دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > متون التفسير وعلوم القرآن الكريم > التفسير وأصوله > تفسير جزء تبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ذو القعدة 1429هـ/4-11-2008م, 02:32 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي سورة القيامة (الآيات: 20-25)

كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 07:43 PM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي تيسير الكريم الرحمن للشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي

(20 -25) {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ *}؛ أي: هذا الذي أَوْجَبَ لكم الغفلةَ والإعراضَ عن وَعْظِ اللَّهِ وتذكيرِه أَنَّكُمْ {تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} وتَسْعَوْنَ فيما يُحَصِّلُها، وفي لَذَّاتِها وشَهَوَاتِها، وتُؤْثِرُونَها على الآخِرَةِ فتَذرونَ العمَلَ لها؛ لأنَّ الدنيا نَعِيمُها ولَذَّاتُها عَاجلةٌ، والإنسانُ مُولَعٌ بحُبِّ العاجِلِ، والآخِرةَ متَأَخِّرٌ ما فيها مِن النعيمِ الْمُقيمِ.
فلذلك غَفَلْتُمْ عنها وتَرَكْتُمُوها كأنَّكم لم تُخْلَقُوا لها، وكأنَّ هذه الدارَ هي دارُ القَرارِ، التي تُبْذَلُ فيها نَفائِسُ الأعمارِ، ويُسْعَى لها آناءَ الليلِ والنهارِ.
وبهذا انْقَلَبَتْ عليكم الحقيقةُ، وحَصَلَ مِن الْخَسارِ ما حَصَلَ، فلو آثَرْتُمُ الآخرةَ على الدنيا، ونَظَرْتُمْ للعَواقِبِ نَظَرَ البَصيرِ العاقلِ لأَنْجَحْتُم ورَبِحْتُم رِبْحاً لا خَسارةَ معَه، وفُزْتُمْ فَوْزاً لا شَقاءَ يَصْحَبُه.
ثُمَّ ذَكَرَ ما يَدْعُو إلى إيثارِ الآخِرَةِ ببيانِ حالِ أهْلِها وتَفَاوُتِهم فيها، فقالَ في جزاءِ الْمُؤْثِرِينَ للآخِرَةِ على الدنيا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}؛ أي: حَسَنَةٌ بَهِيَّةٌ، لها رَوْنَقٌ ونُورٌ، مِمَّا هم فيه مِن نَعيمِ القلوبِ وبَهجةِ النفوسِ ولَذَّةِ الأرواحِ.
{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}؛ أي: تَنْظُرُ إلى ربِّها على حَسَبِ مَراتِبِهم: منهم مَن يَنْظُرُه كلَّ يومٍ بُكرةً وعَشِيًّا، ومِنهم مَن يَنْظُرُه كلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً واحدةً، فيَتَمَتَّعُونَ بالنظَرِ إلى وَجْهِهِ الكريمِ، وجَمالِه الباهرِ الذي ليسَ كمِثْلِه شيءٌ.
فإذا رَأَوْهُ نَسُوا ما هم فيه مِن النعيمِ، وحَصَلَ لهم مِن اللَّذَّةِ والسرورِ ما لا يُمْكِنُ التعبيرُ عنه، ونُضِّرَتْ وُجوهُهم وازْدَادُوا جَمالاً إلى جَمالِهم، فنَسْأَلُ اللَّهَ الكريمَ أنْ يَجْعَلَنا معَهم.
وقالَ في الْمُؤْثِرِينَ العاجلةَ على الآجِلَةِ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ}؛ أي: مُعَبَّسَةٌ ومُكَدَّرَةٌ خاشعةٌ ذَليلةٌ.
{تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}؛ أي: عُقوبةٌ شَديدةٌ، وعَذابٌ أليمٌ، فلذلك تَغَيَّرَتْ وُجوهُهُم وعَبَسَتْ.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 ذو القعدة 1429هـ/9-11-2008م, 09:11 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي زبدة التفسير للدكتور: محمد بن سليمان الأشقر

20-{كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} كلاَّ للردْعِ عن العَجَلَةِ، والترغيبِ في الأَنَاةِ.
21-{وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} فلا تَعملونَ لها.
22-{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} أيْ: ناعمةٌ غَضَّةٌ حَسَنَةٌ.
23-{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أيْ: إلى خالِقِها ومَالِكِ أمْرِها، {نَاظِرَةٌ}، أيْ: تَنظُرُ إليه. هكذا تَواتَرَتِ الأحاديثُ الصحيحةُ مِن أنَّ العِبادَ يَنظرونَإلى ربِّهم يومَ القِيامةِ كما يَنظرونَ إلى القمَرِ ليلةَ البَدْرِ.
24-{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} أيْ: كالِحَةٌ عابسةٌ كَئيبةٌ.
25-{تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} الفاقِرَةُ الداهيةُ العظيمةُ، كأنها كَسَرَتْ فَقارَ الظَّهْرِ.


