دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الآخرة 1436هـ/23-03-2015م, 10:56 PM
عذاري البعيجان عذاري البعيجان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 140
افتراضي سيرة المفسر حسنين مخلوف

ترجمة المفسر:حسنين محمد مخلوف

اسمه ونسبه
هو الشيخ حسنين ابن الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي المالكي مفتي مصر فقيه محدث أصولي صوفي . *تتمة الأعلام للزركلي، ج1 ص (140، 141)مادة البحث مخلوف.
مولده ونشأته
ولد في حي باب الفتوح بالقاهرة في 16 رمضان 1308 هـ -6 مايو 1890م.
*تتمة الأعلام للزركلي، ج1 ص (140، 141)
شيوخه
تلقى دروسه في مختلف العلوم على كبار الشيوخ والده الشيخ «محمد حسنين مخلوف العدوي» والشيخ «محمد الطوخي» والشيخ «يوسف الدجوي» والشيخ «محمد بخيت المطيعي» والشيخ «عبد الله دراز» وغيرهم كما جوَّد قراءته على شيخ القراء «محمد علي خلف الحسيني».
أقوال العلماء فيه
كان الشيخ محل تقدير واحترام لسعة علمه وشدته في الحق، وكانت الأوساط العلمية والرسمية تنظر إليه بعين التقدير لجلائل أعماله في الدعوة والقضاء والإفتاء، فمُنح كسوة التشريفة العلمية مرتين: الأولى حين كان رئيسًا لمحكمة طنطا، والأخرى وهو في منصب الإفتاء، كما نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة (1402هـ/1982م)، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وامتد تكريمه إلى خارج البلاد، فنال جائزة الملك فيصل العَالَمية لخدمة الإسلام سنة (1403هـ/1983م).
وقد كُتِبَ في جوانب من علم الشيخ رسائل علمية، منها رسالة بعنوان: «الشيخ حسنين محمد مخلوف مفسرًا» حصل بها باحث من لبنان على درجة الماجستير من إحدى جامعاتها.

طلبه للعلم
تعهده أبوه بالتربية والتعليم، فما إن بلغ السادسة حتى دفع به إلى من يحفّظه القرآن الكريم، وأتمه وهو في العاشرة على يد الشيخ محمد علي خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية، وهيأه أبوه للالتحاق بالأزهر فحفّظه متون التجويد والقراءات والنحو، التحق بالأزهر طالباً وهو في الحادية عشرة من عمره، وتلقى دروسه في مختلف العلوم على كبار الشيوخ ، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي وكانت تصطفي النابغين من المتقدمين بعد امتحان عسير لا يجتازه إلا الأكفاء المتقنون، ثم حصل على شهادة العَالِمية لمدرسة القضاء سنة 1332هـ، في يونيه سنة 1914م وهو في الرابعة والعشرين من عمره وكان من أعضاء لجنة امتحانه الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر، والشيخ بكري الصدفي مفتي الديار المصرية.

نبذة من أخباره
بعد تخرجه أخذ يلقي دروسه في الأزهر متبرعًا لمدة عامين إلى أن عُيِّن قاضيًا بالمحاكم الشرعية في قنا سنة (1334هـ/ 1916م)، ثم تنقل بين عدة محاكم في «ديروط» و«القاهرة» و«طنطا»، حتى عُيِّن رئيسًا لمحكمة الإسكندرية الكلية الشرعية سنة (1360هـ/1941م) ثم رُقِّي رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة العدل سنة (1360هـ/1942م)، وفي أثناء توليه هذه الوظيفة المرموقة أسهم في المشروعات الإصلاحية، مثل إصلاح قانون المحاكم الشرعية وقانون المجالس الحسبية، ومحاكم الطوائف المحلية، كما انتدب للتدريس في قسم التخصص بمدرسة القضاء الشرعي لمدة ثلاث سنوات، ثم عُيِّن نائبًا للمحكمة العليا الشرعية سنة (1363هـ/1944م)، ثم تولَّى منصب الإفتاء فعمل مفتيًا للديار المصرية في الفترة من 26 صفر سنة 1365 هـ الموافق 30 من يناير سنة 1946م وحتى 20 من رجب سنة 1369 هـ الموافق 7 من مايو سنة 1950م، وعُيِّن عضوًا بجماعة كبار العلماء بالأزهر سنة 1367هـ/1948م.

