دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء > المكتفى في الوقف والابتداء لأبي عمرو الداني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 شوال 1432هـ/17-09-2011م, 07:26 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي باب ذكر تفسير الوقف القبيح


باب
ذكر تفسير الوقف القبيح

واعلم أن الوقف القبيح هو الذي لا يعرف المراد منه، وذلك نحو الوقف على قوله: (بسم) و(مالك) و(رب) و(رسل) وما أشبهه والابتداء بقوله: (الله) و(يوم الدين) و(العالمين) و(السماوات) و(الله) لأنه إذا وقف على ذلك لم يعلم إلى أي شيء أضيف. وهذا يسمى وقف الضرورة، لتمكن انقطاع النفس عنده. والجلة من القراء وأهل الأداء ينهون عن الوقف على هذا الضرب، وينكرونه، ويستحبون لمن انقطع نفسه عليه أن يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده، فإن لم يفعل ذلك فلا حرج عليه.
حدثنا الخاقاني خلف بن إبراهيم قال: أخبرنا أحمد بن أسامة قال: حدثنا أبي
[المكتفى: 148]
قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا علي بن كيسة قال: لا يحسن الوقف على مضاف إلا بتمام الحرف.
وأقبح من هذا النوع الوقف على قوله: {لقد سمع الله قول الذين قالوا} و{لقد كفر الذين قالوا} و{قالت اليهود} و{قالت النصارى} و{فاعبدون * وقالوا} و{من إفكهم ليقولون} و{من يقل منهم} {وهم مهتدون * ومالي}، و{من الخاسرين * فبعث}، و{إلا أن قالوا أبعث} والابتداء بعد ذلك بقوله: {إن الله فقير} و{إن الله هو المسيح ابن مريم} و{إن الله ثالث ثلاثة} و{يد الله مغلولة} و{عزير ابن الله} و{المسيح ابن الله} و{اتخذ الرحمن ولدا} و{ولد الله} {وإني إله من دونه} و{لا أعبد الذي
[المكتفى: 149]
فطرني} و{الله غرابًا} و{الله بشرًا رسولا} لأن المعنى يستحيل بفصل ذلك مما قبله، ومثله في القبح الوقف على قوله: {فبهت الذي كفر والله} و{للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله} و{إن الله لا يستحيي} و{إن الله لا يهدي} و{إن الله لا يحب} و{لا يبعث الله} وشبهه، لأن المعنى يفسد بفصل ذلك مما بعده من قوله: {لا يهدي القوم الظالمين} و{المثل الأعلى} و{أن يضرب مثلاً} و{من هو مسرف} و{من كان مختالاً فخورًا} و{من يموت}. فمن انقطع نفسه على ذلك وجب عليه أن يرجع إلى ما قبله، ويصل الكلام بعضه ببعض. فإن لم يفعل أثم وكان ذلك من الخطأ العظيم، الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك من دين الإسلام، لإفراده من القرآن ما هو متعلق بما قبله، أو بما بعده، وكون إفراد ذلك افتراء على الله عز وجل، وجهلاً به.
ومن هذا
[المكتفى: 150]
الضرب الوقف على الكلام المنفصل الخارج عن حكم ما وصل به كقوله: {وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه} إن وقف على ذلك، لأن (النصف) كله إنما يجب للابنة دون الأبوين، و(الأبوان) مستأنفان بما يجب لهما مع الولد ذكرًا كان أو أنثى، واحدًا كان أو جمعًا. وكذلك قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى} إن وقف على ذلك لأن (الموتى) لا يسمعون ولا يستجيبون وإنما أخبر الله تعالى عنهم أنهم يبعثون، فهم مستأنفون بحالهم. وكذلك قوله: {لكل امرئٍ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم} إن وقف على ذلك، لأن من كنى عنهم أولاً مؤمنون، و(متولي الكبر) منافق، وهو عبد الله بن أبي بن سلول، فهو مستأنف بما يلحقه خاصة في الآخرة من عظيم العذاب. وكذلك قوله: {إني أخاف أن يقتلون * وأخي هارون} إن وقف على ذلك، لأن (موسى) عليه السلام، إنما خاف القتل على نفسه دون أخيه، وأخوه مستأنف بحاله وصفته. وكذلك ما كان مثله وفي معناه.
ومن هذا النوع من القبح أيضًا الوقف على الأسماء التي تبين نعوتها حقائقها، نحو قوله: {فويلٌ للمصلين} وشبهه، لأن (المصلين) اسم ممدوح محمود لا يليق به (ويل). وإنما خرج من
[المكتفى: 151]
جملة الممدوحين بنعته المتصل به وهو قوله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}.
وأقبح من هذا وأبشع الوقف على المنفي الذي يأتي بعده حرف الإيجاب نحو قوله: {لا إله إلا الله} و{ما من إله إلا الله} و{لا إله إلا أنا} وشبهه. ولو وقف واقف قبل حرف الإيجاب من غير عارض لكان ذنبًا عظيمًا، لأن المنفي في ذلك كل ما عبد غير الله عز وجل، ومثله: {وما أرسلناك إلا مبشرًا ونذيرا} و{ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} إن وقف على ما قبل حرف الإيجاب في ذلك آل إلى نفي إرسال محمد صلى الله عليه وسلم وخلق الجن والإنس. وكذلك: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} و{قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} وما كان مثله، وذلك من عظيم القول.
ومن الوقف القبيح أيضًا، الذي ورد التوقيف بالنهي عنه، الوقف على قوله: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا} و{الذي كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم * والذين آمنوا وعملوا الصالحات} و{الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات}. و{للذين استجابوا لربهم الحسنى
[المكتفى: 152]
والذين لم يستجيبوا له} و{إنهم أصحاب النار * الذين يحملون العرش ومن حوله} و{من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل} و{فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن يعودوا} و{فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني} و{لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم} وشبه ذلك مما هو خارج عن حكم الأول من جهة المعنى، لأنه متى قطع عليه دون ما يبين حقيقته ويوضح مراده لم يكن شيء أقبح منه لاستواء حال من آمن ومن كفر، ومن اهتدى ومن ضل، وفي ذلك بطلان الشريعة والخروج من الملة فيلزم من انقطع نفسه عند ذلك أن يرجع حتى يصل الكلام بعضه ببعض أو يقطع على آخر القصتين، أو على آخر القصة الثانية إن شاء. ومتى لم يفعل ذلك فقد أثم واعتدى، وجهل وافترى.
حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: كان حمزة وغيره يستسمجون الوقف على هذا، يعني ما تقدم ذكره من القبيح لأن القارئ يقدر على تفقده وتجنبه.
[المكتفى: 153]
قال الحافظ أبو عمرو: فهذه أقسام الوقف قد فسرتها ولخصتها بأصولها وفروعها فاعلمه، وبالله التوفيق). [المكتفى: 154]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ذكر, باب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir