- باب قوله تعالى: {يظنون بِالله غير الحق ظن الجاهلِية يقولون هل لنا من الأَمر من شيء}
المسائل العلمية:
1- مناسبته لكتاب التوحيد
2- معنى الظن.
3- حكم الظان.
4- عواقب الظن.
التلخيص:
1- مناسبته لكتاب التوحيد:
بسوء الظن بالله يقلل من صفات الله لأن الله موصوف بالكمال في أسمائه وصفاته وأفعاله فواجب على الموحد بالله توحيدًا كاملاً أن يثبت كمال الله في صفاه وأسمائه وأفعاله وسوء الظن ينافي ذلك.
فيجب على الموحد أنْ يُعتقد في الله ما يجب لجلاله جل وعلا من:
- تمام الحكمة.
- وكمال العدل.
- وكمال الرحمة جل وعلا.
- وكمال أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.
فالذي يظن به جل وعلا أنه يفعل الأشياء لا عن حكمة؛ فإنه قد ظن به ظن النقص، وهو ظن السوء الذي ظنه أهلُ الجاهلية؛ فإذاً يكون الظن بالله غير الحق مُنافٍ للتوحيد.
وقد يكون منافياً لكمال التوحيد.
2- معنى الظن:
الظن لغة: الاعتقاد.
ظن الجاهلية: كل من ظن بالله غير الحق؛ فقد ظن ظن الجاهلية، بمعنى: ظن بالله جل وعلا غير الكمال، فهذا هو ظن الجاهلية.
{يقولون هل لنا منَ الأمرِ منْ شيء}. وهذا فيه إنكار للحكمة أو إنكار للقدر، {قل إنَّ الأمر كله لله} وهذا في الرد على هؤلاء المنافقين أو المشركين.
{الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء}.
وظن السوء فسره ابن القيم بأنه يشمل ثلاثة أشياء:
أما الأول: فهو إنكار القدر.
وأما الثاني: فهو إنكار الحكمة.
وأما الثالث: فهو إنكار نصر الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم، أو لدينه، أو لعباده الصالحين، فهذه ثلاثة أشياء.
3- حكم الظان:
* أن يكون ظنه منافيًا لتوحيده تمامًا: وهذا منكر القدر ومنكر حكمة الله ومنكر أن الله ينصر عباده الصالحين ورسله.
* أن يكون ظنه منافيًا لكمال التوحيد: وهو من لا يقوم بما أمر الله به شرعًا فيما يختص بنصرة الدين فهذا سوء ظن بالله.
4- عواقب الظن: قد يكون سوء الظن قليلاً في القلب لا ينافي التوحيد ولكنه مع الوقت قد يؤدي إلى سوء الظن المنافي؛ لذا يجب الحذر من سوء الظن بالله.
وعلى الموحد أن يخلص القلب من كال شائبة تؤدي إلى سوء ظنه بالله ومن ذلك الحسد الذي فيه اعتراض على توزيع الله لأرزاق الله وحكمته في ذلك مما قد ينفي توحيد العبد لله مع الوقت فيخسر دنياه وآخرته.