ومنذ انتهت خدمته القانونية لم يركن إلى الدعة والراحة، بل أخذ يلقي دروسه بالمشهد الحسيني يوميًّا، ويصدر الفتاوى والبحوث المهمة، إلى أن أعيد مُفتيًا للديار مرة ثانية في غرة جمادى الآخرة من عام (1371هـ/ 26 فبراير سنة 1952م) وظل في الإفتاء حتى صفر من عام 1374هـ/ أكتوبر سنة 1954م، وقد أصدر خلالها حوالي (8588) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
بعدها عمل الشيخ رئيسًا للجنة الفتوى بالأزهر الشريف مدة طويلة كما اختير عضوًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وتولى رئاسة جمعية البحوث الإسلامية بالأزهر، وتولى رئاسة جمعية النهوض بالدعوة الإسلامية، وكان عضوًا مؤسسًا لرابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، وشارك في تأسيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، واختير في مجلس القضاء الأعلى بالسعودية.
آثاره
شغلت الشيخ أعماله في القضاء والدرس عن التأليف والتصنيف، واستهلكت فتاواه حياته، وهي ثروة فقهية ضخمة أحلته مكانة فقهية رفيعة، وقد جُمعت فتاواه التي أصدرها أثناء توليه منصب الإفتاء، وما نشر في الصحف السيارة في مجلدين كبيرين بلغت حوالي (8588) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
وللشيخ كتب وهي على وجازتها نافعة جدًا، لأنه وضعها حلاً لقضية أو بيانًا لمشكلة اجتماعية، فهي كتب عملية تأخذ بيد الناس وتبين لهم مبادئ دينهم في سماحة ويسر.
فحين رأى كثرة السائلين أثناء دروسه عن بعض معاني الآيات القرآنية، وجد من اللازم أن يخص كتاب الله عز وجل بمؤلفين، أحدهما يختص ببيان معاني الكلمات القرآنية، وأطلق عليه "كلمات القرآن تفسير وبيان" وقد رزق الكتاب حظوة بالغة وتعددت طباعته، أما الآخر فهو أكثر اتساعًا وبيانًا لمعاني القرآن، وسمّاه "صفوة البيان لمعاني القرآن".
ولما رأى احتفاء الناس بذكرى الأربعين لوفاة الميت، كتب رسالة أوضح فيها أن هذا العمل بدعة مذمومة، لا أصل لها في الدين، وقد نُشرت هذه الرسالة بعنوان: "حكم الشريعة في مأتم ليلة الأربعين" تضمن ما يجب عمله شرعًا من أجل الموتى. وهكذا جاءت معظم مؤلفاته التي وضعها خدمة للدين، وتبصيرًا للناس به، وإحياء للسنة، ومحاربة للبدع التي انتشرت في أوساط المسلمين. ويحسن أن تستعرض أسماء بعض هذه المؤلفات، فمنها:
• حكم الإسلام في الرفق بالحيوان. وهي باكورة تصانيفه وقد فرغ من تأليفها في شهر يوليو عام 1912م.
• أسماء الله الحسنى والآيات القرآنية الواردة فيها. طبع بدار المعارف بالقاهرة 1394هـ.
• أضواء من القرآن الكريم في فضل الطاعات وثمراتها وخطر المعاصي وعقوباتها. طبع بمؤسسة مكة للطباعة بمكة المكرمة عام 1393هـ.
• أضواء من القرآن والسنة في وجوب مجاهدة جميع الأعداء. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1394هـ.
• فتاوى شرعية وبحوث إسلامية. طبع بمطبعة دار الكتاب العربي بالقاهرة 1371هـ.
• تفسير سورة يس. طبع بمطبعة الكيلاني بالقاهرة 1402هـ.
• حكم الشريعة الإسلامية في مأتم ليلة الأربعين وفيما يعمله الأحياء للأموات من الطاعات. طبع بمطبعة مصطفى الحلبي بالقاهرة 1366هـ.
• آداب تلاوة القرآن وسماعه.
• المواريث في الشريعة الإسلامية. طبع دار المدني بجدة.
• شرح البيقونية في مصطلح الحديث.
• شفاء الصدور الحرجة في شرح قصيدة المنفرجة.
• شرح جالية الكدر بنظم أسماء أهل بدر.
• أخطار المعاصي والآثام ووجوب التوبة منها إلى الملك العلام.
• رسالة في فضل القرآن العظيم وتلاوته.
• رسالة في فضائل نصف شعبان.
• رسالة في دعاء يوم عرفة.
• رسالة في ختم القرآن الكريم ووجوب بر الوالدين.
• رسالة في شرح أسماء الله الحسنى.
• رسالة في تفسير آية الكرسي وسورة الإخلاص وسورة الضحى.
• رسالة في تفسير سورة القدر.
• أدعية من وحي القرآن الكريم والسنة النبوية.
• نفحات زكية من السيرة النبوية.
• شرح الوصايا النبوية من النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
• شرح وصايا الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كما أن الشيخ -رحمه الله- كانت له جهود مشكورة في تحقيق بعض الكتب النافعة، منها:
• بلوغ السول في مدخل علم الأصول. طبع مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة 1386هـ.
• الحديقة الأنيقة في شرح العروة الوثقى في علم الشريعة والطريقة والحقيقة لمحمد بن عمر الحريري. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1380هـ.
• الدعوة التامة والتذكرة العامة لعبد الله بن علوي الحداد طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1383هـ.
• النصائح الدينية والوصايا الإيمانية لعبد الله بن علوي الحدَّاد. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1381هـ.
• شرح الشفا في شمائل صاحب الاصطفا للملا علي القاري. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1398هـ.
• هداية الراغب بشرح عمدة الطالب لعثمان بن أحمد النجدي. طبع بمطبعة المدني بالقاهرة 1379هـ.
• شرح المدحة النبوية للشيخ أحمد أبو الوفا الشرقاوي.
• شرح لمعة الأسرار للشيخ أحمد أبو الوفا الشرقاوي.
• قصيدة في مدح النعال النبوية للشيخ أبي الوفا.
• شرح نصيحة الإخوان للإمام ابن طاهر الحدَّاد.
• شرح الحكم للإمام عبد الله بن علوي الحدَّاد

