●اسمه ونسبه :
- اسمه : عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار.
- الإمام الحبر فقيه الأمة أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري حليف بني زهرة.
كان من السابقين الأولين ومن النجباء العالمين شهد بدرا وهاجر الهجرتين وكان يوم اليرموك على النفل ومناقبه غزيرة روى علما كثيرا. (1 )
- كان أبوه مَسْعُود قَدْ حالف فِي الجاهلية عَبْد بْن الحارث بْن زهرة، وأم عَبْد اللَّه بْن مسعود أم عبد عَبْد بِنْت عَبْد ود بْنُ سواء من هذيل أيضا(2)
- ويُكنَّى بأبى عبد الرحمن الهذلى، وأُمه أُم عبد بنت عبدود، من هذيل، وكان يُنسب إليها أحياناً فيقال ابن أم عبد.(3)
· ما ذكر عن صفاته الخَلْقِيَة :
- عن الفَسَوِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُشْبِهُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللهِ (4 )
- كان قصيرًا جدًّا، طوله نحو ذراع، خفيف اللحم، دقيق الرجلين.(5)
●مولده و نشأته :
هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وصلى إلى القِبْلتين، وشهد بدراً، وأُحُداً، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الذى أجهز على أبى جهل يوم بدر ( 6)
· إسلامه :
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَسْلَمَ بن مَسْعُوْدٍ بَعْدَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِيْنَ نَفْساً وَعَنْ يَزِيْدَ بنِ رُوْمَانَ قَالَ: أَسْلَمَ عَبْدُ اللهِ قَبْلَ دُخُوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الأَرْقَمِ(7)
- روى الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عبد الله - يعنى ابن مسعود -: "لقد رأيتنى سادس ستة ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا" (8)
- أما عن سبب إسلامه أنه مرَّ عليه النبي وهو يرعى غنمًا بمكة لعقبة بن أبي معيط، فأخذ النبي منها شاة حائلاً وحلبها. فأسلم وحسن إسلامه. (9 )
معنى حائلا : الحائل: أي التي لم تَحْمِلْ.
●شيوخه
- صَار من كبراء الْأَصْحَاب وَأخذ الْقُرْآن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأفْشى إِلَى الْخلق وَكَانَ حسن الْهَيْئَة وَطيب الرَّائِحَة وموصوفا بالذكاء والفطنة وَكَانَ مقتدا بِهِ فِي مَعَاني الْقُرْآن (10)
●تلاميذه
- حدث عنه أبو موسى، وأبو هريرة، وابن عباس وابن عمر وعمران بن حصين وجابر وأنس وأبو أمامة في طائفة من الصحابة وعلقمة والأسود ومسروق وعبيدة وأبو وائلة وقيس بن أبي حازم وزر بن حبيش(11 )
- وَرَوَى عَنْهُ القِرَاءةَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَعُبَيْدُ بنُ نُضَيْلَةَ وَطَائِفَةٌ.(12 )
- ممن أخذ عنه القراءة مسروق بن الأجدع بن مالك أبو عائشة, ويقال: أبو هشام الهمداني الكوفي، أخذ القراءة عرضا عن عبد الله بن مسعود ( 13)
- من تلاميذه علقمة بن قيس "وكان أشبه الناس بابن مسعود سمتًا وهديًا وعلمًا وكان أعرج وكان من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، قال إبراهيم النخعي: قرأ علقمة على عبد الله فكأنه عجل فقال عبد الله فداك أبي وأمي رتل فإنه زين القرآن،"(14)
- من تلاميذه أيضا الأسود بن يزيد بن قيس بن يزيد أبو عمرو النخعي الكوفي الإمام الجليل، قرأ على عبد الله بن مسعود، وروى عن الخلفاء الأربعة وكان يختم القرآن كل ست ليال(15)
· أشهر الطرق عن ابن مسعود وصحتها وضعفها :
أولاً: طريق الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود. وهذه الطريق من أصح الطرق وأسلمها، وقد اعتمد عليها البخارى فى صحيحه.
ثانياً: طريق مجاهد، عن أبى معمر، عن ابن مسعود، وهذه أيضاً طريق صحيحة لا يعتريها الضعف. وقد اعتمد عليها البخارى فى صحيحه أيضاً.
ثالثاً: طريق الأعمش، عن أبى وائل، عن ابن مسعود. وهذه أيضاً طريق صحيحة يُخَرِّج البخارى منها، وكفى بتخريج البخارى شاهداً على صحته وصحة ما سبق.
رابعاً: طريق السدى الكبير، عن مرة الهمدانى، عن ابن مسعود. وهذه الطريق يُخَرِّج منها الحاكم فى مستدركه، ويصحح ما يُخَرِّجه. وابن جرير يُخَرِّج منها فى تفسيره كثيراً، وقد علمت فيما مضى قيمة السدى الكبير فى باب الرواية.
