دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > بيان المُستشكل > فوائد في مشكل القرآن للعز بن عبد السلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 ربيع الثاني 1432هـ/12-03-2011م, 12:33 AM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي سورة الأنعام

سورة الأنعام

قوله عز وجل: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر} (6: 74) فـ«آزر» بدل، والبدل لا يكون إلا للبيان، والأب لا
[فوائد في مشكل القرآن: 116]
يلتبس بغيره. فكيف يحسن البدل؟
والجواب: أن الأب يطلق على الجد، بدليل قوله: {ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب} فقال: آزر ليرفع احتمال المجاز.
قوله عز وجل: {وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (6: 75).
فيه سؤالان: أحدهما: ما فائدة التشبيه، إذ العلم بالملكوت لا يمكن التفاضل فيه، والتشبيه يؤتي به إما لعلو مرتبة المشبه أو انخفاضها.
الثاني: هل الواو في قوله: {وليكون من الموقنين} زائدة، لأن الكلام مستقل بدونها. ولو قال: نريه ليكون من الموقنين، لصح الكلام، أو ليست بزائدة؟
والجواب عن الأول: أن الإشارة بـ«كذلك» للرؤية في قوله، حكاية عن إبراهيم: {إني أراك وقومك في ضلال مبين}. والمعنى كما أرينا إبراهيم ضلال أبيه وقومه، نريه ملكوت السموات والأرض.
[فوائد في مشكل القرآن: 117]
وفائدة التشبيه، أن العلم على قسمين جملي وتفصيلي. والتفصيلي أقرب إلى المعلوم الواحد كالضلال هاهنا. والجملي: أقرب إلى المعلومات الكثيرة، نحو: ملكوت السموات والأرض، لأن الملكوت مصدر مرادف للملك. والمراد: إما التصرف، أو محله أو المجموع. وأيا ما كان فالمعلومات كثيرة، فهي قريبة من الإجمال. فأخبر الله عز وجل، أنه يعرفه بهذا العظيم تعريفًا تفصيليًا، فكانت الفائدة بيان كمال الإيمان.
والجواب عن الثاني: أن الواو ليست بزائدة، بل هي للاستئناف، والمعلوم محذوف، يدل عليه هذا المعمول المذكور. تقديره: «وليكون من الموقنين أريناه». فقامت الواو مقام جملة أخرى، فكان أبلغ لأجل ما حصل من التوكيد بتكرار الجملة. وأبو علي: يقدر: «أريناه» بعد الواو وقبل لام التعليل، لأن الأصل في العامل التقديم.
والفراء يقدره مؤخرًا ويذكره عن العرب. ولأن
[فوائد في مشكل القرآن: 118]
تقديم العلة يكون أسرع لقبول الحكم عند ذكره.
وهاهنا إشكال، وهو أن إبراهيم عليه السلام كان من الموقنين قبل ذلك، فيلزم تحصيل الحاصل.
والجواب: أن الذي ثبت له قبل الإراءة، اعتقاد وتصميم وبعدها علم ويقين، فلا يلزم تحصيل الحاصل. ومفعول الموقنين محذوف، ولا يجوز أن يكون تقديره: من الموقنين بوحدانيتنا، لأن الملكوت لا يدل على الوحدانية، بل على الصانع، فيقدر: بوجودنا.
قوه عز وجل: ...{قال لا أحب الآفلين} (6: 76).
مشكل غاية الإشكال، لأن الدال على عدم إلهية الكوكب إن كان التغيير، فقد وجد قبل الأفول، فلا معنى لاختصاصه به، وإن كان الغيبة عن البصر فيلزم في حق الله سبحانه، وإن كان كونه انتقل من كمال – وهو العلو – إلى نقصان، فقد كان ناقصًا عند الإشراق، وأيضًا فذلك معلوم له قبل الأفول أنه يأفل. وأنه في المشرق مساو لحالته في المغرب.
قوله عز وجل: {لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين} (6: 77).
ما الفائدة في جواب «لئن» هاهنا مع أنه من المعلوم
[فوائد في مشكل القرآن: 119]
أن من لم يهد الله كان ضالا، فهذا إخبار بالمعلوم.
والجواب: أن هذا يدل على انحصار الخير بيد الله. بيان ذلك: أنه يقول: «لئن لم يهدني ربي لا أجد غيره يهديني، فأضل. أما لو كان غيره يهدي لما لزم الضلال، على تقدير عدم هداية الله لجواز هداية الغير. فأخبر إبراهيم عليه السلام: أنه إن لم يهده الله فإنه يضل، ولا يهديه غيره».
قوله عز وجل: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا} (6: 93).
معناه: لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبًا، لأن الاستفهام في هذه الصور بمعنى النفي، وهذا مشكل. فإن قلنا: أظلم ممن افترى كذبا هو المشرك، ولا يقال المشرك مفتر، لأنه يقول: لله شريك، وهذا كذب على الله تعالى، لأنا نقول: الشرك معنى في القلب، والكذب من عوارض الألفاظ. وقد يشرك ولا يتلفظ، فلا يكون كاذبا مع أنه مشرك.
وكذلك قول الله عز وجل: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله}. ومعلوم أن المشرك أظلم، فيبقى ذكر الأظلمية لا فائدة له.
[فوائد في مشكل القرآن: 120]
والجواب: أنا نعتبر المفاسد في طبقات الظلم. ونقول: إذا قال في المشرك: «ومن أظلم منه»، بقينا اللفظ على عمومه، إذ مفسدة الشرك أعظم من كل مفسدة. وإذا قال في الكاذب قلنا: هذا النص مخصوص بكل من صدر عنه مفسدة أعظم من مفسدة الكذب، وأريد منه كل من صدرت عنه مفسدة دونها. فكلما عظمت المفسدة، قل التخصيص، وكلما قلت كثر. ثم على هذا النحو فاسلك.
فائدة: الظلم له أربعة محامل: وضع الشيء في غير محله، وهو المشهور في الاستعمال. نحو قوله عز وجل: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا}. والتنقيص، كقوله عز وجل: {ولم تظلم منه شيئا} أي ولم تنقص. والأرض التي لم ينزل عليها المطر، كقول الشاعر: بالمظلومة الجلد، والمنع.
قوله عز وجل: {إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي} (6: 95).
[فوائد في مشكل القرآن: 121]
لم قيل في الأول بالفعل، وفي الثاني باسم الفاعل؟
والجواب: أن «يخرج» تفسير لـ«فالق» و«مخرج» معطوف على «فالق». ولا يجوز أن يعطف الفعل على الاسم، فجيء باسم الفاعل بخلاف الأول، فإنه ليس معطوفًا.
قوله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}... (6: 160).
كيف يجمع بينه وبين قوله عليه السلام: من همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة؟ والجواب: تكون الآية مخصوصة بعزائم الأعمال. فإن عملها كتبت له عشر حسنات لا إحدى عشرة لأنا نأخذها بقيد كونها مهمومًا بها. وكذلك إذا عمل السيئة، فإنه قال: كتبت له سيئة. أي: تكتب على السيئة المهموم بها سيئة، ولا تكتب عليه واحدة للهم وواحدة للعمل.
[فوائد في مشكل القرآن: 122]


التوقيع :
فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة
توفني مسلما وألحقني بالصالحين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأنعام, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir