. وهو قول قتادة. وقال في الأعراف: {وادعوه خوفًا} من عذابه، {وطمعًا} في رحمته. وقال في تنزيل السّجدة: {يدعون ربّهم خوفًا} من عذابه {وطمعًا} في رحمته.
الوجه الخامس: الخوف يعني النقص
وذلك قوله في سورة النّحل: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} يعني تنقّص. وهو قول الكلبي.