خامساً: طريق أبى روق، عن الضحاك، عن ابن مسعود، وابن جرير يُخَرِّج منها فى تفسيره أيضاً.
وهذه الطريق غير مرضية، لأن الضحاك لم يلق ابن مسعود فهي طريق منقطعة.(16 )
●أقوال العلماء فيهومكانته :
- عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ يَزِيْدَ قَالَ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيْبِ السَّمْتِ وَالدَّلِّ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى نَلْزَمَهُ قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَداً أَقْرَبَ سَمْتاً وَلاَ هَدْياً وَلاَ دَلاًّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ وَلَقَدْ عَلِمَ المَحْفُوْظُوْنَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِم إِلَى اللهِ زُلْفَةً(17 )
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا مِفْضَلُ بنُ مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ وَمُغِيْرَةُ وَابْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قال اسْتَقْرَأَنِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى المِنْبَرِ سُوْرَةَ النِّسَاءِ فَقَرَأْتُ حَتَّى بَلَغْتُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} . فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ عَلَى قِرَاءةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ".(18 )
- وفي صحيح البخاري عن مسروق، قال: ذكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو -يعني ابن العاص، فقال: لا أزال أحبه بعد ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خُذُوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب"، وقد كان من أعلم الناس بتفسير القرآن الكريم، بل كان يرى نفسه أنه أعلم الناس بكتاب الله؛(19)
- زكاه علي ابن أبي طالب ومدحه فقد جاء فيما أخرج أبو نعيم عن أبي البختري، قال: قالوا لعلي: أخبرنا عن ابن مسعود قال: "عَلِمَ القرآن والسنة ثم انتهى، وكفى بذلك علما" وشهد له من التابعين: مسروق بن الأجدع من خيار التابعين وفضلائهم قال: وجدت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مثل الإخاذ يروي الواحد، والإخاذ يروي الاثنين، والإخاذ لو ورد عليه الناس أجمعون لأصدرهم3 وإن عبد الله بن مسعود من تلك الإخاذالإخاذ: بكسر الهمزة الموضع الذي يحبس الماء كالغدير. أي لرجعوا وهم مرتوون جميعا.(20 )
- جاء في جامع بن شداد: حدثنا عبد الله بن مرداس كان عبد الله يخطبنا كل خمس على رجليه فنشتهي أن يزيد.(21)
- وأيضا أفرد له البخاري رحمه الله باب في كتاب الفضائل وأسماه باب مناقب عبد الله ابن مسعود وها بالتأكيد لفضله ومكانته في الأمه رضي الله عنه وأرضاه
- شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وشهد له بالفضل وعلو المنزلة، يدل على ذلك ما أخرجه الإمام أحمد فى مسنده عن علىّ قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "لو كنتُ مؤمِّراً أحداً دون مشورة المؤمنين لأمِّرْتُ ابن أُم عبد"
ولما سيَّره عمر رضى الله عنه إلى الكوفة كتب إلى أهلها: "إنى قد بعثتُ عمار بن ياسر أميراً، وعبد الله بن مسعود معلِّماً ووزيراً، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسى (22)
●طلبه للعلم :
من تأمل في سيرة الصحابي رضي الله عنه بن مسعود يرى حرصه على الطلب وبخاصه في تعلم كتاب الله فسعى لأن يبحر فيه
فبرع بالتفسير والفقه والحديث فجمع علم كتاب الله مع علمه بالسنة لملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم ،
وما يدل على ذلك ما جاء عن الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ قَرَأتُ مِنْ فِيِّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بضعا وسبعين سورة وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَداً أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللهِ مِنِّي تبلغنيه الإبل لأتيته (23 )
- كان ابن مسعود من أحفظ الصحابة لكتابة الله،
وبالجملة فابن مسعود كما قيل: أعلم الصحابة بكتاب الله تعالى، وأعرفهم بمحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه، وقصصه وأمثاله، وأسباب نزوله، قرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرَّم حرامه، فقيه فى الدين، عالِم بالسُّنَّة، بصير بكتاب الله. (24)
- عن سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ قَرَأْتُ من فِي رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَبْعِيْنَ سُوْرَةً وَزَيْدٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ يَلْعَبُ مع الغلمان
- عن جابِرُ بنُ نُوْحٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللهِ إلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ نَزَلَتْ وَفِيْمَا نَزَلَتْ الحَدِيْثَ(25)
- شَرِيْكٌ، عَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا إِذَا تَعَلَّمْنَا مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ نَتَعَلَّمْ مِنَ العَشْرِ الَّتِي نَزَلَتْ بَعْدَهَا حَتَّى نَعْلمَ مَا فِيْهَا يَعْنِي مِنَ العِلْم4.(26 )
●نبذة من أخباره :
- من مناقبه أَنَّهُ بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد المشاهد العظيمة، منها: أَنَّهُ شهد اليرموك بالشام وكان عَلَى النفل، وسيره عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ إِلَى الكوفة، وكتب إِلَى أهل الكوفة:
إني قَدْ بعثت عمار بْن ياسر أميرًا، وعبد اللَّه بْن مَسْعُود معلمًا ووزيرًا، وهما من النجباء من أصحاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وَقَدْ آثرتكم بعبد اللَّه عَلَى نفسي» .(27)
-جاء عن أبو دَاوُدَ فِي "سُنَنِهِ"، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آخَى بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ(28)
- وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ لَطِيْفاً فَطِناً.