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 ذو القعدة 1429هـ/9-11-2008م, 09:12 AM
حفيدة بني عامر حفيدة بني عامر غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: بلاد الحرمين .
المشاركات: 2,423
افتراضي تفسير القرآن للإمام أبي المظفر السمعاني

قولُه تعالى: {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ} هي خِطابٌ للكفارِ؛ لأنهم كانوا يَعمَلُون للدنيا ولا يَعمَلُون للآخِرةِ، فهذا هو معنى الآيةِ.
وقولُه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قولُه: {نَاضِرَةٌ} بالضادِ أيْ: مَسرورةٌ طَلْقَةٌ هَشَّةٌ بَشَّةٌ، والنَّضْرَةُ: هي النعمةُ والبهجةُ في اللغةِ.
وقولُه: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} هو النظَرُ إلى اللهِ تعالى بالأَعْيُنِ، وهو ثابتٌ للمؤمنينَ في الجنَّةِ بوَعْدِ اللهِ تعالى وبِخَبَرِ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
قالَ رَضِيَ اللهُ عنه: أخْبَرَنا أبو الحسَنِ بنُ النَّقُّورِ، أخْبَرَنا أبو القاسمِ بنُ حُبابةَ، أخْبَرَنا البَغَوِيُّ، أخْبَرَنا هُدبةُ بنُ خالدٍ، عن حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ، عن ثابتٍ البُنَانِيِّ عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي لَيْلَى، عن صُهيبٍ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يَقُولُ اللهُ تعالى: تُرِيدُونَ شَيْئاً أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى اللهِ تَعَالَى)).
قالَ رَضِيَ اللهُ عنه: أخْبَرنا أبو عليٍّ الشافعيُّ بمكةَ، أخْبَرَنا أبو الحسنِ بنُ فِراسٍ بإسنادِه عن إسرائيلَ، عن ثُوَيْرِ بنِ أبي فاخِتَةَ عن ابنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ((إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَ سَنَةٍ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ، وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لمَنْ يَنْظُرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ)) وفي رِوايةِ: ((غُدْوَةً وَعَشِيًّا)). ثم قَرأَ قولَه تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}.
والذي ذَكَرْناه مِن النظَرِ إلى اللهِ هو قَولُ عامَّةِ الْمُفَسِّرينَ، وهو مَرْوِيٌّ عن الحسَنِ البصريِّ أيضاً أنه حَمَلَ الآيةَ على هذا، وذكَرَه سائرُ الرواةِ، وحكَى بعضُهم عن مُجاهِدٍ: إلى ثوابِ ربِّها ناظرةٌ. وليس يَصِحُّ؛ لأنَّ العرَبَ لا تُطْلِقُ هذا اللفْظَ في مِثلِ هذا الْمَوْضِعِ إلا والمرادُ منه النظَرُ بالعينِ، ولعَلَّ القولَ الْمَحْكِيَّ عن مُجاهِدٍ لا يَثْبُتُ؛ لأنه لم يُورِدْه مَن يُوثَقُ برِوايتِه.
وحَمَلَ بعضُهم قولَه: {نَاظِرَةٌ} أيْ: مُنْتَظِرَةٌ، وهذا أيضاً تَأويلٌ باطِلٌ؛ لأنَّ العرَبَ لا تَصِلُ قولَه: {نَاظِرَةٌ} بكلمةِ (إلى) إلا بمعنى النظَرِ بالعينِ، قالَ الشاعرُ:
نَظَرْتُ إليها بِالْمُحَصَّبِ مِن مِنًى ولي نَظَرٌ لولا التَّحَرُّجُ عارِمُ
فأمَّا إذا أَرادَ الانتظارَ فإنهم لا يَصِلُونَها بـ (إِلَى)، قالَ الشاعِرُ:
فإنَّكُما إنْ تَنْظُرَانِيَ ساعَةً مِن الدهْرِ تَنْفَعْني لَدَى أُمِّ جُنْدُبِ
أيْ: تَنْتَظِرَانِي، وعلى المعنى لا يَصِحُّ أيضاً هذا التأويلُ؛ لأنَّ الطلاقَةَ والْهَشاشَةَ والسرورَ إنما يكونُ بالوُصولِ إلى المطلوبِ، فأمَّا مع الانتظارِ فلا، فإنَّ في الانتظارِ تَنَغُّصاً ومَشَقَّةً.
وقولُه: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} أيْ: كالِحَةٌ عَابِسَةٌ.
وقولُه: {تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بَهَا فَاقِرَةٌ} أيْ: تَتيَقَّنُ أنَّ الذي يُفعَلُ بها فاقرةٌ، والفاقِرَةُ هو الأَمْرُ الشديدُ الذي يَنكسِرُ معه فِقارُ الظهْرِ، وقيلَ: {فَاقِرَةٌ}: واهيةٌ، أو أمْرٌ عَظيمٌ.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 جمادى الآخرة 1435هـ/10-04-2014م, 12:42 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلّا بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة (21) وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى ربّها ناظرةٌ (23) ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ (25) }
وقوله: {كلا بل تحبّون العاجلة وتذرون الآخرة} أي: إنّما يحملهم على التّكذيب بيوم القيامة ومخالفة ما أنزله اللّه عزّ وجلّ على رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم من الوحي الحقّ والقرآن العظيم: إنّهم إنّما همّتهم إلى الدّار الدّنيا العاجلة، وهم لاهون متشاغلون عن الآخرة.
