ومن سورة التغابن
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله جل وعز: {ما أصاب من مّصيبةٍ إلاّ بإذن اللّه...}.
يريد: إلا بأمر الله، {ومن يؤمن باللّه يهد قلبه} عند المصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، ويقال: يهد قلبه إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ظلم غفر، فذلك قوله يهد قلبه.
وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّاً لّكم فاحذروهم...}.
نزلت لما أمر الناس بالهجرة من مكة إلى المدينة، فكان الرجل إذا أراد أن يهاجر تعلقت به امرأته وولده، فقالوا: أين تضعنا، ولمن تتركنا؟ فيرحمهم، ويقيم متخلفاً عن الهجرة، فذلك قوله: {فاحذروهم} أي: لا تطيعوهم في التخلف.
وقوله: {وإن تعفوا وتصفحوا...}.
نزلت في أولاد الذين هاجروا، ولم يطيعوا عيالاتهم لأنهم قالوا لهم عند فراقهم للهجرة: لئن لم تتبعونا لا ننفق عليكم، فلحقوهم بعد بالمدينة، فلم ينفقوا عليهم، حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه فنزل: وإن تعفوا وتصفحوا، وتنفقوا عليهم، فرخص لهم في الإنفاق عليهم.
وقوله: {ومن يوق شحّ نفسه...}.
يقال: من أدّى الزكاة فقد وقي شح نفسه، وبعض القراء قد قرأ "ومن يوق شحّ نفسه"، بكسر الشين، ورفعها الأغلب في القراءة.
[معاني القرآن: 3/161]