قُلْتُ: كَانَ مَعْدُوْداً فِي أَذْكِيَاءِ العُلَمَاءِ.
وَعَنِ ابن المسيب، قال: رأيت بن مَسْعُوْدٍ عَظِيْمَ البَطْنِ أَحْمَشَ السَّاقَيْنِ. (29)
- وَأَخْرَجَ البُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي مُوْسَى قَالَ: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنَ اليَمَنِ فَمَكَثْنَا حِيْناً وَمَا نَحْسِبُ ابْنَ مَسْعُوْدٍ وَأُمَّهُ إلَّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِكَثْرَةِ دُخُوْلِهِم وَخُرُوْجِهِم عَلَيْهِ (30)
- عن ابْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا المَسْعُوْدِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُلْبِسُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعْلَيْهِ ثُمَّ يَمْشِي أَمَامَهُ بِالعَصَا حَتَّى إِذَا أَتَى مَجْلِسَهُ نَزَعَ نَعْلَيْهِ فَأَدْخَلَهُمَا في ذراعه وأعطاه العصا وكان يدخل الحجرة أمامه بالعصا(31)
●آثاره التي تدل على نبوغه بالتفسير.
- قال مسروق: كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثم يحدِّثنا فيها ويفسِّرها عامة النهار.
- - وبالجملة فابن مسعود كما قيل: أعلم الصحابة بكتاب الله تعالى، وأعرفهم بمحكمه ومتشابهه وحلاله وحرامه، وقصصه وأمثاله، وأسباب نزوله، قرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرَّم حرامه، فقيه فى الدين، عالِم بالسُّنَّة، بصير بكتاب الله.(32 )
●نماذج من تفسيره :
- جاء في تفسير ابن جرير الطبري حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت يحيى بن الجزار يحدث عن أبي العبيدين ضرير البصر، أنه سأل عبد الله بن مسعود عن هذه الآية {ولا تبذر تبذيرا} [الإسراء: 26] قال: إنفاق المال في غير حقه(33)
- - وأيضا من أمثلة تفسيره جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه " في يوم بدر" : نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا. ثم قللهم الله تعالى أيضا في أعينهم حتى رأوهم عددا يسيرا أقل من أنفسهم [قال ابن مسعود رضي الله عنه] حتى قلت لرجل إلى جنبي: تراهم سبعين؟ قال: أراهم مائة قال بعضهم: الرؤية راجعة إلى المشركين يعني يرى المشركون المسلمين مثليهم قللهم الله قبل القتال في أعين المشركين ليجترئ المشركون عليهم ولا ينصرفوا فلما أخذوا في القتال كثرهم الله في أعين المشركين ليجبنوا وقللهم في أعين المؤمنين ليجترؤوا فذلك قوله تعالى " وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم " (34)
- موقف ابن مسعود فيمن يؤول القرآن على غير مراده :
ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا جاءه وأخبره أنه ترك بالمسجد أحد القصاص يقص على الناس أحداث البعث والقيامة ويفسر برأيه قوله تعالى " يوم تأتي السماء بدخان مبين "
ويحكي لهم كيف يظهر دخان كثيف يوم القيامة يأخذ بأنفاس الناس حتى يصيبهم كهيئة الزكام ويغضب ابن مسعود لذلك وينبه الناس إلى قاعده أصولية هامة بقولة :"من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا يعلم الله أعلم "
ويفسر للناس هذه الآية ويبين لهم معناها فيذكر لهم أن حادثة الدخان ليست من حوادث يوم القيامة إنما هي قد حدثت بالفعل وكان ذلك حين اشتد أذى قريش بالمسلمين وزادت عداوتهم للإسلام فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بسنين كسنين يوسف عليه السلام ، فأصابهم قحط شديد وجدب ، وجهدوا حتى أكلوا الجلود والعظام والميتة وجعلوا يرون ما بينهم وبين السماء هيئة الدخان من شدة الجوع و النصب و الإعياء وأنزل الله تعالى قوله الكريم "فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى الناس هذا عذاب أليم " فجاءوا إلى النبي واشتكوا له وطلبوا منه أن يرحمهم و يدعوا الله أن يفرج عنهم ما هم فيه من الجوع و البلاء وأن يستسقي لهم فقد هلكوا ، فاستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا لهم فأنزل الله عز وجل قوله الكريم " إنا كاشوا العذاب قليلا " و لكنهم لم يهتدوا وعادوا إلى أذاهم وطغيانهم فأنزل الله تعالى قوله الكريم" يوم نبطش البطشة الكبرى " وانتقم منهم يوم بدر . (35 )
●وفاته :
ورد عن عبيد الله بن عبد الله، قال: مات ابن مسعود بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين وكان نحيفا قصير شديد الأدمة وكذا أرخه فيها جماعة.