نبذه عن تفسيره الموسوم بـ"صفوة البيان لمعاني القرآن":
تميز تفسيره بعدة خصاص منها:
1- أنه يعنى بالجانب اللغوي عناية خاصة باعتبار أن فقه لغة القرآن الكريم هو المدخل الطبيعي إلى حسن فهم معانيه، وقد تناول الكلمة القرآنية في أبعادها النحوية والصرفية والبلاغية تناولا مجيدا في وفاء مادته، مبسطافي أسلوب عرضه فهو يجمع إلى سهولة المأخذ بعد الغور ودقة المعنى وحسن اختيار الكلمات.
2- يتحرى البعد عن الإسرائيليات التي شابت كثيرا من التفاسير متجنبا الآراء الشاذة والآثار المشبوهة.
3- أشار في المواضع المناسبة إلى عدد من العلوم والمعارف التي شملها القرآن الكريم كالعقيدة والفقه من عبادات ومعاملات وكذلك الأخلاق والسلوك وذلك فضلا عن عدد منعلوم القرآن التقليدية كالقراءات والناسخ والمنسوخ والمكي والمدني وترتيب السور والآيات وأسباب النزول وغيرها وبالقدر الذي يستلزمه التفسير ويحتاج وغيرها وبالقدر الذي يستلزمه التفسير ويحتاج إلى إيضاح المعاني.
4- يشير أحيانا –وفي المواضع المناسبة- إلى بعض العلوم الحديثة مما يساعد على إيضاح بعض وجوه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
5- كثيرا ما يستعين على تقريب المعاني العميقة بضرب الأمثال وذكر الأشباه وسوق فرائد الحكم.
*مقدمة صفوة البيان لمعاني القرآن ص4
عقيدته في باب صفات الله تعالى:
يمكن للناظر أن يتعرف على عقيدة الشيخ في باب صفات الله تعالى بالوقوف على تفسيره بآيات الصفات التي هي محل خلاف بين الفرق المخالفة وقد اخترت بعضا منها في الأمثلة الآتية:
المثال الأول:صفة الاستواء على العرش .
فقد أورد في أول موضع لها من سورة الأعراف آية 54 ما يأتي:
عرش الله تعالى مما لا يعلمه البشر إلا بالاسم وليس كما تذهب إليه أوهام العامة فإنه لو كان كذلك لكان حاملا له تعالى عن ذلك لا محمولا..يجب الإيمان بها كما وردت وتفويض العلم بحقيقتها إليه تعالى. *صفوة البيان لمعاني القرآن ص220
قلت : تفويض كيفية الاستواء هذا حق وهو مذهب أهل السنة لأن الكيفية على الوجه اللائق به سبحانه لا يعلمها إلا الله كما قال الإمام مالك : ((والكيف مجهول )) ، وأما تفويض معنى الاستواء نفسه وحقيقته فهذا فرار من إثبات صفة العلو والاستواء على العرش لأن السلف ذكروا أن الاستواء معناه العلو والارتفاع والاستقرار.
والسلف لم يجهلوا معنى الاستواء كما قال الإمام مالك وغيره : (( الاستواء معلوم )) . وورد في ألفاظ أخرى : (( الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ))
*شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين ج1ص ٣٧٣
المثال الثاني :صفة اليدين لله تبارك وتعالى سورة ص آية 75:
ومذهب السلف فيه أن اليد –مفردة وغير مفردة – إذا وصف الله تعالى بها نفسه فهي صفة ثابتة له على الوجه الذي يليق بكماله مع تنزهه تعالى عن مشابهة الحوادث في الجسمية والجوارح تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ومذهب الخلف تأويل اليد بالقدرة أو النعمة.ثم قال : والتثنية للتأكيد أو أنه تمثيل للاعتناء بخلقه. *صفوة البيان لمعاني القرآن ص596
قلت: وعبارته مبهمة تحتمل كلا المعنيين فلم ينص على كون معنى الصفة ثابت في حق الله تعالى وإشارته أن مذهب الخلف تأويل اليد لايفصح حقيقة اعتقاده في هذه الصفة إذ الأشاعرة ينصون على أن لهم مذهبان في الصفات مذهب السلف وهو تفويض المعاني لله تعالى ومذهب الخلف وهوتأويلها ويقولون إن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم ثم قوله:" والتثنية للتأكيد أو أنه تمثيل للاعتناء بخلقه" يلمح إلى عدم إثباته اليدين لله تبارك وتعالى.
*شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين ج1ص ٢٩١
المثال الثالث: صفة الوجه لله جل جلاله:
قوله تعالى:" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة" يونس آية 27.
قال "وزيادة" هي النظر إلى وجه الله الكريم أو هي المغفرة والرضوان.
قلت: تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم ثبت في السنة في صحيح مسلم فليسعنا هذا المعنى أما المغفرة والرضوان فلم يرد فنلنقف حيث وقف النص.
*شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين ج1ص٢٨٣
المثال الرابع: صفة مجئ الله تعالى للفصل بين العباد:
قوله تعالى:" هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله"البقرة آية210 ص62