ثمّ قال تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} من النّضارة، أي حسنةٌ بهيّة مشرقةٌ مسرورةٌ، {إلى ربّها ناظرةٌ} أي: تراه عيانًا، كما رواه البخاريّ، رحمه اللّه، في صحيحه: "إنّكم سترون ربّكم عيانا". وقد ثبتت رؤية المؤمنين للّه عزّ وجلّ في الدّار الآخرة في الأحاديث الصّحاح، من طرقٍ متواترةٍ عند أئمّة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها؛ لحديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك". وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا" وفي الصّحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "جنّتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من فضّة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى اللّه إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدنٍ". وفي أفراد مسلمٍ، عن صهيبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة" قال: "يقول اللّه تعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجنا من النّار؟ " قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحبّ إليهم من النّظر إلى ربّهم، وهي الزّيادة". ثمّ تلا هذه الآية: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} [يونس: 26].
وفي أفراد مسلمٍ، عن جابرٍ في حديثه: "إنّ اللّه يتجلّى للمؤمنين يضحك" -يعني في عرصات القيامة-ففي هذه الأحاديث أنّ المؤمنين ينظرون إلى ربّهم عزّ وجلّ في العرصات، وفي روضات الجنّات.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الملك بن أبجر، حدّثنا ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لينظر في ملكه ألفي سنةٍ، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه. وإنّ أفضلهم منزلةً لينظر إلى وجه اللّه كلّ يومٍ مرّتين".
ورواه التّرمذيّ عن عبد بن حميدٍ، عن شبابة، عن إسرائيل، عن ثوير قال: "سمعت ابن عمر..". فذكره، قال: "ورواه عبد الملك بن أبجر، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قوله". وكذلك رواه الثّوريّ، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، لم يرفعه ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصّحاح والحسان والمسانيد والسّنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرّقًا في مواضع من هذا التّفسير، وباللّه التّوفيق. وهذا بحمد اللّه مجمعٌ عليه بين الصّحابة والتّابعين وسلف هذه الأمّة، كما هو متّفقٌ عليه بين أئمّة الإسلام. وهداة الأنام.
ومن تأوّل ذلك بأنّ المراد بـ {إلى} مفرد الآلاء، وهي النّعم، كما قال الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {إلى ربّها ناظرةٌ} فقال تنتظر الثّواب من ربّها. رواه ابن جريرٍ من غير وجهٍ عن مجاهدٍ. وكذا قال أبو صالحٍ أيضًا -فقد أبعد هذا القائل النّجعة، وأبطل فيما ذهب إليه. وأين هو من قوله تعالى: {كلا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؟ [المطفّفين: 15]، قال الشّافعيّ، رحمه اللّه: ما حجب الفجّار إلّا وقد علم أنّ الأبرار يرونه عزّ وجلّ. ثمّ قد تواترت الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما دلّ عليه سياق الآية الكريمة، وهي قوله: {إلى ربّها ناظرةٌ} قال ابن جرير: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، حدّثنا آدم، حدّثنا المبارك عن الحسن: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} قال: حسنةٌ، {إلى ربّها ناظرةٌ} قال تنظر إلى الخالق، وحقّ لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق.
وقوله: {وجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ} هذه وجوه الفجّار تكون يوم القيامة باسرةٌ. قال قتادة: كالحةٌ. وقال السّدّيّ: تغيّر ألوانها. وقال ابن زيدٍ {باسرةٌ} أي: عابسةٌ.
{تظنّ} أي: تستيقن، {أن يفعل بها فاقرةٌ} قال مجاهدٌ: داهيةٌ. وقال قتادة: شرٌّ. وقال السّدّيّ: تستيقن أنّها هالكةٌ. وقال ابن زيدٍ: تظنّ أن ستدخل النّار.
وهذا المقام كقوله: {يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوهٌ} [آل عمران: 106] وكقوله {وجوهٌ يومئذٍ مسفرةٌ ضاحكةٌ مستبشرةٌ ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ ترهقها قترةٌ أولئك هم الكفرة الفجرة} [عبس: 38 -42] وكقوله {وجوهٌ يومئذٍ خاشعةٌ عاملةٌ ناصبةٌ تصلى نارًا حاميةً} إلى قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناعمةٌ لسعيها راضيةٌ في جنّةٍ عاليةٍ} [الغاشية: 2 -10] في أشباه ذلك من الآيات والسّياقات). [تفسير القرآن العظيم: 8/279-281]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القيامة, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir