س1: دلّل على فضل طلب العلم من الكتاب والسنة
الجواب:
جاءت الشريعة الإسلامية بالأدلة المستفيضة المتواترة الدالة على عظيم فضل العلم و أهله ، وفضل طلبه ، ومن تلك الأدلة :
- قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }
الفضل : أن الله أسند الرفع إلى نفسه الكريمة، وتكفل ووعد به، والله لايخلف الميعاد. فمن طلب العلم بنية خالصة صادقة حصل له من الرفع بمقدار ما آتاه الله من العلم النافع .
- وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}
الفضل : أثنى الله في الآية الكريمة على أولي العلم ، أنهم هم أهل الخشية الحقة ، والخوف الكامل منه سبحانه تعالى . وكلما كان العبد أعرف بالله ، وأعلم بدينه ،كلما زادت خشيته له. لذلك كان أكمل الناس خشية لله تعالى هم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وذلك لأنهم أعلم الخلق بالحق وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( ألا إني أعلمكم بالله وأخشاكم له).
- وقال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
الفضل : في الآية تفضيل من الله سبحانه- إذ أن عدم المماثلة والمساواة تقتضي التفضيل- للذين يعلمون دينه ويعملون على مقتضى علمهم ، على الذين لايعلمون دينه الشرعي ، فهم إن عملوا عملوا على غير هدى ونور .
- وقال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا }
الفضل: أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم سؤال الزيادة من العلم ،فدل ذلك على رفيع قدره وعظم شأنه ، إذ لم يطلب منه المولى عز وجل الاستزادة من شيء سواه .
- وفي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)).
الفضل: بيان أن من علامة إرادة الله بعبده الخير، أن يعلمه ويفهمه الدين .و أتت خير نكرة لتدل على العموم والشمول لكل خير.
والدين :هنا المراد به جميع أبوابه: فهو يشمل الاعتقاد، والأحكام، والأخلاق، والآداب، والتزكية، والجزاء، وغيرها؛ فكل ذلك من الفقه في الدين.
- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْه أن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ومَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ))[رواه مسلمِ]
والفضل المذكور هنا : أن من سلك طريقا حسيا يمشى بالأقدام، أو معنويا لينال به علما يقربه إلى مولاه ،سهل الله له طريقا معنويا في الدنيا إلى الجنة ، وذلك بأن ييسير الله له علوما ينتفع بها، تكون سببا في هدايته وهداية قلبه . وسهل له طريقا حسيا يوصله إلى الجنة يوم القيامة.
وغيرها الكثير من الأدلة الدالة على شرف العلم وأهله ، وعظيم الأجور المترتبة على طلبه.
س2: ما هي أنواع العلوم الشرعية
الجواب:
تنقسم العلوم الشرعية النافعة إلى قسمين:
- علم ظاهر
-وعلم باطن
فالعلم الظاهر: ينقسم هو بدوره إلى ثلاثة أقسام -كما قال ابن القيم رحمه الله- :
القسم الأول:علم العقيدة؛ ومداره على معرفة الأسماء والصفات، وما يُعتقد في أبواب الإيمان
القسم الثاني : علم الفقه ؛و هو معرفة الأمر والنهي، والحلال والحرام.
القسم الثالث: علم الجزاء؛ جزاء المرء على أفعاله في الدنيا والآخرة.
والعلم الباطن : وهو يقصد به مايقوم في قلب طالب العلم من خشية الله، ومحبته وتعظيم أمره والإنابة إليه، وصدق اللجوء إليه ،واليقين فيما عنده.
س3: ما هي المؤلفات في فضل طلب العلم؟
الجواب:
صنف العلماء في فضل طلب العلم مصنفات عديدة عظيمة النفع :
- فأفرد له بعضهم أبوابا في بعض كتبهم تدل على فضله وفضل أهله ، منهم الإمام البخاري فقد أفرد له كتابا سماه كتاب العلم وضمنه بابا في فضل العلم ، وكذلك فعل الإمام مسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والدارمي، وغيرهم كثير.
- ومن العلماء من أفرد فضل طلب العلم بالتصنيف ومنهم :
-أبو نعيم الأصبهاني.
2- أبو العباس المُرهبي واسمه أحمد بن علي من شيوخ أبي نعيم.
3 - ابن عبد البر.
4- وصنف ابن القيم في فضل العلم كتابات كثيرة ومن أجلها كتابه: "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة" .
5- صنف ابن رجب -رحمه الله- كتاب: "فضل علم السلف على علم الخلف".