قال:"وإتيانه تعالى إنما هو بالمعنى اللائق به سبحانه مع تنزيهه عن مشابهة المحدثات وتفويض علم كيفيته إليه تعالى كما ذهب إليه السلف في آيات الصفات وأحاديثها ثم قال: ومذهب جمهور المتكلمين أن ظواهر هذه الآيات غير مرادة بالإجماع لاستحالتها عليه تعالى إذ صفاته مغايرة لصفات خلقه كما أن ذاته مغايرة لذواتهم فوجب تأويلها على سبيل التفصيل فيحمل الإتيان بأمره أو بأسه كما قال تعالى:"أو يأتي أمر ربك".*صفوة البيان لمعاني القرآن ص64
قلت :هنا وافق مذهب السلف من إثبات حقيقة الصفة وتفويض كيفيتها لله تبارك وتعالى.
*شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين ج1ص٢٧٤
قال الشيخ السعدي في تفسيره» (ص94-95) عند الآية ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ الله...﴾ البقرة:210: «...وهذه الآية وما أشبهها دليلٌ لمذهب أهل السنة والجماعة، المثبتين للصّفات الاختيارية، كالاستواء، والنزول، والمجيء، ونحو ذلك من الصفات التي أخبر بها تعالى عن نفسه، أو أخبر بها عنه رسوله ، فيثبتونها على وجه يليق بجلال الله وعظمته، من غير تشبيه ولا تحريف، خلافاً للمعطلة على اختلاف أنواعهم، من الجهمية، والمعتزلة، والأشعرية، ونحوهم، ممن ينفي هذه الصفات، ويتأول لأجلها الآيات بتأويلات ما أنزل الله عليها من سلطان، بل حقيقتها القدح في بيان الله وبيان رسوله، والزعم بأن كلامهم هو الذي تحصل به الهداية في هذا الباب، فهؤلاء ليس معهم دليل نقلي، بل ولا دليل عقلي، أما النقلي فقد اعترفوا أن النصوص الواردة في الكتاب والسنة، ظاهرها بل صريحها دال على مذهب أهل السنة والجماعة، وأنها تحتاج لدلالتها على مذهبهم الباطل، أن تخرج عن ظاهرها ويزاد فيها وينقص، وهذا كما ترى لا يرتضيه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان، وأما العقل فليس في العقل ما يدل على نفي هذه الصفات، بل العقل دل على أن الفاعل أكمل من الذي لا يقدر على الفعل، وأن فعله تعالى المتعلق بنفسه والمتعلق بخلقه هو كمال، فإن زعموا أن إثباتها يدل على التشبيه بخلقه، قيل لهم: الكلام على الصفات، يتبع الكلام على الذات، فكما أن لله ذاتاً لا تشبهها الذوات، فللّه صفات لا تشبهها الصفات، فصفاته تبع لذاته، وصفات خلقه تبع لذواتهم، فليس في إثباتها ما يقتضي التشبيه بوجه.
هذه بعض الأمثلة من تفسير الشيخ مخلوف ويلاحظ فيها عدم اطراد مذهبه على تفسير السلف في معاني صفات الله تبارك وتعالى وإن كان صرح في مقدمة تفسيره عند مبحث المتشابه والمحكم على تفويض معاني صفات الله تعالى وساق شواهد على ذلك بل زعم أنه مذهب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم!!
*صفوة البيان لمعاني القرآن ص11
وتذبذبه في إثبات بعض الصفات وإنكار بعضها لهو التناقض بعينه ولا يثبت له دليل شرعي ولا عقلي.
قال الشيخ السعدي في تفسيره» (ص94-95) ويُقال -أيضاً- لمن أثبت بعض الصفات، ونفى بعضاً، أو أثبت الأسماء دون الصفات: إما أن تثبت الجميع كما أثبته الله لنفسه، وأثبته رسوله، وإما أن تنفي الجميع، وتكون منكراً لرب العالمين، وأما إثباتك بعض ذلك، ونفيك لبعضه، فهذا تناقض، ففرق بين ما أثبته، وما نفيته، ولن تجد إلى الفرق سبيلاً، فإن قلت: ما أثبته لا يقتضي تشبيهاً، قال لك أهل السنة: والإثبات لما نفيته لا يقتضي تشبيهاً، فإن قلت: لا أعقل من الذي نفيته إلا التشبيه، قال لك النفاة: ونحن لا نعقل من الذي أثبته إلا التشبيه، فما أجبت به النفاة، أجابك به أهل السنة لما نفيته.
والحاصل أن من نفى شيئاً وأثبت شيئاً مما دل الكتاب والسنة على إثباته، فهو متناقض، لا يثبت له دليل شرعي ولا عقلي، بل قد خالف المعقول والمنقول» أهـ .
كما نجده في مواضع أخرى لم يلتزم بالتفسير النبوي الثابت لبعض الآيات كما في سورة القلم آية43 "يوم يكشف عن ساق"وإن كان فسرها بشدة الأمر وهو وارد عن السلف إلا أنه أغض الطرف عن المعنى الثابت في البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى (( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )) حديث رقم 7439 و مسلم حديث 183 عن أبي سعيد الخدري ) ، ومثال آخر في سورة الحديد آية3 عند اسمي الظاهر والباطن فسرها تفسيرا غامضا بعيدا عن التفسير النبوي الواضح كما ثبت في الحديث : (( وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء )).
وبالجملة يمكن القول إن الشيخ حسنين مخلوف جرى على طريقة أهل الكلام من تأويل بعض الآيات المتعلقة بالصفات وعدم إجرائها على ظاهرها وإمرارها كما جاءت وعدم الالتزام بالتفسير بما ثبت في السنة عفا الله عنه وغفر له.