وقال يحيى بن أبي عتبة: عاش ثلاثا وستين سنة (36)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) [ سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث - القاهرة ص 380 ]
(2 )[ أسد الغابة في معرفة الصحابة ،أبو الحسن الشيباني الجزري(المتوفى: 630هـ) تحقيق علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية ص280 ]
(3)[ التفسير والمفسرون ،الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: 1398هـ) ، مكتبة وهبة- القاهرة ص 63 المجلد الأول ]
(4 ) [سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص297 ]
(5)[ موقع الدكتور راغب السرجاني ]
( 6 )[ التفسير والمفسرون ،الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: 1398هـ) ، مكتبة وهبة- القاهرة ص63 المجلد الأول ]
(7)[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص 282المجلد الثالث]
(8) [ التفسير والمفسرون ،الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: 1398هـ) ، مكتبة وهبة- القاهرة ص 63 المجلد الأول ]
(9) [ نقلا عن موقع الدكتور راغب السرجاني ](10 )[طبقات المفسرين أحمد بن محمد الأدنه وي من علماء القرن الحادي عشر (المتوفى: ق 11هـ) تحقيق سليمان بن صالح الخزي ، مكتبة العلوم والحكم – السعودية ص رقم 4 ]
(11 )[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث - القاهرة ص 380 ]
(12 )[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص281 المجلد الثالث]
( 13 )[ غاية النهاية في طبقات القراء ، شمس الدين أبو الخير ابن الجزري (المتوفى: 833هـ) ، مكتبة ابن تيمية ص294]
(14 )[ غاية النهاية في طبقات القراء ، شمس الدين أبو الخير ابن الجزري (المتوفى: 833هـ) ، مكتبة ابن تيمية ص516 ]
(15)[ غاية النهاية في طبقات القراء ، شمس الدين أبو الخير ابن الجزري (المتوفى: 833هـ) ، مكتبة ابن تيمية ص171 ]
(16 ) [ التفسير والمفسرون ،الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: 1398هـ) ، مكتبة وهبة- القاهرة ص 63 المجلد الأول ]
(17 )[ سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص297]
(18 )[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص294- 295]
(19) [الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (المتوفى: 1403هـ) مكتبة السنة، ص58 ]
(20 ) [لإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير، محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة (المتوفى: 1403هـ) مكتبة السنة، ص59]
(21)[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث – مصر]
(22) [ التفسير والمفسرون ،الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: 1398هـ) ، مكتبة وهبة- القاهرة ص63 المجلد الأول ]
(23 )[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص228]
(24) [ التفسير والمفسرون ،الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: 1398هـ) ، مكتبة وهبة- القاهرة ص 65 المجلد الأول ]
(25)[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص288]
(26 ) [سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص300]
(27) [ أسد الغابة في معرفة الصحابة ، أبو الحسن علي بن الجزري (المتوفى: 630هـ) تحقيق :علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية ص284 المجلد الثالث ]
(28)[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث
(29) [سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص281]
(30)[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص 285.]
(31)[سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث ص 286]
(32 ) [ التفسير والمفسرون، الدكتور محمد السيد حسين الذهبي (المتوفى: 1398هـ) مكتبة وهبة، القاهرة ص65]
(33) [ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،محمد بن جرير أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ) ، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ص 566 المجلد الرابع عشر ]
(34) [تفسير البغوي محيي السنة، أبو محمد الحسين البغوي(المتوفى: 510هـ) تحقيق وتخريج : محمد عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش، دار طيبة ص14 الجزء الثاني ]
(35 ) [ تفسير الصحابة ، للدكتور عبد الله أبو السعود بدر دار ابن حزم ص41-42 ]
(36) [ سير أعلام النبلاء ، محمد بن أحمد الذهبي(المتوفى: 748هـ) دار الحديث الجزء الثالث ص 306]
2 ربيع الأول 1436هـ/23-12-2014م, 08:42 AM
سِــــــــــــيرَة حبر الأمَّــــــة ابن مَسعُود
العرض العادي