وفاته:
طالت الحياة بالشيخ حتى تجاوز المائة عام، قضاها في خدمة دينه داخل مصر وخارجها، حيث امتدت رحلاته إلى كثير من البلاد العربية ليؤدي رسالة العلم، ويلقي دروسه، أو يفتي في مسائل دقيقة تُعرض عليه، أو يناقش بعض الأطروحات العلمية في الجامعات، وظل على هذا النحو حتى لقي ربه في 19 رمضان 1410 هـ = 15 إبريل 1990م.

قائمة المراجع:
المرجع الأول: محمد خير رمضان يوسف: تتمة الأعلام للزركلي، ج1 ص (140، 141) دار ابن حزم، بيروت، 1418هـ /1998م
المرجع الثاني: صفوة البيان لمعاني القرآن –تقديم محمد عبدالرحمن البكر-وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف- دولة الإمارات العربية المتحدة- الطبعة الأولى 1401-1981
المرجع الثالث: الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/ViewScientist.aspx?ID=16
المرجع الرابع : المكتبة القرآنية من موقع مركز تفسير
http://library.tafsir.net/scholar/530
المرجع الخامس: محمد حسام الدين: فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف -مجلة الأزهر- السنة الثالثة والستون، الجزء الخامس، 1411هـ / 1990م عن طريق الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية.
المرجع السادس: تفسير السعدي - دار المغني.
المرجع السابع: شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين- الطبعة الثالثة- شوال ١٤١٦ هـ- دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع- المملكة العربية السعودية الدمام

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المفسر, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir